المشتقات
تتميز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية ، وهذا يعنى أن هناك مادة لغوية معينة مثل (ك ت ب) يمكن تشكيلها على هيئات مختلفة ، كل هيئة منها لها وزن خاص ، ولها وظيفة خاصة كأن نقول مثلا : (كاتب) أو (مكتوب) أو (مكتب). وأنت تلاحظ أن مثل هذه العملية إنما تجرى داخل المادة اللغوية السابقة وتشكلها تشكيلا جديدا. وهى العملية التى تعرف بالاشتقاق.ولعلك تعرف أن هناك لغات تسمى لغات التصاقية كالإنجليزية مثلا :
حيث توجد مادة لغوية يمكن تشكيل صيغ منها عن طريق لصق لواحق فى أول المادة أو فى آخرها كأن تقول من (write) (writer) .. وهكذا.
ونحن نلفت إلى أن الاشتقاق فى العربية واضح غاية الوضوح ، إذ تضبطه قواعد ومقاييس ، قليلة لا تكاد تتخلف ، ونحن نعرض المشتقات على النحو التالى :
١ ـ اسم الفاعل
وهو اسم يشتق من الفعل (١) للدلالة على وصف من قام بالفعل ، فكلمة (كاتب) مثلا اسم فاعل تدل على وصف الذى قام بالكتابة ، واللغويون القدماء يقولون إن اسم الفاعل يشبه الفعل المضارع بل يقولون إن الفعل المضارع سمى مضارعا لأنه (يضارع) اسم الفاعل أى يشابهه. والواقع أن هذا الذى ذهبوا إليه قد يحتاج إلى إعادة نظر وبخاصة من حيث الدلالة على الزمن مما لا مجال لتفصيله هنا.__________________
(١) ليس هناك داع أن ندخل فى خلافات البصريين والكوفيين حول أصل الاشتقاق على ما أشرنا إليه آنفا عند الحديث عن المصادر.
ويصاغ اسم الفاعل على النحو التالى :
أ ـ من الفعل الثلاثى على وزن (فاعل) : مثل :
كتب كاتب ـ لعب لاعب ـ قرأ قارىء
أخذ آخذ ـ سأل سائل ـ وعد واعد.
* فإن كان الفعل أجوف ، وعينه ألف ، قلبت هذه الألف همزة فى اسم الفاعل فتقول :
قال قائل ـ باع بائع ـ دار دائر.
أما إن كان الفعل أجوف ، وعينه صحيحة ، أى واو أو ياء فإنها تبقى كما هى فى اسم الفاعل فتقول :
عور عاور ـ حيد حايد ـ حول حاول.
* وإن كان الفعل ناقصا ؛ أى آخره حرف علة ، فإن اسم الفاعل ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم المنقوص ؛ أى تحذف ياؤه الأخيرة فى حالتى الرفع والجر وتبقى فى حالة النصب ، فتقول :
دعا داع ـ مشى ماش ـ رضى راض.
ب ـ ومن غير الثلاثى على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة مع كسر ما قبل الآخر ، مثل :
يدحرج مدحرج ـ يزلزل مزلزل ـ يخرج مخرج
يسبّح مسبّح ـ يلاكم ملاكم ـ ينطلق منطلق
يتقاتل متقاتل ـ يتقدّم متقدّم ـ يخشوشن مخشوشن ـ يستغفر مستغفر.
* فإن كان الحرف الذى قبل الآخر ألفا فإنه يبقى كما هو فى اسم الفاعل ، مثل :
يختار مختار ـ يكتال مكتال ـ يختال مختال
ويكون وزن اسم الفاعل أيضا هنا : مفتعل ، لأن الوزن لا يتأثر بالإعلال كما ذكرنا إذ أصل هذه الأفعال : يختير ، يكتيل ، يختيل.
* هناك أفعال اشتق منها اسم الفاعل على غير القواعد السابقة ، وهى قليلة جدا.
فقد ورد اسم الفاعل من أسهب : مسهب بفتح الهاء ، والقياس كسرها. ومن أحصن : محصن بفتح الصاد والقياس كسرها.
كما وردت أفعال رباعية واشتق اسم الفاعل منها على وزن (فاعل) شذوذا ، مثل :
أيفع : يافع ـ أمحل : ماحل.
* * *
٢ ـ صيغ المبالغة
وهى أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل مع تأكيد المعنى وتقويته والمبالغة فيه ، ومن ثم سميت صيغ المبالغة. وهى لا تشتق إلا من الفعل الثلاثى ، ولها أوزان أشهرها خمسة :١ ـ فعّال : علّام ـ سفّاح ـ لمّاح ـ أكّال ـ سأّل ـ قرّاء ـ وصّاف ـ نوّام مشّاء.
٢ ـ مفعال : مقدام ـ مئكال ـ مسماح.
٣ ـ فعول : شكور ـ أكول ـ صبور ـ ضروب ـ وصول.
٤ ـ فعيل : عليم ـ نصير ـ قدير ـ سميع.
٥ ـ فعل : حذر ـ فطن ـ لبق ـ فكه.
وهناك أوزان أخرى وردت للمبالغة لكنها قليلة ، ويرى الصرفيون القدماء أنها سماعية لا يقاس عليها ، غير أننا نرى أن الحاجة اللغوية تقتضى القياس عليها كما نفعل فى العصر الحديث ، وهذه الأوزان هى :
١ ـ فاعول : مثل : فاروق.
٢ ـ فعّيل : مثل : صدّيق ـ قدّيس ـ سكّير.
٣ ـ مفعيل : مثل : معطير.
٤ ـ فعلة : مثل : همزة لمزة.
٥ ـ فعال : مثل : «ومكروا مكرا كبّارا»
وقد وردت صيغ للمبالغة من أفعال غير ثلاثية على غير القاعدة ، مثل :
أدرك فهو درّاك ـ أعان فهو معوان ـ أهان فهو مهوان ـ أنذر فهو نذير ـ أزهق فهو زهوق.
* * *
٣ ـ الصفة المشبهة
وهى اسم يصاغ من الفعل اللازم للدلالة على معنى اسم الفاعل ، ومن ثم سموه «الصفة المشبهة» أى التى تشبه اسم الفاعل فى المعنى ، على أن الصرفيين يقولون إن الصفة المشبهة تفترق عن اسم الفاعل فى أنها تدل على صفة ثابتة.٧٦
وأشهر أوزان الصفة المشبهة هى :
١ ـ إذا كان الفعل على وزن (فعل) فإن الصفة المشبهة تشتق على ثلاثة أوزان :
(أ) فعل الذى مؤنثه فعلة ، وذلك إذا كان الفعل يدل على فرح أو حزن أو أمر من الأمور التى تعرض وتزول وتتجدد ، مثل :
فرح : فرح وفرحة ـ تعب : تعب وتعبة.
طرب : طرب وطربة ـ ضجر : ضجر وضجرة.
(ب) أفعل الذى مؤنثه فعلاء ، وذلك إذا كان الفعل يدل على لون أو عيب أو حلية ، مثل :
حمر : أحمر وحمراء. / زرق : أزرق وزرقاء
حول : أحول وحولاء. / عور : أعور وعوراء
حور : أحور وحوراء. / هيف : أهيف وهيفاء
(ج) فعلان الذى مؤنثه فعلى ، وذلك إذا كان الفعل يدل على خلو أو امتلاء ، مثل :
روى : ريّان وريّى. / عطش : عطشان وعطشى.
يقظ : يقظان ويقظى. ظمىء : ظمآن وظمأى
٢ ـ إذا كان الفعل على وزن (فعل) فإن الصفة المشبهة تشتق على الأوزان الآتية :
(أ) فعل : مثل :
حسن فهو حسن ـ بطل فهو بطل.
(ب) فعل : مثل :
جنب فهو جنب.
(ج) فعال : مثل :
جبن فهو جبان.
(د) فعول : مثل :
وقر قهو وقور.
(ه) فعال : مثل :
شجع فهو شجاع.
٣ ـ إذا كان للفعل وزن (فعل) فإن الصفة المشبهة منه ، التى تختلف عن وزن اسم الفاعل وعن وزن من أوزان صيغ المبالغة ، تأتى غالبا على وزن : فيعل ، مثل :
ساد سيّد. مات ميّت ـ جاد جيّد.
* هناك أوزان أخرى للصفة المشبهة ، مثل
١ ـ فعيل. وذلك إذا دلت على صفة ثابته مثل : كريم ـ بخيل ـ شديد.
٢ ـ فعل مثل : ضخم ـ سهل ـ صعب ـ فحل.
٣ ـ فعل مثل : رخو ـ صفر ـ ملح
٤ ـ فعل مثل : صلب ـ حرّ ـ مرّ
* * *
٤ ـ اسم المفعول
هو اسم يشتق من الفعل المضارع المتعدى المبنى للمجهول ، وهو يدل على وصف من يقع عليه الفعل.وهو يشتق على النحو التالى :
١ ـ من الفعل الثلاثى على وزن مفعول ، مثل :
كتب : مكتوب ـ شرب : مشروب ـ أكل : مأكول
سأل : مسئول ـ قرأ : مقروء ـ وعد : موعود
* فإن كان الفعل أجوف ، فإن اسم المفعول منه يحدث فيه إعلال بقتضى القواعد التى ستدرسها بعد ذلك. فاسم المفعول من (قال) مثلا هو مقول ، والأصل كما يقولون هو (مقوول). ولتيسير الأمر عليك ننصحك بما يلي :
أ ـ إذا كان مضارع الفعل عينه واو أو ياء ، فإن اسم المفعول يكون على وزن المضارع. فنقول :
قال ـ يقول ـ مقول.
باع ـ يبيع ـ مبيع.
دان ـ يدين ـ مدين.
ب ـ وإذا كان مضارع الفعل عينه ألف ، فإن اسم المفعول يكون على الوزن السابق ، بشرط إعادة الألف إلى أصلها ، وتعرف ذلك من المصدر ، مثل :
خاف ـ يخاف ـ مخوف (من الخوف)
هاب ـ يهاب ـ مهيب (من الهيبة)
* وإن كان الفعل ناقصا ، فإن اسم المفعول يحدث فيه إعلال أيضا تبعا للقواعد ، فاسم المفعول من (غزا) مثلا هو (مغزوّ) والأصل كما يقولون (مغزوو).
وييسر عليك الأمر أن تأتى بالمضارع من الفعل ، ثم تضع مكان حرف المضارعة ميما مفتوحة ، وتضعّف الحرف الأخير ، أى لام الفعل ، الذى هو حرف علة ، مثل :
دعا ـ يدعو ـ مدعوّ
رمى ـ يرمى ـ مرمىّ
طوى ـ يطوى ـ مطوىّ
كوى ـ يكوى ـ مكوىّ
وقى ـ يقى ـ موقّى (كانت الواو حذفت فى المضارع)
٢ ـ من غير الثلاثى : يشتق على وزن المضارع ، مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر مثل :
أخرج يخرج مخرج ـ افتتح يفتتح مفتتح
اختار يختار مختار ـ استشار يستشير مستشار
استمدّ يستمدّ مستمدّ ـ شادّ يشادّ مشادّ
وأنت تلاحظ أن هناك كلمات فى هذه الأوزان تتشابه مع اسم الفاعل ، مثل :
مختار ـ مشادّ.
أما كلمة مختار ، فالأصل فيها فى اسم الفاعل : مختير على وزن مفتعل أما فى اسم المفعول فهى : مختير على وزن مفتعل ، أدت قواعد الإعلال إلى توحيد الكلمتين. وأما مشادّ فإن التشابه نتج عن إدغام الحرف الأخير ، وهى فى اسم الفاعل : مشادد على وزن مفاعل ، وفى اسم المفعول : مشادد على وزن مفاعل.
٣ ـ قلنا إن اسم المفعول يشتق من الفعل المتعدى ، فإذا أردنا اشتقاقه من فعل لازم صحّ ذلك باتباع القواعد السابقة ، بشرط استعمال شبه الجملة مع الفعل اللازم ، وأنت تعلم أن شبه الجملة هى الظرف والجار والمجرور ، ولعلك تذكر أيضا أن شبه الجملة يؤدى ـ كما يقول النحاة ـ وظيفة المفعول به ، فكأن الفعل صار متعديا ، أو هو ـ كما يقولون ـ متعد بواسطة ، مثل :
ذهب به ـ مذهوب به
جاء به ـ مجىء به.
أسف عليه ـ مأسوف عليه.
استحمّ فيه ـ مستحم فيه.
سار وراءه ـ مسير وراءه.
دار حوله ـ مدور حوله.
٤ ـ هناك أفعال ورد منها اسم المفعول على غير قاعدته مثل :
أجنّه فهو مجنون.
أحمّه فهى محموم.
أسلّه فهو مسلول.
٥ ـ هناك أبنية تستعمل بمعنى اسم المفعول ، أشهرها :
أ ـ فعيل : مثل : جريح ـ قتيل ـ ذبيح ـ طحين
ب ـ فعولة : مثل : ركوبه ـ حلوبة.
ح ـ فعل : مثل : نسى ـ حبّ.
* * *
(٥)
اسما الزمان والمكان
اسم الزمان ، واسم المكان ، اسمان يشتقان على وزن واحد ، ويشتركان فى بعض أبنيتهما مع بعض المشتقات السابقة. وهما يدلان على زمن وقوع الفعل أو مكانه.ويشتقان على النحو التالى :
١ ـ من الفعل الثلاثى :
* على وزن (مفعل) فى الأحوال الآتية :
أ ـ أن يكون الفعل مثالا ، فاؤه واو ، مثل :
وعد موعد ـ ولد مولد ـ وقع موقع.
ب ـ أن يكون الفعل أجوف ، وعينه ياء مثل :
باع يبيع مبيع ـ صاف يصيف مصيف ـ بات يبيت مبيت.
ح ـ أن يكون الفعل صحيحا مكسور العين فى المضارع ، مثل :
جلس يجلس مجلس ـ عرض يعرض معرض.
* فيما عدا هذه الأحوال الثلاثة ، فإنهما يشتقان على وزن مفعل ، مثل :
شرب مشرب ـ كتب مكتب ـ أكل مأكل ـ رأب مرأب ـ قرأ مقرأ ـ رمى مرمى ـ سعى مسعى ـ غزا مغزى ـ قام مقام ـ طاف مطاف.
٢ ـ من غير الثلاثى :
على وزن اسم المفعول ، أى على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر ، مثل :
أخرج يخرج مخرج ـ استقبل يستقبل مستقبل
انصرف ينصرف منصرف ـ التقى يلتقى ملتقى
* وردت عدة كلمات أسماء مكان على وزن (مفعل) شذوذا ، إذ إن القاعدة كانت تقتضى أن تكون على وزن (مفعل) ، وهى كلمات سماعية ، وهى :
مشرق ـ مغرب ـ مسجد
مسقط ـ منبت ـ منسك
مفرق ـ مجزر ـ مرفق
مطلع ـ مسكن
مخزن ـ معدن.
* واستعملت العربية بعض الكلمات من أسماء الزمان والمكان مزيدة بالتاء مثل :
مدرسة ـ مطبعة ـ مزرعة ـ منامة.
وفى العربية أيضا اسم مكان يشتق من الأسماء الثلاثية الجامدة ويكون على وزن مفعلة ، مثل :
ملحمة ـ مسمكة ـ مأسدة.
* * *
(٦)
اسم الآلة
هو اسم يشتق من الفعل للدلالة على الآلة ، وهو لا يشتق إلا من الفعل الثلاثى المتعدى ، وذلك على الأوزان الآتية :١ ـ مفعال : مثل :
فتح : مفتاح ـ زمر : مزمار ـ نشر : منشار.
٢ ـ مفعل : مثل :
شرط : مشرط ـ صعد : مصعد ـ قصّ : مقصّ.
٣ ـ مفعلة : مثل :
سطر : مسطرة ـ لعق : ملعقة ـ برى : مبراة
وهناك صيغ أخرى أقرها المحدثون ، هى :
فاعلة : مثل : ساقية.
فاعول : مثل ساطور.
فعالة : مثل : كسّارة ـ ثلّاجة ـ خرّامة.
* على أن هناك أسماء آلة جاءت على غير هذه الأوزان شذوذا ، وذلك مثل :
منخل ـ مكحلة ـ مسعط.
* ثم إن هناك أسماء آلة ليست لها أفعال ، فهى أسماء جامدة غير مشتقة ، وهى لا تنضبط تحت قاعدة معينة ، مثل :
سكّين ، سيف ، قدوم ، فأس ، شوكة
قلم ، شصّ ، رمح ، درع .... الخ
* * *
تدريب :
* (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ. كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ. كِتابٌ مَرْقُومٌ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ. وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ. كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ. كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ. ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ. ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ).
١ ـ فى الآيات الكريمة السابقة مشتقات ، بين نوع كل منها ، ثم هات فعله ، وحدد نوعه من حيث التجرد والزيادة ، والصحة والاعتلال ، وهات مصدر كلّ.
٢ ـ فى الآيات الكريمة أفعال ، صغ من كل منها كلّ ما يمكن من المشتقات الآتية :
اسم فاعل ، اسم مفعول ، اسم زمان ومكان ، اسم مرة.
٨٦
(٧)
فى التعجب والتفضيل
١ ـ التعجبللتعجب الاصطلاحى صيغتان هما :
ما أفعل ـ أفعل به.
والصيغة الأولى فيها هو (أفعل) ، والثانية فعلها (أفعل). ولقد وضعناهما هنا مع المشتقات رغم أنهما فعلان ، لأنهما ـ فى الحق ـ فعلان جامدان ، فكأنهما يشبهان الأسماء. وهما أيضا يشتقان على هذا الوزن من الفعل بشروط معينة ، هى التى تهمنا فى هذا الدرس.
وشروط صياغتهما على هذين الوزنين ما يلى :
١ ـ أن يكون هناك فعل ؛ فلا يشتقان من الأسماء التى لا أفعال لها ، وهكذا لا نستطيع أن نتعجب من كلمة (حمار) فنقول ما أحمره ، ولا من كلمة (لص) فنقول : ما ألصّه.
٢ ـ أن يكون الفعل ثلاثيا. وقد وردت صيغ للتعجب من أفعال غير ثلاثية شذوذا ، مثل :
ما أفقرنى إلى الله. (الفعل افتقر).
ما أغنانى عن الناس. (الفعل استغنى).
ما أتقاه لله. (الفعل اتقى).
ما أملأ الإناء. (الفعل امتلأ).
٣ ـ أن يكون الفعل متصرفا ؛ فلا يصاغان من الأفعال الجامدة مثل :
نعم ، وبئس ، وليس ؛ وعسى. ولا من الأفعال ناقصة التصرف مثل (كاد) لأنه لا أمر له.
٤ ـ أن يكون معناه قابلا للتفاوت والزيادة كالكرم والبخل والطول والقصر وغير ذلك ، وعلى ذلك لا يصاغان من أفعال مثل : مات ، فنى ـ غرق ـ عمى ، لأنه لا تفاوت فى شىء منها.
٥ ـ ألا يكون الفعل مبنيا للمجهول ، وقد شذ قولهم :
ما أخصر الكلام. (لأنه من الفعل اختصر المبنى للمجهول).
على أنك تعرف أن هناك أفعالا فى العربية تلازم البناء للمجهول مثل :
هرع ، زهى ، فالأصح أن نصوغ منهما للتعجب فنقول :
ما أهرعه ، وما أزهاه.
٦ ـ أن يكون الفعل تاما ، فلا يصاغان من الأفعال الناقصة مثل كان وصار وظل وبات :
٧ ـ أن يكون مثبتا.
٨ ـ ألا يكون الوصف منه على : أفعل فعلاء ، فلا يصاغان من عرج ، حور ، خضر.
* فإذا كان الفعل غير مستوف للشروط السابقة ، فإننا نصوغ التعجب منه على النحو التالى :
١ ـ إن كان الفعل جامدا ، مثل : ليس ، ونعم ، وبئس ، أو كان غير قابل للتفاضل أو الزيادة مثل : مات أو فنى ، فلا يصاغ التعجب منه.
٢ ـ إن كان الفعل غير ثلاثى ، فإننا نستعين بفعل أخر مستوف للشروط ثم تأتى بمصدر الفعل غير الثلاثى ، فنقول فى التعجب من :
استغفر ـ لاكم :
ما أجمل استغفاره. أجمل باستغفاره.
ما أعنف ملاكمته. أعنف بملاكمته.
٣ ـ تنطبق هذه الطريقة أيضا إن كان الفعل له وصف على أفعل الذى مؤنثه فعلاء ، فنقول فى التعجب من : حمر ـ حور :
ما أشدّ حمرته. أشدد بحمرته.
ما أجمل حوره. أجمل بحوره.
٤ ـ إن كان الفعل منفيا ، صغنا التعجب من فعل آخر مستوف للشروط ، ثم وضعنا بعده مضارع الفعل المنفى مسبوقا (بأن) المصدرية ، وقبلها حرف النفى (لا) التى تدغم فى (أن) لتصير : ألّا ، فنقول فى التعجب من : لا يفوز المهمل :
ما أجدر ألّا يفوز المهمل.
أجدر بألّا يفوز المهمل.
٥ ـ إن كان الفعل مبنيا للمجهول ، طبقنا القاعدة السابقة ، على أن نضع بعد الصيغة ، الفعل المبنى للمجهول مسبوقا (بما) المصدرية ، فنقول فى التعجب من : كوفىء المجد :
ما أجمل ما كوفىء المجدّ.
أجمل بما كوفىء المجدّ.
٦ ـ إن كان الفعل ناسخا له مصدر ، وضعنا المصدر بعد الصيغة التى نأخذها من فعل مستوف للشروط ، فنقول فى التعجب من : كان زيد خطيبا :
ما أفصح كون زيد خطيبا
أفصح بكون زيد خطيبا.
فإن لم يكن للفعل الناسخ مصدر ، وضعناه بعد الصيغة مسبوقا (بما) المصدرية ، فنقول فى التعجب من : كاد زيد يفوز :
ما أقرب ما كاد زيد يفوز.
أقرب بما كاد زيد يفوز.
* * *
٢ ـ التفضيل
تستعمل العربية للتفضيل (اسما) يصاغ على وزن (أفعل) ، للدلالة على أن شيئين اشتركا فى صفة معينة وزاد أحدهما على الآخر فيها.واسم التفضيل يشتق بنفس الشروط التى تشتق بها صيغة التعجب السابقة.
١ ـ فهو لا يشتق من الفعل غير الثلاثى ، وقد ورد شذوذا قولهم :
هو أعطى منك (من أعطى).
هو أولى منك للمعروف (من أولى).
ولا يشتق من المبنى للمجهول ، وقد ورد عنهم شذوذا :
هذا الكتاب أخصر من ذاك. (من اختصر)
عدنا والعود أحمد. (من : يحمد العود)
٣ ـ ثم لا يشتق من الجامد ، ولا من الناقص ، ولا مما لا يقبل التفاضل ، ولا مما الوصف منه على أفعل الذى مؤنثه فعلاء.
ومن الأفعال التى لا تستوفى الشروط السابقة نطبق ما طبقناه مع التعجب ، إلا أن المصدر هنا ينصب بعد أفعل التفضيل ، وأنت تعلم أن النحاة يعربونه تمييزا.
* هناك ثلاث صيغ فى (أفعل) التفضيل اشتهرت بحذف الهمزة ، وهى :
خير ـ شر ـ حبّ.
فتقول : هو خير من فلان.
وهو شر منه
وهو حبّ منه.
* إذا كان الفعل أجوف ، عينه ألف مقلوبة عن واو أو ياء ، فإن هذه الألف ترد إلى أصلها فى التفضيل فتقول :
هو أقول منك.
هذا المثل أسير من غيره.
استعمال أفعل التفضيل :
لاسم التفضيل استعمالات أربعة نعرضها على النحو التالى :
١ ـ أن يكون نكرة غير مضاف ، وبعده حرف الجر من ، مثل :
زيد أفضل من غيره.
فاطمة أفضل من غيرها.
الزيدان أفضل من غيرهما.
الفاطمتان أفضل من غيرهما.
الزيدون أفضل من غيرهم.
الفاطمات أفضل من غيرهن.
وفى هذه الحالة نلاحظ أن اسم التفضيل يكون (مفردا مذكرا) دائما أى أنه لا يطابق المفضل.
٢ ـ أن يكون نكرة مضافا إلى نكرة ، مثل :
زيد أفضل رجل.
فاطمة أفضل بنت.
الزيدان أفضل رجلين.
الفاطمتان أفضل بنتين.
الزيدون أفضل رجال.
الفاطمات أفضل بنات.
وفى هذه الحالة أيضا تلاحظ أن اسم التفضيل يظل (مفردا مذكرا) دائما أى أنه لا يطابق المفضل.
غبر أننا نلاحظ شيئا آخر ، هو أن المضاف إليه ، وهو نكرة ، بطابق المفضل ، فزيد مفرد مذكر ، ورجل كذلك ، وفاطمة مفردة مؤنثة وبنت كذلك ... الخ.
٣ ـ أن يكون مضافا إلى معرفة ، مثل :
زيد أفضل الرجال.
(فاطمة أفضل البنات.)
(فاطمة فضلى البنات.)
(الزيدان أفضل الرجال.)
(الزيدان أفضلا الرجال.)
(الفاطمتان أفضل البنات.)
(الفاطمتان فضليا البنات.)
(الزيدون أفضل الرجال.)
(الزيدون أفاضل الرجال.)
(الفاطمات أفضل البنات.)
(الفاطمات فضليات البنات.)
وفى هذه الحالة نلاحظ أن اسم التفضيل يجوز فيه أن يكون مفردا مذكرا أى لا يطابق المفضل ويجوز فيه أن يكون مطابقا له.
٤ ـ أن يكون اسم التفضيل معرفة مثل :
زيد الأفضل خلقا.
فاطمة الفضلى خلقا.
الزيدان الأفضلان خلقا.
الفاطمتان الفضليان خلقا.
الزيدون الأفاضل خلقا.
الفاطمات الفضليات خلقا.
ونلاحظ هنا أن اسم التفضيل يجب أن يكون مطابقا للمفضل.
يمكننا إذن أن نوجز قواعد استعماله على النحو التالى :
١ ـ يجب مطابقة اسم التفضيل للمفضل إن كان معرفة.
٢ ـ ويجب أن يكون مفردا مذكرا ، وذلك إذا كان نكرة غير مضاف ، أو كان مضافا إلى نكرة.
٣ ـ ويجوز فيه أن يكون مفردا مذكرا ، أو أن يكون مطابقا ، وذلك إذا كان مضافا إلى معرفة.
* * *
تدريب :
١ ـ صغ اسمي التعجب ، واسم التفضيل من الأفعال الآتية :أمر ـ ناقش ـ أناب ـ اتّكل ـ هاب ـ غزا ـ رضى ـ لا يصدق الكذوب ـ نصر الحقّ.
٢ ـ استعمل اسم التفضيل من الفعل (كبر) فى الحالات المختلفة أى بوجوب المطابقة وجوازها وعدمها.
٩٤
2 التعليقات
انقر هنا لـ التعليقاتهل من مساعدة في حل تدريب اسمي التعجب والتفضيل
الردارجوك ماهو اسم التفضيل ل أمر و
الردتناقش و اتكل و هاب و غزا و رضي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء