pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


من أجمل ما قال حسان بن ثابت في مدح الرسول عليه الصلاة و السلام


من أجمل ما قال حسان بن ثابت في مدح الرسول عليه الصلاة و السلام

أعطى كفار قريش الشاعر حسان بن ثابت مبلغاً من المال وذلك قبل إسلامه ليهجوَ النبي صلى الله عليه و سلم فوقف حسان على ربوة ينتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأتي لينظر إلى صفةٍ من صفاته فيهجوه بها و مرّ الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم مرّ جميل الشيم , مرّ مصباح الظلم فلما رأه حسان رجع إلى قريش فرد لهم المال و قال هذا مالكم ليس لي فيه حاجه
و أما هذا الذي أردتم أن أهجوهُ اللهم إني أشهدكم أني أشهد أنه رسول الله فقالوا ما دهاك ما لهذا أرسالناك فأجابهم بقوله :  
لما رأيت أنـــــواره سطــــــــعت               وضعت من خيفتي كفي على بصري
خوفاً على بصري من حسن صــورته          فلست أنظره إلا على قدري
روحٌ من النور في جسم من القمــر              كحليةٍ نسجت من الأنجم الزهر
فقـلـتُ هـذا الـذي قـد حاز أفضل مــا            قـد حـازه العبـدُ مـن جنِّ ومـن بشـــر
حـمدتُ مـولاي فـي رؤيـاكَ يـا أمـلـي          هـذا الـمـنى غايتهـا سـيّدُ الـبشــــر
حسان بن ثابت وهو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، واللسان المبين للدعوة الإسلامية، الذي خلّد مواقفها في غرر شعره، وأبلى بلاءً حميداً في المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجاء أعدائه.
فلما اشتد هجاؤهم للرسول صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« مايمنع القوم الذين نصروا رسول الله بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم ؟» فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كيف تهجوهم وأنا منهم ؟» فقال حسان: يارسول الله لأسلنك منهم كما تُسلّ الشعرة من العجين، فسُرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم به، وأكرمه ودعا له: أن يؤيده الله بروح القدس، ووعده الجنة جزاء منافحته عنه، ونصب له منبراً في المسجد الشريف ليلقي من فوقه شعره، حتى كانوا يستجيرون بالرسول عليه الصلاة والسلام من وقع هجائه ومضاء لسانه.
كان حسان ينظر في مديحه للرسول صلى الله عليه وسلم، ولأصحابه رضي الله عنهم، من الزاوية الدينية، لا من الزاوية القبلية،لذلك جاءت مدائحه صادقة، ونابعة من قلبه وعقله، وهذه أبيات يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أَغــــــرّ عليه للنبوة خـــــــــاتم                     مـن الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه                    إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشق لــــه من اسمه ليجـــــــــله                   فـذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعـد يأس وفترة مـن الرسل              والأوثانُ في الأرض تعبد
فأمسى ســــــراجاً مستنيراًوهادياً                  يلـوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا ناراً وبشّـــــــــــر جنةً                    وعلمـــنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي                      بذلك ماعـمّرت في الناس أشهد
ومن قوله يمدحه عليه الصلاة والسلام
وأحسن منك لم تر قط عيني         وأجمل منك لم تلد النساء
خُلِقْتَ مبرءاً من كل عيب           كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاء


شكرا لتعليقك