pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


برنامج اذاعة مدرسية عن قيمة القناعة

 

قيمة القناعة          مقدمة        بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله   فالق الإصباح  ,  وبارئ الأرواح  ,   ومرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته , وهو الرزاق الكريم الفتاح . والصلاة والسلام على نبي الهدى , والقدوة المصطفى , والمرسل رحمة للورى , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى .

 

النفسُ تبكي على الدنيا وقد عَلِمــــتْ       أن الســلامةَ فيهــــا تــركُ مَا فيها

لا دارَ للمــرءِ بعـــد المـوتِ يسكُنُـها       إلاّ التــي كــان قبـــلَ الموتِ يَبْنِيها

فــــإن بنـاهــا بخيــرٍ طاب مسكنَـــهُ        وإن بناهــــا بشــرٍّ خــابَ بانيهــــا

 

    **   زملائي الطلاب  ورواد  المعرفة , أيها المعلمون الأفاضل : السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .  تحية طيبة نهديها لكم في مطلع هذا الصباح الجديد .ومرحبا بكم  مع فقرات برنامجنا الإذاعي لهذا اليوم     الطيب المبارك

* و أولى فقراتنا ( القرآن الكريم  ) والطالب /

 

أموالُنـــا لـــذوي الميـــراث نَجمَعُها        ودُورُنـــا لخـرابِ الدهـــر نبنيهـــا

كــم مـن مدائن في الآفـاق قد بُنيت          أمسَت خـرابـاً وأفنى الموتُ أهليها

 

ومع الحديث الشريف والطالب /

 

بك أستجير ومن يجير سواكا       ***    فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
أذنبت ياربي وآذتني ذنوب       ***       مالها من غافر إلا كا

دنياي غرتني وعفوك غرني       ***    ماحيلتي في هذه أو ذا كا

-        مع الحكمة والطالب :

-        مع هل تعلم والطالب :

ومع الكلمة والطالب /

ومع الطالب :

 : الخاتمة

 

لا تَرْكُنَنَّ إلــى الدُنيـــا ومـــا فيهـــا     *   فالمــوتُ لاشــــكَّ يفنينــا ويفنيهـا

واعمل لدارٍ غداً رضوانُ خازنهــا      *   والجــارُ أحمــدُ والــرحمنُ منشيهـا

قصورُها ذَهَبٌ والمســكُ طينَتُهـــا     *    والــزَّعفَرانُ حشيـشٌ نــابتٌ فيهــا

* بهذا  انتهت رحلتنا معكم في دروب إذاعتنا لهذا الصباح . نرجو أن تكون برامجنا قد نالت رضاكم واستحسانكم .ووجدتم فيها المتعة والفائدة ونستودعكم الله الذى لاتضيع عنده الودائع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

الحديث الشريف

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏"‏ ليس الغنى عن كثرة العرض ، ولكن الغنى غنى النفس ‏"‏ ‏(‏‏   امتفق عليه‏ ‏‏)‏‏ ."‏العرض‏"‏ بفتح العين والراء ‏:‏ هو المال‏.‏

 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏"‏ قد أفلح من أسلم ، ورزق كفافاً ، وقنعه الله بما آتاه‏ "‏ ‏(‏‏ رواه مسلم‏ )‏‏.

عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏"‏ اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول ، وخير الصدقة عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ”

 ‏(‏‏ متفق عليه‏ ‏‏)‏‏

------------------------------------------------------------------------------- 

حكمة اليوم

- القناعة هي الاكتفاء بالموجود وترك الشوق إلى المفقود

- من لا يرضى بالقليل لا يرضى أبداً

- منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال

 - قال أعرابي لأهل البصرة : من سيد أهل هذه القرية ؟ قالوا : الحسن، قال : بم سادهم ؟ قالوا : احتاج الناس إلى علمه ، واستغنى هو عن دنياهم

------------------------------------------------------------------------------- 

هل تعلم عن القناعة

- هل تعلم ان القناعة سبيل لراحة النفس والبعد عن الهموم ؟

- هل تعلم أن الأنبياء والصالحين عاشوا بالقليل لكنهم كانوا أغنياء بالرضا ؟

 - هل تعلم أن القناعة تقودك إلى شكر الله، ومن شكر زاد الله له في الرزق والنعم ؟

 - هل تعلم ان القناعة طريق موصل إلى الجنة وسبب للبركة  تكسب وصاحبها غنى النفس ؟

- هل تعلم ان الرضا والقناعة  باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا من لم يدخله في الدنيا لم يتذوقه في الآخرة

كلمة عن قيمة القناعة

يكاد أن تكون شكوى الناس من القلق وانتزاع الطمأنينة من قلوبهم من أهم مظاهر الحياة المعاصرة ، يعود ذلك لأمور كثيرة من أبرزها افتقاد عنصر القناعة ، نعم إنها القناعة بكل أشكالها، والرضا بكل أبعاده، فلم يعد الشخص مقتنعا بما وهبه الله من الرزق، ولا راضيا عن وظيفته وشكله وزوجه ومسكنه حتى الوطن الذي يعيش فيه، والمجتمع الذي حوله، ينظر لكل شيء بسخط وعدم رضا، وهو مع ذلك يتطلع لما ليس بيده، وتستشرف نفسه الكمال في كل شيء

لأجل هذا كان من أبرز التصورات المحورية في الشريعة الإسلامية : أن الدنيا دار ممر لا دار مقر، وأنها بالنسبة للإنسان إنما هي محطة من المحطات في طريق طويل يمتد إلى ما لا نهاية له في الدار الآخرة ، وإنما يتبلغ بها المرء في طريق سفره إلى الله سبحانه وتعالى ، ويوضح هذا ما ذكره سلمان رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إليه : " أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب "     وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم آمنا في سِرْبِه معافىً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حِيْزَت له الدنيا "   

ومن أبرز هذه التصورات أيضاً : أن الإنسان في هذه الدنيا لن ينال إلا ما قسمه الله وقَدَّره له؛ فقد جف القلم بما هو كائن ، ولن تموت نفس قبل استيفاء ما كُتِبَ لها كاملاً غير منقوص، ويوضحه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس اتقوا الله وأَجمِلوا في الطلب ، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها ، فاتقوا الله وأَجْمِلوا في الطلب، خذوا ما حل، ودعوا ما حَرُم "  

وبناء على هاذين التصورين المحوريين يتجلى خُلُق القناعة وعلى قدر ما يقنع الإنسان عما في أيدي الناس على قدر ما تأنس إليه نفوسهم ، وتطمئن له قلوبهم  

أمثلة في القناعة من حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم

لقد كانت حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حافلة بالشواهد والتطبيقات العملية لخلق القناعة ، ولقد كان عليه الصلاة والسلام - رغم تقديم الصحابة رضي الله عنهم نفسه على أنفسهم فضلا عن أموالهم ، ورغم كون أموال الدولة المسلمة تحت تصرفه - كان معرضا عن الدنيا راغبا فيما عند الله ، يرى حاله مع الدنيا كالمسافر الذي استظل تحت ظل شجرة ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا : يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء، فقال : " ما لي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها "  

ومن هذه الأمثلة قناعته صلى الله عليه وسلم في مأكله : فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: " ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة، من طعام بر ثلاث ليال تِباعا، حتى قُبِض " (رواه البخاري ومسلم )

للتحلي بخلق القناعة فضائل كثيرة دلت عليها السنة النبوية

  - أنها سبب لفلاح صاحبها: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا ، وقنعه الله بما آتاه " (رواه مسلم )

    - القناعة تكسب صاحبها محبة الله ومحبة الناس ، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس "    

    - أنها سبب لنيل الثناء وطيب العيش : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع " (رواه الترمذي وصححه الألباني

    - أن القناعة تورث صاحبها غنى النفس واستعلائها عن الشهوات واللذائذ: وهو ما قرره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " ليس الغنى عن كثرة العَرَض ، ولكن الغنى غنى النفس "   

   - القناعة تورث صاحبها العزة وتكف وجهه عن الذل للمخلوقين: ففي الحديث أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم : " يا محمد: شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس "  

  - القناعة تمنح صاحبها رضا الله وهو غاية المقصود: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط "   

     - أن بها يتحقق شكر العبد لربه: ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة رضي الله عنه : " يا أبا هريرة كن ورعا ، تكن أعبد الناس ، وكن قنعا ، تكن أشكر الناس  "

فالطامع المستشرف للدنيا قل أن يشكر الله على نعمة ، إذ أنه يرى نفسه محروماً مهاناً ، فهو ساخط عن أقدار الله ، فكيف يتحقق في قلبه معنى الشكر وهو يحمل هذا الكم من الطمع والسخط

  أن التحلي بالقناعة سبب لنيل البركة في الرزق : ففي الحديث عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم قال لي  :          " يا حكيم ، إن هذا المال خضرة حلوة ، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه  "   

و للقناعة أهمية كبرى وأثر بالغ في حياة الإنسان، فهي تحقق الرخاء النفسي والراحة الجسدية ، وتحرِّر الإنسان من عبودية المادة ، وتفتح باب العزة والكرامة ، والإباء والعِفَّة ، والترفُّع عن صغائر الأمور، إن العبدَ القانع عفيفَ النفس هو أسعد حياةً ، وأرخى بالًا، وأكثر دَعَةً واستقرارًا

شكرا لتعليقك