pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


276- باب النهي عن الغش والخداع

276- باب النهي عن الغش والخداع

قال تعالى‏:‏ ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينا‏}‏ ‏(‏‏(‏ الأحزاب‏:‏ 58‏)‏‏)‏‏.‏

1579- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ من حمل علينا السلاح، فليس منا، ومن غشنا، فليس منا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللا، فقال‏:‏ ‏"‏ ما هذا ياصاحب الطعام‏؟‏‏"‏ قال أصابته السماء يارسول الله، قال‏:‏ ‏"‏ أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس‏!‏ من غشنا فليس منا‏"‏‏.‏

1580- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال‏:‏ ‏"‏ لا تناجشوا‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1581- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النَجَش، ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وعنه قال‏:‏ ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يُخدع في البيوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من بايعت‏؟‏ فقل ‏:‏ لا خلابة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏ ‏"‏الخِلابة‏"‏ بخاء معجمة مكسورة، وباء موحدة‏:‏ وهي الخديعة‏.‏

1583- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من خبب زوجة امرئ، أو مملوكه، فليس منا‏"‏‏.‏

‏"‏خَبَب‏"‏ بخاء معجمة، ثم باء موحدة مكررة‏:‏ أي‏:‏ أفسده وخدعه‏.‏

 277- باب تحريم الغدر

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود‏}‏ ‏(‏‏(‏المائدة‏:‏1‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏ 34‏)‏‏)‏‏.‏

1584- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ أربع من كن فيه، كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها‏:‏ إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1585- وعن ابن مسعود، وابن عمر، وأنس رضي الله عنهم قالوا‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال‏:‏ هذه غدرة فلان‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1586- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏"‏ لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا لا غادر أعظم غدرًا من أمير عامة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1587- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ قال الله تعالى‏:‏ ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ‏:‏ رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا، فاستوفى منه، ولم يعطه أجره‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

 278- باب النهي عن المن بالعطية ونحوها

قال تعالى‏:‏ ‏{‏ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏264‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى‏}‏ ‏(‏‏(‏ البقرة ‏:‏262‏)‏‏)‏‏.‏

1588- وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم‏"‏ قال‏:‏ فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار‏.‏ قال أبو ذر‏:‏ خابوا وخسروا من هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية له ‏:‏ ‏"‏ المسبل إزاره‏"‏ يعني‏:‏ المسبل إزاره وثوبه أسفل من الكعبين للخُيلاء‏.‏

 279- باب النهي عن الافتخار والبغي

قال تعالى‏:‏ ‏{‏فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى‏}‏ ‏(‏‏(‏ النجم‏:‏ 32‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم‏}‏ ‏(‏‏(‏الشورى‏:‏ 42‏)‏‏)‏‏.‏

1589- وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏ قال أهل اللغة‏:‏ البغي‏:‏ التعدي والاستطالة‏.‏

1590- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا قال الرجل‏:‏ هلك الناس، فهو أهلكهم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏(11)



280- باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بفسق أو نحو ذلك

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجرات‏:‏ 10‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تعاونوا على الإثم والعدوان‏}‏ ‏(‏‏(‏المائدة‏:‏ 2‏)‏‏)‏‏.‏

1591- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1592- وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال‏:‏ يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1593- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول‏:‏ اتركوا هذين حتى يصطلحا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1594- وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في والتحريش بينهم ‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

التحريش‏:‏ الإفساد وتغيير قلوبهم وتقاطعهم‏.‏

1595- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث، فمات دخل النار‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1596- وعن أبي خراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي، ويقال السلمي الصحابي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1597- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنًا فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث، فليلقه، وليسلم عليه، فإن رد عليه السلام، فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه، فقد باء بالإثم، وخرج المسلم من الهجرة‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد حسن قال أبو داود‏:‏ إذا كانت الهجرة لله تعالى، فليس من هذا في شيء‏)‏‏)‏‏.‏



281- باب النهي عن تناجي اثنين دون الثالث بغير إذنه إلا لحاجة وهو أن يتحدثا سرًا بحيث لا يسمعهما وفي معناه إذا تحدثا بلسان لا يفهمه

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنما النجوى من الشيطان‏}‏ ‏(‏‏(‏المجادلة‏:‏ 10‏)‏‏)‏‏.‏

1598- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏ورواه أبو دواد وزاد‏:‏ قال أبو صالح‏:‏ قلت لابن عمر‏:‏ فأربعة‏؟‏ قال‏:‏ لا يضرك‏.‏ ورواه مالك في الموطأ‏:‏ عن عبد الله بن دينار قال‏:‏ كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي في السوق، فجاء رجل يريد أن يناجيه، وليس مع ابن عمر أحد غيري، فدعا ابن عمر رجلا آخر حتى كنا أربعة فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا‏:‏ استأخرا شيئًا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا يتناجى اثنان دون واحد‏"‏‏.‏

1599- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏



282- باب النهي عن تعذيب العبد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي أو زائد على قدر الأدب

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وبالوالدين إحسانا وبذي القربي واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورًا‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء‏:‏ 36‏)‏‏)‏‏.‏

1600- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏عذبت امرأة في هِرة حبستها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏((12)ا‏)‏‏)‏‏.‏

1601- وعنه أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرًا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر‏:‏ من فعل هذا‏؟‏ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه روح غرضًا‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏"‏الغَرَض‏"‏ ‏:‏ بفتح الغين المعجمة والراء، وهو الهدف، والشيء الذي يرمى إليه‏.‏

1602- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصبر البهائم‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

ومعناه‏:‏ تحبس للقتل‏.‏

1603- وعن أبي علي سويد بن مقرن رضي الله عنه قال‏:‏ لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن ما لنا خادم إلا واحدة لطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقها‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ ورواية‏:‏ ‏"‏سابع إخوة لي‏"‏‏.‏

1604- وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏كنتُ أضرب غلامًا لي بالوسط، فسمعت صوتًا من خلفي‏:‏ ‏"‏اعلم أبا مسعود‏"‏ فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول‏:‏ ‏"‏اعلم أبا مسعود أن الله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام‏"‏ فقلت‏:‏ لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا‏.‏

‏(‏‏(‏وفي رواية‏:‏ فسقط السوط من يدي من هيبته‏)‏‏)‏

‏(‏‏(‏وفي رواية‏:‏ فقلت‏:‏ يارسول الله هو حر لوجه الله تعالى، فقال‏:‏ ‏"‏أما لو لم تفعل، للفحتك النار، أو لمستك النار‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم بهذه الروايات‏)‏‏)‏‏.‏

1605- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من ضرب غلامًا له حدًا لم يأتهِ، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1606- وعن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه مر بالشام على أناس من الأنباط، وقد أقيموا في الشمس، وصُب على رءوسهم الزيت فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ يُعذبون في الخراج وفي رواية‏:‏ حُبسوا في الجزية‏.‏ فقال هشام‏:‏ أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا‏"‏ فدخل على الأمير، فحدثه، فأمر بهم فخلوا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏.‏ ‏"‏الأنباط‏"‏ الفلاحون من العجم‏)‏‏)‏‏.‏

1607- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارًا موسوم الوجه، فأنكر ذلك‏؟‏ فقال‏:‏ والله لا أسمه إلا أقصى شيء من الوجه، وأمر بحماره، فكوي في جاعرتيه، فهو أول من كوى الجاعرتين‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏‏(13)‏)‏‏)‏‏.‏

1608- وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ مر عليه حمار قد وُسم في وجهه، فقال‏:‏ ‏"‏لعن الله الذي وسمه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏.‏ وفي رواية لمسلم أيضًا‏:‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه‏)‏‏)‏‏.‏



283- باب تحريم التعذيب بالنار في كل حيوان حتى القملة ونحوها

1609- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال‏:‏ ‏"‏إن وجدتم فلانًا وفلانًا‏"‏ لرجلين من قريش سماهما ‏"‏فأحرقوهما بالنار‏"‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج‏:‏ ‏"‏إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1610- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏من فجع هذه بولدها‏؟‏ ردوا ولدها إليها‏"‏ ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال‏:‏ ‏"‏من حرق هذه‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ نحن‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إنه لا ينبغي أن يعذِّب بالنار إلا رب النار‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏(14)‏)‏‏)‏‏.‏



284- باب تحريم مطل الغني بحق طلبه صاحبه

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء‏:‏ 58‏)‏‏)‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فإن أمن بعضكم بعضًا فليؤد الذي اؤتمن أمانته‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 283‏)‏‏)‏‏.‏

1611- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مطل الغني ظلم وإذا أُتبع أحدكم على مليء فليتبع‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏.‏ معنى ‏"‏أتبع‏"‏‏:‏ أحيل‏)‏‏)‏‏.‏



285- باب كراهية عودة الإنسان في هبة لم يسلمها إلى الموهوب له وفي هبة وهبها لولده وسلمها أو لم يسلمها إلى الموهوب له وفي هبة وهبها لولده وسلمها أو لم يسلمها وكراهة شرائه شيئًا تصدق به من الذي تصدق عليه أو أخرجه عن زكاة أو كفارة ونحوها ولا بأس بشرائه من شخص آخر قد انتقل إليه

1612- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏وفي رواية‏:‏ ‏"‏مثل الذي يرجع في صدقته، كمثل الكلب يقيء، ثم يعود في قيئه فيأكله‏"‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏العائد في هبته كالعائد في قيئه‏)‏‏)‏‏.‏

1613- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه، وظننت أنه يبيعه برخص، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم، فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏"‏حملت على فرس في سبيل الله‏"‏ معناه‏:‏ تصدقت به على بعض المجاهدين‏.‏



286- باب تأكيد تحريم مال اليتيم

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء‏:‏ 10‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن‏}‏ ‏(‏‏(‏الأنعام‏:‏ 152‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم، والله يعلم المفسد من المصلح‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 220‏)‏‏)‏‏.‏

1614- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏اجتنبوا السبع الموبقات‏"‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله وما هن‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الشرك بالله، والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏.‏ ‏"‏الموبقات‏"‏ المهلكات‏)‏‏)‏‏.‏



287- باب تغليظ تحريم الربا

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا، وأحل الله البيع وحرم الربا، فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون* يمحق الله الربا ويربي الصدقات‏}‏ إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 275-278‏)‏‏.‏

وأما الأحاديث فكثيرة في الصحيح مشهورة، منها حديث أبي هريرة السابق في الباب قبله‏.‏

1615- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏ لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏(15)‏)‏‏)‏‏.‏



288- باب تحريم الرياء

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء‏}‏ ‏(‏‏(‏البينة‏:‏5‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لا تُبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس‏}‏ ‏(‏‏(‏ البقرة‏:‏ 264‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا‏}‏ ‏(‏‏(‏ النساء‏:‏142‏)‏‏)‏‏.‏

1616- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ قال الله تعالى‏:‏ أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1617- وعنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل اسُتشهد، فأتي به، فعرفه نعمته، فعرفها، قال‏:‏ فما عملت فيها‏؟‏ قال‏:‏ قاتلت فيك حتى اسُتشهدت، قال‏:‏ كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال‏:‏ جريء، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار‏.‏ ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها‏.‏ قال فما عملت فيها‏؟‏ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن‏.‏ قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال‏:‏ عالم‏.‏ وقرأت القرآن ليقال‏:‏ هو قارئ، فقد قيل‏:‏ ثم أُمر به، فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها‏.‏ قال‏:‏ فما عملت فيها ‏؟‏ قال‏:‏ ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال‏:‏ كذبت، ولكنك فعلت ليقال‏:‏ جواد، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه ثم ألقي في النار‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏‏(‏‏(16)‏)‏‏)‏‏.‏

1618- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن ناسًا قالوا له‏:‏ إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم‏؟‏ قال ابن عمر رضي الله عنهما‏:‏ كنا نعد هذا نفاقًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1619- وعن جُندب بن عبد الله بن سفيان رضي الله عنه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي الله يرائي به‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم أيضًا من رواية ابن عباس رضي الله عنه‏)‏‏)‏‏.‏

‏"‏سمَّع‏"‏ بتشديد الميم، ومعناه‏:‏ أظهر عمله للناس رياء ‏"‏ سمَّع الله به‏"‏ أي فضحه يوم القيامة، ومعنى‏:‏ ‏"‏ من راءى‏"‏ أي‏:‏ من أظهر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم ‏"‏راءى الله به‏"‏ أي‏:‏ أظهر سريرته على رءوس الخلائق‏.‏

1620- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا، لم يجد عَرف الجنة يوم القيامة‏"‏ يعني ريحها‏.‏ رواه أبو داود بإسناد صحيح‏.‏



289- باب ما يُتوهم أنه رياء وليس برياء

1621- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ تلك عاجل بشرى المؤمن‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏



290- باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم‏}‏ ‏(‏‏(‏النور‏:‏30‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏36‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور‏}‏ ‏(‏‏(‏غافر‏:‏19‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن ربك لبالمرصاد‏}‏ ‏(‏‏(‏الفجر‏:‏ 14‏)‏‏)‏‏.‏

1622- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة‏:‏ العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏.‏ وهذا لفظ مسلم، ورواية البخاري مختصرة‏)‏‏)‏‏.‏

1623- وعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إياكم والجلوس في الطرقات‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بُد نتحدث فيها‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه‏"‏ قالوا‏:‏ وما حق الطريق يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر المعروف والنهي عن المنكر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1624- وعن أبي طلحة زيد بن سهل رضي الله عنه قال‏:‏ كنا قعودًا بالأفنية نتحدث فيها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالم علينا فقال‏:‏ ‏"‏ما لكم ولمجالس الصعدات‏؟‏ فقلنا‏:‏ إنما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتذاكر، ونتحدث‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إما لا فأدوا حقها‏:‏ غض البصر، ورد السلام، وحسن الكلام‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ ‏"‏الصُّعُدات‏"‏ بضم الصاد والعين، أي‏:‏ الطرقات‏.‏

1625- وعن جرير رضي الله عنه قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال‏:‏ ‏"‏اصرف بصرك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1626- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت‏:‏ كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أُمرنا بالحجاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏احتجبا منه‏"‏ فقلنا‏:‏ يا رسول الله إلىس هو أعمى لا يبصرنا، ولا يعرفنا‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه‏؟‏‏!‏‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي‏:‏ وقال حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1627- وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
شكرا لتعليقك