الاستعـــارة
الإستعارة :-
هى
استعمال كلمة بدلا من كلمة آخرى لعلاقة المشابهه مع وجود القرينة الدالة على هذا الاستعمال
المانعة من ارادة المعنى الأصلى
- فلو قلت ( رأيت أسدا )
لكان المقصود أنك رأيت اسدا حقيقيا لأنه لاتوجد قرينة تدل على أنه رجل شجاع ولكن
لو قلت ( رأيت أسدا يطلق النار
على الأعداء )
فكلمة ( يطلق
النار على الأعداء
) قرينة مانعة من أنه ليس أسدا حقيقيا بل هو رجل شجاع فاستعرت كلمة الأسد من معناها الأصلى
للمعنى الاستعارى بدليل هذه القرينة
فقولنا ( رأيت أسدا يطلق النار على الأعداء
) تشبيه للرجل الشجاع بالأسد ولكن الرجل الشجاع محذوف هنا وجئنا بشئ يدل عليه وهو
( يطلق النار على الأعداء ) فالمشبه (
الرجل الشجاع ) حذف وصرح بالشبه به الأسد على سبيل الاستعارة التصريحية
فهي تشبيه حذف أحد طرفيه فاصبح استعارة
فالاستعارة
: - هي تشبيه حذف أحد طرفيه
مع وجود القرينة الدالة على ذلك فلو :
1- حذفنا المشبه وصرحنا بالمشبه به كانت ( استعارة
تصريحية )
2- حذفنا المشبه به وصرحنا بالمشبه كانت ( استعارة مكنية )
3- وإذا شبهنا حالة بحالة وحذفنا الحالة المشبهه وابقينا الحالة
المشبهه بها كانت
( استعارة تمثيلية )
وهي
ثلاثة أنواع :_
1- مكنية و 2 - تصريحية و 3- تمثيلية
:
استعارة مكنية |
استعارة تصريحية |
استعارة تمثيلية |
حذفنا المشبه به وصرحنا بالمشبه 1-
شاك إلى البحر |
حذفنا المشبه وصرحنا بالمشبه به عبر أسودنا قناة السوس |
وإذا
شبهنا حالة بحالة وحذفنا الحالة المشبهه وابقينا الحالة المشبهه بها رجع بخفي حنين |
أولا الاستعارة
المكنية :-
وهي ما حذف فيها المشبه به، ودل
عليه بشئ من صفاته مع بقاء المشبه ( وسميت مكنية لأن المشبه به مختفى ومكنى عنه بشئ يدل عليه ) ،
·
مثل
: حدثني التاريخ عن
أمجاد أمتي فشعرت بالفخر والاعتزاز .
(فالدليل على أنها استعارة : أن التاريخ
لا يتكلم).
استعارة مكنية شبه التاريخ بإنسان يتحدث وحذف المشبه به
الإنسان وصرح بالمشبه على سبيل الاستعارة المكنية
· ومثل ماسبق : طار الخبر في المدينة
.. استعارة مكنية فلقد صورنا الخبر بطائر يطير
، وحذفنا الطائر وأتينا بصفة من صفاته (طار) ، (فالدليل على أنها استعارة : أن
الخبر لا يطير)فهو الاستعارة المكنية
· يهجم علينا الدهر بجيش من أيامه ولياليه
–
· وتبنى المجد يا عمر بن
ليلى
·
- صحب الناس قبلنا ذا الزمانا
·
- شاكٍ إلى البحر .. بين الاستعارة بنفسك .
ومثال ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى:
(ولَمّا سكتَ عَن موسى الغَضَبُ أخَذَ الألواحَ وفي
نُسخَتِها هُدىً وَرَحمةٌ...).
فقد شبهت الآية
(الغضب) بإنسان هائج يلح على صاحبه باتخاذ موقف
المنتقم الجاد، ثم هدأ فجأة، وغير موقفه، وحذف المشبه به على سبيل الاستعارة
المكنية
مثل قوله تعالى:
(والصُّبح إذا
تَنَفَسَ). شبه الصبح بإنسان يتنفس
وقد ذكر المشبه وهو الصبح، وحذف
المشبه به وهو الإنسان، على سبيل الاستعارة مكنية.
أمثلة
على الاستعارة المكنية :-
1-قال
تعالى :
" واخفض لهما
جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا "
فقد شبهت الآية الذل بطائر له جناح
وحذف المشبه به الطائر وصرح بشئ من لوازمه جناح على سبيل الاستعارة مكنية.
1-
قال تعالى:
" رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا "
2-
فقد
شبه اشتعال الشيب بالرأس بالنار وحذف المشبه به النار وصرح بشئ من لوازمه اشتعل
على سبيل الاستعارة مكنية.
3-
قال الأعشى
يصف انتصار العرب على الفرس
قالوا
البقية والهندى يحصدهم ولا بقية إلا
السيف فانكشفوا
فقد شبه الأعداء وهم يتساقطون تحت
ضربات السيوف بالزرع الذى يحصد وحذف المشبه به
الزرع وصرح بشئ من لوازمه الحصد على سبيل الاستعارة مكنية.
4- وإذا المنية أنشبت اظفارها
ألقيت كل تميمة لاتنفع
فقد
شبه المنية وهى الموت بالوحش الذى يفترس وحذف المشبه به الوحش وصرح بشئ من لوازمه
أظفارها على سبيل الاستعارة مكنية.
4-وإني امرؤ أعددت للحرب بعدما رأيت لها نابا من الشرّ أعضلا.
شبه
الحرب بوحش له ناب وحذف المشبه به الوحش وصرح بالمشبه على سبيل الاستعارة مكنية.
5-قال الشاعر:
وإِذا
العناية ُ لاحظتْك عيونُها …نَمْ
فالمخاوِفُ كلُّهُنَّ أَمانُ
5- وقال أَبو
العتَاهِية يهنِّئُ المهدي بالخلافة:
أتتْهُ
الخِلاَفَةُ مُنْقادَةً .. . إلَيْهِ
تُجَرِّرُ أذْيالَها
7- يقول البحترى فى
وصف الربيع :
أتاك
الربيع الطلق يختال ضاحكا من
الحسن حتى كاد أن يتكلما
8- تقول الخنساء
:
ترى
الحمد يهوى إلى بيته يرى
أفضل الكسب أن يحمدا
9-
قال ابن المعتز :
جمع
الحق عندنا فى إمام قتل
البخل وأحيا السماحا
ومزنة
سال من أجفانها المطر فالروض
منتظم والقطر منتشر
10- قال عنترة
:
يا
طائر البانى قد هيجت أحزانى وزدتنى طربا يا طائر البان
وفى
الحرب العوان ولدت طفلا ومن لبن المعامع قد سقيت
11-
يقول النابغة :
فهم يتساقون المنية
بينهم بأيديهم بيض رقاق المضارب
ثانيا الاستعارة التصريحية :-
وهي ما صرح فيها
بلفظ المشبه به وحذف المشبه
مثل : عبر أسودنا قناة
السويس وحطموا خط بارليف
فاننا نريد ان نعبر على شجاعة الجنود
المصريين فشبهناهم بالأسود ولكننا حذفنا المشبه الجنود وصرحنا بالمشبه به الأسود
على سبيل الاستعارة التصريحية
مثل قوله تعالى:
(كِتابٌ
أنزلناهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ مِنَ الظُلماتِ إلى النُّورِ...).
ففي هذه الآية استعارتان في لفظي: الظلمات والنور،
لأن المراد الحقيقي هو: الكفر والإيمان ،فقد
شبه الكفر بالظلمات وشبه الإيمان بالنور وحذف المشبه الكفر والإيمان وصرح بالمشبه
به على سبيل الاستعارة التصريحية
مثل
قوله تعالى:" واعتصموا
بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
فالآية دعوة للتمسك بالدين والاتحاد
تحت رايته ولكنها لم تصرح بلفظ الدين وذكرت حبل الله على سبيل الاستعارة التصريحية
حيث شبه الدين بالحبل وحذف المشبه وصرح بالمشبه به استعارة التصريحية
مثل . طلع البدر
علينا من ثنيات الوداع
شبه الرسول بالبدرفى الهداية
والإشراق والجمال، وحذف المشبه وصرح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية
والقرينة حالية أو "من ثنيات الوداع".
أمثلة على الاستعارة التصريحية :-
1- قال المتنبى يصف دخول الروم على سيف الدولة :
وأقبل
يمشى فى البساط فما درى إلى البحر يمشى
أم إلى البدر يرتقى
فقد شبه المتنبى سيف الدولة بالبحر
فى الكرم وبالبدر فى الرفعة والإشراق
ولكنه حذف المشبه سيف الدولة وصرح بالمشبه به البحر والبدر على سبيل الاستعارة
التصريحية
2-
قال الحطيئة يستعطف عمر بن الخطاب ليخرجه من السجن
ماذا تقول
لأفراخ بذى مرخ زغب الحواصل لا ماء
ولا شجر
ألقيت
كاسبهم فى قعر مظلمة فاغفر عليك سلام
الله يا عمر
فقد شبه الشاعر أطفاله الصغار بالأفراخ المحتاجين إلى
الرعاية وحذف المشبه وصرح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية ( قعر مظلمة )
استعارة تصريحية حيث شبه السجن ببئر له قعر مظلم
3- قال المتنبي مادحا سيف الدولة، وقد رأى سحابة:
تعرض لي
السحاب وقد قفلنا فقلت إليك، إن معي السحابا
** شبه المتنبي سيف الدولة بالسحاب،
ثم حذف المشبه سيف الدولة، وصرح بلفظ المشبه به فالاستعادة تصريحية.
4- يقول شوقى عن عمر المختار :
يا ويحهم
نصبوا منارا من دم يوحي إلى جيل الغد البغضاء
** شبه أحمد شوقي (عمر المختار)
بالمنارة على سبيل الاستعارة التصريحية.
5- قال
يزيد بن معاوية:
قد خلفتني
طريحا وهي قائلة: تأملوا كيف فعل الظبي بالأسد
وأمطرت لؤلؤا
من نرجس وسقت وردا وعضت على العناب بالبرد
**شبه الدمع باللؤلؤ. ** شبه العيون
بالنرجس. ** شبه الخدود بالورد. ** شبه الأنامل بالعناب.
** شبه الأسنان بالبرد. على سبيل
الاستعارة التصريحية.وشبهت نفسها بالظبى والشاعر بالأسد على سبيل الاستعارة
التصريحية .
مثل : نسي الطين ساعة أنه طين حقير فصال تيها وعربد .. شبه الشاعر
الإنسان بالطين ثم حذف المشبه(الإنسان) وذكر المشبه به (الطين)على سبيل الاستعارة
التصريحية .
-
إذا الشعب يوما أراد
الحياة فلابد
أن يستجيب القدر
-
ولابد لليل أن
ينجلى ولابد
للقيد أن ينكسر
-
يقول ابن
الرومى :
-
توخى حمام الموت أوسط
صبيتى فلله
كيف اختار واسطة العقد
يقول
المتنبى :
هذا
عتابك إلا إنه مقة قد ضمن الدر إلا انه كلم
يقول
أبو فراس الحمدانى :
تكاد
تضئ النار بين جوانحى إذا هى اذكتها
الصبابة والفكر
- وقال المتنبي
وقد قابله مَمْدُوحُهُ وعانقَه :
فلم
أرَ قَبلي مَن مَشَى البحرُ نحوَه ...
ولا رَجُلاً
قامَتْ تُعانِقُهُ الأُسْدُ
ثالثا
- الاستعارة التمثيلية
يقسّم البلاغيون الإستعارة من جهة الإفراد والتركيب إلى
قسمين: مفردة، ومركبة.
الاستعارة المفردة: وهي ما كان المستعار
فيها لفظاً مفرداً، كما هو الحال في الإستعارة التصريحية والمكنيّة، وقد سبقت
الإشارة إليهما.
الاستعارة (المركبة) التمثيلية: وهي ما كان المستعار
فيها مثلاً، أو تركيباً، استعمل في غير ما وضع له مع وجود علاقة مشابهة بين
المستعار منه والمستعار له. وهذا النوع من الاستعارة فيه روائع التعبير الفني
يستخدمه الأديب عن طريق قول مأثور، أو حكمة، أو مثل مضروب.
هي التي يصرح فيها بذكر المشبه به
على أن يكون صورة مركبة من أشياء والاستعارة التمثيلية قريبة من التشبيه التمثيلي
غير أن المشبه فيها محذوف مع أداة التشبيه.
مثال"1": أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى:
ونعني بذلك أن حالة في تردده في
الإقدام على أمرٍ ما حال من يقدم رجلاً ويؤخر أخرى.
فالمشبه به مصرح به وهو (من يقدم رجل ويؤخر أخرى )والمشبه
محذوف ونقدره
( الإنسان المتررد )
والفرق بين الاستعارة التمثيلية والتصريحية وجود صور متعددة في الاستعارة
التمثيلية أما الاستعارة التصريحية فتقتصر على صورة واحدة.
مثال آخر : قول الشاعر
من يك ذا فم مر مريض *
يجد مرا به الماء الزلالا
تم تشبيه حال الذام للشاعر في عدم تذوقهم شعره بحال المريض
الذي لا يستسيغ الماء الزلال،
تأمّل الأمثلة التالية:
قال الله تعالى: ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي
الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾
هؤلاء هم اليهود، الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بالجلاء عن المدينة، فصاروا يخربون بيوتهم قبل الخروج منها، ولكن هذا التعبير يمكن
أن يطلق على كلِّ حالة تشبه الحالة التي قيل فيها لأوّل مرة، فمثلاً، ربُّ
الأُسرة، الذي يبذّر أمواله فيما لا نفع فيه لأسرته، ويترك ما فيه تربيتهم
وسعادتهم, تقول عنه ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ كأنّما صارت العبارة
مثلاً يطلق على كل حالة تشبه الحالة التي قيل فيها من قبل، فالتعبير يشبّه حالاً
بحال، حال ، أو من يترك تدبير شؤون أُسرته، بحال من يخرب بيته بيده،
قال المتنبي:
إذا رأيتَ نيُوب الليث بارزةً
فلا تظنَّنَّ أنّ الليثَ يبتسمُ
يقول المتنبي: إذا رأيت الأسد، فاغر الفم، بارز الأنياب، فلا
تظنَّ أنه يبتسم لك، فلو ظننت ذلك، فأنت مقضيٌ عليك، وهذا المعنى تُشبّه به حال من
يخدعك مظهره عن حقيقة أمره، وعندئذٍ يكون استعمال اللّيث في مثل هذه الحال مجازاً،
وقد نقل التركيب الدال على المشبّه به، للمشبّه على سبيل الاستعارة التمثيلية،
والعلاقة بين الطرفين المشابهة، وهي ظهور الأنياب لغير الضحك، والقرينة حالية.
قال الشاعر:
أُعلّمه الرِّماية كلَّ يومٍ
فلما اشتدَّ ساعدُه رماني
يقول الشاعر: إنّه يعلّم الرماية بالسهام لمن يتوقع معاونته
والوقوف إلى جانبه، ولكن ما إنْ أتْقَنْ هذا التلميذ الجاحد الرماية حتى وجه سهامه
إلى معلمه، ويقال هذا المعنى حينما يريد أن يشبّه حال مَن يأخذ بيد إنسان ويعلمه
ويدرّبه على أمور تنفعه في حياته، فلا يلبث أن ينقلب عليه مستخدماً ما تعلّمه في
الكيد لأُستاذه وولي نعمته. والعلاقة بين الطرفين هي المشابهة كما هو واضح.
روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يلدغ المؤمن من جُحرٍ
مرتين"
لحديث الشريف، تجده سار مسار الأمثال، فقد شبهت به حال من
يخطئ مرة، ويستفيد من هذا الخطأ، فلا يعود ثانية إليه، بحال المؤمن الذي لدغ مرة
من ثعبان مختبئ في جحره فلم يَعُد يقترب من الجحر أو من غيره ثانية، فتقول لهذا
الإنسان: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. والحديث لا يريد هذا المعنى بل قصد المعنى
المجازي الذي بيّناه.
امثلة على الاستعارة التمثيلية :
1- إنَّك لا تَجْني من الشَّوْكِ العنبَ.
2- يبتغي الصَّيْدَ في عرِّيسَة الأسد
3- أنت تضرب في حديد بارد.
4- هو يبني قصوراً بغير أساس.
5- المورد العذب كثير الزحام.
6- اعقلها وتوكل.
7- لكل جواد كبوة
8-رجع بخفي حنين
9-سبق السيف العذل
10-فمن يزرعِ الشوك يجنِ الجراح،
11-قال
المتنبي:
غاض الوفاء فما تلقاهُ في عِدّة
ٍ وأَعْوز الصّدقُ
في الأخبار والقسمِ
12-قال البحتري:
إذا ما الجرحُ رُمَّ على فَساد
ٍ
تبيّن فيه إهمال الطّيبِ
13-وقال
الشاعر:
متى يبلغُ البنيانُ يوماً
تمامَهُ
إذا كنت تبنِيهِ وغيرُكَ يهدمُ
س/ أيهما أكثر بلاغة: التشبيه، أم الاستعارة؟
ولماذا؟
الاستعارة أقوى من التشبيه؛ لأنها تقوم على تناسي التشبيه،
فيتصور الأديب أن المشبه هو المشبه به والعكس، وهذا يجعل الاستعارة أقوى في
التشبيه وأشد في الانفعال.
** سر جمال الاستعارة:
للاستعارة سر جمال
يتحدد على أساس طرفي التشبيه من المادية والمعنوية:
وهى مثل
التشبيه ( التشخيص – التجسيم
– التوضيح).
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء