pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


البرنامج رقم ( 17 ) اذاعة مدرسية للغة العربية

  

 

البرنامج رقم  (  17  )

   مقدمة                                         بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، خالق الخلق أجمعين ، باسط الرزق للمطيعين والعاصين ،وأصلى واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

قَارَنْتُ مِصْرَ بِغَيْرِهَا , فَتَدَلَّلَتْ                وَعَجِزْتُ أَنْ أَحْظَىَ لَهَا بِمَثِيْلِ
هَذِيْ الْحَضَارَةُ مُعْجِزَاتٌ فيِ الوَرَىَ         عَقِمَ الزَّمَــانُ بِمِثْلِهَا كَبَدِيْلِ

رَفَعَ الإِلَهُ مَقَامَــهَا , وَأَجَلَّهُ                 فِيْ الذِّكْرِ , وَالتَّوْرَاةِ , وَالإِنْجِيْلِ

والنِّيْلُ يَتْبَعُ وَحْيَ مُنْشِئِ قَطْرِهِ             كَالطَّيْرِ حِيْنَ الوَحْيِ , عَامَ الفِيْلِ

**   زملائي و إخوانى طلاب العلم  ورواد  المعرفة , أيها المعلمون الأفاضل : السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .  تحية طيبة نهديها لكم في مطلع هذا الصباح الجديد .ومرحبا بكم  مع فقرات برنامجنا الإذاعي لهذا اليوم     الطيب المبارك

*  أولى فقراتنا ( القرآن الكريم   والطالب

مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴿15﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴿16﴾ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿17﴾ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴿18﴾ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴿19﴾ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ۖ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ۙ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ ﴿20﴾

 

فيِ طُوْرِ سَيْنــَاءٍ تَجَلَّىَ رَبُّنَا              فوْقَ الكَلِيْمِ , بِأَوَّلِ التَّنْزِيْلِ

وَكَذَا البَتُوْلُ , أَتَتْ لِمِصْرَ بِإِبْنِهَا         تَبْغِيْ الأَمَانَ , وَتَحْتَمِيْ بِمَقِيْلِ

يَكْفِيْكِ يَا أَرْضَ الكِنَانةِ هَاجـَرٌ            مِيْلِىْ بِتِيْهٍ , يَا كِنَانَةُ مِيْلِي

يَا ( أُمَّ إِسْمَاعِيْلَ) : وَصْلُكِ وَاجِبٌ       مَنْ عَقَّ مِصْرَ فَقَدْ أَتَىَ بِجَلِيْلِ

ومع الحديث الشريف والطالب  /

 عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال ‏:‏ ‏"‏اتقي الله واصبري‏"‏ فقالت ‏:‏ إليك عني ، فإنك لم تصب بمصيبتي ‍‍‍‏(‏ ولم تعرفه، فقيل لها ‏:‏ إنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تجد عنده بوابين، فقالت‏:‏ لم أعرفك، فقال‏:‏ ‏"‏إنما الصبر عند الصدمة الأولى‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.

ومع الدعاء والطالب:

اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك”. أخرجه أبو داود والنسائي

– “اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد”. أخرجه الترمذي وابن ماجه

– “اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون”. أخرجه الترمذي

ومع الحكمة والطالب :

 

دع الأيام تفعل ما تشاء                    وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي                   فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا            وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا             وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب                  يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا                   فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل               فما في النار للظمآن ماء

 

 

ومع هل تعلم والطالب :

اللغة العربية يطلق عليها العرب لغة القرآن، لأن الله شرفها وأنزل القرآن بها،

وأيضاً لغة الضاد فلا يوجد هذا الحرف فث لغة غير العربية،

ومن ذلك قول المتنبي:

 وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّادَ         وعَوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ

اللغة العربية هي أقرب اللغات السامية إلى اللغة السامية الأم، لاحتفاظها بعناصر قديمة تعود إلى اللغة السامية الأم أكثر من أي لغة سامية أخرى.

 يرجع الفضل للقرآن الكريم في حفظ اللغة العربية، وجعلها من اللغات السامية التي حافظت على توهجها وعالمتيها. تعتبر اللغة العربية اللغة الأم لحولي 500 مليون إنسان،

واللغة الثانية لِقرابة نفس العدد من غير العرب من المسلمين.

 اللغة العربية من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، فعلى سبيل المثال يحوي معجم لسان العرب على 80 ألف كلمة، بينما نجد قاموس صموئيل جونسون يحتوي فقط على 42 ألف كلمة.

 أكثر ما يميز اللغة العربية الايجاز، فإذا قمنا بترجمة فقرة بإحدى اللغات الأوربية، لكانت الترجمة العربية أقل من الأصل بحوالي الخمس أو أكثر، مثال على ذلك سورة الفاتحة التي يبلغ عدد كلماتها 31 كلمة في اللغة العربية، وعند الترجمة للإنجليزية تستغرق 70 كلمة

ومع كنوز نبوية والطالب :

صلاةُ الرجلِ تطوعاً حيثُ لا يراهُ الناسُ تعدِلُ صلاتَهُ على أعْينِ الناسِ خمساً وعِشرينَ.
إن الله وملائكتَهُ يُصَلُّونَ على الذين يَصِلُونَ الصُّفُوفَ ومن سدَّ فُرجةً بَنَى الله له بيتاً في الجنة ورفعهُ بها درجة
 
ما من عبدٍ يسجد لله سجدةً إلا كتب الله له بها حسنةً، وحط عنه بها سيئةً ، ورفع له بها درجة ، فاستكثِروا من السجود .
 
من صلى الفجر في جماعةٍ ، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجرِ حجَّةٍ ، وعمرةٍ، تامةٍ ، تامةٍ ، تامةٍ.
من صلى لله أربعين يوماً في جماعةٍ ، يدركُ التكبيرة الأولى ، كتِب له برآءتانِ: براءةٌ من النارِ وبراءةٌ من النفاقِ .
أفضلُ الصلوات عند الله صلاةُ الصبح يوم الجمعة في جماعة.
 
من قال: سبحان الله العظيم وبحمده ، غُرست له نخلةٌ في الجنة .
من قال: سبحان الله وبحمدهِ ، سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهدُ أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك، فإن قالها في مجلسِ ذِكْرٍ ، كانت كالطَّابَع يُطبعُ عليه ، ومن قالها في مجلسِ لغوٍ ، كانت كفارةً له.
ومع الكلمة والطالب  /

                                   الشاعر العباسى أبو العتاهية

أبو العتاهية هو الشاعرُ أبو إسحق إسماعيلُ بنُ القاسمِ بنُ سويد بن كيسانَ العينيّ، وهو من قبيلة عنزةَ بالولاء؛ لذلك سُمِّيَ العنزيّ، و(أبو العتاهية) هي كنيتُه. وُلِد في العام 747م في قرية عين التمر؛ وهي قرية تقع بالقُرب من المدينةِ، ويُقال إنّها قُربَ الأنبار، وغربيّ مدينة الكوفة، علماً بأنّه قد انتقلَ في صغرِه بصحبةِ أبيه إلى الكوفة التي جمعت عدداً من العلماء، والمُحدِّثين، والزهّاد المُتعبِّدين، وفيها عاصرَ عدداً كبيراً من الشُّعراءِ، والعلماء، ومنهم: علقمةُ بن قيس، والربيعُ بن خيثم، وسفيانُ الثوريّ، وأبو حنيفةَ، وغيرُهم

  مُقتطَفات من حياة أبي العتاهية

 كانت نشأةُ أبي العتاهية مُتواضعةً جدّاً؛ حيثُ صنعَ أهلُه الفخّارَ، فكان يشاركُهم في صُنعِها، وبَيعِها، يحملُها على ظهرِه في أرجاءِ الكوفة، وعندما كبُرَت مدينةُ الكوفة، واتَّسَعت، وسادَ الرخاءُ فيها، ظهرت جماعات بطبعٍ ماجنٍ خليعٍ تنظمُ الشِّعرَ، حيث كان أهلُ هذه الجماعات يتنقّلون بين مجالسِ اللهو، والفِسقِ، ويوغلون في المفاسدِ من الأمورِ، علماً بأنّهم أطلقوا على أنفسهم لفظَ الظرف، وكان منهم: مطيعٌ بن إياس، ويحيى بن زياد، وحمادُ بن عجرد، وغيرهم، أمّا أبو العتاهية فقد خالطَهم فترةً، فضلاً عن انضمامِه إلى مجالسِ العِلم، والزُّهد، والعبادة، إلّا أنّه ما لبث أن بدأَ بنَظْمِ الشِّعرِ الذي أنشدَه على مسامعِ فتيانِ الكوفةِ الذين أُعجِبوا به، واهتمّوا بروايته، ثمّ أصبح طُلّابُ الأدبِ، والشِّعر يقصدونَه؛ ليُنشد الشِّعرَ لهم، وكانوا يكتبون أشعارَه على ما يتكسَّرُ من جرارِه الخزفيّة

   انتقلَ أبو العتاهية إلى بغدادَ خلالَ فترةِ حُكم الخليفة العبّاسي المهديّ، وكان يبلغُ الثلاثين من عمره تقريباً آنذاك، حيث أراد أن يصلَ إلى المهديّ؛ فأصبحَ يمدحه في شعرِه الذي لم يصل إلى الخليفةِ حينها، ومن الجدير بالذكر أنّ صيته ذاعَ بعد أن اعترضَ عُتبة، وكانت جاريةً لزوجةِ المهديّ، ولم تُكلِّمه، إذ أمرَت من معها أن يبعدوه عن الطريق، فذاعَ صيتُه منذ ذلك الحين، وأمرَ المهديُّ باستدعائه، وأصبحَ أبو العتاهية يمدحُه في أشعارِه إلى أن وجدَ نفسَه في مجلسِ الخليفة، حيث فضَّله على الكثير من الشعراء في ذلك العصرِ، وممّا اشتُهِر به أبو العتاهية في تلك الفترةِ هو حبُّه لعُتبةَ، والتغزُّل بها في أشعارِه غزلاً رقيقاً

  سبب كُنية أبي العتاهية

ورد في سببِ تكنيةِ أبي العتاهية بهذه الكُنيةِ أنّ المهدي قال له يوماً: (أنت إنسانٌ مُتحذلِق مهته)، ومن ثمّ أصبحت هذه الكُنيةُ بمثابةِ لقبٍ مُلازمٍ له، وقِيل إنّه يُقال للرجل المُتحذلِق: (عتاهية)، كما يُقال: (عتاهية) دون الألف، واللام، وقِيل أيضاً إنّه لُقِّب بأبي العتاهية؛ لأنّه كان يحبُّ الشهرةَ، والتَّعَتُّه، والجديرُ بالذّكر أنّ كلمة عتاهية لا تقتصرُ على معنىً واحدٍ فقط، بل إنّ لها معانٍ عدّة؛ فقد ورد في المعجم أنّ (عَتَه في الشيء) تعني: أنّه حرِصَ عليه، وأصبح مُولَعاً به، ووردَ أيضاً أنّ العتاهية مصدر للفعل (عُتِه)، وهي تعني: الضلال، والحُمق، كما أنّ التعتُّه هو: الرعونة، والتجَنُّنُ، وهو مبالغة المرء في مأكلِه، وملبَسِه، بالإضافة إلى أنّ التَّعَتُّهُ هو: التَّنَظُّفُ، والتَّجاهُلُ، والتَّغافُلُ، كما ورد أنّ المقصودَ بالرجل العتاهية هو: الرجل الأحمق المعتوه.

  مذهب أبي العتاهية الشعريّ

 زهدَ أبو العتاهية في أيامِ خلافةِ هارون الرشيد، وصار يخالطُ أهلَ العِلم، والصالحين، ويكتبُ شِعراً في الزهد، والمواعظ، كما زهدَ في لذّات الدنيا، وأصبح يهابُ الموتَ، ويذكرُه في شعرِه الذي صار أساساً له واعظاً الناسَ، والجديرُ بالذكر أنّ شِعرَ أبي العتاهية يتميّز بأصالتِه، وأسلوبِه غيرِ التقليديّ؛ ولعلّ من أسباب ذلك هو: نشأتُه في أسرةٍ فقيرة لم تمنحه المقدرةَ على إكمالِ تعليمِه، وتفرُّغه له، وعَيشُه بين العامّةِ من الناس في الكوفة بشكلٍ خاص، وحياتُه المُتواضِعةُ في طبقةِ بسيطةٍ بشكلٍ عامّ، ممّا تسبَّبَ في أن يكتسبَ شِعرُه المظهرَ العامّي الذي سرعانَ ما يأسرُ قلوبَ الناس بغزارةِ معانيه، وقُوّة تأثيرِه.   

وهو صاحب البيت الشهير

تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها      إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَابَسِ

فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً            فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ

 قصيدة مصر الكنانة

جمال إسماعيل حمدان زيادة)).للشاعر الفلسطينى

ولد عام 1954 في غزة حاصل على بكالوريوس الكيمياء من مصر عام 1979, ويحضر لدرجة الدكتوراه في السويد في مجال الكيمياء الإكلينيكية الطبية

دواوينه الشعرية: صدرت له مجموعتان شعريتان باسم الحمدانيات 1996, 1997

ينشر قصائده في الجرائد العربية مثل الأهرام, الخليج, أخبار العالم, القدس

شارك في العديد من المسابقات الشعرية, وفاز في مسابقة   القصيدة العمودية حيث نالت نظر) المرتبة الأولى, و(رسالة) المرتبة الثانية فى تليفزيون mbc   

           

حَاوَلْتُ أُدْرِكُ سِرَّ مِصْرَ , وَنِيْلَهَا                احْتَرْتُ فِيْ أَمْرِيْ , وَتَاهَ دَلِيْلِي
إِنْ غِبْتُ عَنْهَا . لاَ تُفَارِق مُهْجَتِيْ               حَتَّىَ أَعُوْدَ إِلَىَ ضِفَافِ النِّيلِ
فَإِذَا أَتَيْتُ , فَمَا أُقَاوِمُ سِحْرَهَا                    وَتَخِرُّ أَرْبَعَتِيْ مِنَ التَّبْجِيْلِ
قَارَنْتُ مِصْرَ بِغَيْرِهَا , فَتَدَلَّلَتْ                   وَعَجِزْتُ أَنْ أَحْظَىَ لَهَا بِمَثِيْلِ
مَا السِّرُّ مِصْرُ ؟ فَمَنْ سِوَاكِ لِعَثْرَتِيْ            هَلْ مِنْ سَبِيْلٍ فِيْ شِفَاءِ غَلِيْلِيْ ؟
لَكِ مِنْ إِبَاءِ الشَّامِخَاتِ إِلِىَ العُلاَ                 فِيْ كُلِّ حَقْلٍ مُثْبَتٍ بِدَلِيْلِ
هَذِيْ الْحَضَارَةُ مُعْجِزَاتٌ فيِ الوَرَىَ             عَقِمَ الزَّمَانُ بِمِثْلِهَا كَبَدِيْلِ
رَفَعَ الإِلَهُ مَقَامَهَا , وَأَجَلَّهُ *                     فِيْ الذِّكْرِ , وَالتَّوْرَاةِ , وَالإِنْجِيْلِ
جَاؤا بِيُوْسُفَ مِنْ غَيَاهِبِ ظُلْمَةٍ *               أَرْضَ العَزِيْزِ , فَكَانَ خَيْرَ نَزِيْلِ
مَنْ فِيْ الشِّدَادِ سِوَاكِ مِصْرُ تَكَفَّلَتْ              بَيْتَ النُّبُوَّةِ مِنْ عَطَاءِ نَبِيْلِ ؟
والنِّيْلُ يَتْبَعُ وَحْيَ مُنْشِئِ قَطْرِهِ                   كَالطَّيْرِ حِيْنَ الوَحْيِ , عَامَ الفِيْلِ
يَحْنُوْ عَلَىَ طِفْلٍ فَنَامَ بِمَهْدِهِ                       فَلَكَمْ لِنِيْلِكِ مِنْ يَدٍ بِجَمِيْلِ ؟
فيِ طُوْرِ سَيْنَاءٍ تَجَلَّىَ رَبُّنَا                       فوْقَ الكَلِيْمِ , بِأَوَّلِ التَّنْزِيْلِ
وَكَذَا البَتُوْلُ , أَتَتْ لِمِصْرَ بابنها                  تَبْغِيْ الأَمَانَ , وَتَحْتَمِيْ بِمَقِيْلِ
يَكْفِيْكِ يَا أَرْضَ الكِنَانةِ هَاجَرٌ                   مِيْلِىْ بِتِيْهٍ , يَا كِنَانَةُ مِيْلِي !
يَا ( أُمَّ إِسْمَاعِيْلَ) : وَصْلُكِ وَاجِبٌ               مَنْ عَقَّ مِصْرَ فَقَدْ أَتَىَ بِجَلِيْلِ
ِبثرَاكِ يَرْقُدُ خَيْرُ عتره مُرْسَلٍ                   طِيْبٌ يَفُوْحُ , وَبَلْسَمٌ لِعَلِيْلِ
هَذِيْ عِنَايَةُ قَادِرٍ خُصَّتْ بِهَا                      مِصْرٌ , لِتَبْقَىَ مَوْضِعَ التَّفْضِيْلِ
بُوْرِكْتِ مِصْرُ , فَلاَ أَرَانِيَ بَالِغاً                 حَقَّ الْمَدِيْحِ , وَإِنْ جَهَدْتُ سَبِيْلِي  
قَدْ شِئْتُ إِطْنَاباً , وَعُذْرِيَ أَنَّنِيْ                 أَطْفَأْتُ حِيْنَ بَدَا سَنَاكِ فَتِيْلِي  
فَالنُّوْرُ أَنْتِ , وَلاَ ضِيَاءَ إذَا انْضَوَىَ              عَنَّا ضِيَاؤُكِ , يَا عَرُوْسَ النِّيْلِ
يَا مِصْرُ : يَرْعَاكِ الإِلَهُ كَمَا رَعَىَ               تَنْزِيْلَهُ مِنْ عَابِثٍ وَدَخِيْلِ

-----------------------------------------------------------------------------

          لمحة بلاغية                         علم البديع

  

البديـع  :  لغة : الطريف والعجيب والجديد المخترع لا على مثال سابق ولا احتذاء متقدّم   تقول  بدع الشيء وأبدعه فهو مبدع وفي التنزيل ) قل ما كنت بدعاً من الرسل (

واصطـلاحاً : علم يعرف به الوجوه والمزايا التي تكسب الكلام حسناً وقبولاً بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال التي يورد فيها ، ووضوح الدلالة على ما عرفت في العِلمين السابقين .

واضـعه : أول من دون قواعده ووضع أصوله عبد الله بن المعتز العباسيّ المتوفى 374هـ  فقد استقصى ما في الشعر من المحسنات وألف كتاباً ترجمه باسم ( البديع ) ذكر فيه سبعة عشر نوعاً وقال : ما جمع قبلي فنون البديع أحد ولا سبقني إلى تأليفه مؤلف ، ومن رأى إضافة شيء من المحاسن إليه فله اختياره .

 ثمّ ألف معاصره جعفر بن قدامة كتاباً سمّاه    ( نقد قدامة ) ذكر فيه ثلاثة عشر نوعاً زيادة على ما أملاه ابن المعتز  ثمّ جاءت التآليف تترى حتى جاوزت المائة والستين نوعاً .

ماذا يدرس علم البديع؟ وما الفرق بينه وبين علمي البيان والمعاني ؟

يتولى علم البديع دراسة المعنى أو اللفظ من حيث صياغتها على أنحاء خاصة تبهج العقل وتنعش النفس وتثير الحس الجمالي عند الإنسان؛ فهو يدرس جماليات الأداء أو الصياغة أو وجوه تحسين الكلام

أما علم المعاني وعلم البيان فيبحث كل واحد منهما في صميم المعنى المراد؛ إذ يتناول علم المعاني المعنى من وجهة مطابقته لمقتضى الحال؛ أي من وجهة الأوضاع التي تجعل المعنى يظفر بأقصى درجات الموافقة للحال التي يقال فيها، والمخاطب الذي يوجَّه إليه الكلام  ويتناول علم البيان المعنى من وجهة توصيله للمتلقي على صور متفاوتة في وضوح دلالتها عليه

ما أقسام المحسنات البد يعية ؟

: أ - المحسنات المعنوية : وهي التي يكون التجميل بها راجعاً إلى المعنى أصلاً حتى وإن تبع ذلك تجميل للفظ عن غير قصد

ومن هذه المحسنات المعنوية: الطباق، المقابلة، مراعاة النظير، التورية، الطي والنشر، تأكيد المدح بما يشبه الذم، القول بالموجب، وغيرها

: ب - المحسنات اللفظية :  وهي التي يكون التجميل فيها راجعاً إلى اللفظ أصلاً حتى وإن تبع ذلك تجميل للمعنى عن غير قصد

ومن هذه المحسنات اللفظية: الجناس، السجع، لزوم ما لا يلزم، تآلف الألفاظ وغيرها

ولا ينبغي أن يغيب عن الذهن أن استخدام هذه المحسنات، بخاصة اللفظية منها، يحدده مطلبُ توصيل الفكرة وبيان المعنى وجاذبية الصورة الكلامية، كما لا ينبغي أن يُجعَل الإتيانُ بمثل هذه الجماليات هدفاً يرمي إليه المتكلم ويضعه نُصْبَ عينيه قبل كل هدف آخر

فضل الصلوات

     وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ "قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال:"فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايامتفق عليه.

  وعن جابر رضي الله عنه قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مراترواه مسلم.

  الخاتمة

هذى   عِنَـايَةُ قَادِرٍ خُصّــَتْ بِهَا            مِصْــرٌ , لِتَبْقَىَ مَوْضِعَ التَّفْضِيْلِ

بُوْرِكْتِ مِصْــرُ , فَلاَ أَرَانِيَ بَالِغاً            حَقَّ الْمَدِيْحِ , وَإِنْ جَهَدْتُ سَبِيْلِي !

فَالنُّوْرُ أَنْتِ , وَلاَ ضِيَاءَ إذَا انْضَوَىَ       عَنَّا ضِيَاؤُكِ , يَا عَــرُوْسَ النِّيْلِ

يَا مِصْرُ : يَرْعَاكِ الإِلـَهُ كَمَا رَعَىَ          تَنْزِيْلَهُ مِنْ عَــابِثٍ وَدَخـــِيْلِ !!

* بهذا  انتهت رحلتنا معكم ونستودعكم الله الذى لاتضيع عنده الودائع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية                                    للأستاذ / عبدالرحمن معوض
شكرا لتعليقك