باب فضل قيام الليل:
قال الله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك، عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا} ((الإسراء: 79)). وقال تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} ((السجدة: 16))، وقال تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} ((الذاريات: 17)).
1158- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا". ((متفق عليه وعن المغيرة بن شعبة نحوه، متفق عليه)).
1159- وعن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، طرقه وفاطمة ليلا، فقال: "ألا تصليان؟" ((متفق عليه)). (20)
1160- وعن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل" قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام إلا قليلا. ((متفق عليه))
1161- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عبد الله لا تكن مثل فلان: كان يقوم الليل فترك قيام الليل" ((متفق عليه)) .
1162- وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال: ذكر عند النبي، صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح! قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه- أو قال: في أذنه-" ((متفق عليه)) .
1163- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "يعقد الشيطان على قافية، رأس أحدكم، إذا هو نام، ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ أحدكم، فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" ((متفق عليه)) .
(21)
1164- وعن عبد الله بن سلام، رضي الله عنه ، أن النبي، صلى الله عليه وسلم ،قال: "أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)).
1165- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". ((رواه مسلم)).
1166- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة". ((متفق عليه)) .
1167- وعنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة. ((متفق عليه)) .
1168- وعن أنس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته. ((رواه البخاري)).
1169- وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلي إحدى عشرة ركعة- تعني في الليل- يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة، ((رواه البخاري)).
1170- وعنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يزيد- في رمضان ولا في غيره- على إحدي عشرة ركعة: يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن! ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن! ثم يصلي ثلاثًا. فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر!؟ فقال: "يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي". ((متفق عليه)) .
1171- وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان ينام أول الليل، ويقوم آخره فيصلي. ((متفق عليه)) .
1172- وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ليلة، فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه. ((متفق عليه)) .
1173- وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضي، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلا. إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم قام طويلا قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه. ((رواه مسلم)).
1174- وعن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت" ((رواه مسلم)).
(22)
1175- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يومًا ويفطر يومًا". ((متفق عليه)) .
1176- وعن جابر رضي اللله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول: "إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة" ((رواه مسلم)).
1177- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين" ((رواه مسلم)).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين ((رواه مسلم)).
1189- وعنها رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره، صلى من النهار ثنتي عشر ركعة. ((رواه مسلم)).
1180- وعن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من نام عن حزبه، أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل" ((رواه مسلم)).
1181- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رحم الله رجلا قام من الليل، فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فإن أبي نضحت في وجهه الماء" ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)).
1182- وعنه وعن أبي سعيد رضي الله عنهما، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعًا كتب في الذاكرين والذاكرات" ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)).
1183- وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا نعس أحدكم في الصلاة، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس، لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه" ((متفق عليه)).
1184- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا قام أحدكم، من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدرِ ما يقول، فليضطجع" ((رواه مسلم)).
باب استحباب قيام رمضان وهو التراويح:
1185- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". ((متفق عليه)) .
1186- وعنه، رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" . ((رواه مسلم)).
باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها:
قال الله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر} ((القدر: 1)) إلى آخر السورة.
وقال الله تعالى :{إن أنزلناه في ليلة مباركة} ((الآيات الدخان: 3)).
1187- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". ((متفق عليه)) .
1188- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر" ((متفق عليه)) .
1189- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" ((متفق عليه)) .
1190- وعنها، رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" ((رواه البخاري)).
1191- وعنها رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا دخل العشر الأواخر من رمضان، أحيا الليلة، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر" ((متفق عليه)) .
1192- وعنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه، ما لا يجتهد في غيره" ((رواه مسلم)).
1193- وعنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني" ((رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح))
باب فضل السواك وخصال الفطرة:
1194- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس- لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة" ((متفق عليه)) .
1195- وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك. ((متفق عليه)) (23)
1196- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كنا نعد لرسول الله، سواكه وطهوره، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك ويتوضأ ويصلي. ((رواه مسلم)).
1197- وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكثرت عليكم في السواك" ((رواه البخاري)).
1198- وعن شريح بن هانئ قال: قلت لعائشة، رضي الله عنها: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته. قالت: بالسواك. ((رواه مسلم)).
1199- وعن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وطرف السواك على لسانه. ((متفق عليه)) . وهذا لفظ مسلم.
1200- وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم : قال: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" ((رواه النسائي، وابن خذيمة في صحيحه بأسانيد صحيحة)).
1201- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب" ((متفق عليه)) (24)
1202- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء" ((قال الراوي: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة، قال: وكيع- وهو أحد رواته-)) . (25) ((رواه مسلم)).(( (26)
1203- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى" ((متفق عليه)) .
باب تاكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها:
قال الله تعالى: {وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة} ((البقرة: 43)). قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} ((سورة البينة:5)). قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} ((التوبة: 103)).
1204- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" ((متفق عليه)) .
1205- وعن طلحة بن عبيد الله، رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهل نجد، ثائر الرأس نسمع دوي صوته، ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "خمس صلوات في اليوم والليلة" قال: هل علي غيرهن؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وصيام شهر رمضان" قال هل على غيره؟ قال: "لا إلا أن تطوع" قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم، الزكاه فقال: هل علي غيرها؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفلح إن صدق" ((متفق عليه)) .
1206- وعن ابن عباس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا رضي الله عنه إلى اليمن فقال: "ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم" ((متفق عليه)) .
1207- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" ((متفق عليه))
1208- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: لما توفي رسول الله، وكان أبو بكر، رضي الله عنه، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر رضي الله عنه: كيف يقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها، فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله" ؟! فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عقال كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم على منعه، قال: عمر رضي الله عنه: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق. ((متفق عليه)) .
1209- وعن أبي أيوب رضي الله عنه، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال: "تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم" ((متفق عليه)) .
1210- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن أعرابيًا أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته، دخلت الجنة. قال: "تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان" قال: والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا. فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا" ((متفق عليه)) .
1211- وعن جرير بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: بايعت النبي، صلى الله عليه وسلم، على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. ((متفق عليه)) .
1212- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من صاحب ذهب، ولا فضة، لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه، وجبينه، وظهره، كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار" قيل: يا رسول الله فالإبل؟ قال: "ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها، ومن حقها حلبها يوم وردها، إلا إذ كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلا واحدًا، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أُولاها، رد عليه أُخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار" قيل: يا رسول الله فالبقر والغنم؟ قال: "ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة، بطح لها بقاع قرقر، لا يفقد منها شيئًا ليس فيها عقصاء، ولا جلحاء، ولا عضباء، تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها، كلما مر عليه أُولاها، رد عليه أُخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار" . قيل: يا رسول الله فالخيل؟ قال: "الخيل ثلاثة: هي لرجل وزر، وهي لرجل ستر، وهي لرجل أجر، فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرًا ونواء على أهل الإسلام، فهي له وزر، وأما التي هي له ستر، فرجل ربطها في سبيل الله، ثم لم ينسَ حق الله في ظهورها، ولا رقابها فهي له ستر، وأما التي هي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام في مرج، أو روضة، فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات، وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات، ولا تقطع طولها فاستنت شرفًا أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها، وأرواثها حسنات، ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه، ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله له عدد ما شربت حسنات"
قيل يا رسول الله فالحُمر؟ قال: "ما أنزل على في الحمر شيء إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره}. ((متفق عليه وهذا لفظ مسلم)).
قال الله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك، عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا} ((الإسراء: 79)). وقال تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} ((السجدة: 16))، وقال تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} ((الذاريات: 17)).
1158- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا". ((متفق عليه وعن المغيرة بن شعبة نحوه، متفق عليه)).
1159- وعن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، طرقه وفاطمة ليلا، فقال: "ألا تصليان؟" ((متفق عليه)). (20)
1160- وعن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل" قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام إلا قليلا. ((متفق عليه))
1161- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عبد الله لا تكن مثل فلان: كان يقوم الليل فترك قيام الليل" ((متفق عليه)) .
1162- وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال: ذكر عند النبي، صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح! قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه- أو قال: في أذنه-" ((متفق عليه)) .
1163- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "يعقد الشيطان على قافية، رأس أحدكم، إذا هو نام، ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ أحدكم، فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" ((متفق عليه)) .
(21)
1164- وعن عبد الله بن سلام، رضي الله عنه ، أن النبي، صلى الله عليه وسلم ،قال: "أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)).
1165- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". ((رواه مسلم)).
1166- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة". ((متفق عليه)) .
1167- وعنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة. ((متفق عليه)) .
1168- وعن أنس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته. ((رواه البخاري)).
1169- وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلي إحدى عشرة ركعة- تعني في الليل- يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة، ((رواه البخاري)).
1170- وعنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يزيد- في رمضان ولا في غيره- على إحدي عشرة ركعة: يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن! ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن! ثم يصلي ثلاثًا. فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر!؟ فقال: "يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي". ((متفق عليه)) .
1171- وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان ينام أول الليل، ويقوم آخره فيصلي. ((متفق عليه)) .
1172- وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ليلة، فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه. ((متفق عليه)) .
1173- وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضي، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلا. إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم قام طويلا قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه. ((رواه مسلم)).
1174- وعن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت" ((رواه مسلم)).
(22)
1175- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يومًا ويفطر يومًا". ((متفق عليه)) .
1176- وعن جابر رضي اللله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول: "إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة" ((رواه مسلم)).
1177- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين" ((رواه مسلم)).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين ((رواه مسلم)).
1189- وعنها رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره، صلى من النهار ثنتي عشر ركعة. ((رواه مسلم)).
1180- وعن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من نام عن حزبه، أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل" ((رواه مسلم)).
1181- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رحم الله رجلا قام من الليل، فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فإن أبي نضحت في وجهه الماء" ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)).
1182- وعنه وعن أبي سعيد رضي الله عنهما، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعًا كتب في الذاكرين والذاكرات" ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)).
1183- وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا نعس أحدكم في الصلاة، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس، لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه" ((متفق عليه)).
1184- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا قام أحدكم، من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدرِ ما يقول، فليضطجع" ((رواه مسلم)).
باب استحباب قيام رمضان وهو التراويح:
1185- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". ((متفق عليه)) .
1186- وعنه، رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" . ((رواه مسلم)).
باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها:
قال الله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر} ((القدر: 1)) إلى آخر السورة.
وقال الله تعالى :{إن أنزلناه في ليلة مباركة} ((الآيات الدخان: 3)).
1187- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". ((متفق عليه)) .
1188- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر" ((متفق عليه)) .
1189- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" ((متفق عليه)) .
1190- وعنها، رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" ((رواه البخاري)).
1191- وعنها رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا دخل العشر الأواخر من رمضان، أحيا الليلة، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر" ((متفق عليه)) .
1192- وعنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه، ما لا يجتهد في غيره" ((رواه مسلم)).
1193- وعنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني" ((رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح))
باب فضل السواك وخصال الفطرة:
1194- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس- لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة" ((متفق عليه)) .
1195- وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك. ((متفق عليه)) (23)
1196- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كنا نعد لرسول الله، سواكه وطهوره، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك ويتوضأ ويصلي. ((رواه مسلم)).
1197- وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكثرت عليكم في السواك" ((رواه البخاري)).
1198- وعن شريح بن هانئ قال: قلت لعائشة، رضي الله عنها: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته. قالت: بالسواك. ((رواه مسلم)).
1199- وعن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وطرف السواك على لسانه. ((متفق عليه)) . وهذا لفظ مسلم.
1200- وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم : قال: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" ((رواه النسائي، وابن خذيمة في صحيحه بأسانيد صحيحة)).
1201- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب" ((متفق عليه)) (24)
1202- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء" ((قال الراوي: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة، قال: وكيع- وهو أحد رواته-)) . (25) ((رواه مسلم)).(( (26)
1203- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى" ((متفق عليه)) .
باب تاكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها:
قال الله تعالى: {وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة} ((البقرة: 43)). قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} ((سورة البينة:5)). قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} ((التوبة: 103)).
1204- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" ((متفق عليه)) .
1205- وعن طلحة بن عبيد الله، رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهل نجد، ثائر الرأس نسمع دوي صوته، ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "خمس صلوات في اليوم والليلة" قال: هل علي غيرهن؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وصيام شهر رمضان" قال هل على غيره؟ قال: "لا إلا أن تطوع" قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم، الزكاه فقال: هل علي غيرها؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفلح إن صدق" ((متفق عليه)) .
1206- وعن ابن عباس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا رضي الله عنه إلى اليمن فقال: "ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم" ((متفق عليه)) .
1207- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" ((متفق عليه))
1208- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: لما توفي رسول الله، وكان أبو بكر، رضي الله عنه، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر رضي الله عنه: كيف يقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها، فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله" ؟! فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عقال كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم على منعه، قال: عمر رضي الله عنه: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق. ((متفق عليه)) .
1209- وعن أبي أيوب رضي الله عنه، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال: "تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم" ((متفق عليه)) .
1210- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن أعرابيًا أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته، دخلت الجنة. قال: "تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان" قال: والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا. فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا" ((متفق عليه)) .
1211- وعن جرير بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: بايعت النبي، صلى الله عليه وسلم، على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. ((متفق عليه)) .
1212- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من صاحب ذهب، ولا فضة، لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه، وجبينه، وظهره، كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار" قيل: يا رسول الله فالإبل؟ قال: "ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها، ومن حقها حلبها يوم وردها، إلا إذ كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلا واحدًا، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أُولاها، رد عليه أُخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار" قيل: يا رسول الله فالبقر والغنم؟ قال: "ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة، بطح لها بقاع قرقر، لا يفقد منها شيئًا ليس فيها عقصاء، ولا جلحاء، ولا عضباء، تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها، كلما مر عليه أُولاها، رد عليه أُخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار" . قيل: يا رسول الله فالخيل؟ قال: "الخيل ثلاثة: هي لرجل وزر، وهي لرجل ستر، وهي لرجل أجر، فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرًا ونواء على أهل الإسلام، فهي له وزر، وأما التي هي له ستر، فرجل ربطها في سبيل الله، ثم لم ينسَ حق الله في ظهورها، ولا رقابها فهي له ستر، وأما التي هي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام في مرج، أو روضة، فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات، وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات، ولا تقطع طولها فاستنت شرفًا أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها، وأرواثها حسنات، ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه، ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله له عدد ما شربت حسنات"
قيل يا رسول الله فالحُمر؟ قال: "ما أنزل على في الحمر شيء إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره}. ((متفق عليه وهذا لفظ مسلم)).
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء