pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


بلاغة ثانية ثانوى الطباق والمقابلة

علـم البديــع
البديـع لغة : الطريف والعجيب والجديد المخترع لا على مثال سابق ولا احتذاء متقدّم ، تقولين بدع الشيء وأبدعه فهو مبدع وفي التنزيل ) قل ما كنت بدعاً من الرسل (9 الأحقاف
واصطـلاحاً : علم يعرف به الوجوه والمزايا التي تكسب الكلام حسناً وقبولاً بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال التي يورد فيها ، ووضوح الدلالة على ما عرفت في العِلمين السابقين .
واضـعه : أول من دون قواعده ووضع أصوله عبد الله بن المعتز العباسيّ المتوفى 374هـ  فقد استقصى ما في الشعر من المحسنات وألف كتاباً ترجمه باسم ( البديع ) ذكر فيه سبعة عشر نوعاً وقال : ما جمع قبلي فنون البديع أحد ولا سبقني إلى تأليفه مؤلف ، ومن رأى إضافة شيء من المحاسن إليه فله اختياره .
 ثمّ ألف معاصره جعفر بن قدامة كتاباً سمّاه ( نقد قدامة ) ذكر فيه ثلاثة عشر نوعاً زيادة على ما أملاه ابن المعتز  ثمّ جاءت التآليف تترى حتى جاوزت المائة والستين نوعاً .

                                   المحسنات البديعية 

هي من الوسائل التي يستعين بها الأديب لإظهار مشاعره وعواطفه ، وللتأثير في النفس ، وهذه المحسنات تكون رائعة إذا كانت قليلة و مؤدية المعنى الذي يقصده الأديب ، أما إذا جاءت كثيرة ومتكلفة فقدت جمالها و تأثيرها و أصبحت دليل ضعف الأسلوب ، وعجز الأديب . 
تذكر أن : 
المحسنات تسمى أيضاً " الزينة اللفظية - الزخرف البديعي - اللون البديعي - التحسين اللفظي " . 
أولا   الطباق : 
هو الجمع بين الكلمة وضدها في الكلام الواحد .وهو أن نأتى بالكلمة ثم نأتى بمضادها فى فى المعنى فيشتد رسوخها فى النفس ويزيد المعنى وضوحا وتأكيدا ويحدث حركة ذهنية ونشاطا فكريا
·       وإذا كان التضاد بين كلمتين أو أكثر تسمى مقابلة
وهو نوعان :1- طباق إيجاب         2- طباق سلب 
أ - طباق إيجاب   
وفى هذا النوع من الطباق نجمع بين الضدين فى كلام واحد أوفى بيت من الشعر وذلك بلفظين من نوع واحد كالصفات والأسماء مثلاً .. ويراعى المشاكلة بين المتضادين بمعنى أن يكون التضاد بين اسم واسم أو بين فعل وفعل فلا يصح مثلاً أن يكون التضاد بين فعل واسم ..
·       مثلا بين طويل وقصير طباق ... لأننا ذكرنا هنا الصفة وضدها " لاحظ أننا هنا جئنا بالصفة وضدها وليس نفيها .. لأننا نتحدث عن طباق الإيجاب المثبت 
أبيض وأسود ..... هنا أيضاً طباق لذكر التضاد بينهما
·       * لا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين أبيض وأسود
* قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين تؤتى وتنزع وتعز وتذل الليل والنهار والحى والميت
·       يقول أبوتمام : نزلت مقدمة المصيف حميدة    ويد الشتاء جديدة لاتنكر
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين المصيف والشتاء يوضح المعنى ويؤكده
·       وقول الشاعر : لاتتعجبى ياسلم من رجل       ضحك المشيب برأسه فبكى
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين ضحك وبكى  يوضح المعنى ويؤكده

*قال المتنبى: 
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب         وأعجب من ذا الهجر ، والوصل أعجب 
أما تغلط الأيـــام فى بأن أرى        بغيضاً تناءى ، أو حبيباً تقـــــرب 
الشرح : هنا فى البيت الأول طباق إيجاب بين اسمين هما " الهجر - الوصل " .. وفى البيت الثانى أيضاً طباق إيجاب بين فعلين هما " تناءى أى بعد - وتقرب " وبين " بغيضاً - وحبيباً
* قال ابن زيدون فى غربته فى المنفى 
يخفى لواعجه والشوق يفضحه        فقد تساوى لديه السر والعلن 
الشرح : فى الشطر الأول طباق بين فعلين هما " يخفى - يفضح " ففعل يفضح يوحى بالبوح وافشاء السر على النقيض من فعل " يخفى " ....... أيضاً فى الشطر الثانى من البيت طباق إيجاب بين اسمين هما " السر – العلن) "
* قال ابن الرومى فى رثاء ولده 
       لقد انجزت فيه المنايا وعيدها         وأخلفت الآمال ما كان من وعد 
الشرح : هناك طباق إيجاب بين فعلين هما ( أنجزت – أخلفت )  
·       إذن باستعراض الأمثلة السابقة نقول ثانية أن طباق الإيجاب يكون دائماً بين الصفة وضدها   ( طويل - قصير ) ( غنى - فقير ) ( راسب - ناجح ) أو بين فعل وضدة ( ضحك - بكى ) ( نام - استيقظ ) ( يموت - يحيى ) أو بين الأسماء ( السر - العلن
·       ب - طباق سلبي : هو أن يجمع بين فعلين أحدهما مثبت ، والآخر منفي ، أو أحدهما أمر و الأخر نهي . مثل : 
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)
فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن)
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بالسلب  بين كلمتين يعلمون  ولا يعلمون – فلا تخشوا  و اخشون
2-  المقابلة : 
هي أن يؤتى بمعنيين أو أكثر أو جملة ، ثم يؤتى بما يقابل ذلك الترتيب .
مثل : 
* (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث)
* (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)
اللهم أعطِ منفقا خلفاً و أعطِ ممسكاً تلفاً
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتينوأكثر فتسمى مقابلة بين كل جملة وآخرى
·       قال المتنبى :          أزورهم وسواد الليل يشفع لى    وأنثنى وبياض الصبح يغرى بى
·       فنلاحظ هنا وجود مقابلة  بين شطرى البيت
·       قال حافظ :                فيه للنحس كوكب مسرع السير    وللسعد كوكب متوانى
·       فنلاحظ هنا وجود مقابلة  بين شطرى البيت

* قال واصل بن عطاء فى خطبة شهيرة له 
"
الحمد لله الذى علا فى دنوه ، ودنا فى علوه " 
بتأمل هذه العبارة نجد أنها مقسمة إلى عبارتين هن " علا فى دنوه " و " دنا فى علوه " وبين العبارتين مقابلة .. ولكن كيف عرفنا ذلك ؟ أقول أن الكلمات فى العبارة الأول لها ضد فى العبارة الثانية .. فكلمة ( علا ) ضدها ( دنا ) وكلمة ( علوه ) ضدها ( دنوه ) وهكذا تكون المقابلة .. مجموعة من الألفاظ بين عبارتين لها أضاد فى العبارة الأخرى
* قول بعض الخطباء 
"
الحمد لله الذى لا إله إلا هو .. أول بلا إبتداء ، وأخر بلا انتهاء " 
أيضاً هناك مقابلة بين عبارة" أول بلاابتداء " وعبارة آخر بلا انتهاء " لوجود تضاد بين كلمات        أول - أخر ) ( ابتداء – انتهاء ) )
* قال ابن الرومى يرثى ولده 
طواه الردى عنى فأضحى مزاره         بعيداً على قرب قريباً على بعد          
يقصد بالردى هنا الموت فى الشطر الثانى مقابلة بين 0 بعيداً على قرب " و " قريباً على بعد 
* قال الشاعر: 
    فلا الجود يفنى المال والجد مقبل         ولا البخل يبقى المال والجد مدبر   
الجد يقصد بها الحظ 
ستجد أن بين الشطر الأول " فلا الجود يفنى المال والجد مقبل " والشطر الثانى " ولا البخل يبقى المال والجد مدبر " مقابلة ... فالجود يقابلها البخل ، ويفنى يقابله يبقى ، ومقبل يقابلها مدبر
الأثر الفني للتضاد والمقابلة : 
يعملان على إبراز المعنى وتقويته وإيضاحه و إثارة الانتباه عن طريق ذكر الشيء وضده .
تدريبات : 
استخرج كل طباق أو مقابلة مما يأتي :
يقول الفرزدق:       والشَّيبُ يَنْهُضُ في الشَّبابِ كأنَّهُ *    ليلٌ يَصيحُ بِجانِبَيهِ نَهارُ
يقول البُحتري  :   وأمَّةٌ كان قُبْحُ الجَوْرِ يُسْخِطها *      دَهراً فأصْبَحَ حُسْنُ العَدْلِ يُرْضيها.
قال المتنبي:       ومن يك ذا فم مرٍّ مريضٍ             يجد مُرًّا به الماء الزلالا
قالالشاعر:      أ ُلامُ لِما أُبدى عليكَ من الأسَى           وإنِّى لأُخفى منكَ أضعافَ ما أُبدى
قال المتنبي :       فَلاَ الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُقْبلٌ    *   وَلاَ الْبُخْلُ يُبْقي الْمَالَ وَالْجّدُّ مُدْبِرُ
يخفى لواعجه والشوق يفضحه          فقد تساوى لديه السر والعلن
أراك عصى الدمع شيمتك الصبر       أما للهوى نهى عليك ولا امر
غير أن الفتى يلاقى المنايا             ولا يلاقى الهوانا
خلقت من الحديد اشد قلبا               وقد بلى الحديد وما بليت
بانا نورد الرايات بيضا                ونصدرهن حمرا قد روينا
اختلاف الليل والنهار ينسى            اذكرا لى الصبا وايام انسى
هشت لك الدنيا فما لك واجما           وتبسمت فعلام لا تبتسم
فالعيش نوم والمنية يقظة              والمرء بينهما خيال سار
فتى كان فيه ما يسر صديقه            على أن فيه ما يسوء الاعاديا
كم وجوه مثل النهار ضياء             لنفوس كالليل فى الإظلام
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم          أو حاولوا النفع فى اشياعهم نفعوا
وباسط خير فيكم بيمينه                وقابض شر عنكم بشماله
فإذا حاربوا اذلوا عزيزا               إذا سالموا اعزوا ذليلا

·        قال المتنبى
فمساهم وبسطهم حرير           وصبحهم وبسطهم تراب 
* قال قيس بن ذريح 
ويلبسنا الليل البهيم إذا دجا ونبصر      ضوء الصبح والفجر ساطع 
* قال ابن النبيه :
أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا        ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا 
* ) قال قيس بن الملوح 
يا موقد النار يذكيها ويخمدها           قر الشتاء بأرياح وأمطار 
*  
قال الحريرى فى مقامته :
وابغ رضى الله فأغبى الورى من أسخط الله وأرضى العبيد 
*  قال المتنبى :
أزورهم وسواد الليل يشفع لى         وأنثنى وبياض الصبح يغرى بى 
*  قال الشاعر :
نهار غرته البيضاء أرشدنى         وليل طرته السوداء أغرانى 

·       ملخص الدرس
·       الطباق و هو التضاد بين معنيين مفردين.
وله من الصور صور كثيرة تختلف حسب اعتبار التقسيم كالآتي 
أولا: باعتبار نوع كلمتي الطباق
·       ينقسم الإطباق باعتيار نوع الكلمتين إلى:
  *  
طباق بين اسمين، مثل "وقل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور".
*  
 طباق بين فعلين، مثل "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء".
 *
طباق بين حرفين، مثل " ولهن مثل الذي عليهن



شكرا لتعليقك