pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


حرب أكتوبر 1973م

حرب أكتوبر 1973م
أسباب الحرب
نتيجة لحرب 1967 (الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة)، لحقت بالقوات المسلحة المصرية والقوات الأردنية وقسم هام من القوات المسلحة السورية خسائر جسيمة، مقابل خسائر ضئيلة في القوات المسلحة الإسرائيلية، وأدى ذلك إلى اختلال الميزان العسكري الاستراتيجي العربي الإسرائيلي، فقد وصلت القوات الإسرائيلية إلى مناطق طبيعية يسهل الدفاع عنها، واحتلت مساحات واسعة من الأرض العربية، زادت في تحسين دفاعاتها (قناة السويس وصحراء سيناء ووادي الأردن ومرتفعات الجولان السورية)، وقد منحت هذه المساحات الواسعة إسرائيل حرية المناورة على خطوطها الداخلية بكفاءة أكبر، كما صار في وسع الطيران الإسرائيلي العمل بحرية أكبر، مكّنه من كشف أهدافه في العمق العربي على جميع الاتجاهات ومهاجمتها، كذلك غنمت إسرائيل أعتدة حربية كثيرة طورتها وأدخلتها في تسليح قواتها، وزودتها حقول النفط المصرية في سيناء بما تحتاجه من النفط. وقد أتاح هذا الوضع الجديد لإسرائيل إقامة دفاع استراتيجي عميق بإنشاء خط بارليف المحصن على امتداد قناة السويس، وخط آلون المحصن على جبهة الجولان، وضمن لها حرية الملاحة في مضائق تيران والبحر الأحمر.

وقد عمدت الدولة الصهيونية بعد حرب حزيران 1967 وصدور قرار مجلس الأمن رقم 242 بتاريخ 22 نوفمبر 1967 القاضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها وتجميد الوضع الراهن، إلى التهرب من تطبيق ذلك القرار بالتسويف والمماطلة أطول مدة ممكنة، بهدف تهويد أكبر مساحة من الأرض العربية، وإقامة أكبر عدد من المستوطنات فيها لهضمها واستثمار ثرواتها. واستندت إسرائيل في تهربها من تنفيذ القرار 242 بتلاعبها اللفظي في النص المكتوب باللغة الإنكليزية، ومؤداه أن القرار ينص على «الانسحاب من أراضٍ احتُلت» في حين كان النص الفرنسي (وكذلك الروسي والصيني والإسباني) صريحاً وواضحاً بوجوب الانسحاب «من الأراضي التي احتُلت» وهو ما يتفق مع ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة، وأكدت إسرائيل نواياها التوسعية بإعلانها ضم مناطق عربية معينة إلى الأراضي التي كانت تحتلها قبل عام 1967، ومنها القدس والجولان وقسم من الضفة الغربية وقطاع غزة. ورفضت وساطة الدول الأربع الكبرى، ممثلة بمشروع گونار يارنگ لتنفيذ قرار مجلس الأمن 242، كما عرقلت تنفيذ مشروع روجرز الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية في 19/6/1970، وتنكرت لجميع الجهود التي بذلتها الدول الإفريقية (لجنة الحكماء) عام 1971، واستمرت بالمراوغة والتهرب من التزاماتها.

ونتيجة لهذا التعنت الإسرائيلي أخذت مصر وسورية تعدان العدة لاسترجاع أراضيهما المحتلة بالقوة، فعوضتا خسائرهما وركزتا جهودهما على إعادة القدرة القتالية لقواتهما وزيادة تسليحها، ودخلتا في صراع مسلح مكشوف ومحدود لإنهاك القوات الإسرائيلية وإجبارها على التخلي عن المناطق المحتلة في معارك محلية وقصف جوي ومدفعي على طول الجبهتين الشمالية والجنوبية فيما سمي «حرب الاستنزاف»، وقد دخلت مصر هذه الحرب يوم 8/3/1969، في حين لم تتوقف أصلاً على الجبهة السورية منذ حرب حزيران 1967. ونشطت في هذه الأثناء أعمال المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، وبرزت قوة فاعلة أدهشت المراقبين وأنعشت آمال الأمة العربية، وأصبح الجو مهيأً لجولة تحرير جديدة هي حرب تشرين   1973  
الأحداث التي أدت للحرب
كانت الحرب جزءاً من الصراع العربي الإسرائيلي، هذا الصراع الذي تضمن العديد من الحروب منذ عام 1948م. في حرب 1967، احتلت اسرائيل مرتفعات الجولان في سوريا في الشمال والضفة الغربية لنهرالأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء المصرية في الجنوب، ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.
أمضت اسرائيل السنوات الست التي تلت حرب يونيو في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في قناة السويس، فيما عرف بخط بارليف.
بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970م، تولى الحكم الرئيس أنور السادات. أدى رفض إسرائيل لمبادرة روجرز في 1970م والامتناع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 إلى لجوء أنور السادات إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967. كانت الخطة ترمي الاعتماد علي جهاز المخابرات لعامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزةالامن والاستخبارات الاسرائيلية الامريكية و مفاجاةاسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية.
هدفت مصر وسورية إلى استرداد الأرض التي احتلتها اسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي، هاجمت القوات السورية تحصينات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء.
الإعداد للحرب
بدأت القوات المصرية في تنفيذ مخطط تجهيز مسرح العمليات أعقاب حرب يونيو 1967 ووصول القوات المصرية للشاطئ الشرقي لقناة السويس. وركزت القوات المسلحة المصرية جهودها وطاقتها مستغلة طاقات الشركات المدنية من القطاع الخاص والقطاع العام وقامت بأعمال ضخمة شملت الأراضي المصرية جميعها حيث تم أقامت تحصينات لوقاية الأفراد والأسلحة والمعدات والذخائر وحفر خنادق ومرابض النيران للمدفعية الرئيسية والتبادلية المؤقتة والهيكلية وتجهيز مراكز القيادة والسيطرة الرئيسية التبادلية علي جميع المستويات وأقامة وتعلية السواتر الترابية غرب القناة وإنشاء هضبات حاكمة علي الساتر الترابي لاحتلالها للدبابات والأسلحة المضادة للدبابات كما تم إنشاء نقط قوية في الاتجاهات ذات الأهمية الخاصة و إنشاء شبكة الصواريخ المضادة للطائرات. وأيضا تفادياً لما حدث في هزيمة يونيو 1967 تم إنشاء ملاجئ ودشم خرسانية مسلحة للطائرات والمعدات الفنية بالقواعد الجوية والمطارات وزودت بأبواب منا لصلب وإنشاء 20 قاعدة ومطار جديد وتشكيل وحدات هندسية في كل مطار لصيانة وسرعة إصلاح الممرات بمجرد قصفها. وتم تزويد المشاة بمعدات خاصة وأسلحة دعم تتناسب مع مشكلة عبور قناة السويس بعد ان أصبحت الشدة الميدانية (البل) التي كان معمولاً بها في القوات المسلحة لا تتناسب مع الظروف الجديدة.
الهجوم المفاجئ 
افتتحت مصر حرب 1973 بضربة جوية تشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد في تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية. وقد استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. ولقد كانت عبارة عن ضربتين متتاليتين قدر الخبراء الروس نجاح الأولى بنحو 30% وخسائرها بنحو 40% ونظراً للنجاح الهائل للضربة الأولى و البالغ نحو 95% وبخسائر نحو 2.5% تم إلغاء الضربة الثانية. وكان الطيارون المصريون يفجرون طائراتهم في الأهداف الهامة والمستعصية لضمان تدميرها ومنهم على سبيل المثال محمد صبحي الشيخ وطلال سعد الله وعاطف السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات وغيرهم.
نجحت مصر وسورية في تحقيق نصر لهما، إذ تم اختراق خط بارليف، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية،ومنعت القوات السرائلية من استخدام انابيب النابالم بخطة مدهشة كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في مرتفعات الجولان و سيناء، وأجبرت اسرائيل على التخلي عن العديد من أهدافها مع سورية ومصر، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، ومدينة القنيطرة في سورية. ولولا التدخل الأمريكي المباشر في المعارك على الجبهة المصرية بجسر جوي لإنقاذ الجيش الإسرائيلي بدءا من اليوم الرابع للقتال، لمني الجيش الإسرائيلي بهزيمة ساحقة على أيدي الجيش المصري. تم اختيار تاريخ 6 اكتوبر وهو تاريخ مولد الرئيس حافظ الأسد
خط بارليف  
هو تحصين عسكري إسرائيلي تم بناؤه على طول شرق قناة السويس بعد حرب يونيو 1967 وذلك لتأمين الضفة الشرقية لقناة السويس و منع عبور أي قوات مصرية خلالها.
التسمية
سمي الخط بذلك الإسم نسبة الي حاييم بارلڤ القائد العسكري الإسرائيلي ، وقد تكلف بناؤه حوالي 500 مليون دولار.
تميز خط بارلف بساتر الترابى ذو إرتفاع كبير (من 20 الي 22 متر) وانحدار بزاوية 45 درجة علي الجانب المواجه للقناة ، كما تميز بوجود 20 نقطة حصينة تسمى دشم علي مسافات تتراوح من 10 الي 12 كم وفي كل نقطة حوالي 15 جندي تنحصر مسؤليتهم علي الإبلاغ عن أي محاولة لعبور القناة و توجية المدفعية الي مكان القوات التي تحاول العبور. كما كانت عليه مصاطب ثابتة للدبابات ،
بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف في حالة استدعائها في حالات الطوارئ. كما كان في قاعدته أنابيب تصب في قناة السويس لإشعال سطح القناة بالزيت المضغوط في حال حاولت القوات العبور، ولكن قبل العبور قامت القوات الخاصة بسد تلك الأنابيت تمهيداً لعبور القوات.
روجت إسرائيل طويلا لهذا الخط علي أنة مستحيل العبور وأنه يستطيع إبادة الجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس ، كما أدعت أنه أقوى من خط ماجينو الذي بناه الفرنسيون في الحرب العالمية.
المقاول الذي قام بإنشاء خط بارلڤ هو مجموعة إل-عاد، ملك إسحق تشوڤا
تمكن الجيش المصري في يوم السادس من أكتوبر عام 1973 والذي وافق يوم كيبور أو عيد الغفران لدى اليهود من عبور قناة السويس بعد الضربة الجوية ، مستغلين عنصر المفاجأة والتمويه العسكري الهائل الذي سبق تلك الفترة ، كما تم استغلال عناصر أخرى مثل المد والجزر، واتجاه أشعة الشمس من إختراق الساتر الترابي في 81 مكان مختلف وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياة ذات ضغط عال ، قامت بشرائها وزارة الزراعة للتمويه السياسي ومن ثم تم الإستيلاء على أغلب نقاطه الحصينة بخسائر محدودة ومن ال 441 عسكري إسرائيلي قتل 126 و أسر 161 و لم تصمد إلا نقطة واحدة هي نقطة بودابست في أقصي الشمال في مواجهة بورسعيد وقد إعترض أرئيل شارون الذي كان قائد الجبهة الجنوبية علي فكرة الخط الثابت وإقترح تحصينات متحركة وأكثر قتالية ولكنة زاد من تحصيناته أثناء حرب الإستنزاف.
أكذوبة بارليف والثغرة
قبل حرب أكتوبر كثر الحديث عن قوة خط بارليف وفي اواخر الحرب كثرت الدعاية الإسرائيلية حول تحقيق انتصار في نهايتها فيما عرف بالثغرة ، إلا أن كل هذا لم يكن سوى أكاذيب إسرائيلية سقطت على أرض الواقع .
بعد عام 1967 ، أقام العدو الإسرائيلي ساترًا ترابيًا عاليًا على الضفة الشرقية لقناة السويس وأقام عليه عدة نقاط حصينة وأطلق على هذا الخط الدفاعي "خط بارليف" نسبة للقائد الإسرائيلي الذى اقترح بناءه وهو حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي في هذا الوقت.

لقد أنشىء خط بارليف لمنع أى عبور مصرى لقناة السويس ، وبلغت تكاليفه حوالي 200 مليون دولار في ذلك الوقت .
وفى وصف دقيق لخط بارليف ، قال حمدي الكنيسي المراسل الحربى المصرى خلال حرب أكتوبر 1973 في كتابه (الطوفان) " :" هو أقوى خط دفاعى في التاريخ الحديث كان يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء ، وكان يتكون من الخط الأول والرئيسى على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس وبعده على مسافة 3 - 5 كم كان هناك الخط الثانى ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية ثم يجىء بعد ذلك وعلى مسافة من 10 - 12 كم الخط الثالث الموازى للخطين الأول والثانى وكان به تجهيزات هندسية أخرى وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية ، وكل هذه الخطوط بطول 170 كم على طول قناة السويس.
وضم خط بارليف 22 موقعا دفاعيا و26 نقطة حصينة بنيت في جسم الساتر الترابي وتميزت عن غيرها من جهة مواد البناء الداخلة في تكوينها من خرسانة أسمنتية وحديد مسلح من ذلك النوع الذي يستخدم في صناعة قضبان السكك الحديدية للوقاية ضد كل أعمال القصف وكذلك فإن أنظمة التسلح في تلك النقاط الحصينة كانت فوق العادة من مدافع الهاوتزر عيار185 مم ومرابض للدبابات وقاذفات للقنابل كما كانت تضم مفاتيح مصممة بحيث تحول القناة إلي جحيم وذلك بسكب كميات هائلة من المواد المشتعلة فوق سطح القناة .
وبالإضافة إلى ماسبق فإن كل نقطة حصينة كانت تضم 26 دشمة للرشاشات ، 24ملجأ للأفراد ، بالإضافة إلي مجموعة من الدشم الخاصة بالاسلحة المضادة للدبابات ومرابض للدبابات والهاونات ، 15 نطاقا من الأسلاك الشائكة وحقول الألغام .
وكل نقطة حصينة عبارة أيضا عن منشأة هندسية معقدة وتتكون من عدة طوابق وتغوص في باطن الأرض ومساحتها تبلغ 4000 متراً مربعا وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة ، وكل دشمة لها عدة فتحات لأسلحة المدفعية والدبابات ،
وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة ، وكل نقطة مجهزة بمايمكنها من تحقيق الدفاع الدائري إذا ما سقط أي جزء من الأجزاء المجاورة ، ويتصل كل موقع بالمواقع الأخري سلكيا ولاسلكيا بالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكة الخطوط المدنية في إسرائيل ليستطيع الجندي الإسرائيلي في خط بارليف محادثة منزله في إسرائيل .
وبسبب كل ما سبق ، لم يكن يخطر ببال قادة إسرائيل أن العرب يمكنهم تدمير هذا الخط الحصين، بل إن بعض الخبراء العسكريين الغربيين بعد دراستهم لتحصينات خط بارليف والمانع المائي الذي أمامه وهو قناة السويس ، قالوا: إنه لا يمكن تدميره إلا إذا استخدمت القنبلة الذرية .
إلا أن الإيمان بالله والرغبة القوية في دحر الاحتلال كانا لهما رأى آخر حيث تغلبت القوات المسلحة المصرية على الساتر الترابي المرتفع الذي كان يعتمد عليه "خط بارليف" بفكرة بسيطة وهي استخدام تيار مائي قوي بواسطة طلمبات ميكانيكية لتجريف الرمال وفتح الثغرات في الحائط الترابي ، وتلك الفكرة كان المهندسون المصريون قد استخدموها من قبل في بناء السد العالي .
تصريحات قادة إسرائيل حول خط بارليف
قال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في ديسمبر عام 1969 : "لن تنال عمليات العبور المصرية - إن حدثت - من قبضة إسرائيل المحكمة على خط بارليف ، لأن الاستحكامات الإسرائيلية على الخط أشد منعة وأكثر تنظيمًا ويمكن القول إنه خط منيع يستحيل اختراقه، وإننا الأقوياء إلى حد نستطيع معه الاحتفاظ به إلى الأبد".
وفي 10 أغسطس 1973 تحدث ديان في كلية الأركان الإسرائيلية ، قائلا : "إن خطوطنا المنيعة أصبحت الصخرة التي سوف تتحطم عليها عظام المصريين، وإذا حاولت مصر عبور القناة فسوف تتم إبادة مابقي من قواتها" .
وفي السياق ذاته ، قال رئيس الأركان دافيد بن إليعازر: "إن خط بارليف سيكون مقبرة للجيش المصري" .
إلا أنه بعد العبور العظيم في 6 أكتوبر ، وقف قادة إسرائيل في ذهول بعد أن دمر هذا الخط الدفاعي خلال ساعات وتبرأ موشى ديان منه :" إن هذا الخط كان كقطعة الجبن الهشة ".
ومن جانبها ، وصفت وكالة اليونايتد برس سقوط خط بارليف الحصين بأنه أسوأ نكسة عسكرية أصيبت بها إسرائيل في تاريخها.
وأضافت الوكالة قائلة :" إن الجنود الإسرائيليين الذين أقاموا وراء خط بارليف كانوا يقولون دائما انهم يشعرون باطمئنان تام وأنهم آمنون وراء حصن لا يمكن اقتحامه وفي 6 اكتوبر أصبح هذا الحصن في أيدى المصريين .
كما علقت صحيفة "انا بيللا" الايطالية على سقوط خط بارليف قائلة :" لقد فر الجنود الإسرائيليون من خط بارليف وهم يلتقطون أنفاسهم وقد علت القذارة ابدانهم وشحبت وجوههم ، فرت فلولهم من الجحيم الذي فتحه عليهم الهجوم المصري الكاسح "..
البلاغات العسكرية المصرية التي صدرت في اليوم الأول من الحرب (من البلاغ 1 حتى 8)
االبلاغ الأول: (أذيع في الساعة الثانية والربع بعد الظهر ))
قام العدو في الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم بمهاجمة قواتنا بمنطقتي الزعفرانة والسخنة في خليج السويس بواسطة عدة تشكيلات من قواته الجوية عندما كانت بعض من زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربي من الخليج، وتقوم قواتنا حالياً بالتصدي للقوات المغيرة.
البلاغ الثاني: (أذيع في الساعة الثانية و35 دقيقة))
رداً على العدوان الغادر الذي قام به العدو ضد قواتنا في كل من مصر وسوريا، تقوم حالياً بعض من تشكيلاتنا الجوية بقصف قواعد العدو وأهدافه العسكرية في الأراضي المحتلة.
البلاغ الثالث: (أذيع في الساعة الثالثة بعد الظهر))
إلحاقاً بالبيان رقم (2)، نفذت قواتنا الجوية مهامها بنجاح وأصابت مواقع العدو بإصابات مباشرة وعادت جميع طائراتنا إلى قواعدها سالمة عدا طائرة واحدة.
البلاغ الرابع: (أذيع في الساعة الثالثة و20 دقيقة))
حاولت قوات معادية الاستيلاء على جزء من أراضينا غرب القناة وقد تصدت لها قواتنا البرية وقامت بهجوم مضاد ناجح ضدها بعد قصفات مركزة من مدفعيتنا على النقط القوية المعادية، ثم قامت بعض من قواتنا باقتحام قناة السويس مطاردة للعدو إلى الضفة الشرقية في بعض مناطقها ولا زال الاشتباك مستمراً على الضفة الشرقية لقناة السويس.
البلاغ الخامس: (أذيع في الساعة الرابعة و6 دقائق))
نجحت قواتنا في اقتحام قناة السويس في قطاعات عديدة واستولت على نقط العدو القوية بها ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة، كما قامت القوات المسلحة السورية باقتحام مواقع العدو في مواجهتها وحققت نجاحاً مماثلاً في قطاعات مختلفة.
البلاغ السادس: (أذيع في الساعة الخامسة مساءً))
نتيجة لنجاح قواتنا في عبور قناة السويس قام العدو بدفع قواته الجوية بأعداد كبيرة، فتصدت له مقاتلاتنا واشتبكت معه في معارك عنيفة، وقد أسفرت المعارك عن تدمير إحدى عشرة طائرة للعدو، وقد فقدت قواتنا عشر طائرات في هذه المعارك.
البلاغ السابع: (أذيع في الساعة السابعة و35 دقيقة))
نجحت قواتنا المسلحة في عبور قناة السويس على طول الجبهة وتم الاستيلاء على معظم الشاطئ الشرقي للقناة، وتواصل قواتنا حالياً قتالها مع العدو بنجاح.
كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وقد قامت بضرب الأهداف الهامة للعدو على الساحل الشمالي لسيناء وأصابتها إصابات مباشرة.
البلاغ الثامن: (أذيع في الساعة الثانية عشرة و 43 دقيقة بعد منتصف الليل))
قام العدو بعد آخر ضوء اليوم بهجمات مضادة بالدبابات والمشاة الميكانيكية ضد قواتنا التي عبرت قناة السويس ومن اتجاهات مختلفة، وقد تمكنت قواتنا من صد جميع هذه الهجمات وتدمير العدو وتكبيده خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، ولا زالت قواتنا تقاتل بنجاح من مواقعها على الضفة الشرقية للقناة
البلاغات العسكرية المصرية التي صدرت في اليوم الثاني من الحرب (من البلاغ 9 حتى 13)
البلاغ رقم 9: (أذيع في الساعة السابعة و30 دقيقة))
أولاً:
حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر يوم 10 رمضان سنة 1392 هجرية الموافق السادس من أكتوبر 1973 ميلادية، قام العدو الإسرائيلي بهجوم غادر على كل من مصر وسوريا.
ثانياً:
نجحت قواتنا في صد هذا الهجوم ببعض الخسائر في الأفراد.
ثالثاً:
وبعد أن اتضحت نية العدو، قرر القائد الأعلى للقوات المسلحة الرد بقوة على هذه الاعتداءات المتكررة. فقامت قواتنا بشن هجوم شامل على طول جبهة القتال واقتحمت قناة السويس تحت سند من قصف الطائرات والمدفعية ومساندة القوات البحرية والدفاع الجوي.
رابعاً:
نجحت قواتنا المسلحة في عبور القناة والاستيلاء على معظم الشاطئ الشرقي، وواصلت قتالها وتدعيم مراكزها شرق القناة.
خامساً:
وفي ليلة 6 / 7 استمر قتال قواتنا مع العدو ودارت معارك عنيفة، قام العدو بهجمات مضادة محاولاً استعادة الموقف، ولكنه فشل وتمكنت قواتنا من صد هجمات العدو مع تكبيده خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات.
سادساً:
قامت قواتنا البحرية بتدمير خمس قطع بحرية للعدو في البحر الأبيض المتوسط، وقامت بقصف بعض المناطق المعادية بالشاطئ الشرقي لخليج السويس.
سابعاً:
ونتيجة لهذه المعارك وصلت نتائج القتال منذ بدئه الأتي:
خسائر العدو: إسقاط 27 طائرة للعدو، تدمير 60 دبابة، وتدمير 15 موقعاً حصيناً شرق القناة، وعدد من الأسرى يجري حصره، علاوة على تكبيده خسائر جسيمة في الأرواح.
خسائر قواتنا: 15 طائرة مقاتلة وبعض الطائرات الهليكوبتر، كما تكبدت قواتنا بعض الخسائر في الأفراد.
ثامناً:
مازالت قواتنا تتدفق عبر القناة وتواصل تقدمها شرقاً والاشتباكات الأرضية والجوية مستمرة.
البلاغ رقم 10: (أذيع في الساعة التاسعة صباحا)ً)
لا زالت قواتنا المسلحة مستمرة في تدفقها وقتالها في سيناء، مكبدة العدو خسائر كبيرة. وقد قامت القوات الجوية للعدو صباح اليوم بقصف جوي بتشكيلات كبيرة على بعض المطارات، واشتبكت معها مقاتلاتنا ووسائل دفاعنا الجوي وتم تدمير وإسقاط خمس طائرات للعدو، ولم تحقق غارات العدو الجوية أهدافها.
البلاغ رقم 11: (أذيع في الساعة الثانية عشرة و35 دقيقة))
نتيجة لنجاح قواتنا في عملياتها في سيناء قام العدو في الساعة 11 قبل ظهر اليوم بتركيز قواته المدرعة تعاونها قواته الجوية للقيام بالهجمات المضادة ضد قواتنا في القطاع الشمالي والجنوبي من الجبهة.
وقد قامت قواتنا البرية بمعاونة قواتنا المقاتلة وبتركيز من مدفعيتنا وتحت ستر دفاعنا الجوي بصد هجمات العدو المضادة تماماً وتكبيده خسائر فادحة في قواته المدرعة وفي الأفراد. كما تم أسر عدد منهم وبدأت قواته تنسحب شرقاً.
البلاغ رقم 12: (أذيع في الساعة الثانية و40 دقيقة بعد الظهر))
قامت تشكيلاتنا الجوية ظهر اليوم بتوجيه ضربة جوية ضد مواقع العدو في القطاع الأوسط والشمالي من سيناء، شملت بعض مواقع العدو الإدارية وبطاريات مدفعيته ووسائل دفاعه الجوي، وأحدثت بها خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، وعادت جميع طائراتنا إلى قواعدها سالمة عدا طائرة واحدة.
وعلى الساحل الشمالي لسيناء قامت قواتنا البحرية بتنفيذ مهامها بنجاح في قصف مواقع العدو الساحلية، كما تمكنت من إسقاط طائرة هليكوبتر للعدو حاولت التدخل في المعركة. ومازالت قواتنا البرية تقوم بتصفية جيوب المقاومة المعادية بنجاح، وتم أسر عدد آخر من أفراد العدو كما تم إحداث العديد من الخسائر في أفراده ومعداته. وقد حاول تشكيل جوي معادي التدخل ضد قواتنا البرية أثناء تنفيذ مهامها في القطاع الشمالي فتصدت له وسائل دفاعنا الجوي وأسقطت له طائرتين.
البلاغ رقم 13: (أذيع في الساعة الحادية عشرة و10 دقائق))
استمرت قواتنا المسلحة في تدفقها عبر قناة السويس، وهي تقاتل بنجاح قوات العدو على طول خط المواجهة في سيناء. وقد قامت قواتنا البرية في سيناء، تعاونها قواتنا البحرية وقوات دفاعنا الجوي، بصد وتدمير هجمات العدو المضادة التي حاولت القيام بها ضد قواتنا، وكبدته خسائر كبيرة في المعدات والأرواح، واضطرته للارتداد شرقاً، كما قامت طائراتنا بقصف الأهداف المعادية في عمق سيناء في القطاعين الشمالي والأوسط واشتركت مع قوات الدفاع الجوي في التصدي لطائرات العدو التي حاولت الإغارة على بعض مطاراتنا صباح اليوم. وفي الوقت نفسه قامت قواتنا البحرية بتنفيذ مهامها القتالية وتأمين شواطئنا في البحرين الأبيض والأحمر، وقصفت مواقع العدو على الساحل الشمالي بسيناء.
وقد حاول العدو بعد ظهر اليوم ضرب المعابر على القناة، وقد فشلت جميع محاولاته ومازالت قواتنا من الدبابات والمشاة الميكانيكية والمدفعية تتدفق في داخل سيناء بمعدل عال.
ونتيجة للأعمال القتالية التي دارت طوال اليوم، وصلت نتائج القتال كالأتي:
خسائر العدو:
إسقاط 57 طائرة للعدو، منها 27 طائرة أمس، وتدمير92 دبابة، منها 60 أمس، بالإضافة إلى عدد كبير من العربات المجنزرة، والاستيلاء على عدد من الدبابات والعربات المدرعة والمعدات بعد أن تركها العدو وفر هارباً، واستسلام عدد من ضباط وجنود وحدات العدو المدرعة بدباباتهم وعرباتهم، علاوة على من أسرتهم قواتنا من أفراد العدو في معارك اليوم. هذا وقد تكبد العدو خسائر أخرى كبيرة في الأرواح.
خسائر قواتنا:
إحدى وعشرون طائرة مقاتلة، منها 15 أمس، وعدد من الدبابات والعربات، كما تكبدت قواتنا بعض خسائر في الأفراد. هذا ومازالت قواتنا تتقدم داخل سيناء مصممة على النصر
البلاغات العسكرية المصرية التي صدرت في اليوم الثالث من الحرب (من البلاغ 14 حتى 18)
البلاغ رقم 14: (أذيع في الساعة الواحدة و35 دقيقة بعد الظهر))
تستمر قواتنا المسلحة في التدفق إلى سيناء عبر الجسور القوية فوق القناة. ولقد حاول العدو خلال الليل في الليلة الماضية القيام بهجمات مضادة في محاولات يائسة لصد تقدم قواتنا، ولكنه قوبل بقصفات شديدة من الدبابات والمدفعية والأسلحة المضادة للدبابات أفشلت هجماته المضادة تماماً. وقد تم تدمير 20 دبابة للعدو كما تكبد خسائر كبيرة في المعدات والأرواح.
ولقد أصبحت الضفة الشرقية للقناة في أيدي قواتنا المسلحة تماماً، واستسلم ما كان فيها من نقط العدو القوية. واستعادت قواتنا مناطق لسان بور توفيق والشط وجنوب البحيرات والإسماعيلية شرق والبلاح وجميع المنطقة جنوب بور فؤاد. كما تم أسر أعداد كبيرة من أفراد العدو ومعداته ووصلت قواتنا من المدرعات والمشاة الميكانيكية إلى مسافة متقدمة داخل سيناء.
وفي صباح اليوم قامت قواتنا الجوية بتوجيه ضربة مركزة ضد مطارات العدو في المليز بير تمادة وبطاريات الصواريخ الهوك ورادارات العدو ومراكز قيادته في القطاعين الشمالي والأوسط، وكانت نتيجة هذه الضربة الجوية قفل مطاري المليز وتمادة وتدمير عدد من طائرات الهليكوبتر على الأرض في مطار تمادة، وتدمير بطاريات الصواريخ الهوك في بالوظة وسمارة والجدي ومركزي القيادة والتوجيه في أم خشيب وأم رجم.
وقد حاول تشكيل مضاد التعرض لطائراتنا أثناء عودتها بعد تنفيذ المهمة فاشتبكت معه وأسقطت له طائرة فانتوم.
وقد تابعت قواتنا البحرية عملياتها في البحرين المتوسط والأحمر ووجهت ضربات قوية لمواقع العدو الساحلية، وأثناء أدائها مهمتها اعترضها تشكيل بحري مضاد ودارت معركة بحرية أغرقت فيها قطعة بحرية متوسطة للعدو، وانسحبت باقي القطع. وقد حاول العدو صباح اليوم التدخل بقواته الجوية ضد بعض جسورنا على القناة في محاولة يائسة لمنع تدفق قواتنا فتصدت له وسائل دفاعنا الجوية وأسقطت له خمس طائرات وأسرت اثنين من طياريها.
وقد أفاد الأسرى بأن القوات الجوية الإسرائيلية منيت بخسائر جسيمة في العمليات الجوية التي دارت في الجبهتين المصرية والسورية يوم السادس من أكتوبر، وأن الروح المعنوية للطيارين الإسرائيليين منخفضة تماماً نتيجة لكبر حجم الخسائر وضراوة مقاتلينا.
البلاغ رقم 15: (أذيع في الساعة الثامنة و35 دقيقة مساءا)ً)
تتابع قواتنا المسلحة تقدمها داخل سيناء وتقوم بتنفيذ مهامها القتالية بنجاح.
هذا وقد دارت عدة اشتباكات مع العدو طوال اليوم وقد أمكن لقواتنا صد وتدمير قوات العدو في مواجهتها وأجبرته على الانسحاب متكبدة خسائر كبيرة في المعدات والأرواح.
وقد حاول تشكيل جوي معاد مهاجمة مواقع دفاعنا الجوي في القطاع الشمالي وتصدت له وسائل دفاعنا الجوي، كما اشتبكت معه مقاتلاتنا ودارت معركة جوية فوق مدينة بورسعيد.
وكانت نتائج معارك اليوم كما يلي:
خسائر العدو:
إسقاط 24 طائرة فانتوم واسكاي هوك وعدد من طائرات الهليكوبتر وأسر عدد من الطيارين. وتدمير 26 دبابة للعدو وعدد من العربات المجنزرة. أسر 45 من أفراد العدو، علاوة على تكبده خسائر كبيرة في الأرواح.
خسائر قواتنا:
إسقاط 10 طائرات، علاوة على بعض الخسائر في الأرواح والمعدات.
البلاغ رقم 16: ( أذيع في الساعة التاسعة و 35 دقيقة مساء) )
عاد العلم المصري إلى مكانة العزيز فوق المدينة الثانية في سيناء كلها، وهي القنطرة شرق، وذلك بعد أن تم تحريرها بواسطة قواتنا المسلحة. وكانت أهمية عملية تحرير المدينة راجعة إلى أن القوات المصرية كانت تراعي اعتبارين في نفس الوقت، وهما: تدمير قوات العدو فيها، والمحافظة على أرواح المواطنين المصريين الذين بقوا فيها يعانون ظروف الاحتلال.
ولتحقيق هذا الغرض تم حصار المدينة داخلياً وخارجياً، ثم جرى اقتحام مشارفها ودار قتال مع جنود العدو في الشوارع والمباني حتى انهارت قوات العدو واستسلمت.
وقد استولت القوات المصرية على كميات كبيرة من سلاح العدو وعتاده بينها عدد من دبابات سنتوريون وA.M.X ، وأسر ثلاثين فرداً للعدو أحياء وهم من بقى في المدينة.
وكانت فرحة المواطنين المصريين داخل المدينة بعد تمام تحريرها فرحة كبرى، حيث اندفعوا إلى الحفاوة باخوتهم المقاتلين المصريين من أجل شرف الوطن وعزته.
وتعبر القيادة العامة للقوات المسلحة عن اعتزازها باشتراك هؤلاء المواطنين عملياً في مساعدة قواتهم المسلحة، وكان جهدهم معها وعونهم لها رمزاً للتلاحم بين قوى الشعب وقوات جيش الشعب، وينتظر أن تنتقل محافظة سيناء لمباشرة عملها من المدينة المحررة في أسرع وقت.
البلاغ رقم 17: (أذيع في الساعة العاشرة و20 دقيقة))
بدأ العدو مساء اليوم ( الاثنين ) بقصف مدينة بورسعيد ودمر عدداً من المساكن والمباني وأشعل بها الحرائق، مما كبد الأهالي المدنيين بعض الخسائر.
وعلى ذلك تعتبر هذه أول مرة تضرب فيها مدينة بجمهورية مصر العربية، وعلى العدو أن يتحمل نتائج هذه العملية.
وقد أبلغت مصر الجمعية العامة للأمم المتحدة بالغارة الإسرائيلية الجوية على مدينة بور سعيد، وتولى الدكتور الزيات إبلاغ رئيس الجمعية العامة بالجريمة الإسرائيلية.
البلاغ رقم 18: (أذيع في الساعة العاشرة و40 دقيقة))
بتوجيه من القائد الأعلى للقوات المسلحة تلقت القيادة العامة للقوات المسلحة أمراً يقضي بحرمان العدو من الاستفادة ببترول سيناء. وعلى هذا فقد قامت قواتنا بالإغارة على مناطق آبار البترول على شاطئ خليج السويس في بلاعيم وأشعلت النار، فيها، واشتبكت مع مجموعة من قوات العدو بالمنطقة.
وقد تركت قواتنا في منطقة العملية ألسنة النار تشتعل في الآبار وشوهدت من مسافات بعيدة. كما تم تحطيم وإغراق حفار كان العدو يستخدمه في عملية البحث والتنقيب عن البترول في المنطقة، وعادت القوات إلى قواعدها سالمة
بيان القيادة العامة للقوات المصرية المسلحة حول تعرض مدينة بورسعيد للقصف

بدأ العدو، مساء اليوم، قصف مدينة بورسعيد، ودمر عدداً من المساكن والمباني، وأشعل بها الحرائق، مما كبد الأهالي المدنيين بعض الخسائر. وعلى ذلك، تعتبر هذه. أول مرة تضرب فيها مدينة في جمهورية مصر العربية، وعلى العدو أن يتحمل نتائج هذه العملية
البلاغات العسكرية المصرية التي صدرت في اليوم الرابع من الحرب (من البلاغ 19 حتى 23)
البلاغ رقم 19: (أذيع في الساعة العاشرة و23 دقيقة صباحا)ً)
بعد أن أتمت قواتنا الاستيلاء على الشاطئ الشرقي لقناة السويس بالكامل تتقدم تشكيلاتنا على طول المواجهة وقد وصلت صباح اليوم إلى مسافة 15 كيلومتراً داخل سيناء. ودمرت أثناء تقدمها جميع المواقع التي كان يتمركز بها العدو وكبدته خسائر فادحة في الأفراد والمعدات. كما فرت فلول كثيرة منهم تاركين مواقعهم وأسلحتهم وذخيرتهم. ووقع الكثير منهم في الأسر ويقدر عددهم بالمئات.
البلاغ رقم 20: (أذيع في الساعة العاشرة و40 دقيقة صباحاً))
أثناء تقدم قواتنا صباح اليوم داخل سيناء قامت قواتنا بمعاونة تشكيل من قواتنا الجوية بتدمير اللواء 190 المدرع المُعادي تدميراً كاملاً وتم أسر قائدة العقيد عساف ياجوري.
البلاغ رقم 21: (أذيع في الساعة الثانية عشرة و50 دقيقة ظهراً))
رصدت قواتنا البحرية في الساعات الأولى من صباح اليوم تشكيلاً بحرياً معادياً على الساحل الشمالي يتقدم في اتجاه الغرب بمعاونة تشكيل من طائرات الهليكوبتر وقد اشتبكت معه قواتنا البحرية وأغرقت له خمسة لنشات. كما أسقطت أربع طائرات هليوكوبتر فاضطر باقي التشكيل إلى الانسحاب. وقد أصيب لنا في هذه المعركة ثلاث لنشات.
البلاغ رقم 22: (أذيع في الساعة الثانية و26 دقيقة))
قام صباح اليوم تشكيل جوي معاد بمهاجمة بعض مطاراتنا الأمامية وتصدت له وسائل دفاعنا الجوي وأسقطت له 16 طائرة من طراز فانتوم وسكاي هوك، وتم أسر 4 طيارين.
البلاغ رقم 23: (أذيع في الساعة الخامسة و33 دقيقة))
أثناء تطوير هجوم قواتنا البرية داخل سيناء، حاول العدو إيقاف التقدم في القطاعين الجنوبي والأوسط بقوة تقدر بلواءين مدرعين، اشتبكت معه مدرعاتنا في معركة شرسة وتمكنت قواتنا من تدمير 42
دبابة في القطاع الجنوبي و 60 دبابة في القطاع الأوسط وانسحبت باقي دباباته مذعورة شرقاً وتطاردها دباباتنا لتدميرها. كما تم أسر عدد من أطقم دبابات اللواءين
النتائج العسكرية
أحدثت حرب تشرين تبدلاً حقيقياً في مفهوم الصراع المسلح الدولي والمحلي، وتداعى الخبراء والمنظرون العسكريون والسياسيون من الشرق والغرب لدراستها واستخلاص الدروس المستفادة منها، وما أحدثته من تغيرات في مفاهيم الاستراتيجية والتكتيك والتسليح.
اتصفت المعارك التي دارت على الجبهتين السورية والمصرية بضراوتها وسرعة تبدل المواقف واستمرارها ليلاً نهاراً من دون توقف، وقد استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة التقليدية والمتطورة. ومن أهم سمات تلك الحرب اقتحام المانع المائي في قناة السويس وخرق المنطقة المحصنة في الجولان، وكذلك انتقال زمام المبادأة إلى الجانب السوري المصري لأول مرة بعد حرب 1948.
وأثبتت حرب تشرين ما يتمتع به الجندي العربي من شجاعة وخبرة ومهارة في استخدام الأسلحة المعقدة واستعداد للتضحية في سبيل قضية عادلة، كما أسقطت الأسطورة التي روجها العدو عن جيشه الذي لايقهر. وقد هزت الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بإسرائيل كيانها بعنف وأصابتها بصدمة مازالت آثارها حتى اليوم، رغم الدعم الأمريكي غير المحدود، وبرهنت عن أن هزيمة إسرائيل وإجبارها على التقيد التام بقرارات الأمم المتحدة والتخلي عن الأراضي التي تحتلها لاتتحقق إلا بحرب استنزاف طويلة الأمد تستنزف طاقتها البشرية والمادية والمعنوية
اتفاقية كامب ديڤد
 هي اتفاقية تم التوقيع عليها في 17 سبتمبر 1978م بين الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل الراحل مناحم بيگن بعد 12 يوما من المفاوضات في المنتجع الرئاسي كامب ديڤد في ولاية مريلاند القريب من عاصمة الولايات المتحدة واشنطن. كانت المفاوضات والتوقيع على الاتفاقية تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر. نتج عن هذه الاتفاقية حدوث تغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر بسبب ما وصفه البعض بتوقيع السادات على اتفاقية السلام دون المطالبة بتنازلات إسرائيلية دون المطالبة باعتراف إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989 م نتيجة التوقيع على هذه الاتفاقية ومن جهة أخرى حصل الزعيمان مناصفة على جائزة نوبل للسلام عام 1978 بعد الاتفاقية حسب ما جاء في مبرر المنح «للجهود الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
حصار موقع كبريت،
 هو حصار فرضته القوات الإسرائيلية على الجيش الثالث الميداني في موقع حصن كبريت من 22 أكتوبر 1973 حتى 12 فبراير 1973 وانتهى الحصار بعد تطبيق المرحلة الثالثة من خطة فض الاشتباك.
في ليلة ال15 من أكتوبر تمكنت قوة إسرائيلية صغيرة من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية وبدأ تطويق الجيش الثالث من القوات المصرية.
شكل عبور هذه القوة الإسرائيلية إلى الضفة الغربية للقناة مشكلة تسببت في ثغرة في صفوف القوات المصرية عرفت باسم "ثغرة الدفرسوار" و قدر اللواء سعد الدين الشاذلي القوات الإسرائيلية غرب القناة في كتابه ""مذكرات حرب أكتوبر"" بوم 17 أكتوبر بأربع فرق مدرعة وهو ضعف المدرعات المصرية غرب القناة.
وكان قائد ووزير الحربية المصري أشار إلى السيد الرئيس محمد أنور السادات بأنه سوف يقوم بازالة الثغرة بالجنود الاسرائلين والمصريين الموجودين بالثغرة وكان يوجد فيها قرابة أكثر من نصف الجيش الإسرائيليى ولكن أمريكا تدخلت لإنقاذ الموقف .
في 23 أكتوبر كانت القوات الإسرائيلية منتشرة حول الجيش الثالث مما أجبر الجيش المصري على وقف القتال. في 24 تشرين الأول (أكتوبر) تم تنفيذ وقف إطلاق النار

..
شكرا لتعليقك