pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


أنواع التشبيه - بلاغة - الصف الأول الثانوى

 

البلاغة

مفهوم البلاغة :لغة :-  البلاغة هي أحد علوم اللغة العربية، وهي اسم مشتقّ من الفعل بَلَغَ، أي بمعنى وَصَلَ إلى النهاية، وقد سمّيت البلاغة بهذا الاسم؛ لأنّها تنهي المعنى إلى قلب المستمع ممّا يؤدّي إلى فهمه

تعريف البلاغة اصطلاحاً

المفهوم القديم : هى  مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال،فالكلام لا يكون بليغا إلا إذا كان مطابقا لحال صاحبه وحال السامع أو القارئ نفسيا وفكريا   ومطابقا للموقف الذى يقال فيه فالكلام الموجه إلى العامة غير الموجه لأصحاب الفكر والثقافة – والحالة النفسية للأديب تؤثر فى اختيار الألفاظ وصياغة العبارة

المفهوم الحديث : هي التعبير عن المعنى الرفيع  الذى يحس به الأديب من فرح أو حزن أو إعجاب  بعبارة صحيحة لها فى النفس أثر جذاب  مع مراعاة الكلام م لمقتضى الحال 

عوامل تكوين الأديب البليغ

1-                      الاستعداد الفطري والموهبة الطبيعية والذوق الجميل.

2- دراسة قواعد اللغة ضماناً لسلامة التعبير وبعده عن الأخطاء.

3- الإطلاع علي التراث ( نثراً وشعراً) وحفظ الكثير منه.

4- القدرة علي النقد أي قدرته علي تمييز الجيد من الرديء في الأساليب.

5- مراعاة مقاييس الجمال التي وضعها العلماء للأسلوب الجيد من حسن اختيار الألفاظ وبناء العبارة وملائمة الكلام للموضوع.

أولاً : الأسلوب :
الأسلوب هو الطريقة التي يسلكها الكاتب ؛ لتوضيح ما يريد من معانٍ ، ونقل ما يريد من أفكار تأثرت بها نفسه وانشغل بها عقله.
س : ما أنواع الأسلوب ؟
جـ : أنواع الأسلوب :      (ا) أدبي . (ب) علمي . (جـ) علمي متأدب.
(أ) خصائص الأسلوب الأدبي :
1
- يخاطب العاطفة. 2- ألفاظه موحية . 3- تكثر فيه الصور والمحسنات.
4- الأفكار فيه ممتزجة بالعاطفة. 5- يعتمد على التأثير النفسي .
(ب) خصائص الأسلوب العلمي :
1
- يخاطب العقل 2- ألفاظه دقيقة و واضحة 3- تكثر فيه المصطلحات العلمية 4- لا أثر فيه لشخصية الكاتب .
( جـ) الأسلوب العلمي المتأدب :

هو أسلوب وسط بين الأدبي والعلمي ؛ وتكثر فيه الأفكار وتعرض في أسلوب أقل جفافا

التعبير الحقيقى والتعبير الخيالى ( المجازى )

أولا :التعبير الحقيقي :

هو التعبير الذي نستخدم الألفاظ في معانيها الحقيقية التى وضعت له .

مثل : العلم نافع       - الجندى شجاع     - الفتاة جميلة

 

ثانيا: التعبير المجازي ( الخيالي )

 

هو التعبير الذي نستخدم فيه الألفاظ في غير معانيها الحقيقية لعلاقة المشابهة أو غيرها.

اقتحم أسودنا خط بارليف.. تعبير مجازي

مثل :قال عنترة ( يا طائر البان قد هيجت أحزاني     وزدتني طربا يا طائر البان)

فهنا تخيل الشاعر أن الطائر إنسان يسمع النداء فالعلاقة هنا المشابهة.

 

 

الكلمة

التعبير الحقيقي

التعبير المجازي ( الخيالي )

العلم

العلم مفيد للإنسان

العلم مصباح يضئ الطريق

الجندى

الجندى المصرى شجاع

الجندى المصرى أسد فى الشجاعة

الفتاة

الفتاة جميلة

الفتاة قمر

المدرسة

قام تلاميذ المدرسة برحلة

قامت المدرسة برحلة

المعلم

المعلم يرشد الطلاب

المعلم مصباح للطلاب

المصرى

وقف المصرى شجاعا فى وجه الأعداء

وقف المصرى صخرة فى وجه الأعداء

السماء

السماء صافية

يا سماء الشرق أنت صافية

س : لماذا يستخدم الأدباء التعبير المجازي ؟
جـ : يستخدم الأدباء التعبير المجازي ؛ لإبراز عاطفتهم وتوضيح أفكارهم ، وللتأثير بالإمتاع والإقناع في نفوس السامعين أو القارئين .

تدريبات علي الأسلوب

 (1) عين فيما يأتي التعبير الحقيقي والتعبير المجازي :

1- رأيت اللاعب في النادي.                   2- رأيت عالماً سابحاً في علمه.

3- انتحر الظلم علي صخرة الحق.             4- أشرق فجر الحرية.

5- انقشع ليل الظلم.                            6- ركبت طائرة عملاقة.

7- شاهدت البدر مكتملاً.                       8- حطم المصري غرور الأعداء.

9- انتهي موسم الحصاد.                         10- بدأ موسم الفرح.

(2) استخدم الكلمات الآتية في أسلوب حقيقي مرة ومجازي مرة أخري :

( العلم – الظلم – الجهل – البدر – الكرم).

(3) عين الأسلوب الحقيقي والأسلوب المجازي في الأمثلة الآتية والفرق بينهما :

1- هذه الفرس سريعة جدا.

 - قال الشاعر في وصف الفرس :

إذا ما سابقتها الريحُ فرَّت       وألقت في يد الريح الترابا

2- المسلمون أمة واحدة.

 - قال الله تعالى" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "

 - رسول الله - قال صلى الله عليه وسلم – " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا "

3- قهرنا أعدائنا في حرب أكتوبر .

 - سقينا الأعداء في حرب أكتوبر كئوس الهزيمة والعار .

4- قال المتنبي : أعز مكان في الدنا سرج سابح    وخير جليس في الزمان كتاب

علوم البلاغة

علوم البلاغة :-      للبلاغة ثلاثة علوم هى :-

1- علم البيان : ويدرس دروس ( التشبيه – الاستعارة – الكناية – المجاز المرسل )

2-علم  البديع :0 ويدرس دروس ( الطباق – المقابلة – الجناس – التصريع – السجع – التورية إلخ )

3- علم المعانى : ويدرس دروس (– التقديم والتأخير – الإيجاز والإطناب والمساواة - القصر - الفصل والوصل-  الأساليب البلاغية - بناء الجملة والعبارة ....)

 

 

 

 

**من دروس علم البيان                1-    التشبيه

 تعريفه  :- هو عقد مشاركة بين شيئين ( المشبه والمشبه به) في صفة مشتركة تسمي ( وجه الشبه) وذلك بواسطة أداة تسمى ( أداة التشبيه).

 

أركان التشبيه:-    للتشبيه أربعة أركان هى :

1- المشبه   2-  المشبه به   ويسمي  (المشبه والمشبه به) طرفي التشبيه لا يمكن حذف أحدهما

3- أداة التشبيه                4   -  وجه الشبه ( الصفة المشتركة بين الاثنين )

 (1) مُشَّبه : وهو الموضوع المقصود بالوصف ؛ لبيان قوته أو جماله ، أو قبحه .

(2) مُشَبَّه به : وهو الشيء الذي جئنا به نموذجاً للمقارنة ؛ ليعطي للمشبه القوة أو الجمال ، أو القبح ، ويجب أن تكون الصفة فيه أوضح وأقوى .

(3) ووجه الشبه : وهو الوصف الذي يُستخلص في الذهن من المقارنة بين المشبه و المشبه به ، أو هو الصفة المشتركة بين الطرفين المشبه و المشبه به .

(4) وأداة التشبيه : هي الرابط بين الطرفين .

أدوات التشبيه

1 - قد تكون حرفاً ، كـ (الكاف - كأنَّ) .

2 - قد تكون اسماً ، كـ (مثل - شبه - نظير ... ) .

3 - قد تكون فعلاً ، كـ (يحاكي - يشبه – يماثل -  يناظر – يضارع ...) .

  مثال  :-   محمد كـ   الأسد    في الشجاعة

: العلم كالشمس ينير الطريق

الشَّعر مثل الليل مسود   

الجندى يحاكى الأسد فى الشجاعة

 

مشبّه

أداة تشبيه

مشبّه به

وجه الشبه

محمد

كـ

الأسد

في الشجاعة

العلم

ك

الشمس

ينير الطريق

الشَّعر

مثل

الليل

مسود

الجندى

يحاكى

الأسد

فى الشجاعة

 

أنواع التشبيه :

 التشبيه ينقسم إلى خمسة  أنواع هى :-  

 1-  تشبيه مفصل              2  – تشبيه  مجمل       3    تشبيه  بليغ

  4     تشبيه تمثيلي            5 –  تشبيه  ضمني

أولاً :التشبيه المفصل :-

هو ما ذكر فيه أركان التشبيه الأربعة :

مثل : العلم ينير الطريق كالشمس

العلم( مشبه ) وينير ( وجه الشبه ) والأداة ( الكاف ) والشمس( المشبه به ).

مثل: الشَّعر مثل الليل مسود    -  الجندى يحاكى الأسد فى الشجاعة

ثانياً : التشبيه المجمل :- هو ما ذكر فيه ثلاثة أركان للتشبيه

وهو علي طريقتين إما حذف أداة التشبيه أو حذف وجه الشبه :

1- حذف أداة التشبيه : المؤمن أسد في القوة

      مثل: الإسلام شمس في الهداية

( الإسلام ) مشبه و( شمس ) مشبه به و( الهداية ) وجه الشبه.

2- حذف وجه الشبه : المصري كالأسد       -  العلم مثل النور

( العلم ) مشبه و( الكاف ) الأداة و( النور ) مشبه به.

ثالثاً : التشبيه البليغ : -

هو التعبير الذي حذف منه أداة التشبيه ووجه الشبه معاً ويأتي علي عدة صور:

ملحوظة :- لايجوز حذف المشبه والمشبه به من التشبيه نهائيا وإلا خرج  من التشبيه إلى الا ستعارة

صور التشبيه البليغ :-

1- صورة المبتدأ والخبر : العلم  نور- الجهل والظلم ظلام –    الصوم جُنة

( العلم ) مشبه و(نور) مشبه به  ( وهما مبتدأ  وخبر )

الحياة التي نعيشها كتاب مفتوح للأذكياء

2- صورة الحال وصاحبها : وقف الجندي صخرة أمام العدو- تألق الشاعر نجمًا

(الجندي) مشبه و (صخرة) مشبه به وتعرب حالا

3- صورة المفعول المطلق : أسرع اللاعب إسراع الفهد – ألقيت القصيدة إلقاء الشاعر- انطلق الجندى انطلاق الأسد

(أسرع) مشبه , (إسراع) مشبه به ويعرب مفعولا مطلقا

4- إضافة المشبه إلي المشبه به : الله يهدي الضال بنور العلم- لبست ثوب العافية – ذاق الطفل ذل اليتم  ظلام الجهل- حبال الهوى – كتاب الحياة – كأس النجاح

(نور) مشبه به , ( العلم) مشبه

5 - اسم إن وخبرها : مثل : إنك شمس

الركنان الأساسيان في أركان التشبيه الأربعة هما : (المشبه والمشبه به) ، وإذا حُذِفَ أحدهما أصبحت الصورة استعارة ؛ فالاستعارة تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه .

- أما أداة التشبيه ووجه الشبه فهما ركنان ثانويان حذفهما يعطي التشبيه جمالاً أكثر وقوة .

 

ثانياً : التشبيه المركب       
ô أنواع التشبيه المركب :        4 - التشبيه التمثيلى

  هو تشبيه صورة بصورة أوهيئة يهيئة ولا يكون وجه الشبه فيه مفردا بل صورة منتزعة من أشياء متعددة . مثلا: يدخل الطلاب الصف كتدفق السيل.

فقد شبهنا الطلاب بالماء، وحركتهم وتموجهم بحركة الماء وتموجه، ولا ننسى أن المشبه عدة صور فهناك طلاب وهناك صف وهناك المدخل أو الباب ويدخل فيه الطلاب

ôمثل : قول الله تعالى :
 (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ )  .
شبه الله سبحانه وتعالى هيئة الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ابتغاء مرضاته ويعطفون على الفقراء و المساكين بهيئة الحبة التي أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ، والله سبحانه وتعالى يضاعف لمن يشاء .ووجه الشبه ليس صفة واحدة بل صورة وهيئة منتزعة من عدة صفات وهى أن الشئ القليل إذا وضع فى المكان المناسب نما وتكاثر وزاد أضعافا مضاعفة
ôقال تعالى في شأنِ اليهود :
(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ...)
حيث شبهت الآية حالة وهيئة اليهود الذين حُمَّلوا بالتوراة ثم لم يقوموا بها ولم يعملوا بما فيها بحالة الحمار الذي يحمل فوق ظهره أسفاراً (كتباً)، فهي بالنسبة إليه لا تعدو(لا تتجاوز) كونها ثقلاً يحمله ووجه الشبه (الهيئة الحاصلة من التعب في حمل النافع دون فائدة..)

*مثال  قوله تعالى " مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح فى يوم عاصف "

            فهو تشبيه لحالة الكفار وأعمالهم الباطلة التي لا فائدة لها بحال الرماد الذي يتطاير فى يوم عاصف ووجه الشبه هنا صورة منتزعة من عدة أشياء وهى أن الشئ بفائدته وليس بكثرته

*مثال قوله تعالى :-    مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى

            فهو يشبه حال المؤمنين فى ترابطهم وتعونهم ووحدة مشاعرهم بحال الجسد إذا تألم منه عضو شاركته بقية الأعضاء فى الألم ووجه الشبه هنا صورة منتزعة من عدة أشياء وهى المشاركة

* و كقول علي الجارم في العروبة :
توحّد حتى صار قلباً تحوطه  *    قلوب من العُرْب الكرام وأضلع
حيث شبه هيئة الشرق المتحد في الجامعة العربية يحيط به حب العرب وتأييدهم بهيئة القلب الذي تحيط به الضلوع ووجه الشبه الاتحاد والتكاتف

     وقال بشار بن برد في وصف المعركة :

كأن مثار النقع فوق رؤوسهم              وأسيافنا ليل تهوى كواكبه 

  فنجد أن الشاعر بشار بن برد يأتينا بصورة تخييلية يشبه لنا فيها صورة الغبار المتصاعد في أجواء المعركة – ولونه أسود – بينما تلمع السيوف وسطه - بيضاء مشرقة متهاوية – فوق رؤوس الأعداء .يشبه هذه الصورة بصورة أخرى أخرى مماثلة هي صورة الليل – الدامس المظلم  الذي راحت كواكبه تتهاوى –  بيضاء ساطعة ..فوجه الشبه هنا مأخوذ من أمور متعددة هي:صورة الظلام والبياض والإشراق معا 

     المشبه : الغبار المثار في معمعة القتال يثيرها الجنود من راجل وفارس ، والسيوف اللامعة بأيدي المقاتلين وهي تسقط على رقاب الأعداء .

المشبه به : ليل دامس الظلام تتهاوى فيه أجرام سماوية لامعة تخطف الأبصار .

وجه الشبه : سقوط الشيء اللامع في جوانب شيء مظلم وتظهر الحركة فيها .

قال الشاعر يصف الشمس حين طلوعها :

ولاحت الشمس تحاكي عند مطلعها       مرآة تبر بدت في كف مرتعش

الشاعر يشبه الشمس أثناء بزوغها – وهي تبدو حمراء لامعة –  بمرآة ذهبية حمراء ،وهي تضطرب في كف مرتعشة.

فلو تلمسنا وجه المشبه لما رأيناه مفردا في كلمة واحدة – الحال في التشبيهات السابقة – وإنما نراه ممثلا في صورة منتزعة في أمور متعددة.

فوجه الشبه هنا ليس هو اللمعان فقط ، ولا اللون الأحمر فقط ،ولا الاضطراب فقط ، وإنما هو صورة مركبة من اللون الأحمر الذهبي اللامع المضطرب معا ، وفي وقت واحد

2- قال المتنبي يصف جيشا لسيف الدولة :

*مثال:-    يهزُّ الجيشَ حوَلكَ جانبيهِ   ***    كما نفضتْ جناحيها العقابُ

المشبه : الجيش المكون من ميمنة وميسرة يتحركان على جانبي سيف الدولة وفق أوامره يضطربان وفق تضاريس الأرض.

المشبه به : العقاب الذي يملك جناحين قويين يتحركان بكل قوة ومرونة وفق حاجة العقاب يمينا ويسارا .وجه الشبه : القوة والعظمة والقدرة على السيطرة والتحكم لتحقيق الهدف المنشود .

قال ابن الرومي:

ما أنس لا أنس خبازا مررت به      ***      يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر

ما بين رؤيتها في كفه كرة           ***        وبين رؤيتها قوراء كالقمر

إلا بمقدار ما تنداح دائرة             ***        في صفحة الماء ترمي فيه بالحجر.

المشبه : حال عجينة الرّقاقة في يد الخبّاز؛ تكون في أول أمرها كرة صغيرة ثم تنبسط وتستدير بسرعة.

المشبه به : حال دائرة في الماء ناشئة من إلقاء حجر فيه؛ تكون في أول أمرها صغيرة ثم تنداح سريعا.

وجه الشبه: صورة شيء يبدو في أول أمره صغيرا مستديرا ثم يأخذ في الاتساع والانبساط وشيكا.

 

أمثله آخرى للتشبيه التمثيلى

·       كأنهم والأعادي نصب أعينهم      سيل يفيض على أعدائهم عرم

·       كأنّك شمس والملوك كواكب       إذا طلعت لـم يبد منهنّ كوكب‏

                                  5 - التشبيه الضمنى

وهو تشبيه خفي لا يأتي على الصورة المعهودة ولايُصَرح فيه بالمشبه و المشبه به ، بل يُفْهم ويُلْمح فيه التشبيه من مضمون الكلام ، ولذلك سُمّي بالتشبيه الضمني ، وغالباً ما يكون المشبه قضية أو ادعاء يحتاج للدليل أو البرهان ، ويكون المشبه به هو الدليل أو البرهان على صحة المعنى .
باختصار التشبيه الضمني قضية وهي (المشبه) ، والدليل على صحتها (المشبه به) .
ôمثل : قال المتنبي في الحكمة :
                  من يهُن يسهُل الهوان عليه       مـا لجُـرحٍ بميّت إيـلامُ
ما سبق نلمح فيه التشبيه ولكنه تشبيه على غير المتعارف ، فهو يشبه الشخص الذي يقبل الذل دائماً ، وتهون عليه كرامته ، ولا يتألم لما يمسها ، بمثل حال الميت فلو جئت بسكين ورحت تقطع أجزاء من جسده ما تألم ولا صرخ ولا شكى ولا بكى ؛ لأنه فقد أحاسيس الحياة ، وبذلك يكون الشطر الثاني تشبيهاً ضمنياً ؛ لأنه جاء برهاناً ودليلاً على صحة مقولته في الشطر الأول.
ô قال ابن الرومي :
      قَدْ يَشِيب الْفَتَى وَلَيْسَ عجيباً     أَنْ يُرَى النَّورُ فِى الْقَضِيبِ الرَّطيبِ                                          (النور : الزهر الأبيض -  القضيب : الغصن)
يقول الشاعر : إن الشاب الصغير قد يشيب قبل أوان الشيب ، وهذا ليس بالأمر العجيب، وليدلل على صحة مقولته أتى لنا بالدليل و هو أن الغصن الغض الصغير الذي مازال ينمو قد يظهر فيه الزهر الأبيض، فهو لم يأْت بتشبيه صريح ولم يقل : إن الفتى وقد وخطه الشيب كالغصن الرطيب حين إزهاره ، ولكنه أتى بذلك ضمناً .

*كقول أبى فراس الحمدانى: -

 تهون علينا فى المعالى نفوسنا    ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر

فهو شبه حالهم فى طلب المعالى واسترخاص كل شئ فى سبيلها حتى النفوس بحال من يخطب الحسناء فلا يضن عليها بكثرة المهر مهما بلغ

كقول المتنبي :

مثال  :-     وما أنا منهم بالعيش فيهم        ولكن معدن الذهب الرغام

لما ادعى أنه ليس منهم مع إقامته بينهم، وكان ذلك يكاد يكون مستحيلا في مجرى العادة، ضرب لذلك المثل بالذهب، فإن مقامه في التراب، وهو أشرف منه

مثال :   -    لا تنكري عطَل الكريم من الغنى       السيل حرب للمكان العالي

يريد الشاعر أن يقول لمن يخاطبها : لا تنكري خلو الرجل الكريم من الغني ، فإن ذلك ليس غريباً ، لأ قمم الجبال - وهي أعلى الأماكن - لا يستقر فيها ماء السيل .

أمثلة على التشبيه الضمنى :-

·      ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها     إن السفينة لا تجرى على اليابس

·      (1) قال البحترى :

·      ضَحوكٌ إلى الأَبطال وهْوَ يَروعُهم       وللسَّيفِ حدٌّ حين يسْطُو وروْنَقُ

·      (2) وقال المتنبي :

·      ومن الْخَيْرِ بطءُ سَيْبِكَ عنِّى          أَسْرَعُ السُّحْبِ فى المسِيرِ الْجَهَام

·      (3) وقال :

·      لاَ يُعْجِبَنَّ مَضِيماً حُسنُ بِزّتِه        وهلْ يروق دَفيناً جوْدة الكَفَن

·      (4) وقال : ومَا أَنا مِنْهُمُ بالعَيشِ فيهمْ         وَلكِنْ معْدِن الذهبِ الرَّغامُ

·       (5) وقال أبو فراس : سَيذْ كُرنى قَوْمى إِذَا جدَّ جِدُّهمْ     وفِى اللَّليْلَة الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ الْبَدْر

·      تَزْدَحِمُ القُصَّادُ فِى بابِهِ           والمنْهلُ العَذْبُ كثيرُ الزحام

·      قال أَبو الطيب : 

·       فإِنْ تَفقِ الأَنام وأَنت مِتْهمْ       فإِنَّ المسْكَ بعضُ دمِ الغَزال

 

·     
% تذكر :  

التشبيه الضمني لا تذكر فيه أداة التشبيه أبداً ، بينما التشبيه التمثيلي غالباً تذكر فيه أداة التشبيه " مثل " .
ô سر جمال التشبيه: (التوضيح أو التشخيص أو التجسيم) .

 

                                 أغراض التشبيه

1  - التشخيـــص  : إذا كان المشبه جماد أو غير عاقل والمشبه به إنسان.أي أعطى صفة الإنسان لما ليس بإنسان .

مثل: تتلألأ الزهرة كعروس ليلة زفافها. 

شبهت الزهرة بعروس ليلة زفافها هذا تشبيه مجمل وسر جماله . أو الغرض منه التشخيص

2 ) التجسيـــــم :

 إذا كان المشبه شئ معنوي (غير مادي) والمشبه به شيء مادى محسوس.

مثل: العلم نور. شبه العلم بالنور . هذا تشبيه بليغ وسر جماله أو الغرض منه التجسيم.

3 ) التوضيـــــــح :

 إذا لم يكن هناك تجسيم أو تشخيص. ويكون التوضيح لبيان صفة المشبه و حاله .

مثل:  كأنك شمس والملوك كواكب  *   إذا طلعت لم يبد منهم كوكب

هذا تشبيه تمثيل وسر جماله أو الغرض منه توضيح وبيان حال الممدوح بالنسبة إلى غيره من الملوك0

                                                      تدريبات
ôبيِّن نوع التشبيه فيما يأتي :
1- قال الله تعالى : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً)
10 - كأنّك شمس والملوك كواكب   *  إذا طلعت لـم يبد منهنّ كوكب‏
11 - كأنّ مشيتها مـن بيت جارتها   *   مـرُّ السحابة لاريث ولا عجل‏
12 - العلم في الصغر كالنقش في الحجر .
13 - قالَ رسولُ الله - 
صلى الله عليه وسلم  -: " مَثَلُ المؤمنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِم كَمَثَلِ الْجَسَدِ ، إذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لهُ سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى ".
.22- كأنهم والأعادي نصب أعينهم   *    سيل يفيض على أعدائهم عرم
23- قال الفرزدق : والشَّيْبُ ينْهضُ في الشبابِ   *   كأنَّهُ ليلٌ يصيحُ بِجَانِبَيْهِ نَهـارُ
24-للأعشى : غَراءُ فَرعاءُ مَصْقولٌ عَوارِضها    *   تَمشي الهُوَيْنا كما يَمشي الوجي الوَحِلُ
25 - قال أبو فراس : سَيذْ كُرني قَوْمي إِذَا جدَّ جِدُّهمْ      *   وفِى اللَّليْلَة الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ الْبَدْر
.

شكرا لتعليقك