pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


كتاب النحو الحديث للأستاذ / عبدالرحمن معوض ( اللإصدار الثانى )

 

 

 بسم  الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين  

وبعد  ،،،

فالذي لا شك فيه أن الكثيرمن الناس يشكون   من درس النحو العربي ، ومما تعانيه من الكد في سبيل إتقانه وإقامة ألسنتها وأقلامها عليه و إننا لا نعرف لغة اهتم بها أصحابها قدر ما لقيت العربية من اهتمام ، ومنذ عصر الخلفاء الراشدين رضوان الله عنهم والعلماء يتتابعون واحدا في إثر واحد ومدرسة بعد مدرسة ، في إنشاء النحو العربي وتطويره وتأصيله ، حتى بلغ مرحلة من النضج العلمي والوضوح المنهجي لم يبلغها علم آخر  و النحو أساس ضروري لكل دراسة للحياة العربية ، في الفقه والتفسير والأدب والفلسفة والتاريخ وغيرها من العلوم ؛ لأنك لا تستطيع أن تدرك المقصود من نص لغوي دون معرفة بالنظام الذي تسير عليه هذه اللغة وقواعدها النحوية ،

ومما لا شك فيه أن تعلم قواعد النحو ضرورة ملحة لمنع الخطأ فى تلاوة القرآن الكريم لأن السبب الرئيسى فى نشأة علم النحو هو ظهور اللحن والخطأ فى تلاوة القرآن الكريم

-  فعن أبي الأسود الدؤلى قال : دخلت على عليّ بن أبى طالب ، فرأيته مطرقا ، فقلت : فيم تتفكر يا أمير المؤمنين ؟ قال : سمعت ببلدكم لحنا فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية فقلت : إن فعلت هذا ، أحييتنا. فأتيته بعد أيام ، فألقى إليَّ صحيفة فيها

   الكلام كله اسم ، وفعل ، وحرف ، فالاسم ما أنبأ عن المسمى ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى ، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل ، ثم قال لي : زده وتتبعه ، فجمعت أشياء ثم عرضتها عليه   وعندما أراه أبو الأسود ما وضع ، فقال علي : ما أحسن هذا النحو الذي نحوت ، فمن ثمَّ سُمِّي النحو نحوا – فدراسة قواعد اللغة العربية لا غنى عنها لكل مسلم فى بقاع الأرض حتى يتقن تلاوة القرآن الكريم ويتجنب الخطا فى تلاوته  وهو من العلوم الهامة فى تقويم اللسان والأقلام على اللغة العربية السليمة حتى نتجنب الخطأ واللحن فى القراءة والكتابة وحتى نتلوا القرآن الكريم تلاوة صحيحة ,.   
 فهذه دروس مختارة فى النحو العربى جمعتها لنفسى من خلال دراستى وتدريسى للغة العربية لأكثر من ربع قرن من الزمان فى مختلف المراحل التعليمية فى جمهورية مصر العربية  

ثم إنى رأيت أن أخرج هذه الدروس المختارة للناس عسى أن ينتفع بها بعض الدارسين للغة العربية وعسى أن تنالنى من أحدهم دعوة صادقة تنفعنى بعد موتى وأجد أثرها عند الله تعالى  

وأرجو أن أنال بها الثواب من الله تعالى عملا  بقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه  : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ :

   " إِ ذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ  " رَوَاهُ مُسْلِم .

وأسأل الله تعالى أن يتقبل منى هذا العمل المتواضع  ولا يحرمنى ثوابه والله من وراء القصد

ولكى أنال ما أتمنى من جمع هذه الدروس فقد جعلت حقوق الطبع لهذا الكتاب محفوظة لكل مسلم عسى أنال منه دعوة صادقة تنفنى بعد موتى وفى النهاية هذا جهد بشرى يحتمل الخطأ والنسيان  وأرجو أن أكون وفقت فى عرضه بشكل ينال تقدير القارئ له والله من وراء القصد  

وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

جمهورية مصر العربية

محافظة الدقهلية  - السنبلاوين

                                                  الأستاذ / عبدالرحمن معوض

                                                     معلم خبير لغة عربية 

                                                        هاتف ( 01063431782 )

     الباب الأول                     تحديد نوع الكلمة   

اللغة وسيلة التعبير عن المعانى وهى تتكون من كلمات والكلمة لفظ له معنى مثل ( الإيمان – الكتاب ) وما تركب من كلمتين أو أكثر وأفاد معنى يسمى الكلام المفيد مثل  ( أحب الوطن )

والجملة ميدان علم النحو؛ لأنه العلم الذي يدرس الكلمات في علاقة بعضها ببعض ، وحين تكون الكلمة في جملة يصبح لها معنى نحوي ؛ أي : تؤدي وظيفة معينة تتأثر بغيرها من الكلمات وتؤثر في غيرها أيضا  وأنت حين تقول : إن هذه الكلمة " فاعل " مثلا فإنك تعني أن قبلها   فعلا   بينه وبين الفاعل علاقة من نوع ما ، وهكذا في بقية أبواب النحو.
النحو إذن لا يدرس أصوات الكلمات ، ولا بنيتها  ولا دلالتها ، وإنما يدرسها من حيث هي جزء في كلام تؤدي فيه عملا معينا
على أن أهم خطوة في التحليل النحوي هي أن تحدد الكلمة ، وعلى تحديدك لها يتوقف فهمك للجملة ، ويتوقف صواب تحليلك من خطئه
وأنت تعلم أن الكلمة العربية إما أن تكون اسما أو فعلا أو حرفا  فهي لا تخرج عن واحد من هذه الثلاثة  وعليك أن تسأل نفسك دائما :
ما نوع هذه الكلمة ؟ أهي اسم أم فعل أم حرف ؟
 

إن هذا السؤال له أهمية خاصة في التطبيق النحوي ؛ لأن إجابتك عنه ستترب عليها كل خطواتك بعد ذلك.
وذلك :
- أن الكلمة إن كانت حرفا فهي مبنية ولا محل لها من الإعراب
- إن كانت فعلا فقد تكون مبنية وقد تكون معربة ، ولكن لا بد لها من معمولات تعمل فيها على ما سنعرفه تفصيلا
- وإن كانت اسما فلا بد أن يكون لها موقع إعرابي ، مبنية كانت أو معرفة.
فضلا عن أن معرفة نوع الكلمة يعينك على معرفة نوع الجملة التي هي مدار الدراسة النحوية

أقسام الكلمة

   الكلمة فى اللغة العربية  إما :        اسم    أو   فعل   –    أو     حرف

الحرف

الفعل

الاسم

 

أولا الاسم  :    هو الذى يدل على إنسان أو حيوان أو جماد أو أى شئ يدرك بالحواس أو بالعقل وليس الزمن جزء منه   مثل :    (  محمد – عصفور – كرة – جبل – علم – صداقة – زهرة   )

ثانيا الفعل  :   هو الذى يدل على حدوث شئ فى زمن معين ( الماضى – الحاضر – والمستقبل )

مثل  :  – كتب – اكتب – يكتب – يشرح – يلعب  فهم  - يفهم  - افهم  - استخرج –  يستخرج

ثالثا الحرف :   هو الذى لا يفهم معناه إلا مع غيره ومهمته الربط بين الكلمات

مثل     :  (    من  –  عن  –   فى   –   إلى   –  على   )

 

علامات ( الاسم  والفعل والحرف )

أولاً : علامات الاسم :

والاسم -  هو كلُّ كلمة يسمَّى بها الإنسان أو الحيوان أو الجماد أو أي شيء آخر مثل محمد وخالد ، كذلك أسماء الأشياء مثل باب وبيت ، إضافة إلى الأسماء التي نطلقها على الفصول مثلاَ على غرار ربيعٍ وصيف ،   الأسماء التي نطلقها على أشياء غير مرئية

ومن علامات الاسم  :  

1- الجر : وهو يشمل الجر بالحرف والإضافة والتبعية نحو : مررت بغلام زيد الفاضل ، فالغلام مجرور بالحرف ، وزيد مجرور بالإضافة ، والفاضل مجرور بالتبعية.

2- التنوين : وهو على أربعة أقسام :

أ- تنوين التمكين : وهو اللاحق للأسماء المعربة كزيد ورجل ، إلا جمع المؤنث السالم

 نحو : مسلمات ، وإلا نحو : جوار وغواش .

ب - تنوين التنكير : وهو اللاحق للأسماء المبنية فرقا بين معرفتها ونكرتها

نحو : مررت بسيبويهِ   وبسيبويهٍ  آخر .

جـ - تنوين المقابلة : وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم  مقابل للنون فى جمع المذكر السالم    نحو : مسلماتٍ ، فإنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم   كمسلمين . مصريون

د- تنوين العوض :  وهو على ثلاثة أقسام :

·         عوض عن جملة : وهو الذي يلحق بالاسم " إذ " عوضا عن جملة تكون بعدها

كقوله تعالى : ( وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ) أي : حين إذ بلغت الروح الحلقوم ،

فحذف : بلغت الروح الحلقوم ، وأتى بالتنوين عوضا عنه.

(2) عوض عن اسم : وهو اللاحق لـ " كل " عوضا عما تضاف إليه

نحو : كلٌّ قائم أي : كل إنسان قائم ، فحذف إنسان وأتى بالتنوين عوضاً عنه.

(3) عوض عن حرف : وهو اللاحق لـ " جوار وغواش " ونحوهما رفعاً وجراً

 نحو : هؤلاء جوارٍ ، ومررت بجوارٍ ، فحذف الياء ، وأتي بالتنوين عوضا عنها.

3- النداء : وهو صحة أن يقع الاسم منادى نحو : يا زيد   - يا محمد  -  يا طالب

4- قبول الألف واللام  : الرجل - المعلم  - المدرسة  - الملعب  - الجندى - الأسد

كما جاء في قول المتنبي  :

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني         والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ

5- الإسناد إليه   أى  ينسب إلى الاسم حكم تتم به الفائدة أةالإخبار عنه  مثل : أن يكون مبتدأ يكمل معناه بالخبر نحو :    ز يد قائم -  أو فاعلا يتحدث عنه بالفعل  - مثل : انتصر الحق .

ثانياً : علامات الفعل

والفعل : هو ما يدل على معنى مقترن بزمان من الأزمنة الثلاثة والأزمنة الثلاثة هي :

الزمن الماضي ( الفعل الماضي ) : ما دلَّ على وقوع الحدث في زمنٍ مضى قبل قول المتكلِّم على غرار ذهبَ أو أكلَ، ويكون الفعل ماضياً إذا دلَّ زمانه على الماضي .

الزمن الحاضر (الفعل المضارع ) : وهو ما يدلُّ على حصول الفعل أثناء الكلام  كقولك : يذهبُ أو يأكلُ، ويكون الفعل الذي يدلُّ زمنه على الحاضر فعلاً مضارعاً .

زمن المستقبل (الفعل الأمر) : وهو الدَّال على وقوع الحدث أو الفعل بعد زمان الكلام كقول سيأكل أو سيذهب ، أو ما يدل على طلب القيام بالفعل مثل اكتب أو كُل، ويكون الفعل الدَّال على الطلب فعل أمر .

الخلاصة : إذا دلَّ الفعل على شيء حصل مسبقاً كان من الزمن الماضي  وإذا دلَّ على أمرٍ يحصل في زمان المتكلم كان زمانه حاضراً (مضارعاً )  أما إذا دلَّ على ما سيحصل أو على طلب القيام بالفعل بعد الكلام فيكون زمنه مستقبلاً ؛ فالفعل الامر هو كل ما يدل على  طلب حصول شيء ما مقترنٍ بزمنٍ من هذه الأزمنة .

من علامات الفعل  :

1- تاء الفاعل : وهي المضمومة للمتكلم نحو : فعلتُ ، والمفتوحة للمخاطب نحو : تباركتَ ، والمكسورة للمخاطبة نحو : فعلتِ خاصة بالفعل الماضى

2- تاء التأنيث الساكنة : نحو : نعمتْ وبئستْ  خاصة بالفعل الماضى

واحترز بالساكنة عن اللاحقة للأسماء ، فإنها تكون متحركة بحركة الإعراب نحو : هذه مسلمةٌ ورأيت مسلمةً ومررت بمسلمةٍ ، ومن اللاحقة للحرف نحو : لاتَ وربتَ وثمتَ ، وأما تسكينها مع رب وثم فقليل   - نحو : ربتْ  وثمتْ.

3- ياء الفاعلة ( المخاطبة المؤنثة )  : وتلحق فعل الأمر نحو : اضربي ، والفعل المضارع نحو : تضربين ، ولا تلحق الفعل الماضي  .

4- نون التوكيد خفيفة كانت أو ثقيلة : فالخفيفة نحو قوله تعالى : "  لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ  "

-        والثقيلة نحو قوله تعالى : " لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ " تلحق بالفعل الأمر والمضارع

5- من علامات المضارع دخول حرف الجزم ( لم ) -  لم يلد ولم يولد        

وأن تتصل به نون التوكيد الثقيلة والخفيفة   - لأساهمن فى خدمة الوطن 

التالي
انت في احدث موضوع
شكرا لتعليقك