pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


ميلاد الرسول

ميلاد الرسول
ولد    الهدى    فالكائنات    ضياء   ***   وفم     الزمان     تبسم     وثناء   
يا  خير  من  جاء   الوجود   تحية   ***   من مرسلين إلى الهدى  بك  جاؤوا
بك   بشر   الله   السماء   فزينت   ***   وتضوعت    مسكا    بك    الغبراء
زانتك  في  الخلق  العظيم   شمائل   ***   يغرى    بهن    ويولع     الكرماء
يأيها     الأمي     حسبك     رتبة   ***   في  العلم  أن  دانت  بك   العلماء
بك يا ابن  عبد  الله  قامت  سمحة   ***   بالحق   من   ملل   الهدى   غراء
الله   هيأ    من    حظيرة    قدسه   ***   نزلا    لذاتك    لم    يجزه    علاء
والرسل دون العرش  لم  يؤذن  لهم   ***   حاشا    لغيرك     موعد     ولقاء
يا  من  له  عز   الشفاعة   وحده   ***   وهو   المنزه    ما    له    شفعاء
عرش  القيامة  أنت   تحت   لوائه   ***   والحوض   أنت    حياله    السقاء
تروي  وتسقي   الصالحين   ثوابهم   ***   والصالحات      ذخائر       وجزاء
أنت   الذي   نظم    البرية    دينه   ***   ماذا    يقول     وينظم     الشعراء
ما  جئت  بابك  مادحا  بل   داعيا   ***   ومن    المديح    تضرع    ودعاء
صلى عليك الله  ما  صحب  الدجى   ***   حاد     وحنت     بالفلا     وجناء

وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني ** وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ

  خلقت مبرأً منْ كلّ عيبٍ ** كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ
إنَّ الرَّسُولُ لَنُورٌ يُسْتَضَــاءُ بِهِ***** مُهَنَّـدٌ مِن سُيوفِ اللهِ مَسْــلُولُ

من أجمل ما قال حسان بن ثابت في مدح الرسول عليه الصلاة و السلام
أعطى كفار قريش الشاعر حسان بن ثابت مبلغاً من المال وذلك قبل إسلامه


ليهجوَ النبي صلى الله عليه و سلم

فوقف حسان على ربوة

ينتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأتي

لينظر إلى صفةٍ من صفاته فيهجوه بها

و مرّ الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم


مرّ جميل الشيم , مرّ مصباح الظلم

فلما رأه حسان رجع إلى قريش فرد لهم المال و قال هذا مالكم ليس لي فيه حاجه

و أما هذا الذي أردتم أن أهجوهُ

اللهم إني أشهدك أني أشهد أنه رسول الله

فقالوا ما دهاك ما لهذا أرسالناك

فأجابهم بقوله :

لما رأيت أنـــــــــواره سطعت ..            وضعت من خيفتي كفي على بصري
خوفاً على بصري من حسن صـــورته ..    فلست أنظره إلا على قدري
روحٌ من النور في جسم من القمــر ..       كحليةٍ نسجت من الأنجم الزهر
فقـلـتُ هـذا الـذي قـد حاز أفضل مــا      قـد حـازه العبـدُ مـن جنِّ ومـن بشـــر
حـمدتُ مـولاي فـي رؤيـاكَ يـا أمـلـي    هـذا الـمـنى غايتهـا سـيّدُ الـبشــــر

قصائد حسان بن ثابت رضي الله عنه
في النبي محمد صلى الله عليه وسلم

حسان بن ثابت بن المنذر من بني مالك بن النجار الخزرجي الأنصاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد عام 60 قبل الهجرة وتوفي عام 54هـ.
وهو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، واللسان المبين للدعوة الإسلامية، الذي خلّد مواقفها في غرر شعره، وأبلى بلاءً حميداً في المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجاء أعدائه، حتى كانوا يستجيرون بالرسول عليه الصلاة والسلام من وقع هجائه ومضاء لسانه، وكان حسان أيضاً شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر أهل اليمن في الإسلام.
وقد انبرى حسان منذ هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة للدفاع عن الإسلام وهجاء أعدائه، خاصة أولئك الشعراء من قريش الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما اشتد هجاؤهم للرسول صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« مايمنع القوم الذين نصروا رسول الله بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم ؟» فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كيف تهجوهم وأنا منهم ؟» فقال حسان: يارسول الله لأسلنك منهم كما تُسلّ الشعرة من العجين، فسُرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم به، وأكرمه ودعا له: أن يؤيده الله بروح القدس، ووعده الجنة جزاء منافحته عنه، ونصب له منبراً في المسجد الشريف ليلقي من فوقه شعره .

وقد سجلت كتب الأدب والتاريخ الكثير من الأشعار التي ألقاها حسان في مسجد سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهي في هجاء الكفار ومعارضتهم، أو في مدح المسلمين ورثاء شهدائهم وأمواتهم.
فمن الأشعــار التي يهجو بها شعراء المشركين قوله من قصيدة ينافح بها عن النبي صــلى الله عليه وسلم ويهجو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب الذي هجا الرسول صلى الله عليه وسلم:
ألا أبلــغ أبا سفيان عني فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيـوفنا تركتك عبداً وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولستَ له بكفءٍ فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركاً برّاً حنيفاً أمين الله شـيمته الوفاء
فمن يهجورسول الله منكم ويمدحـه وينصُره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
لساني صارم لاعيب فيه وبحري لاتكدره الدلاء

وكانت وفود القبائل تَقْدَم على الرسول صلى الله عليه وسلم للمفاخرة فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يستعين بشاعره حسان للرد عليهم ومفاخرتهم، وكانت الروح الإيمانية والبراعة الشعرية عند حسان مدعاة لاعتناق بعض القبائل الإسلام، فقد اعتلى حسان المنبر في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم انتصاره الأدبي العظيم على شعراء بني تميم في وفودهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفدوا عليه بعد فتح مكة ليفاخروه، وفيهم ساداتهم البارزون، ونخبة من خطبائهم وشعرائهم، أمثال الأقرع بن حابس، والزَّبْرِقان بن بدر، وعُطارد بن حاجب، وقيس بن عاصم، فألقوا خطبهم وقصائدهم، فانتدب النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت للرد على شاعرهم الزِّبْرقان بن بدر، فنقض قصيدته بالقصيدة العينية التي يقول فيها:

إنّ الذوائب من فهر وإخــوتهم قــد بينوا ســنةً للناس تُتّبع
يرضى بها كل من كانت سريرته تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا
قومٌ إذا حاربوا ضروا عـدوّهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محــدثة إن الخلائق_فاعلم_ شرُّها البدع
إن كان في الناس سبّاقون بعدهم فكل سبق لأدنى سبقهم تبــع
ولايضنون عن مولى بفضــلهم ولايصيبهم في مطـــمع طبع
لايجهلون وإن حاولت جهلـهم في فضل أحلامهم عن ذاك مُتسع
أعفّةٌ ذكرت في الوحي عفتـهم لايطمعــون ولايرديهم الطمع
كم من صديق لهم نالوا كـرامته ومن عدوٍ علـيهم جاهد جدعوا
أعطوا نبي الهدى والبر طاعتـهم فما ونى نصرهم عــنه ومانزعوا
أكرم بقوم رسول الله شيعتهـم إذا تفرقت الأهواء والشـــيّع
فلما سمع القوم ماقاله حسان، قال الأقرع بن حابس: إن هذ الرجل لمؤتى له، والله لخطيبه أخطب من خطيبنا، وشاعره أشعر من شاعرنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا، ثم أقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا.
المديح عند حسان:
كان حسان ينظر في مديحه للرسول صلى الله عليه وسلم، ولأصحابه رضي الله عنهم، من الزاوية الدينية، لا من الزاوية القبلية،لذلك جاءت مدائحه صادقة، ونابعة من قلبه وعقله، وهذه أبيات يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أَغـــرّ عليه للنبوة خاتم                       مـن الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه             إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشق لــه من اسمه ليجله                   فـذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعـد يأس وفترة مـن الرسل     والأوثانُ في الأرض تعبد
فأمسى سراجاً مستنيراًوهادياً              يلـوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا ناراً وبشّــر جنةً                    وعلمـــنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي               بذلك ماعـمّرت في الناس أشهد
ومن قوله يمدحه عليه الصلاة والسلام:
وأحسن منك لم تر قط عيني       وأجمل منك لم تلد النساء
خُلِقْتَ مبرءاً من كل عيب         كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاء
الرثاء عند حسان:
وقف حسان جانباً كبيراً من شعره على الرثاء، يبكي به من سقط شهيداً من المسلمين في الميادين، ومن تخترمه المنية من رجالهم البارزين، موظفاً قصائده المعاني الدينية، والقيم الإسلامية، ويعدد فيها مناقب المرثي في نصرة الدين والذود عن الإسلام.
قال يرثي حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد الشهداء الذي استشهد في معركة أحد سنة ثلاث للهجرة.
دع عنك داراً عفا رسمـها وابك على حمزة ذي النائل
أبيض في الذروة مـن هاشم لم يَمْرِ دون الحق بالباطـل
أظلمتِ الأرضُ لفقــدانه واسودّ نور القمر الناصـل
صلى عليك الله في جــنة عالية مكـــرمة الداخل
وقال أيضاً يرثي أصحاب بئر معونة في السنة الرابعة للهجرة، الذين غدر بهم عامر بن الطفيل، وجماعة من بني سليم، وقتلوهم جميعاً، وكانوا زهاء سبعين رجلاً من خيار الصحابة قال:
على قتلى معــونة فاستهلي بدمـع العين سحاً غير نزر
على خيل الرسول غداة لاقوا مناياهــم ولاقتهم بقدر
أصـــابهم الفناء بحبل قوم تخـوّن عقد حبلهم بغدر
كما قال يرثي زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة رضي الله عنهم الذين سقطوا شهداء في معركة مؤتة من أرض البلقاء في الشام، في السنة التاسعة للهجرة:
تأوبني ليل بيثرب أعـــسرٌ وهَـمٌّ إذا مانوّم الناس مسهر
لذكرى حبيب هيجت ثم عبرة سفوحاً وأسباب البكاء التذكر
بلى إنّ فقدان الحــبيب بليةُ وكـم من كريم يبتلى ثم يصبر
فلا يبعــدن الله قتلى تتابعوا بمـؤتة منهم ذو الجناحين جعفر
وزيدٌ وعبــدالله حين تتابعوا جميعاً وأسبـــاب المنية تخطر
غـداة غدوا بالمؤمنين يقودهم إلى المـوت ميمون النقيبة أزهر
وتجلى رثاء حسان عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى في السنة الحادية عشرة للهجرة فقال يرثيه:
بطيبة رســم للرسول ومعهد منير      وقد تعفو الرسوم وتهمـد
ولاتنمحي الآيات من دار حرمة بها منبر الهادي الذي كان يصعد
بها حجرات كـان ينزل وسطها مـن الله نور يستـضاء ويوقد
معالم لم تطمس على العهد آيها أتاهـا البلى فالآي منها تجدد
عرفت بها رسم الرسول وعهده وقبراً به واراه في الترب ملحد
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت عيـون ومثلاها من الجفن تسعد
فبوركت ياقبر الرسول وبوركت بلاد ثوى فيها الرشيد المسـدد
وبورك لحدٌ مـنك ضمن طيبـاً عليه بناء من صفيح منضــد
لقد غيبوا حلماً وعلماً ورحمـة عشـية علوه الثرى لايوسـد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيـهم وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السموات يومه ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
ومافقد الماضون مثل محــمد ولامثله حـتى القيامة يفقـد
ورثاه أيضاً بقصائد متعددة كلها تترجم حزنه الشديد وأسفه البالغ.
وظل حسان بن ثابت رضي الله عنه ينشد الشعر في المسجد النبوي بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم، روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب مرّ بحسان وهو ينشد الشعر فلحظ إليه _ أي نظر إليه شزراً_ فأجابه حسان: كنت أنشد الشعر وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « أجب عني، اللهم أيده بروح القدس» قال: اللهم نعم .


1      
ولد    الهدى    فالكائنات    ضياء   ***   وفم     الزمان     تبسم     وثناء   
  2    
الروح    والملأ    الملائك    حوله   ***   للدين     والدنيا     به      بشراء
  3    
والعرش   يزهو   والحظيرة   تزدهي   ***   والمنتهى     والسدرة      العصماء
  4    
وحديقة   الفرقان   ضاحكة    الربا   ***   بالترجمان       شذية        غناء
  5    
والوحي يقطر  سلسلا  من  سلسل   ***   واللوح    والقلم     البديع     رواء
  6    
نظمت أسامي الرسل فهي  صحيفة   ***   في   اللوح   واسم   محمد   طغراء
  7    
اسم  الجلالة   في   بديع   حروفه   ***   ألف   هنالك   واسم   طه    الباء
  8    
يا  خير  من  جاء   الوجود   تحية   ***   من مرسلين إلى الهدى  بك  جاؤوا
  9    
بيت   النبيين   الذي    لا    يلتقي   ***   إلا    الحنائف     فيه     والحنفاء
  10  
خير   الأبوة    حازهم    لك    آدم   ***   دون    الأنام     وأحرزت     حواء
  11  
هم   أدركوا   عز   النبوة   وانتهت   ***   فيها     إليك     العزة     القعساء
  12  
خلقت  لبيتك  وهو   مخلوق   لها   ***   إن    العظائم    كفؤها    العظماء
  13  
بك   بشر   الله   السماء   فزينت   ***   وتضوعت    مسكا    بك    الغبراء
  14  
وبدا    محياك    الذي     قسماته   ***   حق     وغرته     هدى     وحياء
  15  
وعليه   من   نور   النبوة   رونق   ***   ومن    الخليل    وهديه    سيماء
  16  
أثنى  المسيح  عليه  خلف  سمائه   ***   وتهللت       واهتزت        العذراء
  17  
يوم  يتيه  على   الزمان   صباحه   ***   ومساؤه        بمحمد        وضاء
  18  
الحق  عالي   الركن   فيه   مظفر   ***   في  الملك  لا  يعلو   عليه   لواء
  19  
ذعرت  عروش  الظالمين   فزلزلت   ***   وعلت   على    تيجانهم    أصداء
  20  
والنار   خاوية   الجوانب    حولهم   ***   خمدت   ذوائبها    وغاض    الماء
  21  
والآي    تترى    والخوارق    جمة   ***   جبريل     رواح      بها      غداء
  22  
نعم  اليتيم   بدت   مخايل   فضله   ***   واليتم    رزق     بعضه     وذكاء
  23  
في  المهد  يستسقى  الحيا  برجائه   ***   وبقصده      تستدفع       البأساء
  24  
بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم   ***   يعرفه    أهل    الصدق    والأمناء
  25  
يا من له الأخلاق  ما  تهوى  العلا   ***   منها    وما     يتعشق     الكبراء
  26  
لو  لم  تقم  دينا   لقامت   وحدها   ***   دينا     تضيء     بنوره     الآناء
  27  
زانتك  في  الخلق  العظيم   شمائل   ***   يغرى    بهن    ويولع     الكرماء
  28  
أما  الجمال  فأنت  شمس  سمائه   ***   وملاحة    الصديق    منك    أياء
  29  
والحسن  من  كرم   الوجوه   وخيره   ***   ما     أوتي     القواد     والزعماء
  30  
فإذا  سخوت  بلغت  بالجود  المدى   ***   وفعلت   ما   لا    تفعل    الأنواء
  31  
وإذا     عفوت     فقادرا     ومقدرا   ***   لا    يستهين    بعفوك    الجهلاء
  32  
وإذا   رحمت   فأنت   أم   أو   أب   ***   هذان  في   الدنيا   هما   الرحماء
  33  
وإذا  غضبت  فإنما   هي   غضبة   ***   في  الحق  لا  ضغن  ولا   بغضاء
  34  
وإذا  رضيت   فذاك   في   مرضاته   ***   ورضا    الكثير     تحلم     ورياء
  35  
وإذا     خطبت     فللمنابر     هزة   ***   تعرو    الندي    وللقلوب     بكاء
  36  
وإذا   قضيت   فلا   ارتياب   كأنما   ***   جاء الخصوم  من  السماء  قضاء
  37  
وإذا  حميت  الماء  لم  يورد   ولو   ***   أن    القياصر    والملوك    ظماء
  38  
وإذا  أجرت   فأنت   بيت   الله   لم   ***   يدخل   عليه    المستجير    عداء
  39  
وإذا  ملكت   النفس   قمت   ببرها   ***   ولو  ان  ما  ملكت   يداك   الشاء
  40  
وإذا   بنيت   فخير   زوج    عشرة   ***   وإذا     ابتنيت     فدونك     الآباء
  41  
وإذا  صحبت  رأى  الوفاء   مجسما   ***   في   بردك   الأصحاب    والخلطاء
  42  
وإذا   أخذت   العهد   أو    أعطيته   ***   فجميع    عهدك    ذمة     ووفاء
  43  
وإذا  مشيت  إلى   العدا   فغضنفر   ***   وإذا     جريت     فإنك     النكباء
  44  
وتمد    حلمك    للسفيه    مداريا   ***   حتى   يضيق   بعرضك   السفهاء
  45  
في  كل  نفس  من  سطاك  مهابة   ***   ولكل   نفس   في    نداك    رجاء
  46  
والرأي   لم   ينض   المهند   دونه   ***   كالسيف  لم   تضرب   به   الآراء
  47  
يأيها     الأمي     حسبك     رتبة   ***   في  العلم  أن  دانت  بك   العلماء
  48  
الذكر   آية   ربك   الكبرى    التي   ***   فيها   لباغي    المعجزات    غناء
  49  
صدر  البيان  له  إذا  التقت  اللغى   ***   وتقدم      البلغاء       والفصحاء
  50  
نسخت  به  التوراة   وهي   وضيئة   ***   وتخلف    الإنجيل    وهو     ذكاء
  51  
لما  تمشى  في   الحجاز   حكيمه   ***   فضت   عكاظ   به   وقام    حراء
  52  
أزرى    بمنطق    أهله    وبيانهم   ***   وحي    يقصر     دونه     البلغاء
  53  
حسدوا  فقالوا  شاعر   أو   ساحر   ***   ومن   الحسود   يكون   الاستهزاء
  54  
قد  نال  بالهادي  الكريم   وبالهدى   ***   ما  لم  تنل   من   سؤدد   سيناء
  55  
أمسى   كأنك   من   جلالك   أمة   ***   وكأنه     من      أنسه      بيداء
  56  
يوحى  إليك   الفوز   في   ظلماته   ***   متتابعا    تجلى     به     الظلماء
  57  
دين    يشيد    آية     في     آية   ***   لبناته       السورات       والأدواء
  58  
الحق فيه  هو  الأساس  وكيف  لا   ***   والله     جل      جلاله      البناء
  59  
أما  حديثك  في   العقول   فمشرع   ***   والعلم   والحكم    الغوالي    الماء
  60  
هو  صبغة  الفرقان  نفحة   قدسه   ***   والسين    من    سوراته     والراء
  61  
جرت  الفصاحة  من  ينابيع  النهى   ***   من    دوحه    وتفجر     الإنشاء
  62  
في   بحره   للسابحين   به   على   ***   أدب    الحياة    وعلمها     إرساء
  63  
أتت  الدهور  على   سلافته   ولم   ***   تفن  السلاف   ولا   سلا   الندماء
  64  
بك يا ابن  عبد  الله  قامت  سمحة   ***   بالحق   من   ملل   الهدى   غراء
  65  
بنيت  على  التوحيد  وهي   حقيقة   ***   نادى    بها    سقراط     والقدماء
  66  
وجد  الزعاف  من  السموم  لأجلها   ***   كالشهد    ثم    تتابع     الشهداء
  67  
ومشى  على  وجه  الزمان  بنورها   ***   كهان    وادي    النيل     والعرفاء
  68  
إيزيس  ذات  الملك  حين   توحدت   ***   أخذت    قوام    أمورها    الأشياء
  69  
لما   دعوت   الناس   لبى   عاقل   ***   وأصم    منك    الجاهلين     نداء
  70  
أبوا  الخروج  إليك   من   أوهامهم   ***   والناس   في    أوهامهم    سجناء
  71  
ومن   العقول    جداول    وجلامد   ***   ومن    النفوس    حرائر     وإماء
  72  
داء  الجماعة  من  أرسطاليس  لم   ***   يوصف   له   حتى   أتيت    دواء
  73  
فرسمت   بعدك    للعباد    حكومة   ***   لا    سوقة    فيها    ولا    أمراء
  74  
الله   فوق   الخلق   فيها    وحده   ***   والناس    تحت    لوائها     أكفاء
  75  
والدين    يسر    والخلافة     بيعة   ***   والأمر   شورى   والحقوق   قضاء
  76  
الإشتراكيون      أنت       إمامهم   ***   لولا    دعاوي    القوم     والغلواء
  77  
داويت     متئدا     وداووا     ظفرة   ***   وأخف  من   بعض   الدواء   الداء
  78  
الحرب   في   حق   لديك   شريعة   ***   ومن   السموم    الناقعات    دواء
  79  
والبر    عندك    ذمة     وفريضة   ***   لا     منة      ممنونة      وجباء
  80  
جاءت   فوحدت    الزكاة    سبيله   ***   حتى   التقى   الكرماء    والبخلاء
  81  
أنصفت أهل الفقر  من  أهل  الغنى   ***   فالكل   في   حق   الحياة    سواء
  82  
فلو   ان    إنسانا    تخير    ملة   ***   ما   اختار    إلا    دينك    الفقراء
  83  
يأيها   المسرى   به   شرفا    إلى   ***   ما   لا   تنال   الشمس   والجوزاء
  84  
يتساءلون   وأنت    أطهر    هيكل   ***   بالروح    أم    بالهيكل     الإسراء
  85  
بهما   سموت   مطهرين   كلاهما   ***   نور        وريحانية         وبهاء
  86  
فضل  عليك  لذي   الجلال   ومنة   ***   والله   يفعل    ما    يرى    ويشاء
  87  
تغشى  الغيوب  من  العوالم   كلما   ***   طويت    سماء    قلدتك    سماء
  88  
في  كل   منطقة   حواشي   نورها   ***   نون    وأنت     النقطة     الزهراء
  89  
أنت  الجمال  بها   وأنت   المجتلى   ***   والكف       والمرآة       والحسناء
  90  
الله   هيأ    من    حظيرة    قدسه   ***   نزلا    لذاتك    لم    يجزه    علاء
  91  
العرش    تحتك    سدة     وقوائما   ***   ومناكب   الروح    الأمين    وطاء
  92  
والرسل دون العرش  لم  يؤذن  لهم   ***   حاشا    لغيرك     موعد     ولقاء
  93  
الخيل   تأبى   غير   أحمد   حاميا   ***   وبها   إذا   ذكر    اسمه    خيلاء
  94  
شيخ   الفوارس   يعلمون    مكانه   ***   إن    هيجت    آسادها    الهيجاء
  95  
وإذا     تصدى     للظبا     فمهند   ***   أو    للرماح     فصعدة     سمراء
  96  
وإذا   رمى   عن   قوسه   فيمينه   ***   قدر  وما   ترمى   اليمين   قضاء
  97  
من كل  داعي  الحق  همة  سيفه   ***   فلسيفه   في    الراسيات    مضاء
  98  
ساقي الجريح ومطعم الأسرى  ومن   ***   أمنت    سنابك    خيله    الأشلاء
  99  
إن  الشجاعة  في  الرجال  غلاظة   ***   ما   لم    تزنها    رأفة    وسخاء
  100
والحرب من شرف الشعوب فإن بغوا   ***   فالمجد    مما     يدعون     براء
  101
والحرب    يبعثها    القوي     تجبرا   ***   وينوء   تحت    بلائها    الضعفاء
  102
كم   من   غزاة   للرسول   كريمة   ***   فيها   رضى   للحق   أو    إعلاء
  103
كانت   لجند    الله    فيها    شدة   ***   في    إثرها     للعالمين     رخاء
  104
ضربوا الضلالة  ضربة  ذهبت  بها   ***   فعلى   الجهالة   والضلال    عفاء
  105
دعموا على الحرب  السلام  وطالما   ***   حقنت  دماء   في   الزمان   دماء
  106
الحق   عرض    الله    كل    أبية   ***   بين   النفوس   حمى   له   ووقار
  107
هل  كان  حول  محمد  من  قومه   ***   إلا     صبي      واحد      ونساء
  108
فدعا  فلبى   في   القبائل   عصبة   ***   مستضعفون      قلائل      أنضاء
  109
ردوا ببأس  العزم  عنه  من  الأذى   ***   ما   لا   ترد    الصخرة    الصماء
  110
والحق  والإيمان  إن   صبا   على   ***   برد     ففيه     كتيبة      خرساء
  111
نسفوا  بناء  الشرك   فهو   خرائب   ***   واستأصلوا   الأصنام   فهي   هباء
  112
يمشون تغضي الأرض منهم  هيبة   ***   وبهم    حيال    نعيمها    إغضاء
  113
حتى   إذا   فتحت   لهم    أطرافها   ***   لم   يطغهم   ترف    ولا    نعماء
  114
يا  من  له  عز   الشفاعة   وحده   ***   وهو   المنزه    ما    له    شفعاء
  115
عرش  القيامة  أنت   تحت   لوائه   ***   والحوض   أنت    حياله    السقاء
  116
تروي  وتسقي   الصالحين   ثوابهم   ***   والصالحات      ذخائر       وجزاء
  117
ألمثل هذا  ذقت  في  الدنيا  الطوى   ***   وانشق   من   خلق   عليك   رداء
  118
لي في  مديحك  يا  رسول  عرائس   ***   تيمن    فيك    وشاقهن     جلاء
  119
هن  الحسان   فإن   قبلت   تكرما   ***   فمهورهن      شفاعة      حسناء
  120
أنت   الذي   نظم    البرية    دينه   ***   ماذا    يقول     وينظم     الشعراء
  121
المصلحون   أصابع   جمعت   يدا   ***   هي  أنت  بل  أنت   اليد   البيضاء
  122
ما  جئت  بابك  مادحا  بل   داعيا   ***   ومن    المديح    تضرع    ودعاء
  123
أدعوك عن قومي  الضعاف  لأزمة   ***   في   مثلها   يلقى   عليك   رجاء
  124
أدرى   رسول   الله   أن   نفوسهم   ***   ركبت    هواها    والقلوب    هواء
  125
متفككون   فما    تضم    نفوسهم   ***   ثقة   ولا   جمع   القلوب    صفاء
  126
رقدوا     وغرهم     نعيم      باطل   ***   ونعيم   قوم   في    القيود    بلاء
  127
ظلموا   شريعتك   التي   نلنا   بها   ***   ما  لم  ينل   في   رومة   الفقهاء
  128
مشت الحضارة في  سناها  واهتدى   ***   في  الدين   والدنيا   بها   السعداء
  129
صلى عليك الله  ما  صحب  الدجى   ***   حاد     وحنت     بالفلا     وجناء
  130
واستقبل   الرضوان   في   غرفاتهم   ***   بجنان    عدن    آلك    السمحاء
  131

خير الوسائل من  يقع  منهم  على   ***   سبب    إليك    فحسبي    الزهراء
شكرا لتعليقك