pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


علاقات المجاز المرسل بالتفصيل

 

                                      علاقات المجاز المُرْسَل


1
- السَّببيَّة:

 وهي أن يُذكَر في الكلام السَّبب ويُقصَد المُسبِّب

كقوله تعالى:  إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ. فليس المراد بـ(اليد):معناها الحقيقي، بقرينة استحالة أنَّ لله يدًا؛ ولأنَّه لا معنى لكون اليد بمعنى (الجارحة)، بل المراد بها: القدرة على معنى: قدرة الله لا تدانيها قدرة- فلفظ اليد في الآية إذًا مجاز مُرسل، علاقته السَّببيَّة؛ لأنَّ أكثر ما يظهر سلطان القدرة في اليد، إذ بها البطش، والضَّرب، والقطع والدَّفع، وغير ذلك ممَّا يُعتَبر أثرًا من آثار القدرة. ومنه أيضًا قول الشَّاعر:


لَهُ أَيَادٍ عَلَيَّ سَــــــــــــــــابِغَةٌ       أُعَدُّ مِنْـــــــــــــــــــــهَا ولا أُعَدِّدُهَا


فقد استعمل لفظة (أَيَادٍ) وهي سبب النِّعمة، وأراد بها ما تُسبِّبه، أي النِّعَم.


2
- المُسبَّبيَّة:

وهي أن أن يُذكَر في الكلام المُسبَّب ويُقصَد المُسبِّب كقوله تعالى:

 هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا

، فقد ذكر في الكلام المُسبَّب والمقصود (مطرًا) يُسَبِّبُ الرِّزق.


3- الكُلِّيَّة:

وهي أن أن يُذكَر في الكلام الكلَّ ونُريد منه الجزء

 كقوله تعالى: يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ المَوْتِ

، فقد ذكر في (الأصابع) والمقصود (الأنامل) . بقرينة استحالة إدخال الأصابع كلِّها في الأذن عادة، وإذًا فالمراد بها (الأنامل) التي هي أطراف الأصابع، فـ(الأصابع) حينئذ مجاز مرسل، علاقته الكُلِّيَّة، إذ إنَّ الأصابع كلٌّ للأنامل،

 ومثله قولك  : أكلتُ نباتَ الأرضِ،    وشَربْتُ ماءَ النَّهرِ،      فقد أطلق اسمَ الكلِّ، وهو (النبات أو الماء)، وأريد الجزء، بقرينة (أكلت) في الأول (وشربت) في الثاني لاستحالة أَكْلِ الكلِّ، أو شربِهِ، بل تأكل وتشرب جزءًا منه فحسب.


4- الجُزئيَّة:

 وهي أن أن يُذكَر في الكلام الجزء ونقصد الكلَّ منه

 قوله تعالى:

وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا

، فليس المراد بالرَّقبة: الجزء الخاصِّ بها فقط، بدليل (التَّحرير)؛ لأنَّه إنَّما يكون للذَّات كلِّها، لا لجزء منها، إذ إنَّ العنق لا يتجزَّأ، وإنَّما المراد بها: الذَّات كلِّها، فالرَّقبة إذًا مجاز مرسل، علاقته الجزئيَّة؛ لأن الرَّقبة جزء من العبد.

ومثله قول الشاعر:

                كَمَا بَعَثْنَا الجَيْشَ جرَّا رًا     وأَرْسَلْــــــــــنَا العُيُونَا
فليس المراد بـ(العيون)، حقيقتها بقرينة (أرسلنا) لاستحالة إرسال العيون، فذكر الجزء(العين) وأراد الكلَّ الجاسوس،

ومنه قولنا: طَلَب يدَها، فالطَّلب في الواقع لم يكن ليدها بل لها كلُّها، ومعنى الكلام أنَّه طلبها للزَّواج.

 

أَغَرَّك مِنّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلِي * وأَنَّكِ مَهُمَا تَأَمُرِي الْقَلْبَ يَفْعَلِ*
أطلق "الْقَلْبَ" وهو جزء منه، وأرَادَ كُلَ ذَاتِهِ، وهذا من إطلاق الجزء وإرادة الكُلّ.

 

والغرض البياني الإِشعار بأنّ حُبَّها الذي في قلْبِه، يجعله ذا سلطانٍ عليه، وهذا السلطان ينتقل من القلب المسيطر على ذاته لتكون ذاتُه كلُّها مُطيعة لأوامرها.


5- الحاليَّة:

وهي أن تذكر الشَّيء وتقصد المكان الذي يحلُّ فيه، كما في قوله تعالى:

إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ

 فليس المراد بـ(النَّعيم) معناه الحقيقي الذي هو (معنى المتعة) بقرينة الظَّرفيَّة، إذ لا معنى أن يحل الإنسان في معنى من المعاني، وإنَّما المراد به: مكان النعيم أي (الجنَّة)، إذًا فإطلاق النَّعيم على مكانه مجاز مرسل علاقته الحاليَّة، إذ النَّعيم حال في الجنَّة.


6- المحلِّيَّة:

وهو أن يُذكَر المكان ويُقصَد ما بداخله. كما في قوله تعالى:

أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى? كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَه

 فليس المراد من النَّادي: معناه الحقيقي الذي هو مكان الاجتماع لقرينة قوله: (فليدع) لاستحالة دعاء الأمكنة وإنَّما المراد: أهل النَّادي، وهم نصراؤه وعشيرته، ففي (ناديه) مجاز مرسل علاقته المحلِّيَّة، إذ إنَّ النَّادي محلٌّ لأهله يجتمعون فيه،

ومثله قوله سبحانه:

وَاسْأَلِ القَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ

 أي أهلها، ففيه كسابقه مجاز مرسل، علاقته المحلِّيَّة، إذ إنَّ القرية محلُّ ساكنيها، وقرينته استحالة سؤال الأماكن والأبنية،

 ومنه قولهم: مَلَأْتُ القلمَ من الدَّواة، أي من المداد، أطلق اسم المحلِّ وأريد الحال، بقرينة (مَلَأْتُ)،

ومنه قولنا: خَرَجَتْ المدرسةُ، تريد: طلَّابها، وهكذا وكلُّ هذه الأمثلة، وما يماثلها مبني على أحد احتمالينِ.

*بِلاَدِي وإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عَزِيزَةٌ  *  وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَيَّ كِرَامُ*

أطْلَق كلمة "بلاد" مضافة إليه، وأراد أهْلَها وَسُكَّانَها، والعلاقة المحليّة.

والغرض البياني الإِيجاز، مع الإِشارة ضمناً إلى ذوي السلطة والنفوذ فيها، لأنَّهم هُمُ الّذين يمثِّلُونها، وبيدهم العدل والجور فيها.


7- الآليَّة:

هي كون الشيء واسطة لإيصال أثر شيء إلى آخر؛ وذلك فيما إذا ذُكر اسم الآلة، وأريد الأثر الذي ينتج عنه وهو أن تُذكَر الآلة ويُقصَد ما ينتج عنها،

كما في قوله تعالى: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ

فليس المراد باللِّسان: معناه الحقيقي الذي هو الجارحة، بقرينة استحالة بقاء هذه الجارحة فمن يأتي من الأمم بعد، وإنَّما المراد به الذِّكر الصَّادق، والثَّناء العاطر، ففي اللِّسان مجاز مرسل، علاقته الآليَّة؛ لأنَّ اللِّسان بمعناه الحقيقيِّ آلة وواسطة الذِّكر الحسن،

 ومنه قوله تعالى:   وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ

، وقوله تعالى: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِك،

 عبر باللِّسان في الآيتينِ عن اللُّغة لأنَّه آلتها.

ومنه قول الإمام عليٍّ

: (( فإذا أمرتُكم بالسَّير إليهم في أيام الحرِّ، قلتم: هذه حمارة القيظ، أمهلنا يسبخ عنا الحرُّ، وإذا أمرتكم بالسَّير إليهم في الشِّتاء، قلتم: هذه صبارة القرِّ، أمهلنا ينسلخ عنا البردُ، كلُّ هذا فرارًا من الحرِّ والقرِّ، فإذا كنتم من الحرِّ والقرِّ تفرُّونَ فأنتم والله من السِّيفِ أفرُّ! يا أشباه الرِّجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربَّات الحجال، لوددتُ أنَّى لم أركم ولم أعرفْكم ...))،

فقوله:(فأنتم والله من السِّيفِ أفرُّ!)، فالمقصود من كلامه ما يحدثه السَّيف، أي: الحرب.


8- اعتبار ما كان:

 

 وهو أن يُسمَّى الشَّيء باسم ما كان عليه

كما في قوله تعالى: وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ

فليس المراد باليتامى: المعنى الحقيقي، بدليل الأمر بدفع الأموال إليهم، بتمكينهم منها بالتَّصرُّف فيها: إذ إنَّ ذلك لا يكون إلَّا بعد البلوغ، حتى يُحسنوا التَّصرُّف في ما يدفع إليهم من مال مورثيهم، وإذًا فالمراد باليتامى: البالغونَ منهم، وحينئذ فإطلاق اليتامى على البالغينَ الرَّاشدينَ مجاز مرسل، علاقته اعتبار ما كان،

ومنه قولهم: أكلْنا قَمْحًا      ولبسنا قِطْنًا،  ونحو ذلك مما يكون التَّعبير فيه باعتبار ما كان.

 


9- باعتبار ما يكون:

 وهو أن يُسمَّى الشَّيء باسم ما سيكون عليه

 كما في قوله تعالى: إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ، أي وليدًا، يؤول أمره إلى هذه الحالة بقرينة قوله: وَلَا يَلِدُوا إذ لا يمكن أن يكون فاجرًا في فجر ولادته.

ومنه قوله تعالى: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا،

 فليس المراد من الخمر: معناها الحقيقي، بدليل ذكر (العصر)؛ لأنَّ الخمر عصير، والعصير لا يعصر، وإنَّما يريد: عنبًا يؤول عصيره إلى خمر، إذًا ففي لفظ (خمر) مجاز مرسل، علاقته (اعتبار ما يكون)، أي ما يؤول إليه العنب من الاختمار.


10- المجاورة:

 

وهو إطلاق اللَّفظ على الشَّيء ويُقصَد به ما يجاوره، ومنه قول الشاعر:


        فَشَكَكْتُ بالرُّمحِ الأصَمِّ ثيابَهُ       لَيْسَ الكَرِيمُ على القَنَا بمُحَرَّمِ


يريد: شَكَكْتُ بالرُّمحِ جِسْمَهُ أي: طعنته، فليس المراد من (الثِّياب) معناها الحقيقي، بقرينة قوله: (شككت)، إذ المراد بالشَّكِّ: الطَّعن، وهو يكون في الأجسام، لا في الثِّياب، فهو إذًا مجاز مرسل علاقته المجاورة التَّامة وأي مجاورة أتم من الثياب للجسم

ومما علاقته المجاورة: إطلاق اللَّفظ على المعنى، أو العكس،

 في نحو قولك: (فهمت اللَّفظ) وتريد: معناه، أو(قرأت المعنى) وتريد: اللَّفظ، وذلك لشدة الرَّبط بين الدَّال والمدلول، ومنه إطلاق الظَّنِّ على العلم، أو العكس لتقاربهما في المعنى. فهما متجاورانِ.

سالت الدماء من ثياب الشهيد ...ففي كلمة ( ثياب ) مجاز مرسل عن الجسد علاقته المجاورة ،

 


11- العموم:

 وهو هو كون الشيء شاملًا لكثير، نحو قوله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ؛ أي «النبي» ﷺ، فالناس مجاز مرسل، علاقته العموم، ومثله قوله تعالى: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ فإن المراد من الناس واحد، وهو «نعيم بن مسعود الأشجعي». أن يُذكَر العامُّ ويُراد به الخاصُّ،

ومنه قولهم: قالت العرب، ويُريدونَ: قبيلة قريش.


12- الخصوص:

 وهو أن يُذكَر الخاصُّ ويُراد به العامُّ، ومنه قولهم: قالت قريش، ويُريدونَ: العرب كلَّهم. أو كإطلاق اسم أبي القبيلة كـ(تميم أو تغلب) على القبيلة قبل أن يغلب عليها.

هو كون اللفظ خاصًّا بشيء واحد، كإطلاق اسم الشخص على القبيلة، نحو: ربيعة وقريش.


13- االبدليَّة:

 وهو أن يُستعمل اللَّفظ ويراد منه شيء آخر كقوله تعالى:? فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ?، فالمراد بالصَّلاة أداء الصَّلاة، فاستبدل كلمة بأخرى.

14- واللازميَّة:

هي كون الشيء يجب وجوده، عند وجود شيء آخر، نحو: «طلع الضوء»؛ أي الشمس، فالضوء مجاز مرسل، علاقته «اللازميَّة»؛ لأنه يوجد عند وجود الشمس، والمعتبر هنا اللزوم الخاص، وهو عدم الانفكاك.

».

15 -  الملزوميَّة:

هي كون الشيء يجب عند وجوده وجود شيء آخر، نحو: «ملأت الشمس المكان»؛ أي الضوء، فالشمس مجاز مرسل، علاقته «الملزومية»؛ لأنها متى وُجدت وُجد الضوء، والقرينة «ملأت

 كما تقول: دخلَتِ الشَّمسُ من الشُّبَّاك، فليس المراد من (الشَّمس) المعنى الحقيقي الذي هو الجرم المعروف، بقرينة:(دخلت)، إذ ليس الدُّخول من صفات الجرم المذكور، وإنَّما المعنى الحقيقيُّ للشَّمس ملزوم للضَّوء، يوجد حتمًا عند وجودها،

 ومثله قولك: ملأتِ الشَّمسُ الغرفةُ، تريد ملأ الضَّوء الغرفة، بقرينة (ملأت).

 

 

 16 - والتقييد ثم الإطلاق:

 هو كون الشيء مقيدًا بقيد أو أكثر، نحو: «مِشْفر زيد مجروح» فإن المِشْفَر لغة: شفة البعير، ثم أُريد هنا مطلق شفة، فكان في هذا منقولًا عن المقيد إلى المطلق، وكان مجازًا مرسلًا علاقته التقييد، ثم نُقِل من مطلق شفة إلى شفة الإنسان، فكان مجازًا مرسلًا بمرتبتين، وكانت علاقته «التقييد والإطلاق».

 

17- والبدلية:

 هي كون الشيء بدلًا عن شيء آخر، كقوله تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ والمراد: الأداء.

18 - والمبدلية:

هي كون الشيء مبدلًا منه شيء آخر، نحو: «أكلت دم زيد»؛ أي ديته، فالدم «مجاز مرسل» علاقته «المبدلية»؛ لأن الدم مبدل عنه «الدية».

19 - والمجاورة: هي كون الشيء بدلًا عن شيء آخر، نحو: «كلمت الجدار والعامود»؛ أي الجالس بجوارهما، فالجدار والعامود مجازان مرسلان علاقتهما «المجاورة».

·          

·          20 -علاقته الظرفية الزمانية :

·          مثال : انتصر المصريون علي الأعداء في أيام خالدة ....ففي كلمة ( أيام ) مجاز مرسل عن المعارك علاقته الظرفية الزمانية

·          

21 - والتعلق الاشتقاقي:

 

هو إقامة صيغة مقام أخرى؛ وذلك:

o        (أ)

كإطلاق المصدر على اسم المفعول

في قوله تعالى: صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ؛ أي: مصنوعه.

o        (ب)

وكإطلاق اسم الفاعل على المصدر

في قوله تعالى: لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ؛ أي: تكذيب.

o        (جـ)

وكإطلاق اسم الفاعل على اسم المفعول

في قوله: لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ؛ أي: لا معصوم.

o        (د)

وكإطلاق اسم المفعول على اسم الفاعل

 في قوله تعالى: حِجَابًا مَسْتُورًا؛ أي: ساترًا.

والقرينة على مجازية ما تقدم هي ذكر ما يمنع إرادة المعنى الأصلي.

 22- علاقة الإِضافة بين المضاف وبين المضاف إليه،

 وهذه العلاقة تتبع معنى الحرف المقدر في الإِضافة، فقد يُحذَف المضافُ أو المضافُ إليه ويُطْلَقُ لفظ الباقي منهما على المحذوف مجازاً. مثل:

* أن نقول: فتح صاحب الدار دارَه وأذِنَ لقاصديه بالدخول. أي: فتح باب داره.

فهذا من حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، والإِضافة هنا على تقدير "لام" الاختصاص.

والغرض الإِيجاز، مع الإِشارة إلى أنّ فتح الباب إنّما قُصِدَ منه إباحة دخول الدر لقصدي صَاحِبِها.

* وأن نقول: "دخَلَتِ الوفودُ بابَ الملك" أي: دخلوا باب قَصْرِه.

فقد حُذِفَ من هذه العبارة كلمة "القصر" وهي بالنسبة إلى الباب مضاف إليه، وبالنسبة إلى الملك مضاف.

 

  23- علاقة الضّدِّية

، فقد يُطْلَق اللّفظ للدلالة به على ضدّ معناه،

ومن الأغراض الداعية لهذا الإِطلاق الاستهزاء والسخرية والتهكم.

مثل:

* أن يقول السلطان لأعوانه بشأن مُجْرمٍ حضر بين يديه: "خذو فأكرموه في السجن" أي: فاضربوه وعذّبوه.

* قول الله عزَّ وجلَّ في سورة خطاباً للمشركين الذي كانوا يسألون الله الفتح ضدّ الرسول والذين آمنوا معه قبل موقعه بدر، فجاء الأمر على خلاف ما طلبوا:

إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ...}].

أي: إنْ تسْتَنْصِرُوا باللَّهِ على الرسول والمؤمنين، فقد جاءكُمُ نَصْرُ الله للرسول والمؤمنين، فحلَّتْ بكُمُ الهزيمة والذّلّة.

فهذا من استعمال الضدّ للدلالة به على ضدّه.

 

أشهر علاقات المجاز العقلي

1- الإسناد إلى الزمان،

 نحو: «من سره زمن ساءته أزمان» أسند الإساءة والسرور إلى الزمن، وهو لم يفعلهما، بل كانا واقعين فيه على سبيل المجاز.

·          

2- الإسناد إلى المكان،

 نحو: وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فقد أسند الجري إلى الأنهار، وهي أمكنة للمياه، وليست جارية بل الجاري ماؤها.

3- الإسناد إلى السبب، نحو:

 

إني لمن معشر أفنى أوائلهم

 

                               قيل الكماة: ألا أين المحامونا

 

فقد نُسِب الإفناء إلى قول الشجعان: هل من مبارز؟ وليس ذلك القول بفاعل له، ومؤثر فيه، وإنما هو سبب فقط.

·          

4- الإسناد إلى المصدر،

كقول أبي فراس الحمداني:

 

سيذكرني قومي إذا جدَّ جدُّهم

 

                                     وفي الليلة الظلماء يُفتقَد البدر

 

فقد أسند الجد إلى الجد — أي الاجتهاد — وهو ليس بفاعل له، بل فاعله الجاد، فأصله جد الجاد جَدًّا؛ أي: اجتهد اجتهادًا، فحُذف الفاعل الأصلي وهو الجاد، وأُسند الفعل إلى الجد.

·          

5- إسناد ما بُني للفاعل إلى المفعول،

 نحو: «سرني حديث الوامق» فقد استعمل اسم الفاعل، وهو الوامق؛ أي «المحب» بدل الموموق؛ أي: المحبوب، فإن المراد: سُررت بمحادثة المحبوب.

6- إسناد ما بُني للمفعول إلى الفاعل،

 نحو: «جعلت بيني وبينك حجابًا مستورا»؛ أي سائرًا، فقد جعل الحجاب مستورًا، مع أنه هو الساتر.

 

تدريبات على المجاز المرسل:


عين المجاز المرسل وبين علاقته:


قال تعالى: "واسأل القرية التي كنا فيها".
وقال أيضا:"فليدع ناديه سندع الزبانية".
وقال أيضا:"فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ".
وقال أيضا:"فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ".
وقال أيضا:"وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ". 
وقال أيضا:"فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ".
نشرب القهوة في كل صباح.
وما مِنْ يدٍ إلا يَدُ اللهِ فَوْقَها ... ولاَ ظَالم إِلاَّ سيُبْلى بأَظْلَمِ
سكن الأمير عبد القادر دمشق.
لا تكن أذنا تتقبل كل كلام.
سرق اللص المنزل.

 

شكرا لتعليقك