pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


اذاعة عن حرب اكتوبر

  بسم الله الرحمن الرحيم 

صباح الخير يا مصر     يا أحلي 3 الوان و نسر     يا جنة في أرض ربي في وسط الدنيا قصر
صباح العزة و الأصالة        صباح الحرية و الكرامة                صباح النصر عليكى يا مصر
السيده المربيه الفاضله مديره المدرسة .... معلمينا الأجلاء ... زملائي و زميلاتي
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته      مع إشراقة صباح جديد و يوم حافل بالعلم المفيد نحييكم ويسعدنا أن نقدم برنامجنا الاذاعي لهذا اليوم
سيظل شهر اكتوبر يذكرنا بأعظم الذكريات، ذكريات النصر الكبير، ذكريات استرداد الكرامة المصرية والعربية، ذكريات البطولات والتضحيات، شهر التوحد والانصهار بين كل المصريين من اجل استرداد الارض المحتلة، وتلقين العدو الاسرائيلي العبر والدروس من المصريين والعرب الذين ساندوا ودعموا مصر في هذه الحرب
يا قارئ القرآن داوِ قلوبنا ......                              . بتلاوةٍ تزدانُ بالتجويد
إقرأ لعل الله يوقظ غافلاً من قومنا ..                         .. ويلينُ قلب عنيد
وخيرُ بداية لكل بداية آيات عطرة من كتاب الله الكريم تتلوها على مسامعك الطالبه ...........
صدق الله العظيم و بلغ رسوله الكريم و نحن علي ذلك من الشاهدين و من الشاكرين
العظماء مائة أعظمهم محمد ( صلى الله عليه و سلم ) هكذا قال أحد المستشرقين و ثان فقراتنا و الحديث الشريف و الطالب /.............
يرفرف العلم المصري الحبيب في كل مكان.. احتفالا بالذكري الأربعين لنصر أكتوبر العظيم.. يجسد العلم الذي رفعه أبناء القوات المسلحة الأبطال علي الضفة الشرقية للقناة منذ أربعين عاما.. كل معاني العزيمة والإرادة والانتصار.. وهو النصر الذي غير تاريخ المنطقة..
هل تهتم بما يدور حولك ؟       هل فاتك سماع الأخبار ؟           تابع معنا ولا تقلق
هذه جولتنا الإخبارية (عالمية - محلية – بيئية – مدرسية) الجولة الإخبارية يصحبكم فيها الطالب 
ولكل صباح كلمة نبحر لكم فيها في موانئ المعرفة والعلوم وكلمة الصباح والطالب/...........

أحببنا أن نحضر معنا كلمات عسى أن تاخذ مقعدها في آذانكم . و فائدتها في قلوبكم .. لتكون نبراس يومكم هذا.... والآن مع كلمة الرئيس الراحل السادات فى حرب اكتوبر  والطالب /

ا سرع كلمة هي الوقت و أجمل كلمة هي الوطن و أعز كلمة هي الله عز و جل والآن مع الكلمة والطالب / .....................
لماذا تم إختيار يوم السادس من أكتوبر تحديداً تجيب علينا الطالبه         عن هذا السؤال

أخيراً لكم شكري واعتزازي ونسأل اله العظيم أن يوفقنا جميعا و نتمني لكم يوماً دراسياً موفقا ً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إذاعة مدرسية كاملة عن حرب اكتوبر 1973 م


مقدمة البرنامج


 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي أفضل المرسلين سيدنا محمد سيد الاولين والاخرين
مع إشراقة صباح جديد و يوم حافل بالعلم المفيد نحييكم ويسعدنا أن نقدم برنامجنا الاذاعي لهذا اليوم
سيظل شهر اكتوبر يذكرنا بأعظم الذكريات، ذكريات النصر الكبير، ذكريات استرداد الكرامة المصرية والعربية، ذكريات البطولات والتضحيات
شعبنا الحر الذي كان طعينا                طاوي الصدر علي الجرح سنينا
عاد عملاقا  قويا  شامخا                  عالي  الرايات  لا يحني  الجبينا
حينما اطلق فرسان الحمي                 يكتبون المجد في صفحه سينا
حينما قيل اعبروا فاندفعو                  يصنعون الفجر والنصر المبينا
*  أولى فقراتنا ( القرآن الكريم   والطالبة /
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216 ) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 217) )
يا اخي الزاحف بالارض الحبيبه          مرجعا للام سيناء الحبيبه
قد محوت العار عن اعراضنا             بازلا روحك للمجد ضريبه
ساعه التحرير دقت فاذا                   كل فرد صار في الجيش كتيبه
انه البعث يدوي صوته                    وبنود النصر تعلونا مهيبه
ومع الحديث الشريف والطالبة /
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما في الأرض من شيء إلا الشهيد, يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات, لما يرى من الكرامة )) رواه البخاري ومسلم
ومع الكلمة والطالبة /
الضربة الجوية الأولى 1
 * وفى الساعة التاسعة والنصف صباح يوم 6 أكتوبر دعا اللواء محمد حسنى مبارك قادة القوات الجوية إلى اجتماع عاجل فى مقر قيادته وألقى عليهم التلقين النهائى لمهمة الطيران المصرى ، وطلب منهم التوجه إلى مركز العمليات الرئيسى كى يأخذ كل منهم مكانه هناك استعداد لتنفيذ الضربة الجوية المنتظرة التى كان نجاحها يعنى نجاح خطة المفاجأة المصرية وبدء معركة التحرير . وفى الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر انطلقت أكثر من 200 طائرة مصرية من 20 مطارا وقاعدة جوية فى مختلف أرجاء أنحاء الجمهورية . وعن طريق الترتيبات الدقيقة والحسابات المحكمة التى أجرتها قيادة القوات الجوية تم لهذا العدد الضخم من الطائرات عبور خط المواجهة على القناة فى لحظة واحدة على ارتفاعات منخفضة جدا ، وكانت أسراب المقاتلات القاذفة والقاذفات المتوسطة تطير فى حماية أسراب المقاتلات ، وقد استخدمت فى الضربة التى تركزت على الأهداف الإسرائيلية الحيوية فى عمق سيناء طائرات طراز ميج 17 وميج 21 وسوخوى 7 وسوخوى 20 ، وفى الساعة الثانية وعشرين دقيقة عادت الطائرات المصرية بعد أداء مهمتها خلال ممرات جوية محددة تم الاتفاق عليها بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوى من حيث الوقت والإرتفاع
هذا وقد نجحت الضربة الجوية فى تحقيق أهدافها بنسبة 90 % ولم تزد الخسائر على 5 طائرات مصرية ، وكانت نتائج الضربة وفقا لما ورد فى المراجع الموثوق بصدقها هى شل ثلاثة ممرات رئيسية فى مطارى المليز وبير تمادا بالإضافة إلى ثلاث ممرات فرعية وإسكات حوالى 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز هوك وموقعى مدفعية ميدان ، وتدمير مركز القيادة الرئيسى فى أم مرجم ومركز الإعاقة والشوشرة فى أم خشيب وتدمير إسكات عدد من مراكز الإرسال الرئيسية ومواقع الرادار
وقد اشتركت بعض القاذفات التكتيكية ( إل 28 ) فى الضربة الجوية وركزت قصفها على حصن بودابست الإسرائيلي ( من حصون بارليف ، ويقع على الضفة الرملية شرق مدينة بور فؤاد )ـ
وكان من المقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو يوم السادس من أكتوبر قبل الغروب ، ولكن نظرا لنجاح الضربة الأول فى تحقيق كل المهام التى أسندت إلى القوات الجوية لذا قررت القيادة العامة إلغاء الضربة الثانية
وقد اضطرت القيادة الإسرائيلية الجنوبية فى سيناء إلى استخدام مركز القيادة الخلفى بعد ضرب المركز الرئيسى فى أم مرجم ، كما أصبح مركز الإعاقة والشوشرة فى العريش هو المركز الوحيد المتبقى لإسرائيل فى سيناء بعد تدمير مركز الإعاقة والشوشرة فى أم خشيب)
النابالم 1 سائل
هو مستحضر من سوائل قابلة للاشتعال، تغلب عليه صفة البنزين الهلامي وهي مادة رافضة للماء ومقاومة للبلل، مما يجعلها عسيرة على الإطفاء ويستخدم سلاحاً في الأعمال القتالية . والنابالم مادة كثيفة تشكل عند مزجها بالبنزين هلاماً لزجاً سريع الاشتعال بطيء الاحتراق يلتصق بالسطوح، وتصل درجة حرارته إلى أكثر من 1100ْمئوية. ويستخدم في قاذفات اللهب والقذائف الحارقة وقنابل الطائرات  ابتكر النابالم في الولايات المتحدة على يد فريق من أساتذة جامعة هارفرد بإشراف لويس فيزر  و تنفجر قنبلة النابالم الساقطة من السماء وتلتهب وتنثر النابالم المحروق على نطاق واسع. ويلتصق البنزين الهلامي بكل شيء يمسه ويحرقه بشدة. ويسبب النابالم الموت من جراء الحروق والاختناق. كما تستعمل قاذفات اللهب التي يحملها جنود المشاة قنابل النابالم
إضافة إلى أن تميز الوقود المكثف بالارتداد عن السطوح يزيد من تأثير النابالم في المناطق المعمورة. وهناك نوعان من النابالم: نابالم ذو مكثِّف يقوم على صابون الألمنيوم ومكثف تعددي polymeric أساسه الزيت. ويحترق لمدة 15ـ30 ثانية يستمر احتراق النابالم «ب» مدة تزيد على 10 دقائق مشكلاً فقاعات نارية أقل عدداً، تلتصق على السطوح، وتؤدي إلى نتائج تدميرية أكبر.
تصل درجة حرارة احتراق النابالم إلى أكثر من 1200ْمئوية ويمكن إضافة مواد أخرى لتحسينه مثل
مسحوق الألمنيوم ، أو الفسفور أو المغنيزيوم
الأضرار :
إن أضرار الإصابة بالنابالم ليست محصورة بحرق جسد المصاب بها فقط ، وإن كان ذلك هو التأثير الأكبر لها ، والحروق التي تسببها النابالم لا تكون من الدرجة الأولى - أي الطفيفة - بل تشكل حروق الدرجة الثانية والثالثة ما نسبته 15% من الإصابات، في حين تشكل حروق الدرجة الرابعة ما نسبته 75%، أما الدرجة الخامسة فتشكل 10% من نسبة الإصابات، كما أنها تحرق مساحات كبيرة من جلد المصاب، حيث وصلت نسبة ما حُرق من الجلد عند 25% من المصابين بالنابالم في الحرب الفيتنامية إلى 100%، وفرصة النجاة لمثل هؤلاء تعد معدومة بالمقاييس الطبية.
وأضرار قنابل النابالم تتعدى الحروق - وإن كانت هي الأضرار الرئيسة كما ذكرنا - فمن الآثار الملازمة للإصابة:
1- تسمسم الجهاز التنفسي بـ "أول أوكسيد الكربون" والذي ينتج عن احتراق مكونات القنبلة، مما يشعر المصاب أولاً بضيق في التنفس ثم يسقط مغشياً عليه أخيراً، ليموت مختنقاً إن لم يمت محروقا. وأولئك الذي يستنشقون الدخان الناتج عن النابالم ولا يحاولون تجنبه غالباً ما يتعرضون لحروق في القصبة الهوائية.
الإصابة غالباً بفقر الدم  3- تتأثر تركيبة عظام المصاب  4- ضعف في الذاكرة.2-
المهندسون العسكريون فى حرب أكتوبر 1973م
فى الساعة 1420 من السادس من أكتوبر عبرت الموجة الأولى من القوات المهاجمة قناة السويس ومعها عناصر من المهندسين العسكريين لتأمين مرور المترجلين فى حقول الألغام المعادية ، ثم عادت القوارب لتنقل الموجات التالية
وجدير بالذكر أنه خلال ساعتين من انطلاق الشرارة الأولى كان حجم قوات المهندسين العسكريين التى عبرت القناة ، والتى راحت تعمل فوق سطح الساتر الترابى وفوق صفحة القناة قد تجاوز الخمسة عشر ألف مقاتل من المهندسيين العسكريين من مختلف التخصصات
وفى الموجة الثانية عبرت ثمانون وحدة هندسية فى قواربهم الخشبية بالأفراد والمضخات والخراطيم وخلافها من مهمات فتح الممرات فى الساتر الترابى
كان رجال المهندسين يعملون تحت تهديد نيران العدو ، بينما وجوههم وأجسامهم مغطاة بالطين ، والمضخات التى سميت مدافع المياه فى أيديهم يشقون الساتر الترابى . لقد استخدموا 350 مضخة مياه فى مواجهة الجيشين ( الثانى والثالث ) للقيام بهذا العمل ، وكلما سقط شهيد او جريح منهم حل محله مقاتل آخر فورا واستمر العمل
تمكن هؤلاء الرجال من فتح أكثر من ثلاثين ممرا خلال عدة ساعات منذ بدء القتال ، يتهايل من كل ممر ـ فتحة ـ 1500 متر مكعب من الرمال ، واستمروا فى عملهم حتى فتحوا باقى الممرات المطلوبة وعندما وصل عدد الممرات التى تم إنجاز العمل فيها إلى ستين ممرا ، كان المهندسون قد قاموا بتجريف 90 ألف متر مكعب من الرمال
وبدأ رجال المهندسين فى إنشاء الكبارى فى المواقع المحددة لها على القناة وكما كان النجاح فى فتح الممرات فى الساتر الترابى أمرا ضروريا لتشغيل المعديات وإنشاء الكبارى ، فقد كان إنشاء الكبارى أمرا محتما لنجاح العملية الهجومية ومن هنا عمل وحدا ت المهندسين سواء لفتح الممرات أو إنشاء الكبارى من أهم وأخطر مراحل الاقتحام والهجوم
لم يقتصر الأمر على إنشاء الكبارى الثقيلة بل أقام المهندسون طبقا للخطة عددا مماثلا من الكبارى الخفيفة لعبور العربات الخفيفة عليها وفى نفس الوقت تجذب نيران مدفعية العدو وقنابل وصواريخ طائراته بعيدا عن الكبارى الثقيلة ..... نجح رجال المهندسين فى إنشاء أول كوبرى ثقيل فى حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء أى بعد حوالى ست ساعات من بدء الاقتحام . وفى حوالى الساعة العاشرة والنصف أى بعد ثمانى ساعات من بدء الاقتحام كان المهندسون قد أتمموا انشاء ثمانية كبارى ثقيلة وأربعة كبارى خفيفة ، كما قاموا ببناء وتشغيل ثلاثين معدية وأصبحت قواتنا تتدفق عليها شرقا ، بينما تعمل وحدات إنشاء الكبارى باقصى طاقتها ، إلى ان أصبح لدينا فيما بعد عشرة كبارى ثقيلة وعشرة كبارى خفيفة وكان إنجازا عظيما لوحدات المهندسين يوم 6 أكتوبر

  كلمة عن خط  بارليف
هو سلسلة من التحصينات الدفاعية التي كانت تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس. بُني خط بارليف من قبل إسرائيل بعد احتلالها لسيناء بعد حرب 1967، كان الهدف الأساسي من بناء الخط هو تأمين الضفة الشرقية لقناة السويس ومنع عبور أي قوات مصرية إليها.
التسمية]
سمي الخط بذلك الاسم نسبة إلى حاييم بارليف القائد العسكري الإسرائيلي، وقد تكلف بناؤه حوالي 500 مليون دولار.
التوصيف والتجهيزات]
تميز خط بارليف بساتر ترابي ذو ارتفاع كبير - من 20 إلى 22 مترا - وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، كما تميز بوجود 20 نقطة حصينة تسمى "دشم" على مسافات تتراوح من 10 إلى 12 كم وفي كل نقطة حوالي 15 جندي تنحصر مسؤليتهم على الإبلاغ عن أي محاولة لعبور القناة وتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التي تحاول العبور. كما كانت عليه مصاطب ثابتة للدبابات، بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف في حالة استدعائها في حالات الطوارئ. كما كان في قاعدته أنابيب تصب في قناة السويس لإشعال سطح القناة بالنابالم في حالة محاولة القوات المصرية العبور،..
وكل نقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية معقدة وتتكون من عدة طوابق وتغوص في باطن الأرض ومساحتها تبلغ 4000 متراً مربعا وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة، وكل دشمة لها عدة فتحات لأسلحة المدفعية والدبابات، وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائري إذا ما سقط أي جزء من الأجزاء المجاورة، ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى سلكيا ولاسلكيا بالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكة الخطوط المدنية في إسرائيل ليستطيع الجندي الإسرائيلي في خط بارليف محادثة منزله في إسرائيل.
وبسبب كل ما سبق، لم يكن يخطر ببال قادة إسرائيل أن العرب يمكنهم تدمير هذا الخط الحصين، بل إن بعض الخبراء العسكريين الغربيين بعد دراستهم لتحصينات خط بارليف والمانع المائي الذي أمامه وهو قناة السويس، قالوا: إنه لا يمكن تدميره إلا إذا استخدمت القنبلة الذرية.
إلا أنه بعد العبور العظيم في 6 أكتوبر، وقف قادة إسرائيل في ذهول بعد أن دمر هذا الخط الدفاعي خلال ساعات وتبرأ موشى ديان منه: "إن هذا الخط كان كقطعة الجبن الهش اللواء المهندس باقي زكي يوسف الذي حطم أسطورة خط بارليف فهو صاحب فكرة استخدام المياه في فتح الساتر الترابي تمهيدا لعبور القوات المصرية إلى سيناء. هذه الفكرة رغم بساطتها أنقذت 20 ألف جندي مصري علي الأقل من الموت المحقق

إنشاء المعديات والكبارى فى حرب أكتوبر 1973م
لم يكن لدى سلاح المهندسين عقب حرب يونيو 1967 سوى عدد محدود من الكبارى السوفيتية الصنع وهى الكبارى الثقيلة من طراز تى بى بى لعبور الدبابات وجرارات المدافع والصورايخ والكبارى الخفيفة ال بى بى لعبور المركبات الخفيفة الحركة ، وكانت هذه الكبارى بنوعيها من الطراز القديم الذى سبق استخدامه فى الحرب العالمية الثانية والتى يستغرق تركيبها ما لا يقل عن خمس ساعات ، ولم يحاول السوفيت إمداد سلاح المهندسين بالكبارى البرمائية الحديثة التى لا يستغرق تركيبها أكثر من ساعة ونصف الساعة ولم تكن كمية الكبارى التى فى حوزة سلاح المهندسين تزيد على نصف الكمية اللازمة لعبور الجيشين الثانى والثالث
ولكن مخازنه كانت تضم عددا من الكبارى الإنجليزية الصنع من طراز بيلى سبق الاستيلاء عليها من مخازن القاعدة البريطانية بقناة السويس عقب العدوان الثلاثى عام 1956 ونظر لأنها كانت مصممة للاستخدام فى الخطوط الخلفية وكان تركيب الكوبرى الواحد منها يستغرق 24 ساعة لذلك لم يكن فى الإمكان من الناحية التكتيكية استخدامها فى عملية عبور القناة
وعلى أثر دراسات تمت على أعلى مستوى من الفكر الهندسى أمكن تحويل كبارى البيلى الإنجليزية الثقيلة إلى كبارى اقتحام لا يستغرق تركيبها أكثر من بضع ساعات ..... ونتيجة لذلك أصبحت الكبارى التى يمتلكها سلاح المهندسين يتكون ثلثها من طراز سوفيتى الصنع ، وثلثها من طراز إنجليزى الصنع ، فى حين كان الثلث الآخر صناعة مصرية خالصة
وكانت المعديات مصممة للانتقال ما بين الشاطئين عن طريق جرها باللنشات .. وكانت المعديات مخصصة كى تستخدم فى نقل الدبابات والأسلحة الثقيلة ذات الأسبقية الأولى إلى الشاطىء الشرقى للقناة بعد إتمام فتح الثغرات فى الساتر الترابى وقبل ساعتين من موعد البدء فى تشغيل الكبارى ، وبعد إتمام تشغيل الكبارى كانت المعديات مصممة كوسيلة معاونة تبادلية لها

كيف نجح الجيش المصرى فى سد انابيب النابالم فى حرب اكتوبر 1973م 
كانت من اهم اجزاء الخطة تلك المتعلقة بإفساد انابيب ضخ المواد الملتهبة "النابلم"والتى اقامها الاسرائيليون على شاطئ القناة وقد صممت هذه الاجهزة بحيث تضخ على سطح المياه على امتداد القناة مزيجا من النابلم والزيوت سريعة الاشتعال مع كمية بنزين لتكون حاجزا رهيبا من النيران كالجحيم يستحيل اختراقة . وكالعادة خضع كل شئ للدراسة والتحليل وجرت تجارب قام بها ابطال الجيش المصري فتم حفر مجرى صغير بنفس مواصفات قطاع من قناة السويس بمكان ما فى صحراء مصر وتم ضخ كمية من النابلم على سطح هذا المجرى وقام الابطال بتجربة للعبور وسط هذه النيران لتحديد نسبة الخسائر التى ستمنى بها القوات اذا عبرت وسط هذا الجحيم وكانت النتائج مخيفة ومخيبة للآمال حيث كانت درجة الحراة على سطح الماء اثناء اشتعال المادة يصل الى 700 درجةمئوية وقد استشهد عدد من هؤلاء الابطال دون ان ينجحوا فى عبور المجرى المائي التجريبي فكانوا بالفعل اول شهداء الحرب .. قبل حتى ان تبدأ. ولم يعد هناك من سبيل . لابد من وقف ضخ هذه المادة البشعة والا كانت الخسائر فادحة .. وكانت هذة الصهاريج الضخمة المعبأة بالمركب سريع الاشتعال لها صمامات تتحكم فيها طلمبات ضخ "ماصة كابسة" يخرج منها خط انابيب بقطر 6بوصة وتنتهى بفتحات تحت سطح الماء على مسافات متقاربة فى جميع النقاط الصالحة للعبور. وسعى جهاز المخابرات لمعرفة تركيب هذه المادة عن طريق الجاسوس المصري رفعت الجمال الذى ابلغها بقصة هذه الصهاريج منذ بدايةالتفكير فى انشائها وتكتمت المخابرات المعلومة حتى تأكدت صحتها وكلفت وحدات الاستطلاع بالمضي قدما فى التحقيق من تفاصيل الموضوع كله، كما طلب من الجمال تكليف احد عملائه برسم مخطط دقيق للانشاءات وما تحتوية من سوائل ملتهبة كما وصلت الى القاهرة عبر عملية دقيقة عينة من السائل المستخدم فىالصهاريج. وواصلت المخابرات دورها البارز فى استغلال وتسخير كل معلومة او خبر لخدمة الهدف الأكبر وبدأت مصر تذيع تفاصيل متتابعة عن فتحات النابلم التى تحيل مياه القناة الى جحيم مستعر وايقنت المخابرات الاسرائيلية ان تنفيذ الفكرة رغم التكاليف الباهظة قد ولد فى المصريين إحساسا بإستحالة عبور القناة. وقبل بداية الهجوم بـ 12 ساعة وفى جنح الظلام عبرت مجموعتان مدربتان من القوات المصرية القناة وقامت الاولى بقطع خراطيم الطلمبات ونجحت الثانية فى سد فتحات الانابيب بلدائن خاصة سريعة الجفاف وكان الهدف من ذلك تأمين العملية بشكل مطلق وكان من المتوقع اذا اكتشف العدو تخريب الطلمبات ان يبذل جهده لاصلاحها دون ان يخطر بباله ان هذا الاصلاح ليس الا عبثا لا طائل من ورائه بعد ان سدت منافذ الاطلاق. ونجحت الخطة نجاحا باهرا .. وعرف فيما بعد ان موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلي وبخ الجنرال شموائيل جونين الذى كان قائدا لجبهة سيناء توبيخا شديدا بسببفشله فى تشغييل اجهزة النابلم وقال له: انك تستحق رصاصة فى رأسك!!". ولم يكن ديان يعرف انه حتى لو قام الجنرال بإصلاح أجهزته .. فجميع الفتحات المؤدية الى القناة كانت مغلقة , ان هذه العملية كانت العملية الاكثر تعقيدا في خطة الحرب وكان الجميع يعلم ان فشل العملية كان سيعرض الحرب كلها للفشل ليس فقط بسبب صعوبة عبور القناة بل لان الفشل كان سينبه اسرائيل الى حتمية وجدية الحرب قبل وقوعها كما ذكرت ب 12 ساعة وهي فترة لا باس بها .

بطل أنقذ آلاف الجنود من الموت حرقا 1
في يوم 11 مارس 1971 دعا العميد عادل سوكه قائد الفرقه 21 المدرعه ضباط فرقته وهيئه أركانه الي اجتماع عاجل
وكان الهدف من الاجتماع هو الاجابه عن سؤال طرحته القياده العامه علي كل الجيش للاجابه عليه .
كيف يمكن تجنب أنابيب النابالم التي قام العدو بتجربتها وأحالت صفحه مياه القناه إلي لهب حارق تبلغ حرارته 700 درجه مئويه
وفي 6 اكتوبر 73 عبرت قواتنا القناه ولم تظهر أي أثار للنابالم علي صفحه القناه ، وكلنا نعرف دور رجال الضفادع البشريه في سد تلك الأنابيب
ولم نعرف اسم صاحب الفكرة التي أمنت لقواتنا عبورا أمنا لصفحه القناه هو اللواء دكتور أركان حرب إبراهيم شكيب  فيقول :.
(( عندما اجتمع بنا قائد الفرقه 21 المدرعه طالبا اجابه عن هذا السؤال الذي تلح عليه القياده ، ظهر لنا ان القياده قد وضعت مسابقه بين فرق الجيش ، والفائز بأحسن فكرة قابله للتنفيذ سينقذ ألاف من الجنود المصريين من الموت حرقا ، وظهر أفكار من القاده المختلفين ، أفكار علميه صحيحه لكنها ليست عمليه أو قابله للتنفيذ ، مثل تدمير صهاريج النابالم نفسها ، ومنها استخدام الاسلحه الثقيله في ضرب أماكن السيطرة علي تلك النيران ، ويشهد الله ان ما حدث لي وقتها هو عبارة عن تدخل الهي وليس من وحي إبداع خاص بي ، فعندما جاء دوري في الحوار ، تكلمت بعفويه تامه قائلا ان أمامنا 31 نقطه قويه للعدو ، فكل ما يلزمنا هو 31 ضفدع بشري يقوم بالعبور تحت الماء  ليله الحرب ، ومعه ماده سريعه التصلب ويقوم بسد المواسير من نهايتها ، وبهذه الطريقه نسلم من هذا السلاح المروع .
وكمن أصابه مس كهربي ، فقد اندهش العميد عادل سوكه قائد الفرقه 21 بهذ الفكرة البسيطه ، وطلب مني كتابتها ، فقلت له إنها مجرد أربعه اسطر لا غير ، فأصر علي كتابه الفكرة وأمر في نفس الوقت بإحضار سيارته ، وغادر مقر المؤتمر متجها إلي قياده الجيش الثاني علي عجل .
فى يوم 6 اكتوبر 73 كانت القوات قد عبرت القناه بسلام وبخسائر اقل من ثلاثمائه عسكري وضابط بعد أن كانت تقديرات الخبراء السوفيت قبل الحرب بأن خسائر العبور ستكون في حدود ثلاثون ألف جندي وضابط اغلبهم سيموتون بسبب النابالم .
هو الواء أركان حرب الدكتور إبراهيم شكيب والذي هداه الله في ومضه إلهيه كما يحب أن يذكرها ، فقد ساهم في إنقاذ ثلاثون ألف عسكري مصري من الموت حرقا من نابالم خط بارليف ، وظل اسمه مدفونا في أدراج التاريخ ، وربما لم  نكن لنعرفه حتي ألان .


البيانات العسكرية الصادرة في6  أكتوبر 1973
البيان الرقم (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
قام العدو الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم بمهاجمة قواتنا بمنطقتي الزعفرانة والسخنة بخليج السويس بواسطة تشكيلات من قواته الجوية عندما كانت بعض من زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربي للخليج، وتقوم قواتنا حالياً بالتصدي للقوات المغيرة.
البيان الرقم (2)
ابسم الله الرحمن الرحيم
رداً على العدوان الغادر الذي قام به العدو ضد قواتنا في كل من مصر وسوريا يقوم حالياً بعض من تشكيلاتنا الجوية بقذف قواعد للعدو وأهدافه العسكرية في الأراضي المحتلة.
البيان الرقم (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلحاقاً للبيان رقم (2) نفذت قواتنا الجوية مهاماً بنجاح وأصابت مواقع العدو إصابات مباشرة وعادت جميع طائراتنا إلى قواعدها سالمة عدا طائرة واحدة.
البيان الرقم (4)
بسم الله الرحمن الرحيم
حاولت قوات معادية الاستيلاء على جزء من أراضينا غرب القناة وقد تصدت لها قواتنا البرية وقامت بهجوم مضاد ناجح ضدها بعد قصفات مركزة من مدفعيتنا على النقط القوية المعادية ثم قامت بعض من قواتنا باقتحام قناة السويس مطاردة للعدو إلى الضفة الشرقية في بعض مناطقها وما زال الاشتباك مستمراً.
البيان الرقم (5)
بسم الله الرحمن الرحيم
نجحت قواتنا في اقتحام قناة السويس في قطاعات عديدة واستولت على نقط العدو القوية بها ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة.
كما قامت القوات المسلحة السورية باقتحام مواقع العدو في مواجهتها وحققت نجاحاً مماثلاً في قطاعات مختلفة.
البيان الرقم (6)
بسم الله الرحمن الرحيم
نتيجة لنجاح قواتنا في عبور قناة السويس قام العدو بدفع قواته الجوية بأعداد كبيرة فتصدت لها مقاتلاتنا واشتبكت معه في معارك عنيفة وقد أسفرت المعارك عن تدمير إحدى عشر طائرة للعدو، وقد فقدت قواتنا عشر طائرات في هذه المعارك.
البيان الرقم (7)
بسم الله الرحمن الرحيم
نجحت قواتنا المسلحة في عبور قناة السويس على طول المواجهة وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل قواتنا حالياً قتالها مع العدو بنجاح ـ كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط وقد قامت بضرب الأهداف الهامة للعدو على الساحل الشمالي لسيناء وإصابتها إصابات مباشرة.
البيان الرقم (8)
بسم الله الرحمن الرحيم
قام العدو بعد آخر ضوء اليوم بهجمات مضادة بالدبابات والمشاة الميكانيكية ضد قواتنا التي عبرت قناة السويس ومن اتجاهات مختلفة وقد تمكنت قواتنا من صد جميع هذه الهجمات وتدمير العدو وتكبيده خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات ولا زالت قواتنا تقاتل بنجاح من مواقعها على الضفة الشرقية للقناة.
خطاب الرئيس محمد أنور السادات بعد حرب أكتوبر 1973 م  جزء من
لست أظنكم تتوقعون مني أن أقف أمامكم لكي نتفاخر معاً ونتباهى بما حققناه في أحد عشر يوماً من أهم وأخطر، بل أعظم وأمجد أيام تاريخنا، وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.
نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه ... وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء.

ولست أتجاوز إذا قلت أن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه كما قلت في ست ساعات لقد استعادت الأمة الجريحة شرفها
لقد كانت المخاطرة كبيرة وكانت التضحيات عظيمة ولكن النتائج المحققة لمعركة هذه الساعات الست الأولى من حربنا كانت هائلة. فقد العدو المتغطرس توازنه إلى هذه اللحظة. استعادت الأمة الجريحة شرفها. تغيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط.
أقول باختصار: إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف، أنه قد أصبح له درع وسيف.
عندما نتحدث عن السلام فلابد لنا أن نتذكر ولا ننسى، كما لابد لغيرنا إلاّ يتناسى حقيقة الأسباب التي من أجلها كانت حربنا . وقد تأذنون لي أن أضع بعض هذه الأسباب محددة قاطعة أمام حضراتكم:
أولاً: أننا حاربنا من أجل السلام .. حاربنا من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام، وهو السلام القائم على العدل، وأن عدونا يتحدث أحياناً عن السلام، ولكن شتان ما بين سلام العدوان وسلام العدل.
أن السلام لا يفرض. وسلام الأمر الواقع لا يقوم ولا يدوم. السلام بالعدل وحدة، والسلام ليس بالإرهاب مهما أمعن في الطغيان. ومهما زين له غرور القوة أو حماقة القوة.
قواتنا العسكرية تتحدى اليوم قوتهم العسكرية، وها هم في حرب طويلة ممتدة، وهم أمام استنزاف نستطيع نحن أن نتحمله بأكثر وأوفر مما يستطيعون.
وها هم .. عمقهم معرض إذا تصورا أن في استطاعتهم تخويفنا بتهديد العمق العربي.
إننا لسنا دعاة إبادة كما يزعم العدو
وربما أضيف لكي يسمعوا في إسرائيل أننا لسنا دعاة إبادة كما يزعمون، أن صواريخنا المصرية عابرة سيناء من طراز ظافر موجودة الآن على قواعدها، مستعدة للإطلاق بإشارة واحدة إلى أعماق الأعماق في إسرائيل.
ولقد كان في وسعنا منذ الدقيقة الأولى للمعركة أن نعطي الإشارة ونصدر الأمر خصوصاً وأن الخيلاء والكبرياء الفارغة أوهمتهم بأكثر مما يقدرون على تحمل تبعاته، لكننا ندرك مسؤولية استعمال أنواع معينة من السلاح، ونرد أنفسنا بأنفسنا عنها، وأن كان عليهم أن يتذكروا ما قلته يوماً وما زلت أقوله، "العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق".
ثانياً: إننا لم نحارب لكي نعتدي على أرض غيرنا وإنما حاربنا ونحارب وسوف نواصل الحرب لهدفين أثنين:
الأول: استعادة أراضينا المحتلة سنة 1967.
الثاني: أيجاد السبيل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.



الخاتمة
يا بناه النصر صناع السلام               ياحماه الحق من بغي الئام
من سنا نيرانكم قد اشرقت                عزه العرب الميامين الكرام
الملاين التي تزهي بكم                    شاقها تقبيلكم شوق الهيام
ضفرت من حبها اكليلكم                   وحبتكم قلبها اسمي وسام
إلى هنا نأتى إلى ختام برنامجنا الإذاعى لهذا اليوم الطيب المبارك وفى الختام نستودعكم الله الذى لاتضيع ودائعه  , ونتمنى لكم يوما دراسيا موفقا , وعملا صالحا متقبلا ,  والسلام عليكم ورحمة وبركاته                                             


أسباب الحرب
نتيجة لحرب 1967 (الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة)، لحقت بالقوات المسلحة المصرية والقوات الأردنية وقسم هام من القوات المسلحة السورية خسائر جسيمة، مقابل خسائر ضئيلة في القوات المسلحة الإسرائيلية، وأدى ذلك إلى اختلال الميزان العسكري الاستراتيجي العربي الإسرائيلي، فقد وصلت القوات الإسرائيلية إلى مناطق طبيعية يسهل الدفاع عنها، واحتلت مساحات واسعة من الأرض العربية، زادت في تحسين دفاعاتها (قناة السويس وصحراء سيناء ووادي الأردن ومرتفعات الجولان السورية)، وقد منحت هذه المساحات الواسعة إسرائيل حرية المناورة على خطوطها الداخلية بكفاءة أكبر، كما صار في وسع الطيران الإسرائيلي العمل بحرية أكبر، مكّنه من كشف أهدافه في العمق العربي على جميع الاتجاهات ومهاجمتها، كذلك غنمت إسرائيل أعتدة حربية كثيرة طورتها وأدخلتها في تسليح قواتها، وزودتها حقول النفط المصرية في سيناء بما تحتاجه من النفط. وقد أتاح هذا الوضع الجديد لإسرائيل إقامة دفاع استراتيجي عميق بإنشاء خط بارليف المحصن على امتداد قناة السويس، وخط آلون المحصن على جبهة الجولان، وضمن لها حرية الملاحة في مضائق تيران والبحر الأحمر


مصر قبل حرب اكتوبر فى سطور

أنتصرت إسرائيل فى حرب 5 يونية عام 1967 واحتلت شبه جزيرة سيناء المصرية ، ومرتفعات الجولان السورية ، والضفة الغربية للأردن
فقدت مصر أكثر من 85 % من سلاحها الجوى فى حرب يونية
عدم وجود خطة لانسحاب الجيش بالمعركة ادت الى أبادة الكثير من افراد ، ومعدات الجيش المصرى
الرئيس جمال عبد الناصر يتنحى عن الحكم يوم 9 / 6 / 1967
مظاهرات حب من الجماهير المصرية تطالب الرئيس بالاستمرار فى الحكم
تعيين الفريق أول محمد فوزى قائد عاما للقوات المسلحة بدلا من عبدالحكيم عامر ، والفريق عبد المنعم رياض رئيس للأركان فى 11 يونيو 1967
عبد الناصر يلجأ للأتحاد السوفيتى فى 21 / 6 / 1967 لإعادة تسليحه بكل شىء فالجيش المصرى فقد كل شىء فى 1967
صفقات السلاح تتم فى شكل اتفاقيات وقروض مالية ذات فترات سماح تصل إلى عشرة سنوات وبفائدة 2.5 بالمائة
وصول الخبراء السوفيت لتدريب الجيش المصرى على السلاح الروسى
معركة رأس العش فى 1 يوليو 1967
مؤتمر القمة العربى فى أغسطس 1967 وبدء مساعدة العرب لمصر
عـبد الحكيم عامر ينتحر فى 13 / 9 / 1967 ومحاكمة شمس بدران وزير الحربية
إغراق المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر عام 1967
صدور قرار مجلس الامن رقم 242 فى 22 نوفمبر 1967
مارس 1969 بداية حرب الاستنزاف
يوم 22 يناير 1970 عبد الناصر يسافر إلى موسكو لطلب معدات دفاع جوى للسيطرة على الطائرات الإسرائيلية
انتهاء مصر من شبكة الدفاع الجوى فى ساعات الليل السابقة للواحدة صباح يوم الثامن من اغسطس 1970 ، مبادرة روجرز وزير الخاجية الامريكية فى ذلك الوقت ووقف إطلاق النار يوم الثامن من أغسطس 1970، ونهاية حرب الاستنزاف
العالم العربى والشعب المصرى ينعى فقيد الامة جمال عبد الناصر فى يوم 28 سبتمبر 1970 
السادات يتولى الحكم بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر متمسكا بمبدأ عبد الناصر ( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة )ـ
ثورة التصحيح أو الحرب الداخلية لتصفية الفساد أو ما عرف بمراكز القوى فى يوم 15 مايو 1971
السادات يحاول استرجاع سيناء بالسلام
الاتحاد السوفيتى لا يفى بوعوده بارسال أسلحة روسية عام 1971 عام الحسم الاول للسادات الذى لم ينفذ
الاتحاد السوفيتى لا يفى بوعوده فى اواخر عام 1971 بارسال أسلحة لمصر مما ادى إلى فشل عام الحسم الثانى عام 1972
السادات ينهى خدمة الخبراء السوفيت فى مصر ردا على الاتحاد السوفيتى يوم 8 يوليو 1972
السادات يقيل وزير الحربية فريق أول محمد صادق ويعين فريق أول أحمد إسماعيل فى اكتوبر 1972
السادات الذئب الباكى والبهلوان فى نظر وسائل الاعلام العالمية

الإعداد للحرب وخطة الخداع للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية
الأحداث التي أدت للحرب
كانت الحرب جزءاً من الصراع العربي الإسرائيلي، هذا الصراع الذي تضمن العديد من الحروب منذ عام 1948م. في حرب 1967، احتلت اسرائيل مرتفعات الجولان في سوريا في الشمال والضفة الغربية لنهرالأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء المصرية في الجنوب، ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.
أمضت اسرائيل السنوات الست التي تلت حرب يونيو في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في قناة السويس، فيما عرف بخط بارليف.
بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970م، تولى الحكم الرئيس أنور السادات. أدى رفض إسرائيل لمبادرة روجرز في 1970م والامتناع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 إلى لجوء أنور السادات إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967. كانت الخطة ترمي الاعتماد علي جهاز المخابرات لعامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزةالامن والاستخبارات الاسرائيلية الامريكية و مفاجاةاسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية.
هدفت مصر وسورية إلى استرداد الأرض التي احتلتها اسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي، هاجمت القوات السورية تحصينات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء


حرب الإستنزاف
 تعبير أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية بين الفترة يونيو 1968    و أغسطس 1970 والتي دارت بين القوات المصرية شرق قناة  السويس والقوات الإسرائيلية المحتلة لمنطقة سيناء عقب حرب الأيام الستة التي احتلت فيها إسرائيل الأرض العربية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء.
شملت الحرب عمليات متعددة شملت العمق المصري ومناطق خارج منطقة الصراع تماما مثل عملية تفجير الحفار الإسرائيلي في المحيط الأطلنطي وليس الجبهة فقط انتهت الحرب بموافقة عبد الناصر على مبادرة روجرز في مايو 1970.
هاجمت الطائرات الإسرائيلية أهدافاً في داخل مصر بسبب ضعف الدفاعات الجويةالمصرية آنذاك مثل عملية بحر البقر التي قصف فيها الاسرائيليون مدرسة ابتدائية وأدت تلك العمليات الجوية الاسرائيلية إلى دفع مصر لإنشاء سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1969 وتبعه انشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية سام وقد حمى كل السماء المصرية وأضعف التفوق الجوي الاسرائيلي.
أحداث حرب الاستنزاف
بدأت الحرب في مارس 1969 وانتهت بموافقة عبد الناصر على مبادرة وزير الخارجية الأمريكى روجرز لوقف إطلاق النار في الثامن من أغسطس 1970 .
                                                                                                                                      اطمأنت القيادة العسكرية المصرية لموقف قواتـها في الجبهة، بعد ما دار في الفترة السابقة من أعمال قتال ودروس مستفادة.. فكان لابد وأن تستأنف قتال العدو بصورة أكبر. فصدرت الأوامر بتوجيه قصفة مدفعية مركزة على طول الجبهة يوم 8 مارس 1969 بحشد نيراني بلغ 24 كتيبة مدفعية، علاوة على أسلحة الضرب المباشر. واستمرت القصفة خمسة ساعات متواصلة وأحدثت خسائر شديدة في دشم بارليف وبطاريات المدفعية الإسرائيلية ومناطق الشئون الإدارية.
جنازة الشهيد عبد المنعم رياض
ولأن مصر كما قلنا ُولدت من جديد في 11 يونيو 67، فقد ذهب الفريق/ عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة ومعه اللواء/عدلي سعيد قائد الجيش الثاني واللواء/ عبد التواب هديب مدير المدفعية لتفقد وحدات المدفعية في صباح اليوم التالي. وتفقدوا قطاع القنطرة واطمأنوا على الروح المعنوية، ثم طلب الفريق رياض تفقد موقع النقطة نمرة 6 شرق الإسماعيلية حيث كانت تتميز بتحصين إسرائيلي كبير. وبعد إتمام المشاهدة ولحظة خروجه من الموقع انطلقت مدفعية العدو وسقطت دانه بالقرب منهم وأصيب القادة الثلاثة، لكن الفريق/ رياض استشهد بعد لحظات. وكان لاستشهاد الفريق رياض وقع شديد على مصر كلها تجلى في جنازته التي احتشد فيها الآلاف من المدنيين يودعون ابن من أبناء مصر المخلصين.
اشتعلت الجبهة حماساً لاستشهاد الفريق رياض، فنشطت الدوريات بمختلف أنواعها علي طول الجبهة بمهاجمة واقتناص للمعدات والأفراد من الضفة الغربية.. وسنعرض لبعض عمليات قوات الجبهة التي تمت بعد استشهاد الفريق رياض وأهمها :
في 15/3/1969 دفع قائد الكتيبة 33 صاعقة الرائد/ مدحت عثمان دورية استطلاع من ضابط ومعه 3 فرد لاستطلاع النقطة القوية جنوب البحيرات المعروفة باسم التبة المسحورة. ونجحت الدورية في الحصول على المعلومات التفصيلية عن النقطة بل تمكنت من الحصول على بعض الذخائر. وتم التدريب على موقع مماثل هيكلي لمدة 20 يوماً بهدف إيقاع أكبر خسائر في العدو والحصول على أسير. وفى 16/4/1969 تم دفع الدورية بقيادة الملازم أول/ محمد مصطفي ومعه قائد مجموعات الاقتحام. الملازم أول/ عبده عرفه و43 فرد صف وجندي. وقبل العبور قامت الدورية بأداء ركعتين لله وبعد انتهاء الصلاة رفع العريف/ فتحي يونس يديه داعيا بصوت خفيض اللهم ارزقنا الشهادة، وكان بجواره ملازم أول/ عبده عرفه الذي قال له - مستعجل ليه يا فتحي فرد عليه عريف فتحي يونس : حد يطول يا فندم - ربنا يكرمنا وننفذ المهمة وعبرت الدورية القناة في العاشرة مساء في صمت تام، مسلحة بالبنادق الآلية والقنابل وقواذف أر.بي.جى. وألغام مضادة للدبابات ومعدات لفتح الثغرات. كان التخطيط محكما، عبرت الدورية على يسار النقطة بمسافة 600 متر وقامت بالالتفاف ونفذت الهجوم من ناحية الشرق خلف النقطة.. وحدث اشتباك مع أفراد النقطة الذين لم يتوقعوا أن الهجوم من الشرق وسقط من العدو الإسرائيلي حوالي 10 قتلى. وتم القبض على أحدهم حيا تم سحبه والعبور به بواسطة ملازم أول/ عبده عرفه وتولى محمد مصطفي تأمين عودة الدورية. وعادت الدورية كلها بسلام ومعها الأسير ادمون مراد اهارون. لكن استشهد عريف فتحي يونس بعد وصوله للضفة الغربية بعد أن أصيب أثناء الهجوم.]
وفي كتاب " أسرار جديدة عن حرب الاستنزاف" الذى صدر عن الهيئة المصرية للكتاب في 2005 ، واعتمد في محتوياته على شهادة شخصيتين كان كل منهما قريبا جدا من أسرار حرب الاستنزاف وعملياتها هما: عبده مباشر رئيس القسم العسكري الاسبق في الأهرام، وعميد بحري سابق هو إسلام توفيق ، جاء أن اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية في هذا الوقت أقنع الرئيس عبد الناصر أن صورة القائد والضابط والجندي الإسرائيلي في مخيلة القوات المصرية على ضوء نتيجة يونيو 1967 هي صورة المقاتل السوبر (المقاتل الذي لا يقهر)، ولو تم ترك هذه الصورة لتترسخ لأصبح من المتعذر على القوات المصرية أن تواجه جيش الاحتلال الاسرائيلي في أي صراع عسكري مقبل .

ووفقا للواء محمد صادق ، فإنه إذا كانت مصر ستخوض معركة مقبلة لتحرير أرضها واستعادة كبريائها فإن الخطوة الأولى هي تحطيم صورة المقاتل الاسرائيلي السوبر قبل أن تترسخ في عقول المقاتلين المصريين ، ولتحقيق هذا الهدف فإنه من الضروري أن تبدأ عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي في شرققناة السويس ، مؤكدا أن سقوط قتلى وجرح وأسرى في صفوف العدو سيؤدي إلى استنزافه ونزع هذه الهالة التي اكتسبوها في يونيو 1967.
ولذا تضمنت حرب الاستنزاف هجمات متعددة ضد الاحتلال في سيناء وحتى في مناطق خارج منطقة الصراع تماما مثل عملية تفجير حفار إسرائيلي في المحيط الاطلنطي ، ومن أهم منجزاتها عملية ايلات التي تم خلالها الهجوم على ميناء أم الرشراش الذي أسمته إسرائيل إيلات بعد احتلاله حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق بارجة إسرائيلية وذلك من قبل رجال الضفادع البشرية المصريين بالتعاون مع القوات الأردنية والعراقية ومنظمة التحرير الفلسطينية.
لقد سطر أبطال "المجموعة 39 قتال" التي كان يقودها العميد إبراهيم الرفاعي الذى استشهد فيمابعد بحرب أكتوبر بأسمائهم في سجل التاريخ بالنظر إلى المهام الخطيرة التى أوكلت إليهم وتم تنفيذها بنجاح خلال حرب الاستنزاف ، وكانت تلك المجموعة تضم خيرة مقاتلي الصاعقة والضفادع البشرية والصاعقة البحرية وأذاقت جيش الاحتلال الإسرائيلي الويل والأهوال وسببت لجنوده حالة هيستيريا دائمة حتى أنهم كانوا يحاولون الوصول بأية وسيلة إلي معلومات عن تلك المجموعة وأساليب عملها ، بل أنهم حددوا أسماء ثلاثة من رجال المجموعة للوصول إليهم أحياء أو أموات وهم الشهيد إبراهيم الرفاعي والقائد الثاني للمجموعة الدكتور علي نصر ثم المقاتل الفذ علي أبو الحسن الذي شارك في 44 عملية خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر .
الجانب المصري
انتهت حرب 5 يونيو أو حرب الأيام الستة كما سمتها إسرائيل بنهاية مأساوية كشفت عن كثير من أوجه القصور في القوات المسلحة المصرية بشكل عام وفي القوات التي تتولى مهام الدفاع الجوي بشكل خاص ولذا وضعت القيادة السياسية جملة من الأهداف لتجاوز النكسة تتمثل في : إعادة بناء القوات المسلحة ، إعادة الثقة للجنود في أنفسهم وفي قادتهم ، إعادة الضبط والربط ، إعادة تدريب القوات ، تنظيم الوحدات ، ومن هنا بدأت مرحلة الصمود وحرب الاستنزاف وبناء حائط الصواريخ.
بعد النكسة حاول الإسرائيليون الدخول واحتلال مساحات أوسع من أرض سيناء حيث تحركت قوات العدو من القنطرة في اتجاه بور فؤاد ولكن بعض قوات الصاعقة المصرية قامت ببث الألغام في طريقهم وعندما تقدم العدو انفجرت هذه الألغام فمنعت العدو من التقدم في 1 يوليو 1967 وهى المعركة التى أطلق عليها " معركة رأس العش " .
وفي 2 يوليو 67 ، حاولت إسرائيل الاستيلاء علي بور فؤاد ولكن أفراد القوات المصرية تصدوا لهم بالأسلحة الخفيفة ودمرت عربات المدرعات المتقدمة واضطر العدو أن ينسحب بقواته وسميت هذه المعركة ب معركة رأس العش .
وفى 14، 15 يوليو 67 ، قامت القوات المصرية بإطلاق مدفعية عنيفة علي طول الجبهة وذلك بعد اشتباكات مع العدو في الجنوب في اتجاه السويس والفردان وقد كان ذلك تمهيدا لطلعة طيران قوية حيث خرجت القوات الجوية باكملها وهى تضرب في الجنوب فتحول العدو بقواته الي الجنوب وترك الشمال بغير غطاء فانطلق الطيران المصري الي الشمال وأوقع خسائر كبيرة في صفوف القوات الاسرائيلية .
وقامت القيادة الاسرائيلية علي صدي هذه الضربة الجوية الصائبة بطلب وقف اطلاق النار من امريكا التي كلفت سكرتير عام الامم المتحدة بابلاغ الرئيس جمال عبد الناصر عبر التليفون بهذا الطلب الاسرائيلي وكان قائد الطيران في هذا الوقت هو الفريق مدكور أبو العز.
وفي 21 أكتوبر67 ، قامت البحرية المصرية بتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات ، ويروى اللواء محمد عبد الغنى الجمسى في مذكراته عن حرب اكتوبر تفاصيل ما حدث في هذا اليوم ، قائلا :" جاء يوم 21 اكتوبر 1967وقد وصلت إلى مركز قيادة الجبهة بعد راحة ميدانية ، فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن الجريدلى رئيس عمليات الجبهة (وقد كنت أنا وقتها رئيس أركان للجبهة) يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر في المنطقة شمال بورسعيد .
كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة ، وقد استعدت قوات القاعدة لمهاجمة المدمرة عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ . وظلت المدمرة المعادية تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلى عرض البحر ، وتكرر ذلك عدة مرات بطريقة استفزازية وفى تحرش واضح ، لإظهار عجز قواتنا البحرية عن التصدى لها ".
وأضاف الجمسى قائلا : :" وبمجرد أن صدرت اوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة . هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها ، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية " إيلات " شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها . وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى.
عاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة وحقق تلك النتيجة الباهرة" .
وأكد الجمسى أن إغراق المدمرة إيلات بواسطة الصواريخ البحرية التي استخدمت لاول مرة كان بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى في العالم وأصبح هذا اليوم ـ بجدارة ـ هو يوم البحرية المصرية.
ووفقا للجمسى فقد طلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة واستجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل في عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم ، مشيرا إلى أن هذه الضربة كانت هي حديث العالم كله .
حائط الصواريخ
المدمرة إيلات
في رد وحشى على خسائره في حرب الاستنزاف ، هاجم العدو الإسرائيلى أهدافا مدنية داخل مصر بسبب ضعف الدفاعات الجوية المصرية مثل مجزرة بحر البقر التي قصف فيها العدو مدرسة ابتدائية وأدت تلك العمليات الجوية الاسرائيلية إلى دفع مصر لإنشاء سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1968 وتبعه إنشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية سام وقد حمى كل السماء المصرية وأضعف التفوق الجوي الاسرائيلي.
لقد كانت قوات الدفاع الجوي قبل النكسة تعتبر فرعاً من سلاح المدفعية، وتحت القيادة العملياتية للقوات الجوية وهذا التنظيم معمول به في كثير من دول العالم ولكن من دروس حربي 1956 و1967 وجد أن القوة الجوية الإسرائيلية مركزة في يد قائد واحد ولذا من الضرورى تركيز جميع الأسلحة والمعدات المضادة لها والمكلفة بالتعامل معها وصدها في يد قائد واحد ضماناً للتنسيق وتوحيداً للمسئولية وتحقيقاً للنجاح.
وكان القرار بإنشاء قوات الدفاع الجوي المصري قوة مستقلة قائمة بذاتها، لتصبح القوة الرابعة ضمن القوات المسلحة المصرية التي تشمل القوات البرية والبحرية والجوية وذلك في أول فبراير 1968 .
وبدأ التخطيط لبناء منظومة دفاع جوي من منطلق الدور الرئيسي لهذه المنظومة والذي يتمثل في توفير الدفاع الجوي عن القوات والأهداف الحيوية في الدولة ضد هجمات العدو الجوي لذا ينبغي أن تحقق المنظومة ثلاثة أهداف رئيسية هي استطلاع العدو الجوي والإنذار عنه ومنع العدو من استطلاع القوات المصرية ثم توفير الدفاع الجوي عن القوات والأهداف الحيوية.
ولتحقيق هذا تضمنت منظومة الدفاع الجوى عدة عناصر متناسقة متعاونة تعمل تحت قيادة واحدة هي : نظام القيادة والسيطرة، نظام الاستطلاع والإنذار ويضم أجهزة رادار أرضية أو محمولة جواً، وأقماراً صناعية، وشبكات المراقبة الجوية بالنظر ، نظم القتال الإيجابية، وتشمل: المقاتلات، والصواريخ الموجهة، والمدفعية المضادة للطائرات، أنظمة الحرب الإلكترونية.
أما بالنسبة لحائط الصواريخ ، فإنه عندما ارتفعت خسائر إسرائيل نتيجة حرب الاستنزاف فقد قررت في ‏6‏ يناير‏1970 بناء على اقتراح وزير الحرب موشى ديان إدخال السلاح الجوى الإسرائيلي إلى المعركة، وزعمت رئيسة وزراء إسرائيل في هذا الوقت گولدا مئير أن الطريقة الوحيدة لمنع المصريين من تحرير سيناء هي ضرب العمق المصري بعنف.‏
ودخل الطيران الإسرائيلي بكل ثقلة مدعوما بالمقاتلات الحديثة من طراز سكاى هوك والفانتوم والميراج ليبدأ بمهاجمة القوات العسكرية في البداية ثم انتقل إلى الأهداف المدنية .
ونظرا لأن السياسة التى اتبعها السوفيت عقب نكسة 1967 كانت تقضى بتزويد مصر بأسلحة دفاعية وعدم تزويدها بأسلحة متقدمة فقد فرضت إسرائيل سيطرتها الجوية ليس فقط على الجبهة ولكن على مصر كلها .
ونفذ الاحتلال الإسرائيلى العديد من الهجمات الجوية خلال الفترة من يناير حتي إبريل عام 1970 وبلغ إجمالي طلعات الطيران ‏3838‏ طلعة جوية، وخلال هذا التصعيد ارتكبت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلى جريمتين بشعتين وهما الغارة الجوية على مصنع أبو زعبل والأخري على مدرسة بحر البقر في 8 أبريل 1970، الأولى تسببت بمقتل 70 عاملا وإصابة 69 آخرين وزعمت إسرائيل أنها وقعت بطريق الخطأ والأخرى تسببت بمقتل 31 طفلا وجرح 36 آخرين ، مما أساء الاستياء العالمى.
أمام كل هذا عقد الرئيس جمال عبد الناصر ثلاثة اجتماعات رئيسية مع القيادت الجوية والدفاع الجوى اللذين أكدوا له عجز شبكة الدفاع الجوى المصرى عن التصدي للطائرات الإسرائيلية بأجهزتها المتطورة ولذلك قرر السفر إلى موسكو في زيارة سرية لامداد مصر بنظام دفاع جوى متكامل.
كانت شبكة الدفاع الجوى اللازمة للجيش المصرى تطلب عدة عناصر رئيسية وهى: وجود أجهزة رادارية متطورة للانذار المبكر وتتبع الطيران المعادى، توافر مقاتلات اعتراضية للاشتباك والمطاردة خارج الحدود ، ايجاد شبكة متطورة من الصواريخ أرض جو للدفاع الثابت، توافر الأجهزة الإلكترونية التى يمكن بفضلها اكتشاف الطائرات المعادية على مسافات بعيدة وأيضا إطلاق صواريخ جو جو أو أرض جو على الطائرات المغيرة .
ولذا طلب جمال عبد الناصر من السوفيت تزويد مصر بوحدات كاملة من المقاتلات الاعتراضية المتطورة (ميج 21 بالمحرك ي 511) ووحدات متكاملة من كتائب صواريخ سام 3 لمواجهة الطيران المنخفض وأيضا أجهزة رادار متطورة للانذار (ب15) .
وفي 1 مارس 1970، وصل الى مصر من الاتحاد السوفيتي قرابة ألف وخمسمائة عنصر من القوات الصاروخية مع راجماتهم الجوية. جاء ذلك استجابة لطلب شخصي من جمال عبد الناصر بعد ان تعرضت مصر لغارات سلاح الجو الإسرائيلي بشكل ملحوظ. وقد فوجئ الإسرائيليون تماما بظهور الصواريخ. فأوقفت اسرائيل غاراتها على مصر حينما تم اسقاط طائراتها الواحدة تلو الأخرى.
وفي هذا الصدد ذكر الفريق محمد زاهر عبد الرحمن أحد قادة قوات الدفاع الجوى في أحد تصريحاته أن الصراع العربي‏ الإسرائيلي تحول في ذلك الوقت إلي صراع بين القوات الجوية الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوي المصرية حتي أن الرئيس‏ جمال عبدالناصر اجتمع مع بعض من قادة لواءات وكتائب الصواريخ مرتين خلال شهر إبريل ‏1970‏ ‏.‏

ووفقا لما ذكره الفريق محمد زاهر فقد بدأ التنفيذ‏ لبناء شبكة الصواريخ بالجبهة وتم حشد كميات هائلة من المواد الهندسية لتنفيذ بناء مواقع الصواريخ‏,‏ وصلت إلى ‏30‏ مليون متر مكعب من أعمال الحفر والردم و‏3‏ ملايين متر مكعب من الخرسانة ومئات الكليومترات من الطرق‏‏ واشترك في البناء معظم شركات المقاولات المصرية مع زملائهم من ضباط وجنود القوات المسلحة‏‏ واستمرت إسرائيل في مهاجمة قواعد الصواريخ الجاري إنشاؤها واستشهد العديد من رجال وشباب القوات المسلحة والمهندسين والعمال من شركات المقاولات وسالت الدماء علي أرض مصر في سبيل تحرير الأرض واستكمال تنفيذ بناء القواعد‏.‏
وفي صباح يوم ‏30‏ يونيو 1970 تم استكمال مواقع الصواريخ على طول الجبهة وكانت المفاجأة الكبري لإسرائيل فقامت في نفس اليوم بهجوم جوي بعدد ‏24‏ طائرة مقاتلة وكانت النتيجة تدمير أربع طائرات وأسر ثلاثة طيارين ولذا أطلقت المعاهد الإستراتيجية العالمية علي الإنجاز المصري أسبوع تساقط الفانتوم واستمرت المحاولات الإسرائيلية لتدمير شبكة الصواريخ وخلال ‏38‏ يوما وحتي ‏1970/8/7‏ كانت خسائر الجانب الإسرائيلي كما نشر في مجلة "‏Aviationweek‏ " هي تدمير ‏17‏ طائرة وإصابة‏ 34‏ طائرة أخرى ‏.‏
وفي تأكيد على براعة حائط الصواريخ المصرى ، صرح عيزر وايزمان الذى كان قائدا لسلاح الجو الاسرائيلى في الفترة من 1958 - 1966 وكان مستشارا لرئيس أركان الجيش الإسرائيلى في حرب أكتوبر وتولى رئاسة إسرائيل في الفترة من 1993 - 2000 ، بأن حرب الاستنزاف انتهت دون أن تجد إسرائيل حلا لمشكلة صواريخ الدفاع الجوي‏ ، قائلا :" لقد فشلنا في تدمير شبكة الصواريخ وإنني مقتنع أنها المرة الأولي التي لم ننتصر فيها" ‏.‏
مراحل حرب الاستنزاف
بدأت مصر صراعها المسلح ضد إسرائيل بمرحلة أطلق عليها مرحلة الصمود، انتقلت بعدها القوات المسلحة المصرية إلى مرحلة الدفاع النشط، ثم تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها الاستنزاف لتصل الحرب إلى ذروتها.
و مرحلة الصمود، كان الهدف منها هو سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس. وكان ذلك يتطلب هدوء الجبهة حتى توضع خطة الدفاع موضع التنفيذ بما تتطلبه من أعمال كثيرة وبصفة خاصة أعمال التجهيز الهندسي المطلوبة. واستغرقت هذه المرحلة المدة من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968.
أما مرحلة الدفاع النشط أو المواجهة فقد كان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية بغرض تقييد حركة قواتها في الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيدها قدرا من الخسائر في الأفراد والمعدات. واستغرقت هذه المرحلة المدة من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969.
و تصاعد القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها الاستنزاف أو مرحلة التحدي والردع، وذلك من خلال عبور بعض القوات والاغارة على القوات الإسرائيلية، وكان الهدف منها تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات لاقناعها بأنه لابد من دفع الثمن غاليا للبقاء في سيناء، وفي نفس الوقت تطعيم الجيش المصري عمليا ومعنويا للمعركة. واستغرقت هذه المرحلة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970.[6]
مرحلة الصمود
اشتملت هذه المرحلة على بعض العمليات المهمة، التي كان لها تأثير كبير على المستوى المحلي والعربي والعالمي وهي:
معركة رأس العش: وقعت أحداثها يوم 1 يوليو 1967، وتعتبر هذه المعركة هي الشرارة الأولى للحرب، عندما حاولت المدرعات الإسرائيلية احتلال مدينة بور فؤاد، فصدتها عن المدينة قوة من الصاعقة المصرية. إن نجاح القوات المصرية، ذات القدرات المحدودة في ذلك الوقت وبسالتها، ضد قوات معادية متفوقة يساندها سلاح الجو الإسرائيلي، أثار مشاعر المقاتلين على طول خط الجبهة حمية وحماسا واستعدادا للمواجهة المنتظرة.
معارك القوات الجوية: خلال يومي 14 و 15 يوليو 1967، نفذت القوات الجوية المصرية طلعات هجومية جريئة ضد القوات الإسرائيلية في سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة، بل أدت إلى فرار بعض من الأفراد الإسرائيليين من مواقعها. ومن هنا زادت الثقة لدى المقاتلين في قواتهم الجوية بعد هذه العملية الناجحة.
معارك المدفعية: كان الاشتباك الكبير الذي ركزت فيه المدفعية المصرية كل إمكانياتها في قطاع شرق الإسماعيلية يوم 20 سبتمبر 1967، والذي تمكنت فيه من تدمير وإصابة عدد غير قليل من الدبابات الإسرائيلية، وصل إلى 9 دبابات مدمرة، فضلا عن الإصابات في الدبابات الأخرى وعربتين لاسلكي، وقاذف مدفعية صاروخية، بالإضافة إلى 25 قتيل و 300 جريح منهم ضابطين برتبة كبيرة.
إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات: كان ذلك يوم 21 أكتوبر 1967، إذ تمكنت زوارق صواريخ البحرية المصرية من إغراق المدمرة إيلات في منطقة شمال شرق بورسعيد، وتعد هذه المعركة أول استخدام للصواريخ سطح سطح. وكانت خسارة فادحة للقوات البحرية الإسرائيلية، خاصة وأن هذه المدمرة كانت تمثل أهمية كبيرة للبحرية الإسرائيلية في ذلك الوقت، كما كانت خسائرها كبيرة في الأرواح، الأمر الذي دفعها لاستئذان مصر عن طريق الأمم المتحدة في البحث عن القتلى والغرقى، في منطقة التدمير شمال بورسعيد، واستمرت في عمليات البحث والإنقاذ لأكثر من 48 ساعة بعد أن وافقت مصر على ذلك.
ومع استكمال الخطوط الدفاعية وتماسكها في نطاقات عميقة غرب القناة، تكونت احتياطيات الجبهة خفيفة الحركة. وكانت الخطط النيرانية تعتمد على المدفعية بأعيرتها المختلفة. وعندها بدأت الدوريات المصرية المقاتلة من المشاة والقوات الخاصة والمهندسين في التسلل شرقا، ومهاجمة المواقع الدفاعية الإسرائيلية، مع التركيز ضد المناطق الإدارية الإسرائيلية وكانت المدفعية تؤمن أعمالها بالنيران.
كما استمرت معارك المدفعية والتراشق بالنيران طوال مرحلة الصمود، استهلكت فيها آلاف الأطنان من الذخائر بمعدل فاق جميع الحروب السابقة. إضافة إلى نشاط أفراد القناصة المهرة، الذين دربوا لقنص أفراد الجيش الإسرائيلي وقادته، سواء في نقاط المراقبة، أو أثناء تحركهم على الضفة الشرقية للقناة.
وعلى صعيد رد الفعل الإسرائيلي بعد معركة رأس العش، قامت القوات الإسرائيلية يوم 4 يوليو 1967، بمحاولة فاشلة لإنزال لنشات وقوارب في قناة السويس في مناطق القنطرة، وكبريت والشط، وبور توفيق، لإبراز سيطرتها على القناة. إلا أن القوات المصرية تصدت لها في البر والبحر والجو، مما أدى إلى إفشال جميع المحاولات بعد أن أصيب لإسرائيل 8 طائرات، و8 زوارق بحرية، فضلاً عن إصابة وتدمير 19 دبابة، و18 مركبة مدرعة، و27 مركبة محملة بالذخائر، إضافة إلى خسائر كبيرة في الأفراد. في حين كانت خسائر القوات المصرية 25 شهيد و 108 جرحى، وفي المعدات 3 طائرات، وزورقان بحريان.
واستمر تبادل المبادأة وردود الأفعال بين الجانبين. فبعد ثلاثة أيام من تدمير المدمرة ايلات، أي في 24 أكتوبر 1967، وجهت القوات الإسرائيلية على طول الجبهة، قصفات نيرانية مركزة ضد مدن القناة ومصانعها وضد المدنيين. وبطبيعة الحال كان رد القوات المصرية الفوري عليها، حيث اشتعل القتال بالتراشق النيراني، على مدى 24 ساعة متصلة، تكبد فيها الجانبان كثيرا من الخسائر، خاصة في الأفراد المدنيين المتبقين بمدن القناة.
وفي 3 يناير 1968، حاولت هيئة قناة السويس فتح ممر الملاحة بالقناة. فدفعت زورق لاستطلاع مجرى القناة، إلا أن القوات الإسرائيلية فتحت نيرانها عليه، مما اضطر طاقم الزورق إلى العودة. ثم جرت محاولة مرة أخرى قبل ظهر اليوم نفسه وفشلت للمرة الثانية. وعند ذلك تصاعدت الاشتباكات على كلا ضفتي القناة وشملت الجبهة كلها.
وقد انتقلت ردود الفعل كذلك إلى الجانب الإسرائيلي، في نهاية مرحلة الصمود في يونيو 1968، بسبب تكثيف القوات المصرية، من عمليات دفع الدوريات والكمائن إلى الضفة الشرقية للقناة وبمعدل شبه يومي، وفي مناطق متفرقة وغير متوقعة، مع نجاح معظمها في تحقيق نتائج جيدة من تدمير، وخطف أسرى، ووثائق، وأسلحة، والعودة بمعلومات قيمة. فكثفت القوات الإسرائيلية نشاط طيرانها، ضد أهداف مدنية في العمق المصري، مع تصيعدها للقصف المدفعي والدبابات، والتي شملت أحيانا مواجهة الجبهة بالكامل. واستمر الحال على هذا المنوال طوال مرحلة الصمود، التي استنزفت وأجهدت القوات الإسرائيلية، في حرب طويلة ثابتة لم يتعودوا عليها]
مرحلة الدفاع النشط أو المواجهة
يعد يوم 8 سبتمبر 1968، نقطة تحول الرئيسية في تنشيط الجبهة. فكان هذا اليوم بداية مرحلة الدفاع النشط، التي أرادت مصر أن تبـدأها بقوة، تعلن عن نفسها إقليميا وعالميا، وتصاب فيها القوات الإسرائيلية بأكبر قدر من الخسائر. وقد شملت أعمال قتال هذا اليوم على قصفات مدفعية، مدبرة وتحت سترها تدفع دوريات قتال على طول الجبهة. وقد خططت هذه القصفات مركزيا بحيث تشمل جميع الأهداف الإسرائيلية شرقي القناة حتى عمق 20 كيلومترا. وروعي أن تبدأ قبل آخر ضوء بفترة مناسبة، وتستمر إلى ما بعد آخر ضوء، وقد اشترك في هذه القصفات 38 كتيبة مدفعية من مختلف الأعيرة، أطلقت نيرانها لمدة ثلاث ساعات، من الرابعة والنصف إلى السابعة والنصف مساء، وشاركت جميع الأسلحة المضادة للدبابات، لتطلق نيرانها من الضفة الغربية للقناة، على الأهداف المعادية المرئية على الضفة الشرقية. واستهدفت هذه القصفات خط بارليف، الجاري إنشاءه في المقام الأول، ثم جميع مواقع الصـواريخ 216 مم، 240 مم التي يستخدمها الجانب الآخر في التأثير على مدن القناة، وجميع مواقع المدفعية، ومناطق الشؤون الإدارية، ومناطق تمركز الأفراد. وقد شكلت هذه القصفات صدمة نفسية للجانب الآخر، حيث شعر لأول مرة أن السيطرة النيرانية قد آلت للقوات المسلحة المصرية. وتكبدت إسرائيل خسائر جسيمة، شملت تدمير 19 دبابة، وثمانية مواقع صواريخ، وعشرات الدشم، ومناطق الشؤون الإدارية، ومناطق التمركز. وأسكتت خلالها جميع مدفعيات إسرائيل، التي قدرت وقتها بسبعة عشر بطارية مدفعية.
وفي 26 أكتوبر تكررت قصفات المدفعية المركزة، ولكن بصورة أقل، حيث اشتركت فيها 23 كتيبة مدفعية، أطلقت نيرانها لمدة سبعين دقيقة. واستهدفت بالدرجة الأولى تدمير مواقع الصواريخ 216، 240 مم بعد تحديدها بدقة من خلال الدوريات التي سبق دفعها، ومن خلال صور جوية حديثة. وتحت ستر هذه القصفات، دفع العديد من الكـمائن لاصطياد الدبابات والمركبات التي تحاول الهروب أثناء القصف. وقد نجح هذا القصف كذلك، وشكل للجانب الآخر صورة غير مألوفة من الإزعاج، نتيجة للخسائر التي تكبدها، والتي حددها بعد ذلك بأنها 49 فردا بين قتيل وجريح علاوة على تدمير وحدات الصواريخ.
وطبقا للفكر الإسرائيلي، الذي تلقى خسائر ليست هينة على جبهة القناة، واقتنع بأن التفوق آل إلى المصريين في هذه المنطقة، فقد لجأ إلى توسيع الجبهة وامتدادها إلى مناطق بعيدة للغاية، حتى تضطر القيادة المصرية إلى نشر قواتها على مواجهة ألف كيلومترا، تمثل طول الحدود الشرقية المصرية بالكامل، ومن ثم يتلاشى التفوق المصري على الجبهة. ووضع القيادة السياسية في مأزق، عندما يشعر الشعب أن إسرائيل اخترقت أعماقه، ودمرت أهدافا حيوية دون أن تتعرض لها القوات المسلحة المسؤولة أساساً عن تأمين هذا الشعب. وقد اختارت إسرائيل هدفها في نجع حمادي، وفي محطة محولات كهرباء السد العالي بالتحديد، حتى يكون التأثير محسوساً لدى الشعب كله. وقد تمت هذه العملية ليلة 1 نوفمبر 1968، من خلال عملية ليلية، أريد بها هدفاً سياسيا وليس عسكريا. واستخدم فيها طائرات الهليوكوبتر سوبر فريليون، التي كانت إسرائيل قد حصلت عليها حديثا. واختير أفراد القوة الإسرائيلية من المظليين الذين يتكلمون العربية بطلاقه، حتى أعتقد أهالي المنطقة أنهم مصريون. ولذلك لم يتعرضوا لهم في البداية، مما أدى إلى نجاح هذه العملية التي كان تأثيرها ضعيفا، ولم تحقق الهدف السياسي الذي خططته إسرائيل. أما على الجانب العسكري المصري، فكان لا بد من إعادة النظر في تأمين العمق المصري، حتى لا تلجأ إسرائيل لتكرار هذه العملية. وفي الوقت نفسه أعيد تقييم العمليات العسكرية، لتأخذ صورة أخرى أشد من قصفات المدفعية. وقد كان ذلك سببا في تهدئة الأوضاع على الجبهة إلا من الاشتباكات بالأسلحة الصغيرة، وإطلاق حرية قنص أفراد الجيش الإسرائيلي، ومنعهم من التحرك بحرية على طول الجبهة، مع تكثيف دفع دوريات الاستطلاع، للحصول على أكبر قدر من المعلومات للمرحلة القادمة. أما في عمق الدولة، فقد نفذ العديد من إجراءات التأمين، من خلال وحدات الدفاع الشعبي على مستوياتها المختلفة. وقد استغلت القوات الإسرائيلية هذه المرحلة في تحسين موقفها الدفاعي، واستكمال تحصينات خط بارليف، الذي تابعته القوات المصرية جيدا، واكتشفت نقاط ضعفه، تمهيداً لتدميره في مراحل لاحقة.]
مرحلة التحدي والردع أو الاستنزاف
طبقا للتخطيط المصري، كان شهر فبراير 1969 يمثل نهاية الشهور الستة المحددة، كمرحلة انتقالية بما كان يطلق عليه الدفاع النشط. وشهد مارس 1969 أهم مراحل التصعيد العسكري ما بين الجولتين الثالثة والرابعة في الصراع العربي الإسرائيلي. وقد أديرت هذه المرحلة سياسيا وعسكريا بتنسيق متكامل لتحقق الهدف منها ولتتوازن في التصعيد والتهدئة. وتحددت مهامها في تقييد حرية تحركات العدو على الضفة الشرقية للقناة، وإرهاقه وإحداث أكبر خسائر به، وكانت هـذه المرحلة التي امتدت من يوم 8 مارس 1969 إلى 8 أغسطس 1970، طويلة وشاقة، وهي لا تقـل عسكريا عن أي جولة من جولات الصراع العربي الإسرائيلي، بل تعد أطول جولة في تاريخ هذا الصراع.]
من 8 مارس وحتى 19 يوليو 1969
بدأت هذه المرحلة صباح 8 مارس 1969، وامتدت إلى 19 يوليو من العام نفسه، وتميزت بسيطرة مطلقة للقوات المصرية على خط الجبهة. وكانت المدفعية هي الوسيلة الرئيسية للعمل خلالها، حيث صبت على حصون خط بارليف، والأهداف الأخرى، حوالي 40 ألف قذيفة، بادئة أعمالها يوم 8 مارس بأكبر حشد نيراني مؤثر منذ توقفت نيران حرب يونيو. واستمر هذا القصف ساعات متواصلة، اشتركت فيه 34 كتيبة مدفعية، يعاونها حشد من أسلحة الضرب المباشر كالمدافع المضادة للدبابات، والدبابات الثقيلة عيار 122 مم، لتدمير مزاغل نيران دشم خط بارليف. وقد أحدث هذا القصف تأثيرا شديدا على الطرف الآخر القابع شرق القناة، حتى وصل حجم الخسائر تدمير حوالي 29 دبابة، و30 دشمة في خط بارليف، وإسكات 20 بطارية مدفعية، وحرائق شديدة في ست مناطق إدارية، وغير ذلك من الخسائر.
وفي الساعة 3:30 من بعد ظهر يوم 9 مارس 1969، استشهد الفريق عبد المنعم رياض أثناء جولة له ومعه مجموعة قيادته، في قطاع الجيش الثاني الميداني، في منطقة النقطة الرقم 6 بالإسماعيلية، وذلك عندما أطلق الجانب الإسرائيلي نيران مدفعيته وانفجار إحدى الدانات بالقرب منهم، حيث أصابتهم جميعا واستشهد الفريق عبد المنعم رياض أثناء إخلائه.
في 13 مارس 1969، وقع حدثان متضادان في وقت واحد وفي منطقة واحدة، حيث بدأت إغارات القوات المصرية لتدمير موقع للجيش الإسرائيلي، في منقطة جنوب البحيرات نفذتها الكتيبة 33 صاعقة، ونجحت في مهمتها ودمرت الموقع، وخطفت أسيراً، وأصابت دبابتين، وغنمت عينات من أسلحة العدو وألغامه.
وفي الوقت نفسه، كانت القوات الإسرائيلية تحاول إنزال قوارب، والإغارة على منطقة قريبة في منطقة جنوب البحيرات أيضا، حيث قوبلت بنيران شديدة من القوات المصرية التي كانت على أعلى درجة الاستعداد لتأمين إغارتها. وبذلك أفشلت المحاولة واستمرت الاشتباكات بالنيران طوال الليل.
ولم تجد القوات الإسرائيلية وسيلة للرد سوى إعادة قصف مدن القناة. فقصفت قطار السكة الحديد في مساره بين الإسماعيلية والسويس في منطقة الشلوفة. واستمرت القوات المصرية في تصعيد أعمالها القتالية. حتى كان يوم 17 إبريل 1969، حيث نفذت قوات الجيش الثاني الخطة هدير، بتوجيه مدافع الدبابات الثقيلة إلى فتحات المراقبة والتسديد لدشم خط بارليف لتخترقها. وتفجرت الدشم من الداخل وقتل الأفراد المتحصنين بها. وقد نجحت الخطة تماما بما أدى إلى تطاير تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال موشى ديان، واعدا ومهددا القوات المصرية التي لم تعبأ بتهديده، بل أعادت الإغارة على نقطة دفاعية قوية جنوب البلاح لتدمرها. وكان الرد الإسرائيلي متوقعا، حيث أغار يوم 29 إبريل 1969 على محطة محولات نجع حمادي للمرة الثانية، وأسقط عبوات ناسفة زمنية قرب إدفو أصابت بعض المدنيين الأبرياء. وكان الرد المصري مباشرا وسريعا وفي الليلة التالية مباشرة، بالإغارة على نقطة جنوب البلاح للمرة الثانية ونسفها بالكامل.
خلال شهري يونيو ويوليو، تصاعدت الإغارات من الجانبين. فقد نفذ الجانب الإسرائيلي خمس إغارات، استهدفت مواقع منعزلة على ساحل خليج السويس والبحر الأحمر، كان أهمها العملية بولموس أو الإغارة على الجزيرة الخضراء شمالي الخليج يوم 19 يوليو 1969، التي قادها الجنرال رفائيل إيتان، واستهدفت في الأساس موقع الرادار في الجزيرة. وقد أبدت القوات المدافعة جسارة نادرة شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، لدرجة أن قائد الموقع لما شاهد نجاح القوات الإسرائيلية في الوصول إلى الجزيرة، طلب من المدفعية قصف الجزيرة بالكامل، بما فيها من إسرائيليين ومصريين وكان من نتيجة ذلك أن فشلت الإغارة وتكبد الإسرائيليون خسائر كبيرة، أجبرت الجنرال إيتان على الانسحاب.
وفي المقابل شنت القوات المصرية غارات ناجحة على نقط الجيش الإسرائيلي القوية، أحدثت تدميرا وخسائر في نقطتي شمال البلاح والشط. أما الإغارة على نقطة لسان التمساح شرق مدينة الإسماعيلية، وهي النقطة التي أصابت الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، فكانت هي الثأر المدبر من القوات الخاصة المصرية بقيادة الشهيد المقدم إبراهيم الرفاعي. فقد أغارت هذه القوات المدربة على أعلى مستوى ليلة 8 يوليو 1969، وقتلت وأصابت حوالي 30 جنديا إسرائيليا، ودمرت دبابتين، ونسفت 4 دشم، وخسرت هذه القوات 9 شهداء. أما الإغارة الأخرى التي أصابت القيادة الإسرائيلية في مقتل فكانت هي الإغارة على نقطة لسان بور توفيق ليلة 11 يوليو، وفي التوقيت نفسه، إغارة أخرى على النقطة القوية في منطقة القرش شمال الإسماعيلية. وقد نتج عن إغارة لسان بور توفيق قتل وجرح 40 فردا، وتدمير خمس دبابات وأربع دشم، وأسير واحد، دون أن تتكبد القوات المصرية أي خسائر.
وقد أدت نتائج هذه الإغارات الأليمة إلى تغيير جذري في خطط إسرائيل لمجابهة الاستنزاف المصري، والتصعيد بالاستنزاف المضاد، إلى مرحلة أكثر شمولا بإدخال الطيران الإسرائيلي ذراع إسرائيل الطويلة في المعركة وتنفيذ العملية بوكسر. ويقول زئيف شيف المحلل الإسرائيلي في كتابه عن حرب الاستنزاف. أن عملية لسان بور توفيق هي التي أنهت الجدل داخل أروقة القيادة الإسرائيلية حول حتمية تدخل الطيران في المعركة. ويستطرد: " لقد كان هذا النجاح هو أبرز ما حققه المصريون، ومن الواضح أنه كان سيحفزهم إلى نشاط أكبر، لا مناص عن إيقافهم عنه بسرعة ".[12] كما ذكرت صحيفة معاريف نقلا عن المتحدث العسكري الإسرائيلي: " أمام الضغط الهائل الذي مارسه المصريون في الجبهة، والحياة التي أصبحت لا تطاق على الضفة الشرقية للقناة، أقدمت القيادة الإسرائيلية على استخدام سلاح الطيران، الذي كانت كل الآراء تصر على الاحتفاظ به للمستقبل ". وقد مهدت القوات الإسرائيلية لدفع الطيران بمحاولة التخلص من بعض الرادارات المصرية ونقط المراقبة الجوية. لذلك كان القصف الجوي ضد وحدة الرادار المصرية في الأردن يوم 22 إبريل 1969، وكذلك إغارة الجزيرة الخضراء، وإغارة الأدبية، ضد نقطة مراقبة جوية منعزلة.]
من 20 يوليو وحتى نهاية عام 1969
اعتبارا من 20 يوليو 1969، بدأت المرحلة الثانية من حرب الاستنزاف بإدخال إسرائيل لعامل رئيسي جديد في هذه الحرب، اتسعت من خلاله مجالات المواجهة ليشمل مسارح العمليات بالكامل، بعد أن كانت مقتصرة على المسرح البري خلال الفترة السابقة. وقد افتتحت إسرائيل هذه المرحلة بتنفيذ العملية بوكسر، التي تتلخص في تنفيذ 500 طلعة طائرة تقصف 2500 قنبلة بإجمالي 500 طن على أهداف منتخبة خلال 10 أيام، وهي مواقع الدفاع الجوي والرادارات، ومواقع المدفعيات، والقوات في الجبهة. ويفخر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال حاييم بارليف، بأنه خلال الفترة من 20 يوليو وحتى 7 سبتمبر 1969، نفذت الطائرات الإسرائيلية 1000 غارة لإجبار مصر على نشر قواتها وتخفيف الحشد في جبهة القناة.
وفي يوم 9 سبتمبر 1969 قامت إسرائيل بإنزال سرية دبابات ت 55 من مخلفات حرب يونيو في منطقة أبو الدرج على ساحل البحر الأحمر، اتجهت جنوبا إلى الزعفرانة مدمرة كل الأهداف والسيارات المدنية التي اعترضت طريقها، مستغلة خلو المنطقة تماما من أية قوات عسكرية سوى بعض نقاط المراقـبة، ونقطة تمركز بحرية بها لنشي طوربيد مصريين حرصت على تدميرهما قبل بداية الإنزال بواسطة الضفادع البشرية. وقد نجحت الإغارة دعائيا على الرغم من أنها لم يكن لها مردود عسكري مؤثر، إلا أن رد فعل الإغارة كان عميقا في القيادة العامة، لتحديد مسئولية عدم اكتشاف قوة الإغارة أثناء وجودها على الشاطئ الشرقي للخليج قبل تنفيذ العملية، وكذلك مسئولية عدم اتخاذ إجراء إيجابي قوي لمواجهة القوة بعد نزولها على الشاطئ الغربي وبقائها 6 ساعات. وقد استغلت إسرائيل هذه الإغارة إعلاميا بطريقة مثيرة، بعد أن سجلت لها فيلما عرضته على الشعب الإسرائيلي.
افتتحت القوات الخاصة المصرية أول أيام شهر أكتوبر 1969، بعملية كبري للرد على إنزال العدو في الزعفرانة. فقد أبرت قوة من المجموعة 39 عمليات خاصة بحرا وجوا في منطقة رأس ملعب. وتقدمت على الطريق الساحلي في هذه المنطقة حتى رأس مطارمة، ونسفت جميع الأهداف العسكرية ثم نسفت الطريق نفسه. ووضعت ألغاما وشراكا خداعية في بعض المناطق وعادت سالمة. وقد انفجرت هذه الألغام في القوات الإسرائيلية التي هرعت للنجدة بعد انسحاب القوة. في شهري نوفمبر وديسمبر، تملكت القوات المصرية زمام المبادرة وتوسعت في أعمال الكمائن النهارية، بعد أن أوقفت إسرائيل التحركات الليلية تفاديا للكمائن التي دمرت الكثير من قواته المتحركة. ومن أهم الإغارات التي نفذت خلال هذه الفترة:
ليلة 28 نوفمبر 1969: نسفت القوات الخاصة طريق شرم الشيخ ـ الطور في منطقة جنوب سيناء، من خلال عملية إبرار بحري وجوي، كما أغارت على بعض الأهداف، في المنطقة.
ليلة 30 نوفمبر 1969: أغارت مجموعة من القوات الخاصة على موقع شمالي الشط، أدى إلى قتل وإصابة 70 فردا، وتدمير 3 دبابات، وعدد من الدشم.
يوم 6 ديسمبر 1969: احتلت قوة تقدر بحوالي مجموعه كتيبة مشاة الضفة الشرقية للقناة، بعد تدمير جميع الأهداف المعادية، والاحتياطيات المحلية، ومنطقة شؤونه الإدارية، مع التمسك بالأرض. وطلب قائد الجيش الثاني استمرار هذه القوة في مواقعها شرقا على أن يتولى الجيش تأمين أعمال قتالها، ولكن وزير الحربية أمر بعودة القوة حتى لا يتم الخروج عن الأهداف المخططة لحرب الاستنزاف. وبالفعل عادت القوة بعد آخر ضوء يوم 7 ديسمبر بعد أن ثبتت العلم المصري على الضفة الشرقية، وظل مرفوعا تحميه نيران القوات المصرية من الشاطئ الآخر حتى إيقاف إطلاق النيران.
يوم 14 ديسمبر 1969: تمكن كمين نهاري من اللواء 117 مشاة، من تدمير عربة جيب متقدمة على الطريق، وقتل 4 أفراد، وأسر أول ضابط إسرائيلي في حرب الاستنزاف وهو النقيب دان أفيدان، وقد حمله الجنود وعادوا به إلى الضفة الغربية نظـرا لإصابته.
جاء رد الجانب الإسرائيلي على نشاط القوات المصرية في اتجاه رأس غارب ليلة 27 ديسمبر 1969، من خلال العملية روستر التي استهدفت خطف محطة رادار ب 12 حديثة. وكان لهذا الرادار موقع رئيسي وموقع هيكلي والمسافة بينهم كبيرة، وحتى يمكن الخداع عن مكان محطة الرادار الحقيقية تركت بأقل عدد من أفراد الحراسة، حتى تظهر على أنها هي المحطة الرئيسية. وقد اكتشفت إسرائيل هذه الخدعة سواء من خلال التصوير الجوي أو من خلال عملاء. ونفذت العملية بتركيز القصف الجوي على المحطة الخداعية وضد قوات الحراسة والاحتياطيات. ولكن كانت هناك عملية أخرى تنفذ في الوقت نفسه، وهي دفع طائرتين مروحيتين لحمل جهاز الرادار الحقيقي إلى الشاطئ الآخر من الخليج. ولم يتوقف القصف ضد الرادار الهيكلي أو قوات الحراسة والاحتياطيات إلا بعد وصول الرادار إلى الشاطئ الآخر.
انتهى عام 1969 والقوات المسلحة المصرية متماسكة تماما. وقد تجاوزت الحاجز النفسي الذي سببته نتائج حرب يونيو وتخطت حاجز الخوف. وقد نجحت مراحل الاستنزاف في تحقيق أهدافها. أما ذراع إسرائيل الطويلة فلم تتمكن من تحقيق أهداف القيادة السياسية الإسرائيلية، على الرغم من أنها شنت في الفترة من 20 يوليو وحتى نهاية عام 1969 حوالي 3500 طلعة جوية في مقابل 2900 طلعة جوية مصرية معظمها للحماية والتأمين. ودارت بين القوات الجوية المصرية والإسرائيلية 22 معركة جوية اشتركت فيها 130 مقاتلة إسرائيلية في مواجهة 110 مقاتلة مصرية. وكانت خسائر المصريين 26 طائرة وخسائر العدو 14 طائرة، نظرا للفارق بين نوع الطائرات ومستوى تدريب الطيارين، حيث كانت تحرص إسرائيل على دفع أحسن طياريها المحترفين للقيام بالاشتباكات والمعارك الجوية، بينما كان معظم الطيارين المصريين حديثي الخدمة بعد حرب يونيو. أما العمليات البرية الإيجابية الناجحة خلال عام 1969، فكانت 44 عملية ما بين إغارة وكمين، نفذ منها 5 أعمال في عمق إسرائيل، بينما نفذت إسرائيل 28 عملا إيجابيا منها 16 عملا في العمق المصري. وكانت خسائر القوات المصرية، استشهاد 16 ضابطا، و150 رتبا أخرى، أما الجرحى فكانوا 19 ضابطا، 299 رتبا أخرى، في مقابل 133 قتيل، و320 جريح في صفوف القوات الإسرائيلية طبقا لما صرح به موشي ديان.]
من يناير 1970 وحتى نهاية الحرب
كان واضحا أمام القيادة الإسرائيلية أن مراحل الاستنزاف المضاد لم تتمكن من تحقيق أهدافها. فالقوات المصرية لم تتشتت في الجبهة لمواجهة أعمال الاستنزاف الإسرائيلية في عمق الصعيد والبحر الأحمر. لذلك كان لا بد من التفكير في الدخول في مرحلة جديدة للاستنزاف، يكون الهدف منها استخدام سلاح الجو الإسرائيلي لقصف العمق المصري بكثافة أكبر، لزيادة الضغط على الشعب المصري ودفعه إلى الثورة على قيادته لإيقاف حرب الاستنزاف، وإضعاف نظام الرئيس عبدالناصر أو الإطاحة به. وقد كان مهندس هذه العملية هو الجنرال عزرا وايزمان مدير العمليات برئاسة الأركان وقتها. ووضعت الخطة بريها في رئاسة الأركان الإسرائيلية وعرضت على رئاسة الوزراء وتم التصديق عليها.
وقد بدأ تنفيذ الخطة بريها اعتبارا من فجر 7 يناير 1970 بطلعة جوية فوق سماء القاهرة، تخترق حاجز الصوت وتحدث فرقعة شديدة لتعلن عن بدء مرحلة جديدة من تصعيد حرب الاستنزاف. وقد شدت هذه المرحلة انتباه المعسكرين الشرقي والغربي في آن واحد، حيث تشترك المقاتلات الأمريكية الحديثة من طراز فانتوم التي حصلت عليها إسرائيل ودخلت الخدمة فعلا اعتبارا من شهر سبتمبر 1969، وكذلك لوجود تشابه بين نظام الدفاع الجوي المصري الجاري إنشائه في هذه المرحلة ونظام الدفاع الجوي لحلف وارسو. وقد استمر القصف الجوي العنيف من الطائرات الحربية الإسرائيلية طوال الأربعة أشهر الأولى من عام 1970. حيث صرحت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل لصحيفة الفاينانشيال تايمز يوم 6 يوليو 1970 بأن طائراتها كانت تسقط ألف قنبلة على المصريين يوميا.
من أهم العمليات التي قام بها الإسرائيليون خلال شهر يناير 70 كان الهجوم على جزيرة شدوان، وهي جزيرة منعزلة بالقرب من منطقة تفرع خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وتؤمنها سرية صاعقة ورادار بحري لتأمين الملاحة البحرية في المنطقة. وقد وقع هذا الهجوم ليلة 22 يناير في عملية إسرائيلية ضخمة شملت إبرار بحري وجوي وقصف جوي استمر لعدة ساعات على الجزيرة، وضد بعض موانئ البحر الأحمر التي يحتمل أن تدفع نجدة للقوات المصرية. وقد استمر قتال ضار لمدة ستة ساعات كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية. وقد ظل القطاع الذي يحوي الرادار في الجزيرة يقاوم بعنف دون أن تتمكن القوات الإسرائيلية الاقتراب منه. وقد برر وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب هذا الهجوم الفاشـل بأنه رد على مهاجمة القوات المصرية لميناء إيلات الإسرائيلي في شهر نوفمبر 1969. وكان الرد الفوري المصري على هذه العملية غارة جوية على معسكر إسرائيلي في العريش في 24 يناير أحدثت خسائر كبيرة في قواته. ثم أعقب هذا الهجوم آخر في 27 يناير نفذته منظمة تحرير سيناء بقصف مستعمرة ناحال تكفا، حيث أصابت بعض المباني وقتلت وجرحت 35 فردا إسرائيليا.
توسعت القوات المصرية في أعمال القتال البرية نتيجة لعاملين: أولهما الانتقام من غارات العمق الإسرائيلية بإحداث أكبر خسائر في قوات العدو، والثانية كسر الحاجز النفسي وتسابق الوحدات والأفراد على الاشتراك في عمليات العبور، التي كانت دائما تنجح نتيجة للتخطيط السليم، والتأمين المتكامل مما منح ثقة مطلقة للمقاتلين المشاركين فيها. وقد نفذت 16 إغارة وكمين ناجح على طول الجبهة، علاوة على ثلاث إغارات في العمق الطور وإيلات. وكانت جميع الكمائن ناجحة تماما، وأحدثت خسائر كبيرة في العدو، مما اضطره إلى تحجيم تحركاته إلى اقل حد ممكن، بل إِن تحركاته أصبحت تتم، من خلال تأمينها بمجموعات قتالية ضخمة، ومع ذلك فلم تسلم هذه الأرتال من نيران القوات المصرية. ومن أهم الكمائن التي نفذت خلال هذه الفترة:
كمين الشط (11 فبراير 1970): من أهم الكمائن التي أحدثت خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي، هي كمين نهاري من الفرقة 19 مشاة في منطقة شمال الشط يوم 11 فبراير 1970، حيث تمكن من تدمير دبابة وثلاثة عربات، وقتل 18 فردا، وأسر فردين.
كمين شرق الدفرسوار (25 مارس 1970): تمكن كمين من اللواء 117 مشاة، من تدمير دبابة وعربتين نصف جنزير، وقتل وجرح 15 فردا، في منطقة شرق الدفرسوار.
كمين السبت الحزين (30 مايو 1970): في 30 مايو 1970 نفذ هذا الكمين في منطقة رقبة الوزة شمال القنطرة حتى جنوب بورسعيد وقد خطط للثأر لأطفال بحر البقر، واشتركت فيه مجموعة قتال من اللواء 135 مشاة ومجموعة قتال من الكتيبة 83 صاعقة. وحددت قيادة موحدة للقوتين وقد عبرت هذه القوات ليلا، واحتلت مواقعها لاصطياد مجموعات الإجازات للجنود الإسرائيليين، التي تحرسـها قوات مقاتلة مكونة من الدبابات والعربات المدرعة. وعند الظهر، خرجت على طريق القنطرة متجهة إلى جنوب بور فؤاد مجموعة القتال الإسرائيلية، المكونة من 4 دبابة، 4 عربات مدرعة، وحافلتا ركاب إجازات. وكان على الكمين الرقم 1 المكون من عناصر الصاعقة عدم التعرض لها، ويتركها تمر إلى أن تصل إلى الكمين الرقم 2 في منطقة جنوب التينة، حيث يفتح عليها أقصى معدلات النيران. وقد جرى تنفيذ ذلك تماما، وأصيبت دبابتان وعربة مدرعة وحافلة. وحاول الجزء المتبقي الهروب والعودة إلى القنطرة ليقع في شراك الكمين الرقم 1، حيث انقضت عناصر الصاعقة لتجهز على ما تبقى من القوة. وقد أسر فردان، وتدمرت الدبابات والعربات، وقتل وجرح حوالي 35 إسرائيليا، حيث أطلق على هذا اليوم السبت الحزين في إسرائيل. وكان الرد الإسرائيلي عنيفا، استمر حوالي 48 ساعة قصف شبه متواصل على مواقع القنطرة ورقبة الوزة، ولكنه لم يحدث أي خسائر ذات أثر على القوات المصرية.
وقد استمرت الأعمال القتالية المتبادلة حتى حدث تغير هائل بعد ظهر الثلاثين من يونيو 1970، ليحسم الصراع الدائر بين بناة مواقع الصواريخ المصرية وبين ذراع إسرائيل الطويلة، حيث احتلت بعض كتائب الصواريخ مواقعها من خلال تنظيم صندوقي لعناصر الدفاع الجوي، ابتكرته العقول المصرية في قيادة الدفاع الجوي المصري. وبدأ عقب ذلك تساقط الطائرات الإسرائيلية فيما عرف بأسبوع تساقط الفانتوم، ليصاب الطيران الإسرائيلي بأول نكسة في تاريخه أثرت على أسس نظرية الأمن الإسرائيلي بالكامل. وكان هذا اليوم بمثابة إعلان لخسارة إسرائيل لجهودها في معارك حرب الاستنزاف، التي ركزت خلالها على عدم إنشاء أي مواقع صواريخ في مسرح العمليات]
مع توالي الأحداث وتصاعدها، زاد الإحساس لدى القيادة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي بأن حرب الاستنزاف المضاد ما هي إلا استنزاف آخر لإسرائيل نفسها. وبدأت تتصاعد موجات السخط مع الإعلان عن خسائر إسرائيل التي تتزايد يوما بعد يوم. وفي داخل القيادة الإسرائيلية نفسها، بدأت الصراعات بين الحمائم والصقور تكيل الاتهامات لبعضها. فالعملية بريها لم تحقق شيئا سوى الدعم السوفيتي سواء بالسلاح أو الوجود على مسرح القتال، ولم ينتج عنها إلا تآكل الجيش والطيران الإسرائيلي. ومردودها الوحيد هو تصاعد العمليات العسكرية المصرية.
ولم يأت النقد العنيف من داخل إسرائيل وحدها، بل من الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، التي صدمت من زيادة الوجود السوفياتي في مسرح الشرق الأوسط. وشعرت أوروبا أن تأثيرات الحرب انعكست عليها، خصوصا بعد أن انتقلت حرب الاستنزاف إلى أبعاد جديدة، بتدمير الحفار الإسرائيلي كيتنج في ميناء أبيدجان عاصمة ساحل العاج، ويحتمل أن يمتد ذلك إلى مناطق بترولية للتأثير على المصالح الغربية.
وجدت الولايات المتحدة الأمريكية أن استمرار الحرب لا يحقق مصالحها أو مصالح إسرائيل، لذلك سعت إلى تقديم مبادرة روجرز، التي تقدم بها فعلا وزير الخارجية الأمريكي، الذي تحمل المبادرة اسمه، يوم 19 يونيو 1970 إلى كل من مصر وإسرائيل. جاء في نصها الآتي:
" تعلن أطراف النزاع في الشرق الأوسط، وتنفذ وقفا محدوداً لإطلاق النار مدته تسعون يوما، وفي هذه الفترة ينشط السفير جونار يارنج لينفذ قرار مجلس الأمن رقم 242، وبالتحديد فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم، يقوم على الاعتراف المتبادل والسيادة ووحدة الأراضي والاستقلال السياسي، بسحب إسرائيل قواتها من الأراضي التي احتلتها في معركة 1967 ".
وكانت المبادرة بهذه الصيغة المتوازنة تنبع من روح قرار مجلس الأمن 242. ووجد الرئيس جمال عبدالناصر أن قبولها أمر ممكن، لإعطاء فرصة للقوات المسلحة لاستعادة كفاءتها القتالية بعد حرب متصلة استمرت قرابة الألف يوم. ووجدت فيها إسرائيل فرصة للخروج من أزمتها وإيقاف نزيف الخسائر الذي تتعرض له، وقبلت الأطراف المبادرة وأُعلن وقف إطلاق النيران اعتبارا من يوم 8 أغسطس 1970.
أحداث لاحقة
في 17 سبتمبر 1970 قامت الدفاع الجوي المصري بإسقاط الطائرة حربية إلكترونية الإسرائيلية ستراتوكروز، ومقتل نخبة علماء عسكريين إسرائيليين في الحرب الإلكترونية كانوا على متن الطائرة بالإضافة لمقتل طاقم الطائرة بالكامل. أسقطتها قوات الدفاع الجوي المصري على بعد 15 ميل شرق قناة السويس، بعدها وجه مجلس الأمن اتهامات لمصر باختراق اتفاقية وقف إطلاق النار أغسطس 1970. صرحت القيادة المصرية أن الرادارات المصرية التقطتها كمقاتلة فانتوم إسرائيلية اخترقت المجال الجوي المصري وتم التعامل معها مباشرة وإسقاطها فوق سيناء. بينما أعتبر الإسرائيليين أن عملية إسقاط الطائرة كانت مخطط من قبل قوات الدفاع الجوي المصري لإستهداف العلماء الإسرائيليين. تم تسمية العملية بالعملية "27 رجب" لأنها كانت توافق يوم 27 رجب حسب التقويم الهجري.
انطلقت حرب الاستنزاف في سوريا ابتداء بعد توقف حرب 1967 وكانت بداية العمليات في الجزء الأول من 1968 وقد حققت حرب الاستنزاف في الجولان الكثير من الأهداف وشاركت القوات الجوية السورية بأقتدار ومن الأهداف التي تم التخطيط لها :-
استنزاف القوات الإسرائيلية .
المشاركة ف توفير المعلومات عن تمركز القوات الإسرائيلية في الجولان وجبل الشيخ .
تأمين القوات البرية بجميع قطاعاتها والتمهيد لها .
تأمين وحماية المواقع الإستراتيجية والحيوية في سوريا .
بطولات القوات الجوية السورية
عمل الطيران السوري على تنظيم هجمات مدروسة ومتتالية على المواقع الإسرائيلية وكانت الطائرات الحربية السورية تلاحق الطيران الإسرائيلي فوق هضبة الجولان وخلال سنوات حرب الاستنزاف حققت القوة الجوية السورية والصواريخ سوفيتية الصنع التي كان الجيش السوري يمتلك أحدثها قد حققت تفوق واضح للطيران السوري وتم إسقاط اعداد كبيرة من الطائرات الإسرائيلية خلال سنوات حرب الاستنزاف .
الكثير من البطولات سطرت في الجولان وفي الاجواء وسماء المنطقة العديد من المعارك والاشتباكات بين الطيران السوري والطيران الإسرائيلي تكبدت فيه إسرائيل الكثير الكثير من الخسائر وبعد توقف القتال على الجبهة المصرية في حرب حرب 6 أكتوبر 1973، استمرت الحرب على الجبهة السورية وكانت حرب إستنزاف لمدة 84 يوما , و بدأت سوريا ومصر الحرب في حرب 6 اكتوبر 1973 معا إلا أن توقف القتال على الجبهة المصرية بسبب انكشاف ظهر القوات المصرية للعدو وإنزال الجسر الجوي بين القوات الإسرائيلية والامريكية في عمق الجبهة المصرية أجبرها على التوقف خوفا من أي عملية التفاف حول القوات المصرية وهو ما كان في أحداث الثغرة عندما حاولت القيادة المصرية الدخول للعمق والوصول للمرات بغية لفت الانتباه عن الجبهة السورية لتغطية الاختلال بالخطة المتفق عليها مع سوريا التي لم تقم بضرب نقاط القوة لدى إسرائيل في جبهتها بالشكل المؤثر والذي نبه إسرائيل للحرب مبكرا وحماية تلك المواقع وردع الهجوم السوري وطلب النجدة من الولايات المتحدة وهو ما كان من عمل جسر جوي بين القوات الأمريكية في قاعدتها بتركيا و القوات الإسرائيلية في الجولان، و بعد اليوم 24 رغم تقدم القوات السورية وتحققيها انتصارات وإسرائيل تستنجد بأمريكا اعلن مجلس الأمن قرار وقف إطلاق النار وبقيت سوريا تحارب وحيدة في حرب استنزاف إلى أن تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل ، نظرا للدعم الكامل من الولايات المتحدة لإسرائيل ففضلت القيادة السورية تسوية الأمر سليما. [18]
من وجهة النظر الإسرائيلية
بعد انتهاء حرب الأيام الستّة (1967) بوقت قصير، بدأ عبد الناصر بشن حرب دامية ومستمرّة غير شاملة: حرب الاستنزاف والتي شملت تبادلا لاطلاق نيران المدفعية على امتداد خط "بار ليف" على حافة قناة السويس، مما أدى إلى تصعيد الأوضاع بسرعة. وقام جيش الدفاع بعدة هجمات جريئة – ربّما كان أبرزها ضبط جهاز رادار روسي الصنع ونقله بسلام إلى إسرائيل وهو صالح للعمل. وعندما بدأ سلاح الجو غاراته على أهداف في عمق الأراضي المصرية، توجّه عبد الناصر والذي دخل في مأزق، إلى الاتحاد السوفياتي طالبًا منه المساعدة ليس من خلال تزويد مصر بالعتاد الروسي فحسب، بل من خلال إرسال قوات جوية وبريّة روسية. ووافقت روسيا رغم أنّها لم تكن متحمسة على ذلك. وبعد ذلك بوقت قصير، اتفقت الولايات المتحدة خشية من أن يؤدي التدخل المباشر لقوة عظمى إلى تصعيد النزاع إلى حد تحوّله إلى مواجهة نووية، اتّفقت مع الاتحاد السوفياتي على العمل من أجل وضع حدّ للحرب وفقا لصيغة "وقف إطلاق نار" تبناها مجلس الأمن الدولي (تموز يوليو 1970). قتل خلال المعركة 1،424 جنديًا إسرائيليًا في الفترة ما بين 15 من حزيران يونيو 1967 و8 من آب أغسطس 1970.
إعتبر زعماء منظمة التحرير الفلسطينية احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في البداية الواقع الأمثل بالنسبة للمقاومة أي بالنسبة للنشاطات الإرهابية. ولكن الاعتداءات الإرهابية لم تكن لها نتائج ملموسة. ولذلك نقلت المنظمات الإرهابية العربية نشاطاتها إلى الخارج. وشملت هذه النشاطات اختطاف طائرات وتفجيرها. وبعد أن تغاضت الدول الغربية عن هذه العمليات التخريبية في البداية إذ أنّها لم تخص إلا إسرائيل وحدها، تصاعدت هذه العمليات من ناحية العدد ومن ناحية تطرفها. وكانت مجزرة ميونيخ حيث قتل 11 رياضيًا إسرائيلييًا خلال الألعاب الأوليمبية في 1972 العملية الإرهابية الأكثر وحشية. وفي هذه الفترة أجرت مصر بالتنسيق السرّي مع سوريا، استعداداتها لجولة أخرى من الحرب. وكانت إسرائيل على علم بهذه الاستعدادات ولكنّها تمسكت بالرؤية بأن الرئيس أنور السادات لن يخوض حربًا إلا إذا تأكد من تعادل القوة الجوية على الأقل بين مصر وإسرائيل إذا لم تحصل مصر على تفوق جوي. فتجاهلت إسرائيل الوضع الراهن الذي أنذر بما لا يُحمد عقباه. [19]
مقولات عن حرب الاستنزاف
جمال عبد الناصر
وقد شرح جمال عبد الناصر فلسفته في هذة الحرب في حوار مع كاتبه الأثير محمد حسين هيكل
" ان يستطيع العدو ان يقتل 50 ألفاً منا فاننا نستطيع الاستمرار لأننا نمتلك الاحتياطي الكافي ولكن أن يفقد العدو 10 آلاف فسوف يجد نفسه مضطر إلى أن يوقف القتال فهو لا يمتلك الاحتياطي البشري الكافي".
الخبراء العسكريين
من جانبهم قال الخبراء العسكريون أن حرب الاستنزاف هى التى مهدت الطريق لنصر 6 أكتوبر ، ففى تقرير نشرته جريدة "العربى الناصرى " في 5 أكتوبر 2003 ، قال اللواء صلاح المناوي رئيس عمليات القوات الجوية المصرية خلال حرب أكتوبر :" إن حرب الاستنزاف كانت المدرسة التي أعدت القوات المسلحة المصرية لحرب أكتوبر المجيدة فقد كشفت لنا حرب الاستنزاف كل تجمعات العدو وطريقة اقترابه في الهجوم والشكل القتالي الذي يتواجد به كما كشفت لنا أيضا عدد طائرات العدو المستخدمة في الجو والأخري بالمظلات مما ساعدنا علي إعداد خطة أكتوبر ونجاح القوات المسلحة الباسلة في تدمير طائرات العدو وهي علي الأرض".
وقال اللواء علي حفظي قائد قوات الاستطلاع في حرب 73 أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أعطي الأولوية القصوي لإعادة بناء القوات المسلحة بعد نكسة 1967 وإعادة تسليحها وإثبات زيف إدعاء العدو بأن القوات المسلحة المصرية انتهت ولذا كان الرد المصري سريعا جدا علي هذه الإدعاءات فهاجمت 24 طائرة مصرية مواقع العدو في سيناء في أكتوبر 1967 وضربت قواعده وعادت كلها سالمة ، وعندما حاول الإسرائيليون التحرك شمالا للاستيلاء علي بورتوفيق ورصدوا لها قوة مدرعة كبيرة تصدت لها وحدة من قوات الصاعقة المصرية ودمرت أسلحتهم واضطرتهم للانسحاب بعد الهزيمة في رأس العش.
وفي السياق ذاته ، أكد اللواء أحمد حجازى أحد أبطال نصر أكتوبر أن التاريخ لن ينسي الانتصارات المصرية خلال حرب الاستنزاف فهذه الحرب غيرت وجهة النظر الحربية خاصة في القوات البحرية فبعد نجاح القوات البحرية المصرية في تدمير ميناء إيلات استبدلت جيوش العالم كله المدمرات والقطع الكبيرة بالزوارق واللنشات الخفيفة.
وأضاف اللواء حجازي أن قرار إخلاء مدن القناة كان قرارا حكيما ساعد في بناء القوات المصرية والإعداد لحرب أكتوبر ، قائلا :" العدو الإسرائيلي كان يوجه الضربات إلي قوات الجيش المصري في مناطق المواجهة ولا نستطيع الرد عليه بسبب تواجد المواطنين هناك ولكن بعد قرار إجلاء المواطنين في مدن القناة نجحت القوات المصرية في الرد عليهم وإعطاء الفرصة للضباط والجنود للتدريب العملي " ، مشددا على أن حرب الاستنزاف كانت نصرا لمصر ولذا سارعت أمريكا لإنقاذ إسرائيل عبر مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.
ويمكن القول ، إن حرب الاستنزاف دحضت المزاعم الإسرائيلية حول أن الجيش المصرى تحول إلى جثة هامدة .
عموم فلسطين مصر حماس غزة العراق إسرائيل الأردن لبنان السلطة الوطنية الفلسطينية السعودية سوريا

          
الإعداد للحرب
بدأت القوات المصرية في تنفيذ مخطط تجهيز مسرح العمليات أعقاب حرب يونيو 1967 ووصول القوات المصرية للشاطئ الشرقي لقناة السويس. وركزت القوات المسلحة المصرية جهودها وطاقتها مستغلة طاقات الشركات المدنية من القطاع الخاص والقطاع العام وقامت بأعمال ضخمة شملت الأراضي المصرية جميعها حيث تم أقامت تحصينات لوقاية الأفراد والأسلحة والمعدات والذخائر وحفر خنادق ومرابض النيران للمدفعية الرئيسية والتبادلية المؤقتة والهيكلية وتجهيز مراكز القيادة والسيطرة الرئيسية التبادلية علي جميع المستويات وأقامة وتعلية السواتر الترابية غرب القناة وإنشاء هضبات حاكمة علي الساتر الترابي لاحتلالها للدبابات والأسلحة المضادة للدبابات كما تم إنشاء نقط قوية في الاتجاهات ذات الأهمية الخاصة و إنشاء شبكة الصواريخ المضادة للطائرات. وأيضا تفادياً لما حدث في هزيمة يونيو 1967 تم إنشاء ملاجئ ودشم خرسانية مسلحة للطائرات والمعدات الفنية بالقواعد الجوية والمطارات وزودت بأبواب منا لصلب وإنشاء 20 قاعدة ومطار جديد وتشكيل وحدات هندسية في كل مطار لصيانة وسرعة إصلاح الممرات بمجرد قصفها. وتم تزويد المشاة بمعدات خاصة وأسلحة دعم تتناسب مع مشكلة عبور قناة السويس بعد ان أصبحت الشدة الميدانية (البل) التي كان معمولاً بها في القوات المسلحة لا تتناسب مع الظروف الجديدة
الهجوم المفاجئ 
افتتحت مصر حرب 1973 بضربة جوية تشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد في تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية. وقد استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. ولقد كانت عبارة عن ضربتين متتاليتين قدر الخبراء الروس نجاح الأولى بنحو 30% وخسائرها بنحو 40% ونظراً للنجاح الهائل للضربة الأولى و البالغ نحو 95% وبخسائر نحو 2.5% تم إلغاء الضربة الثانية. وكان الطيارون المصريون يفجرون طائراتهم في الأهداف الهامة والمستعصية لضمان تدميرها ومنهم على سبيل المثال محمد صبحي الشيخ وطلال سعد الله وعاطف السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات وغيرهم.


نجحت مصر وسورية في تحقيق نصر لهما، إذ تم اختراق خط بارليف، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية،ومنعت القوات السرائلية من استخدام انابيب النابالم بخطة مدهشة كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في مرتفعات الجولان و سيناء، وأجبرت اسرائيل على التخلي عن العديد من أهدافها مع سورية ومصر، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، ومدينة القنيطرة في سورية. ولولا التدخل الأمريكي المباشر في المعارك على الجبهة المصرية بجسر جوي لإنقاذ الجيش الإسرائيلي بدءا من اليوم الرابع للقتال، لمني الجيش الإسرائيلي بهزيمة ساحقة على أيدي الجيش المصري. تم اختيار تاريخ 6 اكتوبر وهو تاريخ مولد الرئيس حافظ الأسد
النتائج العسكرية
أحدثت حرب تشرين تبدلاً حقيقياً في مفهوم الصراع المسلح الدولي والمحلي، وتداعى الخبراء والمنظرون العسكريون والسياسيون من الشرق والغرب لدراستها واستخلاص الدروس المستفادة منها، وما أحدثته من تغيرات في مفاهيم الاستراتيجية والتكتيك والتسليح.
اتصفت المعارك التي دارت على الجبهتين السورية والمصرية بضراوتها وسرعة تبدل المواقف واستمرارها ليلاً نهاراً من دون توقف، وقد استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة التقليدية والمتطورة. ومن أهم سمات تلك الحرب اقتحام المانع المائي في قناة السويس وخرق المنطقة المحصنة في الجولان، وكذلك انتقال زمام المبادأة إلى الجانب السوري المصري لأول مرة بعد حرب 1948.
وأثبتت حرب تشرين ما يتمتع به الجندي العربي من شجاعة وخبرة ومهارة في استخدام الأسلحة المعقدة واستعداد للتضحية في سبيل قضية عادلة، كما أسقطت الأسطورة التي روجها العدو عن جيشه الذي لايقهر. وقد هزت الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بإسرائيل كيانها بعنف وأصابتها بصدمة مازالت آثارها حتى اليوم، رغم الدعم الأمريكي غير المحدود، وبرهنت عن أن هزيمة إسرائيل وإجبارها على التقيد التام بقرارات الأمم المتحدة والتخلي عن الأراضي التي تحتلها لاتتحقق إلا بحرب استنزاف طويلة الأمد تستنزف طاقتها البشرية والمادية والمعنوية

اتفاقية كامب ديڤد

 هي اتفاقية تم التوقيع عليها في 17 سبتمبر 1978م بين الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل الراحل مناحم بيگن بعد 12 يوما من المفاوضات في المنتجع الرئاسي كامب ديڤد في ولاية مريلاند القريب من عاصمة الولايات المتحدة واشنطن. كانت المفاوضات والتوقيع على الاتفاقية تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر. نتج عن هذه الاتفاقية حدوث تغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر بسبب ما وصفه البعض بتوقيع السادات على اتفاقية السلام دون المطالبة بتنازلات إسرائيلية دون المطالبة باعتراف إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989 م نتيجة التوقيع على هذه الاتفاقية ومن جهة أخرى حصل الزعيمان مناصفة على جائزة نوبل للسلام عام 1978 بعد الاتفاقية حسب ما جاء في مبرر المنح «للجهود الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
ماهي قنابل النابالم ؟

الجميع منا يسمع عن القنابل الحارقة ، هي من نوعية القنابل التي تعمل على إحداث الحرائق ، تم إلقاءها في الكثير من الحروب العسكرية حول العالم، و تستخدم  تلك القنابل الحارقة مواد كيميائية لا يمكن إطفائها صعبة الإطفاء ، مثل مواد النابالم و الثرميث  و مسحوق الماغنسيوم وثلاثي فلوريد الكلور والفوسفور الأبيض.
يطلق على القنابل الحارقة تلك اسم النابالم ، ومادة النابالم Napalm عبارة عن سائل هلامي يلتصق بالجلد وهو قابل للاشتعال ، يتم صناعته من خلال قطع الصابون الزيتي مع البنزين المسخن ، بطريقة غير مباشرة وعند ملامسة تلك المادة للجلد ، حيث تم تعبأ المادة بمركبات بترولية والثرميت أو ما يعرف بهلام البترول Jellied gasoline ، و هو مزيج من كل من أكسيد الحديد والألمونيوم، ويتراوح وزن القنبلة الواحدة ما بين 1.5 – 450 كيلو جرام.
ينتج عنها الحروق من الدرجة الرابعة والخامسة، يذكر أن تلك المادة تم تطوريها من خلال مجموعة من علماء الكيمياء في جامعة هارفارد الأمريكية عام 1942م ، و ينجم عن انفجار القنبلة هذه ، مزيج بترولي لزج يلتهب بشكل مباشر ويشتعل مسببًا حرائق صعبة الإطفاء، وينتشر نوع أخر من قنابل النابالم الحارقة وهو قنبلة الوقود الهوائية أو سحابة من الوقود الملتهب.
و تم حظر تلك المادة وفقًا لاتفاقية تم إبرامها في العاشر من اكتوبر تشرين عام  1980 م   والتي تعرف باسم بروتوكول جينيف ، في الأمم المتحدة لمنع استخدام المادة ضد المدنيين ، بسبب أنه من المواد الخطيرة جدًا المسببة للدمار والموت، و تندرج قنابل النابالم ضمن الأسلحة المحرقة.

تاريخ إنتاج قنابل النابالم
القنبلة قديمًا
تم وصف القنبلة من قبل عالم الكيمياء الفرنسي Lavoisier  أنها اتحاد لمواد المحترقة بأوكسجين الهواء ، مع مادة الكبريت sulfur و مقذوفات المنجنيق catapult، التي تصنع من كتل قماشية مغروسة داخل النفط الخام، كان يتم رميها على السفن والقلاع وأبراج القلاع ، يصل اللهب إلى 80 متر  ودرجة الحرارة حوالي 1000 درجة مئوية ، وتتعلق سرعة الاشتغال بسرعة تبخر المواد.
تم استخدام تلك المواد الحارقة في العصر البيزنطي وقاموا بابتكار النار الإغريقية، كانت مزيج من المواد الحارقة ، و تم استخدمها في الفترة من  القرن السابع و حتى القرن الخامس عشر من أجل إحراق السفن، و كانت تتكون من كل من  نترات الصوديوم sodium nitrate و نترات البوتاسيوم potassium nitrate، والكبريت والقطران، والزفت ، النطرون niter.
تعد القنبلة من أفزع الاختراعات العسكرية بالعالم لأنها تزيل الغطاء النباتي وتشيع الرعب والخوف، يقول الخبراء العسكريون عنها أنها من الأسلحة التكتيكية المخصصة للمواقع المحصنة والملاجئ والكهوف والأنفاق، استخدمتها القوات الألمانية والأمريكية في الحروب أولها الحرب العالمية الأولى، ولكن ليست بالشكل القوي كانت شكل بدائي.
تاريخ قنابل نابالم عبر التاريخ
طورتها الولايات المتحدة الأمريكية في فترة الحرب العالمية الثانية على يد مجموعة من الكيمائيين من جامعة هارفارد عام 1942م ، وكان الاستخدام الأول لها في قصف مدينة ديرسون الألمانية عام 1945م ، وخلف هذا القصف وراءه ما بين 25-40 ألف قتيل ، وكان هذا النجاح من أسباب استخدمها مرة أخرى في الحرب الكورية عام 1950- 1953م ، حيث قامت القوات الأمريكية بإلقاء ألاف الأطنان من تلك القنابل المتفجرة على الشيوعيين.
ولكن كان الاستخدام الأوسع لتلك القنابل خلال الحرب الفيتنامية في أعوام 1961- 1970 م ، حيث أحرقت القوات الأمريكية عشرات القرى الفيتنامية فقد تم إلقاء ما يقرب من 100 ألف طن من قنابل النابالم في الفترة من 1963-1967م على فيتنام ، وهنالك تقارير أخرى تشير إلى استخدام تلك القنابل في الحرب على العراق، واستندت لحروق وجدوها على طفل عراقي فقد أسرته بسبب السلاح الحارق ولكن بطبيعة  الحال نفت واشنطن ذلك.
على مدار التاريخ الطويل من القتل والدمار بسبب قنابل النابالم لم ينحصر استخدمها على الولايات المتحدة فقط ، بل استهدف الاتحاد السوفيتي بها حركة طالبان، والمقاومة الأفغانية، واستخدمتها اسرائيل ضد القوات السورية عام 1967م ، واستخدمها الجيش السوري ضد لبنان 1982م، واستخدمتها البرازيل ضد عصابات المافيا في تسعينات القرن العشرين، والعديد من الدول الأفريقية ودول أمريكا الجنوبية وأخيرًا النظام السوري ضد السوريين وفقًا لنشاط سوريين تم  استخدام  القنابل لأول مرة عام 2012م.
حيث استهدفت القنابل مدن في ريف حلب، وتم استخدمها مجددًا عام 2013م، على بعض القرى السورية ، وفي الهجوم الذي وقع في بلدة أورم الكبرى في حلب، وتم إصابة حوالي 70 مواطن بحروق مختلقة، وفي مدينة داعل في درعا ، وهجمات أرياف دمشق  وحمص وحماة وإدلب، ومدينة الزبداني.
ما هو التركيب الكيميائي لقنابل النابالم:
التركيب الكيميائي لقنابل النابالم
تحتوي  قنابل النابالم على مزيج من البنزين مع مواد قابلة للاشتعال مكثفة، بداية من الصابونيات ونخيلات الألومنيوم ، والمغنزيوم  مع الاستيرات، وحسب كثافة المكثفات المضافة تتراوح لزوجة النابالم ، و بين القطر السائل والهلام المطاطي الكثيف و تساعد مادة ماءات الفحم على سلاسة مادة النابالم وجعلها رافضة للماء ، بالتالي مقاومة للبلل وعسيرة الإطفاء.
ويزيد تأثير تلك القنابل في المناطق المعمورة ، يوجد منها نوعين ، النوع الأول هو صابون الألمنيوم  النوع الثاني ومكثف تهددي وأساسه الزيت ويستخدمه الجيش الأمريكي و تمتاز قنابل النابالم الحديثة ب B  بمزيج من البنزين المخفف مع إضافة مادة البنزن والبوليسترين ، يتم إضافة مواد أخرى لتسخين  هي مسحوق الألمنيوم aluminium ، الفسفور phosphorus، المغنيزيوم magnesium لتوصله لدرجة احراق 1200 درجة مئوية.

كيف نجح الجيش المصرى فى سد انابيب النابالم فى حرب اكتوبر 1973ك 

كانت من اهم اجزاء الخطة تلك المتعلقة بإفساد انابيب ضخ المواد الملتهبة "النابلم"والتى اقامها الاسرائيليون على شاطئ القناة وقد صممت هذه الاجهزة بحيث تضخ على سطح المياه على امتداد القناة مزيجا من النابلم والزيوت سريعة الاشتعال مع كمية بنزين لتكون حاجزا رهيبا من النيران كالجحيم يستحيل اختراقة . وكالعادة خضع كل شئ للدراسة والتحليل وجرت تجارب قام بها ابطال الجيش المصري فتم حفر مجرى صغير بنفس مواصفات قطاع من قناة السويس بمكان ما فى صحراء مصر وتم ضخ كمية من النابلم على سطح هذا المجرى وقام الابطال بتجربة للعبور وسط هذه النيران لتحديد نسبة الخسائر التى ستمنى بها القوات اذا عبرت وسط هذا الجحيم وكانت النتائج مخيفة ومخيبة للآمال حيث كانت درجة الحراة على سطح الماء اثناء اشتعال المادة يصل الى 700 درجةمئوية وقد استشهد عدد من هؤلاء الابطال دون ان ينجحوا فى عبور المجرى المائي التجريبي فكانوا بالفعل اول شهداء الحرب .. قبل حتى ان تبدأ. ولم يعد هناك من سبيل . لابد من وقف ضخ هذه المادة البشعة والا كانت الخسائر فادحة .. وكانت هذة الصهاريج الضخمة المعبأة بالمركب سريع الاشتعال لها صمامات تتحكم فيها طلمبات ضخ "ماصة كابسة" يخرج منها خط انابيب بقطر 6بوصة وتنتهى بفتحات تحت سطح الماء على مسافات متقاربة فى جميع النقاط الصالحة للعبور. وسعى جهاز المخابرات لمعرفة تركيب هذه المادة عن طريق الجاسوس المصري رفعت الجمال الذى ابلغها بقصة هذه الصهاريج منذ بدايةالتفكير فى انشائها وتكتمت المخابرات المعلومة حتى تأكدت صحتها وكلفت وحدات الاستطلاع بالمضي قدما فى التحقيق من تفاصيل الموضوع كله، كما طلب من الجمال تكليف احد عملائه برسم مخطط دقيق للانشاءات وما تحتوية من سوائل ملتهبة كما وصلت الى القاهرة عبر عملية دقيقة عينة من السائل المستخدم فىالصهاريج. وواصلت المخابرات دورها البارز فى استغلال وتسخير كل معلومة او خبر لخدمة الهدف الأكبر وبدأت مصر تذيع تفاصيل متتابعة عن فتحات النابلم التى تحيل مياه القناة الى جحيم مستعر وايقنت المخابرات الاسرائيلية ان تنفيذ الفكرة رغم التكاليف الباهظة قد ولد فى المصريين إحساسا بإستحالة عبور القناة. وقبل بداية الهجوم بـ 12 ساعة وفى جنح الظلام عبرت مجموعتان مدربتان من القوات المصرية القناة وقامت الاولى بقطع خراطيم الطلمبات ونجحت الثانية فى سد فتحات الانابيب بلدائن خاصة سريعة الجفاف وكان الهدف من ذلك تأمين العملية بشكل مطلق وكان من المتوقع اذا اكتشف العدو تخريب الطلمبات ان يبذل جهده لاصلاحها دون ان يخطر بباله ان هذا الاصلاح ليس الا عبثا لا طائل من ورائه بعد ان سدت منافذ الاطلاق. ونجحت الخطة نجاحا باهرا .. وعرف فيما بعد ان موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلي وبخ الجنرال شموائيل جونين الذى كان قائدا لجبهة سيناء توبيخا شديدا بسببفشله فى تشغييل اجهزة النابلم وقال له: انك تستحق رصاصة فى رأسك!!". ولم يكن ديان يعرف انه حتى لو قام الجنرال بإصلاح أجهزته .. فجميع الفتحات المؤدية الى القناة كانت مغلقة , ان هذه العملية كانت العملية الاكثر تعقيدا في خطة الحرب وكان الجميع يعلم ان فشل العملية كان سيعرض الحرب كلها للفشل ليس فقط بسبب صعوبة عبور القناة بل لان الفشل كان سينبه اسرائيل الى حتمية وجدية الحرب قبل وقوعها كما ذكرت ب 12 ساعة وهي فترة لا باس بها .

ما هو خط بارليف ؟
خط بارليف ليس مجرد خط عادى ولكنه أقوى خط دفاعى فى التاريخ الحديث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء وعنه يقول حمدى الكنيسى المراسل الحربى خلال الحرب ( فعلى امتداد الضفة الشرقية للقناة كان الخط الأول والرئيسى ، وبعده على مسافة 3 - 5 كم كان هناك الخط الثانى ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية ثم يجىء بعد ذلك وعلى مسافة من 10 - 12 كم الخط الثالث الموازى للخطين الاول والثانى وكان به تجهيزات هندسية أخرى وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية ، وكل هذه الخطوط بطول 170 كم على طول قناة السويس) ـ حمدى الكنيسى المراسل الحربى خلال حرب أكتوبر 1973 من كتابه الطوفان
فى أعقاب يونية 1967 أرسل رئيس تحرير مجلة دير شبيجل الألمانية الغربية خطابا إلى السيدة جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل قال فيه بكل إنبهار " إننى يا سيدتى أشعر بالأسف الشديد لأننى أصدرت ملحق المجلة الخاص بالانتصار الإسرائيلى باللغة الألمانية ، إننى سأفرض على المحررين فى دور الصحف التى أملكها أن يتعلموا العبرية ... لغة جيش الدفاع الذى لا يقهر "ـ
وبعد أيام من حرب أكتوبر فى 22 / 11 / 1973 تقول دير شبيجل الألمانية الغربية ( إن اجتياح المصريين خط بارليف ، جعل الأمة العربية بكاملها تنفض عن نفسها آثار المهانة التى تحملت آلامها منذ 1967 )ـ
المصدر : ـ كتاب "الطوفان" طبعة 1977 ـ للكاتب والأذاعى المشهور ( حاليا ) والمراسل الحربى خلال حرب أكتوبر 1973 و صاحب أشهر برامج إذاعية فى ذلك الوقت كصوت المعركة و يوميات مراسل حربى ـ حمدى الكنيسى
كما تقول وكالة اليونايتد برس أن تخلى إسرائيل عن خط بارليف الحصين على الضفة الشرقية لقناة السويس يعتبر أسوا نكسة عسكرية أصيبت بها فى تاريخها ، وأضافت الوكالة أن الجنود الإسرائيليين الذين أقاموا وراء خط بارليف كانوا يقولون دائما أنهم يشعرون باطمئنان تام وأنهم آمنون وراء حصن لا يمكن أقتحامه والآن أصبح هذا الحصن فى أيدى المصريين الذى يتكون من عدد كبير من الدشم التى تحتوى على ملاعب طائرة وحمامات سباحة وغرف للنوم ومطابخ ويتساءل رجل الشارع الإسرائيلى الآن هل حقا أصبح المصريون يقيمون حيث كان يقيم الجندى الإسرائيلى ويأكلون الأطعمة الساخنة ويستمتعون بالماء البارد ويشاهدون الأفلام ويلعبون الكرة الطائرة ؟


ما هو يوم كيبور
؟ لماذا حدثت الحرب يوم كيبور ؟ ولماذا الموقع بإسم يوم كيبور؟
يوم كيبور هو أحد أعياد إسرائيل وهو عيد الغفران ، وقد أعلنت مصر وسوريا الحرب على إسرائيل فى هذا اليوم لأسباب يذكرها محمد عبد المنعم الجمسى رئيس هيئة العمليات للجيش المصرى خلال الحرب فى مذكراته ويقول ( وضعنا فى هيئة العمليات دراسة على ضوء الموقف العسكرى للعدو وقواتنا ، وفكرة العملية الهجومية المخططة ، والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر .... درسنا كل شهور السنة لاختيار أفضل الشهور فى السنة لاقتحام القناة على ضوء حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه واشتملت الدراسة أيضا جميع العطلات الرسمية فى إسرائيل بخلاف يوم السبت وهو يوم أجازتهم الأسبوعية، حيث تكون القوات المعادية أقل استعداد للحرب. وجدنا أن لديهم ثمانية أعياد منها ثلاث أعياد فى شهر أكتوبر وهم يوم كيبور ، عيد المظلات ، عيد التوارة . وكان يهمنا فى هذا الموضوع معرفة تأثير كل عطلة على إجراءات التعبئة فى إسرائيل ......، ولإسرائيل وسائل مختلفة لاستدعاء الاحتياطي بوسائل غير علنية ووسائل علنية تكون بإذاعة كلمات أو جمل رمزية عن طريق الإذاعة والتليفزيون.... ووجدنا أن يوم كيبور هو اليوم الوحيد خلال العام الذى تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من تقاليد هذا العيد أى أن استدعاء قوات الاحتياط بالطريقة العلنية السريعة غير مستخدمة ، وبالتالى يستخدمون وسائل أخرى تتطلب وقتا أطول لتنفيذ تعبئة الاحتياطى.... وكان يوم السبت ـ عيد الغفران ـ 6 أكتوبر 1973 وهو أيضا العاشر من رمضان أحد الأيام المناسبة وهو الذى وقع عليه الاختيار ......)ـ


الموقع بإسم يوم كيبور لان هذه الحرب معروفة على المستوى العالمى بإسم يوم كيبور  أو حرب عيد الغفران كما تعرف فى إسرائيل أكثر من كونها معروفة بإسم حرب السادس من أكتوبر 1973م العاشر من رمضان     

تقرير الفريق أول أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، حول حرب أكتوبر
بسم الله الرحمن الرحيم،
السيد الرئيس محمد أنور السادات،
رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة،
باسم القوات المسلحة، باسم جنودها وضباطها وقادتها، باسم الحق، باسم النصر، أتقدم إلى سيادتكم بخالص الشكر والتقدير على ما قدمه هذا الشعب الخالد لقواته المسلحة، ومؤازرته لها في معركتها حتى حققت، بحمد الله، المهمة التي كلفت بها.
لقد كلفتني، يا سيادة الرئيس، يوم أن عهدت إلي بقيادة القوات المسلحة، أن أعمل على سرعة إعداد القوات المسلحة لمعركة مصيرية حتمية لاستعادة أرضنا المغتصبة.
وقد عملت، منذ ذلك اليوم، تعاونني جميع أجهزة وقيادات القوات المسلحة، لرفع كفاءة القوات واستعدادها القتالي وتدريبها وإعداد خطط العمليات المقبلة، وكذلك إعداد مسرح العمليات. وكنتم معنا في كل خطوة نخطوها، متتبعاً أعمالنا، وموجهاً ومرشداً، حتى أتى ذلك اليوم التاريخي، يوم الخامس من رمضان، الموافق الأول من أكتوبر [تشرين الأول] سنة 1973، واجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاستكم، واستمعتم فيه إلى تقارير متوالية من رؤساء الأجهزة وقادة القوات المسلحة عن تمام استعداد قواتهم لتنفيذ مهمة العمليات كما خططت وصدرت إليهم. وإني لا أنسى كلمة سيادتكم في نهاية اجتماع المجلس الأعلى، في تلك الجلسة التاريخية، ولعلي لا أذيع سراً إذا نقلت بالحرف الواحد كلمات سيادتكم: "أحمد الله أننا، وصلنا لهذه اللحظة لنضع اللمسات الأخيرة على العمل، ونقول للعالم أننا أحياء، ويسترد شعبنا ثقته في نفسه وفيكم، وأنا واثق أن كل فرد في قواتنا المسلحة سيؤدي واجبه كاملا لإحساسه بمسؤولياته تجاه وطنه، وسأتحمل معكم المسؤولية كاملة، تاريخياً، ومادياً، ومعنوياً ... * وفي نفس الوقت أثق ثقة كاملة فيكم وأنكم ستتصرفون بكل ثقة واطمئنان وحرية."
كما أرجو أن أعيد على مسامع سيادتكم ما سجلته شخصياً أمامكم وأمام المجلس الأعلى في تلك الجلسة، حيث أجبت على سيادتكم بالنص الآتي: "باسم القادة، وباسم القوات المسلحة، نعاهدكم ونعاهد شعبنا أن نبذل أقصى جهد يتحمله بشر لتحقيق النصر لبلدنا، ولتثقوا، سيادتكم، في أن كل القادة متفائلون وفي مقدورهم تحقيق مهامهم. وإننا نشترك جميعاً معكم في المسؤولية، فجميعنا مسؤولون عن بلدنا معكم."
ثم توالت الأحداث، ونحن نقترب من اليوم الحاسم لبدء المعركة في صمت كامل وسرية تامة، حتى أتت اللحظة التاريخية في منتصف اليوم السادس من أكتوبر [تشرين الأول] العظيم، وانطلقت القوات المسلحة لتعبر أضخم مانع مائي وتجتاح أقوى خط دفاعي قابله جيش في عصرنا الحديث، وتتلاحم مع العدو، وتشتبك معه في معركة حديثة قوية، استخدمت فيها جميع الأسلحة المتطورة، وتدمر العدو وتأسر أفراده وقادته، وتحقق النصر تلو النصر. لا هدف أمامها سوى المهمة التي كلفت بها، ولا نور يهديها سوى نور الإيمان بالله والوطن. لا تبخل على الأرض الطيبة بقطرات من دم زكية، ولا تبخل على السماء بأرواح وأنفس راضية مطمئنة في سبيل مصر ونصرة الأمة العربية.
سيادة الرئيس،
اسمحوا لي أن أنوه، في هذه المناسبة، وأمام تحالف قوى شعبنا العامل، بالجهود الضخمة التي قامت بها بعض أجهزة وقيادات القوات المسلحة، والأعمال البطولية الخارقة التي قام بها بعض من أفرادها كنموذج فقط للعسكرية المصرية الجديدة التي ظهرت بحق يوم السادس من أكتوبر [تشرين الأول] 1973. فلقد قامت هيئة عمليات القوات المسلحة التي كان يرأسها اللواء محمد عبد الغني الجمسي، بالتخطيط والإعداد والتنسيق في كافة المجالات قبل المعركة وأثناءها، في انسجام كامل وسيطرة تامة، حتى سارت المعركة كما خطط لها. ولا ننسى جميعاً خطة الخداع والسرية التي نفذت بمهارة فائقة أذهلت العدو وشلت تفكيره، وكانت أحد العناصر الرئيسية في النصر.
كما قامت القوات الجوية، بقيادة اللواء محمد حسني مبارك، بأداء مهامها كأروع وأقوى ما يكون الأداء - وإني لا أنسى ما قدمه طيارو مصر من تضحيات وجهد حتى بلغ عدد الطلعات اليومية لبعض الطيارين سبع طلعات في اليوم الواحد، محطمين بذلك الرقم القياسي الذي وصل إليه أكفأ وأقوى الطيارين في جيوش العالم. لقد كانوا بحق النسور الذين حموا أجواءنا، وقصفوا مواقع العدو في كل مكان، في جبهة القتال وفي الأعماق البعيدة، فقضوا على أسطورة الطيران الإسرائيلي الذي طالما تغنت به إسرائيل.
وفي تعاون رائع مع القوات الجوية، قامت قوات الدفاع الجوي، بقيادة اللواء محمد علي فهمي، بحماية سماء مصر على جبهة القتال وفي عمق الجمهورية، في كل لحظة من لحظات المعركة، بل قبل المعركة وحتى اليوم - ولم يبال رجال الدفاع الجوي بالمحاولات اليائسة المتكررة التي قام بها العدو ليدمر جزءاً من دفاعنا الجوي لينفذ منه إلى عمق البلاد. لقد تصدوا له في براعة وكفاءة وجرأة كاملة، وتهاوت طائرات إسرائيل الواحدة تلو الأخرى، وتشهد أرضنا الحبيبة حطام هذه الطائرات في كل مكان حاولت الإغارة عليه - ولا أنسى أبطال الدفاع الجوي الذين حموا سماء بورسعيد في أقصى الشمال من الجبهة، حيث ركز العدو على مواقع الدفاع الجوي بها، وبقي موقع واحد ظل يقاتل وحده ثلاثة أيام متوالية.
وكما شهدت سماؤنا نسور مصر، شهدت بحارنا القوات البحرية، بقيادة الفريق وقتي فؤاد محمد ذكري، تحمي شواطئنا وتتعرض للقطع البحرية المعادية وتخوض معها أعنف المعارك البحرية. كما قامت بمساندة الجيوش الميدانية في البحرين المتوسط والأحمر، وسيطرت تماماً على مدخل خليج السويس وعلى باب المندب، فأبطلت حجة إسرائيل إلى الأبد في أن احتلالها شرم الشيخ يضمن ويؤمن لها استمرار الملاحة إلى ميناء إيلات.
أما عن القوات البرية، فمهما حاولت أن أوفيها حقها فلن أنصفها. فلو نظرنا إلى الجيش الثاني الميداني الذي يتولى قيادته حالياً اللواء فؤاد عزيز غالي، واستعرضنا في اختصار تام كيف اقتحم القناة على مواجهة تربو على التسعين كيلومتراً، في وقت واحد وبنظام وسيطرة رائعة أذهلت العدو والعالم. ويكفي هذا الجيش فخرا أنه في خمس ساعات كان له في شرق القناة ما يزيد عن 50.000 مقاتل - هذا الجيش الذي دمر وقتل وأسر من العدو ما لم تكن تتخيله إسرائيل، والذي أفنى، بإحدى فرقه، لواء مدرعاً كاملا واستسلم قائده مشيداً بكفاءة الجندي المصري وقدرة القيادة المصرية. كما يسجل لهذا الجيش وللفرقة المشاة الثامنة عشرة، أنها محررة القنطرة شرق، ومعيدة علم مصر الغالي يرفرف فوق ربوعها عالياً خفاقاً.
أما عن الجيش الثالث وقائده الحالي اللواء أحمد بدوي سيد أحمد، فكلكم أعلم وأدرى بالمواقف البطولية لهذا الجيش ولبعض قواته التي تواجدت شرق القناة، والتي كانت يومها تحت قيادته التي ادعت إسرائيل أنها كانت تحاصر قواته وتشل فعاليتها، ولكنها كانت في الواقع رمزاً للصمود، رمزاً للتصميم والعزم، رمزاً لعناد المصري وإصراره.
أما عن القوات الخاصة، رمز الانتحارية والفداء، فلا بد أن أشهد بأعمال قوات الصاعقة بقيادة العميد نبيل شكري مصطفى، تلك القوات التي اندفعت منذ الساعات الأولى للمعركة لتهبط خلف خطوط العدو، وتربك قياداته، وتدمر مراكز سيطرته، وتشيع الذعر والارتباك في صفوفه، وتحقق أكبر العون لباقي أفرع القوات
المسلحة. ولا أنسى فرحة القيادة العامة للقوات المسلحة، حين عاد أبناؤها من رجال الصاعقة سالمين، منفذين لمهامهم، بعد أن قضوا وحدهم في أعماق سيناء ما يزيد عن الشهرين، ولم ينل منهم العدو.
ورجال الأبرار الجوي بقيادة العميد أ. ح. محمود حسن، عبد الله، هم أشقاء رجال الصاعقة - هؤلاء الرجال الهابطون من السماء خلف خطوط العدو، لم يتركوا فرصة واحدة للتضحية والفداء وتأدية الواجب وتنفيذ المهام إلا أقبلوا عليها متطوعين مندفعين، فقاموا بمهامهم، وحاربوا في الأرض جنباً إلى جنب مع باقي القوات البرية في تعاون وتنسيق تام.
السيد رئيس الجمهورية،
أردت أن أعرض عليكم بعض النماذج مما قدمته بعض أجهزة وأفرع القوات المسلحة في معركتنا الخالدة. ويجدر بي أن أقدم الشكر إلى هيئات وإدارات القيادة العامة للقوات المسلحة وباقي قواتها العسكرية المقاتلة في المناطق العسكرية المختلفة، وكذلك قوات الدفاع الشعبي والعسكري.
لقد قدم جميع أفراد القوات المسلحة، كل في موقعه، أقصى ما يملك من جهد وعرق ودم، وهذا هو واجبهم، وهذا ما أقسموا عليه وعاهدوكم به.
كما أبعث من هذا المكان، باسم القوات المسلحة المصرية، بتحية الأخوة والتقدير إلى القوات المسلحة السورية، بقيادة الرئيس البطل حافظ الأسد، الذين ساروا معنا على الدرب خطوة بخطوة في الإعداد والتخطيط، والذين انطلقوا معنا في لحظة واحدة لنخوض معركة مشتركة واحدة، إيماناً بوحدة القضية، ووحدة الهدف، ووحدة النضال. ولقد بذلت القوات المسلحة السورية، بحق، كل التضحية والفداء، وقاتلت بشرف وبعزم وتصميم سيسجله لها التاريخ وستذكره لها أمتنا العربية جمعاء، فلها منا التحية ولها منا التقدير.
كما أبعث أيضاً، من هنا، تحية شكر وتقدير لجميع أفراد القوات العربية المسلحة الباسلة التي شاركتنا معركتنا جنباً إلى جنب، وأثبتت بحق أن الوحدة العربية قائمة، وأن عدونا واحد، ونضالنا واحد، والهدف واحد، والطريق واحد.
وفي ختام كلمتي، وباسم كل فرد في القوات المسلحة، نعاهد الله والوطن ونعاهدكم، يا سيادة الرئيس، ونعاهد الشعب العظيم، أننا على الدرب سائرون وبسلاحنا ساهرون، لا نتوقف لحظة عن الإعداد والاستعداد حتى تتحرر الأرض العربية كلها، ويسترد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وترتفع أعلام النصر في كل شبر من أرضنا العزيزة تحت قيادتكم وبتوجيهكم وبتأييد من الشعب وبعون الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله.

كبف تغلب الجيش المصرى على تجهيزات إشعال القناة بالنابالم
فى خلال شهر يوينو 71 أى بعد ثلاثة أشهر فقط من إجراء التجربة الإسرائيلية فى حصن الدفرسوار لإشعال مياة القناة أجرى المهندسون المصريون عدة تجارب للاهتداء إلى الطريقة العملية لمقاومة النيران المشتعلة ، وذلك فى المكان المحدد لإجراء التجارب فى فرع دمياط ، وقد استخدمت طريقة مقاومة جزر النيران المشتعلة فى المياه بضربها بسعف النخيل لتقسيمها إلى عدة جزر صغيرة ، وتتكرر العملية عدة مرات حتى يتلاشى اللهب من القناة ، وعندما اتضح فشل هذا الأسلوب تقدم أحد المهندسين باقتراح جديد وهو استبدال القوارب التى تقترب من النيران والقابلة للاشتعال بمركبات برمائية ، وأن يستبدل سعف النخيل بمواد كيمائية يمكن إطفاء الحريق
ولكن هذا الأسلوب لم توافق عليه القيادة العامة وكان الحل الذى وافق عليه الفريق أول احمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة هو ضرورة إغلاق فتحات الخراطيم التى تصب السائل الملتهب فى القناة قبل بدء العمليات سدا محكما ، وضرب الخزانات المليئة بالنابلم خلف الساتر الترابى بنيران المدفعية أثناء فترة تحضيرات المدفعية .... وقد استمرت الجيوش الميدانية المصرية نحو عامين فى مراقبة هذا النظام الإشعالى بدقة وانتظام ، ودفعت لهذا الغرض عشرات من دوريات الاستطلاع إلى الشاطىء الشرقى للقناة
ووفقا للمراجع الإسرائيلية وتقارير المخابرات المصرية لم يكن قد انشىء من هذه التجهيزات سوى مجموعتين فقط فى حصون بارليف إحداهما فى النقطة القوية التى اسمها الكودى هيزايون فى منطقة الفردان والثانية فى النقطة القوية التى اسمها الكودى متسميد فى منطقة الدفرسوار
وعندما بدأت المعركة وفوجىء الإسرائيليين بالهجوم المصرى إلى الحد الذى جعل احد المهندسيين الإسرائيليين شيمون تال الذى أرسل لإصلاح تجهيزات إشعال اللهب فى القناة يفاجأ بقصف المدفعية ثم برجال الصاعقة المصريين يقفون فوق رأسه حيث وقع فى الآسر
المهندسون العسكريون المصريون
ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( ففى الساعة 1420 من السادس من اكتوبر عبرت الموجة الأولى من القوات المهاجمة قناة السويس ومعها عناصر من المهندسين العسكريين لتأمين مرور المترجلين فى حقول الألغام المعادية ، ثم عادت القوارب لتنقل الموجات التالية
وجدير بالذكر أنه خلال ساعتين من انطلاق الشرارة الأولى كان حجم قوات المهندسين العسكريين التى عبرت القناة ، والتى راحت تعمل فوق سطح الساتر الترابى وفوق صفحة القناة قد تجاوز الخمسة عشر ألف مقاتل من المهندسيين العسكريين من مختلف التخصصات
وفى الموجة الثانية عبرت ثمانون وحدة هندسية فى قواربهم الخشبية بالأفراد والمضخات والخراطيم وخلافها من مهمات فتح الممرات فى الساتر الترابى
وبعد ساعات قليلة بدأت البلاغات تتوالى عن انتهاء المضخات من ازالة الساتر التراب ، وبدأت عملية تثبيت أرضيات الممرات التى تحولت إلى وحل لأعماق كبيرة تجاوزت المتر فى بعض المناطق . وقد استخدمت فى تنفيذ هذه المهمة مواد مختلفة طبقا لطبيعة التربة من أخشاب وقضبان وحجارة وشكاير مملوءة بالرمل وألواح من الصلب وشباك معدنية وغير ذلك من المواد ...... وكانت عملية التثبيت ضرورية حتى تتمكن آلات الجرف من الخروج من المعديات إلى الممرات لتقوم بازاحة الطبقة الموحلة من الأرض وتصل إلى القشرة الجافة التى يمكن للدبابات والمركبات أن تسير عليها دون تعثر
رغم محاولات العدو منع انشاء وتشغيل الكبارى والمعديات ومنع فتح الممرات فى الساتر الترابى ، بالقصف المستمر من الأرض والجو على مناطق تمركز وحدات العبور وطرق تحركها ومناطق الإسقاط والممرات فقد اكتمل العمل العظيم واتم المهندسون انشاء الكبارى والمعديات فى الجيش الثانى فى فترة من ست إلى تسع ساعات مثلما كان مخططا تماما
أما فى قطاع الجيش الثالث فقد اصطدمت عملية فتح الممرات فى الساتر الترابى بجميع العوامل المعوقة من .... قصف مركز من طائرات ومدفعية العدو ..... صلابة تربة الساتر الترابى .... تغيرات مناسيب مياه القناة بفعل المد والجزر ... حقيقة أن معظم هذه العوامل المعوقة كانت متوقعة إلا أن تكاتفها جميعا فى نفس الوقت ادى إلى إنشاء الكبارى فى نطاق الجيش الثالث فى نحو ست عشرة ساعة بخسارة زمنية قدرها سبع ساعات عن التخطيط الموضوع
جدير بالذكر أن معظم الكبارى أصيب واعيد أصلاحها اكثر من خمس مرات)ـ كتاب حرب رمضان
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( كان رجال المهندسين يعملون تحت تهديد نيران العدو ، بينما وجوههم واجسامهم مغطاة بالطين ، والمضخات التى سميت مدافع المياه فى أيديهم يشقون الساتر الترابى . لقد أستخدموا 350 مضخة مياه فى مواجهة الجيشين ( الثانى والثالث ) للقيام بهذا العمل ، وكلما سقط شهيد او جريح منهم حل محله مقاتل آخر فورا واستمر العمل
تمكن هؤلاء الرجال من فتح اكثر من ثلاثين ممرا خلال عدة ساعات منذ بدء القتال ، يتهايل من كل ممر ـ فتحة ـ 1500 متر مكعب من الرمال ، واستمروا فى عملهم حتى فتحوا باقى الممرات المطلوبة وعندما وصل عدد الممرات التى تم إنجاز العمل فيها إلى ستين ممرا ، كان المهندسون قد قاموا بتجريف 90 ألف متر مكعب من الرمال
وبدأ رجال المهندسين فى إنشاء الكبارى فى المواقع المحددة لها على القناة وكما كان النجاح فى فتح الممرات فى الساتر الترابى أمرا ضروريا لتشغيل المعديات وإنشاء الكبارى ، فقد كان إنشاء الكبارى امرا محتما لنجاح العملية الهجومية ومن هنا عمل وحدا ت المهندسين سواء لفتح الممرات إو إنشاء الكبارى من أهم وأخطر مراحل الاقتحام والهجوم
لم يقتصر الامر على إنشاء الكبارى الثقيلة بل أقام المهندسون طبقا للخطة عددا مماثلا من الكبارى الخفيفة لعبور العربات الخفيفة عليها وفى نفس الوقت تجذب نيران مدفعية العدو وقنابل وصواريخ طائراته بعيدا عن الكبارى الثقيلة ..... نجح رجال المهندسين فى إنشاء أول كوبرى ثقيل فى حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء أى بعد حوالى ست ساعات من بدء الاقتحام . وفى حوالى الساعة العاشرة والنصف أى بعد ثمانى ساعات من بدء الاقتحام كان المهندسون قد اتمموا انشاء ثمانية كبارى ثقيلة وأربعة كبارى خفيفة ، كما قاموا ببناء وتشغيل ثلاثين معدية وأصبحت قواتنا تتدفق عليها شرقا ، بينما تعمل وحدات إنشاء الكبارى باقصى طاقتها ، إلى ان أصبح لدينا فيما بعد عشرة كبارى ثقيلة وعشرة كبارى خفيفة وكان إنجازا عظيما لوحدات المهندسين يوم 6 أكتوبر بعد أن حققوا حتى الساعة العاشرة والنصف مساء :ـ
ـ فتح 60 فتحة ( ممر ) فى الساتر الترابى
ـ إتمام انشاء 8 كبارى ثقيلة
ـ اتمام بناء 4 كبارى خفيفة
ـ بناء وتشغيل 30 معدية) ـ مذكرات الجمسى
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية : ـ إن العبور العظيم الذى تم فى يوم 6 اكتوبر عام 1973 والذى عبر به العرب من مذلة الهزيمة إلى قمة النصر كان فى مرحلته الأولى عملية مهندسين بحتة ، ولولا فتح الثغرات فى الساتر الترابى على الضفة الشرقية وتركيب الكبارى الثقيلة والخفيفة لعبور المدرعات والمركبات ، وإقامة كبارى الاقتحام لعبور المشاة وتجهيز وتشغيل المعديات لنقل الدبابات والأسلحة الثقيلة وتشغيل آلاف القوارب التى حملت الألوف من أفراد المشاة إلى الشاطىء الشرقى للقناة لولا كل هذه المهام التى قام بها المهندسون فى وقت واحد تقريبا وتحت سيل منهمر من نيران وقذائف وصورايخ العدو من البر والجو لما أمكن لملحمة العبور أن تتم ، ولما تيسر اقتحام قناة السويس أصعب مانع مائى فى العالم خلال ساعات معدودة وعلى طول القناة بقوة خمس فرق مشاة تتكون من 80 ألف جندى بكامل معداتهم وأسلحتهم ومركباتهم فى 12 موجة متتالية ، مستخدمين المعابر والتجهيزات التى أعدها المهندسون لهم لعبور القناة ، ولتعزيز مواقعهم على الشاطىء الشرقى لها فور وصولهم ، وكان الذين هيئوا للقوات المصرية فرصة إحراز ذلك النصر العظيم هم ضباط وجنود 35 كتيبة مهندسين من مختلف التخصصات قاموا بعمل خارق كان أشبه بالمعجزات
وقد ظل المهندسون العسكريون المصريون اكثر من خمس سنوات يبذلون جهودهم الجبارة ومحاولاتهم المتواصلة لإيجاد الحلول السليمة لمشاكل العبور الصعبة ، وقبل حلول 6 اكتوبر 1973 كانت جميع المشاكل قد حلت ، وجميع المصاعب قد ذللت وكانت أهم هذا المشكلات واعقدها ما يلى : ـ
فتح الثغرات فى الساتر الترابى
إنشاء المعديات والكبارى
تجهيزات إشعال القناة بالنابالم

تجهيزات إشعال القناة بالنابالم
فى خلال شهر يوينو 71 أى بعد ثلاثة أشهر فقط من إجراء التجربة الإسرائيلية فى حصن الدفرسوار لإشعال مياة القناة أجرى المهندسون المصريون عدة تجارب للاهتداء إلى الطريقة العملية لمقاومة النيران المشتعلة ، وذلك فى المكان المحدد لاجراء التجارب فى فرع دمياط ، وقد استخدمت طريقة مقاومة جزر النيران المشتعلة فى المياه بضربها بسعف النخيل لتقسيمها إلى عدة جزر صغيرة ، وتتكرر العملية عدة مرات حتى يتلاشى اللهب من القناة ، وعندما اتضح فشل هذا الأسلوب تقدم أحد المهندسين باقتراح جديد وهو استبدال القوارب التى تقترب من النيران والقابلة للاشتعال بمركبات برمائية ، وأن يستبدل سعف النخيل بمواد كيمائية يمكن إطفاء الحريق
ولكن هذا الأسلوب لم توافق عليه القيادة العامة وكان الحل الذى وافق عليه الفريق أول احمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة هو ضرورة إغلاق فتحات الخراطيم التى تصب السائل الملتهب فى القناة قبل بدء العمليات سدا محكما ، وضرب الخزانات المليئة بالنابلم خلف الساتر الترابى بنيران المدفعية أثناء فترة تحضيرات المدفعية .... وقد استمرت الجيوش الميدانية المصرية نحو عامين فى مراقبة هذا النظام الإشعالى بدقة وانتظام ، ودفعت لهذا الغرض عشرات من دوريات الاستطلاع إلى الشاطىء الشرقى للقناة
ووفقا للمراجع الإسرائيلية وتقارير المخابرات المصرية لم يكن قد انشىء من هذه التجهيزات سوى مجموعتين فقط فى حصون بارليف إحداهما فى النقطة القوية التى اسمها الكودى هيزايون فى منطقة الفردان والثانية فى النقطة القوية التى اسمها الكودى متسميد فى منطقة الدفرسوار
وعندما بدأت المعركة وفوجىء الإسرائيليين بالهجوم المصرى إلى الحد الذى جعل احد المهندسيين الإسرائيليين شيمون تال الذى ارسل لإصلاح تجهيزات إشعال اللهب فى القناة يفاجأ بقصف المدفعية ثم برجال الصاعقة المصريين يقفون فوق راسه حيث وقع فى الآسر
إنشاء المعديات والكبارى
لم يكن لدى سلاح المهندسين عقب حرب يونيو 1967 سوى عدد محدود من الكبارى السوفيتية الصنع وهى الكبارى الثقيلة من طراز تى بى بى لعبور الدبابات وجرارات المدافع والصورايخ والكبارى الخفيفة ال بى بى لعبور المركبات الخفيفة الحركة ، وكانت هذه الكبارى بنوعيها من الطراز القديم الذى سبق استخدامه فى الحرب العالمية الثانية والتى يستغرق تركيبها ما لا يقل عن خمس ساعات ، ولم يحاول السوفيت إمداد سلاح المهندسين بالكبارى البرمائية الحديثة التى لا يستغرق تركيبها أكثر من ساعة ونصف الساعة ولم تكن كمية الكبارى التى فى حوزة سلاح المهندسين تزيد على نصف الكمية اللازمة لعبور الجيشين الثانى والثالث
ولكن مخازنه كانت تضم عددا من الكبارى الإنجليزية الصنع من طراز بيلى سبق الاستيلاء عليها من مخازن القاعدة البريطانية بقناة السويس عقب العدوان الثلاثى عام 1956 ونظر لأنها كانت مصممة للاستخدام فى الخطوط الخلفية وكان تركيب الكوبرى الواحد منها يستغرق 24 ساعة لذلك لم يكن فى الإمكان من الناحية التكتيكية استخدامها فى عملية عبور القناة
وعلى أثر دراسات تمت على أعلى مستوى من الفكر الهندسى أمكن تحويل كبارى البيلى الإنجليزية الثقيلة إلى كبارى اقتحام لا يستغرق تركيبها أكثر من بضع ساعات ..... ونتيجة لذلك أصبحت الكبارى التى يمتلكها سلاح المهندسين يتكون ثلثها من طراز سوفيتى الصنع ، وثلثها من طراز إنجليزى الصنع ، فى حين كان الثلث الآخر صناعة مصرية خالصة
وكانت المعديات مصممة للانتقال ما بين الشاطئين عن طريق جرها باللنشات .. وكانت المعديات مخصصة كى تستخدم فى نقل الدبابات والأسلحة الثقيلة ذات الأسبقية الأولى إلى الشاطىء الشرقى للقناة بعد اتمام فتح الثغرات فى الساتر الترابى وقبل ساعتين من موعد البدء فى تشغيل الكبارى ، وبعد اتمام تشغيل الكبارى كانت المعديات مصممة كوسيلة معاونة تبادلية لها

ما هو الموقف على الجبهة المصرية يوم 28 أكتوبر أخر يوم للحرب ؟
أصدرت القيادة العامة بيانا عسكريا يلخص الموقف العسكرى صباح يوم 24 أكتوبر 1973 واوضحنا فيه:ـ
ـ أن قواتنا فى سيناء تحتل الشاطىء الشرقى لقناة السويس من بور فؤاد شمالا بطول 200 كيلومتر وبعمق يتراوح ما بين 12 إلى 17 كيلومتر على طول الجبهة بما فيها مدينة القنطرة شرق ، عدا ثغرة صغيرة من الدفرسوار شمالا بطول سبعة كيلومتر ملاصقة للبحيرات المرة وتبلغ المساحة التى تسيطر عليها قواتنا شرق القناة ( سيناء ) 3000 كيلو متر مربع
لا توجد قوات للعدو إطلاقا فى أى مدينة من مدن القناة الرئيسية السويس ، الإسماعيلية ، بورسعيد
ـ توجد بعض وحدات للعدو منتشرة ومتداخلة بين قواتنا فى بعض الأجزاء غرب القناة وقد حاول العدو صباح اليوم 24 أكتوبر قطع الطرق المؤدية إلى مدينة السويس ولكن قواتنا تمنعه من تنفيذ أهدافه
التموين إلى جميع قواتنا شرق القناة مستمر بصورة منتظمة ولم يتوقف لحظة واحدة ـ البيان من مذكرات رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر 1973 لواء محمد عبد الغنى الجمسى

هذا وقد استمر هذا الموقف حتى نهاية الحرب حيث فشلت القوات الإسرائيلية فى دخول مدينة السويس واصبح يوم 24 أكتوبر عيدا قوميا لمدينة السويس بعد ذلك ، ولكن العدو قام بقطع طريق مصر السويس وعندها توقفت الحرب بقدوم قوات الطوارىء الدولية يوم 28 أكتوبر 1973.

كيف قام العميد حسن أبو سعدة بأسر العقيد عساف ياجورى؟
فى يوم 8 أكتوبر 1973 قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلى ( دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة ) وتدمير كافة دباباته واسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجورى
يتحدث عن ذلك جمال حماد المؤرخ العسكرى ويقول ( كان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتل داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الامامى و التقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة .. وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا ـ وعلى مسئوليته الشخصية ـ ولكن المفأجاة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح .. و بمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتل أنطلقت عليهم النيران من كافة الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبو سعدة .. مما أحال أرض القتل إلى نوع من الجحيم .. و خلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة كما تم اسر العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع ـ ) ـ جمال حماد المؤرخ العسكرى من كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية
وعن معركة الفردان يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 ( اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة فى اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة ، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان ـ قائد الفرقة التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع ـ فى النجاح ... فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة .. وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية .. كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم ، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة فى أرض القتل . لم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها فى الأسر برجال الفرقة الثانية وظلت هذه الدبابة المدمرة فى أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب
لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا فى مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة .. اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ .... وقد اسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو ) ـ مذكرات الجمسى

وعنه يقول الرئيس الراحل أنور السادات ( إن الذى قام بهذا العمل قائد من البراعم الجديدة أسمه حسن أبو سعدة) ـ من كتابه البحث عن الذات
تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات
وفي 21 أكتوبر67 ، قامت البحرية المصرية بتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات ، ويروى اللواء محمد عبد الغنى الجمسى في مذكراته عن حرب أكتوبر تفاصيل ما حدث في هذا اليوم ، قائلا :" جاء يوم 21 أكتوبر 1967وقد وصلت إلى مركز قيادة الجبهة بعد راحة ميدانية ، فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن الجريدلى رئيس عمليات الجبهة (وقد كنت أنا وقتها رئيس أركان للجبهة) يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر في المنطقة شمال بورسعيد .
كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة ، وقد استعدت قوات القاعدة لمهاجمة المدمرة عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ . وظلت المدمرة المعادية تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلى عرض البحر ، وتكرر ذلك عدة مرات بطريقة استفزازية وفى تحرش واضح ، لإظهار عجز قواتنا البحرية عن التصدى لها ".
وأضاف الجمسى قائلا : :" وبمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة . هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها ، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية " إيلات " شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها . وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى عاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة وحقق تلك النتيجة الباهرة.
وأكد الجمسى أن إغراق المدمرة إيلات بواسطة الصواريخ البحرية التي استخدمت لأول مرة كان بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى في العالم وأصبح هذا اليوم ـ بجدارة ـ هو يوم البحرية المصرية.

ووفقا للجمسى فقد طلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة واستجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل في عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم ، مشيرا إلى أن هذه الضربة كانت هي حديث العالم كله

من خطاب الرئيس الراحل محمد انور السادات بطل الحرب والسلام فى اكتوبر 73
إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً أمام عملية يوم ٦   أكتوبر ١٩٧٣ ولست اتجاوز اذا قلت أن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم ٦ أكتوبر ٧٣ حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من إقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه 
لقد كانت المخاطرة كبيرة والتضحيات عظيمة لمعركة ٦ أكتوبر خلال الساعات الست الأولي من حربنا كانت هائلة فقد العدو توازنه إلي هذه اللحظة 
وإذا كنا نقول ذلك اعتزازاً وبعض الاعتزاز إيمان فان الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وبإسم هذا الشعب وبإسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة ثقتنا في قياداتها التي خططت وثقتنا في شبابها وجنودها الذين نفذوا بالنار والدم ، ثقتنا في إيمان هذه القوات المسلحة في قدرتها علي إستيعاب هذا السلاح 
أقول باختصار أن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف إنه قد أصبح له درع وسيف





عبرت 220 طائرة مصرية الساعة 2.05 ظهرا يوم السادس من اكتوبر قناة السويس على ارتفاع منخفض لضرب الأهداف الإسرائيلية بسيناء وقد حققت هذه الضربة هدفها بنجاح وخسرت مصر 11 طائرة فقط منها طائرة بقيادة عاطف السادات أخو الرئيس الراحل أنور السادات فى نفس الوقت قام أكثر من 2000 مدفع من مختلف الأعيرة على طول الجبهة بقصف مواقع الجيش الاسرائيلى على الجبهة الشرقية لقناة السويس ـ سيناء ـ واستمر القصف 53 دقيقة 
فى نفس الوقت ايضا قامت قوات الجيش الثانى المصرى بقيادة اللواء سعد الدين مأمون وقوات الجيش الثالث بقيادة اللواء عبد المنعم واصل بعبور القناة على دفعات متتالية على أنواع مختلفة من الزوارق المطاطية والخشبية

رحم الله القائد السادات والتحيه والتقدير لرجال القوات المسلحه وشهدائها الابرار
اسكنهم الله فسيح جناته



مقدمة عن حرب أكتوبر

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي أفضل المرسلين سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين
مع إشراقه صباح جديد و يوم حافل بالعلم المفيد نحييكم ويسعدنا أن نقدم برنامجنا الإذاعي لهذا اليوم
سيظل شهر أكتوبر يذكرنا بأعظم الذكريات، ذكريات النصر الكبير، ذكريات استرداد الكرامة المصرية والعربية، ذكريات البطولات والتضحيات

شعبنا الحر الذي كان طعينا                طاوي الصدر علي الجرح سنينا
عاد عملاقا  قويا  شامخا                  عالي  الرايات  لا يحني  الجبينا
حينما أطلق فرسان الحمي                 يكتبون المجد في صفحه سينا
حينما قيل اعبروا فاندفعو                  يصنعون الفجر والنصر المبينا
*  أولى فقراتنا ( القرآن الكريم   والطالبة /
يا اخي الزاحف بالارض الحبيبه          مرجعا للام سيناء الحبيبه
قد محوت العار عن اعراضنا             بازلا روحك للمجد ضريبه
ساعه التحرير دقت فاذا                   كل فرد صار في الجيش كتيبه
انه البعث يدوي صوته                    وبنود النصر تعلونا مهيبه
ومع الحديث الشريف والطالبة /
ومع الكلمة والطالبة /
الخاتمة
يا بناه النصر صناع السلام               ياحماه الحق من بغي الئام
من سنا نيرانكم قد اشرقت                عزه العرب الميامين الكرام
الملاين التي تزهي بكم                    شاقها تقبيلكم شوق الهيام
ضفرت من حبها إكليلكم                   وحبتكم قلبها اسمي وسام
إلى هنا نأتى إلى ختام برنامجنا الإذاعي لهذا اليوم الطيب المبارك وفى الختام نستودعكم الله الذى لاتضيع ودائعه  , ونتمنى لكم يوما دراسيا موفقا , وعملا صالحا متقبلا ,  والسلام عليكم ورحمة وبركاته                                              

2 التعليقات

انقر هنا لـ التعليقات
6 أكتوبر 2019 في 2:03 م ×

هو حلو بس هى نفس المقدمه فى كل مكان مفيش اى مقدمة مختلفه فى جوجل تبا هههههه

الرد
avatar
admin
شكرا لتعليقك