pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


كلمات وطنية

كلمات وطنية
** ليس من الوطنية **
كلنا نحب الوطن . لكن بعضنا لا يعرف كيف يعبر عن هذا الحب . وقد يسيئ إلى وطنه ويشوه صورته . إذ ليس من الوطنية أن نفتخر ونتكبر على إخواننا المقيمين من جنسيات أخرى ومن دول عربية ومسلمة شقيقة . وليس من الوطنية رفع الأصوات و كثرة الدوران في الشوارع وتعطيل المارة  وسد الطرقات .
لا يحب وطنه من يقصر في وظيفته أو يتحايل على الأنظمة أو يعطل المراجعين أو يتهرب من المسؤوليات المنوطة به. 
ولا يحب وطنه من يسكت عن المفسدين أو يتستر على المخالفين أو يتهاون مع المخربين. أو يتغافل عن المهربين أو يتعاون مع المرتشين .
ليس من الوطنية .
ولا يحب وطنه من يفسد الأخلاق أو يروج الأفكار الدخيلة أو يخالف عاداتنا الطيبة  أو ينبذ تقاليدنا الجميلة الأصيلة أو يتشبه بأعدائنا أو أو يفتدي بغير عظمائنا .


**أحب بلادي  **
أحب بلادي . أحبها تاريخا وحضارة. أخلاقا وقيما . أحبها سهلا وجبلا . شطآنا ورمالا . أحبها أهلا وسكانا . مدنا وقرى . أحب السعودية .
أحب بلادي . التي ولدت فيها , وتنسمت هواءها , ولعبت فوق ترابها , وتعلمت في مدارسها . وتنزهت في مرابعها و مصائفها , وتنقلت بين مدنها وبواديها . وتخلقت بعاداتها . وانتسبت إليها
لي فيها أهل وأرحام , وأصحاب و إخوان , وذكريات وأيام . وصور ومشاهد . وآمال وآلام .
حب الأوطان فطرة في الإنسان , مهما اختلفت البلدان وتبدلت الأزمان .لكن حبي لوطني أكبر وأعظم . حب فوق كل ذلك .
فبلادي هي أرض الرسالة , ومنبع الهداية . وهي أرض الحرمين , ومنطلق هذا الدين . إنها بلد النور والإسلام .والأمن والإيمان . وهي  أرض الخير و وطن الإحسان . وهي أصل العروبة ومنبتها  .
وبلادي اليوم هي بلد الإنجازات الكبيرة والإصلاحات العظيمة والتطورات المذهلة .وهي بلد الأمن والاستقرار و الخير والصلاح .
لكل هذا أحب بلادي ... أكثر

** ماذا قدمنا للوطن  **
وطننا  قدم لنا الكثير. قدم لنا عقيدة سليمة و تاريخا عريقا وقيما أصيلة وعادات طيبة . وقدم لنا تعليما حديثا ورعاية صحية وقضاء شرعيا عادلا و مواصلات حديثة  وخدمات عامة و نظاما شاملا و أمنا وأمانا , ووفرت متطلبات الرفاهية لأبنائها  حيثما كانوا في أرجاء الوطن الواسع .. فماذا قدمنا نحن للوطن ؟
هل تعمقنا في دراسة  عقيدتنا الإسلامية وتمسكنا بها ودافعنا عنها؟
هل تمسكنا بقيمنا الأصيلة  وحافظنا على عادات بلادنا الحميدة وتقاليدها الطيبة ؟
هل أقبلنا بجد على طلب العلم و تنافسنا في التحصيل العلمي والتفوق الدراسي ؟
هل حافظنا على المرافق والخدمات التي توفرت لنا وأحسنا استخدامها ؟
هل أدركنا أن في تطوير معرفتنا وتنمية مهاراتنا  تطور ورفعة للوطن بعمومه ؟
هل دافعنا عن سمعة بلدنا وقدمنا الصورة الطيبة عن هذا البلد وأبنائه ؟
هل وقفنا بقوة وحزم أمام المخربين والمخالفين والمفسدين والمرتشين ؟
هل أدينا أعمالنا وواجباتنا بأمانة وإخلاص وحب وإتقان ؟
إننا حين نفعل ذلك نكون فعلا محبين لأوطاننا . صادقين في ولائنا . معبرين بحق عن انتمائنا لهذا البلد العظيم : المملكة العربية السعودية .
 ** دائرة الوطن **
يشكل الوطن دائرة جميلة في دوائر الانتماء  التي تحيط بالإنسان . أول دائرة هي الذات. فكل إنسان إنما  يسعى لسعادته الشخصية وتحقيق أهدافه ورغباته الذاتية .
ثم دائرة الأسرة والعائلة  التي يعيش معها ليله ونهاره بين أبناء وإخوان ووالدين . وتشمل أيضا الأعمام والأجداد والأقارب عموما . حيث تجمعهم المناسبات الاجتماعية والأفراح والأتراح
ثم دائرة الوطن .هذه الدائرة التي تضم كل من ولد ونشأ وعاش على تراب هذا البلد ونهل من ثقافته وتشرب بعادته . حيث يجمعهم مظهر واحد وعلم واحد وعملة واحدة ومنتخب رياضي واحد و لهجة متقاربة ونمط معيشي متشابه .
ثم الدائرة الأعظم والأقدس وهي دائرة الدين لذي يوحدنا فيجعلنا نقف معنا في صف واحد على اختلاف أوطاننا ولغاتنا فندعو إلها واحدا . له نركع ونسجد ونتعبد . فكل من شاركنا ديننا وصلاتنا فهو أخ لنا له علينا حقوق .
وثمة دائرة أكبر تجمعنا بكل البشر إنها دائرة الإنسانية التي تجمعنا مع كل الناس من كل الأديان ما لم يعادونا و يحاربوا ديننا ويؤذوا إخواننا . فنتعايش ونتاجر ونتعاون معهم في مصالح الدنيا ونرحم ضعيفهم  ونقابل برهم وإحسانهم بمثله . وندعوهم بالحسنى والموعظة الحسنة للدخول في دين الله القويم .
** سر   التميز **
نحن بشر كرمنا الله بإنسانيتنا . نحن مسلمون هدانا الله لدينه القويم وشرعه العظيم . ونحن عرب لساننا أفصح لسان ولغتنا لغة العذوبة والبيان .
ثم نحن مع كل هذا سعوديون ولا فخر . نحن سعوديون ننتمي إلى وطن يرفع راية التوحيد ويقيم الشريعة ويحمي العقيدة .
نحن من بلاد خرجت منها أنوار الإسلام وحنت شوقا إليه أفئدة المسلمين .
نحن من بلاد هي مهد العروبة .حيث نزل الذكر الحكيم بلسان عربي مبين .
نحن من أرض المصطفى صلى الله عليه وسلم , هنا ولد وعاش ومات عليه الصلاة والسلام . وهي موئل آله و أصحابه  الغر الميامين والأبطال الكرام الفاتحين .
نحن من أرض نبت فيها الكرم والجود ’ والنخوة والشهامة , والعفة والحياء .
آباؤنا هم الذين نشروا هذا الدين العظيم في أنحاء المعمورة . حتى ارتفع صوت الأذان من أعلى جبال الهند  حتى شواطئ الأطلسي . ومن  أطراف فرنسا  حتى جزر اندونيسيا .
نحن من بلد الأمن والإيمان . والسلام والإسلام . نحن من بلد متميز ووطن فوق كل الأوطان . وهذا هو سر تميزنا وتفردنا عن كل بلاد الدنيا .
** معنى الوطنية **
الوطنية ليست ادعاء فارغا لا افتخارا باهتا .
الوطنية قيم تحفظ وأمانة تؤدى . إنها أفعال تؤكد الولاء وأعمال تثبت الانتماء .
والوطنية عزيمة على البناء ورغبة في النماء.
والوطنية دفاع عن العقيدة والمقدسات وحفاظ على منجزات الوطن ومرافقه .
والوطنية إصلاح بالمعروف ونصح للولاة وإرشاد للعباد . دعوة للخير ومشاركة في البر ومساعدة للغير .
والوطنية وقوف في وجه المفسدين والمخربين والمهربين و الإرهابيين .
الوطنية تتمثل في الموظف المخلص الحريص على خدمة المراجعين . وفي الجندي الأمين الحريص على حماية وطنه . وفي الطالب المجتهد الحريص على العلم والتفوق لينفع وطنه غدا ويكون لبنة في مسيرة الحضارة والتقدم .وفي المسئول الشريف الحريص على مصالح المواطنين وإنجاز المشاريع الوطنية .
هذه هي الوطنية .
** أيها الوطن الكبير **
كبير أنت يا وطني , كبير بتاريخك العظيم وأمجادك الباذخة , كبير باتساع تضاريسك وامتداد جغرافيتك , وكبير بمبادئك التي تحميها وقيمك التي تعليها . كبير بمكانتك في قلوب العرب و المسلمين وفي قلوب أبنائك المواطنين .
تظل كبيرا في القلوب مادمت ترفع علم التوحيد . وتحكم بشريعة الإسلام .
تظل كبيرا مادمت ترعى بيوت الله ومقدساته . وتنشر كتاب الله وترجماته . وتحمل لواء الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .
تظل كبيرا مادمت ترعى الحرمات . وتحارب المنكرات . وتنصر المظلومين . تساعد المنكوبين في أرجاء العالم .
تظل كبيرا يا وطني .. مادمنا نسمع من جنباتك نداء الحق والإيمان : الله أكبر  الله أكبر .
نعمتان أنعم الله بهما على هذا الوطن الغالي : ملوك  صالحون يحبون شعوبهم ويحبونهم , وآبار نفطية درت بالمال  لنماء الوطن وازدهاره .  فاجتمع للوطن عز الماضي وشرفه  مع روعة الحاضر وتألقه .
إنه الوطن الكبير
** دعوة للبناء **
أيها الأبناء: وطنكم بحاجة إليكم , أنتم مستقبله وبكم يرسم طريق النماء والازدهار . وعليكم يعقد الأمل في رفعته وحمايته ..
ولن يتحقق هذا للوطن حتى تتحملوا المسؤولية وتستعدوا لها من اليوم .
ما يريد الوطن منكم اليوم هو المزيد من الجد والاجتهاد . و الإقبال على العلم برغبة ذاتية وقناعة شخصية أن دراستنا هي طرق النجاح لكم ولأوطانكم .
ويريد منكم أن تتمسكوا بعقيدتكم الإسلامية .و تتخلقوا بأفضل الأخلاق . وتحافظوا غلى قيمنا العظيمة وعادات آبائنا الأصيلة .
يريد منكم أن تأخذوا عن الغرب حضارته التقنية ومنجزاته التكنولوجية . و علومه العصرية . وشغفة بالتطور . وحبه للنظام .

و تتجنبوا مفاسد الغرب الفكرية والأخلاقية . ونظرته المادية  وعاداته المنكرة .وقيمه الساقطة .  وتحاربوا إلحاده وظلمه وتسلطه وانحرافاته  .
شكرا لتعليقك