دار ابن لقمان بالمنصورة شاهد
على أسر لويس التاسع
يتباهى أهالى
المنصورة، بمحافظة الدقهلية، أنهم أسروا الملك لويس التاسع ملك فرنسا أثناء الحملة
الصليبية على مصر، وحبسه في غرفه بدار ابن لقمان المطل على النيل مباشرة، واشرف
على حراسته أقل جندى بالجيش المصرى بقصد إذلاله نفسيا، ولذلك سمى الملك الحزين.
تسرد «البديل» القصة
التاريخية لدار أبن لقمان والملك الحزين لويس التاسع، كانت البداية هي إعلان ملك
فرنسا أنه سيقود بنفسه غزوة صليبية لإستعادة شرف الصلبيين المسلوب في المنصورة،
وأنه سيحقق هدف الإستيلاء على مصر، فجمع جيوشه بقبرص عام 1248، ويرافقه زوجته
وأخواه وكثير من الأمراء الإقطاعيين من فرنسا وانجلترا، وألقت الحملة مراسيها خارج
دمياط.
وكان الملك الصالح فى ذلك التوقيت بدمشق،
فعاد مسرعا عندما علم بخبر الحملة الصليبة، ولكن وافته المنية في الطريق، فأخفت
زوجته شجرة الدر الخبر عن الجنود وقادة الجيش حتى يعود ابنه توران شاه من «كيفا»،
وقادت هي المقاومة ووافقت على الخطة التى وضعها الظاهر بيبرس البندقدارى، والتى
أخفت القوات المصرية داخل المنصورة، ويلتزم أهالى المنصورة مساكنهم ومنع تجوالهم،
كما ساهم أهل المنصورة فى نجاح الخطة حتى ظن الصليبيون أن أهل المنصورة وعساكرها
هربوا بعدما سمعوا ما حل بمدينة جديلة القريبة من دمياط.
وأنتشر الفرسان
الصلبييون بحارات وأزقة المنصورة حتى الوصول لقصر الصالح أيوب ليعلنوا استحواذهم
على المنصورة، إلا أن الظاهر بيبرس أعطى أشارة القتال وقتل الفرسان الصلبيين وحبس
القائد روبرت ونت ارتوا، وأستبسل أهالي المنصورة في القتال وملاحقة الجنود
الفرنسيين الفاريين من المعركة وأخرجوا القائد روبرت قتيلا من قصر الصالح أيوب.
ووصل الملك
توران شاه وتسلم قيادة الجيش العربى، وبدأ بالاستيلاء على جميع السفن الفرنسية
التى تحمل المؤن وعرقل خطوط إمدادهم ونفذت ذخيرتهم، ودارت المعركة الفاصلة بعد
إعلان الفرنسييين الانسحاب وتضافرت القوات العربية بقتل الصلبيين.
وعندما أيقن الملك
لويس التاسع الهزيمة وفرار قواته، عرض على الأمير فخر الدين القيمرى التسلم وطلب
الأمان لنفسه ولحاشيته، وأستسلم لويس الحزين للنهاية الأليمة، فأرسل أسير إلى دار
إبراهيم أبن لقمان قاضى المنصورة، وبقى فيها سجينا تحت حراسة الطواشى صبيح
المعظمى، وأنشئ معسكر خارج المدينة لينزل به ما بقى من الأسرى والجرحى.
ولكن أشترط أهالى
المنصورة تسليم دمياط وجلاء الحملة الغادرة عن الأقليم ككل قبل إطلاق صراح الملك
لويس التاسع وكبار الأسرى، ودفع فدية كبيرة قدرت بعشرة ملايين من الفرنكات، ولم
يكن للملك الحزين إلا الإصغاء لرغبة المنتصر، لدرجة أن الشعراء بالمنصورة ومنهم
جمال الدين إبن مطروح تغنوا بهذا النصر المبين.
هكذا فعل أبناء
المنصورة بلويس التاسع، تركوه مقيدا بدار ابن لقمان تحت حراسة أحد العبيد، على عكس
العرف العسكرى الذى يقضى بأن الملوك وكبار القواد عندما يؤسرون لا يقيدون بل
يكونوا في حراسة ضباط عظام، فالغرض كان إذلاله والنيل من كبريائه وغروره.
ويظل دار ابن لقمان
بالمنصورة، شاهدا على أسر لويس التاسع، وتم افتتاحه متحفا قوميا، ويضم بدلة لويس
التاسع العسكرية ومقتنياته هو وزروجته، كما يحتوى على الخرائط الحربية التى وضعتها
الحملة الصليبية، وبعض من السيوف والخناجر المستخدمة بالمعركة، ويضم المتحف
مقتنيات وتمثال نصفى للملكة شجرة الدر والملك الصالح أيوب.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء