pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


كتاب النحو الحديث 1

 

الباب الأول    :                تحديد نوع الكلمة   

اللغة وسيلة التعبير عن المعانى وهى تتكون من كلمات والكلمة لفظ له معنى مثل ( الإيمان – الكتاب )وما تركب من كلمتين أو أكثر وأفاد معنى يسمى الكلام المفيد مثل  ( أحب الوطن ),

الجملة ميدان علم النحو؛ لأنه العلم الذي يدرس الكلمات في علاقة بعضها ببعض، وحين تكون الكلمة في جملة يصبح لها معنى نحوي؛ أي: تؤدي وظيفة معينة تتأثر بغيرها من الكلمات وتؤثر في غيرها أيضا. وأنت حين تقول: إن هذه الكلمة "فاعل" مثلا فإنك تعني أن قبلها "فعلا" بينه وبين الفاعل علاقة من نوع ما، وهكذا في بقية أبواب النحو.
النحو إذن لا يدرس أصوات الكلمات، ولا بنيتها، ولا دلالتها، وإنما يدرسها من حيث هي جزء في كلام تؤدي فيه عملا معينا.
على أن أهم خطوة في التحليل النحوي هي أن تحدد الكلمة، وعلى تحديدك لها يتوقف فهمك للجملة، ويتوقف صواب تحليلك من خطئه.
وأنت تعلم أن الكلمة العربية إما أن تكون اسما أو فعلا أو حرفا، فهي لا تخرج عن واحد من هذه الثلاثة. وعليك أن تسأل نفسك دائما:
ما نوع هذه الكلمة؟ أهي اسم أم فعل أم حرف؟
 

إن هذا السؤال له أهمية خاصة في التطبيق النحوي؛ لأن إجابتك عنه ستترب عليها كل خطواتك بعد ذلك.
وذلك:
- أن الكلمة إن كانت حرفا فهي مبنية ولا محل لها من الإعراب.
- إن كانت فعلا فقد تكون مبنية وقد تكون معربة، ولكن لا بد لها من معمولات تعمل فيها على ما سنعرفه تفصيلا.
- وإن كانت اسما فلا بد أن يكون لها موقع إعرابي، مبنية كانت أو معرفة.
فضلا عن أن نوع الكلمة يعينك على معرفة نوع الجملة التي هي مدار الدراسة النحوية

أقسام الكلمة

   الكلمة فى اللغة العربية  إما =        اسم    أو   فعل       أو     حرف

الحرف

الفعل

الاسم

 

أولا الاسم  :    هو الذى يدل على إنسان أو حيوان أو جماد أو أى شئ يدرك بالحواس أو بالعقل وليس الزمن جزء منه   مثل :    (  محمد – عصفور – كرة – جبل – علم – صداقة – زهرة   )

ثانيا الفعل  :   هو الذى يدل على حدوث شئ فى زمن معين ( الماضى – الحاضر – والمستقبل )

مثل   – كتب – اكتب – يكتب – يشرح – يلعب  فهم  - يفهم  - افهم  - استخرج – يستخرج

ثالثا الحرف :   هو الذى لا يفهم معناه إلا مع غيره ومهمته الربط بين الكلمات

مثل     :  (    من   عن    فى      إلى    على   )

 

علامات (الاسم  والفعل والحرف)

أولاً : علامات الاسم :

والاسم -  هو كلُّ كلمة يسمَّى بها الإنسان أو الحيوان أو الجماد أو أي شيء آخر مثل محمد وخالد، كذلك أسماء الأشياء مثل باب وبيت، إضافة إلى الأسماء التي نطلقها على الفصول مثلاَ على غرار ربيعٍ وصيف،   الأسماء التي نطلقها على أشياء غير مرئية

ومن علامات الاسم :-

1- الجر : وهو يشمل الجر بالحرف والإضافة والتبعية نحو : مررت بغلام زيد الفاضل ، فالغلام مجرور بالحرف ، وزيد مجرور بالإضافة ، والفاضل مجرور بالتبعية.

2- التنوين : وهو على أربعة أقسام :

أ- تنوين التمكين : وهو اللاحق للأسماء المعربة كزيد ورجل ، إلا جمع المؤنث السالم

 نحو : مسلمات ، وإلا نحو : جوار وغواش.

ب- تنوين التنكير : وهو اللاحق للأسماء المبنية فرقا بين معرفتها ونكرتها

نحو : مررت بسيبويهِ   وبسيبويهٍ  آخر.

جـ- تنوين المقابلة : وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم  مقابل للنون فى جمع المذكر السالم    نحو : مسلماتٍ ، فإنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم   كمسلمين . مصريون

د- تنوين العوض : وهو على ثلاثة أقسام :

·         عوض عن جملة : وهو الذي يلحق بالاسم " إذ " عوضا عن جملة تكون بعدها

كقوله تعالى : ( وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ) أي : حين إذ بلغت الروح الحلقوم ،

فحذف : بلغت الروح الحلقوم ، وأتى بالتنوين عوضا عنه.

(2) عوض عن اسم : وهو اللاحق لـ " كل " عوضا عما تضاف إليه

نحو : كلٌّ قائم أي : كل إنسان قائم ، فحذف إنسان وأتى بالتنوين عوضاً عنه.

(3) عوض عن حرف : وهو اللاحق لـ " جوار وغواش " ونحوهما رفعاً وجراً

 نحو : هؤلاء جوارٍ ، ومررت بجوارٍ ، فحذف الياء ، وأتي بالتنوين عوضا عنها.

3- النداء : وهو صحة أن يقع الاسم منادى نحو : يا زيد   - يا محمد  -  يا طالب

4- قبول الألف واللام  : الرجل . المعلم  - المدرسة  - الملعب  - الجندى - الأسد

كما جاء في قول المتنبي  :

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني      والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ

5- الإسناد إليه ، أى  ينسب إلى الاسم حكم تتم به الفائدة أةالإخبار عنه  مثل أن يكون مبتدأ يكمل معناه بالخبر نحو :    ز يد قائم -  أو فاعلا يتحدث عنه بالفعل  - مثل انتصر الحق .

ثانياً : علامات الفعل

والفعل : هو ما يدل على معنى مقترن بزمان من الأزمنة الثلاثة والأزمنة الثلاثة هي :

الزمن الماضي (الفعل الماضي): ما دلَّ على وقوع الحدث في زمنٍ مضى قبل قول المتكلِّم على غرار ذهبَ أو أكلَ، ويكون الفعل ماضياً إذا دلَّ زمانه على الماضي.

الزمن الحاضر (الفعل الحاضر): وهو ما يدلُّ على حصول الفعل أثناء الكلام  كقولك يذهبُ أو يأكلُ، ويكون الفعل الذي يدلُّ زمنه على الحاضر فعلاً مضارعاً.

زمن المستقبل (الفعل المستقبلي): وهو الدَّال على وقوع الحدث أو الفعل بعد زمان الكلام كقول سيأكل أو سيذهب، أو ما يدل على طلب القيام بالفعل مثل اكتب أو كُل، ويكون الفعل الدَّال على الطلب فعل أمر.

خلاصة... إذا دلَّ الفعل على شيء حصل مسبقاً كان من الزمن الماضي، وإذا دلَّ على أمرٍ يحصل في زمان المتكلم كان زمانه حاضراً (مضارعاً )، أما إذا دلَّ على ما سيحصل أو على طلب القيام بالفعل بعد الكلام فيكون زمنه مستقبلاً؛ فالفعل الامر هو كل ما يدل على حصول شيء ما مقترنٍ بزمنٍ من هذه الأزمنة.

من علامات الفعل

1- تاء الفاعل : وهي المضمومة للمتكلم نحو : فعلتُ ، والمفتوحة للمخاطب نحو : تباركتَ ، والمكسورة للمخاطبة نحو : فعلتِ.خاصة بالفعل الماضى

2- تاء التأنيث الساكنة : نحو : نعمتْ وبئستْ. خاصة بالفعل الماضى

واحترز بالساكنة عن اللاحقة للأسماء ، فإنها تكون متحركة بحركة الإعراب نحو : هذه مسلمةٌ ورأيت مسلمةً ومررت بمسلمةٍ ، ومن اللاحقة للحرف نحو : لاتَ وربتَ وثمتَ ، وأما تسكينها مع رب وثم فقليل   - نحو : ربتْ  وثمتْ.

3- ياء الفاعلة ( المخاطبة المؤنثة )  : وتلحق فعل الأمر نحو : اضربي ، والفعل المضارع نحو : تضربين ، ولا تلحق الماضي  .

4- نون التوكيد خفيفة كانت أو ثقيلة : فالخفيفة نحو قوله تعالى : " لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ "

-        والثقيلة نحو قوله تعالى : " لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ ".تلحق بالأمر والمضارع

5- من علامات المضارع دخول حرف الجزم ( لم ) -  لم يلد ولم يولد        

وأن تتصل به نون التوكيد الثقيلة والخفيفة   - لأساهمن فى خدمة الوطن.

ثالثاً : علامات الحرف

الحرف  لا يقبل علامات الأسماء ولا الافعال ولا يستقل بنفسه وهو لفظٌ لا يحمل معنى بذاته إنَّما يكتسب معناه من السياق، فالحرف هو كلُّ كلمة لا يظهر معناها في نفسها ويظهر إذا انضمَّت إلى الأسماء والأفعال، كما تكون دلالة الحرف خالية من الزمن ولا يجوز لها الاتصال بعلامات الأفعال أو الأسماء .

- أما الحروف فتنقسم إلى قسمين :

القسم الأول حروف المبنى وهي الحروف المجردة المكونة لحروف الهجاء والأبجدية.

أمّا القسم الثاني هو حروف المعنى وهي الكلمات التي تتكون من حروف المبنى وتستمد معناها من اتصالها بالأفعال والأسماء وتبلغ ثمانين حرفاً، منها حروف الجرِّ وحروف أخرى مثل كي، وهل   - كم -  إن  -  ما  - أى   ..إلخ.

يمتاز الحرف عن الاسم والفعل بخلوه عن علامات الأسماء وعلامات الأفعال .

علامات تمييز الاسم عن الفعل والحرف

كما ذكرنا؛ فإن الاسم كلمة تدلُّ على معنى بذاتها ولا تقترن بزمن، كما أنَّ الاسم يتميز عن الفعل والحرف أنَّه يقبل التنوين والجرَّ ما لم يكن ممنوعاً من الصرف، فأنت تقول نجحَ خالدٌ لكنك لا تستطيع أن تقول (نجحٌ أو نجحاً) مع التنوين، يضاف إلى ذلك أن أل التعريف لا تدخل إلَّا على الاسم، في مثل الأسماء الموصولة (الذي والتي...إلخ) فلا يجوز إدخالها على الأفعال كقولك (النجح خالدٌ)، وإذا أخضعت الفعل (نجحَ) للتصريف مع إضافة أل التعريف تحول إلى اسم يعبر عن مصدر الفعل (النجاح) .

علامات تمييز الفعل عن الاسم والحرف

يتميز الفعل عن الاسم والحرف بقبوله تاء التأنيث الساكنة كما في (ذهبَ  -  ذهبتْ)، كما يقبل الفعل الاتصال بتاء الفاعل المتحركة على غرار (ذهبتِ  -  ذهبتَ  -  ذهبتُ)، ولا يقبل الفعل تنويناً كما أنَّه لا يكون مجروراً، فالفعل إما أن يكون مرفوعاً مثل المضارع  أو منصوباً مثل الماضي أو مجزوماً مثل فعل الأمر، إضافة إلى كلِّ ذلك فإن الفعل يقبل دخول السين وسوف مثل (  سوف أذهبُ  -  سأذهبُ ) .

علامات تمييز الحرف عن الاسم والفعل

أمَّا الحرف هو الأسهل في التمييز؛ فهو لا معنى له ما لم يأتي في سياقٍ يمنحه معناه، فإذا سألك أحدهم (أين كنتَ؟) أجبته (في) دون أي إضافات فأنت لم تفصح عن أي معنى، لأن الحرف (في) من أحرف الجر التي لا تحمل معنى بذاتها وتحتاج إلى ما يعطيها المعنى كقولك (في البيت)، هنا نلاحظ أن كلمة البيت تتضمن معنى بذاتها حتى وإن لم تكن مرفقة بالحرف، كما أنَّ الحرف لا يقبل الاتصال بعلامات الاسم أو الفعل أو أل التعريف  .

ختاماً  الكلمة إذاً ثلاثة أقسام: فعلٌ لا يقبل الجرَّ أو التنوين كما يقترن بزمنٍ من أزمنةِ العربية الثلاثة، و اسمٌ يقبل أل التعريف والتنوين دون غيره،

وحرفٌ لا يحمل معناه معه إلَّا إذا جاء في سياق الكلمة .

وهو ينقسم إلى قسمين :

·           غير مختص : مثل : هل ، وهو الذي يدخل على الأسماء والأفعال

 نحو : هل زيد قائم  ؟   ،   وهل قام زيد.؟

2- مختص : وهو قسمان :

أ- مختص بالأسماء ، مثل  في   نحو  : زيد في الدار .

ب- مختص بالأفعال ،  مثل لم   نحو :  لم يقم زيد  .

قال بن مالك  - رحمه الله - :

 10- بالجَرِّ وَالْتَّنْوِينِ وَالنِّدَا وَأَلْ         ……           وَمُسْنَدٍ لِلاِسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ

11- بتَا فَعَلْتَ وَأَتَتْ وَيَا افْعَلِي           ……           وَنُونِ أقْبِلَنَّ فِعْلٌ يَنْجَلِي

12- سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كَهَلْ وَفي وَلَمْ     ……           فِعْلٌ مُضَارِعٌ يَلِي لَمْ كَيَشَمْ

13- وَمَاضِيَ الأفْعَالِ بِالتَّا مِزْ وَسِمْ      ……          بِالنُّونِ فِعْلَ الأمْرِ إِنْ أمْرٌ فُهِمْ

14- واَلأَمْرُ إنْ لَمْ يَكُ لِلنُّونِ مَحَلْ       ……          فِيهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوُ صَهْ وَحَيَّهَلْ

 

شكرا لتعليقك