احكام التجويد
محتويات
١ التّجويد
٢ أحكام التجويد كاملة
٢.١ أحكام الاستعاذة والبسملة
٢.٢ أحكام النون الساكنة والتنوين
٢.٣ أحكام الميم الساكنة
٢.٤ أحكام الميم والنون المشددتين
٢.٥ أحكام الادغام
٣ أحكام المدود
٣.١ المد الطبيعي
٣.٢ المدّ اللازم
٣.٣ المد الواجب
٣.٤ المد الجائز
٣.٥ مد البدل
٣.٦ مد العِوَض
٣.٧ مد اللين
٣.٨ مد الصلة
٤ المراجع
التّجويد
إنّ التجويد في اللغة يعني: الإتيان بالشّيء الجيّد، وأمّا في الاصطلاح فقد عرّفه العلماء على أنّه: هو علم يعرف به إخراج كلّ حرف من مخرجه، متصفاً بصفاته. وقد وصل إلينا هذا العلم من خلال أئمّة ثقات، وضعوا أصوله، وقاموا باستنباط أحكامه، وذلك من خلال قراءة النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - المأثورة، وصحابته، والتّابعين.
الهدف الرّئيسي من هذا العلم هو حفظ اللسان من الوقوع في اللحن عند قراءة ألفاظ القرآن الكريم، وعند أدائه، ولذلك فإنّ مراعاة قوانين قراءته فرض عيّن على كلّ شخص مكلّف. (1)
أحكام التجويد كاملة
قسّم علماء التجويد هذا العلم إلى عدّة أقسام، كي يسهل على المسلم فهمه، وفي ما يأتي شرح لها على التفصيل.
أحكام الاستعاذة والبسملة
يعدّ حكم الاستعاذة سنّةً مستحبّةً، وهي أمر مطلوب عند قراءة القرآن الكريم، وذلك على الرّغم من أنّها ليست جزءً منه، وقد قال بعضهم إنّ حكمها هو الوجوب، خاصّةً عند البدء بالقراءة، حتّى لو كانت القراءة من بداية السّورة، أو من خلالها (1)، وأمّا الدّليل على ذلك فهو قوله الله سبحانه وتعالى: (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) سورة النحل، 98 .
ومن السّنة أن يُجهر بالاستعاذة في حالتين، هما: (1)
عند قراءة المسلم في الأماكن العامّة، أو الاحتفالات، أو الاجتماعات، ونحوها.
عند تعليم المسلم لغيره وتعلمه، وذلك حتّى ينتبه الحاضرون وينصتوا للقراءة من بدياتها.
ويسرّ بالاستعاذة في أربع حالات، هي: (1)
عند قراءة المسلم للقرآن قراءةً سريّةً.
عند قيام المسلم بأداء الصّلاة.
عند قراءة المسلم على الدّور وبالترتيب، حيث تكون القراءة جهريّةً مع الجماعة ولا يكون هو المبتدئ بالقراءة.
عندما يكون خالياً، سواءً أكانت القراءة سريّةً أم جهريّةً.
أمّا البسلمة فهي كلمة منحوتة من قول: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وعند حفص تعدّ واجبة القراءة في أوّل كلّ سورة، إلّا في بداية سورة براءة، وأمّا البسلمة في أواسط السّور فإنّ المسلم مخيّر في قراءتها، فهو إن أراد بسمل، وإن أراد اكتفى بالاستعاذة وحدها.
وأمّا في حال وقعت البسملة بين سورتين، فإنّ لذلك أربع أوجه محتملة، وهي: (1)
قطع الكلّ: ويعني ذلك قطع آخر السّورة عن البسملة، وقطع البسملة عن بداية السّورة التالية أيضاً، ويعدّ هذا الوجه جائزاً شرعاً.
وصل البسملة مع بداية السّورة التّالية: ويعدّ هذا الوجه جائزاً أيضاً.
وصل الكلّ: ويعني ذلك وصل البسملة مع السّورة التي قبلها، ومع السّورة التي بعدها أيضاً، ويعدّ هذا الوجه جائزاً أيضاً.
وصل آخر السّورة بالبسملة: وذلك مع قطعها عن أوّل السّورة التّالية، ويعدّ هذا الوجه ممتنعاً شرعاً، وذلك لأنّه يوهم المستمع أنّ البسملة تابعة لآخر السّورة السّابقة.
وأمّا في حال ابتداء المسلم بالقراءة، فإنّه يختار ما بين الأوجه الأربعة التي تلي: (1)
قطع الجميع، ويعني ذلك قطع الاستعاذة عن البسملة، ثمّ قطع البسملة عن أوّل السّورة التّالية.
قطع الاستعاذة عن البسملة، ثمّ وصل البسملة ببداية السّورة التّالية.
وصل الاستعاذة بالبسملة، ثمّ قطع البسملة عن بداية السّورة التّالية.
وصل الجميع، ويعني ذلك وصل الاستعاذة بالبسملة، ثمّ وصل البسملة ببداية السّورة التّالية.
أحكام النون الساكنة والتنوين
وتحت هذا تندرج العديد من الأحكام التي تحتاج إلى تفصيل دقيق، نذكر منها على وجه الإجمال لا التفصيل: (2)
الإظهار الحلقي: والإظهار لغةً يعني: البيان والوضوح، واصطلاحاً: هو إخراج كلّ حرف من مخرجه من غير غنّة فى الحرف المظهر. وأمّا حروف الإظهار فهى حروف الحلق: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، وعدد حروف الإظهار ستّة أحرف، تمّ جمعها مع بعضها البعض فى أوائل حروف شطر هذا البيت، وهي:
أخى هاك علماً حازه غير خاسر.
وللإظهار عدّة مراتب، هي:
أعلى مرتبة ظهوراً: وتكون عند حرفي الهمزة والهاء، وذلك لأنّهما يخرجان من أقصى الحلق.
أوسط مرتبة ظهوراً: وتكون عند حرفي العين والحاء، وذلك لأنّهما يخرجان من وسط الحلق.
أدنى مرتبة ظهوراً: وتكون عند حرفي الغين والخاء، وذلك لأنّهما يخرجان من أدنى الحلق.
وأمّا الأمثلة على الإظهار فمنها: وَمَنْ أَعْرَضَ، كُلٌّ آمَنَ، الْأَنْهارُ، مِنْ هادٍ، فَرِيقاً هَدى، هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ.
الإدغام: الإدغام في اللغة هو: إدخال شيء فى شيء، وأمّا اصطلاحاً فهو: إدخال الحرف السّاكن فى الحرف المتحرّك، حيث يصيران حرّفاً واحداً مشدّداً، وحروف الإدغام ستّة، وقد قام صاحب التّحفة بجمعها فى كلمة: يرملون.
وللإدغام قسمان أساسيّان هما:
الإدغام بغنّة.
الإدغام بغير غنّة.
وحروف الإدغام بغنّة هي أربعة، مجموعة في كلمة ينمو، فإذا جاء حرف من هذه الأحرف بعد النّون السّاكنة أو التّنوين، على شرط أن تكون النّون السّاكنة قد جاءت في نهاية الكلمة الأولى، وحرف الإدغام في بداية الكلمة الثّانية، فيكون الحكم حينها هو الإدغام، أو بعد التّنوين، ولا يكون ذلك إلا من كلمتين أيضاً. وشرط الإدغام عدم اجتماع النّون السّاكنة مع حروف الإدغام فى كلمة واحدة، والأمثلة على الإدغام كثيرة، منها: وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ.
الإقلاب: والإقلاب في اللغة يعني: تحويل الشّيء عن وجهته، ويقال: قلب الشّيء: أي حوّل عن وجهته، وأمّا في الاصطلاح: وضع حرف مكان حرف آخر، وهو عبارة عن قلب للنون السّاكنة ونون التنوين ميماً خالصةً لفظاً لا خطاً، قبل حرف الباء مع الغنّة والإخفاء. وللإقلاب حرف واحد وهو حرف الباء، ففي حال جاء حرف الباء بعد النّون السّاكنة، سواءً أكان ذلك من كلمة أو من كلمتين، أو بعد التنوين والذي لا يكون إلا من كلمتين، فإنّه يجب في هذه الحالة إقلاب النّون ميماً. والسّبب في ذلك هو صعوبة الإتيان بالنّون السّاكنة ونون التنوين للإظهار والإدغام، بسبب الثّقل عند النّطق.، وذلك يعود إلى الاختلاف في مخرج كلّ من الباء والنّون السّاكنة.
والإقلاب يتمّ على الشّكل التّالي:
نقلب النّون السّاكنة أو نون التّنوين ميماً لفظاً.
نخفيها عند حرف الباء.
يصحب الإخفاء إعطاء غنّة للميم المقلوبة.
وأمّا العلامة التي تدلّ على وجوب الإقلاب في المصحف فهي وجود حرف ميم فوق حرف النّون، مثل: أَنْبِئْهُمْ، لتدلّ على وجوب الإقلاب هنا، ويجب الانتبها إلى جعل فرجة بين الشّفتين أثناء النّطق، ولا يتمّ إطباق الشّفتين إطباقاً تامًاً، بل يكون ذلك بتلطف، من غير أيّ ثقل أو تعسّف، ومن الأمثلة على الإقلاب: الْأَنْباءِ، وَمِنْ بَعْدُ.
الإخفاء: والإخفاء في اللغة يعني: السّتر، ويقال: اختفى الرّجل عن أعين النّاس، أي استتر عنهم، وفي الاصطلاح: هو النّطق بحرف ساكن عار من التّشديد بين صفتي الإظهار والإدغام، مع بقاء الغنّة. وأمّا حروف الإخفاء فهي خمسة عشر حرفاً، وهي ما تبقّى بعد إعطاء ستّة أحرف للإظهار، وستّة أحرف أخرى للإدغام على شقّيه، وحرف واحد للإقلاب. وهي مجموعة في أوائل حروف بيت الشّعر الذي ذكره صاحب التّحفة:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيّباً زد في تقى ضع ظالماً.
ففي حال جاء أيّ حرف من هذه الحروف بعد النّون السّاكنة سواءً أكان من كلمة أو من كلمتين، أو بعد التّنوين والذي لا يكون إلا من كلمتين، فإنّه يجب الإخفاء حينها، وقد اتفق العلماء على تسميته بالإخفاء الحقيقي، وذلك لأنّ إخفاء النّون السّاكنة ونون التّنوين يتحقّق فيه أكثر.
وللنطق بالإخفاء يقوم القارئ بنطق النّون السّاكنة ونون التنوين بحالة متوسّطة بين الإظهار والإدغام، وذلك بلا تشديد، مع الإبقاء على الغنّة، ومن الأمثلة على الإخفاء: يَنْصُرْكُمُ، أَنْ صَدُّوكُمْ، عَذاباً صَعَداً.
وأمّا مراتب الإخفاء فهي ثلاثة على النّحو التّالي:
أقرب الحروف في الإخفاء مخرجاً من النّون السّاكنة، وهي ثلاثة أحرف: الطاء، والدّال، والتّاء.
أبعد الحروف في الإخفاء مخرجاً من النّون السّاكنة، وهما حرفان: القاف والكاف.
أوسط الحروف في الإخفاء مخرجاً من النّون السّاكنة، وهي العشرة حروف التي تبقّت.
أحكام الميم الساكنة
إنّ للميم السّاكنة ثلاثة أحكام رئيسيّة، وهي: (1)
الإدغام: ويعنى ذلك أن يتمّ إدغام الميم السّاكنة في ميم مثلها ولكنّها متحرّكة، حيث تكون واقعةً في بداية كلمة أخرى، فتصبحان بذلك ميماً واحدةً مشدّدةً، ويسمّى هذا الإدغام إدغاماً شفويّاً أو إدغاماً متماثلاً، مع مراعاة وجود غنّة كاملة، ومثال ذلك: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، لَهُمْ مَثَلًا، وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ، أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ.
الإخفاء: وفيه يتمّ إخفاء الميم السّاكنة، في حال وقع بعدها في الكلمة التّالية حرف الباء، ويسمّى في هذه الحالة إخفاءً شفويّاً، وذلك لأنّ حرفي الميم والباء يخرجان من الشّفة، ومن الأمثلة على ذلك: يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ، يَعْتَصِمْ بِاللهِ، كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ، فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ. وينبغي الانتباه إلى أنّه يجب على القارئ إطباق الشّفتين عند الإتيان بالإخفاء الشّفوي، دون أيّ انفراج بينهما.
الإظهار: حيث تظهر الميم السّاكنة في حال وقع بعدها حرف من أحرف الإظهار، وهي كلّ الحروف الهجائيّة، ما عدا حرفي الميم والباء، ويسمّى في هذه الحالة إظهاراً شفويّاً، ومن الأمثلة على ذلك: أَمْ كُنْتُمْ، أَمْ حَسِبْتُمْ، يَمْشُونَ، تُمْسُونَ، الْحَمْدُ، هذا ويكون الإظهار أشدّ مع حرفي الواو والفاء، ومن الأمثلة على ذلك: وَهُمْ فِيها، هم في رحمة الله، أنتم وما، عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ.
أحكام الميم والنون المشددتين
الغنّة واجبة في حالة كلّ من الميم والنّون المشدّدتين، وذلك في حالتي الوصل والوقف، سواءً أكانت واقعةً في أوسط الكلمة أم في آخرها، وسواءّ أكانت واردةً في الاسم، أو في الفعل، أو في الحرف، ومقدار الغنّة فيها حركتان، وذلك بمقدار قبض الإصبع أو بسطه، ومن الأمثلة على ذلك: هَمَّازٍ، هَمَّتْ، فَأَمَّا، جَهَنَّمُ، إِنَّ. (1)
أحكام الادغام
والإدغام يعني: إدخال حرف ساكن (غير مدّي)، بحرف متحرّك بعده، وذلك بحذف السّاكن وتشديد المتحرّك، وأمّا أقسام الإدغام فهي: (1)
إدغام المتماثلين: ومعنى ذلك أن يكون الحرفان المتتاليان متحدان في المخرج من الفمّ، ومتحدان أيضاً من حيث الصّفة، سواءً أكانا واقعين في كلمة واحدة أم في كلمتين متتاليتين، ومن الأمثلة على ذلك: يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ، آوَوْا وَنَصَرُوا، قَدْ دَخَلُوا، فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ، اضْرِبْ بِعَصاكَ.
إدغام المتجانسين: ومعنى ذلك أن يكون الحرفان المتتاليان متحدان في المخرج من الفمّ، ومختلفان من حيث بعض الصّفات، وهذا منحصر في سبعة أحرف، وهي:
حرفي الدّال مع التّاء، مثل: قَدْ تَبَيَّنَ، وَجَدْتُمْ، أَرَدْتُمْ.
حرفي التّاء مع الدّال، مثل: أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما، أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ.
حرفي التّاء مع الطاء، مثل: قالَتْ طائِفَةٌ، ودَّتْ طائِفَةٌ.
حرفي الذّال مع الظاء، مثل: إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، إِذْ ظَلَمْتُمْ.
حرفي الباء مع الميم، مثل: ارْكَبْ مَعَنا.
حرفي الطاء مع التّاء، مثل: بَسَطْتَ، أَحَطْتُ، فَرَّطْتُمْ.
إدغام المتقاربين: وهذا يعني أن يكون الحرفان المتتاليان متقاربان في المخرج وفي الصّفة كذلك، وهذا منحصر في حرفين، وهما:
حرفي اللام مع الرّاء، مثل: بَلْ رَفَعَهُ، قُلْ رَبِّ.
حرفي القاف مع الكاف، مثل: نَخْلُقْكُمْ، وذلك عن طريق حذف صفة الاستعلاء عن القاف، وهذا هوو الوجه الأرجح.
أحكام المدود
للمدود أنواع وأقسام عديدة، ومنها: (3)
المد الطبيعي
والمدّ الطبيعي يعني أن يأتي حرف الألف المدّية، ويكون ما قبله مفتوحاً فقط، ومن الأمثلة على ذلك: وَالضُّحَى، والياء السّاكنة التي يكون ما قبلها مكسوراً، مثل: فِي، والواو المديّة والتي يكون ما قبلها مضموماً، مثل: قَالُواْ، ولا تقوم ذات الحرف إلا بالمدّ الطبيعي، وهو غير متوقّف على سبب، مثل الهمز أو السّكون، ويكون مدّه بمقدار حركتين.
المدّ اللازم
ويقسم المدّ اللازم إلى قسمين، هما:
المدّ اللازم الكلميّ: ويقسم المدّ اللازم الكلمي إلى قسمين، هما:
المدّ اللازم الكلميّ المخفف: ويعني ذلك أن يأتي بعد حرف المدّ حرف ساكن، ويكون سكونه أصليّاً في حالتي الوصل والوقف، وهو غير موجود إلا في كلمة (ءَآلْنَ) في موضعين في سورة يونس، ومقدار مدّه ستّ حركات، وهو لازم المدّ ولا يجوز قصره على أيّ حال، ولهذه الكلمة وجه آخر وهو التّسهيل بين بين، ومعنى ذلك هو تسهيل الهمزة الثّانية بين الهمزة والألف، ويمكن اتقان ذلك من خلال التّلقي من أفواه المشايخ.
المدّ اللازم الكلمي المثقَّل: ومعنى ذلك أن يأتي بعد حرف المدّ حرف مشدّد، ومن الأمثلة على ذلك: وَلاَ الضَّآلِّينَ، أَتُحَآجُّونِّي، ومقدار المدّ في هو ستّ حركات.
المدّ اللازم الحرفيّ: ويقسم المدّ اللازم الحرفيّ إلى قسمين، هما: المدّ اللازم الحرفيّ المخفّف، والمدّ اللازم الحرفيّ المثقل.
المد الواجب
والمقصود به هو المدّ المتّصل، ومعنى ذلك أن يأتي بعد حرف المدّ همزة، وذلك في كلمة واحدة، ومن الأمثلة على ذلك: السَّمَآءُ، قُرُوءٍ، جِيءَ، ومقدار مدّ المدّ المتصل هو أربع أو خمس حركات.
المد الجائز
وللمدّ الجائز أنواع، وهي:
المدّ المنفصل: ويعني ذلك أن يأتي حرف المدّ في آخر كلمة، وتأتي الهمزة في أوّل الكلمة التي تليها، ومن الأمثلة على ذلك: بِمَآ أُنزِلَ، قُوآ أَنفُسَكُمْ، وَفِي أَنفُسِكُمْ، ويكون مدّه بمقدار حركتين أو أربع حركات.
المدّ العارض للسكون: ويعني ذلك أن يأتي حرف المدّ، ويتي بعده حرف ساكن سكوناً عارضاً، وذلك بسبب الوقف، ومن الأمثلة على ذلك نَسْتَعِينُ، حيث نقف عليها (نَسْتَعِينْ)، ويجوز مدّها بمقدار حركتين، أو أربع حركات، أو ستّ حركات، وذلك حال الوقف عليها.
مد البدل
ومدّ البدل يعني كلّ همز ممدود، أو أن يتقدّم الهمز على حرف المدّ، ومن الأمثلة على ذلك: ءَامَنَ، أُوتُواْ، إِيمَاناً، وهو يمدّ بمقدار بمقدار حركتين فقط.
مد العِوَض
ومدّ العوض يعني الاستعاضة عن تنوين النّصب بألف، وذلك حال الوقف عليه، ومن الأمثلة على ذلك سَوَآءً، (سَوَآءَا): حيث يوقف على ألف بعد الهمزة، عَلِيماً، (عَلِيمَا): حيث يوقف على ألف بعد الميم، ومن الاستثناء في ذلك ما كان آخره تاء التّأنيث المربوطة المنوّنة بالنّصب، مثل: وَشَجَرَةً.
مد اللين
ومدّ اللين هو الواو والياء السّاكنتان، واللذان يكون ما قبلهما مفتوحاً، ومن الأمثلة على ذلك: خَوْفٍ، لْبَيْتِ، ومقدار المدّ فيه في حال وقفنا على هذا النّوع يكون أقصر من أو مساوياً للمدّ العارض للسكون، أمّا في حالة الوصل فإنّه لا يمدّ.
مد الصلة
ومدّ الصلة يعني هاء الكناية أو هاء الضّمير، وتعريفها: هي الهاء العائدة على المفرد المذكّر الغائب. ومن الأمثلة عليها: بِهِ، مِنْهُ، عَلَيْهِ، فِيهِ، إِلَيْهِ، ففي حال وقعت هاء الكناية بين متحرّكين، فإنّه يتمّ وصلها بواو في حال كانت مضمومةً، مثل: إِنَّهُو هُوَ، ويتمّ وصلها بياء في حال كانت مكسورةً، مثل: به كثيراً، وذلك في حالة الوصل فقط، ويسمّى حينها بمدّ الصِّلة الصّغرى، أمّا في حال الوقف فإنّه يوقف عليها بهاءٍ ساكنة.
ويمّدّ مدّ الصّلة الصّغرى بمقدار حركتين، في حين يستثنى من ذلك قوله سبحانه وتعالى: يَرْضَهُ لَكُمْ، في سورة الزّمر، ففيه لا تمدّ الهاء في (يَرْضَهُ). وأمّا في حالة مدّ الصّلة الكبرى فتعامل هاء الضّمير فيه مثل معاملة المدّ المنفصل، وذلك في حال وقعت بين متحرّكين وكان المتحرّك الثّاني همزةً، وأمّأ إذا وقعت هاء الضّمير بين ساكنين فإنّها لا تمدّ مثل: إِلَيْهِ لْمَصِيرُ.
المراجع
(1) بتصرّف عن كتاب المختصر المفيد في أحكام التجويد/ مؤسسة الإيمان- بيروت/ الطبعة الأولى.
(2) بتصرّف عن كتاب القول السديد في علم التجويد/ على الله بن علي أبو الوفا/ دار الوفاء- المنصورة/ الطبعة الثالثة.
(3) بتصرّف عن كتاب فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد/ صفوت محمود سالم/ دار نور المكتبات- جدة/ الطبعة الثانية.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء