ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة المقدمة
الحمد لله الذي جعل لنا مواسم للطاعات ، ورفع من قدر الأوقات
المباركات، والصلاة والسلام على خير الأنام ، محمدٍ عليه أفضل الصلاة والسلام .
أما بعد
يا ليلةَ النصفِ من شعبانَ عُودينا و ذكِّرينا بشئٍ من أمانينا
يا ليلةَ الخيرِ فيكِ الخيرُ نأملُه
فألهمِينا الذي - لا شك - يُجدينا
وحدِّثينا حديثًا ليس نسأمُه وآنسينا فقد طالت مآسينا
إنَّ الأمورَ لها ربٌّ يُصَرِّفُها الله أكبر إنَّ الحقَّ يَهدِينا
مديرنا الفاضل، معلمينا الكرام ، زملائي الأعزاء، أسعد الله صباحكم
بكل خير. نلتقي اليوم في إذاعتنا المدرسية لنتحدث عن ليلةٍ عظيمة، ليلة تتنزل فيها
الرحمة ، ويغفر الله فيها لعباده، إنها ليلة
النصف من شعبان ، وخير ما نبدأ به القرآن
الكريم والطالب :
وكم تَمنَّى لهُ وجهٌ يُقَلِّبُهُ إلى
السماء رسولُ الله داعينا
وللحبيب لدَى مولاه منزلةٌ
يُدنِيه يُعطِيه، يُرضِيه ويُرضِينا
فَوَلِّ وجْهَكَ شَطْرَ البيت مُتَّجِهًا واسأل
إلَهك إصلاحاً وتمكينا
- ومع الحديث الشريف والطالب :
- ومع حكمة اليوم والطالب :
- ومع هل تعلم والطالب :
- ومع الكلمة والطالب :
- ومع الطالب :
الخاتمة
إلى هنا نصل
إلى ختام إذاعتنا المدرسية، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المقبولين في هذه
الليلة المباركة، وأن يوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه ونتمنى لكم يوما دراسيا موفقا وعملا صالحا
متقبلا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث الشريف
عن البراء بن
عازب قال : " لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، صلى نحو بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرا، وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحب أن يوجه إلى الكعبة ، فأنزل الله عز وجل : ( قد
نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ) ،
فوجه نحو الكعبة، وكان يحب ذلك ، فصلى رجل معه العصر، ثم مر على قوم من الأنصار، وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس
، فقال : هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قد وجه إلى
الكعبة فانحرفوا وهم ركوع
-------------------------------------------------------------------------------
حكمة اليوم
- من أراد أن ينال مغفرة الله ، فليُصلح ما بينه وبين الله، وما بينه
وبين الناس
- اجعل من ليلة النصف من شعبان
بداية لتغيير حياتك نحو الأفضل والابتعاد عن المعاصي
-------------------------------------------------------------------------------
هل تعلم
- هل تعلم أن
المسلمين قد ظلوا يصلون بعد الهجرة للمدينة، وهم متخذين المسجد الأقصى كقبلة لهم،
وذلك كان لمدة سبع عشر شهرًا، ثم بعد ذلك أذن الله أن يستقبلوا المسجد الحرام
قبلتهم ؟
- هل تعلم أن اليهود قالوا: “اليوم يتبعون
قبلتنا وغدًا يتبعون ديننا”، عند صلاة المسلمين للمسجد الأقصى، وقد كره الرسول ذلك
القول، وأطمح أن يعود قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام ؟
- هل تعلم أن
آيات تحويل القبلة تعد من دلائل النبوة، بحديثها عن قول المشركين واليهود قبل أن
يقولوه، وقد جاء كلامهم يطابق لكلام القرآن الكريم، وسماهم سفهاء ؟
- هل تعلم أنه في هذه الليلة يُكتب مصير الأشخاص
للعام القادم ؟
- هل تعلم أن في هذه الليلة يغفر الله للجميع،
إلا للمشرك والمشاحن؟
- هل تعلم أنه يُنصح بالصلاة والدعاء وقراءة
القرآن في هذه الليلة ؟
تحويل القبلة
كان النبي
وأصحابه يصلون قبل الهجرة متوجهين الى بيت المقدس. ويقال: إن الكعبة كانت في نفس
الاتجاه بالنسبة إلى المكان الذي كانوا يصلون فيه. وبعد الهجرة استمروا يصلون نحو
بيت المقدس. وهناك تكون الكعبة في جهة أخرى بالنسبة إلى مصلاهم في المدينة. وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الاتجاه نحو الكعبة فأنزل الله تعالى : (قد نرى
تقلّب وجهك في السماء، فلنولينّك قبلةً ترضاها، فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام،
وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) فاتجهوا إلى الكعبة. وأول صلاة صلاها بعد التحويل
هي صلاة العصر على أصح الأقوال
وبعد انتهاء
تلك الصلاة خرج رجلٌ ممن صلى معهم فمر بجماعة فـي مسجد بني سلمة ( في طرف المدينة ) وكانوا يصلون عصر نفس اليوم ،
فأخبرهم بتحويـل القبلة نحو الكعبة فاستداروا نحوها
ثم إن نفس
الرجل أو غيره مرّ بجماعة في مسجد قُباء يصلون فجر اليوم الثاني متجهين نحو بيت
المقدس إذ لم يعلموا بالتحويل بعد، فأخبرهم فاتجهوا نحو الكعبة، وعلى هذا
فالروايتان صحيحتان. وقد ورد مضمون ذلك في حديـث متفق عليه
وكان قدوم
النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من
ربيع الأول. وكان تحويل القبلة في نصف رجب من السنة الثانية. أي إنهم صلوا في
المدينة نحو بيت المقدس أكثر من ستة عشر شهراً
-------------------------------------------------------------------------------
العلاقة بين
المسجد الحرام والمسجد الأقصى
التأكيد على
العلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى؛ فالمسجد الأقصى هو أول بيتٍ
وُضِع في الأرض لعبادة الله تعالى، وثانيها هو المسجد الأقصى المبارك كما جاء في
حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام البخاري رضي الله عنه
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَيُّ
مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ"، قُلْتُ:
ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : "ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى". قُلْتُ: كَمْ
كَانَ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ"، ثُمَّ قَال : "حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ
فَصَلِّ، وَالْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ فقرن صلى الله عليه وسلم بين المسجدين
ليُثبِتَ القُدْسيَّةَ لكلَيْهِما؛ وليعرف المسلمُ قيمةَ المسجد الأقصى، وأنه لا
يقلُّ مكانةً عن المسجد الحرام، وأن التفريطَ في أحدهما أو التهاونَ في حقه
يُعَدُّ تهاونًا وتفريطًا في حق الآخر
الدروس التي تعلمناها من حادثُ
تحويلِ القبلةِ
1- كان تحويل
القبلة بمثابةِ تمحيصٍ واختبارٍ لكافَّةِ الأطيافِ فى المجتمع، فكانت للمؤمنين
إيمانًا صادقًا قُرْبًا وهدًي ونورًا؛ فحينما تلقَّوْا أمرَ الله تعالى بالتحوُّلِ
إلى البيت الحرام سارعوا إلى امتثال الأمر ولسان حالهم يقول: {سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}
أما المشركون
فزادهم هذا الأمر كُفرًا على كفرهم، وعنادًا على عنادهم، وقالوا: يوشك أن يرجع
محمدٌ إلى ديننا كما رجع إلى قبلتِنا؛ فخاب ظنهم، وكسَد سعْيُهم، وباؤوا بغضبٍ على
غضبٍ
وأما اليهود
فقالوا: لو كان محمدٌ نبيًّا حقًّا لم يخالف قِبْلَةَ الأنبياء قبله، أَمَا وإنه
قد خالفها فليس بنبيٍّ
وأما
المنافقون الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا
خِلافَه فتحيَّروا وترددوا وقالوا: لو
كانت القبلةُ الأولى حقًّا فقد ترك الحقَّ، وإن كانت القِبلةُ الثانية هي الحقَّ
فقد كان على باطلٍ
وكثُرَت
الأقاويل، وفُتِن أُناسٌ لم يرسخ الإيمان
في قلوبهم عن الحق، وتكلَّم كلُّ سفيهٍ
ضعيفِ العقلِ بما يوافق هواه المريض، وقد صوَّر المولى سبحانه وتعالى هذه الأحوال،
وهذه الأجواء في صورةٍ بديعةٍ، وسطرها في كتابه الكريم فقال: { سَيَقُولُ
السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا
عَلَيْهَا قُلْ لِلهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } فكلُّ نجاحٍ وفلاحٍ في التسليم لأمر الله تعالى
والانقياد، والهلاكُ والخسرانُ في الاستكبار عن أمره والعناد
2- التأكيد على
مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وعلوِّ قدره عند ربه سبحانه وتعالى؛ فقد كان صلى
الله عليه وسلم يحبُّ أن يتوجَّه في صلاته إلى البيت الحرام، وتهفو روحُه إلى
استقبالِ أشرفِ بقاع الدُّنيا؛ ليستعيد ذكرياتِ الحنيفية الإبراهيمية؛ لكنَّ أمر
الله تعالى كان مقدمًا في نفسه على ما يُحبُّ ويهوَى، فقابلَ الله تسليمَه
وتقديمَه لأمره بتحقيق رغبتِه، فأمره بالتحوِّل إلى الكعبة – شرَّفَها الله-، يقول
الإمام الواحدي في كتاب أسباب النزول في مناسبة
نزول هذه الآية: "...وَذَلِكَ أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قَالَ
لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : وَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى صَرَفَنِي
عَنْ قِبْلَةِ الْيَهُودِ إِلَى غَيْرِهَا وَكَانَ يُرِيدُ الْكَعْبَةَ لِأَنَّهَا
قِبْلَةُ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مِثْلُكَ
لَا أَمْلِكُ شَيْئًا، فَسَلْ رَبَّكَ أَنْ يُحَوِّلَكَ عَنْهَا إِلَى قِبْلَةِ
إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ ارْتَفَعَ جِبْرِيلُ وَجَعَلَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلم يُدِيمُ النَّظَرَ إِلَى السَّمَاءِ رَجَاءَ أَنْ يَأْتِيَهُ جِبْرِيلُ بِمَا
سَأَلَهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ "
ويخبر ربنا
سبحانه وتعالى عن هذا المعنى بأسلوبٍ رائقٍ رائعٍ يصور مشاعرَ رسوله صلى الله عليه
وسلم تجاه البيت الحرام، ويصوّر عطفَ المولى سبحانه على حبيبه صلى الله عليه وسلم،
فقال تعالى: { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ
قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ...} فلنعرف لنبينا قدْرَه، ولنعظِّمْ في أنفسنا
شأنه؛ فإنه بابُنا إلى الله سبحانه وتعالى وطريقنا إليه
فضل ليلة النصف من شعبان
عن أبي ثعلبة
الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان ليلة
النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه ، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل
الحقد بحقدهم حتى يدعوه" ورواه الطبراني . وعن أبي موسى رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر
لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن" رواه ابن ماجه
هذا، وقد قال
عطاء بن يسار: ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل الله
تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع
رحم
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا
رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل
الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن
يرفع عملي وأنا صائم. والحديث حسنه الألباني
وعلى هذا؛ فإن
الأعمال ترفع إلى الله تعالى في شهر شعبان كما صرح بذلك الحديث الشريف.
عن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: « إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا
وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى
سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟
أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ ؟ أَلَا كَذَا؟
أَلَا كَذَا ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ»
-------------------------------------------------------------------------------
أقوال الصحابة
في فضل ليلة النصف من شعبان
وأما أقوال
الصحابة رضوان الله عليهم: فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه
قال: "يُعْجِبُنِي أَنْ يُفَرِّغَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ:
لَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ الأَضْحَى، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ،
وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ "؛ كما أورده الحافظ ابن الجوزي في
"التبصرة"
وعن عبد الله
بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ
الدُّعَاءُ : لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةُ
النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ"
وأما ما روي عن التابعين ومَن بَعدَهُم : فقد
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عديّ بن أرطأة وهو عامله على البصرة: " أَنْ
عَلَيْكَ بِأَرْبَعِ لَيَالٍ مِنَ السَّنَةِ؛ فَإِنَّ اللهَ يُفْرِغُ فِيهِنَّ
الرَّحْمَةَ إِفْرَاغًا: أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنَ رَجَبٍ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ
شَعْبَانَ، وَلَيْلَةِ الفِطْرِ، وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى "


خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء