pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


كتاب النحو الحديث 68التنازع تعريفه وأحكامه

 

التنازع  تعريفه وأحكامه

التنازع هو أن يتقدم عاملان ويتأخر عنهما معمول مطلوب لكل منهما من حيث المعنى

ومن ذلك قولنا: (جاءَ وجلسَ زيدٌ)،  (زارني وأكرَمْتُ سعدٌ ))

ويسمى العاملان المتقدمان (المُتَنَازِعَينِ)، والمعمول المتأخر (المُتَنَازَعُ عليه ))

ففي قولنا: (جاء وجلس زيد) المتنازِعَان هما الفعلان (جاء وجلس)، والمتنازَع عليه هو (زيد)، وقد تنازع العاملان فاعلاً

وفي قولنا: (زارني وأكرمت سعد) المتنازِعَان هما الفعلان (زارني وأكرمت)، والمتنازع عليه هو (سعد)، وقد طلب الفعل الأول فاعلاً، وطلب الفعل الثاني مفعولاً به

العاملان في التنازع

قد يكون العاملان :

 فعلين متصرفين  )، كقوله تعالى : {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيهِ قِطْراً}،   ) 1-

 2-  أو اسمين يعملان عمل الفعل، كقول الشاعر

عُهِدْتَ مُغِيثاً مُغْنِياً مَنْ أَجَرْتَهُ    *   فَلَمْ أَتَّخِذْ إِلَّا فِنَاءَكَ مَوئِلَا

فالمتنازِعان (مغيثاً ومغنياً) وكل منهما اسم فاعل يعمل عمل فعله، وقد تنازعا المفعول به

( مَنْ   )

  3- أو فعلاً واسماً يعمل عمله، كقوله تعالى: {هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَه}،     فكلمة (هاؤم) اسم فعل أمر بمعنى خذوا

-يتبين من التعريف السابق أن التنازع لا يكون بين فعلين جامدين؛ لأن شرطهما التصرف، ولا بين حرفين، ولا بين جامد وغيره أو بين حرف وغيره

 ولا يقع التنازع في معمول متقدم أو متوسط بين العاملين؛ لأن العامل الأول يكون قد استوفى معموله قبل مجيء الثاني فلا يقع التنازع، نحو: (أيَّ الطلاب كافأتَ وأكرمتَ؟)،

ونحو: (زرتُ الفائزَ وهنأتُ ))

ففي المثال الأول: (أي) اسم استفهام منصوب على أنه مفعول به للفعل (كافأت)، وفي المثال الثاني (الفائز) مفعول به للفعل (زرت)، وليس في المثالين تنازع

آراء العلماء في التنازع

 إذا تنازع عاملان جاز إعمال أيهما شئت باتفاق النحاة، ورجح الكوفيون إعمال الأول لسبقه، ورجح البصريون إعمال الثاني لقربه من المفعول به، وقيل: هما سواء

ولم يضطرب النحاة في باب اضطرابهم في باب التنازع، ولم تختلف أراؤهم في موضوع اختلافَ آرائهم فيه، ويمكن أن نستخلص من آرائهم ما يلي

أ – إذا وقع التنازع جاز إعمال أي من العاملين دون ترجيح 

ب )– إن أعملنا الأول في المعمول أعملنا الثاني في ضميره، نحو: (وصل وجلسا أخواك ))

(ج )– إن أعملنا الثاني أعملنا الأول في ضميره المرفوع، نحو: (جَفَونِي ولم أَجْفُ الأخلَّاءَ)، ونحذفه إن وقع في موضع نصب، نحو: (أكرمتُ وزارَني الأصحابُ  )

وثمة قضايا كثيرة يفترضها النحاة ويصطنعون لها أمثلة ويبنون عليها قواعد، غير أنها لا تَرِدُ في الاستعمال إلا نادراً، ولذا ضربنا عنها صفحاً 

   أعرب ما يأتي

أ -  ﴿ آتوني أفرغ عليه قطرا      

‌(أ) آتوني : فعل أمر مبني على حذف النون إسناده إلى واو الجماعة، لا محل له من الإعراب،

 واو الجماعة  :  ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل،

 والنون للوقاية : حرف مبني لا محل له من الإعراب،

والياء  : ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول أول، ومفعوله الثاني محذوف، يدل عليه (قطرًا) الآتي

أفرغْ : فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الطلب، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا

عليه : على حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والهاء ضمير مبني على الكسر في محل جر بعلى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أفرغ

قطرًا : مفعول به لـ(أفرغ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة

ب) ﴿كان يقول سفيهُنا على الله شططا﴾     

‌ب) سفيهنا : سفيه يجوز أن يكون فاعلًا لـ(يقول)، والجملة في محل نصب خبر كان واسمها ضمير الشأن المحذوف،

 ويجوز أن يكون اسم كان مؤخرًا وخبرها جملة يقول من الفعل والفاعل المستتر، وهو على الوجهين مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف ونا ضمير مبني على السكون في محل جر مضافا إليه

ج) ﴿يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة﴾   

‌ج) في الكلالة : في حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، الكلالة اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور، متعلقان بالفعل (يفتي)،

 ولا يجوز أن يتعلقا بيستفتونك، وإلا لقيل: قل الله يفتيكم فيها في الكلالة

د) عُهِدْتَ مُغيثًا مُغْنِيًا مَنْ أجرتَه.

‌د) مَنْ : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل (مغنيًا)،

 وهذا من إعمال الثاني عند التنازع، ومعمول الأول وهو (مُغيثًا) ضمير محذوف،

 وأجرتَه: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك،

وتاء الفاعل : ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل،

 والهاء : ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب

شكرا لتعليقك