الورقة الضاحكة
من أخبار الحمقى والمغفلين أن هبنقة جعل في عنقه
قلادة من عظام وخزف وقال: أخشى أن أضيع نفسي ففعلت ذلك لأعرف نفسي بـها . وفي
ذات ليلة نقل أحد أقاربه القلادة من عنقه لعنق أخيه وهو نائم . فلما أصبح قال:
يا أخي أنت أنا . فمن أنا ؟
اشترى أحد
الحمقى فرسا ففكر ماذا يسميه . حتى توصل للاسم المناسب حيث قام إلي فرسه ففقأ إحدى
عينيه . ثم قال : الآن أسميه :الأعور.
كان جحا من أشهر الحمقى والمغفلين . حكي أنه دفن دراهم في صحراء . وجعل علامتها سحابة
تظلها.
ومات أبوه فقيل له: اذهب واشتر الكفن . فقال:
أخاف أن أشتري الكفن فتفوتني الصلاة عليه.
ومر بقوم
وفي كيسه خوخ فقال: من أخبرني بما معي
في الكيس فله أكبر خوخةٍ فقالوا: خوخ فتعجب
وقال: ما عرفتم إلا لأن بينكم ساحر .
وسمع
قائلاً يقول ما أحسن القمر فقال: أي والله . خاصة في الليل.
وأتاه
غلامه يوماً بفرخ فقال : أنظروا إلى هذا الفرخ ما أشبهه بأمه ثم قال: أمه ذكر
أم أنثى ؟
لقي رجل أحد المتعلمين المتفاصحين وأراد أن يسأله عن أخيه وخاف أن يلحن ويخطئ في كلامه فقال: أخاك أخوك أخيك ها هنا ؟ فقال الرجل:
لا لي لو ما هو حاضر.
ودخل أبو
علقمة النحوي على الطبيب فقال: إني أكلت
من لحوم هذه الجوازم فطسئت طسأة فأصابني وجع من الوالبة إلى ذات العنق فلم يزل
يربو وينمو حتى خالط الحلب والشراسيف فهل عندك دواء ؟ قال: نعم خذ حرقفاً
وسلقفاً وسرقفاً فزهزقه وزقزقه واغسله بماء روث واشربه فقال أبو علقمة: لم أفهم
عنك هذا فقال: أفهمتك كما أفهمتني.
كان لأحدهم
عجل كبير . وذات مرة أدخل العجل رأسه في إناء خزفي ليشرب فعلق رأسه ولم يستطيعوا
إخراجه فاستحضروا رجلا ليحل المشكلة
ويستنقذ العجل . فقال: أنا أخلصك أعطني سكيناً. فذبح العجل فوقع رأسه داخل الإناء
ثم أخذ حجراً وكسر الإناء الخزفي فقال القروي: بارك الله فيك ! قتلت العجل
وكسرت الإناء.
دخل بعض
المغفلين على مريض يعوده فلما خرج التفت إلى أهله وقال: لا تفعلوا بنا كم فعلتم
في فلان مات وما أعلمتمونا إذا مات هذا فأعلمونا حتى نصلي عليه .
و دخلت
عجوز على قوم تعزيهم بميت فرأت في الدار عليلاً فرجعت وقالت: أنا والله يشق علي
المشي . وأحسن الله عزاءكم في هذا العليل أيضاً.
ودخل أحمق
على مريض يعوده فقال لأهله : إذا رأيتم
المريض على هذه الحال فاغسلوا أيديكم منه .
جاءت
امرأة إلى القاضي وذكرت أن زوجها طلقها فقال القاضي: لك بينة! فقال: نعم:
جارنا ا فأحضر القاضي الجار وسأله : أسمعت طلاق هذه المرأة! فقال: يا سيدي
خرجت إلى السوق فاشتريت لحماً وخبزاً وزيتا و ليمونا . فقال له القاضي: ما سألتك عن هذا . هل سمعت
طلاق هذه المرأة قال: ثم تركته في البيت وعدت فاشتريت حطباً وتمرا و .. فقال:
دع هذا عنك وأجب عما سألتك عنه . فقال الجار : ما أحسن الحديث إلا من أوله .ثم عدت
إلى الدار فدخلت ثم سمعت زعقاتهم وصياحهم وسمعت
الطلاق بالثلاث لكنى والله أيها القاضي ما أدري أهي طلقته أم هو الذي طلقها !
كان أحد
الحمقى يدغدغ نفسه فقيل له : لم تفعل هذا ؟ قال: إذا أحسست بالضيق والغم دغدغت نفسي لأضحك قليلاً وأنسى همي .
سمع بعض
المغفلين أن صوم يوم عاشوراء يعدل صوم سنة فصام إلى الظهر وأكل وقال: يكفيني ستة
أشهر.
قال بعض
الناس لولده الأحمق : أخرج وانظر هل السماء صحو أو مغيمة فخرج ثم عاد فقال: ماعرفت . فقال
الأب : لماذا ؟ فقال الأحمق : ما استطعت أن أنظر إلى السماء من شدة المطر . فكيف
أعرف !
كتب أحد
المغفلين رسالة إلى أبيه فكتب فيها : أكتب
إليك يوم الجمعة ليلة الأربعاء في الرابع والثلاثين من شهر ربيع الأوسط . وأبشرك أني
مرضت مرضا لو كان في غيري لمات . ولم يحدث علينا بعدك إلا كل خير إلا أن جدار
منزلنا وقع على أمي وأخي الصغير فماتا وهرب الحمار والديك وسرقت البقرة ولم يسلم غيري
. فلا تحزن .
سافر أحد
المغفلين إلى بلد آخر . فسأله رجل : في أي شهر نحن ؟ فقال معتذرا : والله أنا
لست من هذا البلد.
ورزق
أحدهم فقيل له :ماذا تسميه؟ فقال : اسميه
باسم خالته .
توفي لأحد
الحمقى قريب فجاءه المعزون يقولون له : عظم الله أجرك فيقول لهم : سمع الله لمن
حمده.
وقيل
لأحدهم : كم أصبعا في يدك . فقال: ثلاثة أرجل .
اعترض
الأسد قافلة فهجم على أحدهم وأسقطه أرضا
حتى التف أصحابه واستنقذوه من الأسد فقالوا
له : ما حالك هل سلمت منه ؟ قال: الحمدلله لا بأس علي ولكن الأسد اللعين بال في
سروالي !!.
جاء رجل إلى
صاحبه فقال: رأيت البارحة أمير المؤمنين يحدثك بسر وأنت تنظر إلي . فبالله قل ما
قال لك عني فإني بت في قلق شديد . فتعجب صاحبه وقال : أين نحن من أمير المؤمنين .
ومتى اجتمعنا به وهو في أرض ونحن في أرض غيرها ؟. فقال : كان ذلك في المنام .لكن
لابد أن تبرد خاطري بما قال لك .
وقيل لأحد
المغفلين وكان يسكن خارج البلدة : كم بينكم وبين المدينة قال: ثلاثة أميال
ذاهب وميلين جاي.
من كتاب ( أخبار الحمقى والمغفلين )
بتصرف


خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء