pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


زهير بن أبي سُلمى: شاعر الحكمة والسلام

زهير بن أبي سُلمى: شاعر الحكمة والسلام

هو زهير بن ربيعة، من بني مزينة من مضر، كني أبوه بابنته سُلْمى، فقيل له: "أبو سُلْمى ربيعة". كما قيل زهير بن أبي سُلْمى. ترك والد زهير، ونفر من أسرته، قومهم بني مزينة، ونزلوا مكانا بنجد من أرض غطفان فأقاموا فيه. وفي غطفان ولد شاعرنا زُهير، وترعرع بين أقارب أبيه، وتربى على يد خاله بشامة بن الغدير، وكان سيدا غنيا، وشاعرا معروفا، ورجلا مقعدا، عرف في قومه بالحكمة وأصالة الرأي، ولم يكن لبشامة ولد فأحب زُهيرا، وعني به، ووجد فيه بديلا من الابن الذي حرمه.
وظل زُهير في رعاية بشامة، يتأدب على يده، ويفيد من خبرته، وتجربته، وشعره، حتى إذا حضر الموت بشامة جعل يقسم المال في أهل بيته، بينه وبين بني إخوته، فأتاه زُهير، فقال: يا خالاه! لو قسمت لي من مالك؟ فقال: والله يا بن أختي لقد قسمت لك أفضل من ذلك وأجزله، فقال: وما هو؟ قال: شعري ورثتنيه، ثم أعطاه من ماله.
وكان الشاعر أوس بن حجر، وهو من الشعراء المعدودين في العصر الجاهلي زوجا لأم زُهير، فجمعت الرابطة بينهما، ولزم زُهير أوسا، يحفظ شعره، ويرويه عنه. وبدأ نجم شاعرنا يلمع، وتفتحت قريحته عن لون من الشعر الجيد، استرعى أنظار غطفان، فقدرته لشعره، كما قدرت ما في طبيعته من جد، ووقار، وميل للخير، وسمو في الأخلاق، ونبل في التعامل مع الناس.
ومرت به حرب داحس والغبراء وعاش في أحداثها، ورأى ما تركت من صور البؤس في عبس وفي ذبيان، وما خلفت من فقر، ويتم، فراح يتلمس سبيل الخلاص من ويلاتها، وأرزائها، ووجد ذلك على يد هرم بن سنان، والحارس بن عوف، اللذين تداركا القبيلتين، وحملا عنهما ديات القتلى، وأعادا إليهما نعمة السلام، فهزه هذا الصنع الكريم، فأنشأ في مدحهما معلقته التي سنتحدث عنها في سطورنا القادمة، ثم أفاض في مدح هرم الذي غمره بالمال، وأجزل له العطاء. وعمر زُهير طويلا حتى قيل: إنه نيف على المائة، ومات قبيل الإسلام.
قال مؤرخو الأدب إنه لم يتصل الشعر في أهل بيت كما اتصل في بيت زُهير، فأبوه ربيعة، وأختاه سلمى والخنساء، و خاله بشامة، وابناه كعب وبُجير، وجميعهم من الشعراء المشهود لهم.
وأكسبته حياته الطويلة خبرة، وتجربة ومعرفة بطبائع الناس، وقدرة على استخلاص الحقائق،
وجاء شعره ينم عن ذلك بما فيه من حكمة، ودعوة إلى السلام والخير.
وزُهير من الشعراء الذين دفعتهم أناتهم، ورويتهم، وحرصهم على الإجادة، إلى التأني في قول الشعر، وتنقيحه، وتخليصه مما قد يغض من جماله، حتى روي أنه كان يقضي في نظم القصيدة أربعة أشهر كاملة، وينقحها في أربعة، ثم يعرضها على أخصائه في أربعة، ولهذا تسمى مطولاته بالحوليات،
ومن هذه المعلقات معلقة زهير بن أبي سُلمى المزني، والتي بدأها بقوله:
أمن أم أوفى دمنة لم تكــلم = = = بحومانة الدراج فالمتثـلم؟
وقد قالها زهير في مدح رجلين من سادات العرب، هما: هرم بن سنان، والحارث بن عوف، اللذان قاما بالصلح بين قبيلتي عبس وذبيان، بعد حرب داحس والغبراء التي استمرت بينهما زمنا طويلا، وخلفت وراءها كثيرا من صور البؤس واليتم والدمار
وسبب هذه الحرب أنّ قيسا بن زهير سيد بني عبس كان له جواد اسمه (داحس)، وأنّ حمل بن بدر من ذبيان كانت له فرس تسمى (الغبراء)، وكان من عادة العرب في الجاهلية أنهم يعقدون للسباق حلقات يتراهنون فيها على الخيول الكريمة. وحدث أن تراهن قيس بن زهير، وحمل بن بدر على داحس والغبراء، وجاء وقت السباق، وخاف حمل أن يسبق داحس فرسه، فلجأ إلى حيلة دبرها مع بعض فتيان قومه، إذ أمرهم أن يكمنوا في طريق داحس، ويضربوا وجهه إذا جاء سابقا، وفعل الفتيان ما أمروا به، فسبقت الغبراء، وشاع الخبر، وانكشفت الحيلة، وعرفها قيس بن زهير، فغضب وغضبت لها عبس كلها، واتسعت هوة الخلاف بين القبيلتين حتى انتهت إلى هذه الحرب الطاحنة التي ظلت، فيما يقال، أربعين عاما، حتى تقدم هذان الرجلان، وهما من قبيلة ذبيان، فأصلحا بين القبيلتين، واحتملا ديات القتلى، وقد بلغت ثلاثة آلاف بعير.
وكان ذلك منهما صنعا كريما، هز زهير بن أبى سُلمى شاعر الحكمة والسلام، فأنشأ فيهما معلقته التي نسوق لك فيما يلي بعض أبياتها.
يقول زهير بن أبي سلمى:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم = = = بحومانة الدراج فالمتثلـــم؟
ودار لها بالرقمتين، كأنها = = = مراجيع وشم في نواشر معصم
بها العين والآرام يمشين خلفة = = = وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وقفت بها من بعد عشرين حجة = = = فلأيا عرفت الدار بعد توهــم
فلما عرفت الدار قلت لربعها = = = ألا عم صباحا أيها الربع واسلم
بدأ زهير بن أبي سلمى معلقته شاردا حزينا على ما بقى من آثار ديار أم أوفى (زوجته الأولى) بالموضعين اللذين ذكرهما الشاعر (حومانة الدراج؛ والمتثلم) ويقال إن أحدهما قرب مدينة البصرة، والآخر قرب المدينة. وكان لأم أوفى منزلان بهما تتنقل بينهما، وقد اسودت هذه البقايا، وبدت صامتة لا ترد لسائل جوابا.
ودار زهير ببصره فيها، وقد عبثت بها الأيام، فلم تُبق منها إلا آثارا ضئيلة، كأنها سطور الوشم التي كانت تتزين النساء بدقه على أيديهن.
'>حديث شريف


وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من قال‏:‏ أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، غفرت ذنوبه ، وإن كان قد فر من الزحف‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي والحاكم، وقال‏:‏ حديث صحيح

حديث شريف

وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ “قال الله تعالى‏:‏ يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني ، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة‏"‏ ‏.
شكرا لتعليقك