pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


كتاب النحو الحديث 27 المفعول معه

 

المَفْعُول ُمعه

أَوَلاً : تَقْرِيبُ مَفْهُومِهِ :

إذا أنشأ أحدنا سياقا نحو : مشيتُ وسورَ الحديقة

فما الذي يمكن أن نقبض عليه من معنى؟  

هل نفهم أن الذي مشى ، مشى معه سور الحديقة مثلا ؟  

المنطق ، يمنع تلك الإحالة ، فلا يعقل أن يمشي السور فضلا عن مشاركته الترويح مع الماشي   

ولكن الذي يتحدث ، يعبر عن كون مشيته كانت مع السور أي بحذاء السور ..

وعليه نرى أن السور قد انتصب لعلة كون الفعل : المشي قد فُعل بمصاحبتهِ دون تشريك أي دون أن يشارك السورُ الماشيَ في مشيته وذاك ما اصطلح عليه في النحو بـ ( المفعول معه)

 قَدْ يُصَادِفُكَ شَخْصٌ وَأَنْتَ سَائِرٌ في الطَّرِيقِ أمَامَ المدرسة وَيَسْتَوْقِفُكَ لِيَسْأَلَكَ عَنْ مَكَانٍ مُعَيَّنٍ ، مِنْ مِثْلِ : مَوْقِفِ سَيَّاراتِ القاهرة ، فَتَقُولُ لَهُ : تَسِيرُ مَعَ الشَّارِعِ هذا ، ثمَّ تَنْعَطِفُ إِلى اليَسَارِ وَتَسِيرُ مَعَ المَحَلاَتِ التجارِيَّةِ الخَمْسَةِ الأُولى ، حَيثُ تَجِدُ بَعْدَهَا مَوقِفَ تِلكَ السَّياراتِ.

وعِنْدَ تَحْقِيقِ الإِجَابَةِ ، تَجِدُ أَنَّ السَّائِلَ لِنْ يَسِيرُ والشَّارِعُ يَسِيرُ مَعَهُ ، ولا أَنَّهُ سَيَسِيرُ وَالمَحَلاَتُ التِّجارِيَّةُ تَسِيرُ مَعَهُ، وَلَكِنَّ المَقْصُودَ أنْ يُلاَزِمَ السَّائِلُ السَّيْرَ في هَذا الشَّارِعِ أَوْلاَ  ثُمَّ يُلازِمُ وَيُواصِلُ السَّيْرَ مَعَ المَحَلاَتِ التِّجَارِيَّة المُشَارُ إِلَيْهَا ، كَيْ يَصِلَ إِلى ما يُرِيدُ ، وكأَنَّ المَعْنَى في جُمْلَةِ : تَسِيرُ مَعَ هذا الشَّارِعِ ، تَسِيرُ والشَّارعِ هذا وكذلك جُمْلَةُ تَسِيرُ مَعَ المَحَلاَتِ التِّجاريَّةِ ، يُؤدى بالجُملَةِ : تَسِيرُ وَالمَحَلاَتِ التِّجَارِيَّة.

 وأَمَّا قَولًنَا : تَبَادَلَ الأَبُ الحَدِيثَ مَعَ أَبْنَائِهِ . فَالجُمْلَةُ تَدُلُّ على اشتراكِ الأَبْنَاءِ وَالأَبِ في الحَدِيثِ ، وَلَوْ قُلْنا تَبَادَلَ الأَبُ الحَدِيثُ وَأَبْنَاءهُ ، لَكَانَ المَعْنَى المَفْهُومُ في الجُمْلَتِين واحداً.

 وَعِنْدَ إِعَادَتِنا الجُمَلَ :

تَسِيرُ والشَّارِعِ هَذا.

تَسِيرُ والمَحَلاتِ التِّجارِيَّة.      

تَبَادَلَ الأَبُ الحَدِيثَ وَأَبْنَاءَهُ.

 نُلاَحِظُ أَنَّ الكَلِمَةَ التي وَقَعَتْ بَعْدَ الوَاوِ مُباشَرَةً في الجُمَلِ ، هِيَ اسمٌ مَنْصُوبُ ، مَسْبُوقٌ

 ( بِوَاوٍ )      تَعْنِي ( مَع ) وَهَذِهِ

( الوَاوُ ) تَدُلُّ عل أَنَّ مَا بَعْدَهَا قَدْ لاَزَمَ ما قَبْلَهَا وَصَاحَبَهُ زَمَنَ وُقُوعِ الحَدَثِ ( الفِعْلِ ) وَقَدْ يُشَارِكُهُ في الحَدَثِ ، مِثْلَ المِثَالِ الثَّالِثِ . أو لاَ يُشَارِكُهُ ، كَمَا فِي الجُمْلَتَيْنِ الأَوَليين.

تَعْرِيفُ المَفْعُول ُمعه:

اسم منصوب يأتى بعد واو المعية بمعنى أنه لايصح أن يشترك ما بعدها مع ما قبلها فى الحكم

وهو اسمٌ فضلة ، لاَ يَقَعُ مُبْتَدَأً وَلاَ خَبَرَاً – أَوْ مَا هُوُ في حُكمهِما ، وَيَجِيءُ بَعْدَ ( واو )بِمَعْنَى

 ( مَع ) مَسْبُوقَةٍ بِجُمْلَةٍ فِيها فِعْلٌ ، أَوْ ما يُشْبِهُ الفِعْلَ ، وَتَدُلُّ ( الواو ) على اقْتِرَانِ الاسْمِ الذي بَعْدَهَا باسْمٍ آخَرَ قَبْلَهَا في زَمَنِ حُصولِ الفِعْلِ – الحَدَثِ – مَعَ مُشَارَكَةِ الثَّانِي لِلأَوْلِ في الحَدَثِ ، أَو عَدَمِ مُشَارَكَتِهِ .

 ثانياً : شروط نصب المفعول معه :

يُشْتَرَطُ في نَصْبِ ما بعدِ الواوِ على أنهُ مفعولٌ مَعَهُ ، ثلاثةُ شروطٍ :

1- أن يكونَ فَضْلَةً – ليسً رُكناً أساسياً في الكلامِ ، مثلِ المبتدأِ والخبرِ ، والفاعلِ والمفعولِ به ، بل يجوزُ أن تتكون الجملة وتُفْهَمُ دونَ ذِكْرِهِ –

أما عندما يكونُ الاسمُ الواقعُ بعد الواوِ ، ركناً أساسياً من الجملةِ ، مثل : اشتركَ ابراهيمُ وماجدٌ ، فلا يجوز نَصْبُهُ على المعيّةِ ، بل يكونُ معطوفاً على ما قَبْلَهُ ، فتكونُ الواوُ حرفَ عطفٍ . وذلك لأنّ إبراهيمَ ، فاعل وهو رُكْنٌ أساسيٌّ في الكلامِ ، لا تَصِحُّ الجملةُ بغيرِهِ . وما عُطِفَ عليه – ماجد – يُعامَلُ مُعامَلَتَهُ ، لذا أفادت الواو معنى العطفِ،  ولم تُفِدْ معنى المعيةِ .

 2- أن يكونَ ما بعد الواوِ جُمْلَةً ، وليسَ مفرداً – غيرَ جملةٍ – فإن كانَ ما بعدها غيرُ جملةٍ ، مثل : كلُّ جنديٍّ وسلاحُهُ . يكونُ معطوفاً على ما قَبْلَهُ كل : وهي مبتدأ ويكونُ الخبرُ محذوفاً وجوباً بعد الواو التي تعني العطفَ والاقترانَ ، كما هو واردٌ في بابِ المبتدأِ والخبرِ . حيثُ التقديرُ كلُّ جنديٍّ وسلاحُهُ مُقْتَرِنان .

 3- أن تكونَ الواوُ التي تَسْبِقُ المفعولَ مَعَهُ ، تعني (مع) .

فإن كانت الواوُ دالةً على العطفِ ، لعدمِ صِحّةِ المعيةِ ، في مثل قولنا : جاءَ عمادٌ وسليمٌ قبلَه أو بَعْدَهُ ، لم يكن ما بعدها مفعولاً معَهُ ، لأنَّ الواوَ في الجملةِ لا تعني (مع) . والدليلُ على ذلك أننا لو قلنا : جاءَ عمادٌ مع سليمٍ قَبْلَهُ أو بعدَهُ ، لكان المعنى فاسداً .

 وكذلك الأمرُ ، إن كانت الواو دالةً على الحالِ ، فلا يجوزُ أن يكونَ ما بعدها مفعولاً مَعَهُ . مثل قوله تعالى "أو كالذي مَرّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشِهَا" ومثل قولِنا : نَزَلَ الشّتاءُ والشّمْسُ طَالِعَةٌ .

 ثالثاً : أَحْكَامه :

1- النَّصْبُ ، وَنَاصِبُه إما أن يَكون الفِعْلُ كما في الأمْثَلِةِ السَّابِقَةِ ومِثْل : سارَ الرَّجُلُ وَالنَّهْرَ.

وَأَمَا ما يُشْبِهُ الفِعْلَ كاسمِ الفاعلِ  ... مِثْل: الظِلُّ مائلٌ والشَجَرَ .

وكاسمِ المَفْعُولِ ، مِثْلَ : الحَدِيقَةُ مَخْدومةٌ وشَجَرهَا .

وكالمصدر ، مثل : يَسُرني حُضُورُكَ والأُسرَةَ.

وكاسم الفعل ، مثل : رُوَيْدَكَ وَالسَّائِلَ = أَمْهِلْ نَفْسَكَ مَعَ السَّائِل.

وقد وَرَدَت ترَاكيب مسموعَةٌ من العَرَبِ ، وَرَدَ فيها المَفْعَولُ لأجْلِهِ غَيْرَ مُسْبُوقٍ بِفِعْلٍ أو بِشِبْهِ فِعْلٍ ، بَعْدَ ( ما ) و

(كيف) الاستفهاميتين . مثل : ما أَنتَ والبَحْرَ ؟  و كَيْفَ أَنْتَ والبَرْدَ ؟

 2- لا يجوزُ أن يتقدمَ المفعولُ مَعَهُ على عامِلِهِ – الفعلِ وما يُشْبِهُهُ ، ولا على مُصَاحِبِهِ – فلا يُقَالُ : والنَّهْرَ سَارَ الرَّجُلُ ، كما لا يُقالُ : سارَ النَّهرُ والرَّجُلُ.

 3- لايجوزُ أن يُفْصَلَ بينهُ وبين ( الواو ) التي تعني ( مع ) أيُّ فاصِلٍ.

4- إذا جاءَ بَعْدَهُ تابِعٌ ، أو ضَمِيرٌ أو ما يحتاجُ إلى المطابقةِ ، وجَبَ أن يُراعَى عِنْدَ المطابَقَةِ الاسمُ قَبْلَ الواوِ وَحْدَهُ . مثل : كُنتُ أَنَا وَشَرِيكي كالأَخِ ، ولا يَصِحُّ أن يُقالَ : كالأخوين.

مثال / جاءَ الأميرُ والجيشَ ـ استوى الماءُ والخشبةَ

فما بعد هذه الواو مفعول معه

معنى واو المعية : فهو لدلالتها على وقوع شيء مع وجود شيء آخر فـ (واو المعية ) بمعنى     ( مع ) نعرف واو المعية إذا صح وضع ( مع ) مكان ( الواو )

مثال / مشيتُ وسورَ الحديقةِ : كأننا نقول مشيتُ مع سور الحديقة

رجعتُ والمساءَ : كأننا نقول رجعتُ مع المساء

فلو قلنا في هذا السياق( أكل الولدُ وأبوهُ ) / ( أكل الولدُ و أباهُ )

المثال الأول ( أكل الولدُ وأبوهُ ) ( الواو عاطفة ) أي أكل الولد وأبوه : أكل مثله

أما المثال الثاني ( أكل الولدُ و أباهُ ) الواو هنا للمشاركة والمصاحبة أي إنه مصاحب للأكل معه وشاركه أيضا

فهنا تأتي الواو على أنها مفعول معه ( فالسياق هو الذي يفرق )

مثال / وصل اللاعبُ وسورَ الحديقةِ

وصل / فعل ماض مبني على الفتح ، اللاعبُ/ فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة

الواو/ واوالمعية حرف مبني على الفتح لامحل له من الإعراب ، سورَ/ مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة

السؤال/ هل كل اسم يأتي بعد واو المعية يكون مفعولا معه ؟

الجواب: لا ، لماذا ؟ ننظر للمثال : اختصم زيدٌ وعمرو

هل يحمل عمرو كونه مفعول معه ؟ الجواب لا .. فما السبب ولماذا؟

الواو / واو العطف تفيد المشاركة أي زيد وعمرو اختصما فهما قد اشتركا في الاختصام

فهنا عمرو لا يصح نصبه على كونه مفعولا معه لعلل :

العلة الأولى أن الفعل اختصم يقع من متعدد

فلا يمكن نقول : اختصم عمرو ، ونسكت فلابد أن نتم المعنى لأن السياق ناقص

فهنا الواو واو عطف تقتضي التشريك بين اثنين بين المختصمين

الأفعال : اختصما / تشاجرا / اشتركا/ يقتضي التشريك في الفعل ولا يقع من شخص واحد ، فهذه الأفعال فعل متعدد

سؤال / لو أن السياق يحتمل المشاركة والمصاحبة ، فهل يأتي ما بعد الواو مفعول معه ؟

الجواب / إذا احتمل السياق معنى التشريك والمصاحبة فيصح أن نقول :

طلع القمرُ والنجمُ / طلع القمرُ والنجمَ

هل ممكن القمر يطلع معه نجم ؟ ممكن يعني المصاحبة والمشاركة وينصب على أنه مفعول معه

فنقول / طلع القمرُ والنجمَ

وقد يطلع بحذاء القمر نجم ما فهنا الواو عاطفة ، فتعطف عليه إذا كان مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا

فنقول/ طلع القمرُ والنجمُ

ماذا نقول في إعراب النجم؟

النجمُ / اسم معطوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، النجمَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة

ما الذي جعلنا نقول بالجواز ؟

لأن السياق يحتمل الأمرين فيجوز في الحالتين أن نرفع على العطف أو ننصب على المفعول معه

مثال/ المعلمُ واقفٌ و السبورةَ

( السبورة ) وقعت مفعول معه ولا فعل أوقع النصب عليه أو عمل فيه العمل لأن المفعول معه منصوب بعامل وهو الفعل وهذا الكثير الغالب

الإعراب

المعلمُ / مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، واقف / خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب

السبورةَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة

مثال/ الجنودُ مصفوفون والقائدَ

كيف نعرب ؟

الجنودُ / مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، مصفوفون/ خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم

الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، القائدَ/ مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة

الذي نصب القائدَ : مصفوفون اسم المفعول جاء بمعنى الفعل4

مثال/ احرص على مذاكرتك والمكتبَ

احرص/ فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره انت ،

 على/ حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب

مذاكرتك / اسم مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف / ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه

الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب

، المكتبَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة

مثال/ حيَّ على الأذانِ والصلاةَ

حيَّ / اسم فعل أمر مبني على الفتح ،

على / حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ،

 الأذانِ / اسم مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة /

الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب / ، الصلاةَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة

هناك تراكيب مسموعة عن العرب ورد فيها نصب ما بعد الواو

مثل / كيف أنت والبردَ ـ ما أنت والبحرَ ـ كيف أنت وقصعةً من ثريد

ننظر ما قبل الواو إذا كان الضمير منفصلا فيكون بعد الواو / أنت بالخيار الرفع أو النصب في   ( البرد / البحر / قصعة)

رابعاً : حالاتُ الاسم الواقعِ بعد الواو .

للاسمِ الواقعِ بعد الواوِ أربعُ حالاتٍ :

جوازُ عَطْفِهِ على الاسمِ السابقِ ، أو نَصْبِهِ على أنهُ مفعولٌ معه . والعطفُ أفضلُ

  مثل : ساهَمَ الوالدُ والابنُ في العملِ التطوعيِّ . حيثُ يجوزُ في كلمةِ الابنِ الرفعُ بالعطفِ على الفاعلِ ، أو النصبُ على أنها مفعولٌ معه ، والعطفُ أحسنُ لأنّهُ أقوى في الدلالةِ على المشاركةِ .

 2- جواز النَّصْبِ على المعيةِ ، مع جوازِ العَطْفِ على ضَعْفٍ ، وذلك في حالتين :

الأولى : إذا تَرَتّبَ على العطفِ ضعفٌ في التركيب . كأن يُعطَفُ على الضميرِ المتصلِ المرفوعِ الظاهرِ أو المستَتِرِ ، من غَيرِ فصل بَيْنَهُ وبينَ الواوِ بالضميرِ المنفصلِ ، أو أيِّ فاصلٍ آخَرَ .

 مثل : جِئْتُ وخالدٌ ، واذهبْ وسليمٌ . فالعطفُ في هاتين الجملتين ضعيفٌ ، لأنّ العطفَ فيهما ، يقتضي أولاً : توكيدَ الضميرِ المتصلِ فيهما بضميرِ رَفعْ مُنْفَصِلٍ قَبْلَ العطفِ . مثل : جِئْتُ أنا وخالدٌ ، واذهب أنت وسليمٌ . لذا جازَ العطفُ فيهما ، ولو على ضَعْفٍ . وجازَ اعتبارُ الاسمين الواقعين بعد الواو فيهما مفعولاً معهما . جئتُ وخالداً ، واذهبْ وسليماً .

 الثانية : أن تكونَ المعيَّةُ هي المقصودةَ في الجملةِ الواردةِ فيها الواو ، فتضيعُ عندما تُعْتَبَرُ هذه الواوُ عاطفةً ، في مثلِ قولِنا : لا تَرْضَ بالسلامةِ والذُّلَ ، إذ المقصودُ في الجملةِ ليس النهيَّ عن الأمرين : السلامةِ والذُّلِ كلٍ على انفرادٍ ، بل التركيزُ مُنْصبٌ على النهيِّ عن اجتماعِهِما معاً – المعية – لذا كان اعتبارُ ما بعد الواو في الجملةِ مفعولاً مَعَهُ ، ومع ذلك فالعطفُ مقبولٌ على ضعفٍ شديدٍ في الجملةِ .

 

 3- وجوبُ العطفِ ، وامتناعُ المعِيَّةِ :

وهذا الأمرُ يُقرِّرهُ أمران الأول : المعنى المستفادُ من الفعلِ الوارد في الجملةِ ، فإنْ كانَ هذا الفِعْلُ يستلزمُ تَعَدُّدَ الأشخاصِ التي تشتركُ في معناه كانت الواو الواردة في الجملة دالة على العطف ، ففي قولنا : تشاركَ التاجرُ والصانعُ ، وتعاونَ البائعُ والشاري ، فالفعلان "تشاركَ وتَعاونَ" يقتضيان اشتراكَ أكثرَ من اثنين في معنى كلٍ منهما، وهذا يتحققُ بالعطفِ لا بالمعية .

والأمْر الثاني الذي يُقرِّرُ أنّ الواوَ للعطفِ أو للمعيةِ ، هو استقامةُ وصِحةُ المعنى الوارد في الجملةِ ، ففي مثل قولِنا: أَشْرَقَ القمرُ وسُهيلٌ – اسم نجم – قبلَهُ ، لا يَصِحُّ أنْ تكونَ الواو في الجملةِ بمعنى (مع) . حيث لا يُفهمُ كيفَ يُشرقُ القمرُ مَعَ سُهيلٍ قَبْلَهُ ! لذا تعيّنَ أن تكونَ الواو للعطفِ ، لا للمعيةِ .

 4- امتناعُ العطفِ ووجوبُ النّصْبِ :

بمعنى أنه لا يجوزُ العطفُ ، إذا تَرَتَّبَ على العطفِ فسادٌ في المعنى ، مثل :

سافَرَ الرجلُ والليلُ . ومثل مشى المسافرُ والصحراءُ . حيثُ يكون ما بعد الواو مفعولاً معه ، ولا يجوز أن يكونَ معطوفاً على ما قَبْلَهُ لِعَدَمِ استقامةِ المعنى ، وكونِهِ أمراً معقولاً . لذا نقول سافر الرجلُ والليلَ ، ومشى المسافرُ والصحراءَ .

أمثلة معربة

 تَسِيْرُ وَالشَّارِع هَذا.

تَسِيْرُ    : فِعل مُضارِع مَرفوع علامته الضمة ، وفاعله مستتر فيه.

واو   : حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

الشَّارِعُ : مفعول معه منصوب ، علامته الفتحة.

هذا  : اسم إشارة ، مبني في محل نصب بدل من منصوب.

يَتَبَادَلُ الأَبُ الحديثَ وأبناءَهِ.

يتبادلُ   : فعل مضارع مرفوع.

الأَبُ  : فاعل مرفوع ، وعلامته الضمة.

الحديثَ  : مفعول به منصوب.

و او  : حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أبناء    : مفعول معه منصوب علامته الفتحة ، وهو مضاف.

الهاء    :  ضمير مبنى في محل جر بالإضافة.

رُوَيْدَكَ وَالسَّائِلَ.

رُوَيْدَ   : اسم فعل أمر مبني على الفتح.

الكاف      : ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

واو      : حرف مبني على الفتح.

السَّائِلَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة. 

يسرُنِّي حضورُكَ والأُسْرَةَ.

يسرُ    : فعل مضارع مرفوع.

الياء      : في محل نصب مفعول به.

حضورُ : فاعل مرفوع وهو مضاف.

الكَاف      : ضمير مبنى في محل جر بالإضافة.

الأسرةَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة.

ما أَنتَ والبَحْر ؟

ما    : اسم استفهام ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

أنتَ   : ضَمير مبني على الفتح ، في محل رفع خبر.

واو     : حرف بمعنى ( مع ) مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

البحرَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة.                

 كَيْفَ أَنْتَ والبَرْدَ ؟

كيفَ  : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم.

أنتَ  : ضمير مبني في محل رفع مبتدا.

واو    : حرف مبني على الفتح.

البردَ : مفعول معه منصوب ، علامته الفتحة.

كُنتُ أَنَا وَشَرِيكي كالأَخِ

كنْ   : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم ، التي هي في محل رفع اسم كان.

أنا    : ضمير مبني على السكون في محل رفع توكيد للضمير ( تُ ).

واو     : حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

شريك : مفعول معه ، أو اسم معطوف على ( أنا ).

كالأخ : جار ومجرور متعلقان – ( كنت ). 

عادَ المُسافرُ واليلَ.

عادَ     : فعل ماضٍ مبني على الفتح.

المسافرُ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

واو        : حرف عطف مبني على الفتح.

الليلَ     : مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة .

بالغَ الرَّجُلُ وابنَهُ.

بالغَ    : فعل ماضٍ مبني على الفتح.

الرَّجلُ  : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

واو    : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

ابنُ  : اسم معطوف على مرفوع – وهو مضاف.

ابنُ  : مفعول معهٌ منصوب علامته الفتحة.

حضرْتُ والصَّدِيقَ.

حضَرْتُ  : فعل ماض مبنى على السكون و والتاء ضمير مبنى فى محل رفع فاعل.

واو    : حرف عطف مبني على الفتح. الصديقَ : مفعول معه منصوب.بالفتحة الظاهرة

جاءَ ماجِدٌ وحسامٌ قَبْلَهُ أو بَعْدَهُ .

جاءَ    : فعل ماض مبني على الفتح.

ماجدُ   : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

واو   : حرف عطف مبني على الفتح . لا محل له من الإعراب

حسامٌ  : اسم معطوف على مرفوع . أو فاعل مرفوع لفعل محذوف تقديره جاء.

قبلَ    : ظرف زمان منصوب ، وهو مضاف.

الهاء      : في محل جر بالإضافة. والجملة جاء حسام معطوفة على جملة جاء ماجد الابتدائية.

نَزَلَ الشِّتَاءُ والشَّمْسُ طالِعَةٌ .

نزلَ     : فعل ماض مبني على الفتح.

الشتاءُ  : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

واو       : حرف مبني على الفتح دال على الحال.

الشمسُ : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .

طالعةٌ   : خبر مرفوع. والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال.                

تَسِيْرُ وَالشَّارِع هَذا.

تَسِيْرُ : فِعل مُضارِع مَرفوع علامته الضمة ، وفاعله مستتر فيه.

واو : حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

الشَّارِعُ : مفعول معه منصوب ، علامته الفتحة.

هذا : اسم إشارة ، مبني في محل نصب بدل من منصوب.

تَسِيرُ وَالمَحَلاتِ التِّجَارِيَّة.

تسيرُ : فعل وفاعل.و : حرف مبني على الفتح.

المحلات : مفعول معه منصوب وعلامته الكسرة ، جمع مؤنث سالم.

التجاريةَ : نعت منصوب علامته الفتحة.

رُوَيْدَكَ وَالسَّائِلَ.

رُوَيْدَ : اسم فعل أمر مبني على الفتح.كَ : ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

واو : حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

السَّائِلَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة.

يسرُنِّي حضورُكَ والأُسْرَةَ.

يسرُ : فعل مضارع مرفوع بالضمة .

الياء : ضمير مبنى في محل نصب مفعول به.

حضورُ : فاعل مرفوع وهو مضاف. كَ : في محل جر بالإضافة.

الأسرةَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة.

ما أَنتَ والبَحْر ؟

ما : اسم استفهام ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

أنتَ : ضَمير مبني على الفتح ، في محل رفع خبر.

و او : حرف بمعنى ( مع ) مبني على الفتح. البحرَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة

شكرا لتعليقك