pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


إذاعة مدرسية كاملة عن تغيير المناخ

 إذاعة مدرسية كاملة عن تغيير المناخ

المقدمة

الحمد لله الحي القيوم , الباقي وغيره لا يدوم ,رفع السماء وزينها بالنجوم , وامسك الأرض بجبال في الختوم وصور بقدرته هذهِ الجسوم

 

سبحانك اللهم خير معلمي                         علمت بالقلم القرون الأولي
أرسلت بالتوراة موسي مرشدا                     وابن البتول معلم الإنجيل
وفجرت ينبوع البيان محمدا                        فسقي الحديث وناول التنزيل 

 

ومع خير ما نبدأبه برنامجنا الإذاعى لهذا اليوم هو القرآن الكريم للطالب /

 

ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ (41) قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلُۚ كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّشۡرِكِينَ (42) فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ (43) مَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِأَنفُسِهِمۡ يَمۡهَدُونَ (44) لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ (45) وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن يُرۡسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَٰتٖ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَلِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (46) وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (47) للَّهُ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَيَبۡسُطُهُۥ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ يَشَآءُ وَيَجۡعَلُهُۥ كِسَفٗا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦۖ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ (48) وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡهِم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِينَ (49) فَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ ءَاثَٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَيۡفَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ (50) وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ (52) وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِ ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ (53)

   ومع الحديث الشريف والطالبة/        

 

قَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ « أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِى قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِى لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِى أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِى أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ » ".


عن أبي هريرة أن الرسول  قال ((لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق-أي أن يضيع الطريق-وحتى يكثر الهرج))قالوا وما الهرج يا رسول الله؟قال:((القتل

ومن ينابيع الحكمة

* قال الشافعي رحمه الله : من وعظ أخاه سراً فقد نصحه.. ومن وعظه علانية فقد فضحه..

 

*   عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزى به

 

* من ترك فضول النظر منح الخشوع . ومن ترك فضول الطعام منح لذة العبادة .   و من ترك فضول الضحك منح الهيبة .   و من ترك حب الدنيا منح حب الآخرة

 

 

 

 

 

أضف إلى معلومات

 

التغييرات المناخية

 

تعتبر ظاهرة الاحتباس الحراري " الدفء العالمي " أحد مظاهر تغير المناخ کنتيجة مباشرة لتلوث الهواء. إذ ترتفع درجات حرارة کوکب الأرض، سواء في ذلک يابس القارات أو المسطحات المائية، التي يرتفع منسوبها ليطغى على سواحل القارات کنتيجة لذوبان الثلوج.
وقد اتفق غالبية علماء المناخ والبيئة على تفاقم خطورة الدفء العالمي. ويقابل هؤلاء إنکار شديد من جهة رجال المال والاقتصاد لأن الاعتراف بها يقتضي الاستجابة للدعوات التي تتمحور حول الحد من الأنشطة الصناعية، ومشروعات التنمية، وما يرتبط بها من استخدام کثيف للطاقة الأحفورية، لتصبح المحصلة خصماً من مکتسباتهم المادية.
وتتعقد المشکلة لدى الحکومات بين طرفين متقابلين، أولهما: مجابهة متطلبات النمو السکاني المطرد، وما يفرضه من حتمية الاستخدام الکثيف للموارد الطبيعية، زيادة فرص العمل، التوسع الصناعي، التوسع الزراعي، الاستخدام الکثيف للتربة، التوسع في العمران الحضري، الصيد البحري والبري الجائر، کثافة وسائل النقل، وغيرها. وثانيهما: حماية البيئة الطبيعية من الإنسان وأنشطته المتعددة التي تعد دون سواها السبب الرئيس في تغير المناخ وتدهور البيئة. وتصبح المعادلة شديدة التعقيد، حين العلم بأن الآثار السلبية لکل ذلک يحصدها الإنسان في صحته ورفاهيته ونقاء بيئته

 

سؤال فى العلم

ما المقصود  بالتغيّر المناخي  ؟

إن مناخ كوكبنا يتغير على مدار الزمن الجيولوجي مع حصول تقلبات ملحوظة في درجات الحرارة الوسطية. ورغم ذلك، ترتفع درجة الحرارة في هذه الفترة بسرعة أكبر من أي أوقات ماضية. وقد أصبح جليًّا أن البشرية هي المسؤولة عن معظم ارتفاع درجات الحرارة في القرن الماضي بتسببها في إطلاق غازاتٍ تحبسُ الحرارة – وهي التي يشار إليها في العادة بغازات الدفيئة أو الاحتباس الحراري- لإمداد حياتنا الحديثة بالطاقة. ونحن نقوم بذلك من خلال حرق الوقود الأحفوري، والزراعة، واستخدام الأراضي، وغير ذلك من النشاطات التي تدفع لحدوث التغير المناخي. إن غازات الدفيئة هي في أعلى مستوياتها من أي وقت مضى على مدار الأعوام الأخيرة. ويعتبر الارتفاع السريع لدرجة الحرارة هذا مشكلةً لأنه يغيّر مناخنا بمعدلٍ سريعٍ جدًّا بالنسبة للكائنات الحية تعجز عن التكيّف معه. إن التغير المناخي لا يتعلق فقط بدرجات الحرارة المرتفعة، بل يشمل أيضًا أحداث الطقس الشديدة، وارتفاع مستويات البحار، وتغير تعداد كائنات الحياة البرية، ومواطن الحيوان والنبات الطبيعية، وطيفًا من التأثيرات الأخرى.

ما الذي يسبّب التغيّر المناخي؟

 

إن هناك إجماعًا علميًّا طاغيًا على أن ارتفاع درجة حرارة الأرض هو من صنع الإنسان في الغالب: إذْ أن 97% من علماء المناخ توصلوا إلى هذا الاستنتاج. إن أحد أكبر المسبّبات إلى حد بعيد هو حرق الوقود الأحفوري – أي الفحم والغاز والنفط – وهو ما زاد تركيز غازات الدفيئة – مثل ثاني أوكسيد الكربون – في غلاف أرضنا الجوي. وهذا النشاط، المقرون بأنشطة أخرى مثل تمهيد الأراضي للزراعة، يسبّب ارتفاع متوسط درجة حرارة كوكبنا. وفي واقع الأمر، فإن العلماء متيقّنين من الصلة بين غازات الدفيئة وارتفاع درجات الحرارة في كوكب الأرض، بنفس قدر تيقّنهم من الصلة بين التدخين وسرطان الرئة. لكن هذه ليست استنتاجًا تم التوصل إليه مؤخرًا. فالمجتمع العلمي دأب على جمع ودراسة البيانات بشأن هذا طيلة عقود. وقد بدأت التحذيرات من الاحتباس الحراري تتصدر العناوين منذ أواخر الثمانينيات. وفي عام 1992، وقع 165 بلدًا معاهدةً دولية، هي “اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”. وقد عقدت تلك البلدان اجتماعاتٍ سنويةً منذ ذلك الحين (باسم “مؤتمر الأطراف”) ، بغية تطوير أهدافٍ وأساليبَ للحد من التغير المناخي، وكذلك التكيّف مع آثاره الماثلة للعيان فعلاً . واليوم، بات هناك 197 بلدًا ملتزمًا بـ”اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”.

من الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي ؟

 

إن تغير المناخ يلحق الضرر بنا جميعًا، وسيظل يلحق بنا الأذى ما لم تتخذ حكوماتنا إجراءاتٍ للتعامل معه. غير أن الأرجح أن تكون آثارُه أوضح أكثر بالنسبة لمجموعاتٍ معينة – مثلاً، تلك المجتمعات المعتمدة على الزراعة والصيد البحري في تحصيل أرزاقها – فضلاً عن تلك الفئات المستضعفة والمحرومة والمعرضة للتمييز بالفعل.

وهذه بعض الطرق التي يمكن للتغير المناخي أن يفاقم فيها التفاوتات الاجتماعية ويؤدي ذلك حاليًّا من خلالها:

·         بين الدول المتقدمة والنامية:

على الصعيد الوطني، سيكون سكان الدول الصغيرة التي هي عبارة عن جزر، والدول الأقل نموًّا بين الأكثر تضررًا، وهم كذلك بالفعل الآن. في دول الجزر الصغيرة المنخفضة والبلدان الأقل نموًّا من بين أشد الفئات تضررًا. فالناس في جزر المارشال يعانون على نحو منتظم من الفيضانات والعواصف المدمرة التي تدمّر بيوتهم وسبل عيشهم. كما تصدّرت موجة الحرارة عام 2018 عناوين الأخبار في نصف الكرة الأرضية الشمالي في كافة أرجاء أوروبا وأميركا الشمالية، غير أن بعض أسوأ التأثيرات كانت محسوسةً كذلك في مناطق مثل باكستان، حيث قضى أكثر من 60 شخصًا- غالبيتهم عمال يعملون بالفعل تحت قيظ الحرارة اللاهبة – إذ تجاوزت درجات الحرارة 44 درجةً مئويةً.

·         بين العرقيات والطبقات المختلفة:

إن تأثيرات التغير المناخي، والتلوث الناجم عن الوقود الأحفوري، يتجاوز أيضًا الفوارق العرقية والطبقية. ففي أميركا الشمالية، المجتمعات الأفقر من الملوّنين في الغالب هي التي تضطر إلى تنفّس الهواء السّام لأن احتمال أن تقع أحياؤها قرب محطات توليد الطاقة والمصافي أكبر. وتلك المتجمعات تعاني من ارتفاعٍ ملحوظ في معدلات أمراض الجهاز التنفسي وأمراض السرطان، ونسبة أن يموت أميركيٌّ أفريقيُّ الأصل بسبب تلوث الهواء تعادل ثلاثة أضعاف ما عليه الحال لشخصٍ آخر من بقية سكان الولايات المتحدة.

·         بين النوعين الاجتماعيين:

إن النساء والفتيات يتأثرنَ على نحو غير متناسب بالتغير المناخي، وهو ما يعكس حقيقة أنهنَّ في كثير من البلدان أكثر عرضة للتهميش والحرمان. ومعنى هذا أنهنَّ أكثر تأثرًا بتأثيرات الأحداث ذات الصلة بالمناخ لأنهنّ أضعف من أن يحمينَ أنفسهنَّ في مواجهة تلك التأثيرات وسيجدنَ أنه من الأصعب عليهنَّ التعافي منها.

·         بين الأجيال:

إن أجيال المستقبل ستعاني من الآثار المتفاقمة إن لم تتخذ الحكومات إجراءاتٍ الآن. ورغم ذلك، يعاني الأطفال والشبان بالفعل بسبب عمليات الأيض في أجسامهم، وبسبب احتياجاتهم الفيزيولوجية والتنموية الخاصة. وهذا يعني، على سبيل المثال، أن التهجير القسري الذي تعاني منه المجتمعات المحلية، ويؤثر على مجموعة شاملة من الحقوق – بدءًا من المياه، والصرف الصحي، والطعام، وصولاً إلى المسكن اللائق والصحة، والتعليم، والتنمية – سيضرّ على الأرجح بالأطفال على نحوٍ خاص.

·         بين المجتمعات:

إن الشعوب الاصلية هي من بين أكثر المجتمعات تأثرًا بالتغير المناخي. فكثيرًا ما يعيشون في أراضٍ مهمشة ومنظوماتٍ بيئيةٍ ضعيفةٍ حساسة على نحو خاص للتقلبات في البيئة المادية. وهذه الشعوب تحافظ على صلةٍ وثيقةٍ بالطبيعة وبأراضيها التقليدية التي تعتمد عليها سبل عيشها وهويتها الثقافية.

لماذا يعتبر تغير المناخ قضية حقوق إنسان؟

 

إن حقوق الإنسان ترتبط على نحوٍ وثيق الصلة بالتغير المناخي بسبب أثره المدمر الذي لا يقتصر على البيئة فقط؛ بل يشمل أيضًا رفاهية حياتنا الخاصة. وعدا عن تهديد التغير المناخي لوجودنا نفسه، فإنه يتسبب في تأثيراتٍ ضارةٍ على حقوقنا في الحياة، والصحة، والغذاء، والماء، والمسكن، وسبل المعيشة.

وكلما طال أمد انتظار الحكومات حتى تتخذ تدابير ذات معنى،  ازدادت صعوبة التوصل لحل للمشكلة، وتعاظَمَ الخطرُ من خفض الانبعاثات الغازية باستخدام وسائل تزيد التباين والتفاوت بدلاً من تقليصه.

وهذه بعض الطرق التي يؤثر بها تغيّر المناخ وسيؤثر بها على حقوق الإنسان الخاصة بنا:

الحق في الحياة  –  لنا جميعًا الحق في الحياة، والحق في العيش في حريةٍ وأمان. لكن التغير المناخي يهدد سلامة مليارات البشر على هذا الكوكب. وأوضحُ الأمثلة على ذلك هو ما نراه عبر الأحداث المتعلقة بالطقس المتطرف، مثل العواصف، والفيضانات، والحرائق الكبيرة. فقد أسفر إعصار “يولاندا” في الفلبين عن مصرع نحو 10000  شخص في عام 2013. كما يُعدّ الإجهاد الحراري من بين الآثار الأكثر فتكًا بالحياة. فقد أودت موجة الحرارة الصيفية في أوروبا في عام 2003 بحياة  35000 شخص. لكن، هناك الكثير من الطرق الأخرى الأقل وضوحًا التي يهدد من خلالها التغيّرُ المناخي حياة البشر. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يوديَ تغيّرُ المناخ بحياة 250000 شخص في السنة  بين عامي 2030 و 2050، بسبب مرض الملاريا، وسوء التغذية، والإسهال، والإجهاد الحراري.

الحق في الصحة من حقنا جميعًا التمتع بأعلى مستويات الصحة البدنية والعقلية التي يمكن الحصول عليها. وحسب “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ”، ستشمل الآثار الصحية الرئيسية للتغير المناخي زيادة خطر التعرض للإصابة {بسبب حادث}، والمرض، والوفاة بسبب موجات الحر والحرائق الأكثر شدةً؛ وزيادة خطر نقص الغذاء بسبب تناقص إنتاج الأغذية في المناطق الفقيرة؛ وزيادة مخاطر الأمراض التي تنقلها الأطعمة والمياه، والأمراض التي تنقلها الحشرات. إن الأطفال الذين يتعرضون لأحداثٍ صادمةٍ نفسيًّا كالكوارث الطبيعية، التي يفاقمها التغير المناخي، قد يعانون من اضطرابات إجهاد ما بعد  الصدمة. إن التأثيرات الصحية للتغير المناخي تتطلب استجابةً مستعجلة، إذ أن الارتفاع المستمر لدرجات الحرارة يهدد بتقويض المنظومات الصحية والأهداف الصحية العالمية الأساسية.

الحق في المسكنمن حقنا كلنا الحصول على مستوى معيشةٍ لائق لأنفسنا ولأُسرنا، بما في ذلك السكن المناسب. لكن التغير المناخي يهدد حقنا في السكن بأشكالٍ مختلفة. فظواهر الطقس المتطرف، كالفيضانات والحرائق الكبيرة، تدمر بالفعل بيوت الناس، وتتسبب في تشرّدهم. كما يمكن للجفاف والتعرية، والفيضانات أن تغيّر البيئة مع مرور الوقت بينما يهدد ارتفاع مستويات مياه البحار منازلَ الملايين من البشر في المناطق المنخفضة في كافة أرجاء العالم.

الحق في الحصول على المياه والصرف الصحي من حقنا جميعنا الحصول على المياه السليمة للاستخدام الشخصي والمنزلي والحصول على الصرف الصحي الذي يضمن لنا أن نبقى في صحةٍ جيدة. غير أن توليفة من العوامل كذوبان الثلوج والجليد، وانحسار سقوط الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستوى مياه البحار، تظهر أن التغير المناخي يؤثر على نوعية وكمية الموارد المائية، وسيبقى يؤثر عليها. بالفعل هناك أكثر من مليار إنسان لا يحصلون على المياه النظيفة، والتغيرُ المناخي سيفاقم هذا سوءًا. إن ظواهر الطقس المتطرف كالأعاصير والفيضانات ستؤثر على البنى التحتية الأساسية للمياه والصرف الصحي، مخلـّفة مياهًا ملوثةً، وبهذا تسهم في انتشار الامراض التي تنقلها المياه. كما ستتأثر شبكات الصرف الصحي، خصوصًا  في المناطق الحضرية.

من المسئول عن وقف التغير المناخي ؟

الدول

إن على الدول التزامٌ بتخفيف الآثار الضارة للتغير المناخي من خلال اتخاذ أكثر الإجراءات طموحًا للحيلولة دون حدوث انبعاثات الدفيئة أو الحدّ منها في أقصر إطارٍ زمنيٍّ ممكن. وبينما على الدول الغنية أن تقود المسيرة، داخليًا وعبر التعاون الدولي في آنٍ واحد، يجب على كل الدول اتخاذ كافة الخطوات المعقولة لتقليص الانبعاثات الغازية بأقصى ما تستطيع.

كما يجب على الدول أن تتخذ كل الخطوات الضرورية لمساعدة كلّ من هو في نطاق ولايتها القضائية على أن يتكيّف مع آثار التغير المناخي المتوقَّعَة والتي لا مَناص منها، وبالتالي أن تقلل إلى أدنى الحدود تأثير التغير المناخي على حقوق الإنسان الخاصة به. وهذا صحيحٌ بصرف النظر عما إذا كانت الدولة مسؤولة عن تلك الآثار، لأن على الدول التزامٌ بحماية الناس من الأضرار التي تسبّبها أطراف ثالثة.

ويجب على الدول أن تتخذ خطوات لمواجهة التغير المناخي بأسرع ما يمكن، وبأقصى قدرٍ ممكنٍ من الإنسانية. ويجب على الدول، عبر جهودها لمجابهة تغير المناخ، ألا تلجأ إلى إجراءاتٍ تنتهك حقوق الإنسان على نحوٍ مباشرٍ أو غير مباشر. فمثلاً، يجب عدم إقامة المحميّات الطبيعية أو مشاريع الطاقة المتجددة على أراضي الشعوب الأصلية من دون استشارتها والحصول على موافقتها.

وفي التدابير كافة، ينبغي للدول احترامُ الحق في الحصول على المعلومات والمشاركة لكل الأشخاص المتضررين، إضافة إلى احترام حقهم في الوصول إلى سبل ردّ المظالم المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان.

ورغم ذلك، فالتعهدات الحالية التي قدمتها الحكومات لتخفيف حدة التغير المناخي غير كافية البتّة، باعتبار أنها ستفضي إلى زيادةٍ مفجعةٍ بحلول عام 2100 بمقدار 3 درجات مئوية في متوسط درجات الحرارة العالمية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وقد بدأ الناس في بلدانٍ من بينها فرنسا وهولندا وسويسرا يرفعون دعاوى قضائية على حكوماتهم لعدم وضعها أهدافًا وتدابير ملائمةً لتخفيف حدة تغير المناخ.

 الشركات

وتقع على عاتق الشركات التجارية كذلك مسؤولية احترام حقوق الإنسان. وللوفاء بهذه المسؤولية، يجب على الشركات أن تقيّم الآثار المحتملة لأنشطتها على حقوق الإنسان، وأن تتخذ إجراءاتٍ لمنع وقوع التأثيرات السلبية. ويجب عليها أن تعلن هذه الاستنتاجات وأي إجراءاتٍ وقائية. ويجب على الشركات كذلك اتخاذ تدابير لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان التي تتسبب بها أو التي تسهم فيها، سواءٌ بنفسها أو بالتعاون مع غيرها من الجهات الفاعلة. وتشمل هذه المسؤوليات الأضرار التي تلحق بحقوق الإنسان نتيجة التغير المناخي.

كما يجب علي الشركات، وخاصة شركات الوقود الأحفوري، أن تتخذ  فورًا تدابير لتقلل إلى أدنى الحدود الانبعاثاتِ الغازيةَ المسببة للاحتباس الحراري- بما في ذلك عن طريق تحويل اهتمامها التجاري نحو الطاقة المتجددة – وأن توفر للعلن المعلومات المتعلقة بكمية الانبعاثات الغازية المسؤولة عن إطلاقها وعما تبذله من مجهودات لتخفيف شدتها. ويجب أن تشمل هذه الجهود الشركاتِ المتفرعةَ عنها، والشركاتِ التي تتبعها، والكياناتِ الموجودةَ في سلسلة التزويد والتوريد كلها.

لقد عُهِدَ عن شركات الوقود الاحفوري تاريخياً أنها من بين الشركات الأكثر مسؤوليةً عن التغير المناخي – وهذا مستمرٌّ إلى يومنا هذا. وتظهر البحوث أن 100 لا غير من الشركات التي تنتج الوقود الأحفوري مسؤولةٌ عن 71% من الانبعاثات الغازية المسبّبة للاحتباس الحراري في العالم منذ عام 1988.

وهنالك أدلةٌ متزايدةٌ تشير إلى أن شركات الوقود الأحفوري الرئيسية تعرف منذ عقود الآثارَ المؤذية لحرق الوقود الأحفوري، وأنها سعت لطمس تلك المعلومات ووضعِ العراقيل في طريق الجهود الرامية لمواجهة التغير المناخي.

لماذا نحتاج إلى وقف تغير المناخ ؟

لأننا جميعا نستحق الحماية المتساوية

لقد ولدنا جميعًا متمتعين بحقوق الإنسان الأساسية، لكن تلك الحقوق يتهدّدها خطرٌ داهمٌ  من التغير المناخي. وبينما يهدد تغير المناخ كل حياتنا بشكل أو بآخر، فإن الذين يتعرضون للتمييز مُرَجّحٌ أن يكونوا من بين الأكثر تضررًا. إننا جميعًا نستحق على قدرٍ متساوٍ الحماية من هذا التهديد العالمي.

لأنه لا يوجد شيء لنخسره من أخذ زمام المبادرة، وأمامنا كل شيء لنكسبه.

ان التصديَ للتغير المناخي يمنحنا الفرصة لنُوليَ الأولوية لرفاهية الناس بضمان الحق في بيئةٍ صحية. وهذا سيتيح لنا فرصةً لتعزيز حقوق الإنسان، بأن نقوم، على سبيل المثال؛ بتمكين المزيد من الناس من الحصول على موارد طاقة أنظف وأرخص، وإتاحة فرص عمل في قطاعات جديدة.

لأن لدينا المعرفة، والقوة، والقدرة لوقف التغير المناخي.

إن كثيرين من الناس يعكفون حاليًّا على إيجاد حلول خلاّقة وملهمة ومبتكرة لمواجهة تغّير المناخ. فمن المواطنين مرورًا عبر الشركات وصولاً إلى المدن، هناك أشخاص في كافة أصقاع العالم يعملون بجد على السياسات والحملات والحلول الكفيلة بحماية الناس والأرض. وطيلة قرون طورت الشعوبُ الأصلية ومجتمعاتُ الأقليات أساليبَ مستدامةً  للتعايش مع البيئات التي يعتبرونها أوطانهم. وبوسعنا أن نتعلم منهم، وأن نستفيد، بموافقتهم، من معارفهم لكي ننفخ في جهودنا نحن النشاطَ بغية العثور على طريقةٍ مختلفة للتفاعل مع كوكبنا.

ما الذي تفعله منظمة العفو الدولية للتصدي لتغير المناخ؟

إن ما تقوم به منظمة العفو الدولية بشأن تغير المناخ يضمن الدفاع عن حقوق الإنسان في “اتفاق باريس” الخاص بتغير المناخ والمساهمة فيه.

وبالنظر لضرورة التعامل مع هذه المسألة على نحو مستعجل، فسوف نعمّق مشاركتنا بالقيام بدورٍ محفّزٍ لمجتمع حقوق الإنسان لأنه يظهر كيفية تأثير التغيّر المناخي على حقوق الناس وكيفية استجابة الناس لواقع التغيّر المناخي، والتهديد الذي يشكّله.

إن منظمة العفو الدولية ستعمل مع طيفٍ متنوعٍ من المجموعات المختلفة في البلدان الرئيسية بهدف ممارسة الضغط على الحكومات والشركات التي تعيق التقدم. وستقدم منظمة العفو الدولية الدعم للشباب، ولكن أيضًا للشعوب الأصلية، ونقابات العمال، والمجتمعات المحلية المتضررة، بغية المطالبة بانتقالٍ سريعٍ وعادلٍ إلى اقتصادٍ ينعدم فيه الكربون ولا يتخلّف عن ركابِه أحد. وستكون الدعاوى القضائية، واستخدامُ آليات حقوق الإنسان الوطنية والإقليمية أدواتٍ إضافيةً لمواصلة الضغط.

كما ستعتمد منظمة العفو الدولية على ما سبق من عملها لدعم المدافعين عن البيئة حتى تسهّل على نحو خاص عمل الذين يحمون الأراضي، والغذاء، والمجتمعات المحلية، والناس من تأثيرات المناخ، واستخراج وتوسع استخدام الوقود الأحفوري، وإزالة الأحراج. كما أن الدفاع عن الفضاء المدني للمعلومات والمشاركة والتعبئة سيسهم في الدفعِ قدمًا بسياسات مناخية تقدمية.

مطالبنا

إن منظمة العفو الدولية تدعو الحكومات لما يلي:

·          أن تبذل كل ما في وسعها للمساعدة في وقف ارتفاع درجات الحرارة في العالم بأكثر من درجة ونصف مئوية.

·          أن تخفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول عام 2050 على أبعد تقدير. وينبغي للدول الأغنى فعل ذلك على نحو أسرع. وبحلول عام 2030، يجب أن يصل مقدار الانبعاثات الغازية في العالم إلى نصف مقدارها في عام 2010.

·          أن تتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري (الفحم، والنفط، والغاز) في أسرع وقتٍ ممكن.

·          أن تضمن أن تُجرى التدابيرُ المتخذة لمواجهة التغير المناخي على نحوٍ لا ينتهك حقوق الإنسان لأيّ فرد، وعلى نحوٍ يقلص الظلمَ لا أن يزيده.

·          أن تضمن أن يكون الجميع، خصوصًا المتأثرين بالتغير المناخي أو بالتحول إلى اقتصادٍ ينعدم فيه الوقود الأحفوري، على درايةٍ بما يحصل وأن يكون بمقدورهم المشاركة في القرارات المتعلقة بمستقبلهم.

·         أن تعمل معًا لتقاسم عبء التغير المناخي – يجب على البلدان الأغنى أن تساعد الدول الأخرى على نحوٍ عادلٍ.

 

 

 

 

أسباب تغير المناخ وآثاره

الوقود الأحفوري - الفحم والنفط والغاز - هو إلى حد بعيد أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90 في المائة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

نظرًا لتواجدها في الغلاف الجوي للأرض، فإن انبعاثات غازات الدفيئة تحبس حرارة الشمس. وهذا يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ. ترتفع درجة حرارة العالم حاليا بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل. وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد. وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض.

Industry and Transport

أسباب تغير المناخ وآثاره

توليد الطاقة

يتسبب توليد الكهرباء والحرارة عن طريق حرق الوقود الأحفوري في جزءٍ كبير من الانبعاثات العالمية. ولا يزال توليد معظم كميات الكهرباء يتم عن طريق حرق الفحم أو الزيت أو الغاز، وينتج عن ذلك ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز - وهي غازات دفيئة قوية تغطي الأرض وتحبس حرارة الشمس. على الصعيد العالمي، يأتي أكثر من ربع الكهرباء بقليل من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى التي ينبعث منها القليل من غازات الدفيئة أو الملوثات في الهواء، على عكس الوقود الأحفوري.

تصنيع البضائع

ينتج عن الصناعات التحويلية والصناعة انبعاثات، معظمها يأتي من حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة لصنع أشياء مثل الأسمنت والحديد والصلب والإلكترونيات والبلاستيك والملابس وغيرها من السلع. كما يطلق التعدين والعمليات الصناعية الأخرى الغازات، كما هو الأمر بالنسبة لصناعة البناء. وغالبًا ما تعمل الآلات المستخدمة في عملية التصنيع على الفحم أو الزيت أو الغاز؛ بعض المواد، مثل البلاستيك، مصنوعة من مواد كيميائية مصدرها الوقود الأحفوري، فالصناعات التحويلية هي واحدة من أكبر المساهمين في انبعاثات غازات الدفيئة في جميع أنحاء العالم.

قطع الغابات

إن قطع الغابات لإنشاء مزارع أو مراعي، أو لأسبابٍ أخرى، يتسبب في انبعاثات. لأن الأشجار، عند قطعها، تطلق الكربون الذي كانت تخزنه. ويتم تدمير ما يقارب 12 مليون هكتار من الغابات كل عام. ونظرًا لأن الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون، فإن تدميرها يحد أيضًا من قدرة الطبيعة على إبقاء الانبعاثات خارج الغلاف الجوي. وتعد إزالة الغابات، إلى جانب الزراعة والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي، مسؤولةً عن ما يقارب ربع انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.

استخدام وسائل النقل

تعمل معظم السيارات والشاحنات والسفن والطائرات بالوقود الأحفوري، مما يجعل النقل مساهمًا رئيسيًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخاصةً انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتمثل مركبات الطرق الجزء الأكبر من احتراق المنتجات القائمة على البترول، مثل البنزين، في محركات الاحتراق الداخلي. لكن الانبعاثات من السفن والطائرات أيضًا مستمرةٌ في الازدياد. والنقل مسؤولٌ عن ما يقارب ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة. وتشير الاتجاهات إلى زيادةٍ كبيرة في استخدام الطاقة لأغراض النقل خلال السنوات القادمة.

إنتاج الغذاء

يتسبب إنتاج الغذاء في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان وغازات الدفيئة الأخرى بطرقٍ مختلفة، ومن أسباب ذلك إزالة الغابات وإخلاء الأراضي لأغراض الزراعة والرعي، وعمليات الهضم لدى الأبقار والأغنام، وإنتاج واستخدام الأسمدة والسماد الطبيعي لزراعة المحاصيل، و استخدام الطاقة لتشغيل معدات المزرعة أو قوارب الصيد، باستخدام الوقود الأحفوري عادةً. كل ذلك يجعل إنتاج الغذاء مساهماً رئيسياً في تغير المناخ. وتأتي انبعاثات غازات الدفيئة أيضًا من عمليات تعبئة الطعام وتوزيعه.

تزويد المباني بالطاقة

على الصعيد العالمي، تستهلك المباني السكنية والتجارية أكثر من نصف الكهرباء. ومع استمرارها في الاعتماد على الفحم والنفط والغاز الطبيعي للتدفئة والتبريد، تنبعث منها كميات كبيرة من غازات الدفيئة. وقد ساهم تزايد الطلب على الطاقة للتدفئة والتبريد، مع زيادة حيازة أجهزة تكييف الهواء، فضلاً عن زيادة استهلاك الكهرباء للإضاءة والأجهزة والأجهزة المتصلة، في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة من المباني في السنوات الأخيرة.

استهلاك الكثير

إن منزلك واستخدامك للطاقة، وكيفية تنقُّلك، وما تأكله وكميات الطعام التي تتخلص منها، كلها عوامل تساهم في انبعاثات غازات الدفيئة. وكذلك هو الحال بالنسبة لاستهلاك البضائع مثل الملابس والإلكترونيات والبلاستيك. يرتبط جزءٌ كبير من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بالمنازل الخاصة. إذ أن لأنماط حياتنا تأثيرٌ عميق على كوكبنا. ويتحمل الأغنياء المسؤولية الأكبر: فأغنى 1 في المائة من سكان العالم مجتمعين يتسببون في انبعاثات لغازات الدفيئة أكثر مما يتسبب به أفقر 50 في المائة من السكان.

 

آثار تغير المناخ

ارتفاع درجات الحرارة

مع ارتفاع تركيزات غازات الدفيئة، ترتفع درجة حرارة سطح الأرض. وقد كان العقد الماضي، 2011-2020، الأكثر دفئًا على الإطلاق. ومنذ الثمانينيات، كان كل عقدٍ أكثر دفئًا من العقد السابق. وتشهد جميع مناطق اليابسة تقريبًا المزيد من الأيام الحارة وموجات الحر. تزيد درجات الحرارة المرتفعة من الأمراض المرتبطة بالحرارة وتجعل العمل في الهواء الطلق أكثر صعوبةً. وتشتعل حرائق الغابات بسهولة أكبر وتنتشر بسرعة أكبر عندما تكون الأجواء أكثر سخونةً. وقد ارتفعت درجات الحرارة في القطب الشمالي بسرعةٍ مضاعفة على الأقل عن المتوسط ​​العالمي.

عواصف أشد

أصبحت العواصف المدمرة أكثر حدةً وتكرارًا في العديد من المناطق. ومع ارتفاع درجات الحرارة، يتبخر المزيد من النداوة، مما يؤدي إلى تفاقم هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، ويتسبب بالتالي في المزيد من العواصف المدمرة. كما يتأثر تواتر ونطاق العواصف الاستوائية بارتفاع درجة حرارة المحيطات، إذ تشتد الأعاصير والزوابع والأعاصير الاستوائية بوجود المياه الدافئة على سطح المحيط، وغالبًا ما تدمر مثل هذه العواصف المنازل والمجتمعات، وتتسبب في وفيات وخسائر اقتصادية فادحة.

زيادة الجفاف

يؤدي تغير المناخ إلى تغيير توفر المياه، مما يجعلها أكثر ندرةً في المزيد من المناطق. ويؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، كما يؤدي إلى زيادة مخاطر الجفاف فيما يخص الزراعة، ويؤثر بالتالي على المحاصيل، ويزيد الجفاف البيئي من ضعف النُظُم البيئية. يمكن أن يثير الجفاف أيضًا عواصف رملية وترابية مدمرة يمكن أن تنقل مليارات الأطنان من الرمال عبر القارات. كذلك فإن الصحاري آخذةٌ في التوسع، مما يقلل من مساحة الأرض المتوفرة لزراعة الغذاء. ويواجه الكثير من الناس الآن خطر عدم الحصول على ما يكفي من المياه بشكلٍ منتظم.

ارتفاع درجة حرارة المحيطات

تمتص المحيطات معظم حرارة الاحتباس الحراري. وقد ازداد معدل ارتفاع درجة حرارة المحيطات بشدة خلال العقدين الماضيين، عبر جميع أعماق المحيطات. ومع ارتفاع درجة حرارة المحيطات، يزداد حجمها مع تمدد المياه بسبب ارتفاع درجة حرارتها. كما يتسبب ذوبان الصفائح الجليدية في ارتفاع مستويات سطح البحار، مما يهدد المجتمعات الساحلية والجُزُرية. وبالإضافة إلى ذلك، تمتص المحيطات غاز ثاني أكسيد الكربون، وتمنعها من الانطلاق نحو الغلاف الجوي، لكن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون تجعل المحيطات أكثر حمضيةً، مما يعرض الحياة البحرية والشعاب المرجانية للمخاطر.

فقدان الأنواع

يشكل تغير المناخ مخاطر على بقاء الأنواع على الأرض وفي المحيطات. وتزداد هذه المخاطر مع ارتفاع درجات الحرارة. يتفاقم فقد الأنواع بسبب تغير المناخ، إذ يفقد العالمُ الأنواعَ بمعدلٍ أكبر 1000 مرة من أي وقتٍ مضى في التاريخ البشري المدون. وهناك مليون نوع من الكائنات الحية معرضون لخطر الانقراض خلال العقود القليلة القادمة. وتعد حرائق الغابات والطقس القاسي والآفات والأمراض الغازية من بين العديد من التهديدات المتعلقة بتغير المناخ. وفي حين أن بعض الأنواع ستكون قادرةً على الانتقال والبقاء على قيد الحياة، فإن البعض الآخر لن يتمكن من ذلك.

نقص الغذاء

تُعدُّ التغيرات في المناخ وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة من بين الأسباب الكامنة وراء الارتفاع العالمي في معدلات الجوع وسوء التغذية. إذ قد يتم تدمير مصايد الأسماك والمحاصيل والماشية أو تصبح أقل إنتاجيةً. ومع ازدياد حمضية المحيطات، أصبحت الموارد البحرية التي تغذي مليارات البشر معرضةً للخطر. وقد أدت التغيرات في الجليد والغطاء الجليدي في العديد من مناطق القطب الشمالي إلى تعطيل الإمدادات الغذائية من مصادر الرعي والصيد وصيد الأسماك. ويمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري إلى تقليل المياه والأراضي العشبية الصالحة للرعي، مما يتسبب في انخفاض غلة المحاصيل ويؤثر على الثروة الحيوانية.

مزيد من المخاطر الصحية

إن تغير المناخ هو أكبر تهديدٍ صحيٍ يواجه البشرية. تضر تأثيرات المناخ بالفعل بالصحة، من خلال تلوث الهواء، والأمراض، والظواهر الجوية الشديدة، والتهجير القسري، والضغوط على الصحة العقلية، وزيادة الجوع وسوء التغذية في الأماكن التي لا يستطيع الناس فيها زراعة المحاصيل أو العثور على غذاءٍ كافٍ. وفي كل عام، تودي العوامل البيئية بحياة ما يقارب 13 مليون شخص. وتؤدي أنماط الطقس المتغيرة إلى انتشار الأمراض، وتزيد الظواهر الجوية المتطرفة من الوفيات وتجعل من الصعب على أنظمة الرعاية الصحية مواكبة الأمر.

الفقر والنزوح

يزيد تغير المناخ من العوامل التي تضع الناس وتبقيهم في حالة فقر. وقد تجرف الفيضانات الأحياء الفقيرة في المدن وتدمر المنازل وسُبُل العيش. ويمكن أن تجعل الحرارةُ العملَ في الوظائف الخارجية صعبًا. وقد تؤثر ندرةُ المياه على المحاصيل. على مدى العقد الماضي (2010-2019)، أدت الأحداث المتعلقة بالطقس إلى نزوح ما يقدر بنحو 23.1 مليون شخص في المتوسط ​​كل عام، مما ترك الكثيرين عرضةً للفقر بشكلٍ أكبر. ويأتي معظم اللاجئين من البلدان الأكثر ضعفاً والأقل استعداداً للتكيف مع آثار تغير المناخ.

 

ما هو تغير المناخ؟

يقصد بتغير المناخ التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس. قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث، على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية. ولكن، منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز.

ينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.

تشمل أمثلة انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون والميثان. تنتج هذه الغازات، على سبيل المثال، عن استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المباني. يمكن أيضا أن يؤدي تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون. وتعتبر مدافن القمامة مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غاز الميثان. ويعد إنتاج واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين مصادر الانبعاث الرئيسية.

 

تركيزات غازات الدفيئة بلغت أعلى مستوياتها منذ مليوني سنة

والانبعاثات مستمرة في الارتفاع. ونتيجة لذلك، أصبحت الكرة الأرضية الآن أكثر دفئًا بمقدار 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر. وكان العقد الماضي (2011-2020) الأكثر دفئًا على الإطلاق.

يعتقد الكثير من الناس أن تغير المناخ يعني أساسًا ارتفاع درجات الحرارة، ولكن ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية القصة، ولأن الأرض عبارة عن نظام، حيث كل شيء متصل، فإن التغييرات في منطقة واحدة قد تؤدي إلى تغييرات في جميع المناطق الأخرى.

تشمل عواقب تغير المناخ، من بين أمور أخرى، الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتدهور التنوع البيولوجي.

 

الناس يعانون من تغير المناخ بطرق شتّى

يمكن أن يؤثر تغير المناخ على صحتنا وقدرتنا على زراعة الأغذية والسكن والسلامة والعمل. البعض منا أكثر عرضة لتأثيرات المناخ، مثل الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة والبلدان النامية الأخرى. لقد ساءت الظروف مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وتسلل المياه المالحة إلى درجة اضطرت فيها مجتمعات بأكملها إلى الانتقال، كما أن فترات الجفاف الطويلة تعرض الناس لخطر المجاعة. في المستقبل، من المتوقع أن يرتفع عدد "اللاجئين بسبب المناخ".

 

كل زيادة في ظاهرة الاحتباس الحراري مهمة

أقر آلاف العلماء والجهات المستعرضة الحكومية —في سلسلة تقارير أممية— أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية سيساعدنا على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للعيش. وإلى ذلك، وبناءً على خطط الوطنية الحالية للمناخ، فإن من المتوقع أن يصل الاحترار العالمي إلى ما يقرب من  3.2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.

تأتي الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ من كل منطقة من العالم وتؤثر على الجميع، لكن بعض البلدان تنتج أكثر بكثير من غيرها، حيث أن المائة دولة التي تنتج أقل قدر من الانبعاثات تولد 3 في المائة فقط من إجمالي الانبعاثات، بينما البلدان العشرة التي تنتج أكبر قدر من الانبعاثات تولد 68 في المائة من الانبعاثات. يجب على الجميع اتخاذ إجراءات بشأن المناخ، لكن البلدان والأشخاص الذين يتسببون في أكبر قدر من المشكلة يتحملون مسؤولية أكبر لمباشرة العمل بشأن المناخ.

 

نواجه تحديات كبيرة، ولكننا لدينا العديد من الحلول

يمكن أن تحقق عديد الحلول لتغير المناخ مناقع اقتصادية مع تحسين معايشنا وحماية البيئة. فضلا عن ذلك، أُبرمت كذلك أطر عمل واتفاقيات عالمية لتوجيه عملية التقدم المُحرز من مثلأهداف التنمية المستدامة وكذلك اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ فضلا عن اتفاق باريس . وهناك فئات ثلاث عامة من الإجراءات اللازم اتخاذها، وهي: خفض الانبعاثات، والتكيف مع تأثيرات المناخ، وتمويل التعديلات اللازمة.

سيؤدي تحويل أنظمة الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، إلى تقليل الانبعاثات المسببة لتغير المناخ. لكن علينا أن نبدأ الآن. يلتزم تحالف متنام من البلدان بالوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ومع ذلك يجب أن يتم خفض الانبعاثات بحوالي النصف بحلول عام 2030 للحفاظ على الاحترار بأقل من 1.5 درجة مئوية، ويجب أن ينخفض إنتاج الوقود الأحفوري بنسبة 6 في المائة تقريبًا سنويًا خلال العقد 2020-2030.

 

ومن جهة أخرى، فإن التكيف مع العواقب المناخية يحمي الناس والمنازل والشركات وسبل العيش والبنية التحتية والنظم البيئية الطبيعية، بحيث يشمل التأثيرات الحالية والتي يحتمل أن تحدث في المستقبل. يجب أن يتم التكيف في كل مكان، ويجب إعطاء الأولوية الآن للأشخاص الأكثر ضعفًا الذين لديهم أقل الموارد لمواجهة مخاطر المناخ، إذ أن معدل العائد قد يكون مرتفعًا. على سبيل المثال، أنظمة الإنذار المبكر للكوارث تنقذ الأرواح والممتلكات، وقد تمكن من تحقيق فوائد تصل إلى 10 أضعاف التكلفة الأولية.

 

يمكننا دفع الفاتورة الآن ... أو دفع ثمن باهظ في المستقبل

يتطلب العمل المناخي استثمارات مالية كبيرة من قبل الحكومات والشركات، لكن التقاعس عن العمل المناخي يكلف ثمنا باهضاً. تتمثل إحدى الخطوات الحاسمة في وفاء البلدان الصناعية بالتزامها بتقديم 100 مليار دولار سنويًا إلى البلدان النامية حتى تتمكن من التكيف والتحرك نحو اقتصادات أكثر اخضرارًا

 

لمناخ صالح للعيش لا بد من إسناد الالتزامات بخفض الانبعاثات بإجراءات جريئة وصدقية

ماهو صافي الانبعاثات الصفري؟

ببساطة، صافي الانبعاثات الصفري هو خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقرب مستوى ممكن من الصفر، مع إعادة امتصاص أي انبعاثات متبقية من الغلاف الجوي، عن طريق المحيطات والغابات على سبيل المثال.

لماذا صافي الانبعاثات الصفري مهم؟

يُظهر العلم بوضوح أنه من أجل تجنب أسوأ آثار تغير المناخ والحفاظ على كوكب صالح للعيش، يجب أن تقتصر زيادة درجة الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. حاليًا، أصبحت الأرض أكثر دفئًا بنحو 1.1 درجة مئوية مما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر، مع استمرار الانبعاثات في الارتفاع. لإبقاء الاحترار العالمي لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية - على النحو المطلوب في اتفاق باريس - يجب خفض الانبعاثات بنسبة 45٪ بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.

كيف يمكن تحقيق صافي انبعاثات صفري؟

يعد الانتقال إلى عالم صافي انبعاثاته صفر أحد أكبر التحديات التي واجهتها البشرية. ولن يتحقق ذلك سوى بتحول كامل في كيفية إنتاجنا واستهلاكنا وتحركنا. يعد قطاع الطاقة مصدر حوالي ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الدفيئة اليوم ويمثل المفتاح لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ. ومن شأن استبدال الطاقة الملوثة من الفحم والغاز والنفط بالطاقة المستمدة من مصادر متجددة، مثل الرياح أو الشمس، أن يقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون.

هل هناك جهد عالمي للوصول إلى صافي انبعاثات صفري؟

نعم، يتعهد تحالف آخذ في النمو من البلدان والمدن والشركات والمؤسسات الأخرى بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري. حددت أكثر من 70 دولة، بما في ذلك أكبر الجهات المسببة للتلوث المتمثلة في الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، هدف صافي صفري، يغطي حوالي 76 ٪ من الانبعاثات العالمية. وضعت أكثر من 1200 شركة أهدافًا قائمة على العلم بما يتماشى مع هدف صافي صفري، وانضمت أكثر من 1000 مدينة وأكثر من 1000 مؤسسة تعليمية وأكثر من 400 مؤسسة مالية إلى السعي إلى الصفر ، وتعهدت باتخاذ إجراءات صارمة وفورية لخفض الانبعاثات العالمية إلى النصف بحلول عام 2030.

كيف نضمن ترجمة الالتزامات إلى أفعال؟

رافق تنامي التعهدات للوصول إلى صافي انبعاثات صفري تزايد المعايير بمستويات متفاوتة من المتانة. من أجل وضع معايير أمتن وأوضح للتعهدات بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري من قبل الكيانات غير الحكومية مثل الشركات والمستثمرين والمدن والمناطق، وتسريع تنفيذها، أنشأ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في آذار/مارس 2022 فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالتزامات الكيانات غير الحكومية للوصول إلى صافي انبعاثات صفري. سيصدر فريق الخبراء توصيات قبل نهاية العام.

هل نحن على الطريق الصحيح للوصول إلى صافي صفري بحلول عام 2050؟

لا، الالتزامات التي تعهدت بها الحكومات حتى الآن أقل بكثير مما هو مطلوب. ستؤدي الخطط المناخية الوطنية القائمة - بالنسبة لجميع الأطراف في اتفاق باريس البالغ عددها 193 مجتمعة - إلى زيادة كبيرة بنحو 14٪ في انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2010. يتطلب الوصول إلى صافي صفري من جميع الحكومات - أولاً وقبل كل شيء أكبر المسببات للانبعاثات - تعزيز مساهماتها المحددة وطنياً بشكل كبير واتخاذ خطوات جريئة وفورية نحو الحد من الانبعاثات الآن. دعا ميثاق غلاسكو للمناخ جميع البلدان إلى إعادة النظر في أهداف 2030 وتعزيزها في المساهمات المحددة وطنيًا بحلول نهاية عام 2022، لتتماشى مع هدف اتفاق باريس بشأن درجة الحرارة.

.

مبادرات العمل المناخي

تتعاون الحكومات والشركات وأعضاء المجتمع المدني في إطار مبادرات مناخية تهدف إلى تسريع وتيرة العمل المناخي. وترمي هذه المبادرات، التي أطلقت في قمة العمل المناخي لعام ٢٠١٩ المنعقدة في الأمم المتحدة، إلى الحد من الانبعاثات ومعالجة انشغالات هامة مثل فرص العمل والمساواة بين الجنسين وتعبئة التمويل وبناء البنية التحتية المستدامة والاستعانة بالحلول القائمة على الطبيعة وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ ومواجهة آثاره.

إن دور الأمم المتحدة الموحد مطلوب أكثر من أي وقت مضى لتشجيع الجميع على التعاون ووضع أهداف طموحة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع درجة الحرارة العالمية من تجاوز ١.٥ درجة مئوية. كما تدعم الأمم المتحدة كذلك الانتقال إلى اقتصاد مستدام وخفيض الكربون يكون عادلاً ومفيدًا للجميع.

world map with heart pins across the countries

.

أمثلة على مبادرات العمل المناخي

الطاقة

Industry and Transportتسريع الانتقال إلى الطاقة المتجددة في الدول الجزرية الصغيرة النامية: اجتمعت ست وثلاثون دولة جزرية صغيرة نامية مع شركائها لتبادل الاستراتيجيات وحشد الزخم للانتقال إلى أنظمة الطاقة المتجددة والقادرة على الصمود.

العمل المناخي من أجل فرص العمل: لقد سطرت هذه المبادرة خارطة طريق واستراتيجيات إقليمية للعمل المناخي تضع فرص عمل الأفراد ورفاههم في صلب الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.

التحالف الخاص بالتبريدطالعوا كيف يتحد العالم لتوفير تبريد فعال ومراع للمناخ لفائدة الجميع، بما في ذلك من خلال خطط مناخية وطنية معززة. ويبرز هذا التحالف ابتكارات واعدة مثل "ورق التبريد" الذي يبقي درجات الحرارة منخفضة في المباني.

تحالف كفاءة الطاقة: نادي ثلاثة بالمائة Three Percent Club: يدعم هذا التحالف، الذي يضم قادة حكومات وشركات ومنظمات غير حكومية، تسريع كفاءة الطاقة ومساعدة البلدان على إعداد خرائط طريق لتعزيز الكفاءة. ويحدد نادي ثلاثة بالمائة هدفه المتمثل في تحسين كفاءة الطاقة بنسبة ٣٪ سنويًا.

تحالف التخلص من الفحم:إن الدول والمستثمرين والمرافق والمدن من بين أولئك الذين يسعون إلى التخلص المبكر من الفحم كمصدر للطاقة. ويساعد هذا التحالف في تحقيق إجماع سياسي وصناعي جديد بشأن التخلص التدريجي من تمويل الفحم ومن استخدامه كمصدر للطاقة.

 

الصناعة والنقل

 

العمل من أجل وسائل نقل مراعية للمناخ:قامت أكثر من ١٠٠ منظمة بتشكيل أكبر تحالف مخصص لإزالة الكربون من جميع وسائل النقل. ويبحث التحالف في قضايا مثل الوصول إلى وسائل النقل في المناطق الريفية والجوانب الاقتصادية لإزالة الكربون. ويقترح دورة تدريبية عبر الإنترنت من شأنها مساعدة المسؤولين في المناطق الحضرية على وضع حلول مستدامة في مجال التنقل الحضري.

إزالة الكربون من قطاع النقل البحري: تحالف الوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر: تحالف قوي يضم أكثر من ١٥٠ شركة في مجالات النقل البحري والطاقة والبنية التحتية والتمويل، يطمح إلى تشغيل سفن أعالي البحار العديمة الانبعاثات والمجدية تجاريًا بحلول عام ٢٠٣٠. يحدد ميثاق الشحن البحري معالم نزع الكربون في مجال نقل حاويات الشحن السائبة. بموجب مبادئ بوسايدون، كشف ١٥ بنكًا عن مدى توافق محافظ قروض قطاع النقل البحري مع الأهداف المناخية.

المجموعة الرائدة من أجل الانتقال في القطاع الصناعي: أنشأت هذه المبادرة، التي تهدف إلى الوصول بانبعاثات الكربون في القطاع الصناعي إلى مستوى الصفر بحلول عام ٢٠٥٠، مجموعات صناعية ووضعت خرائط طريق للصناعات الثقيلة حيث يصعب الحد من انبعاثات الكربون. وتعطي أداة تتبع الانتقال لمحات عن قطاعات الصناعة في مختلف الدول.


الأعمال التجارية والمالية

 

 هدف ١.٥ درجة مئوية في مجال الأعمال التجارية: يدعو هذا التحالف، المكون من قادة الأعمال والصناعة، الشركات إلى تحديد أهداف طموحة تقوم على العلم لخفض الانبعاثات، بهدف الوصول بها إلى مستوى الصفر بما يتماشى مع سيناريو ١.٥ درجة مئوية. وقد انضمت حتى الآن أكثر من ٧٠٠ شركة برسملة سوقية تفوق ١٣ تريليون دولار.

تحالف وزراء المالية من أجل العمل المناخي: يدعو صناع السياسات المالية والاقتصادية من أكثر من ٦٠ دولة تولد حوالي ٤٠٪ من الانبعاثات العالمية إلى إجراءات واستثمارات مناخية عاجلة وإلى انتقال عادل يقوم على استحداث ملايين فرص العمل الجديدة. توجه مبادئ هلسنكي الستة اجراءات مثل تسعير الكربون الفعلي وإدراج تغير المناخ في سياسات الاقتصاد الكلي والخاصة بالمالية.

تحالف مالكي الأصول عديمة الانبعاثات: قدمت هذه المجموعة الدولية التي تضم أكثر من ٤٠ مستثمرًا مؤسسيًا بأصول تزيد عن ٦.٦ تريليون دولار التزامًا شجاعا للوصول بانبعاثات المحافظ الاستثمارية إلى مستوى الصفر بحلول عام ٢٠٥٠. ويهدف الأعضاء إلى مواءمة المحافظ مع ارتفاع درجة الحرارة العالمية بما لا يزيد عن ١.٥ درجة مئوية. وقد وضع التحالف أهدافًا لمطلع عام ٢٠٢٥ ودعا إلى خطط مناخية وطنية طموحة.


التكيف والقدرة على الصمود

 عوة للعمل: رفع مستوى الطموح من أجل القدرة على التكيف مع تغير المناخ:ترفع هذه الدعوة مستوى الطموح فيما يتعلق بالتكيف والقدرة على الصمود، بتأييد من ١٣٠ بلد و٨٦ منظمة. كما تحث على الوصول إلى الفئات الضعيفة وزيادة التمويل بسرعة وإدراج المخاطر المتعلقة بالمناخ في تصورنا للمستقبل. طالعوا المزيد.

التحالف من أجل استثمارات قادرة على التكيف مع تغير المناخ: عمل هذه المبادرة على تعبئة القطاع المالي الخاص عبر العالم، بالشراكة مع المؤسسات الخاصة والعامة الرئيسية، لإدماج المخاطر المتعلقة بالمناخ في صنع القرار في مجال الاستثمارات. يضم التحالف حاليا ٦٥ عضوًا بحوالي ١٠ تريليون دولار من الأصول، وقد ساعد في وضع أدوات لنمذجة التدفقات النقدية وأولويات البنية التحتية بمراعاة المخاطر.

التحالف من أجل بنية تحتية مقاومة للكوارث:تتعاون الحكومات ومنظمات الأمم المتحدة والبنوك المتعددة الأطراف والشركات ومؤسسات المعرفة لبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ ومقاومة مخاطر الكوارث في أنظمة البنية التحتية. ويشجع برنامج الزمالة البحث والابتكار.

رؤية شراكة مجموعة InsuResilience في عام ٢٠٢٥: تساعد هذه الشراكة على تعزيز صمود الدول النامية وحماية أرواح وسبل عيش الفقراء والضعفاء من الكوارث. في عام ٢٠٢٠، قدم ٢١٨ مشروعًا في ١٠١ دولة حماية مالية لأكثر من ١٣٠ مليون شخص من المخاطر المتعلقة بالمناخ. وبفضل مركز التميز التابع لها، ترصد هذه الشراكة الحلول المناخية البارزة المراعية للمساواة بين الجنسين.

مبادرة أقل البلدان نمواً من أجل التكيف الفعال والقدرة على الصمود: تسعى هذه المجموعة إلى مستقبل متكيف مع تغير المناخ في أقل البلدان نمواً. وقد أحرزت تقدما كبيرا في مجال وضع معايير للتكيف مع تغير المناخ في المجتمعات المحلية إلى جانب آلية للتمويل.

شراكة العمل المبكر المراعي للمخاطر:يسعى هذا التحالف، الذي يجمع المجتمعات الناشطة في مكافحة تغير المناخ والمساعدات الإنسانية والتنمية، إلى تعزيز المعرفة وتبادل الحلول وإنشاء شراكات جديدة للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، بهدف جعل مليار شخص أكثر أمانًا بحلول عام ٢٠٢٥.

 

الحلول القائمة على الطبيعة

 

 حملة من أجل الطبيعة: يدعو هذا التحالف المتنامي، الذي يضم أكثر من ١٠٠ منظمة لحفظ البيئة، صانعي السياسات إلى الالتزام لصالح الطبيعة في إطار ميثاق جديد طموح يقوم على العلم. ويهدف إلى حماية ٣٠٪ على الأقل من الكوكب بحلول عام ٢٠٣٠، بالاعتماد على موارد مالية كافية وممارسة الشعوب الأصلية لقيادتهم وحقوقهم كاملة.

تحالف العمل من أجل مقاومة مخاطر المحيطات: يجمع هذا التحالف حكومات ومؤسسات مالية وشركات تأمين ومنظمات بيئية وجهات فاعلة من بلدان الجنوب بهدف بناء القدرة على مقاومة مخاطر المحيطات. وهي رائدة في منتجات التمويل والتأمين التي تهدف إلى تشجيع استثمار ٥٠٠ مليون دولار في الحلول القائمة على الطبيعة بحلول عام ٢٠٣٠.

 

التخطيط الحضري

 مبادرة الاستثمارات المناخية في الوسط الحضري:قام هذا التحالف، الذي يضم حكومات ومؤسسات مالية وصناديق خاصة بالمناخ وشبكات حضرية وفرق تفكير، بوضع إطار عمل خاص به لمساعدة ٢٠٠٠ مدينة في إعداد وتمويل مشاريع للتكيف مع تغير المناخ، وقد حقق ٢٠٪ من هذا الهدف حتى الآن. وإن هذه العملية مدعومة بصندوق سد فجوة تمويل الاستثمارات المناخية في الوسط الحضري، من خلال التعاون مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف والمانحين الثنائيين.

 

مبادرة الاستثمارات المناخية في الوسط الحضري:قام هذا التحالف، الذي يضم حكومات ومؤسسات مالية وصناديق خاصة بالمناخ وشبكات حضرية وفرق تفكير، بوضع إطار عمل خاص به لمساعدة ٢٠٠٠ مدينة في إعداد وتمويل مشاريع للتكيف مع تغير المناخ، وقد حقق ٢٠٪ من هذا الهدف حتى الآن. وإن هذه العملية مدعومة بصندوق سد فجوة تمويل الاستثمارات المناخية في الوسط الحضري، من خلال التعاون مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف والمانحين الثنائيين.

 

الخاتمة

 

دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له:       …       إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني

فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها  …        فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني

للمرءِ في الدنيا وجَمِّ شؤونها   …       ما شاءَ منْ ربحٍ ومنْ خسران

فَهي الفضاءُ لراغبٍ مُتطلِّعٍ     …        وهي المَضِيقُ لِمُؤثِرِ السُّلْوان

الناسُ غادٍ في الشقاءِ ورائحٌ   …        يَشْقى له الرُّحَماءُ وهْوَ الهاني

ومنعَّمٌ لم يلقَ إلا لذة ً     …                في طيِّها شجَنٌ من الأَشجان

فاصبر على نُعْمى الحياة ِ وبُؤسِها  …    نعمى الحياة ِ وبؤسها سيَّان

 

إلى هنا نأتي إلى ختام برنامجنا الإذاعى لهذا اليوم الطيب المبارك وفى الختام نستودعكم الله الذى لاتضيع ودائعه  , ونتمنى لكم يوما دراسيا موفقا , وعملا صالحا متقبلا ,  والسلام عليكم ورحمة وبركاته                                             

 

 

 

 

 

 

شكرا لتعليقك