من دروس علم المعانى :
4- أسلوب الاستفهـام وأغراضه البلاغية
من أنواع الإنشاء الطلبي الاستفهام: وهو
طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل بأداة خاصة وأدوات
الاستفهام كثيرة منها: الهمزة، وهل.
ولنبدأ بإيراد أمثلة لهاتين الأداتين للتوصل عن طريق
مناقشتها إلى الفرق بينهما معنى واستعمالا.
من ادوات الاستفهام الهمزه
أمثلة للهمزة :
١ - أخالد فاز بالجائزة أم
أسامة ؟
٢ - أكاتب أنت أم شاعر؟
٣ - أمبكرا حضرت إلى الجامعة
أم متأخرا ؟
٤ - أقلما أهديت إلى صديقك أم
كتابا ؟
٥ - أأسبوعا قضيت في الجبل أم
أكثر من أسبوع ؟
فهذه الجمل جميعها تفيد الاستفهام الذي هو طلب العلم
بشيء لم يكن معلوما من قبل، وأداة الاستفهام في كل منها هي الهمزة.
وبالتأمل في هذه الأمثلة نجد المتكلم أو السائل في كل
مثال منها يعرف النسبة التي تضمنها الكلام، ولكنه يتردد في شيئين ويطلب تعيين
أحدهما.
فهو في المثال الأول
يعرف أن الفوز بالجائزة قد وقع فعلا وأنه منسوب إلى واحد من اثنين: خالد
وأسامة، ولذلك فهو لا يطلب معرفة النسبة لأنها معروفة، وإنما يطلب معرفة مفرد،
وينتظر من المسؤول أن يعين له ذلك المفرد ويدله عليه، ومن أجل ذلك يكون جوابه
بالتعيين، فيقال له: خالد
مثلا.
وفي المثال الثاني
يعلم السائل أن واحدا من شيئين: الكتابة أو الشعر قد نسب إلى
المخاطب فعلا، ولكنه متردد بينهما، فلا يدري أهو الكتابة أم الشعر، فهو إذن لا
يطلب معرفة النسبة لأنها معروفة له، ولكنه يسأل عن مفرد
ويطلب تعيينه، ولهذا يجاب بالتعيين، فيقال
له في الجواب: شاعر مثلا.
وفي المثال الثالث يعلم المستفهم أن حضور
المخاطب إلى الجامعة قد وقع فعلا، ولكنه متردد في الحالة التي كان عليها المخاطب
عند حضوره إلى الجامعة، فلا يدري أهي حالة تبكير أم تأخير. فهو إذن لا يطلب معرفة
النسبة لأنها معروفة له، وإنما يستفهم عن مفرد ويطلب تعيينه، ولهذا يجاب بتعيين إحدى
الحالين، فيقال له في الجواب: مبكرا
مثلا، وهكذا يقال في بقية الأمثلة.
من ذلك نرى أن همزة الاستفهام يطلب بها معرفة مفرد،
وتسمى معرفة المفرد تصورا. إذن فالهمزة من استعمالاتها أنه يطلب بها التصور، وهو
إدراك المفرد.
ويلاحظ من الأمثلة أيضا أن الهمزة التي للتصور تكون
متلوة بالمسؤول عنه دائما ويذكر له في الغالب معادل بعد أم .
ومن كل ما تقدم يتضح أن لهمزة الاستفهام استعمالين،
أحدهما: أن يكون المعلوم هو النسبة والمجهول هو المفرد، فيطلب بها معرفة
المفرد،
والثاني : أن
يكون المجهول هو النسبة فيطلب بها معرفة النسبة. وتسمى معرفة المفرد تصورا ، ومعرفة النسبة تصديقا .
١ - من أنواع الإنشاء الطلبي الاستفهام: وهو
طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل بأداة خاصة.
٢ - وأدوات
الاستفهام كثيرة منها: الهمزة، وهل.
٣ - الهمزة- يطلب
بها أحد أمرين:
أ- التصور: وهو إدراك المفرد، أي تعيينه،
وفي هذه الحال تأتي الهمزة متلوة بالمسؤول عنه، ويذكر له في الغالب معادل بعد أم
ب- التصديق: وهو
إدراك النسبة، أي تعيينها، وفي هذه الحال يمتنع ذكر المعادل.
٤ - هل- ويطلب بها التصديق ليس غير،
أي إدراك النسبة، ويمتنع معها ذكر المعادل.
وإتماما للكلام عن الهمزة وهل تجدر الإشارة إلى بعض نقاط تتصل
بهما أو بأحدهما.
النقطة الأولى أن أم إن جاءت بعد همزة التصور، نحو:
أتفاحا اشتريت أم برتقالا؟ فإنها تكون متصلة، بمعنى أن
ما بعدها يكون داخلا في حيز الاستفهام السابق عليها. وقد يستغنى عن ذكر المعادل
عرفنا أن الاستفهام في الأصل هو طلب العلم بشيء لم يكن
معلوما من قبل بأداة خاصة. ولكن أدوات الاستفهام قد تخرج عن معانيها الأصلية إلى
معان أخرى على سبيل المجاز تفهم من سياق الكلام وقرائن الأحوال.
الاستفهـام الحقيقي
: هو طلب معرفة شيء مجهول ويحتاج إلى جواب .
الاستفهـام البلاغي
: لا يتطلب جواباً و إنما يحمل من المشاعر أغراض بلاغية عديدة منها:
التشويق- الإنكار- النفى- التمنى –التقرير-
التهكم والسخرية- التعجب – المدح والتعظيم – الاستبعاد – الأسى والحسرة- التسوية
وغيرها من الدلالات التى تفهم من خلال السياق وتعرف من خلال الموقف الذى يقال فيه
وحالة الأديب النفسية والجو الشعورى المسيطر على الحدث
·
وسر جمال الاستفهام البلاغى أنه يعطى الكلام حيوية ويزيد
من الاقناع والتأثير كما أن فيه إثارة للسامع وجذبا لانتباهه واشراكا له فى فى
التفكير ليصل بنفسه إلى الجواب دون أن يملى عليه
كتاب البلاغة السهلة للأستاذ / عبدالرحمن معوض
·
من الأغراض البلاغية للاستفهام :
1- النفي
:
وذلك عند ما تجيء لفظة الاستفهام للنفي
لا لطلب العلم بشيء كان مجهولا
ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم قوله
تعالى :
: "
فمن يهدي من أضل الله؟"
وقوله
" : "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وقوله
" " أفأنت تنقذ من في النار؟، وقوله :
و
" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه؟ "
فظاهر هذه الآيات الكريمة الاستفهام والمعنى
لا هادي لمن أضل الله
وليس جزاء الإحسان إلا الإحسان. ولست تنقذ
من في النار. ولا أحد يشفع عنده إلا بإذنه
ومن الشعر الذي خرج فيه الاستفهام إلى
النفي قول الفرزدق :
أين الذين بهم تسامي دارما؟ أم من إلى سلفي طهية تجعل؟
وقول أبي فراس في رثاء أمه :
إلى من أشتكي؟ ولمن أناجي إذا
ضاقت بما فيها الصدور؟
بأي دعاء داعية أوقى؟ بأي
ضياء وجه استنير؟
بمن يستدفع القدر الموفى ؟ بمن يستفتح الأمر العسير؟
وقول المتنبي من قصائد مختلفة :
ومن لم يعشق الدنيا قديما؟ ولكن لا سبيل إلى الوصال
يفنى الكلام ولا يحيط بفضلكم أيحيط ما يفنى بما لا ينفد؟
وهل تفنى الرسائل في عدو إذا
ما لم يكن ظبا رقاقا؟
كيف الرجاء من الخطوب تخلصا من بعد ما أنشبن في مخالبا؟
وقول
البحتري:
هل الدهر إلا غمرة وانجلاؤها وشيكا،
وإلا ضيقة وانفراجها؟
وقول
آخر:
فما ترجى النفوس من زمن أحمد
حاليه غير محمود؟
فالاستفهام في جميع هذه الأبيات قد خرج عن معناه الأصلي إلى النفي الذي يستفاد من سياق الكلام.
2-
التقرير و التأكيد : إذا كان الاستفهام منفياً :
حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه
إثباتا ونفيا لغرض من الأغراض، على أن يكون المقرر به تاليا لهمزة الاستفهام، فتقول
أفعلت؟ إذا أردت أن تقرره بأن الفعل كان
منه، وتقول
أأنت فعلت؟ إذا أردت أن تقرره بأنه الفاعل، وتقول
أشعرا نظمت؟ إذا أردت أن تقرره بأن منظومه
شعر، وهكذا
ومن الاستفهام التقريري قوله تعالى :
ألم نشرح لك صدرك؟ وقوله
ألم نربك فينا وليدا ؟، وقوله تعالى على لسان قوم موسى
·
أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟
مثل
: ألم نشرح لك صدرك – أليس ذلك
بقادر على أن يخيى الموتى
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا
وقوله :
ألم يجدك يتيما فآوى؟ ووجدك
ضالا فهدى؟ ووجدك عائلا فأغنى؟
ومن أمثلته شعرا :
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح؟
ألست المرء تجبي كل حمد إذا ما
لم يكن للحمد جاب؟
ألست أعمهم جودا وأزكا هم
عودا وأمضاهم حساما؟
ومن خلال الأمثلة السابقة
نلاحظ أن أسلوب الاستفهام قد خرج عن معناه الأصلى ليفيد معنى التقرير والتوكيد
ويفهم ذلك من خلال السياق الذى قيل فيه
3- الإنكار :
إذا كان الاستفهام عن شيء لا يصح أن يكون :
مثل : (أتلعب و أنت تأكل .)
، (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ
وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ..)
وقد يخرج الاستفهام عن معناه الأصلي للدلالة على
أن المستفهم عنه أمر منكر عرفا أو شرعا، نحو
قولك لمن يقف بسيارته في طريق عام من غير سبب:
أتعوق غيرك عن السير في الطريق؟
ونحو
قولك لمسلم يأكل أو يدخن نهارا في رمضان: أتأكل
أو تدخن في شهر الصيام؟ فأنت في كلا السؤالين تنكر على
المخاطب صدور مثل هذا العمل الشائن منه وتقرعه عليه.
والاستفهام
الإنكاري يكون على أوجه، فهو:
أ- إما
إنكار للتوبيخ على أمر وقع في الماضي،
بمعنى ما كان ينبغي أن يكون ذلك الأمر الذي كان، نحو
قولك لمن صدر منه عصيان: أعصيت ربك؟ .
ب- وإما إنكار للتوبيخ
على أمر واقع في الحال أو خيف وقوعه في المستقبل، والمعنى
على هذا: لا ينبغي أن يكون هذا الأمر، نحو: أتعصي ربك؟ تقول هذا
لمن هو واقع في المنكر أو لمن هم أن يقع فيه، على
معنى:
لا
ينبغي أن يحدث منك حالا أو يصدر عنك استقبالا. ويسمى الإنكار في الحالين السابقتين
الإنكار التوبيخي.
ج- وإما إنكار للتكذيب
في الماضي، بمعنى لم يكن ، أي أن
المخاطب
إن ادعى وقوع شيء فيما مضى، أو نزل منزلة المدعي أتي بالاستفهام الإنكاري تكذيبا
له في دعواه، نحو قوله تعالى لمن اعتقدوا أن
الملائكة بنات الله: "أفأصفاكم
ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا؟ "
أي: أخصكم
ربكم بالذكور وخص نفسه بالبنات؟ أي أنه لم يفعل هذا لتعاليه عن الولد مطلقا.
د- وإما إنكار للتكذيب
في الحال أو في المستقبل، بمعنى لا يكون
نحو
قوله تعالى على لسان نوح عليه السلام :
عند
ما دعا قومه إلى التوحيد وكذبوه: " قال يا قوم: أرأيتم إن كنت على بينة من ربي،
وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون؟ "
أي
أنلزمكم تلك الحجة البينة على أني رسول الله؟ أي أنكرهكم على قبولها، والحال أنكم
لها كارهون؟ يعني لا يكون هذا الإلزام.
فالإنكار في هذين الحالين إنكار لأمر كاذب،
ولذلك يسمى في الحالين الإنكار التكذيبي.
ويجب
في الاستفهام الإنكاري أن يقع المنكر بعد همزة الاستفهام.
وقد
يكون المنكر هو الفعل
نحو
قوله تعالى:" وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ
أصناما آلهة؟ " فالمنكر هو نفس الفعل، أي اتخاذ الأصنام آلهة.
ونحو
قوله تعالى على لسان إبراهيم عند ما أسرع إليه قومه بعد أن كسر أصنامهم:
قال": أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما
تعملون؟"
ونحو
قول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة
زرق كأنياب أغوال؟
وقول
آخر:
أأترك إن قلت دراهم خالد زيارته؟
إني إذن للئيم
وقد
يكون المنكر هو الفاعل في
المعنى،
كقوله
تعالى : " أهم يقسمون رحمت ربك؟ "
أي
ينكر عليهم أن يكونوا هم المتخيرين للنبوة من يصلح لها المتولين لقسم رحمة الله
التي لا يتولاها إلا هو بباهر قدرته وبالغ حكمته.
وعد
الزمخشري من هذا الضرب قوله تعالى:
" أفأنت تكره
الناس حتى يكونوا مؤمنين؟، "
وقوله
تعالى أيضا : " أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي؟"
على
أن المعنى: أفأنت تقدر على إكراههم على
الإيمان؟ وأ فأنت تقدر على هدايتهم على سبيل القسر والإلجاء؟ أي إنما يقدر على ذلك
الله لا أنت.
وقد
يكون المنكر المفعول نحو قوله تعالى: أغير الله أتخذ وليا؟، وقوله
تعالى:
أغير الله تدعون؟ وقد يكون المفعول لأجله
نحو
قوله تعالى: " أإفكا آلهة دون الله تريدون؟ أي أتريدون
آلهة غير الله كذبا؟
وهكذا ...
ومن خلال الأمثل السابقة يتضح لنا أن أسلوب الاستفهام قد يخرج
عن معناه ليفيد معنى الانكار ويفهم ذلك من خلال سياق الكلام
4-
التمني : إذا إذا قدرت مكان أداة
الاستفهام أداة التمني (ليت) ، واستقام المعنى .
مثل : ( فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا )
وذلك عند ما يكون السؤال موجها إلى من
لا يعقل
ومن أمثلته :
هل الحدث الحمراء تعرف لونها ؟ وتعلم
أي الساقيين الغمائم
هل بالطلول لسائل رد؟ أم هل لها بتكلم عهد؟
أيدري الربع أي دم أراقا؟ وأي
قلوب هذا الركب شاقا؟
أما تغلط الأيام في بأن أرى بغيضا تنائى أو حبيبا تقرب؟
فيا ليلة قد رجعنا بها سعيدين، من لي بأن تقبلي؟
وقول أبي العتاهية في مدح الأ مين :
تذكر أمين الله حقي وحرمتي وما كنت
توليني لعلك تذكر
فمن لي بالعين التي كنت مرة إلي بها في سالف الدهر تنظر؟
وقول شاعر معاصر من قصائد مختلفة :
يا طيور المساء هل من سبيل تصل النفس بالليالي الشهيدة؟
هو هذا أنا من لي بصوت يمنع الناس أن يطيلوا الملاما؟
ألا ليالي بيضا كالتي سلفت أنسى
بها كل ما عانيت من محن؟
وقوله مخاطبا بلاده :
أما فيك من قلبه أمة ومن عزمه الجيش أو أصلب؟
فمن خلال قراءة الأمثلة السابقة نجد أن أسلوب الاستفهام قد خرج
عن معناه إلى معنى التمنى ويفهم ذلك من خلال السياق والألفاظ المستخدمة
5- التشويق و
الإغراء :
-
يكون حين يقصد السائل تشويق المُخاطب إلى أمر من الأمور،
إذا كان الكلام فيه ما يغري و يثير الانتباه .
و من أمثلة ذلك : قول الرسول - صلى الله عليه و سلم :
" لا تدخلون الجنة حتّى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتّى
تحابوا ، أولا أدلّكم على شيءٍ إذا فعلتموه
تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".
٢- قول الله تعالى:" يا أيّها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم"
1- قول الله تعالى:" فوسوس
إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة
الخلد و ملكٍ لا يبلى"
ومن خلال الأمثلة السابقة نجد أن الغرض من الاستفهام هو
التشويق والإغراء لمعرفة الجواب الناتج عن أسلوب الاستفهام ويفهم ذلك من خلال
السياق
6- التهكم
والسخرية :
التهكم ويقال له أيضا السخرية والاستهزاء، وهو
إظهار عدم المبالاة بالمستهزأ أو المتهكم به ولو كان عظيما. وقد
يخرج الاستفهام عن
معناه الأصلي للدلالة على المعنى، نحو قوله تعالى حكاية
عن الكافرين في شعيب :
" قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في
أموالنا ما نشؤا؟"
فالقصد هنا هو الاستخفاف بشأن شعيب في صلاته
التي يلازمها، لأن شعيبا كان كثير الصلاة، وكان قومه إذا رأوه يصلي تضاحكوا،
فقصدوا بسؤالهم لشعيب الهزء والسخرية والتهكم لا حقيقة الاستفهام
ومثله قوله تعالى
حكاية عن إبراهيم عليه السلام :
" فراغ إلى آلهتهم فقال: ألا تأكلون؟ ما لكم لا تنطقون؟"
فالمعنى أن إبراهيم ذهب خفية إلى أصنام قومه
فقال لهم هذا القول تهكما بهم وسخرية واستهزاء
ومنه شعرا قول المتنبي في الدمستق :
أفي كل
يوم ذا الدمستق
مقدم قفاه على الإقدام للوجه لاثم؟
وقول أبي فراس متهكما
ببني زرارة عند ما أخذ أحد حلفائهم منهم غصبا :
ما
بالكم يا
أقل الله خيركم لا تغضبون لهذا الموثق العاني؟
جار نزعناه قسرا في
بيوتكم والخيل تعصب فرسانا بفرسان
عند ما يخرج
الاستفهام عن معناه الأصلي للدلالة على ضآلة المسؤول عنه وصغر شأنه مع معرفة
المتكلم أو السائل به ، نحو من هذا ؟
والعلاقة أن المحتقر من شأنه أن يجهل لعدم
الاهتمام به فيسأل عنه والاحتقار فيه إظهار حقارة المخاطب وإظهار اعتقاد صغره، ولذلك يصح في غير العاقل نحو
ما هذا؟ ،
أي هو شيء حقير قليل
ومما ورد منه في
القرآن قوله تعالى على لسان الكفار
"
أهذا الذي بعث الله رسولا؟ "
ومن أمثلته شعرا :
فدع الوعيد فما
الوعيد بضائري أطنين أجنحة
الذباب يطير؟
أتظن
أنك للمعالي كاسب وخبي أمرك شرة وشنار؟
من أية
الطرق يأتي مثلك الكرم؟ أين المحاجم يا كافور والجلم؟
أيشتمنا
عبد الأراقم ضلة؟
فماذا الذي تجدي عليك الأراقم
أين الرواية بل اين
النجوم وما اغوه من زخرف فيها ومن كذب
من
خلال ما سبق من أمثلة نعرف أن الاستفام قد خرج عن معناه ليدل على التهكم والسخرية
ويفهم ذلك من خلال السياق الذى قيل فيه
6- التعجب :
كقوله تعالى :
" " مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟
: وقوله تعالى على لسان سليمان عليه
السلام
" ما لي لا أرى الهدهد؟ "
فالغرض من هذا السؤال هو التعجب، لأن الهدهد كان
لا يغيب عن سليمان إلا بإذنه، فلما لم يبصره تعجب من حال نفسه وعدم رؤيته.
والمتعجب منه في الحقيقة هو غيبة الهدهد من غير
إذن. ووجه خروج الاستفهام إلى التعجب أن السؤال عن السبب في عدم الرؤية يستلزم
الجهل بذلك السبب، والجهل بسبب عدم الرؤية يستلزم التعجب
ومن أمثلته في شعر المتنبي : قوله حينما صرع بدر
بن عمار أسدا
أمعفر الليث الهزبر بسوطه لمن ادخرت الصارم المسلولا؟
وقوله وقد أصابته الحمى :
أبنت الدهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام ؟
وقوله في سيف الدولة وقد أصابته علة :
وكيف تعلك الدنيا بشيء وأنت لعلة الدنيا طبيب؟
وكيف تنوبك الشكوى بداء وأنت المستغاث لما ينوب ؟
وقوله أيضا :
خليلي
إني لا أرى غير شاعر فلم منهم الدعوى ومني القصائد؟
فلا
تعجبا أن السيوف كثيرة ولكن
سيف الدولة اليوم واحد
وقول
إحدى نساء العرب تشكو ابنها :
أنشا
يمزق أثيابي يؤدبني أبعد شيبي يبغي عندي الأدبا ؟
وقول
شوقي :
ما أنت
يا دنيا؟ أرؤيا نائم؟
أم ليل عرس؟ أم بساط سلاف؟
كقول عنترة :
أفمن بكاء حمامة فى
أيكة ذرفت
دموعك فوق ظهر المحمل
من خلال الأمثلة السابقة نعرف أن أسلوب الاستفهام قد خرج
عن معناه ليفيد معنى آخر بلاغى وهو التعجب ويفهم ذلك من خلال السياق الذى قيل فيه
الاستفهام
7-
المدح والتعظيم :
وذلك بالخروج
بالاستفهام عن معناه الأصلي واستخدامه في الدلالة على ما يتحلى به المسؤول عنه من
صفات حميدة كالشجاعة والكرم والسيادة والملك وما أشبه ذلك
ومن أمثلته :
من
فيكم الملك المطاع
كأنه تحت
السوابغ تبع في حمير؟
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم
كريهة وسداد ثغر؟
من
للمحافل والجحافل
والسرى؟ فقدت بفقدك نيرا لا يطلع
ومن
اتخذت على الضيوف
خليفة؟ ضاعوا،
ومثلك لا يكاد يضيع
إذا
القوم قالوا من فتى لعظيمة؟ فما
كلهم يدعى ولكنه الفتى
إذا
القوم قالوا من فتى؟ خلت
أنني دعيت، فلم أكسل ولم أتبلد
فهل من يبلغ عنا
الأصول بان الفروع اقتدت بالسير
من
خلال الأمثلة السابقة نعرف أن الاستفهام قد خرج عن معناه الأصلى ليدل على المدح
والتعظيم ويفهم ذلك المعنى البلاغى من خلال السياق
8- الاستبعاد :
وهو عد الشيء بعيدا
حسا أو معنى، وقد يكون منكرا مكروها غير منتظر أصلا، وربما يصلح المحل الواحد له
وللاستبطاء
وعلى هذا قد يخرج
الاستفهام عن معناه الأصلي للدلالة على استبعاد السائل للمسؤول عنه،
سواء أكان البعد حسيا
مكانيا، نحو قول شوقي وهو منفي في الأندلس
أ ين شرق الأرض من أندلس؟
أو بعدا معنويا كمن
يقول لمن هو أعلى منه منزلة
أين
أنا منك؟
ومن أمثلته قوله
تعالى : " أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول
مبين ثم تولوا عنه؟ "
أي كيف يذكرون
ويتعظون والحال أنهم جاءهم رسول يعلمون أمانته بالآيات البينات من الكتاب المعجز
وغيره فتولوا عنه وأعرضوا فكل هذه قرائن
لاستبعاد تذكرهم
ومن أمثلته شعرا قول
جرير في رثاء ابنه سوادة :
نصيبك من أجر فقلت
لهم كيف العزاء إذا فارقت أشبالي ؟ قالوا
وقول أبي تمام :
من لي
بإنسان إذا
أغضبته وجهلت كان الحلم رد جوابه؟
وقول أبي الطيب :
وما قتل الأحرار
كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذي
يحفظ اليدا؟
وقول آخر :
من لي
برد الدمع قسرا،
والهوى يغدو عليه مشمرا في نصره؟
وقول شاعر معاصر :
هذا الفؤاد فنقب في
جوانحه أكنت تلقى به ظلا
لإنسان؟
كقول ابراهيم ناجى :
سيان ما أجهل أو اعلم من غامض الليل ولغز النهار
سيستمر المسرح الأعظم رواية
طالت وأين الستار ؟
من
خلال قراءة الأمثلة السابقة نعرف أن أسلوب الاستفهام قد خرج عن معناه الأصلى ليدل
على معنى بلاغى يفهم من خلال السياق وهوالاستبعاد
9- الأسى والحسرة :
كقول
أبى تمام :
أمن بعد طى الحادثات
محمدا يكون
لأثواب الندى ابدا نشر ؟
إذا شجرات العرف جذت اصولها ففى اى فرع يوجد
الورق النضر ؟
من خلال الأمثله نفهم أن الاستفهام قد خرج عن معناه
ليفيد معنى بلاغى وهو الأسى والحسرة ويفهم ذلك من خلال السياق الذى قيل فيه
10- التسوية :
وتأتي الهمزة للتسوية
المصرح بها نحو قوله تعالى
"
إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون،"
فهم يعلمون مسبقا أنهم أنذروا ومع ذلك أصروا على
كفرهم وعنادهم، ولهذا يجيء الاستفهام هنا للدلالة على أن إنذار الرسول وعدمه
بالنسبة لهم سواء
ومن أجل ذلك خرج
الاستفهام عن معناه الحقيقي ليؤدي معنى مجازيا بلاغيا هو التسوية
ومن أمثلة التسوية
أيضا قوله تعالى :
" وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون؟ "
وقول المتنبي :
ولست أبالي بعد
إدراكي العلا أكان تراثا
ما تناولت أم كسبا؟
كقول ابى العلاء المعرى :
أبكت تلكم الحمامة أم
غنت على
فرع غضنها المياد ؟
فالاستفهام قد خرج عن معناه الأصلى فى الأمثلة السابقة
ليفيد معنى آخر بلاغى وهو التسوية ويفهم ذلك من خلال السياق
11-
الاستبطاء :
وهو عد
الشيء بطيئا في زمن انتظاره وقد يكون محبوبا منتظرا، ولهذا يخرج الاستفهام فيه عن
معناه الأصلي للدلالة على بعد زمن الإجابة عن بعد زمن السؤال، وهذا البعد يستلزم
الاستبطاء،
نحو
قولك لمخاطب دعوته فأبطأ في الاستجابة لك - كم
دعوتك ؟
فليس المراد هنا الاستفهام عن عدد مرات الدعوة أو النداء،
وإنما المراد أن تكرر الدعوة قد باعد بين زمن الإجابة وزمن السؤال، وفي ذلك إبطاء،
ولهذا جاء
السؤال
دالا على استبطاء تحقق المسؤول عنه، وهو الاستجابة للدعوة المتكررة
ومن
أمثلة ذلك قوله " متى
يعود السلام إلى ربوع الوطن "
نحو قوله تعالى " متى نصر الله ؟
"
ومنه
شعرا :
إلام
وفيم تنقلنا ركاب ونأمل أن يكون لنا أوان ؟
حتى
متى أنت في لهو وفي لعب والموت نحوك يهوي فاتحا فاه؟
حتام
نحن نساري النجم في الظلم ؟ وما سراه على خف ولا قدم
طال بي
الشوق، ولكن ما التقينا فمتى ألقاك في الدنيا ؟ وأينا
؟
متى
يشتفي من لاعج الشوق في الحشى محب لها في قربه متباعد ؟
من
خلال الأمثلة السابقة نعرف أن أسلوب الاستفهام قد خرج عن معناه الحقيقى ليفيد معنى
آخر بلاغى وهوالاستبطاء ويفهم ذلك من خلال السياق
12- الوعيد :
ويسميه
بعض البلاغيين التهديد وذلك نحو قولك لمن يسيء الأدب - ألم أؤدب فلانا ؟
إذا كان المخاطب المسيء للأدب
عالما بذلك، وهو أنك أدبت فلانا، فيفهم معنى الوعيد والتهديد والتخويف فلا يحمل
كلامك على
الاستفهام
الحقيقي. ومنه قوله تعالى : " ألم تر كيف فعل ربك بعاد "
" ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ؟ "
نلاحظ أن الغرض البلاغى لاسلوب الاستفهام هو الوعيد
ويفهم ذلك من خلال سياق الأمثلة
13- التهويل :
وهو
التفظيع والتفخيم لشأن المستفهم عنه لغرض من
ذلك
كقراءة ابن عباس لقوله تعالى :
" ولقد
أنجينا بني إسرائيل من العذاب المهين، من فرعون "
فقد
قرأ ابن عباس : من فرعون ؟
بفتح
ميم من على أنها اسم استفهام خبر
مقدم، و بالرفع على أنه مبتدأ وحقيقة الاستفهام على هذه القراءة غير مرادة،
وإنما المراد تفظيع أمر فرعون والتهويل بشأنه لبيان شدة العذاب الذي نجا منه بنو
إسرائيل. وللتهويل من شأن فرعون وعذابه، قال تعالى بعد ذلك
إنه
كان عاليا من المسرفين، أي إنه كان عاليا في ظلمه مسرفا في عتوه
ومثله قوله تعالى : " القارعة ما القارعة ؟ وما أدراك ما القارعة ؟
"
نلاحظ أن أسلوب الاستفهام دل على معنى بلاغى غير
الاستفهام وهو التهويل ويفهم من السياقالذى قيل فيه الاستفهام
14- التنبيه على الضلال :
نحو
قوله تعالى :
" فأين تذهبون؟ " وليس القصد هنا الاستفهام عن مذهبهم
وطريقهم، بل التنبيه على ضلالهم وأنه لا طريق لهم ينجون به
وكثيرا
ما يؤكد هذا الاستعمال بالتصريح بالضلال فيقال لمن ضل عن طريق القصد
يا هذا
إلى
أين تذهب قد ضللت فارجع ، وبهذا يعلم أن التنبيه على
الضلال لا يخلو
من الإنكار والنفي ونلاحظ أن غرض الاستفهام هو التنبيه على الضلال
15- الأمر :
وقد
يخرج الاستفهام عن معناه الحقيقي للدلالة على معنى الأمر
فهل أنتم مسلمون ؟ أي
أسلموا، وقوله
تعالى فهل أنتم منتهون ؟ أي انتهوا، ونحو
ولقد
يسرنا القرآن للذكر، فهل من مدكر ؟ * أي تذكر واتعظ،
وكذلك
قوله تعالى : وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم ؟ أي
أسلموا
ومن
هذا القبيل أرأيت ؟ أرأيتك ؟ أو
فإنه
استفهام خرج إلى الأمر بمعنى أخبرنى وقد ورد هذا الأسلوب كثيرا في القرآن الكريم، ومنه
قوله تعالى
" " أفرأيتم اللات والعزى
ومناة الثالثة الأخرى ؟
أي أخبروني عن هذه الأصنام الثلاثة التي كانوا
يزعمون أنها تمثل بعض الملائكة، وكانوا يتقربون بها إلى الله
ومنه
قوله تعالى :
أفرأيت
الذي تولى، وأعطى قليلا وأكدى؟، أي أخبرني عن هذا الذي أعطى قليلا ثم أكدى،
أي توقف عن العطاء
وقوله
تعالى :
" أرأيت الذي ينهى
عبدا إذا صلى؟ "
أرأيت إن كان
على الهدى أو أمر بالتقوى؟ أرأيت إن كذب وتولى؟
أي
أخبرني أيها السامع عن حال هذا الرجل، هل هو على هدى عند ما منع عبدا من طاعة ربه،
أو أهو أمر بالتقوى عند ما أمر غيره بعدم إطاعة خالقه؟ ثم أخبرني عند ما كذب
رسولنا وأعرض عن طاعة ربه، فهل يظن أنه يفلت من عقابنا؟ كلا
ومن خلال السياق فى الأمثلة السابقة نعرف أن أسلوب
الاستفهام قد خرج عن معناه ليفيد معنى الأمر
كتاب البلاغة السهلة للأستاذ /
عبدالرحمن معوض
16- النهى :
وقد
يخرج الاستفهام عن معناه الحقيقي إلى معنى النهي، أي إلى طلب الكف عن الفعل على
وجه الاستعلاء نحو قوله تعالى
أتخشونهم؟
فالله أحق أن تخشوه، أي لا تخشوهم فالله أحق أن تخشوه
ومنه
قول الشاعر :
أتقول أف للتي حملتك
ثم رعتك دهرا؟
أي لا
تقل أف لأمك :
وقول
آخر :
أتخالني
أرضى الهوان؟
فحاذر واسلم بنفسك من أبي قادر
أي لا
تخلني أرضى الهوان، فحاذر ... إلخ
فمن
خلال السياق يتضح لنا أن أسلوب الأمر قد خرج عن معناه ليدل على معنى النهى
17- العرض :
ومعناه
طلب الشيء بلين ورفق ومن أدواته ألا بفتح
الهمزة وتخفيف اللام - أما بفتح الهمزة
وتخفيف الميم
الأداتين
إذا كانت للعرض بالدخول على الجملة الفعلية وتختص كلتا
ألا
تحبون أن يغفر الله لكم ؟ ونحو
أما
تزورونا فتدخل السرور علينا ؟
ومنه
شعرا :
ألا
تقول لمن لا
زال منتظرا منك الجواب كلاما يبعث الأملا ؟
أما
تضيف لما أسديت من نعم فضل المعونة في اللأواء والمحن ؟
ألا
فتى من بني
ذبيان يحملني؟ وليس يحملني إلا ابن حمال
ألا
فتى يورد الهندي هامته كيما تزول شكوك الناس والتهم ؟
فنلاحظ
أن أسلوب الاستفهام قد خرج عن معناه ليدل على معنى العرض ويفهم ذلك من السياق
18-
التحضيض :
ومعناه
طلب الشيء بحث وشدة فى طلبه ومن أدواته
بفتح
الهمزة وتشديد اللام «لولا » و «لو ما» و «هلا» بتشديد اللام، و «ألا»
وهذه
الأدوات إذا كانت للتحضيض فإنها تختص بالدخول على جملة فعلية فعلها ماض أو مستقبل
فإذا
وقع بعد أداة من هذه الأدوات فعل ماض، فإن معناها يخرج إلى اللوم والتوبيخ فيما
تركه المخاطب، أو يقدر فيه الترك، نحو قولك لمن قصر في الامتحان
ولمن
جاء متأخرا : لولا حضرت مبكرا
: ألا بدأت عملك ولمن تراخى وتباطأ في عمله
ألا
بدأت عملك؟ ولمن
تسرع في القيام بواجبه فلم يحسنه
لو ما
تأنيت في أداء واجبك؟
فالتحضيض في كل هذه المعاني قد خرج إلى اللوم
والتوبيخ، وذلك لوقوع الفعل الماضي بعد كل أداة تحضيض
ومنه
قول أبي فراس الحمداني من قصيدة طويلة في التشيع لآل علي والرد على خصومهم
هلا
صفحتم عن
الأسرى بلا سبب للصافحين
عن أسيركم ببدر
فقد دل الاستفهام فى الأمثلة السابقة على معنى التحضيض
كتاب البلاغة السهلة
للأستاذ / عبدالرحمن معوض
تدريب :
بين نوع الأسلوب والغرض منه فيما يأتى :
هل
جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ "
وكيف
أخاف الفقر أو أحرم الغنى
ورأي أمير المؤمنين جميل ؟
هل
الدهر إلا غمرة وانجلاؤها وشيكا وإلا ضيقة وانفراجها؟
هل
الدهر إلا ساعة ثم تنقضي بما
كان فيها من بلاء ومن خفض؟
"فاستفتهم
ألربك البنات ولهم البنون؟
"
"أتقولون
على الله ما لا تعلمون؟
"
"أتستبدلون
الذي هو أدنى بالذي هو خير؟"
"أغير
الله أتخذ وليا؟
"
" أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين؟"
أفي
الحق أن يعطى ثلاثون شاعرا ويحرم ما دون الرضا شاعر مثلي؟
قول امرئ
القيس :
أيقتلني
والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال؟
فدع
الوعيد فما وعيدك ضائري أطنين أجنحة الذباب تضير؟
" ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا"
"أليس
الله بأحكم الحاكمين"
" أليس في جهنم مثوى للكافرين"
" ألم نشرح لك صدرك؟
"
"ألم
يأتكم نذير؟"
ألستم
خير من ركب المطايا وأندى العامين بطون راح؟
ألست
أعمهم جودا وأزكاهم عودا وأمضاهم حساما؟
ما
للخطوب طغت علي كأنها جهلت بأن نداك بالمرصاد؟
"وتفقد
الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين "
"ما
لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق"
فعلام
يلتمس العدو مساءتي من بعد ما عرف الخلائق شاني
وكيف
تعلك الدنيا بشيء
وأنت لعلة الدنيا طبيب
وكيف
تنوبك الشكوى بداء وأنت
المستغاث لما ينوب
أسرب
القطا هل من يعير جناحه لعلي إلى من قد هويت أطير.
يا
طيور السماء هل من سبيل تصل النفس بالليالي السعيدة
" إلام الخلف بينكمو إلاما وهذي
الضجة الكبرى علاما؟
"
"كيف
تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم؟" إنكاري توبيخي
" وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله؟
كتاب البلاغة السهلة للأستاذ
/ عبدالرحمن معوض
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء