أكثم بن صيفي
التميمي وإسهاماته الفكرية قبل الإسلام
السيرة الشخصية :
هو أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث بن معاوية بن شريف بن جروه بن أسيد بن
عمرو . بن تميم التميمي ويكنى بابي حفدة ، وبأبي حفادة حكيم العرب ، وسيّد من سادات تميم ،
وكانت العرب لا تقدم عليه أحداً في الحكمة. عمر
طويلا (مائة وتسعين سنة) ، وأدرك الإسلام .توفي سنة ( 630م ، 9 هـ
) الأكثم : مشتق من الكثمة وهي عظم
البطن وهي صفة مشبهة باسم الفاعل يقال رجل أكثم وامرأة كثماء وهو أول من دعا إلى ضرورة وضع
الفواصل بين الجمل في الكتابة، كما ذكر أبو هلال العسكري في كتابه (الصناعتين)
قال: (وكان أكثم بن صيفي إذا كاتب ملوك الجاهلية يقول لكتّابه افصلوا بين كل معنىً
منقضٍ، وصلوا إذا كان الكلام معجونا بعضه ببعض). أسلم ولم ير النبي (ص) ومات وهو
في طريقه إلى يثرب،
، وانشد له المرزباني :
وإن امرأً قد عاش تسعين حجة إلى
مائة لم يسأم العيش جاهل
أتت مائتان غير عشر وفائها وذلك
من مر الليالي قلائل
عاش هذا الرجل بين قبيلته تميم التي تعد من القبائل العربية الكبيرة التي
اشتهرت في شبه جزيرة العرب ، وامتازت بمكانة عالية بين القبائل العربية في عصر ما
قبل الإسلام – لشدة
بأسها ، وكثرة عدد أفرادها حتى امتلأت منهم البلاد ، وهي قبيلة شمالية
مضربة ، انتشرت في
. مناطق واسعة حتى وصفها ابن حزم بأنها (قاعدة من اكبر قواعد العرب)
اسلامه
وتذكر المصادر انه لما سمع بأمر النبي كان في ذلك الوقت شيخا ً فانيا
ً فأرسل ابنه مع رجلان من أبناء قومه إلى مكة ليأتوه بخبر النبي الجديد
فلما عادوا بخبره أثلج صدر أكثم
جمع قومه وخطب فيهم قائلا
( يا قوم أراد يأمركم بمكارم الأخلاق ، وينهي عن ملائمها فكونوا في هذا
الأمر رؤساء ولا تكونوا فيه أذنابا وكونوا
فيه أولاولاتكونوا فيه آخر ،
فقام مالك بن نويرة اليربوعي في نفر من بني يربوع فقال : خرف شيخكم : انه
ليدعوكم إلى الفناء ،
ويعرضكم للبلاء ، وان تجيبوه تتفرق جماعتكم ، وتظهر إضغانكم ويذلل عزكم ،
فقال أكثم : ويل
للشجي من الخلي ! يا لهف نفسي على أمر لم أدركه ! ولم يفتني ما أسى عليك ،
بل على
العامة ، يا مالك انك هالك وان الحق إذا قام دفع الباطل 000 فتبعه مائة من
عمرو وحنظله ،
وخرج إلى النبي ، فلما كان في بعض الطريق عمد (بعضهم) وشق ما كان معهم من
قربة
ماء ومزادة وهرب ، فجهد أكثم العطش وكان شيخا كبيرا فمات ، وأوصى من معه
بإتباع النبي) وأشهدهم انه
اسلم فانزل االله فيه(( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى االله ورسوله ثم
يدركه الموت فقد وقع أجره على االله وكان االله غفورا رحيما
اسهاماته الفكرية :
كانت له إسهامات عديدة في مختلف المجالات والنشاطات الاجتماعية والثقافية
ومن ابرز
هذه النشاطات :
الحكم
وقد كان لكل قبيلة حكام ، عرفوا برجاحة عقولهم ، وبسعة مداركهم وبوقوفهم
علىأعراف قومهم ، وبعدلهم فتحاكموا إليهم ومنهم من طار اسمه إلى خارج مواطن قبيلته
، فتحاكم إليه أبناء القبائل الأخرى لما وجدوا فيه من صفات الحكم العادل والنزاهة
والسلامة والصدق في إعطاء الحكم و أكثم كان يعد واحدا من حكام العرب ، المشهورين
قبل الإسلام ، ومن رؤساء تميم البارزين ، ووصف انه " حكيم العرب
بلا منازع ، فإذا ما اطلع المرء على حكمه ووصاياه التي قالها منذ مئات
السنين والتي نسبت إليه ، وتفحصها جيدا تيقن إنها تصح في الوقت الحاضر ، أن تكون مثلا رائعا يحتذى به
ومن الحكم التي ذكرها على سبيل المثال لا الحصر
1-القرابة تحتاج إلى مودة و المودة لا تحتاج إلى قرابة )
2- تباعدوا في الدار ، تقاربوا في
المودة
3- وله في الصمت وعدم الثرثرة،
وكثرة المزاج : (المزاحة تذهب المهابة)
- وقال في النكاح : (المناكح
الكريمة مدارج الشرف )
- ومن حكمه في العمل والكسب
قــــــــــــال : (من ضعف عن كسبه اتكل على مال غيره)
- وله في الصمت : ( مقتل الرجل بين
فكيه )
. - ومن حكمه : ( شر الملوك من خافه البرئ ) ( الدال على الخير كفاعله )
- رضا الناس غاية لا تبلغ ، ومعناه
إن الرجل لا يسلم من الناس على كل حال ، فينبغي أن يستعمل ما يصلحه ولا يلتفت إلى
قولهم
- ليس من العدل سرعة العذل
- ومن حكمه : ( من مأمنه يؤتي الحذر ) يعني أن الحذر لا يرفع المقدر عن
صاحبه و وذكر انه أول من حكم إن الولد للفراش ثم جاء الإسلام واقر ذلك كما جاء في الحديث
الشريف : ( الولد للفراش وللعاهر الحجر )
- وقال : (انك لا تجني من الشوك
العنب)
- ومن حكمه الصِّدقُ مَنْجَاةٌ ، والكَذِبُ مَهْوَاةٌ ، والشَّرُّ لَجَاجَةٌ ،
والحَزْمُ مَرْكَبٌ صَعْبٌ، والعَجْزُ مَرْكَبٌ وَطِيئٌ ، آفَةُ الرَّأي الهوى ،
والعَجْزُ مِفْتاحُ الفَقْرِ، وخيرُ الأمورِ الصَّبرُ ، حُسْنُ الظَّنِّ وَرْطَةٌ
، وسُوءُ الظَّنِّ عِصْمَةٌ ، إِصلاحُ فَسَادِ الرَّعِيَّةِ خيرٌ مِن إِصلاحِ
فَسَادِ الرَّاعِي ، مَن فَسَدَتْ بِطَانَتُه كان كالغاصِّ بالماءِ ،
= يُروى أن النعمان بن
المنذر قصد إلى بلاط كسرى فوجد عنده وفوداً من الروم والهند والصين ، وقد افتخر كل
وفد بمآثر أمته ، ولما افتخر النعمان بمفاخر العرب أنكر كسرى على العرب أن يكون
لهم مجد ، ووصفهم بأنهم وحوش تقيم في القفر ، وحينئذ اقترح عليه النعمان أن يستدعي
وفداً من العرب ويسمع منهم ، فوافق كسرى على ذلك وقدم وفد العرب وعلى رأسه أكثم بن
صَيفي ، الذي ألقى الخطبة بين يدي كسرى فاعجب
به كسرى وقال ان لم يكن للعرب غيره لكفى
ومن هنا نعرف أن أكثم بن صيفي كان
شخصية متميزة في المجتمع من خلال ما كان يمتلكه من أفكار وحكم انعكست بمجملها على
الحياة العامة حتى غدت ترددها كل الألسن ، الأمر الذي أمد تراثنا الإنساني بعطاء
ثر من القيم الخلقية والإنسانية ونحن عندما نذكره وبعض فضائله ، نستطلع تاريخنا
العربي المجيد الزاخر ، ولكي يطلع جيلنا الحاضر على بعض مآثر الأجداد ، وما نطقوا
به من حكمة ، وقول حسن ، وسيرة يعتز
بها كل إنسان عربي ، وكل محب للخير والفضائل الحسنة .
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء