pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


كتاب النحو الحديث 61 عمل المصدر واسم المصدر عمل الفعل

 

عمل المصدر عمل الفعل

إعمال المصدر وإعرابه

المصدر هو الاسم الذي يدلّ على حدث مجرّد من الزّمن، إذ يدل على معنى الفعل دون تحديد زمانه، وهو أصل جميع المشتقات، ويعمل المصدر عمل فعله سواء أكان هذا الفعل لازمًا أو متعديًا، فإذا كان الفعل لازمًا أخذ المصدر فاعلًا، وإذا كان الفعل متعديًا، أخذ المصدر مفعولًا به، وذلك ضمن شروط وأحوال، سيتمّ توضيحها في هذا المقال. ]

أحوال المصدر العامل

للمصدر العامل ثلاثة أحوال، هي:  

أولاً: أن يكون مضافًا

أمثلة إعرابيّة

سرَّني فهمُ زهيرٍ الدّرسَ  

سرَّني : فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والنون: للوقاية: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الياء: ضمير متّصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به

فهمُ :  فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره

زهيرٍ: اسم مجروروعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره

الدرسَ : مفعول به للمصدر "فهم" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره

("فهم " مصدر أضيف إلى فاعله "زهير" ونصب المفعول به "الدرس ")

قال تعالى: (وأكلِهم أموالَ الناسِ بالباطل)  

 وَاو : حرف عطف مبني على الفتحة الظاهرة على آخره

أكلهم  : اسم معطوف على مجرور قبله، مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، وهم: ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه

أموالَ : مفعول به للمصدر "أكل" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف

الناسِ : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

بالباطل : الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الباطلِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

(فالأكل مصدر أُضيف إلى فاعله "هم" ونصب المفعول به "أموال")

المصدر المضاف إلى المفعول به

سرّني فهمُ الدرسِ زهيرٌ

سرَّني : فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والنون: للوقاية: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الياء: ضمير متّصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به

فهمُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره

الدرسِ : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

زهيرٌ : فاعل للمصدر "فهم" مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره

(المصدر "فهم" مضاف إلى المفعول به "الدرس" والفاعل مذكور "زهير")

ألا إنَّ ظلمَ نفسِهِ المرءُ بينٌ

ألا : حرف استفتاح وتنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب

إنَّ : حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب

ظلمَ : اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف

نفسِهِ : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه

المرءُ : فاعل للمصدر "ظلم" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

بينٌ : خبر إنَّ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره

(فالمصدر "ظلم" مضاف إلى مفعوله "نفسه"، والفاعل مذكور بعده وهو "المرء")

الغالب على المصدر أن يكونَ مضافًا إلى فاعله، وينصب مفعوله، بينما إضافة المصدر إلى مفعوله وذكر فاعله فقليل

ثانياً: أن يكون منونًا

الإعراب

قوله تعالى: (أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ يتيمًا ذا مقربة)  

أو : حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب

إطعامٌ  : اسم معطوف على مرفوع قبله، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

في :  حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب

يومٍ : اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره

ذي :  نعت لـِ "يوم" مجرور وعلامة جره الياء لأنَّه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف

مسغبةٍ :  مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره

يتيمًا: مفعول به للمصدر "إطعام" منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره  

ذا : نعت لِـ "يتيمًا" منصوب وعلامة نصبه وعلامة نصبه الألف لأنَّه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف

مقربةٍ : مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره,

إعطاءٌ فقيرًا كساءً صدقةٌ

إعطاءٌ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره

فقيرًا : مفعول به أول للمصدر "إعطاء" منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره

كساءً : مفعول به ثانٍ للمصدر "إعطاء" منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره

صدقةٌ : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره

ثالثاً : أن يكون معرفًا بِـ (أل ))

استعماله نادرٌ، ومن أمثلته

الشطر الشعري (ضعيفُ الكنايةِ أعداءَهُ ) 

ضعيفُ : خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هو" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف

الكنايةِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

أعداءَهُ : مفعول به للمصدر (الكناية) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضافـ، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه

شروط إعمال المصدر

لإعمال المصدر شروط محددة، أبرزها شرطان ذكرهما معظم مؤلفي كتب النحو، وبعضهم يُسميها "موضعين لعمل المصدر"، وسيتم ذكرهما في أول نقطتين مما يلي، وهناك شروط أُخرى ذُكرَت في كتب دون أُخرى، وفيما يلي بيان لهذه الشروط:  ]

أن يكون المصدر نائبًا عن فعله

أي أن يأخذ المصدر مكان فعله ويحل محلّه في اللفظ والعمل، كما في الأمثلة التالية

تركًا الإهمالَ

تركًا : نائب مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره

الإهمال: مفعول به للمصدر "تركًا" منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره

(أي "اترك الإهمالَ")

صبرًا آل ياسرٍ

صبرًا : نائب مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره

آل : مفعول به للمصدر "صبرا" منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره، وهو مضاف

ياسرٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره

أن يصلح حلول (فعل مع أن) أو (فعل مع ما) محل المصدر

يُقدر الفعل مع "أن" في حالتين

إذا كان المصدر دالًا على الحدث في الزمن الماضي، فيكون الفعل المُقدر مع أن ماضيًا، مثل: (أعجبني إكرامُكَ علي) يصح أن يُقال (أعجبني أنْ أكرَمْتَ عليًا)

إذا كان المصدر دالًا على حدوث الحدث في الزمن المستقبل، فيكون الفعل المُقدر مع أن مضارعًا، مثل: (يُعجبني إكرامك علي) يصح أن يُقال (يعجبني أنْ تُكرمَ عليًا)

ويُقدر الفعل مع "ما" في حالة

إذا كان المصدر دالًا على الحال، أي على الزمن الحاضر، مثل: (يسرني فهمُكَ الدرسَ الآن) يصح أن يُقال (يسرني ما فهمت الدرس الآن) 

يسرني فهمك الدرسَ الآن

يسرُني : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والنون: للوقاية، حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الياء: ضمير متّصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به

فهمُكَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف، والكاف: ضمير متّصل مبني على الفتحة في محل جر مضاف إليه

الدرسَ : مفعول به للمصدر "فهم" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

الآن : مفعول فيه، ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

أن لا يكون المصدر مضمرًا

لا يُمكن للمصدر العمل إذا كان غير ظاهر وكان مؤولًا، مثل: (توبيخي زيدًا جائزٌ وهو عليًا غيرُ جائزٍ)، لأن "هو" ضمير يعود على المصدر (توبيخي) وضمير المصدر لا يعمل عمل المصدر، وما جاء غير ذلك فهو قليل ولا تُبنى عليه القاعدة

ألا يكونَ محدودًا، أي مقترنًا بالتاء التي تدل على الوحدة (تدل على المفرد ))

إذا اتّصل المصدر بتاء الوحدة امتنع عمله، مثل: (أحزنتني سفرتُكَ السعودية)، فلا يُمكن أن يكون المصدر "سفرتك" عاملًا بِـ "السعودية"؛ لأنَّه جاء محدودًا بتاء الوحدة

ألا يكون المصدر موصوفًا قبل العمل

أي أن لا يفصل بين المصدر وبين معموله صفته، فلا يُمكن أن يعمل المصدر في جملة (أبهرني إكرامُكَ العظيمُ زيدًا)، لأنَّ صفته "العظيم" فصلت بينه وبين معموله "زيدًا"، بينما يعمل إذا قلنا (أبهرني إكرامُك زيدًا العظيمُ)، وتُعرب الجملة كالتالي

أبهرَني إكرامُكَ زيدًا العظيمُ

أبهرَني: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والنون: للوقاية، حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الياء: ضمير متّصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به

إكرامُكَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والكاف: ضمير متّصل مبني على الفتحة في محل جر مضاف إليه

زيدًا : مفعول به للمصدر "أكرامك" منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره

العظيمُ : نعت للمصدر "إكرامك" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

أن لا يكونَ المصدر مصغرًا

إذا كان المصدر مصغرًا امتنع عن العمل، وذلك لأنَّ التصغير من خصائص الأسماء، فتصغير المصدر يبعده عن مشابهة الفعل، ففي جملة مثل (آلمني ضريبك الطفل) لا يُمكن أن يكونَ "الطفل" مفعولًا به للمصدر "ضريبك" لأنَّه جاء مصغرًا فامتنع عمله، أمَّا إذا قلنا (آلمني ضربُكَ الطفلُ) يصبح المصدر عاملًا فيما بعده وينصب مفعولًا به وهو "الطفل"

أن لا يكون المصدر مفصولًا عن معموله

ليتمكّن المصدر من العمل يجب أن يليه معموله مباشرة، فلا يجوز أن يفصل بينه وبين معموله أي شيء، فقد ذكرنا سابقًا أنَّه لا يجوز أن يفصل بين المصدر ومعموله صفته، وكذلك لا يجوز أن يفصل بينهما أي شيء، فلا يُمكن القول (أراضي لقاؤك مرّتين محمدًا) لأنَّ المصدر "لقاؤك" ومعموله "محمدًا" فصل بينهما كلمة "مرّتين"

أن لا يكونَ المصدر مؤخرًا عن معموله

لا يجوز أن نقول (أعجبني الدرسَ فهمُكَ)، فالمصدر "فهمُكَ" تقدم عليه معموله "الدرسَ"

ولا يُمكن أن يتأخر المصدر عن معموله إلّا في حالتين هما

- أن يكون المصدر نائبًا عن فعله: مثل: (عملَكَ إتقانًا)، (المجرمَ حبسًا)

- أن يكون معموله ظرفًا أو جارًا مجرورًا: مثل: (أبهجني مساءً حضور سعيد)، (أعجبني في المنزل تواجد أخيك)

أن لا يكون المصدر محذوفًا

لا يعمل المصدر إذا كان محذوفًا، مثل: (ما لك وزيدًا؟)، فلا يمكن القول أن "زيدًا" مفعول به لمصدر محذوف تقديره (ما بك وملابستك زيدًا

ملخص الدرس

يعمل المصدر عمل الفعل  في حالتين :-

1- أن يحذف الفعل وينوب عنه مصدره في تأدية معناه ، ويعمل عمل فعله في التعدي واللزوم وغيرهما من أنواع العمل ففي المثال:

تعظيما والديك : عمل المصدر (تعظيما) عمل الفعل المتعدي (عظِّم) حيث رفع الفاعل وهو الضمير المستتر، ونصب المفعول به (والديك).

وكذلك تكريما أهلَك : عمل المصدر (تكريما). عمل فعله المتعدي (أَكْرِم) فرفع الفاعل ونصب المفعول به (أهل).

 وفي الجملة: تعظيما والديك وتكريما أهلك، واشفاقا على ضعيفهم المحتاج. نجد ان المصدر (إشفاقا) قد عمل عمل الفعل اللازم (أشفق) فتعلق به الجار والمجرور (على ضعيفهم)، وعمل في النعت –التابع- في الجملة.

 2- أن يكون المصدر صالحا في الغالب للاستغناء عنه بأن يحل محله فعل من معناه مسبوق (بأن المصدرية) أو (بما المصدرية)

 مثل: ساءنا أثناء الندوة أن مدَحَ الشاعرُ نفسَه او ما مَدَحَ ... ، والتقدير:

 ساءنا أثناء الندوة مَدْحُ الشاعرِ نفسَه.

ساء : فعل ماضٍ مبني على الفتح.

نا : ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

أثناء : ظرف زمان منصوب وهو مضاف.

الندوة : مضاف إليه مجرور وشبه الجملة أثناء الندوة – متعلق بالفعل ساء.

مدح : فاعل مرفوع علامته الضمة ، وهو مضاف.

الشاعر : مضاف إليه مجرور لفظا مرفوع محلا على انه فاعل للمصدر.

نفس : مفعول به منصوب (للمصدر) وهو مضاف.

هـ : في محل جر بالإضافة.

 وهذا المصدر المقدر بأن والفعل ، أو بما والفعل ، يعمل في ثلاثة أحوال:

أن يكون مضافاً مثل: "فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً"

فالمصدر (ذِكْر)  مضاف إلى (كم) وقد نصب آباء على أنها مفعول به منصوب للمصدر.

 وإذا أضيف المصدر فقد يضاف إلى فاعله وينصب المفعول ان وجد فيكون الفاعل مجروراً في اللفظ مرفوعا في المحل مثل:

ملازمةُ المرءِ العلماءَ الزم، ومجانبةُ المرءِ السفهاءَ اُسلمُ .

فقد أضيف المصدران (ملازمة ومجانبة) إلى فاعله (المرء) المجرور لفظا والمرفوع محلا على أنه فاعل، وانتصبَ (العلماء) والسفهاء على أنهما مفعولان للمصدرين.

 فإذا جاء بعد الفاعل تابع مثل :

مصاحبة المرءِ العاقلِ العقلاءَ أسلم.

جاز أن نَجُّرَ (العاقل) على أنه نعت (للمرء) وأن نَرْفَعَها على محل (المرء) وهي الفاعلية.

 ب- الحالة الثانية من هذه الحالات أن يكون المصدر منونا مثل :

قوله تعالى "أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15)"

أو : حرف عطف.مبنى لا محل له من الإعراب

إطعام : مصدر معطوف على مرفوع.

في يوم : جار ومجرور متعلقان بالمصدر.

ذي : نعت مجرور علامته الياء وهو مضاف.

مسغبة : مضاف إليه مجروربالكسرة الظاهرة.

يتيما : مفعول به منصوب للمصدر المنون (إطعام).

ذا : نعت منصوب علامته الألف، وهو مضاف.

مقربة : مضاف إليه مجروربالكسرة الظاهرة.

 ومثل : إعطاءٌ فقيراً مالا صدقةٌ حيث نصب المصدر( إعطاءٌ )  مفعولين : فقيراً ومالاً .

ج- الحالة الثالثة أن يكون المصدر محلى (بأل) وهو اقل انواع المصدر عملا مثل قول الشاعر:

ضعيف النكاية أعداءه            يخال الفرار يراخي الأجل

حيث اعتبر المصدر (النكاية) سبب نصب اعداء.

---------------------------------------------------------------------------------------

كتاب النحو الحديث                                                          للأستاذ / عبدالرحمن معوض

عمل اسم المصدر

واسم المصدر هو ما ساوى المصدر في المعنى وخالفه في بعض حروف فعله دون تعويض

 مثل (إعطاء) مصدرا للفعل (أعطى)، أما (عطاء) فهو اسم مصدر خالف المصدر في عدد حروف الفعل أعطى حيث نجد الهمزة في فعله ولا نجدها في (عطاء) ولم يعوض عن الهمزة بحرف آخر، بعكس المصدر من (وعد) الذي هو (عدة) فمع ان الفعل خلا من الواو في الفعل لفظا لا تقديراً لانه عوض عنها بالتاء.

 ومن أمثلة عمل اسم المصدر:

عطاؤك المحتاجَ صدقةً وقاء من النار.

عطاؤ : مبتدأ مرفوع وهو مضاف .

الكاف :  ضمير مبنى في محل جر بالإضافة.

المحتاج : مفعول به أول لاسم المصدر ، عطاء.

صدقة : مفعول به ثان لاسم المصدر ، عطاء .

حيث نصب اسم المصدر، كما المصدر مفعولين.

 ومثل :

 بعشرتك الكرامَ تُعدُ منهم.

عشرة : اسم مجرور بالباء، وهو مضاف.

الكاف :  ضمير مبنى في محل جر بالاضافة.

الكرام : مفعول به لاسم المصدر (عشرة).

تعد : فعل مضارع مرفوع مجهول فاعله ، نائب فاعله ضمير تقديره أنت.

منهم : شبه جملة جار ومجرور في محل جر متعلقان بالفعل تعد حيث نصب اسم المصدر (عشرة) المفعول به، كما ينصب المصدر (معاشرة) مفعوله. 

ومن أمثلة إعمال اسم المصدر قول الشاعر :

 أكفرا بعد رد الموت عني      وبعد عطائك المائة الرتاعا

 الشاهد فيه قوله:((عطائك المائة) حيث أعمل اسم المصدر وهو( عطائك) عمل فعله فنصب مفعولا به هو (المائة) .

وقول الآخر:

إذا صح عون الخالق المرء لم يجد    عسيرا من الآمال إلا ميسرا

 الشاهد فيه قوله: ( عون الخالق المرء) إذ أعمل اسم المصدر (عون) عمل فعله فرفع فاعلا (الخالق)  الذي هو مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل لاسم المصدر وننصب مفعولا به (المرء).

وقول الآخر :

بعشرتك الكرام تكون منهم    فلا ترين لغيرهم أَلُوفا

الشاهد فيه (بعشرتك الكرام) حيث عمل اسم المصدر (عشرة )عمل فعله فنصب مفعولا به هو (الكرام)

يضاف المصدر إلى فاعله فيجره؛ثم ينصب المفعول، نحو: (( عجبت من شرب زيد العسل))

2ـ يضاف المصدر إلى مفعوله ثم يرفع الفاعل، نحو : (( عجبت من شرب العسل ِ زيدٌ))، ومنه قول الشاعر:

تنفي يداها الحصى في كل هاجرة   نفي الدراهيم تنقاد الصياريف

   الشاهد فيه قوله (نفي الدراهيم تنقاد)، حيث أضاف المصدر ـ وهو قوله : (نفي) إلى مفعوله وهو قوله: ( الدراهيم ) ثم أتى بفاعله مرفوعا ، وهو قوله تنقاد.

 وليس هذا مخصوصا بالضرورة خلافا لبعضهم ،

ومنه قوله تعالى : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا))

  إعراب

ولله : الواو حسب ماقبلها، اللام حرف جر ، لفظ الجلالة مجرور بالام  والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم

على الناس : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

حج : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف

البيت : مضاف إليه مجرور

مَنْ : اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر بدل (بعض من كل) من الناس

 استطاع : فعل ماض ( والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب

إليه : إلى حرف جر والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور في محل نصب حال

سبيلا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة

الشاهد فيه قوله : يرى النحاة أنه لابد في بدل (البعض من الكل) من اتصال هذا البدل بضمير يعود إلى المبدل منه ليربط البعض بكله. وهذا الرابط إما يكون مذكورا وإما يكون مقدرا كما في الآية، فقد وقع الاسم الموصول (من) بدلا من الناس لأن المستطيع بعض الناس لا كلهم ، والضمير العائد على المبدل منه محذوف تقديره: من استطاع منهم.

3ـ يضاف المصدر إلى الظرف ثم يرفع الفاعل وينصب المفعول به ، نحو: (( عجبت من ضرب اليوم زيدٌ عمرا))

1ـ تابع المصدرالمجرور وهو فاعل في الأصل، له حالتان

أ ـ الجر مراعاة للفظ‘ فتقول: ( عجبت من شرب زيدٍ الظريفِ)

ب ـ الرفع مراعاة للمحل، فنقول:(عجبت من شرب زيدٍ الظريفُ)

ومنه قول الشاعر:

حتى تهجر في الرواح وهاجها  طلب المعقبِ حقَهُ المطلومُ

الشاهد فيه قوله: طلب المعقب... المظلوم) حيث أضاف المصدر وهو ((طلب)) إلى فاعله وهو(( المعقب)) ثم أتبع الفاعل بالنعت وهو المظلوم وجاء بهذا التابع مرفوعا  نظرا لمحل المتبوع.

2ـ تابع المصدرالمجرور وهو مفعول به

 

 

 

 

 

 

 

----------------------------------------------------------------------------------------

كتاب النحو الحديث                                                            للأستاذ / عبدالرحمن معوض

شكرا لتعليقك