pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


كتاب البلاغة السهلة 27 الموازنة

 

 

 14 -  الموازنة   

الموازنة نوع من أنواع البديع اللفظي يقع في النثر والنظم  وهي تساوي الفاصلتين في الوزن دون التقفية،

:   "  ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة "  نحو قوله تعالى

فلفظا «مصفوفة ومبثوثة» متساويان في الوزن لا في التقفية، لأن الأول على الفاء والثاني على الثاء، ولا عبرة لتاء التأنيث لما هو معروف في علم القوافي

وقد فصل ابن الأثير الكلام عن الموازنة بعض الشيء فقال :

 في الكلام المنقور متساوية في الوزن، وأن يكون صدر  هي أن تكون ألفاظ الفواصل

البيت الشعري وعجزه متساوي الألفاظ وزنا  وللكلام بذلك طلاوة ورونق وسببه الاعتدال، لأنه مطلوب في جميع الأشياء، وإذا كانت مقاطع الكلام معتدلة وقعت من النفس موقع الاستحسان وهذا لا مراء فيه لوضوحه

وهذا النوع من الكلام أخو السجع في المعادلة دون المماثلة، لأن في السجع اعتدالا وزيادة على الاعتدال، هي تماثل أجزاء الفواصل لورودها على حرف واحد

وأما الموازنة ففيها الاعتدال الموجود في السجع ولا تماثل في فواصلها، فيقال إذن

  كل سجع موازنة، وليس كل موازنة سجعا، وعلى هذا فالسجع أخص من الموازنة    

ومما ورد من الموازنة في القرآن الكريم قوله تعالى :

    "   وآتيناهما الكتاب المستبين، وهديناهما الصراط المستقيم"

 فالمستبين والمستقيم موازنة، لأنهما تساويا في الوزن دون التقفية

ومنها كذلك قوله تعالى :

 "واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا، كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا، ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا. فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا "

فالموازنة هنا بين «عزا وضدا» وبين «  أزا وعدا» فقد جاء كل زوج على وزن واحد، وإن اختلفت أحرف التقفية أو المقاطع التي هي فواصلها.

 وأمثال هذا في القرآن كثير بل معظم آياته جارية على هذا النهج، حتى إنه لا يكاد يخرج منه شيء من السجع والموازنة

ومن أمثلة الموازنة شعرا قول ربيعة بن ذؤابة :

إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم            بعتيبة بن الحارث بن شهاب

بأشدهم بأسا على أصحابه               وأعزهم فقدا على الأصحاب

فالبيت الثاني هو المختص بالموازنة فإن  بأسا  و  فقدا  على وزن واحد، دون التقفية

ومنها قول أبي تمام :

مها الوحش إلا أن هاتا أوانس           قنا الخط إلا أن تلك ذوابل 

فالموازنة تامة بين كل لفظة وما يقابلها في المصراعين ما عدا لفظتي «هاتا وتلك»

  والموازنة تامة بين جميع ألفاظ الشطر الأول وما يقابلها من  ألفاظ الشطر الثاني                             

 ومنها قول أبي تمام أيضا :

فأحجم لما لم يجد فيك مطمعا         وأقدم لما لم يجد عنك مهربا

ومن أمثلة الموازنة كذلك قول الشاعر  :

صفوح صبور كريم رزين        إذا ما العقول بدا طيشها

ففي الشطر الأول من البيت هنا موازنتانالأولى «صفوح صبور» والثانية «كريم رزين» وقد تساوى اللفظان في كل موازنة وزنا واختلفا تقفية

 

---------------------------------------------------------------------

        كتاب البلاغة السهلة                                                                 للأستاذ / عبدالرحمن معوض

شكرا لتعليقك