pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


تواضع عمر بن الخطاب

تواضع عمر بن الخطاب
ما أعظم التواضع لو كان من عظيم حقيقي العظمة
التواضع من مكارم الأخلاق التي اتصف بها الفاروق وأورثته محبة الآخرين http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg .
فالعبد المتواضع يجعل الناس يحبون معاملته، ويودون مجالسته، ويتمنون لقاءه، ويستأنسون بكلامه، ويتفانون في خدمته.
فالتواضع يعني قبول الحق ممن كان، وخفض الجناح ولين الجانب، وعدم شعور النفس بأن لها فضلاً على الآخرين. وما أجمل قول الشاعر:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كَالنَّجْمِ لاحَ لِنَاظِرٍ *** عَلَى صَفَحَاتِ الْمَاءِ وَهْوَ رَفِيعُ
وَلا تَكُ كَالدُّخَانِ يَعْلُو بِنَفْسِهِ *** إِلَى طَبَقَاتِ الْجَوِّ وَهْوَ وَضِيـعُ
   الشافعي: رحمه الله يقول "التواضع من أخلاق الكرام، والتكبر من شيم اللئام", ويقول: "أرفع الناس قدرًا من لا يَرَى قدره، وأكثر الناس فضلاً من لا يَرَى فضله"[1].
عمر بن الخطاب يقبل النصح من الجميع :
خرج عمر بن الخطاب من المسجد والجارود العبدي معه، فبينما هما خارجان إذ بامرأة على ظهر الطريق، فسلم عليها عمر فردت عليه السلام، ثم قالت: رويدك يا عمر حتى أكلمك كلمات قليلة. قال لها: قولي. قالت: يا عمر عهدي بك وأنت تسمى عميرًا في سوق عكاظ تصارع الفتيان، فلم تذهب الأيام حتى تسمى عمرًا، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الموت خشي الفوت، فقال الجارود: هيه، قد اجترأت على أمير المؤمنين، فقال عمر: دعها، أما تعرف هذه يا جارود؟ هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات، فعمر أحرى أن يسمع كلامها
أراد بذلك قوله تعالى قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ
وعن تواضع عمر بن الخطاب يحدثنا شاعر النيل حافظ إبراهيم فيقول :
و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا**** بين الرعية عطلا و هو راعيها
و عهده بملوك الفرس أن لها ****    سورا من الجند و الأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى ****     فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا **** ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينه ما كان يكبره ****    من الأكاسر والدنيا بأيديها
و قال قولة حق أصبحت مثلا ****   و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم ****     فنمت نوم قرير العين هانيها

رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه
شكرا لتعليقك