45- باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة
قال الله تعالى: {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا} إلى قوله تعالى: {قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنِّ مما علمت رشدًا} ((الكهف:60-66)) وقال تعالى {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} ((الكهف: 28)).
360- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورهان فلما انتهيا إليها، بكت، فقالا لها، ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: إني لا أبكي إني لا أعلم أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها. ((رواه مسلم)).
361- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن رجلاً زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها عليه؟ قال: لا غير أني أحببت في الله تعالى، قال: فإنى رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه" ((رواه مسلم)).
(9)
362- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه منادٍ، بأن طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً" ((رواه الترمذي وقال : حديث حسن ، وفي بعض النسخ غريب)).
363- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحًا منتنة" ((متفق عليه)) .
(10)
364- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" ((متفق عليه)).
(11)
365- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟" فنزلت :{وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك} ((رواه البخاري)).
366- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي".
((رواه أبو داود، والترمذي بإسناد لا بأس به)).
367 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل".
((رواه أبو داود، والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن)).
368- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المرء مع من أحب" ((متفق عليه)) .
وفي رواية قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال: "المرء مع من أحب".
369- وعن أنس رضي الله عنه أن أعرابيًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أعددت لها؟" قال: حب الله ورسوله قال: "أنت مع من أحببت" ((متفق عليه)) وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية لهما: ما أعددت لها من كثير صوم، ولا صلاة، ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله.
370- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المرء مع من أحب" ((متفق عليه)) .
371- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" ((رواه مسلم؟)).
((وروى البخاري)) قوله: "الأرواح" من رواية عائشة رضي الله عنها:
372- وعن أُسَير بن عمرو ويقال": ابن جابر وهو "بضم الهمزة وفتح السين المهملة" قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس رضي الله عنه ، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم قال: فكان بك برص، فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال نعم قال: لك والدة؟ قال : نعم، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد، ثم من قرن كان به برص، فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل" فاستغفر لي فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أويس، فقال: تركته رث البيت قليل المتاع، قال: سمعت رسول الله يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك : فافعل، فأتى أويسًا، فقال استغفر لي قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح، فاستغفر لي. قال: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس، فانطلق على وجهه. ((رواه مسلم)).
وفي رواية لمسلم أيضًا عن أُسِير بن جابر رضي الله عنه أن أهل الكوفة وفدوا على عمر رضي الله عنه ، وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر: هل هاهنا أحد من القرنين؟ فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال:"إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له : أويس، لا يدع باليمن غير أم له، قد كان به بياض فدعا الله تعالى، فأذهبه إلا موضع الدينار أو الدرهم ، فمن لقيه منكم، فليستغفر لكم".
وفي رواية له عن عمر رضي الله عنه قال: "إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن خير التابعين رجل يقال له: أويس: وله والدة وكان به بياض، فمروه، فليستغفر لكم".
(12)
373- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة، فأذن لي، وقال: "لا تنسنا يا أخي من دعائك" فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا.
وفي رواية قال: "أشركنا يا أخي في دعائك".
حديث صحيح ((رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح)).
374- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قباء راكبًا وماشيًا، فيصلي فيه ركعتين، ((متفق عليه)) .
وفي رواية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت راكبًا وماشيًا وكان ابن عمر يفعله .
46- باب فضل الحب في الله والحث عليه وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه، وماذا يقول له إذا أعلمه
قال الله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} ((الفتح : 29)) إلى آخر السورة. وقال تعالى: {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم} ((الحشر:9)).
375- وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار" ((متفق عليه)) .
376- و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إما عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمساجد. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه" ((متفق عليه)) .
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" (( رواه مسلم)) .
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم (( رواه مسلم)) .
377- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أن رجلاً زار أخًا له في قريةٍ أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً" وذكر الحديث إلى قوله: "إن الله قد أحبك كما أحببته فيه" ((رواه مسلم)) (13).
380- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار: "لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله" ((متفق عليه)) .
381- وعن معاذ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي، لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء".
((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)).
382- وعن أبي إدريس الخولاني رحمه الله قال: دخلت مسجد دمشق، فإذا فتًى براق الثنايا وإذا الناس معه، فإذا اختلفوا بشيء، أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه، فلما كان من الغد، هجرت، فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي، فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك، فقال: آلله؟ فقال: الله، فقال: آلله؟ فقالت: الله، فأخذني بحبوة ردائي، فجبذني إليه، فقال:أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" قال الله تعالى وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ ، والمتزاورين فيَّ ، والمتباذلين فيَّ " حديث صحيح ((رواه مالك فيَّ الموطأ بإسناده الصحيح)).
(14)
383- عن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحب الرجل أخاه، فليخبره أنه يحبه" ((رواه أبو داود، والترمذي وقال : حديث حسن)).
384- وعن معاذ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ بيده وقال: "يا معاذ، والله إني لأحبك، ثم أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك".
حديث صحيح، ((رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح)).
385- وعن أنس، رضي الله عنه ، أن رجلاً كان عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فمر رجل به، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أأعلمته؟" قال: لا : قال: "أعلمه" فلحقه، فقال : إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له. ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)).
47- باب علامات حب الله تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها.
قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} ((آل عمران:31)).، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} ((المائدة:54)).
386- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: "من عاد لي وليَّا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته، ولئن استعاذني، لأعيذنه" ((رواه البخاري)).
(15)
387- وعنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله تعالى يحب فلانًا، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا، فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض" ((متفق عليه)) .
وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال : إني أحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانًا، فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانًا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء، إن الله يبغض فلانًا، فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض".
388- وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث رجلاً على سرية، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ{قل هو الله أحد} فلما رجعوا، ذكروا ذلك لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: "سلوه لأي شيء كان يصنع ذلك؟ " فسألوه، فقال : لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أخبروه أن الله تعالى يحبه" ((متفق عليه)) .
قال الله تعالى: {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا} إلى قوله تعالى: {قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنِّ مما علمت رشدًا} ((الكهف:60-66)) وقال تعالى {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} ((الكهف: 28)).
360- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورهان فلما انتهيا إليها، بكت، فقالا لها، ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: إني لا أبكي إني لا أعلم أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها. ((رواه مسلم)).
361- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن رجلاً زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها عليه؟ قال: لا غير أني أحببت في الله تعالى، قال: فإنى رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه" ((رواه مسلم)).
(9)
362- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه منادٍ، بأن طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً" ((رواه الترمذي وقال : حديث حسن ، وفي بعض النسخ غريب)).
363- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحًا منتنة" ((متفق عليه)) .
(10)
364- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" ((متفق عليه)).
(11)
365- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟" فنزلت :{وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك} ((رواه البخاري)).
366- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي".
((رواه أبو داود، والترمذي بإسناد لا بأس به)).
367 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل".
((رواه أبو داود، والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن)).
368- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المرء مع من أحب" ((متفق عليه)) .
وفي رواية قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال: "المرء مع من أحب".
369- وعن أنس رضي الله عنه أن أعرابيًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أعددت لها؟" قال: حب الله ورسوله قال: "أنت مع من أحببت" ((متفق عليه)) وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية لهما: ما أعددت لها من كثير صوم، ولا صلاة، ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله.
370- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المرء مع من أحب" ((متفق عليه)) .
371- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" ((رواه مسلم؟)).
((وروى البخاري)) قوله: "الأرواح" من رواية عائشة رضي الله عنها:
372- وعن أُسَير بن عمرو ويقال": ابن جابر وهو "بضم الهمزة وفتح السين المهملة" قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس رضي الله عنه ، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم قال: فكان بك برص، فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال نعم قال: لك والدة؟ قال : نعم، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد، ثم من قرن كان به برص، فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل" فاستغفر لي فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أويس، فقال: تركته رث البيت قليل المتاع، قال: سمعت رسول الله يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك : فافعل، فأتى أويسًا، فقال استغفر لي قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح، فاستغفر لي. قال: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس، فانطلق على وجهه. ((رواه مسلم)).
وفي رواية لمسلم أيضًا عن أُسِير بن جابر رضي الله عنه أن أهل الكوفة وفدوا على عمر رضي الله عنه ، وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر: هل هاهنا أحد من القرنين؟ فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال:"إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له : أويس، لا يدع باليمن غير أم له، قد كان به بياض فدعا الله تعالى، فأذهبه إلا موضع الدينار أو الدرهم ، فمن لقيه منكم، فليستغفر لكم".
وفي رواية له عن عمر رضي الله عنه قال: "إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن خير التابعين رجل يقال له: أويس: وله والدة وكان به بياض، فمروه، فليستغفر لكم".
(12)
373- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة، فأذن لي، وقال: "لا تنسنا يا أخي من دعائك" فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا.
وفي رواية قال: "أشركنا يا أخي في دعائك".
حديث صحيح ((رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح)).
374- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قباء راكبًا وماشيًا، فيصلي فيه ركعتين، ((متفق عليه)) .
وفي رواية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت راكبًا وماشيًا وكان ابن عمر يفعله .
46- باب فضل الحب في الله والحث عليه وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه، وماذا يقول له إذا أعلمه
قال الله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} ((الفتح : 29)) إلى آخر السورة. وقال تعالى: {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم} ((الحشر:9)).
375- وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار" ((متفق عليه)) .
376- و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إما عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمساجد. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه" ((متفق عليه)) .
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" (( رواه مسلم)) .
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم (( رواه مسلم)) .
377- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أن رجلاً زار أخًا له في قريةٍ أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً" وذكر الحديث إلى قوله: "إن الله قد أحبك كما أحببته فيه" ((رواه مسلم)) (13).
380- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار: "لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله" ((متفق عليه)) .
381- وعن معاذ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي، لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء".
((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)).
382- وعن أبي إدريس الخولاني رحمه الله قال: دخلت مسجد دمشق، فإذا فتًى براق الثنايا وإذا الناس معه، فإذا اختلفوا بشيء، أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه، فلما كان من الغد، هجرت، فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي، فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك، فقال: آلله؟ فقال: الله، فقال: آلله؟ فقالت: الله، فأخذني بحبوة ردائي، فجبذني إليه، فقال:أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" قال الله تعالى وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ ، والمتزاورين فيَّ ، والمتباذلين فيَّ " حديث صحيح ((رواه مالك فيَّ الموطأ بإسناده الصحيح)).
(14)
383- عن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحب الرجل أخاه، فليخبره أنه يحبه" ((رواه أبو داود، والترمذي وقال : حديث حسن)).
384- وعن معاذ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ بيده وقال: "يا معاذ، والله إني لأحبك، ثم أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك".
حديث صحيح، ((رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح)).
385- وعن أنس، رضي الله عنه ، أن رجلاً كان عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فمر رجل به، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أأعلمته؟" قال: لا : قال: "أعلمه" فلحقه، فقال : إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له. ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)).
47- باب علامات حب الله تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها.
قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} ((آل عمران:31)).، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} ((المائدة:54)).
386- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: "من عاد لي وليَّا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته، ولئن استعاذني، لأعيذنه" ((رواه البخاري)).
(15)
387- وعنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله تعالى يحب فلانًا، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا، فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض" ((متفق عليه)) .
وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال : إني أحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانًا، فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانًا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء، إن الله يبغض فلانًا، فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض".
388- وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث رجلاً على سرية، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ{قل هو الله أحد} فلما رجعوا، ذكروا ذلك لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: "سلوه لأي شيء كان يصنع ذلك؟ " فسألوه، فقال : لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أخبروه أن الله تعالى يحبه" ((متفق عليه)) .
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء