pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


كتاب النحو الحديث 67 الابدال فى اللغة العربية

 

- مفهوم الإبدال

أ-  مفهوم الإبدال

1-   لغة

الإبدال في اللغة التغيير، فأبدل الشيء بالشيء، غيّره به، وجعله مكانه.

2-     اصطلاحاً

الإبدال في الكلمة العربية هو إقامة بعض حروفها مقام بعض، كما أشار إليه ابن فارس، إذ يقول: " من سنن العرب إبدال الحروف، وإقامة بعضها مقام بعض: مدحه ومدهه، وفرس رفلّ ورفنّ، وهو كثير مشهور قد ألف فيه العلماء".

الإبدال تغيير حرف بحرف فيزال المبدل منه ويوضع المبدل مكانه، وهو إما سماعي مرجعه متون اللغة فلا علاقة له ببحثنا، وإِما قياسي. والأحراف التي يقاس وضعها غيرها عشرة

جمعت في هاتين الكلمتين (هدأَت موطياً)، منها ثلاثة حروف علة سمعوا إبدالها إعلالاً ولها بحث خاص سبق وإليك بعض كلام على الباقي:

** هو جعل حرف مكان حرف آخر لتسهيل النطق  

ويختص بإبدال الأحرف الصحيحة من بعضها البعض ، أو بإبدالها من أحرف العلة . ولا يقع الإبدال إلا في أحرف معلومة ، حصرها الصرفيون في تسعة أحرف وجمعوها في قولهم " هدأت موطيا " . وهي على النحو التالي

ولا شك أن الإبدال يشبه الإعلال من حيث إنّ كل منهما يعني قلب حرف إلى حرف آخر أي تغيير حرف يجعل آخر مكانه، إلا أنّ الإعلال يخصّ أحرف العلّة فقط، كما سبقت الإشارة إليه، أمّا الإبدال فيحصل في الحروف الصحيحة، وفي أحرف العلّة أيضاً، فيبدل حرف علّة بحرف صحيح.

وعليه يمكن القول إن الإبدال أعمّ من الإعلال، إذ إن الإعلال يقتصر على أحرف العلّة فقط، أمّا الإبدال فيخص الحروف الصحيحة كما يمكن أن يكون في أحرف العلّة، وعموماً نقول: كلّ إبدال إعلال وليس كلّ إعلال إبدالاً.

الألف

الاسم المنون المنصوب تقلب نون تنوينه أَلفاً حين الوقف فنقول في (اشتريت قلماً من أَخيك): (اشتريت قلماً) إِذا وقفت على كلمة (قلم).

الهمزة

إذا تطرفت الواو أو الياءُ بعد ألف ساكنة قلبت همزة مثل: (سماء وقضاء) والأصل (سماوٌ من سموت) و(قضايٌ من قضيت).

وكذلك الأَلف إذا تطرفت بعد أَلف قلبت همزة مثل صحراء وخضراء.

وكذلك ألف صيغة (فاعل) من الأجوف مثل قائل وبائع (أصلهما قاوَل وبايِع). وحرف العلة الزائد ثالثاً في المفرد الصحيح مثل (سحابة وصحيفة وعجوز) يقلب همزة عند تكسيره

على (فعائل): سحائب وصحائف وعجائز.

إذا أردنا جمع مثل (الواقية والواصلة) جمع تكسير مثل (شواعر) اجتمع في أوله واوان: (الوواقي، والوواصل) فوجب إبدال أُولاهما همزة فنقول (الأَواقي والأَواصل) وكذلك في

التصغير نقول (أُو يْصل) بدلاً من (وُوَيْصل)، وكل كلمة اجتمع في أَولها واوان ثانيتهما أصلية وجب قلب أُولاهما همزة.

التاء

تقلب فاءُ المثال تاء في وزن (افتعل) مثل (اتَّصل واتَّقى واتَّسر) الأَصل (اوْتصل واوْتقى وايْتسر) من الوصل والوقاية واليسر.

الدال

إذا وقعت تاءُ (افتعل) بعد دالٍ أَو ذالٍ أَو زاي تقلب دالاً مثل (ادّان من الديْن) و(اذكرانتقل إلى الحاشية من الذكر) و(ازدهر من الزهر) والأَصل (اتْدان، اتْذكر، ازتهر).

الطاء

إذا وقعت تاءُ (افتعل) بعد صادٍ أَو ضادٍ أَو طاءٍ أَو ظاءٍ قلبت طاءً لصعوبة الانتقال من حرف شديد إلى حرف خفيف مثل (اصطبر من الصبر) (واضطرب من الضرب) و(اطَّرد من

الطرد) و(اظطلم انتقل إلى الحاشية من الظلم). والأَصل: (اصتبر، اضترب، اطْترد، اظْتلم).

ملاحظة

إذا كانت فاء الكلمة تاءً أو دالاً أو ذالاً أو زاياً أو صاداً أو ضاداً أو طاءً أو ظاءً في وزن (تفعَّل) أو تفاعل أو (تفعلل) جاز في ذلك اتباع القاعدة العامة فنقول مثلاً (تثاقل وتذاكر، وتزيّن وتضرّع وتطرّب وتدحرج) وجاز إدغام التاء في الحرف الذي بعدها وجلب ألف الوصل حتى لا يبدأ بساكن فنقول: (اثّاقل، واذّاكر، وازّيّن، واضّرع، واطّرب، وادّحرج).

الميم

إذا وقعت النون الساكنة (والتنوين نون ساكنة) قبل باء تقلب ميماً في اللفظ وتبقى على حالها خطاً مثل (منْ بغى على أَخيه فقد أَخطأَ خطأً بيناً) تلفظ: (مُـمْبغى) و(خطأَمْ بينا).

الهاء

تاءُ التأْنيث في الأَسماء المفردة يوقف عليها هاء فنقول: (هذه فتاةٌ) و(هي فاضلةٌ) فتلفظ الكلمة الأُولى (فتاه) والثانية (فاضله).

ب- أحكام الإبدال (ضوابطه) ومواضعه

1-   تبدل تاء افتعل طاءً إذا كانت فاؤه حرفاً مطبقاً أو بالأحرى إذا سبقت بأحد حروف الإطباق الأربعة، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء، وأمثلة ذلك عديدة، منها: قولنا: أصطبر      (من الصبر) في اصتبر، واضطرب (من الضرب) في اضترب، واطّرد من الطّرد في اطترد، وقد يبدو لبعضهم أن في اطّرد إدعاماً فيظنّ أن الطاء مضاعفة أي اضطرد، والحاص أنّ هناك إبدالاً، وقد أبدلت العرب هذا الحرف أي التاء طاء بعد الحروف المذكورة آنفاً لأنه مخفت ومستقل وما قبله-ممّا ذكر- مطبق ومستقل، وقد يطرح هنا التساؤل:  الطاء: أو لم تقلب التاء طاءً وليس حرفاً آخر؟ والجواب هنا يسير: وهو أن الطاء أقرب الحروف من التاء ومن الأحرف الأربعة المذكورة، فهي أخت التاء في المخرج أي موضع النطق، وأخت هذه الأحرف في الصفة أي الإطباق والاستعلاء.

2-   تبدل فاء "افتعل" تاء إذا كانت واوا أو ياء ثم تدغم في التاء بعدها أي تاء "افتعل" نحو: اتّصل في اوتصل، واتّسر في أوتسر، ويشترط في ذلك أن لا تكون الياء بدلاً من الهمزة.

3-   تبدل الواو والياء همزة إذا تطرّفتا بعد ألف زائدة، مثل: دعاء وبناء، والأصل: دعاوُ وبناي، وكذلك إذا وقع كل منهما عين اسم فاعل معلّة في فعله، مثل: قائل وبائع والأصل قاول وبايع من قال وباع. والأصل قول وبيع، يقول ابن مالك

أحرف الإبدال" هدأت موطياً"         فأبدل الهمزة من واو ويا

آخراً إثر ألف زيد، وفي               فاعل ما أعل عينا ذا اقتفي

4-   يبدل حرف المدّ الزائد همزة إذا كان ثالثاً في اسم صحيح الآخر مبنى على وزن فعائل، نحو: رسالة ورسائل، وعجوز وعجائز، ووديعة وودائع.

5-   تبدل فاء "افتعل" تاء إذا كانت فاؤه ثاء أيضاً ثم تدغم في أختها، مثل:

اثّأر، والأصل: اثتأر، وإذا كانت فاؤه دالاً أو ذالاً أو زاياً، أبدلت تاؤه دالاً.

نحو: ادّعى وازدهى والأصل: ادتعى وازتهى، وما كانت فاؤه ثاء أو ذالاً أو دالاً أو زاياً أو صاداً أو ضاداً أو طاءً أو ظاءاً مما جاء على وزن تفاعل أو تفعّل أو تفعلل جاز فيه إبدال التاء حرفاً من جنس ما بعدها، وإدغامها فيه، نحو:اثّاقل، واّثرَ واذّكرَ، وازيّن، واصّبّر، واضّرّعَ، واطّرّب، واظّلمّم والأصل: تثاقل، وتدُر وتذكرّ، وتزين، وتصبّر، وتصرّع، وتطرّب، وتظلّم.

  ـ إبدال الواو والياء تاء   1

إذا وقعت الواو أو الياء فاء لفعل على وزن " افتعل " ومشتقاته ، بشرط ألا يكون أصلهما همزة ، أبدلت تاء ثم أدغمت في تاء الافتعال  

مثل : وقد ، ووصف تقول : اتّقد ، اتّصف  

والأصل : اوتقد ، اوتصف  
والفعل المضارع نقول : يتقد ، ويتصف ، والأمر : اتقد واتصف  

ومشتقاته كاسم الفاعل : مُتَّقِد ، ومُتَّصِف ، والأصل : مُوتقد ، مُوتصِف  

واسم المفعول : مُتّقَد ، ومُتَّصَف ، والأصل : مُوتقَد ومُوتصَف  
والمصدر : اتقاد واتصاف ، والأصل : أو تقاد ، أو تصاف  

ومثال الفعل اليائي : يسر ، تقول : اتسر ، والأصل : ايتسر  

وقس بقية المشتقات كما في الفعل السابق  

   
2ـ إبدال تاء الافتعال دالاً  

إذا وقعت فاء الفعل الثلاثي دالاً أو ذالاً أو زاياً أبدلت تاء " افتعل " دالاً  

مثل : دثر ، ودحر تقول : ادّثر ، ادّحر  

والأصل : ادْتَثر ، ادْتَحر . فتقلب الثاء دالاً ، ثم يدغم المثلين  

ومثال الذال : ذكر تقول : اذّكر  

والأصل : اذتكر . فتقلب التاء دالاً فتصير : اذدكر  

ويجوز في مثل " اذدكر " أن تقلب الذال دالاً أو تقلب الدال ذالاً ، فتقول : ادّكر أو اذّكر  

ومثال الزاي : زجر ، تقول : ازدجر ، والأصل : ازتجر    
وما ينطبق على الماضي ينطبق على المضارع والأمر والمشتق كالمصدر واسم الفاعل والمفعول  

   
 قلب تاء الافتعال طاء    

إذ وقعت فاء الفعل الثلاثي حرفاً من حروف الأطباق وهي  

" الصاد ، الضاد ، الطاء ، الظاء " أبدلت تاء " افتعل " طاء  

مثل : ضرب ، تقول : اضطرب ، والأصل : اضترب  

طرد ، تقول : اطّرد ، والأصل : اطترد ، اططرد  

صلح ، تقول : اصطلح ، والأصل : اصتلح  

طلع ، تقول : اطّلع ، والأصل : اطتلع ، اططلع  

وما ينطبق على الماضي ينطبق على المضارع والأمر والمصدر والمشتقات فتقول : يضطرب ، اضطرب ، اضطراب ، مُضطرب ، ضطرب  

  ـ
إذا وقعت النون الساكنة قبل الميم أو الباء أبدلت ميماً 4

مثل : امّحى والأصل : انمحى  

امبعث والأصل : انبعث  

   5
ـ ما كان من الأفعال على وزن تفاعل أو تفعل أو تفعلل ، وكانت فاؤه ثاءً أو دالاً أو زاياً أو صاداً أو ضاداً أو طاء ، بحيث تجتمع التاء وهذه الأحرف جاز إبدال التاء حرفاً من جنس ما بعدها مع إدغام المثلين  
مثل : اثاقل ، والأصل : تثاقل . ومثل : ادَّثر ، والأصل : تدثر  

ومثل : اذكر ، والأصل : تذكر . ومثل : ازّين ، والأصل : تزين  

ومثل : اصّبر ، والأصل : تصبّر . ومثل : اضّرع ، والأصل : تضرّع  
ومثل : اطّرب ، والأصل : تطرّب . ومثل : اظّلم ، والأصل : تظلّم  

الاشتغال فى اللغة العربية

الاشتغال هو أن يتقدم اسم ويتأخر عنه عامل اشتغل بنصبه لضمير ذلك الاسم أو لمُلابس ضميره عن نصبه للاسم المتقدم نفسه، بحيث لو تفرغ له لنصبه

نحو: (الكتابَ قرأته)، و(سعداً أكرمت أخاه )

ومعنى التعريف: أن يتقدم اسم وهو (الكتابَ، وسعداً) ويتأخر عنه عامل وهو (قرأت، وأكرمت) اشتغل بنصب ضمير عائد على الاسم المتقدم وهو (الهاء في قرأته، وأخاه)، وهذا العامل اشتغل عن نصب (الكتابَ، وسعداً) فنصب الهاء، ولو تقدم هذا العامل لنصب (الكتابَ، وسعداً )

  فعل + فاعل + مفعول به ==> أكرمتُ الضيف

ولكن قد يتغير ترتيب الجملة الفعلية، ليتقدم المفعول به، ليصبح تركيب الجملة كالآتي

مفعول به + فعل + فاعل ==> الضيف أكرمت، وفي حال أضيف ضمير يعود على المفعول به، فيصبح تركيب الجملة

مفعول به + فعل + فاعل + ضمير المفعول به ==> الضيف أكرمته

وهذا ما يسمى بالاشتغال، والذي يعرف على أنه تركيب أو أسلوب يقع فيه الفعل ويتوسط ما بين الاسم وضميره، ويجوز رفع الاسم ونصبه.

ويتبين من التعريف السابق أن الاشتغال لا بد فيه من

تقدم اسم يسمى (المُشْتَغَل عنه)، وهو في المثالين السابقين (الكتاب، وسعداً  )

عامل متأخر عن الاسم، صالح للعمل في الاسم المتقدم لو لم يعمل فيما بعده، وهو في المثالين السابقين (قرأت، وأكرم)، ويسمى (المُشْتَغِل  )

ضمير واقع موقع النصب وعائد للاسم المتقدم، أو اسم منصوب متصل بضمير عائد للاسم المتقدم (الهاء في قرأته، وأخاه) ويسمى (المُشْتَغَل به )

أمثلة :

إن زيداً رأيتَهُ فسلم عليه

الأسم المتقدم : زيدا ، وأما العامل المتأخر عنه فهو رأيت، وقد أشتغل أو (أنشغل) هذا العامل بنصب الضمير الذى يعود على الأسم المتقدم، وهو  الهاء التى تعود على زيد.

هل الوطنَ يبنيه غير أبنائُه

هلا كلمةَ حقٍ تنالُ أجرها

فى هذه الحالة أشتغل العامل وهو الفعل المضارع ( تنالُ ) بنصب أسم ( أجرها ) المتصل بضمير يعود على الأسم المتقدم هو (كلمة حق)، ولو لم يكن هذا الضمير لكان الأسم المتقدم مفعول به منصوب.

إذن ماذا نقول فى الإعراب؟

فى المثال الأول: زيداً تُعرب مفعول به لفعل محذوف يُفسره المذكور {  الذى سيلى ذكره  }

رأيته : فعل وفاعل ومفعول جملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

وكذلك فى باقى الأمثلة

حكم هذا  الأسم المتقدم { زيدا }  {  الوطن  } {  كلمة حق }

لهذا الأسم المتقدم ثلاثة أحكام

واجب النصب

واجب الرفع

جائز النصب والرفع

أولاً : وجوب النصب

يجب نصبه بفعل محذوف وجوبا إذا سُبق بما يختص بالدخول على الأفعال مثل إن الشرطية وإذا الشرطية ، ولو الشرطية، وهل وهلا للتحضيض، وأدوات الشرط الجازمة.

أدوات التحضيض هي: ألا, وإلا, ولا، ولولا, ولوما.

من الأدوات المختصة بالدخول على الأفعال إذا الشرطية, ولو, وأدوات التحضيض وأدوات الشرط الجازمة, وأدوات الاستفهام "ما عدا الهمزة" على أن أدوات الاستفهام لا تختص بالفعل إلا إذا وجد في حيزها، فإن لم يوجد فلا اختصاص نحو: أين المنزل؟


ثانياً : وجوب الرفع

ويجب رفعه إذا سبقته أداه تختص بالدخول على الأسماء كإذا الفجائية، أو كان بعده أداة لايعمل ما بعدها فيما قبلها، أى أن الضمير فيها لا يعود على ما قبلها مثل :أدوات الإستفهام كمن الإستفهامية.

أدوات الاستفهام وأدوات الشرط "ما عدا إذا ولو وإن" لا يقع بعدها اشتغال إلا في الشعر، أما في النثر فلا يليها إلا صريح الفعل؛

أمثلة

عملُك إن عملته فأتقنهُ

نظرتُ فإذا زيدٌ يضربه عمرُ

زيدٌ من أكرمه

ثالثاً : جواز الرفع والنصب

فيما سوى ذلك يجوز النصب والرفع

المجتهدَ أحبه ، أو المجتهدُ

شرفَكَ صُنْهُ أو شرفُكَ

أَحَديثَ خُرَافَةٍ تُصَدِّقُه؟ أو أَحَدِيثُ

 

الْمخْلِصَ أُمَجِّدُه أو الْمُخْلِصُ

  عليُّ علّمْتُه

علي : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم

علمْتُه : (علم) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالتاء، و(التاء) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و(الهاء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية (علمته) في محل رفع خبر المبتدأ

الطفلُ احتضنْتُه

الطفل : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضم

احتضنْتُه: (احتضن) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالتاء، و(التاء) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و(الهاء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية (علمته) في محل رفع خبر المبتدأ

كما يجوز نصب الاسم المتقدم، وذلك في حال احتياجه لتقدير فعل ينصب الاسم المتقدم، فيعرب الاسم مفعول به منصوب مقدم، على نحو

زيداً مررت به

زيداً : مفعول به منصوب مقدم وعلامة نصبه تنوين الفتح

مررت : (مرّ) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالتاء، و(التاء) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل

به : جار ومجرور

محمداً رأيته

محمدًا : مفعول به منصوب مقدم وعلامة نصبه تنوين الفتح

رأيته : (رأى) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالتاء، و(التاء) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و(الهاء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به

لا بد لصحة الاشتغال من علاقة تربط بين العامل المتأخر والاسم المتقدم المشتغل عنه، وهذه الرابطة تكون

أ – بضمير الاسم المتقدم والمتصل بالفعل، نحو: (الصديقَ زرتُهُ)، أو المنفصل عنه بحرف الجر أو المضاف، نحو: (زيداً مررت به، وسعداً أكرِمْ أخاه ))

ب – بضمير المنفصل عنه بأجنبي متبوع بنعت، نحو: ( زيداً أكرمتُ رجلاً يحبه) أو متبوع بعطف بيان، نحو: (خالداً أدبت سعداً أخاه)، أو معطوف بالواو،

 نحو: (قيساً قرأت شعراً كثيراً وديوانه    )

فإن تعدى الفعل إلى الضمير بنفسه؛ قَدَّرْنا المحذوف من جنس الفعل المذكور

- نحو (الأرواحَ قدمناها للمعركة)، والتقدير: قدمنا الأرواح قدمناها

وإن فُصِلَ عنه بأي فاصل مما ذُكِرَ قدرنا المحذوف فعلاً يصح به المعنى ويكون ناصباً بنفسه، نحو: (زيداً مررت به) والتقدير: جاوزت زيداً مررت به، (خالداً ضربت أخاه) والتقدير: أهنت خالداً ضربت أخاه، (قيساً قرأت شعراً وديوانه) والتقدير: خالطت قيساً قرأت شعراً وديوانه

أحكام المشتَغَل عنه (الاسم المتقدم  )

الأصل في الاسم المتقدم جواز رفعه على الابتداء أو نصبه على الاشتغال كما قدمنا، وقد يكو ن النصب واجباً أو راجحاً أو ممتنعاً 

فالنصب واجب إذا وقع الاسم بعد ما يختص بالدخول على الأفعال، مثل

أ – أدوات التخضيض، نحو: (هَلَّا عَمَلَك أَتْقَنْتَهُ  )

ب ) – أدوات الشرط، نحو: (حيثما صَديقَكَ لقيتَهُ فأحسن تحيَّته )) 

ج ) – أدوات الاستفهام ما عدا الهمزة، نحو: (متى عَمراً لقيتَه؟) و(هل واجبَك أدَّيتَه؟ ))

ويترجح النصب ويجوز الرفع في الأحوال التالية

   1- أن يكون الفعل طلباً كـ  

الأمر، نحو: (أباك أطعه  )

الدعاء، نحو: (اللهم عبدك ارحمه)، وقد يأتي الدعاء بلفظ الخبر، نحو: (زيداً غفر الله له)، والتقدير: رحم الله زيداً غفر له

    2- أن يقترن الفعل بـ (اللام أو لا) الطلبيتين، نحو: (الوطنَ لِيَحْمِهِ أبناؤُهُ)،

 و(عهدَكَ لا تَخْفِرْهُ    ) 

     3- أن يأتي الاسم بعد شيء يغلب دخوله على الأفعال كـ 

الهمزة، مثل قوله تعالى: {أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ}،     

(ما، وإن) النافيات، نحو: (ما زيداً رأيته، وإن عمراً أغضبته)

((حيث) إن لم تتصل بها (ما)، نحو: (حيث زيداً تلقاه فأكرمه)، فإن اتصلت بها (ما) صارت أداة شرط واختصت بالفعل ووجب النصب بعدها

  4- أن يكون الاسم جواباً لاستفهام وقع فيه موقع النصب، كقولنا: (زيداً أكرمتُهُ) جواباً لمن سأل: من أكرمتَ؟

 

 

 

 

 

شكرا لتعليقك