pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


الورقة الضاحكة

الورقة الضاحكة
من أخبار الحمقى والمغفلين أن هبنقة جعل في عنقه قلادة من عظام وخزف وقال‏:‏ أخشى أن أضيع نفسي ففعلت ذلك لأعرف نفسي بـها ‏.‏ وفي ذات ليلة نقل أحد أقاربه القلادة من عنقه لعنق أخيه وهو نائم . فلما أصبح قال‏:‏ يا أخي أنت أنا . فمن أنا ؟
 اشترى أحد الحمقى فرسا ففكر ماذا يسميه . حتى توصل للاسم المناسب حيث قام إلي فرسه ففقأ إحدى عينيه  . ثم قال : الآن أسميه :الأعور‏.‏
كان جحا من أشهر الحمقى والمغفلين . حكي‏‏ أنه  دفن دراهم في صحراء . وجعل علامتها سحابة تظلها‏.‏
ومات أبوه فقيل له‏:‏ اذهب واشتر الكفن . فقال‏:‏ أخاف أن أشتري الكفن فتفوتني الصلاة عليه‏.‏
ومر بقوم وفي كيسه خوخ  فقال‏:‏ من أخبرني بما معي في الكيس فله أكبر خوخةٍ  فقالوا‏:‏ خوخ فتعجب وقال‏:‏ ما عرفتم إلا لأن بينكم ساحر ‏.‏

وسمع قائلاً يقول ما أحسن القمر فقال‏:‏ أي والله . خاصة في الليل‏.‏

وأتاه غلامه يوماً بفرخ فقال ‏:‏ أنظروا إلى هذا الفرخ ما أشبهه بأمه ثم قال‏:‏ أمه ذكر أم أنثى ؟
لقي رجل  أحد المتعلمين المتفاصحين  وأراد  أن يسأله عن أخيه وخاف أن يلحن ويخطئ في كلامه  فقال‏:‏ أخاك أخوك أخيك ها هنا ؟ فقال الرجل‏:‏ لا لي لو ما هو حاضر‏.‏

ودخل أبو علقمة النحوي على  الطبيب فقال‏:‏ إني أكلت من لحوم هذه الجوازم فطسئت طسأة فأصابني وجع من الوالبة إلى ذات العنق فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الحلب والشراسيف فهل عندك دواء ؟ قال‏:‏ نعم خذ حرقفاً وسلقفاً وسرقفاً فزهزقه وزقزقه واغسله بماء روث واشربه فقال أبو علقمة‏:‏ لم أفهم عنك هذا فقال‏:‏ أفهمتك كما أفهمتني‏.‏

كان لأحدهم عجل كبير . وذات مرة أدخل العجل رأسه في إناء خزفي ليشرب فعلق رأسه ولم يستطيعوا إخراجه  فاستحضروا رجلا ليحل المشكلة ويستنقذ العجل . فقال‏:‏ أنا أخلصك أعطني سكيناً‏.‏ فذبح العجل فوقع رأسه داخل الإناء ثم  أخذ حجراً وكسر الإناء الخزفي  فقال القروي‏:‏ بارك الله فيك ! قتلت العجل وكسرت الإناء‏.‏

دخل بعض المغفلين على مريض يعوده فلما خرج التفت إلى أهله وقال‏:‏ لا تفعلوا بنا كم فعلتم في فلان مات وما أعلمتمونا إذا مات هذا فأعلمونا حتى نصلي عليه ‏.‏

و دخلت عجوز على قوم تعزيهم بميت فرأت في الدار عليلاً فرجعت وقالت‏:‏ أنا والله يشق علي المشي . وأحسن الله عزاءكم في هذا العليل أيضاً‏.‏
ودخل أحمق على مريض يعوده  فقال‏ لأهله :‏ إذا رأيتم المريض على هذه الحال فاغسلوا أيديكم منه‏ .‏
جاءت امرأة إلى القاضي وذكرت أن زوجها طلقها فقال القاضي‏:‏ لك بينة‏!‏ فقال‏:‏ نعم‏:‏ جارنا ا فأحضر القاضي الجار وسأله :‏ أسمعت طلاق هذه المرأة‏!‏ فقال‏:‏ يا سيدي خرجت إلى السوق فاشتريت لحماً وخبزاً وزيتا و ليمونا .  فقال له القاضي‏:‏ ما سألتك عن هذا . هل سمعت طلاق هذه المرأة قال‏:‏ ثم تركته في البيت وعدت فاشتريت حطباً وتمرا و .. فقال‏:‏ دع هذا عنك وأجب عما سألتك عنه . فقال الجار ‏:‏ ما أحسن الحديث إلا من أوله .ثم عدت إلى الدار فدخلت ثم سمعت زعقاتهم  وصياحهم وسمعت الطلاق بالثلاث لكنى والله أيها القاضي ما أدري أهي طلقته أم هو الذي طلقها !‏

كان أحد الحمقى يدغدغ نفسه فقيل له ‏:‏ لم تفعل هذا ؟ قال‏:‏ إذا أحسست بالضيق والغم  دغدغت نفسي لأضحك قليلاً وأنسى همي ‏.‏

سمع بعض المغفلين أن صوم يوم عاشوراء يعدل صوم سنة فصام إلى الظهر وأكل وقال‏:‏ يكفيني ستة أشهر‏.‏

قال بعض الناس لولده الأحمق ‏:‏ أخرج وانظر هل السماء صحو  أو مغيمة فخرج ثم عاد فقال‏:‏ ماعرفت . فقال الأب : لماذا ؟ فقال الأحمق : ما استطعت أن أنظر إلى السماء من شدة المطر . فكيف أعرف !

كتب أحد المغفلين رسالة  إلى أبيه فكتب فيها ‏:‏ أكتب إليك يوم الجمعة ليلة الأربعاء في الرابع والثلاثين من شهر ربيع الأوسط . وأبشرك أني مرضت مرضا لو كان في غيري لمات . ولم يحدث علينا بعدك إلا كل خير إلا أن جدار منزلنا وقع على أمي وأخي الصغير فماتا وهرب الحمار والديك وسرقت البقرة ولم يسلم غيري ‏. فلا تحزن .‏

سافر أحد المغفلين إلى بلد آخر . فسأله رجل ‏:‏ في أي شهر نحن ؟ فقال‏ معتذرا :‏ والله أنا لست من هذا البلد‏.‏

ورزق أحدهم فقيل له :ماذا تسميه؟  فقال : اسميه باسم خالته ‏.‏

توفي لأحد الحمقى قريب فجاءه المعزون يقولون له :‏ عظم الله أجرك فيقول لهم ‏:‏ سمع الله لمن حمده‏.‏

وقيل لأحدهم ‏:‏ كم أصبعا في يدك . فقال‏:‏ ثلاثة أرجل .


‏ اعترض الأسد قافلة  فهجم على أحدهم وأسقطه أرضا حتى التف أصحابه واستنقذوه من الأسد  فقالوا له ‏:‏ ما حالك هل سلمت منه ؟ قال‏:‏ الحمدلله لا بأس علي ولكن الأسد اللعين بال في سروالي !!‏.‏

جاء رجل إلى صاحبه فقال‏:‏ رأيت البارحة أمير المؤمنين يحدثك بسر وأنت تنظر إلي . فبالله قل ما قال لك عني فإني بت في قلق شديد . فتعجب صاحبه وقال : أين نحن من أمير المؤمنين . ومتى اجتمعنا به وهو في أرض ونحن في أرض غيرها ؟. فقال : كان ذلك في المنام .لكن لابد أن تبرد خاطري بما قال لك .

وقيل لأحد المغفلين وكان يسكن خارج البلدة : ‏ كم بينكم وبين المدينة قال‏:‏ ثلاثة أميال ذاهب وميلين جاي‏.‏


من كتاب ( أخبار الحمقى والمغفلين ) بتصرف 
شكرا لتعليقك