حوض
النيل هو مسمي يطلق علي 10 دول إفريقية يمر فيها نهر
النيل؛ سواء
تلك التي يجري مساره مخترقا أراضيها، أو تلك التي يوجد علي أراضيها منابع
نهر النيل، أو تلك التي يجري عبر أراضيها الأنهار المغذية لنهر النيل.
ويغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كم² من المنبع في بحيرة
فكتوريا وحتي
المصب في البحر
المتوسط.
حوض النيل
يعتبر نهر
النيل من أطول الأنهار في العالم حيث يبلغ طوله 6650 كلم، وهو يجري من الجنوب إلى الشمال نحو مصبه في البحر الأبيض
المتوسط، وذلك في الجزء الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا. ينبع النيل من بحيرة
فيكتوريا التي تبلغ
مساحتها 68 ألف كلم2. [1].
يعتبر نهر
كاگرا (Kagera) من الجداول
الرئيسية لنهر النيل ومن أكبر الروافد التي تصب في بحيرة فيكتوريا، وينبع من بوروندي قرب الرأس الشمالي لبحيرة تنجانيقا
الواقعة إلى الجنوب من بحيرة فيكتوريا في وسط أفريقيا، ويجري في اتجاه الشمال صانعا
الحدود بين تنزانيا ورواندا، وبعدما يتجه إلى الشرق يصبح
الحد الفاصل بين تنزانيا وأوغندا ومنها إلى بحيرة
ڤيكتوريا بعدما يكون
قد قطع مسافة 690 كلم.
أما نهر روڤيرونزا (Rovironza) الذي يعتبر الرافد العلوي لنهر كاجيرا وينبع
أيضا من بوروندي، فيلتحم معه في تنزانيا ويعتبر الحد
الأقصى في الجنوب لنهر النيل.
ويبلغ معدل
كمية تدفق المياه داخل بحيرة فيكتوريا أكثر من 20 مليار متر مكعب في السنة، منها 7.5 مليارات من نهر كاجيرا و8.4
مليارات من منحدرات الغابات الواقعة شمال شرق كينيا و3.2 مليارات من
شمال شرق تنزانيا،
و1.2 مليار من المستنقعات الواقعة شمال غرب أوغندا كما ورد في تقارير منظمة الفاو
لعام 1982.
يعرف النيل
بعد مغادرته بحيرة فيكتوريا باسم نيل ڤيكتوريا ، ويستمر في مساره
لمسافة 500 كلم مرورا ببحيرة إبراهيم (Kyoga) حتى يصل إلى بحيرة ألبرت التي تتغذى كذلك من نهر سمليكي (Semliki) القادم أصلا من جبال جمهورية الكونغو الديمقراطية مرورا ببحيرة إدوارد،
وبعدها يدعى "نيل ألبرت".
وعندما يصل
جنوب السودان يدعى بحر
الجبل ، وبعد ذلك يجري في منطقة بحيرات وقنوات ومستنقعات يبلغ طولها من
الجنوب إلى الشمال
400 كلم ومساحتها الحالية 16.2 ألف كلم2، إلا أن نصف كمية المياه التي تدخلها تختفي من جراء النتح والتبخر.
وقد بدأ
تجفيف هذه المستنقعات عام 1978 بإنشاء قناة طولها 360 كلم لتحييد المياه من عبورها، وبعدما تم إنشاء 240 كلم منها
توقفت الأعمال عام 1983 بسبب الحرب
الأهلية في جنوب السودان.
وبعد اتصاله ببحر
الغزال يجري النيل
لمسافة 720 كلم حتى يصل الخرطوم، وفي هذه الأثناء يدعى "النيل الأبيض"، حيث
يلتحم هناك مع "النيل الأزرق" الذي ينبع مع روافده الرئيسية (الدندر والرهد) من جبال إثيوبيا حول بحيرة تانا الواقعة شرق
القارة على بعد 1400 كلم عن الخرطوم.
ومن الجدير
بالذكر أن النيل
الأزرق يشكل 80-85%
من مياه النيل الإجمالية، ولا يحصل هذا إلا أثناء مواسم الصيف بسبب الأمطار الموسمية
على مرتفعات إثيوبيا، بينما لا يشكل في باقي أيام العام إلا نسبة قليلة، حيث تكون المياه قليلة.
أما آخر ما
تبقى من روافد نهر النيل بعد اتحاد النيلين الأبيض والأزرق ليشكلا نهر النيل، فهو نهر عطبرة الذي يبلغ طوله 800
كلم وينبع أيضا من
الهضبة الإثيوبية شمالي بحيرة تانا.
ويلتقي عطبرة مع النيل على بعد 300 كلم شمال الخرطوم،
وحاله كحال النيل الأزرق، وقد يجف في الصيف. ثُم يتابع نهر النيل جريانه في الأراضي المصرية
حتى مصبه في البحر الأبيض المتوسط.
دول حوض
النيل
خريطة توضح دول حوض النيل
يبلغ عدد
الدول المشاركة في حوض نهر النيل عشراً، وهي من المنبع إلى المصب كما يلي: بوروندي ورواندا وتنزانيا وكنيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا وإرتريا والسودان ومصر.
ومناخ جميع هذه الأقطار رطب ومعتدل، حيث يبلغ معدل هطول الأمطار
1000-1500 ملم/السنة،
ما عدا الجزء الشمالي من السودان ومصر فهو قاري، ولا تتعدى نسبة هطول الأمطار فيهما 20 ملم/السنة. ومن المعلوم أن معدل
هطول الأمطار السنوية في إثيوبيا وحدها 900 مليار متر مكعب/السنة.
كما يشغل
حوض النيل في بعض الدول كجمهورية الكونغو الديمقراطية 0.7%،
وبوروندي 0.4% أي ما يساوي نصف مساحتها الإجمالية، ورواندا 0.7% أي ما يساوي 75% من
مساحتها الإجمالية، وتنزانيا 2.7%، وكينيا 1.5%، والكونغو 0.7%،
وأوغندا 7.4%، وإثيوبيا 11.7%، وإريتريا 0.8%، والسودان 63.6%، ومصر 10%.
ويبلغ معدل
جريان النيل الأبيض السنوي قبل الوصول إلى الخرطوم 29.6 مليار متر مكعب/السنة، والنيل الأزرق في الخرطوم
49.7 مليار متر مكعب/السنة، ونهر عطبرة 11.7 مليار متر مكعب/السنة. أما نهر
النيل قبل أسوان أقصى
جنوب مصر فيبلغ 84 مليار متر مكعب/السنة أو 90 مليارا إذا أضفنا إليه كمية التبخر. هذا ناتج ما تبقى بعدما تستنفد
الدول المشاطئة حاجتها من المياه.
ومن الجدير
بالذكر أن مساهمة النيل الأزرق تساوي ضعف مساهمة النيل الأبيض في مياه نهر النيل، ولكن تبقى هذه النسبة متغيرة، إذ
تخضع للمواسم المطرية القصوى والدنيا على مدار السنة، مع العلم بأن جريان
النيل الأبيض يبقى شبه ثابت خلال الفصول الأربعة، وبذلك تصبح مساهمة النيل
الأزرق 90% والنيل
الأبيض 5% عند الذروة، في حين تصبح 70% للأول و30% للثاني عند الحالات الدنيا حسب
الفاو.
وتجدر
الإشارة إلى أن معظم الدول المتشاطئة في الحوض -ما عدا السودان ومصر- تملك حاجتها من المياه وزيادة لكثرة البحيرات
العذبة والأنهار
ولكثرة هطول الأمطار فيها، بينما يعتمد السودان بنسبة 77% ومصر بنسبة 97% على مياه نهر
النيل.
وحريٌّ أن
نعرف أن التلوث البيئي في هذا الحوض المائي الكبير جدير بالاهتمام، حيث تسبب الملوثات أضرارا طويلة الأمد للنبات
والإنسان والحيوان
على السواء، ويشكل تسرب المياه الملوثة والملوثات الكيماوية المسرطنة في الأنهار على وجه الخصوص خطرا جسيما للصحة العامة.
مبادرة حوض
النيل
مبادرة
حوض النيلهي اتفاقية دولية وقعت بين دول حوض النيل العشر في فبراير 1999 بهدف تدعيم
أواصر التعاون الإقليمي (سوسيو- إجتماعي) بين هذه الدول. وقد تم توقيها في تنزانيا.
مجالات
التعاون
- المياه.
- تنوع الأحياء
المائية.
- استئصال الفقر.
- الغابات.
- الجفاف.
- إطارات التنمية
المستدامة.
- الطاقة من أجل
التنمية المستدامة.
- الزراعة.
- حفظ وإدارة
الموارد الطبيعية.
- التنمية المستدامة
في القارة الإفريقية.
- تغيير أنماط
الاستهلاك والإنتاج الغير صحية.
- التنمية المستدامة
في ظل العولمة.
صرح وزير
الري السوداني بأن هناك تعاون بين السودان وبين دول حوض النيل في إطار ما يسمى بمبادرة
حوض النيل والتي تهدف
إلى بناء الثقة وأنها تتصل بمشروعات ذات منافع مشتركة وتشمل بناء خزانات ومشروعات الربط الكهربائي بالإضافة إلى تطوير
الإدارة المبكرة للفيضانات والجفاف وأعمال الوقاية مثل مشروعات مكافحة التصحر
والجفاف والمساقط
لتوليد الطاقة
الكهربائية في مواضع
الخزانات المختلفة في أثيوبيا.
وقال أنه
بالنسبة للنيل الشرقي الذي يضم مصر وأثيوبيا وإريتريا وبالنسبة لحوض النيل الاستوائي فهناك كميات هائلة من المياه
لتوليد طاقة كهربائية مائية على طول نيل فيكتوريا شمال خزانات أونا
الحالي في أوغندا وكذلك شمال بحيرة
ألبرت حتى الحدود
السودانية، وداخل السودان حوالي (5) مساقط لإنشاء خزانات لتوفير الطاقة منها موصلي"
على
الحدود وياربور
وبولا
وماكيدو
التي
تقع جنوب جوبا.
ويوجد مشروع
للربط الكهربائي بين دول حوض
النيل الواقعة في شرق أفريقيا الستة مع السودان بالإضافة على مشروعات
الأمن الغذائي عن طريق الزراعة المروية والمطرية كل هذا التعاون ثم إقراره في مبادرة حوض
النيل ويجري الآن إعداد الصيغ لدراسة هذه المشروعات لتحقيق التعاون بين
كافة دول الحوض. [1]
وأضاف أنه
تم الاتفاق على تكوين مجلس وزاري من وزراء مياه دول الحوض وكذلك لجنة المياه التجارية لتساعد المجلس الوزاري
لبلورة هذه المشروعات لتحقيق وتعزيز التعاون، كما تم الاتفاق على حل أي
نزاع مائي بين دول الحوض بالطرق الودية دون اللجوء إلى استعمال القوة،
وتساهم الصناديق الدولية والدول المانحة والغنية في تحويل هذه المشروعات
لصالح شعوب دول الحوض.
وأشار الي
أن هناك التزام منها بـ(90) مليون دولار لمشروعات الري المشتركة، فهناك (148) مليون دولار للدراسات فقط، أما
التنفيذ فسيعقبه مرحلة الإعداد والتصميمات ودراسات الجدوى الفنية والاقتصادية
والبيئة.
وفي هذا
الصدد تكونت لجنة "الإنترو" وهي لجنة فنية تتكون من أثيوبيا والسودان ومصر
ومقرها العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ومهمتها بلورة هذه المشروعات المشتركة بين دول الحوض.
من ناحية
أخرى قال الوزير السوداني لـ"صوت" النيل أن حكومة بلاده لديها خطة مستقبلية
شاملة للنيل،فهناك مشروع تعلية خزان الروصيرص بمقدار (10) أمتار ليرتفع المخزون من (3) أمتار إلى (7.7) م
وقال : لدينا خزانات على طول النيل الرئيسي منها وخزانات السبلوكة (90) كم شمال
"الخرطوم" لتوليد
الطاقة الكهربائية المائية، وشمال مدينة عطبرة لتوليد الطاقة، وهناك خزانات عند
الشلال الثالث وخزان "مروي" عند الشلال الرابع وبدأ لشروع في تنفيذه لتوفير
(1250) ميجاوات ولتحسين الري في المناطق خلف هذا الخزانات ولدينا (1.5) مليون فدان يمكن زراعتها من إجمالي
(4.1) مليون صالحة للزراعة.
إتفاقية
مياه النيل
إتفاقية
مياه النيل أو مبادرة حوض النيل ، هي إتفاقية
أبرمتها الحكومة
البريطانية -بصفتها
الاستعمارية- نيابة عن عدد من دول حوض
النيل (أوغندا وتنزانيا و كينيا)، في عام 1929
مع
الحكومة المصرية يتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه النيل، وإن لمصر الحق في الاعتراض (الفيتو)
في
حالة إنشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النهر وروافده، وتبع هذا اتفاقية مصرية
سودانية عام 1959
تعطي
لمصر حق استغلال 55 مليار متر
مكعب من مياه
النيل من أصل 83 مليار متر
مكعب تصل إلى السودان ليتبقى للخرطوم 18 مليار متر
مكعب من مياه
النيل. [1]
وكانت بريطانيا وقعت نيابة عن مصر معاهدة في عام 1929،
ووقعت مصر بعدها اتفاقية عام 1959 مع دول الحوض، والتي تضمنت بند الأمن المائي، الذي يقضي بعدم
السماح بإقامة
مشروعات على حوض النيل إلا بعد الرجوع إلى دولتي المصب. يذكر أن محكمة
العدل الدولية، التي ينوى
البرلمانيون رفع الدعوى القضائية أمامها، كانت قد قضت عام 1989 بأن اتفاقيات المياه
شأنها شأن اتفاقيات الحدود، ولا يجوز تعديلها. وتضم مبادرة حوض النيل دول مصر والسودان وأوغندا وإثيوبيا
والكونغو الديمقراطية وبوروندي وتنزانيا ورواندا وكينيا واريتريا. [1].
وفي فبراير
1999 تم توقيع مبادرة
حوض النيل بين دول حوض
النيل العشر، بهدف تدعيم أواصر التعاون الإقليمي (سوسيو- إجتماعي) بين هذه الدول.
وقد تم توقيها في تنزانيا.
خلفية
عن نهر النيل
يعتبر نهر
النيل من أطول الأنهار في العالم حيث يبلغ طوله 6650 كلم، وهو يجري من الجنوب إلى الشمال نحو مصبه في البحر الأبيض
المتوسط، وذلك في الجزء الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا. ينبع النيل من بحيرة
فيكتوريا التي تبلغ
مساحتها 68 ألف كلم2. [1].
يعتبر نهر كاجيرا (Kagera) من الجداول الرئيسية لنهر النيل ومن أكبر
الروافد التي تصب في بحيرة فيكتوريا، وينبع من بوروندي قرب الرأس الشمالي لبحيرة
تنجانيقا الواقعة إلى
الجنوب من بحيرة فيكتوريا في وسط أفريقيا، ويجري في اتجاه الشمال صانعا الحدود بين تنزانيا ورواندا، وبعدما يتجه إلى
الشرق يصبح الحد الفاصل بين تنزانيا وأوغندا ومنها إلى بحيرة فيكتوريا
بعدما يكون قد قطع مسافة 690 كلم.
أما نهر روفيرونزا (Rovironza) الذي يعتبر الرافد العلوي لنهر كاجيرا وينبع
أيضا من بوروندي، فيلتحم معه في تنزانيا ويعتبر الحد الأقصى في الجنوب لنهر
النيل.
ويبلغ معدل
كمية تدفق المياه داخل بحيرة فيكتوريا أكثر من 20 مليار متر مكعب في السنة، منها 7.5 مليارات من نهر كاجيرا
و8.4 مليارات من منحدرات الغابات الواقعة شمال شرق كينيا و3.2 مليارات من
شمال شرق تنزانيا،
و1.2 مليار من المستنقعات الواقعة شمال غرب أوغندا كما ورد في تقارير منظمة الفاو
لعام 1982.
يعرف النيل
بعد مغادرته بحيرة فيكتوريا باسم نيل فيكتوريا ، ويستمر في مساره
لمسافة 500 كلم مرورا ببحيرة إبراهيم (Kyoga) حتى يصل إلى بحيرة ألبرت التي تتغذى كذلك من نهر سمليكي (Semliki) القادم أصلا من جبال جمهورية الكونغو الديمقراطية مرورا ببحيرة إدوارد،
وبعدها يدعى "نيل ألبرت".
وعندما يصل
جنوب السودان يدعى بحر
الجبل ، وبعد ذلك يجري في منطقة بحيرات وقنوات ومستنقعات يبلغ طولها من
الجنوب إلى الشمال
400 كلم ومساحتها الحالية 16.2 ألف كلم2، إلا أن نصف كمية المياه التي تدخلها تختفي من جراء النتح والتبخر.
وقد بدأ
تجفيف هذه المستنقعات عام 1978 بإنشاء قناة طولها 360 كلم لتحييد المياه من عبورها، وبعدما تم إنشاء 240 كلم منها
توقفت الأعمال عام 1983 بسبب الحرب
الأهلية في جنوب السودان.
وبعد اتصاله ببحر
الغزال يجري النيل
لمسافة 720 كلم حتى يصل الخرطوم، وفي هذه الأثناء يدعى "النيل الأبيض"، حيث
يلتحم هناك مع "النيل الأزرق" الذي ينبع مع روافده الرئيسية (الدندر والرهد) من جبال إثيوبيا حول بحيرة تانا الواقعة شرق
القارة على بعد 1400 كلم عن الخرطوم.
ومن الجدير
بالذكر أن النيل
الأزرق يشكل 80-85%
من مياه النيل الإجمالية، ولا يحصل هذا إلا أثناء مواسم الصيف بسبب الأمطار الموسمية
على مرتفعات إثيوبيا، بينما لا يشكل في باقي أيام العام إلا نسبة قليلة، حيث تكون المياه قليلة.
أما آخر ما
تبقى من روافد نهر النيل بعد اتحاد النيلين الأبيض والأزرق ليشكلا نهر النيل، فهو نهر عطبرة الذي يبلغ طوله 800
كلم وينبع أيضا من
الهضبة الإثيوبية شمالي بحيرة تانا.
ويلتقي عطبرة مع النيل على بعد 300 كلم شمال الخرطوم،
وحاله كحال النيل الأزرق، وقد يجف في الصيف. ثُم يتابع نهر النيل جريانه في الأراضي المصرية
حتى مصبه في البحر الأبيض المتوسط.
دول
حوض النيل
يبلغ عدد الدول المشاركة في حوض نهر النيل عشرا، وهي من المنبع إلى المصب كما يلي: بوروندي ورواندا وتنزانيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والسودان ومصر.
ومناخ جميع هذه الأقطار رطب ومعتدل، حيث يبلغ معدل هطول الأمطار
1000-1500 ملم/السنة،
ما عدا الجزء الشمالي من السودان ومصر فهو قاري، ولا تتعدى نسبة هطول الأمطار فيهما 20 ملم/السنة. ومن المعلوم أن معدل
هطول الأمطار السنوية في إثيوبيا وحدها 900 مليار متر مكعب/السنة.
كما يشغل
حوض النيل في بعض الدول كجمهورية الكونغو الديمقراطية 0.7%،
وبوروندي 0.4% أي ما يساوي نصف مساحتها الإجمالية، ورواندا 0.7% أي ما يساوي 75% من
مساحتها الإجمالية، وتنزانيا 2.7%، وكينيا 1.5%، والكونغو 0.7%،
وأوغندا 7.4%، وإثيوبيا 11.7%، وإريتريا 0.8%، والسودان 63.6%، ومصر 10%.
ويبلغ معدل
جريان النيل الأبيض السنوي قبل الوصول إلى الخرطوم 29.6 مليار متر مكعب/السنة، والنيل الأزرق في الخرطوم
49.7 مليار متر مكعب/السنة، ونهر عطبرة 11.7 مليار متر مكعب/السنة. أما نهر
النيل قبل أسوان أقصى
جنوب مصر فيبلغ 84 مليار متر مكعب/السنة أو 90 مليارا إذا أضفنا إليه كمية التبخر. هذا ناتج ما تبقى بعدما تستنفد
الدول المشاطئة حاجتها من المياه.
ومن الجدير
بالذكر أن مساهمة النيل الأزرق تساوي ضعف مساهمة النيل الأبيض في مياه نهر النيل، ولكن تبقى هذه النسبة متغيرة، إذ
تخضع للمواسم المطرية القصوى والدنيا على مدار السنة، مع العلم بأن جريان
النيل الأبيض يبقى شبه ثابت خلال الفصول الأربعة، وبذلك تصبح مساهمة النيل
الأزرق 90% والنيل
الأبيض 5% عند الذروة، في حين تصبح 70% للأول و30% للثاني عند الحالات الدنيا حسب
الفاو.
وتجدر
الإشارة إلى أن معظم الدول المتشاطئة في الحوض -ما عدا السودان ومصر- تملك حاجتها من المياه وزيادة لكثرة البحيرات
العذبة والأنهار
ولكثرة هطول الأمطار فيها، بينما يعتمد السودان بنسبة 77% ومصر بنسبة 97% على مياه نهر
النيل.
وحريٌّ أن
نعرف أن التلوث البيئي في هذا الحوض المائي الكبير جدير بالاهتمام، حيث تسبب الملوثات أضرارا طويلة الأمد للنبات
والإنسان والحيوان
على السواء، ويشكل تسرب المياه الملوثة والملوثات الكيماوية المسرطنة في الأنهار على وجه الخصوص خطرا جسيما للصحة العامة.
التاريخ
محاصصة
مياه النيل
أما محاصة
المياه التي سمعنا عنها حديثا بين دول حوض النيل والتي لم نسمع عنها في السابق، فمن شأنها حتما إثارة الخلافات بين هذه
الدول، إذ يجد المتتبع
لاتفاقيات المياه التي حصلت منذ القدم أنها كانت تدور حول استغلال مياه نهر النيل بما يعود بالنفع على كل دول الحوض
دون المساس بحقوق مصر التاريخية في هذه المياه.
ومن الملاحظ
في اتفاقية روما الموقع يوم 15 أبريل 1891 بين كل من بريطانيا وإيطاليا التي
كانت تحتل إريتريا،
واتفاقية أديس أبابا الموقعة يوم 15 مايو 1902 بين بريطانيا وإثيوبيا، واتفاقية لندن الموقعة يوم 13 ديسمبر 1906 بين كل
من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، واتفاقية روما عام 1925، كانت كلها تنص على
عدم المساس بحقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل وعدم إقامة مشاريع
بتلك الدول من شأنها إحداث خلل في مياه النيل أو التقليل من كمية المياه
التي تجري في الأراضي المصرية.
ولم يكن
السبب الحب الخاص الذي كانت تكنه تلك الدول لمصر، وإنما كان كبح جماح أطماع الدول الاستعمارية مقابل بعضها البعض حتى
لا تندثر مصر وتذهب ضحية تحت وطأة غطرستها الاستعمارية، لا سيما بأن النيل
كان وما زال عماد وجودها.
وقد جاءت
اتفاقية عام 1929 بين مصر وبريطانيا -التي كانت تنوب عن السودان وأوغندا وتنزانيا- متناغمة مع جميع الاتفاقيات
السابقة، فقد نصت على أن لا تقام بغير اتفاق مسبق مع الحكومة المصرية أية
أعمال ري أو كهرومائية أو أية إجراءات أخرى على النيل وفروعه أو على
البحيرات التي ينبع منها، سواء في السودان أو في البلاد الواقعة تحت
الإدارة البريطانية والتي من شأنها إنقاص مقدار المياه التي تصل مصر أو تعديل
تاريخ وصوله أو تخفيض منسوبه على أي وجه يلحق ضررا بالمصالح المصرية، كما
تنص على حق مصر الطبيعي والتاريخي في مياه النيل.
وقد حددت
لأول مرة اتفاقية نوفمبر 1959 بين مصر والسودان كمية المياه بـ55.5 مليار متر مكعب
سنويا لمصر و18.5 مليارا للسودان.
وهكذا سارت
الأمور على أتم ما يرام حتى نشطت إسرائيل بين الدول الأفريقية، وكان من أهدافها تأليب دول الحوض على مصر لأسباب
عديدة منها إضعاف مصر وإخراجها من الطوق العربي، كما تعمل الآن على تغذية
الحرب الأهلية
القائمة في دارفور بعدما نجحت في تدمير العراق وخرابه، وما زالت تحاول الحصول على حصة
من مياه النيل كما نجحت في الاستيلاء على مياه نهر الأردن.
اتفاقية
1929
تنظم تلك
الإتفاقية العلاقة المائية بين مصر ودول الهضبة الإستوائية ،كما تضمنت بنوداً تخص العلاقة المائية بين مصر والسودان وردت على النحو التالى فى الخطاب المرسل
من رئيس الوزراء المصرى و المندوب السامى البريطانى:
- إن الحكومة
المصرية شديدة الإهتمام بتعمير السودان وتوافق على زيادة الكميات التى يستخدمها السودان من
مياه النيل دون الإضرار بحقوق مصر الطبيعية والتاريخية فى تلك المياه .
- توافق الحكومة
المصرية على ما جاء بتقرير لجنة مياه النيل عام 1925 وتعتبره جزءاً لا ينفصل
من هذا الاتفاق.
- ألا تقام بغير
اتفاق سابق مع الحكومة المصرية أعمال رى أو توليد قوى أو أى اجراءات على النيل وفروعه أو على
البحيرات التى تنبع سواء من السودان أو البلاد الواقعة تحت الإدارة
البريطانية من شأنها إنقاص مقدار المياه الذى يصل لمصر أو تعديل تاريخ وصوله
أو تخفيض منسوبه على أى وجه يلحق ضرراً بمصالح مصر.
- تقدم جميع
التسهيلات للحكومة المصرية لعمل الدراسات والبحوث المائية لنهر النيل فى السودان ويمكنها
إقامة أعمال هناك لزيادة مياه النيل لمصلحة مصر بالإتفاق مع السلطات
المحلية . [1]
إتفاقية
1959
وقعت هذه
الإتفاقية بالقاهرة فى نوفمبر 1959 بين مصر و السودان ، وجاءت مكملة لإتفاقية عام 1929
وليست
لاغية لها ، حيث تشمل الضبط الكامل لمياه النيل الواصلة لكل من مصر والسودان فى ظل
المتغيرات الجديدة التى ظهرت على الساحة آنذاك وهو الرغبة فى إنشاء السد العالى ومشروعات أعالى النيل لزيادة إيراد
النهر وإقامة عدد من الخزانات فى أسوان.
بنود
الإتفاقية
تضم إتفاقية
الإنتفاع الكامل بمياه النيل على عدد من البنود من أهمها:
- احتفاظ مصر بحقها المكتسب من
مياه النيل وقدره 48 مليار متر
مكعب سنوياً
وكذلك حق السودان المقدر بأربعة مليار
متر مكعب سنوياً.
- موافقة الدولتين
على قيام مصر بإنشاء السد
العالى وقيام
السودان بإنشاء خزان
الروصيرص على النيل
الأزرق وما
يستتبعه من أعمال تلزم السودان لإستغلال حصته.
كما نص هذا
البند على أن توزيع الفائدة المائية من السد العالى والبالغة 22 مليار متر مكعب سنوياً توزع على الدولتين بحيث
يحصل السودان على 14.5 مليار متر مكعب وتحصل مصر على 7.5 مليار متر مكعب
ليصل إجمالى حصة كل دولة سنوياً إلى 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5
مليار متر مكعب للسودان .
- قيام السودان
بالاتفاق مع مصر على إنشاء مشروعات زيادة إيراد النهر بهدف استغلال المياه
الضائعة فى بحر
الجبل و بحر
الزراف و بحر
الغزال وفروعه
و نهر
السوباط وفروعه
وحوض النيل
الأبيض ، على أن يتم توزيع الفائدة المائية والتكلفة المالية الخاصة
بتلك المشروعات مناصفة بين الدولتين.
- إنشاء هيئة فنية
دائمة مشتركة لمياه النيل بين مصر والسودان.
مبادرة
حوض النيل
مبادرة حوض
النيل هي اتفاقية دولية وقعت بين دول حوض النيل العشر في فبراير 1999 بهدف تدعيم
أواصر التعاون الإقليمي (سوسيو- إجتماعي) بين هذه الدول. وقد تم توقيها في تنزانيا.
الرؤية
المشتركة
بحسب الموقع
الرسمي للمبادرة، فهي تنص علي "الوصول إلي تنمية مستدامة في المجال
السوسيو-إجتماعي، من خلال الاستغلال المتساوي للإمكانيات المشتركة التي يوفرها حوض نهر النيل".
خلفية
تاريخية
بدأت
محاولات الوصول إلي صيغة مشتركة للتعاون بين دول حوض النيل في 1993 من خلال
إنشاء أجندة عمل مشتركة لهذه الدول للاستفادة من الإمكانيات التي يوفرها حوض النيل.
في 1995 طلب مجلس
وزراء مياه دول حوض النيل من البنك
الدولي الإسهام في
الأنشطة المقترحة، وعلي ذلك أصبح كل من البنك الدولي، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي والهيئة الكندية للتنمية الدولية
شركاء لتفعيل التعاون ووضع آليات العمل بين دول حوض النيل.
في 1997 قامت دول
حوض النيل بإنشاء منتدى للحوار من آجل الوصول لأفضل آلية مشتركة للتعاون فيما
بينهم، ولاحقا في 1998
تم
الاجتماع بين الدول المعنية – باستثناء إريتريا في هذا الوقت – من أجل إنشاء الآلية
المشتركة فيما بينهم.
في فبراير من العام 1999
تم
التوقيع علي هذه الاتفاقية بالأحرف الأولي في تنزانيا من جانب ممثلي هذه الدول، وتم تفعيلها
لاحقا في مايو من نفس العام، وسميت رسميا باسم:
"مبادرة حوض النيل"،
(بالإنجليزية: Nile Basin Initiative) وتختصر NIB.
الرؤية
والأهداف
تهدف هذه
المبادرة إلي التركيز علي ما يلي:
1.
الوصول إلي تنمية
مستدامة في المجال السوسيو-إجتماعي، من خلال الاستغلال المتساوي للإمكانيات
المشتركة التي يوفرها حوض نهر النيل.
2.
تنمية المصادر المائية
لنهر النيل بصورة مستدامة لضمان الأمن، والسلام لجميع شعوب دول حوض النيل.
3.
العمل علي فاعلية نظم
إدارة المياه بين دول حوض النيل، والاستخدام الأمثل للموارد المائية.
4.
العمل علي آليات
التعاون المشترك بين دول ضفتي النهر.
5.
العمل علي استئصال
الفقر والتنمية الاقتصادية بين دول حوض النيل.
6.
التأكد من فاعلية نتائج
برنامج التعاون بين الدول، وانتقالها من مرحلة التخطيط إلي مرحلة التنفيذ.
مجالات التعاون
- المياه.
- تنوع الأحياء
المائية.
- استئصال الفقر.
- الغابات.
- الجفاف.
- إطارات التنمية
المستدامة.
- الطاقة من أجل
التنمية المستدامة.
- الزراعة.
- حفظ وإدارة
الموارد الطبيعية.
- التنمية المستدامة
في القارة الإفريقية.
- تغيير أنماط
الاستهلاك والإنتاج الغير صحية.
- التنمية المستدامة
في ظل العولمة.
الخلاف على
بنود الاتفاقية
في مايو 2009 ، عقد اجتماع وزاري لدول حوض النيل في كينشاسا، الكونغو
الديموقراطية لبحث الإطار
القانوني والمؤسسي لمياه النيل، ورفضت مصر التوقيع على الاتفاقية بدون وجود بند
صريح يحافظ على حقوقها التاريخية فى مياه النيل. [1]
وفي يوليو 2009، عقد إجتماع طارئ لوزراء خارجية دول حوض
النيل بالاسكندرية، مصر، وفي بداية الجلسات صدر تحذيرات بإستبعاد
دول المصب (مصر والسودان) من توقيع الاتفاقية، ثم أعطيت مهلة 6 أشهر للدولتين. وقد حذر
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي
من
خطورة الاندفاع وراء ادعاءات زائفة لا أساس لها من الصحة تروجها أيد خفية في بعض دول المنبع
تدعى زورا معارضة مصر لجهود ومشرعات التنمية بهذه الدول، مشيرا إلى أن مصر كانت وستظل الداعم الرئيسي والشقيقة
الكبرى لدول حوض النيل.
وأكد
"زكي" أن ما تطالب به مصر هو الالتزام بمبدأ التشاور والإخطار المسبق في
حالة إقامة أية منشآت مائية بغية ضمان عدم الإضرار بمصالحها القومية وهو ما ينص عليه القانون الدولي من حيث
التزام دول المنبع بعدم إحداث ضرر لدول المصب، وأن يتم ذلك بالتشاور
والإخطار المسبق.
وقال في
تصريحات صحفية أمس : إن مصر لا تمانع في إقامة أية مشروعات تنموية في دول أعالي النيل بما لا يؤثر أو يضر
بحقوقها القانونية والتزاماتها المالية، موضحا أن المشكلة لا تتعلق بندرة
المياه حيث هناك وفرة فى مصادر المياه لدى دول المنبع إنما تكمن المشكلة في
أسلوب الإدارة وتحقيق الاستغلال الأمثل وهو ما تسعى مصر لتحقيقه في إطار
مبادرة دول حوض النيل.
و رحب
"زكى" بالبيان الصادر عن المنظمات والمؤسسات والدول المانحة لمبادرة حوض
النيل والذي عممه البنك
الدولي مؤخرا على
دول الحوض، محذرا في الوقت ذاته من تداعيات قيام دول المنبع بالتوقيع منفردة على اتفاق إطاري للتعاون بين دول حوض النيل
بدون انضمام دولتي المصب مصر والسودان. [1].
الأطماع
الخارجية
في تصريح لوزير الموارد المائية المصري السابق [محمود أبو زيد] في 11 مارس 2009، في بيان له حول أزمة المياه في الوطن
العربي - ألقاه أمام لجنة الشئون العربية – عندما حذر من تزايد النفوذ الامريكى والاسرائيلي
في منطقة حوض النيل من خلال "السيطرة على اقتصاديات دول الحوض وتقديم
مساعدات فنية ومالية ضخمة " بحسب تعبيره !. [1].
وبالفعل تم
طرح فكرة "تدويل المياه" أو تدويل مياه الأنهار من خلال هيئة مشتركة من
مختلف الدول المتشاطئة في نهر ما وكان الهدف منه هو الوقيعة بين مصر ودول حوض النيل،
وقد ألمح وزير الموارد المائية المصري السابق محمود ابو زيد في فبراير 2009 من وجود
مخطط اسرائيلي– أمريكي للضغط علي مصر لإمداد تل
أبيب بالمياه
بالحديث عن قضية "تدويل الأنهار"، وأكد أن إسرائيل لن تحصل علي قطرة
واحدة من مياه النيل.
وخطورة
الخلاف الحالي بين دول منابع النيل ودول المصب هو تصاعد التدخل الإسرائيلي في الأزمة عبر إغراء دول المصب بمشاريع
وجسور وسدود بتسهيلات غير عادية تشارك فيها شركات أمريكية، بحيث تبدو
إسرائيل وكأنها إحدي دول حوض النيل المتحكمة فيه أو بمعني أخر الدولة
"رقم 11" في منظومة حوض النيل، والهدف بالطبع هو إضعاف مصر التي لن تكفيها أصلا
كمية المياه الحالية مستقبلا بسبب تزايد السكان والضغط علي مصر عبر فكرة
مد تل ابيب بمياه النيل عبر أنابيب وهو المشروع الذي رفضته مصر عدة مرات
ولا يمكنها عمليا تنفيذه حتي لو أردت لأنها تعاني من قلة نصيب الفرد
المصري من المياه كما ان خطوة كهذه تتطلب أخذ أذن دول المنبع.
الدور الإسرائيلي
في صراع مياه النيل
والحقيقة أن
الدور الإسرائيلي الخفي في أزمة مياه النيل له أبعاد تاريخية قديمة، وظهرت الفكرة بشكل واضح في مطلع القرن
العشرين عندما تقدم الصحفي اليهودي تيودور
هرتزل ـ مؤسس
الحركة ـ عام 1903
م
إلى الحكومة البريطانية بفكرة توطين اليهود في سيناء واستغلال ما فيها من مياه جوفية وكذلك
الاستفادة من بعض مياه النيل، وقد وافق البريطانيون مبدئياً على هذه الفكرة على أن يتم تنفيذها
في سرية تامة.
ثم رفضت
الحكومتان المصرية والبريطانية مشروع هرتزل الخاص بتوطين اليهود في سيناء ومدهم بمياه النيل لأسباب سياسية تتعلق
بالظروف الدولية والاقتصادية في ذلك الوقت.
مشاريع
لاستغلال مياه النيل
في الوقت
الراهن يمكن القول إن هناك أربعة مشاريع أساسية يتطلع إليها الإسرائيليون بهدف
استغلال مياه النيل:
1ـ مشروع
استغلال الآبار الجوفية:
قامت إسرائيل بحصر آبار جوفية بالقرب من الحدود
المصرية، وترى أن بإمكانها استغلال انحدار الطبقة التي يوجد فيها المخزون المائي صوب اتجاه
صحراء النقب، وقد كشفت ندوة لمهندسين مصريين أن إسرائيل تقوم بسرقة المياه
الجوفية من سيناء وعلى عمق 800
متر من سطح الأرض، وكشف تقرير أعدته لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري في
يوليو 1991 م أن
إسرائيل تعمدت خلال السنوات الماضية سرقة المياه الجوفية في سيناء عن طريق حفر آبار إرتوازية
قادرة؛ـ وذلك باستخدام آليات حديثة ـ على سحب المياه المصرية.
2 ـ مشروع
اليشع كالي:
في عام 1974 م طرح اليشع كالي ـ وهو مهندس إسرائيليـ تخطيطاً لمشروع يقضي بنقل مياه النيل
إلى إسرائيل، ونشر المشروع تحت عنوان: (مياه السلام) والذي يتلخص في توسيع ترعة
الإسماعيلية لزيادة تدفق
المياه فيها، وتنقل هذه المياه عن طريق سحارة
أسفل قناة
السويس بعد
اتفاقيات السلام لتنفيذ المشروع.
3 ـ مشروع يؤر: قدم الخبير الإسرائيلي شاؤول أولوزوروف النائب السابق لمدير هيئة المياه
الإسرائيلية مشروعاً للرئيس أنو سادات خلال [مباحثات كامب ديفيد] يهدف إلى نقــل مياه النيل إلى
إسرائيل عبر شق ست قنوات تحت مياه قناة السويس وبإمكان هـذا المشروع نقل 1
مليار م3، لري صحراء النقب منها 150 مليون م3، لقطاع
غزة، ويرى
الخبراء اليهـود أن وصول المياه إلى غزة يبقي أهلها رهينة المشروع الذي تستفيد منه
إسرائيل فتتهيب مصر
من قطع المياه عنهم.
4 ـ مشروع
ترعة السلام (1):
هو مشروع
اقترحه السادات في حيفا عام 1979م، وقالت مجلة أكتوبر المصرية: "إن الرئيس السادات التفت إلى المختصين وطلب
منهم عمل دراسة عملية كاملة لتوصيل مياه نهر النيل إلى مدينة القدس لتكون في
متناول المترددين على
المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط المبكى".
وإزاء ردود
الفعل على هذه التصريحات سواء من إثيوبيا أو المعارضة المصرية ألقى مصطفى
خليل رئيس
الوزراء المصري بياناً أنكر فيه هذا الموضـوع قائلاً: "عندما يكلم السادات الرأي العام
يقول: أنا مستعد أعمل كذا فهو يعني إظهار النية الحسنة ولا يعني أن هناك مشروعاً قد وضــع وأخـذ طريقه
للتنفيذ !!.
دور
خفي للسيطرة علي النيل
وتطمع
إسرائيل في أن يكون لها بصورة غير مباشرة اليد الطولى في التأثيــر على حصة مياه النيل الواردة لمصر وبدرجة أقل
السودان؛ وذلك كورقة ضغط على مصر للتسليم في النهاية بما تطلبه إسرائيل، بل
إن للخبراء الصهاينة لغة في مخاطبة السلطات الإثيوبية تتلخـص في
ادعـــاء خبيث يقول أن حصص المياه التي تقررت لبلدان حوض النيل ليست عادلة؛ وذلك
أنها تقررت في وقـت سابــق على استقلالهــم، وأن إسرائيــل كفيلة أن
تقدم لهذه الدول التقنية التي تملكها من ترويض مجرى النيل وتوجيهه وفقاً
لمصالحها".
من أجل ذلك
تتوارد الأنباء والأخبار عن مساعدات إسرائيلية لإثيوبيا لإقامة السدود وغيرها من المنشآت التي تمكنها من
السيطرة والتحكم في مياه النهر.
ولقد دأبت
العواصم المعنية بدءاً من أديس
أبابا مروراً بالقاهرة وانتهاء بتل أبيب على نفي هذه الأنباء.
والاحتمال الأرجح هو تورط (إسرائيل) بالمشاركة في مساعدة إثيوبيا في إنشاء السدود على
النيل الأزرق.
الاتصالات
ببعض دول حوض النيل
ويبدو أن
الدور الإسرائيلي قد بدأ ينشط في السنوات الخمس الماضية، إذ بدأت سلسلة نشطة من
الاتصالاتمع دول منابع النيل خصوصا أثيوبيا (رئيس وزراءها زيناوي زار تل ابيب أوائل يونيو 2004)، وأوغندا لتحريضها علي اتفاقية مياه النيل القديمة
المبرمة عام 1929 بين الحكومة البريطانية -بصفتها الاستعمارية- نيابة عن عدد من دول حوض
النيل (أوغندا وتنزانيا وكينيا) والحكومة المصرية يتضمن إقرار دول الحوض
بحصة مصر المكتسبة من
مياه النيل، وإن لمصر الحق في الاعتراض (الفيتو) في حالة إنشاء هذه الدول أي سدود علي النيل.
ومع أن هناك
مطالبات منذ استقلال دول حوض النيل بإعادة النظر في هذه الاتفاقيات القديمة، بدعوى أن الحكومات القومية لم
تبرمها ولكن أبرمها الاحتلال نيابة عنها، وأن هناك حاجة لدى بعض هذه الدول
خصوصًا كينيا وتنزانيا لموارد مائية متزايدة؛ فقد لوحظ أن هذه النبرة
المتزايدة للمطالبة
بتغيير حصص مياه النيل تعاظمت في وقت واحد مع تزايد التقارب الصهيوني من هذه الدول وتنامي العلاقات الأفريقية مع
الصهاينة.
وهكذا عادت
المناوشات بين دول حوض النيل للظهور خاصة بين مصر وتنزانيا، وانضمت إلى هذا المبدأ أوغندا وكينيا وطلبت الدول
الثلاث من مصر التفاوض معها حول الموضوع، ثم وقعت تنزانيا مع رواندا
وبوروندي اتفاقية نهر كاجيرا عام 1977 التي تتضمن بدورها عدم الاعتراف
باتفاقات 1929، بل وطلبت حكومة السودان بعد إعلان الاستقلال أيضًا من مصر إعادة
التفاوض حول اتفاقية 1929.
كذلك أعلنت
أثيوبيا رفضها لاتفاقية 1929 واتفاقية 1959 في جميع عهودها السياسية منذ حكم الإمبراطور ثم النظام الماركسي
"منجستو" وحتى النظام الحالي، بل وسعت عام 1981 لاستصلاح 227 ألف فدان في
حوض النيل الأزرق
بدعوى "عدم وجود اتفاقيات بينها وبين الدول النيلية الأخرى"، كما قامت بالفعل عام 1984
بتنفيذ مشروع سد "فيشا" -أحد روافد النيل الأزرق- بتمويل من بنك التنمية الأفريقي، وهو مشروع يؤثر على حصة مصر
من مياه النيل
بحوالي 0.5 مليار متر مكعب، وتدرس ثلاثة مشروعات أخرى يفترض أنها سوف تؤثر على مصر
بمقدار 7 مليارات متر مكعب سنويًّا.
أيضًا أعلنت
كينيا رفضها وتنديدها -منذ استقلالها- بهذه الاتفاقيات القديمة لمياه النيل لأسباب جغرافية واقتصادية،
مثل رغبتها في تنفيذ مشروع استصلاح زراعي، وبناء عدد من السدود لحجز المياه
في داخل حدودها.
وكانت جبهة
السودان هي الأهم، لأسباب عدة في مقدمتها إنها تمثل ظهيرا وعمقا استراتيجيا لمصر، التي هي أكبر دولة عربية وطبقا
للعقيدة العسكرية
الإسرائيلية فإنها تمثل العدو الأول والأخطر لها في المنطقة، ولذلك فان التركيز عليها كان قويا للغاية.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء