pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


(11) قيمة المحافظة على الممتلكات العامة

  

----------------------------------------------------------------------------------

(11) قيمة المحافظة على الممتلكات العامة

الحديث الشريف

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:  (لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ، حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ)  

وعند أبي داود عن معاذ مرفوعا بلفظ: اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل

 

 

كلمة عن المحافظة على الممتلكات العامة

المقصود بالممتلكات العامة

 تعرّف الممتلكات العامة بأنّها جميع المرافق والمؤسسات المملوكة من قبل الحكومة لا الأفراد أو القطاعات الخاصة، والتي خُصّصت لخدمة المجتمع، وقد تكون هذه الممتلكات مستشفيات أو مدارس أو حدائق أو غيرها من الكيانات التابعة للدولة نفسها،

  وكما يسعى الإنسان بشكل عفوي وتلقائي إلى المحافظة على الأغراض والأماكن التي يمتلكها بشكلٍ شخصي فإنّ من حق الدولة على كلّ مواطن الاهتمام بنظافة هذه المرافق والأماكن العامة، والحفاظ عليها، وعدم إلحاق أيّ أضرار بها، والحرص على أن تبقى خالية من كل ما يشوّه مظهرها أو يعرقل سير العمليات فيها، ويدخل تحت إطار الأماكن العامة كلّ من الشوارع، والأرصفة، والمناظر الطبيعية أيضاً.   

أهمية الممتلكات العامة

 تُخصص الدولة مبالغ طائلة من ميزانيتها العامة لاستثمارها فيما يخدم المواطنين ويحقق رفاههم عن طريق إنشاء الممتلكات العامة والعمل على صيانتها بشكل دوري، ولهذا فإنّ في محافظة الأفراد على هذه الممتلكات من التخريب ضمان لاستمرارية انتفاع الأفراد من هذه المرافق الضرورية، كما أنّ تلك الأموال التي كانت ستُخصص لإعادة صيانتها بعد التخريب مثلاً ستُستثمر في مشاريع اقتصادية ذات فائدة وجدوى للمواطن، بالإضافة إلى أنّ بقاء هذه المخصصات العامة سليمة وخالية من الخراب يعكس وجهاً مشرقاً عن الدولة ووعي الأفراد فيها مما يزيد من فرص الجذب والاستثمار السياحيين   

دور المواطنين في المحافظة على الممتلكات العامة

يجب على المواطنين الحفاظ على الممتلكات العامة بالقيام ببعض الممارسات التي تخضع لقوانين الدولة، ومنها ما يأتي:

- المحافظة على بعض مناطق الشارع العام التي تُعتبر تمهيداً لدخول الملكيات الخاصة كالأرصفة، وأماكن الأشجار والأزهار، والأزقة الضيقة التي تستخدم لمرور الناس، وعدم استغلالها أو التعديل عليها إلّا بتصريحٍ من الجهات المسؤولة.

 زراعة الأشجار في الملكية الخاصة وفق المعايير الزراعية التي تحددها الدولة، إذ يجب تقليم الأشجار أو إزالتها إذا لزم الأمر، في حال تسببها في إعاقة حركة السيارات مثلاً.

 التخلّص من النباتات الضارة والنفايات، والتنظيف الدوري للأماكن سواء العامة أو الخاصة من المخلفات والقمامة، وعدم الانتظار لحين تراكم النفايات فيها

  الحفاظ على المجاري الجانبية، حيث يقوم المواطنون بتشييد وصيانة خطوط الصرف الجانبية وشبكات الصرف الصحي الخاصة بهم، وفق القوانين المعتمدة، حيث تتمّ أعمال تجهيز وصيانة المجاري الجانبية في حدود الطريق العام بتصريح رسمي، وبمساعدة مقاول مرخص في هذا المجال لكي يتمكّن من إنجاز عمله بشكلٍ قانوني

في كل مكانٍ من هذا العالم ممتلكات عامة تضعها الدول حتى تكون في متناول الجميع لأجل راحتهم، ولأجل أن يستخدموها لتسهيل أمورهم، فالممتلكات العامة ملكٌ لجميع الناس ووُجدت لأجلهم والأمثلة عليها كثيرة، فالشوارع والجسور والإشارات الضوئية وإنارات الشوارع كلها ممتلكات عامة. وكذلك الحدائق العامة والغابات وكلّ شيء يوضع في متناول الناس كي يستخدموه، لكن مع الأسف تتعرض الكثير من الممتلكات العامة للتعدّي والتلف من قبل البعض، مما يجعلها غير صالحة وبحاجة إلى إعادة تأهيل، وهذا خطأ فادح

الممتلكات العامة والحفاظ عليها مسؤولية الجميع، وعلى كلّ فردٍ أن يحرص على الحفاظ عليها وعدم المساس بها أبدًا، وتوعية الناس بهذا الأمر لأنها تخدم جميع الناس وأيّ عابثٍ يعرضها للتلف يُسبب حرمان الآخرين منها، ومن واجب الأهل أن يربّوا أبناءهم على احترام هذه الممتلكات وعدم العبث بها أبدًا. خاصة أنّ الكثير من الأشخاص يعبثون بها ويتلفونها من باب التسلية فقط لا غير، ويُحاولون أن يكسروا ويخربوا فيها دون أدنى شعور بالمسؤولية، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام، ويُسبب حاجتها الملحة للصيانة وهدر المال العام، وهذا بحدّ ذاته ينتج عن الإهمال وقلة الوعي الذي يدعو البعض لتخريب كلّ شيء يروه أمامهم حتى وإن كان من الممتلكات العامة على الرغم من أنها لهم

مَن أراد لوطنه التقدم والتطور فعليه أن يبذل جهده في أن يكون مواطنًا واعيًا يقدر كلّ شيءٍ في وطنه ويحرص على الحفاظ عليه، وعليه أن يحافظ على ثرواته ومقدراته ولا يعرّضها للهدر والضياع، فينابيع الماء ضمن حدود الوطن هي ممتلكات عامة ويجب عدم هدر المياه منها أبدًا.

لممتلكات العامة في أي وطن هي بمثابة المرآة التي تعكس مستوى الرفاهية والرقي الذي يتمتع به أبناء الوطن، كما تعكس هذه المرآة حرص الدولة على أن ينعم شعبها بالأمان والسعادة، وحرصها على أن يكون كلّ شيءٍ متاحًا فيها لأجل أبناء الوطن، لهذا من واجب الجميع أن يكونوا جنودًا أوفياء في خندق الوطن،

----------------------------------------------------------------------------------- 
شكرا لتعليقك