pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


برنامج اذاعة مدرسية عن قيمة الإيثار

 

 قيمة الإيثار                       بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الحي القيوم , الباقي وغيره لا يدوم , رفع السماء وزينها بالنجوم , وأمسك الأرض بجبال في الختوم , صور بقدرته هذهِ الجسوم , ثم أماتها ومحا الرسوم , ثم ينفخ في الصور فإذا الميت يقوم , ففريقٌ إلى دار النعيم وفريقٌ إلى نار السموم

 

يا قارئ القرآن اقرأداو قلوبنا               بتلاوة تزدان بالتجويد

اقرأ لينجلى الظلام عن الربا                وليسمع الغافى زواجر هود

اقرأ لعل الله يوقظ غافلا                     من قومنا ويلين قلب كل عنيد

اقرأليهدأ كل قلب مروع                    من قومنا وفؤاد كل شريد

اقرألتفهم أمتى معنى الهدى                معنى بلوغ مقامها المحمود

 

ومع خير ما نبدأبه برنامجنا الإذاعى لهذا اليوم والقرآن الكريم والطالب  /

 

ضم الإله اسم النبي إلي اسمه              إذ قال في الخمس المؤذن أشهد
شق له من اسمه ليجله                      فذو العرش محمود وهذا محمد


   ومع الحديث الشريف والطالب   

 

سبحانك اللهم خير معلمي                     علمت بالقلم القرون الأولي
أرسلت بالتوراة موسي مرشدا                وابن البتول معلم الإنجيل
وفجرت ينبوع البيان محمدا                      فسقي الحديث وناول التنزيل 

-        ومع حكمة اليوم والطالب /

-        ومع هل تعلم والطالب /

ومع الكلمة والطالب  /

-        ومع الطالب /

-         ومع الطالب  /

  الخاتمة

  يا من يعز علينا أن نفارقهم                    وجداننا كل شئ بعدكم عدم   

 إلى هنا نأتى إلى ختام برنامجنا الإذاعى لهذا اليوم الطيب المبارك وفى الختام نستودعكم الله الذى لاتضيع ودائعه  , ونتمنى لكم يوما دراسيا موفقا , وعملا صالحا متقبلا ,  والسلام عليكم ورحمة وبركاته   

 

                                         

الحديث الشريف

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‏:‏ إنى مجهود، فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت‏ :‏ والذى بعثك بالحق ما عندى إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى ، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك‏ :‏ لا والذى بعثك بالحق ما عندى إلا ماء‏  فقال النبي صلى الله عليه وسلم “ من يضيفه هذا الليلة‏ ؟‏   فقال رجل من الأنصار‏:‏ أنا يا رسول الله ، فانطلق به إلى رحله ، فقال لامرأته‏ :‏ أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى رواية قال لامرأته ‏:‏ هل عندك شئ‏ ؟‏ قالت‏:‏ لا  إلا قوت صبيانى‏  قال‏ :‏ فعلليهن بشئ‏ ‏وإذا أرادوا العشاء فنوميهم‏  وإذا دخل ضيفنا فأطفئ السراج وأريه أنا نأكل ، فقعدوا وأكل الضيف وبات طاويين ، فلما أصبح ، غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‏:‏  لقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة   

------------------------------------------------------------------------------- 

حكمة اليوم

  - الإثار فضيله الإحتكار رذيلة 

  -  التضحية هي أعلى درجات الكرم والكرم ينبع من أعماق الروح التي لا يفرضها الواجب أو العرف

 - ما تتخلى عنه لغيرك هو ملكك وما تحتفظ به لنفسك فلن تتعدى منفعته سوى لحظتها 

    - لو ان الدنيا كلها لي فجعلتها في فم أخ من إخواني لاستقللتها له

هل تعلم عن الإيثار

 - هل تعلم أن الإيثار من الصفات العظيمة التي ذكرها المولى في كتابه العزيز، وهو أكمل أنواع الجود

 - هل تعلم أن الإيثار يعتبر طريقاً للوصول إلى محبة الله تعالى، وهو من أكثر الصفات التي تشيع جواً من الألفة والمحبة بين الناس

 -هل تعلم إنّ الإيثار يحقق الاكتفاء المادي والاقتصادي لأكبر عدد من الأشخاص في المجتمع   

-هل تعلم إنّ المؤثر يلاحظ ثمرة هذا الخلق الرفيع أمام عينيه ، لأنّه يعيش لذة العطاء في كل لحظة  - هل تعلم أن المهاجرين والأنصار ضربوا أروع الأمثلة في الإيثار عندما تقاسموا الأموال والمنازل ؟

كلمة عن الإيثار

إذا كنت ممن يسهل عليهم العطاء ولا يؤلمهم البذل فأنت سَخِي ، وإن كنتَ ممن يعطون الأكثر ويُبقون لأنفسهم فأنت جواد

أما إن كنت ممن يعطون الآخرين مع حاجتك إلى ما أعطيت لكنك قدمت غيرك على نفسك فقد وصلت إلى مرتبة الإيثار

ومرتبة الإيثار من أعلى المراتب ، وإنما ينشأ الإيثار عن قوة اليقين وتوكيد المحبة ، والصبر على المشقة ، مع الرغبة في الأجر والثواب

ومن أهم الأسباب التي تعين على الإيثار

  1- الرغبة في مكارم الأخلاق، والتنزه عن سيئها، إذ بحسب رغبة الإنسان في مكارم الأخلاق يكون إيثاره ؛ لأن الإيثار أفضل مكارم الأخلاق

   2- بُغض الشُّحِّ، فمن أبغض الشُّحَّ علم ألا خلاص له منه إلا بالجود والإيثار

  3- تعظيم الحقوق ، فمتى عظمت الحقوق عند امرئٍ قام بحقها ورعاها حق رعايتها ، وأيقن أنه إن لم يبلغ مرتبة الإيثار لم يؤد الحقوق كما ينبغي فيحتاط لذلك بالإيثار

   4- الاستخفاف بالدنيا، والرغبة في الآخرة ، فمن عظمت في عينه الآخرة هان عليه أمر الدنيا، وعلم أن ما يعطيه في الدنيا يُعطاه يوم القيامة أحوج ما يكون إليه

   5- توطين النفس على تحمل الشدائد والصعاب، فإن ذلك مما يعين على الإيثار، إذ قد يترتب على الإيثار قلة ذات اليد وضيق الحال أحيانًا، فما لم يكن العبد موطنًا نفسه على التحمل لم يطق أن يعطي مع حاجته من الأسباب المعينة على الإيثار؛ رغبة العبد فيما عند الله تعالى من خيرٍ وعطاء، والطمع في الفوز والفلاح يوم القيامة، قال الله تعالى في وصف عباده الأبرار الذين تخلَّقوا بخلق الإيثار : ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا

من فوائد الإيثار

لو لم يكن من فوائده إلا أنه دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام ورفعة الأخلاق لكفى، فكيف وهو طريق إلى محبة الرب سبحانه، وحصول الألفة بين الناس وطريق لجلب البركة ووقاية من الشُّحِّ  

درجات الإيثار

لقد قسم بعض العلماء الإيثار إلى مراتب ودرجات ، فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

الأولى : أن تُؤْثِرَ الخلقَ على نفسك فيما لا يخْرُمُ عليك دِينًا ، ولا يقطع عليك طريقًا، ولا يُفسد عليك وقتًا، يعني أن تُقدمهم على نفسك في مصالحهم، مثل : أن تطعِمهم وتجوع ، وتكسوهم وتعرَى، وتسقيهم وتظمأ، بحيثُ لا يؤدي ذلك إلى ارتكاب إتلافٍ لا يجوز في الدين

الثانية : إيثارُ رضا الله على رضا غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت فيه المؤن وضعف عنه الطول والبدن ، وإيثار رضا الله عز وجل على غيره، هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته، ولو أغضب الخلْق، وهي درجة الأنبياء، وأعلاها لِلرسل عليهم صلوات الله وسلامه

الثالثة : أن تنسب إيثارك إلى الله دون نفسك ، وأنه هو الذي تفرد بالإيثار لا أنت، فكأنك سلمت الإيثار إليه، فإذا آثرت غيرك بشيء؛ فإن الذي آثره هو الحق لا أنت فهو المؤثر على الحقيقة، إذ هو المُعطي حقيقةً

------------------------------------------------------------------------------- 

نماذج  رائعة للإيثار

روى البيهقي في شُعَب الإيمان عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَال  : أُهْدِيَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسُ شَاةٍ، فَقَالَ : إِنَّ أَخِي فُلانًا وَعِيَالَهُ أَحْوَجُ إِلَى هَذَا مِنَّا، قَالَ: فَبَعَثَه إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْعَثُ بِهِ وَاحِدٌ إِلَى آخَرَ حَتَّى تَدَاوَلَتْهَا سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ حَتَّى رَجَعَتْ إِلَى الأَوَّلِ ، وَنَزَلَتْ : ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾  ،

 وبهذا المعنى يُعبِّر الربيع بن خثيم عندما اشتهى حلواء ، فلما صُنعت دعا بالفقراء فأكلوا، فقال أهله: أتعبتنا ولم تأكل ؟  فقال : وهل أكل غيري ؟

قال عباس بن دهقان : ما خرج أحد من الدنيا كما دخلها إلا بشر بن الحارث، فإنه أتاه رجل في مرضه فشكا إليه الحاجة، فنزع قميصه وأعطاه إياه، واستعار ثوبًا فمات فيه

عن أبي الحسن الأنطاكي : أنه اجتمع عنده نيِّف وثلاثون نفسًا ولهم أرغفة معدودة لم تُشبع جميعهم ، فكسروا الأرغفة وأطفئوا السراج ، وجلسوا للطعام، فلما رفع فإذا الطعام بحاله، ولم يأكل أحد منه شيئًا ، إيثارًا لصاحبه على نفسه     

 

مواقف خالدة في الإيثار

ولقد سجل التاريخ بأحرف من نور مواقف خالدة للمسلمين بلغوا فيها المرتبة العالية والغاية القصوى من الإيثار

فهذا سيد الخلق وخاتم النبيين وإمام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم تأتيه امرأة بُبردة فتقول : " يا رسول الله أكسوك هذه ؟ " فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، فلبسها فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: " يا رسول الله ما أحسن هذه ؟ فاكسنيها " فقال: " نعم " ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه فقالوا: " ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها ، ثم سألته إياها وقد عرفت أنه لا يُسأل شيئًا فيمنعه، فقال : " رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لَعلِّي أُكَفَّن فيها "  

   وهؤلاء هم الأنصار يعرض أحدهم على أخيه من المهاجرين أن يناصفه أهله وماله فيأبى المهاجر ويقول: " بارك الله لك في أهلك ومالك   

وهذا أبو طلحة أكثر الأنصار مالاً وأحب ماله إليه حديقة تسمى بيرحاء يسمع قول الله تعالى :   ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنًا أنه يتصدق بها لوجه الله تعالى

  وذاك قيس بن سعد بن عبادة يمرض ويتأخر إخوانه عن زيارته فيسأل عنهم، فيقال له: "إنهم كانوا يستحيون مما لك عليهم من الدَّين ، فيقول : أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة    

ثم أمر مناديًا ينادي: " من كان لقيس عليه مالٌ فهو في حلٍّ    

فما أمسى حتى كسرت عتبة بابه لكثرة الزوار

وإن تعجب فعجبٌ أمر هؤلاء الثلاثة الذين آثر كل منهم أخاه بالحياة، فقد قال حذيفة العَدَوي :   انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمٍّ لي ، ومعي شيءٌ من ماء ، وأنا أقول : إن كان به رمق سقيته ومسحتُ به وجهه ، فإذا أنا به ، فقلت : أسقيك ؟ فأشار إليَّ أن نعم ، فإذا رجل يقول : آه، فأشار ابن عمي إليَّ أن انطلق به إليه ، فجئته فإذا هو هشام بن العاص ، فقلت: أسقيك ؟ فأشار إليَّ أن نعم ، فسمع به آخر فقال : آهٍ ، فأشار هشام : انطلق به إليه فجئته، فإذا هو قد مات. فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات ، فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات. رحمة الله عليهم أجمعين

شكرا لتعليقك