pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


ورقة من ديوان العرب

ورقة من ديوان العرب

1

يا من يرى
يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل
و يرى مناط عروقها في نحرها و المخ من تلك العظام النحل
و يرى خرير الدم في أوداجها متنقلا من مفصل في مفصل
و يرى مكان الوطء من أقدامها في سيرها و حثيثها المستعجل
و يرى و يسمع حس ما هو دونها في قاع بحر مظلم متهول
أمنن علي بتوبة تمحوا بها ما كان مني في الزمان الأول


2
قال المتنبي في الأخلاق:
أُحـب مـعـــالـي الأخـلاق جـهـدي
وأكـره أن أعـيـبَ وأن أُعـابـــــــا
وأصفح عن سباب الناس حلمــــاً
وشر الناس من يهوى السبابـــــا
وأتـرك قـائـل الـعـوراء عـمــــــداً
لأُهـلـِكـَه ومـا أعـيـا الـــجـوابـا
ومـن هـاب الـرجـال تـهـيـبـــــوه
ومـن حـقـر الـرجال فـلـن يهابــا

3
قصيدة : الرماح العوالي
الشاعر : صفي الدين الحلي

سل الرمـاح العـوالي عن معالينا   واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
لقد سـعـينا فلم تضعف عزائمـنـا   عمـا نـروم ولا خـابـت مـسـاعـيـنــــا
قوم إذا استخصموا كانوا فراعنة    يـومـا وإن حـكـمـوا كـانـوا مـوازينا
إنــا لقــوم أبـت أخـلاقـنـا شـرفـاً   أن نـبـتـدي بالأذى من ليس يـؤذيـنـا
بـيـض صـنـائـعـنـا سـود وقائعنا     خـضـر مـرابعنـا حـمــر مــــواضينا

4
القصيدة : في غض البصر    
الشاعر : أبو الطيب المتنبي
كـــل الحوادث مبدؤها من النظر   ومعــظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرةٍ فتكت في قلب صاحبها    فـتك الـسـهـام بـلا قـوسٍ ولا وتـر
والمرءُ مـادام ذا عـيـنٍ يـُقـلـبها    في أعينِ الغيدِ موقوفٌ على الخطر
يســـــرُّ مـقـلـتـه مـا ضر مهجته   لا مـرحـبـاً بـسـرورٍ عـاد بـالـضـرر

5
النفس والدنيا
النفسُ تبكي على الدنيا وقد عَلِمــــتْ   أن الســلامةَ فيهــــا تــركُ مَا فيها
لا دارَ للمــرءِ بعـــد المـوتِ يسكُنُـها  إلاّ التــي كــان قبـــلَ الموتِ يَبْنِيها
فــــإن بنـاهــا بخيــرٍ طاب مسكنَـــهُ   وإن بناهــــا بشــرٍّ خــابَ بانيهــــا
أموالُنـــا لـــذوي الميـــراث نَجمَعُها   ودُورُنـــا لخـرابِ الدهـــر نبنيهـــا
كــم مـن مدائن في الآفـاق قد بُنيت     أمسَت خـرابـاً وأفنى الموتُ أهليها
لا تَرْكُنَنَّ إلــى الدُنيـــا ومـــا فيهـــا     فالمــوتُ لاشــــكَّ يفنينــا ويفنيهـا
واعمل لدارٍ غداً رضوانُ خازنهــا    والجــارُ أحمــدُ والــرحمنُ منشيهـا
قصورُها ذَهَبٌ والمســكُ طينَتُهـــا     والــزَّعفَرانُ حشيـشٌ نــابتٌ فيهــا

6
رائعة شعريه للشاعر إبراهيم علي بديوي
بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
أذنبت ياربي وآذتني ذنوب *** مالها من غافر إلا كا
دنياي غرتني وعفوك غرني *** ماحيلتي في هذه أو ذا كا
يا مدرك الأبصار ، والأبصار لا *** تدري له ولكنه إدراكا
أتراك عين والعيون لها مدى *** ما جاوزته ، ولا مدى لمداكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاكا
أنا كنت ياربي أسير غشاوة *** رانت على قلبي فضل سناكا
واليوم ياربي مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراكا
ياغافر الذنب العظيم وقابلا *** للتوب: قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائبا حاشاك
يارب عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلما مستمسكاً بعراكا


7
حافظ إبراهيم
رَجَعْـتُ لِنَفْـسِي فَإتَّهَمْتُ حَصَـاتِي  وَنَادَيْـتُ قَوْمِي فَاحْتَسَبْـتُ حَيَـاتِي
رَمُونِي بِعُقْـمٍ فِي الشَّـبَابِ وَلَيْتَنِـي  عَقِمْـتُ فَلَمْ أَجْزَعْ لِقَـوْلِ عـدَاتِي
وَلَـدْتُ وَلَمَّا لَمْ أَجِـدْ لِعَـرَائِسِـي   رِجَـالاً وَأَكْـفَـاءً وَأَدْتُ بَنَـاتِـي
وَسَعْـتُ كِتَـابُ اللهِ لَفْظَاً وَغَـايَـةً  وَمَا ضِقْـتُ عَـنْ آيٍ بِهِ وَعِظَـاتِ
فَكَيْـفَ أعْجَـزُ عَـنْ وَصْـفِ آلَةٍ   وَتَـنْسِيـقِ أَسْـمَاءٍ لِمُخْتَـرَعَـاتِ
أَنَا البَحْـرُ فِي أَحْشَـائِهِ الدُّرُّ كَـامِنٌ  فَهَلْ سَـاءَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَـاتِي

8
دم المصلين

د. أحمد بن عثمان التويجري

دم المصلين في المحراب ينهمر . . . . . . و المستغيثون لا رجع و لا أثر
و القدس في قيدها حسناء قد سلبت . . . . . . عيونها في عذاب الصمت تنتظر
سلوا الملايين من أبناء أمتنا . . . . . . كم ذبحوا و بأيد خائن نحروا
تسائل الليل و الأفلاك ما فعلت . . . . . . جحافل الحق لما جاءها الخبر ؟
هل جهزت في حياض النيل ألوية ؟ . . . . . . هل في العراق و نجد جلجل الغُيُر ؟
يا أمة الحق إنا رغم محنتنا . . . . . . إيماننا ثابت بالله نصطبر
إذا تطاول بالأهرام منهزم . . . . . . فنحن أهرامنا سلمان أو عمر
أهرامنا شادها طه دعائمها . . . . . . وحي من الله لا طين و لا حجر
أهرامنا في ذرى الأخلاق شامخة . . . . . . هي السماحة و هي المجد و الظفر
فقد يلين زمانٌ بعد قسوته ***   و قد تعود إلى أوراقها الشجرُ
9
طريق  المجدَ
لا يمــتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا   ولا يـنـــال العــــلا من قــــدَّم الحــــذَرَا
ومـــن أراد العــلا عــفـــــواً بِــلا تـعــــبٍ   قــضــــى ولم يـقـضِ من إدراكها وطرا
لابُدَّ للشــــهــد من نـــحـــلٍ يُمَـــنِّــعُــهُ   لا يجـــتني النفع من لم يحـمل الضررا
لا يُــبلَــــغُ السُّــــــؤْلُ إلا بعد مُـــؤلمـــةٍ  ولا يـــــتــم المـــنى إلا لمـــن صــبــرا
وأحـــــزم الناس من لـو مـات من ظـمـأٍ   لايـــقـربُ الـوِردَ حـتى يعــرف الصَّــدَرا
وأغــزر الناس عــقــــلاً مــن إذا نـظــرتْ   عــــينــاه أمــراً غــدا بالغــير مــعـتـبـرا
فـــقـــــد يُقال عِــثارُ الرِّجــل إن عَــثَرتْ   ولا يــــــقـــال عــثارٌ الــرأي إنْ عَـــثَــرا
مــــن دَبّـــر الـــعـــــيـــش بالآراء دام له   صــفـــواً وجـــاء إليه الخّـطْــــبُ مُعتذرا
لا يَحــــسُـــنُ الحلمُ إلا في مــواطـــنهِ   ولا يليــق الــوفـــا إلا لمــــن شــكـــرا
للشاعر/ صفي الدين الحلي

10
قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا         كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي     يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُـبـحـانَـكَ الـلَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ       عَـلَّـمـتَ بِـالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخـرَجـتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ     وَهَـدَيـتَـهُ الـنـورَ المُبينَ سَبيلا
وَفَـجَـرتَ يَـنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً      فَـسَـقـى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
وَإِذا أُصـيـبَ الـقَومُ في أَخلاقِهِم      فَـأَقِـم عَـلَـيـهِم مَأتَماً وَعَويلا
لَـيـسَ الـيَتيمُ مَنِ اِنتَهى أَبَواهُ مِن      هَـمِّ الـحَـيـاةِ وَخَـلَّـفاهُ ذَليلا
إِنَّ الـيَـتـيـمَ هُوَ الَّذي تَلقى لَهُ       أُمّـاً تَـخَـلَّـت أَو أَبـاً مَشغولا
قُـل لِـلشَبابِ اليَومَ بورِكَ غَرسُكُم     دَنَـتِ الـقُـطوفُ وَذُلِّلَت تَذليلا
فَـكِـلـوا إِلى اللَهِ النَجاحَ وَثابِروا      فَـالـلَـهُ خَـيـرٌ كافِلاً وَوَكيلا


شكرا لتعليقك