برنامج إذاعى عن الحياء
مقدمة البرنامج
الحمدلله فالق
الحب والنوى والذي حلق العرش ثم استوى والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد بن
عبدالله ومن على نهجه اقتفى أما بعد
يَعيشُ
المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ وَيَبقى
العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ
فَلا وَاللَهِ
ما في العَيشِ خَيرٌ وَلا الدُنيا
إِذا ذَهَبَ الحَياءُ
إِذا لَم
تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي وَلَم
تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ
مديرنا الكريم أساتذتنا
الأعزاء اخواني الطلاب أسعد الله صباحكم بكل خير ها نحن نعود لنقدم لكم فقرات
برنامجنا الإذاعي لهذا اليوم يعدّ من الأخلاق الرفيعة التي أمر الإسلام بها
وأقرّها ورغّب فيها
: خير ما نبدأ
به هو آيات بينات من الذكر الحكيم يتلوها عليكم الطالب
من بستان
النبوة نقطف لكم هذه الزهرة والطالب :
الحديث الشريف
عن أَبي
هُريرة أنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ :
الإيمَانُ بِضْعٌ وسَبْعُونَ أوْ: بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً ، فَأَفْضَلُها
قَوْل : لا إلهَ إلَّا اللَّه،
وَأَدْنَاها: إمَاطةُ الأَذَى عن الطَّرِيقِ، والحياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ متفقٌ عَلَيْهِ
وعن عِمْران بن حُصَيْنٍ رضي اللَّه عنهما
قَالَ : قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: الحياءُ لا يَأْتي إلَّا بِخَيْرٍ متفقٌ عَلَيْهِ.
ومع
حكمة اليوم والطالب :
أقوال وحكم عن
الحياء
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (مَن قَلَّ
حَيَاؤُه قَلَّ وَرَعُهُ، ومَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ )
- قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : ( لَا
خَيْرَ فِيْمَنْ لَا يَسْتَحِي مِنَ النَّاسِ )
- قال الأصمعي رحمه الله تعالى : ( مَنْ كَساهُ
ثَوبُ الحيَاءِ، لم يَرَ النّاسُ عُيُوبَهُ
)
- قال الحكماء (القناعةُ دَليلُ الأمَانةِ، والأمَانةُ
دَليلُ الشُّكرِ، والشُّكرُ دَلِيلُ الزّيادةِ، والزّيادةُ دليلُ بقاءِ النّعمةِ،
والحياءُ دَليلُ الخَيرِ كُلِّهِ )
- قال الحسن رضي
الله عنه : (أربعٌ مَنْ كُنَّ فيه كان كاملاً، ومَن تعلّق بواحدة منهنّ كان مِن
صالحي قومه: دينٌ يُرشِدُه، وعقلٌ يُسَدِّدُهُ، وحَسَبٌ يَصُونهُ، وحَيَاءٌ
يَقُودُهُ )
) - قال بعض الأدباء: (مَنْ عَمِلَ فِي السِّرِّ
عَمَلًا يَسْتَحِي مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ فَلَيْسَ لِنَفْسِهِ عِنْدَهُ قَدْرٌ
ومع هل تعلم والطالب :
هل تعلم
- هل
تعلم أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن لكل دين خُلُقًا
وخُلُق الإسلام الحياء)
- هل
تعلم أن عائشة رضي الله عنها : ( نِعْمَ النساء نساء الأنصار؛
لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين)
هل تعلم أن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قال: ((إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوَّة الأولى: إذا لم تَسْتَحِ
فاصْنَعْ ما شِئْتَ - هل تعلم أن الحياء هو طهارة في اللسان وتجنب
للألفاظ البذيئة ؟
- هل تعلم أن الحياء يجعلك بعيدًا عن مواضع
الشبهات والإشاعات السيئة ؟
- هل
تعلم أن الحياء هو دليل على عظمة الله ومراقبته، وأنك تخجل من التقصير أمامه ؟
- هل
تعلم أن الحياء هو الذي يحث على فعل الخيرات وترك المنكرات ؟
ومع كلمة الصباح والطالب : حياء العرب فى الجاهلية
عن عبدالله بن
عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره رضي الله عنهم: ( أن هرقل أرسل إليه في ركب
من قريش، وكانوا تجارًا بالشأم في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم مادَّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه، وحوله
عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بِتَرْجُمانه، فقال: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي
يزعُم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبًا، فقال: أدنوه مني،
وقرِّبوا أصحابه، فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل عن هذا
الرجل، فإن كَذَبَني، فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يَأْثِروا عليَّ كذبًا،
لكذبتُ عنه...) ( قال أبو سفيان: والله
لولا الحياء يومئذٍ من أن يأثر أصحابي عني الكذب، لكذبته حين سألني عنه، ولكني
استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته
الحياء من الله تعالى
عن عبدالله بن
مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( استحيوا من الله حق
الحياء، قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحيي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن
الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت
والبِلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك، فقد استحيا من الله حق
الحياء) ؛ أخرجه الترمذي
عن أبي هريرة
رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن موسى عليه السلام كان
رجلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لا يُرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني
إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده؛ إما برصٌ، وإما أُدْرَة،
وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يومًا وحده فوضع ثيابه
على الحجر ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ
موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني
إسرائيل فرأوه عريانًا، أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر فأخذ
ثوبه، فلبسه وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فوالله إن بالحجر لندبًا من أثر ضربه ثلاثًا
أو أربعًا أو خمسًا؛ فذلك قوله : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ
اللَّهِ وَجِيهًا ﴾
خواطر عن
الحياء
الحياء هو خلق حميد، ومن أفضل صفات النفس، فهو
خلق الكرام، وسمة من أهم سمات أهل المروءة والفضل، والحياء هو من مكارم الأخلاق
التي حثنا الله عز وجل عليها، فالحياء من الايمان، فكلاً منهما يدعو إلى الخير،
فالإيمان يحث المؤمن على الطاعة وترك المعاصي، والحياء يمنع من التفريط في حق الله
والتقصير على شكره. الحياء علامة تدل على ما في النفس من الخير وهو إمارة صادقة
على طبيعة الإنسان فيكشف عن مقدار بيانه وأدبه، فعندما ترى إنساناً يشمئز ويتحرج
عن فعل ما لا ينبغي فاعلم أن فيه خيراً وإيماناً بقدر ما فيه من ترك للقبائح. إنّ
الله إذا أراد بعبده هلاكاً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقهِ إلا
مقيتاً ممقتاً، فإذا كان مقيتاً ممقتاً نزع منه الأمانة، فلم تلقه إلا خائناً
مخوناً، فإذا كان خائناً مخوناً نزع منه الرحمة، فلم تلقه إلا فظاً غليظاً، فإذا
كان فظاً غليظاً نزع ربقة الإيمان من عنقه ، فإذا نزع ربقة الإيمان من عنقه، لم
تلقه إلا شيطاناً لعيناً ملعناً. الْحَيَاءُ مِنْ الْحَيَاةِ، وَعَلَى حَسَبِ
حَيَاةِ الْقَلْبِ يَكُونُ فِيهِ قُوَّةُ خُلُقِ الْحَيَاءِ، وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ
مِنْ مَوْتِ الْقَلْبِ وَالرُّوحِ ، وَأَوْلَى الْحَيَاءِ : الْحَيَاءُ مِنْ
اللَّهِ، وَالْحَيَاءُ مِنْهُ أَلا يَرَاك حَيْثُ نَهَاك، وَيَكُونُ ذَلِكَ عَنْ
مَعْرِفَةٍ وَمُرَاقَبَةٍ. والسر في كون الحياء من الإيمان: لأنّ كل منهما داع إلى
الخير مُقرب منه صارف عن الشر مُبعد عنه، فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات
وترك المعاصي والمنكرات، والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الرب والتقصير في
شكره، ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء الذم والملامة. الحياء ممدود
من الاستحياء والاسم حيي، ومفهوم الحياء هو أن النفس تنقبض من شيء معين ويترك هذا
الشيء خوفاً من أن يأتي اللوم عليه وأن الحياء نوعان نوع إيماني وهو عندما المؤمن
يقوم بمنع نفسه من فعل المعاصي وذلك خوفاً من الله سبحانه وتعالى، ونوع نفساني وهو
النوع الذي خلقه الله في النفوس مثل الجماع بين الناس والحياء من كشف العورة أمام
الآخرين، وهناك ثلاث أقسام من الحياء مثل الحياء من الله، والحياء من الناس وقيل
عن حذيفة بن اليمان أنه قال: لا خير فيمن لا يستحي من الناس، والحياء من النفس وهو
أن الإنسان يكون لديه حياء النفوس الشريفة وأن الإنسان المؤمن عندما يكون لديه نقص
فيستحي من نفسه، أو بما يخل الكرامة والشرف ويعتبر هذا من أكمل أنواع الحياء لأن
كل من يستحي من نفسه يكون استحياؤه من غيره أعظم، بعض الأقوال المعروفة عن الحياء،
قُرِنَت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان من قالها علي بن أبي طالب، الحياء زينة
للشباب، لكنه عيب على كبار السن
ثمرات الحياء
للحياء ثمرات وفضائل كبيرة تعود على صاحبها ومن
ذلك :
- هجرة المعصية والتقرّب من الله بالإقبال على
الطاعات والعبادات.
- من
استحى من الله ستره في الدنيا والآخره ويبعده عن كلّ ما يذمّه.
- أنه
من الإيمان ومن صفات المتقين الأبرار ومن العفة والوفاء.
- يكسب
صاحب الوقار فلا يفعل إلا الخير ولا يؤذي غيره ويمتنع به عن الفواحش.
- يجعل
صاحبه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وبذلك الأجر الكبير والفضل العظيم له وللأمة.
- نيل
محبة الله ومحبة العباد وويكسب صاحبه التواضع والسكينة.
- رؤية
العبد نعم الله عليه وعلو الهمة وشرف النفس.
- صيانة
العرض والتسامح بين الناس والتحلّي بمكارم الأخلاق.
- سراج منيع وحصن حصين من الوقوع في المعاصي
والمنكرات
الحياء من
صفات الرسل عليهم السلام
يعد الحياء من صفات الرسل والأنبياء عليهم
الصلاة والسلام، ومما ورد في ذلك في وصف سيدنا موسى عليه السلام أنه كان حييًّاّ
ستٍّيراّ فعن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" إنَّ موسى كان
رجلًا حييًّا ستِّيرًا، لا يُرَى مِن جلده شيء استحياءً منه، فآذاه مَن آذاه مِن
بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التَّستُّر إلَّا مِن عيب بجلده، إمَّا برص
وإمَّا أُدْرَة وإمَّا آفة. وإنَّ الله أراد أن يبرِّئه ممَّا قالوا لموسى فخلا
يومًا وحده، فوضع ثيابه على الحجر ثمَّ اغتسل، فلمَّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها،
وإنَّ الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر! ثوبي
حجر! حتى انتهى إلى ملإٍ مِن بني إسرائيل، فرأوه عريانًا أحسن ما خلق الله، وأبرأه
ممَّا يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فو الله إنَّ
بالحجر لندبًا مِن أثر ضربه ثلاثًا، أو أربعًا، أو خمسًا"، فذلك قوله تعالى
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى
فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا"
الحياء ثمرة
الإيمان الحياء
من صفات النفس
المحمودة، وهو من خلق الكرام، وسمة أهل المرؤة والفضل وقد قيل فيه "من كساه
الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه ". فالحياء يعد من الإيمان وذلك أنّ كلّ منهما
داعٍ إلى الخير مقرّب منه، صارف عن الشرّ مبعد عنه؛ فمن لم يوجد فيه الحياء فذلك
من ضعف الإيمان ومن اتباع الشيطان فمن لم يكترث ولم يبالي فيما يبدر منه من مظهره
أو قوله وحركاته ذلك بسبب قلة الحياء. فالإيمان يبعث على فعل الطاعات وترك المعاصي
والمنكرات والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الله والتقصير في شكره فهو كالظل
ملازم لصاحبه ذلك أنّه جزء من عقيدته وإيمانه ولا يأتي إلا بالخير، ويكون يالأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر وليس العكس فذلك ليس من الحياء في شيء
أهمية الحياء
في حياة الفرد والمجتمع
يلعب الحياء
دورًا كبيرًا وعظيمًا في حياة كل من الفرد والمجتمع ومن أهميته بأنه يجعل الشخص
يتصف بالصفات الحسنة مثل الشهامة والشجاعة والأمانة كما أنه يدفع الفرد إلى الحفاظ
على حرمات الأشخاص الآخرين
ومن أهمية
الحياء في حياة الفرد والمجتمع يجعل جميع أفراد المجتمع مثل الشخص الواحد كما أنه
يجعلهم يشعرون بالأمن والأمان وبالتالي يدفع أفراد المجتمع إلى العمل والاجتهاد
للمساهمة في تطوير المجتمع ورقيه
الحياء أساس
الفضائل والأخلاق الرفيعة
يعتبر الحياء
من أهم الركائز الأساسية للأخلاق الحميدة والرفيعة والانضباط الأخلاقي التي تحلى
بها جميع العلماء والنبلاء في المجتمع
وهو من أهم
السمات التي يجب على الإنسان المسلم التحلي بها والالتزام بها في جميع شؤون حياته
لكي ينال رضا الله سبحانه وتعالى
كما أن الحياء
يلعب دورًا فعال في الحفاظ على عقيدة الفرد وإيمانه بالله سبحانه وتعالى لأنه ينأ
بالفرد عن ارتكاب السيئات والمعاصي حيث يجعل الشخص على علم ومعرفة تامة بما له من
حقوق وواجبات في المجتمع
بالإضافة إلى
ذلك فهو يدفع الفرد ويحثه على فعل الطاعات والخيرات والسير على نهج الدين الإسلامي
الحنيف
الخاتمة :
هذب فؤادك
بالحياء فالله قد مدح الحياء
وهو الحيي اذا
رأى عبدا
تضرع بالدعاء
خلق الملائكة
الكرام وسمت
كل النبياء
هو خير ما حمل
الرجال هو خير ما اكتست النساء
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق،
فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها، فإنه لا يصرف سيئها إلا أنت والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته


خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء