قيمة
قبول الآخر
الحمد لله رب العالمين ، خالق الخلق
أجمعين ، باسط الرزق للمطيعين والعاصين ،وأصلى واسلم على المبعوث رحمة للعالمين
ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
ساكن الاغصان غرد واملأ الدنيا غناء
والتقط حبا لذيذا
وارتو ما شئت ماء
أنت دوما لا تبالي بالمشقة والعناء
طر وحلق يا صديقى وسع الله الفضاء
فمع إشراقة هذا اليوم الطيب المبارك
الملئ بالحب والأمل يسعدنا أن نقدم لكم برنامجنا الإذاعى لهذا اليوم
1- وخير
ما نبدأ به آيات بينات من القرآن الكريم والطالب :
صدقت يا إلهى فيما قلت وأبدعت فيما
احكمت وقلت وقولك الحق
2- ومع
الحديث الشريف والطالب
-
ومع الحكمة والطالب /
-
ومع هل تعلم والطالب /
3- ومع الكلمة والطالب
-
ومع الطالب /
الخاتمة
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشد وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا
وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّدا فسقى الحديثَ وناولَ
التنزيلا
وفى الختام نتمنى لكم يوما دراسيا
موفقا وعملا صالحا متقبلا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث الشريف
عن عبد الله
بن عمر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :
" المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله
في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن ستر
مسلما ستره الله يوم القيامة ". رواه
مسلم
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأنصار أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ قَالَ : لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ
لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ , فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا
الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ .
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
-------------------------------------------------------------------------------
حكمة اليوم
- العقل الواعي هو القادر على احترام
الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها
- إن لم نستطع أن نتحالف فعلينا أن نتعاون، وإن
لم نستطع أن نتعاون فعلينا أن نتبادل الاحترام - إبسط وجهك للناس تكسب ودهم ، وألن لهم الكلام
يحبونك ، وتواضع لهم يجلوك
- احترم غيرك احتراماً لإنسانيته.. أياً كان
سِنّه وأياً كان مركزه ووضعه في المجتمع، فهو مثلك إنسان
- احترامك للناس يكسبك محبتهم ، ولا يفقدك
مهابتك
------------------------------------------------------------------------------- هل تعلم عن قبول
الآخر
هل تعلم أن الإسلام أول ما نادى به هو
إزالة الفوارق الاجتماعية فلم يفرق بين العبيد والسادة
- هل تعلم أنَّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى
أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم
- هل تعلم أن قبول الآخر هو أول خطوات المصالحة
مع النفس
- هل تعلم أن عكس قبول الآخر هي رفض الآخر
وبداية الخلاف والصراع بين الأفراد أو بين الشعوب
- هل تعلم أن جميع العلوم الإنسانية أسست قواعد
لقبول الآخر مثل الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع - هل تعلم أن المجتمع الصحي هو الذي
يتمتع بقبول الآخر
- هل تعلم أن العالم مليء بمختلف الأعراق
والجنسيات وعلينا أن نقبل جميعها لأننا اخوه وشركاء في هذا الكوكب
قيمة قبول
الآخر
قبول الآخر
المقصود به التعايش والتّعامل مع الآخر المختلف واحترامه، وقبول هذا الاختلاف سواء
كان بالرأي أو غيره، وعدم إقصائه وإلغائه، فالآخر هو الغير إن قَرُبَ كالأب والأمّ
والأخ والابن والابنة والزّوج والزّوجة والجار أو ابن البلد.. أو بَعُدَ كالأخ في
الدّين، والأخ في الإنسانيّة والخُلقة الواحدة
لقد خلق الله
تعالى البشر مختلفين، أي على أساس التعدّديّة ، لكنّه أوجد بين المختلفين مناطق
تقارب والتقاء، وهيّأ لهم، القيام بمهمّة الخلافة في الأرض، التي تندرج فيها
نشاطاتهم وعلاقاتهم مع غيرهم، مهما تعدّدت وتباينت مظاهر وأهداف هذه النّشاطات
والعلاقات
وقضيّة قبول
الآخر هي قضيّة عميقة إنسانيّة اجتماعيّة تدخل كلّ بيت، وهي قضيّة كونيّة فمن
يتفرّد بالرأي ولا يقبل الآخر، لا يستطيع أن يفهم الحياة ، وهي أيضا قضيّة دينيّة
نادتْ بها كلّ الأديان السّماويّة، وهي قضيّة إسلاميّة لا غنى لأيّ مسلم عنها
-------------------------------------------------------------------------------
الاختلاف بين
البشر حكمة ربانية
اختلاف
المجتمعات والبشر هو إرادة اللّه، والآية واضحة بهذا الشأن في قوله تعالى: { ولوْ
شاءَ ربّكَ لجعلَ النّاسَ أمّةً واحدةً } ،
وكأنّ حكمة الكون الربّانيّة ، هي أنّ الاختلاف
هو الذي سيغني الكرة الأرضيّة، فالنّاس لن يتحوّلوا منذ أن خلق اللّه تعالى آدم
إلى يوم القيامة إلى أمّة واحدة، فالأسلوب الشمولي الإكراهي الذي يسعى إلى حمل
النّاس كلهم على طريق واحد هو مناقض لسنّة اللّه في عباده، لانّ هذا الاختلاف
والتعدّديّة هو لفائدة النّاس، فبه يظهر الإبداع، فاللّه تعالى لم يجعلنا أمّة
واحدة، بل جعل لكلّ منّا شرعة ومنهاجا، { لكلٍّ جعلْنا شرعةً ومنهاجاً } ،
فالدّليل هنا واضح في القرآن على تعدّد الشّرائع والأمم
إنّ الإسلام
دعا إلى أرقى أجواء التّعايش مع الآخر، ومن يخشى ويحذّر من قبول الآخر والتعايش
معه وإلغاء التعدّديّة، ويقوم باحتكار الرّأي وتقييد السّلوك، ويتذرّع بذلك بحجة
الحفاظ على الوحدة والتمسّك بالشريعة، فهذه وحدة صوريّة فارغة لا مضمون لها،
فبالتعدّديّة والاختلاف يمكن الوصول إلى الوحدة، فعندما تكون التعدديّة وقبول
الآخر وسيلة، تنتهي إلى الوحدة كهدف، ويقدّر لها النّجاح من القاعدة إلى القمّة
الإسلام وقبول الآخر
قد أقام الإسلام العلاقة مع
الآخر، على مبدأ غاية الأهميّة وهو
الكرامة الإنسانيّة التي من أهمّ قواعدها السّلوكيّة احترام الآخر وعدم تصنيفه
ورفضه بسبب اللّون أو العرق أو الجنس أو اللّغة أو الثّقافة أو الدّين، وأسّس
لقبول الآخر تأسيسا علميّا وواقعيّا، وذلك عندما رفض كل أشكال العنصريّة ، فإقامة
الحقّ والعدل بين النّاس جميعا، بغضّ النّظر عن معتقداتهم وما يدينون به، هو هدف
أساسيّ من أهداف الإسلام ، فبالحقّ قامت السّماوات والأرض، { وخلقَ اللّهُ
السّماواتِ والأرضَ بالحقِّ }
ولذلك أمر
الله تعالى المسلمين، أن يعاملوا النّاس جميعا من دون استثناء أو تمييز، بالإنصاف
والعدل { يا أيّها الذين آمنوا كونوا
قوّامينَ بالقسْطِ شُهداءَ للّهِ ولوْ على أنفسكُمْ أوِ الوالديْنِ والأقربينَ إن
يكُنْ غنيًّا أوْ فقيراً فالّلهُ أوْلى بهِما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا }
فالتّعايش أو
قبول الآخر معناه الاحترام المتبادل والمعاملة بالعدل والإنصاف، دون الحاجة إلى
الذّوبان في الآخر وإلغاء الذّات أو الهويّة أو الثّقافة أو الإيمان، فالذي أرسى
دعائمه الإسلام، وغرسه وطبّقه النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلم وبعده أصحابه الكرام، هو قبول الآخرين
والتّعايش معهم على أساس الالتزام والمساواة بالحقوق والواجبات، والتّسامح
والإحسان، فعاش غير المسلمين مع المسلمين في كنف الأمّة الإسلاميّة بأمن وأمان
واستقرار، وقامتْ الحضارة الإسلاميّة وازدهرت فيها العلوم، وكانت مثالا للتعدّديّة
الفكريّة والتّنوير، وذلك على مبدأ قوله تعالى : { وجَعلْناكُمْ شعوباً وقبائلَ
لِتَعارَفوا }
ومعنى
تعارفوا، أي أن يحصل بينكم تبادل بالمنافع والأفكار والثّقافات، فهذه الآية تدلّ
على أنّ التعدّديّة والاختلاف ثراء وغنى
بعد أن أقر القرآن مبدأ التعددية وقبول
الآخر والاحترام المتبادل لابد من إيجاد صيغة ملائمة للتعبير عن ذلك وبشكل يحول دون نشوب صراع يهدد سلامة المجتمع وذلك
واضح في قوله تعالى : " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
"
أي ادعُ الناس بالمقالة المحكمة
الصحيحة وهي البرهان الموضح للحق والمزيل للشبهة وقيل بالمعرفة ومراتب الأفعال
والأحوال والموعظة الحسنة وفي ذلك تليين للقلب
إذن الإسلام يدعو الى المعرفة والعلم
والحوار مع الآخر باستخدام البرهان ومن خلال اسلوب جميل لكي يتقبله ويفهمه الآخر
الرسول صلى الله عليه وسلم وقبول الآخر
ولقد كان من طبيعة النبي، الانفتاح على
الأمم الأخرى، والأخذ منها بما لا يتعارض مع أحكام الشريعة. فلقد وافق على رأي
سلمان الفارسي بحفر الخندق في غزوة الخندق، رغم أنها خطة فارسية، لم يعتدها العرب
من قبل، ولم يسمعوا عنها
و كان النبي يعلمنا قبول الاختلاف مع الآخر
والحوار معه وعدم الخضوع لأي نوع من التعصب لأفكارنا، فإنه يعلمنا كذلك ما هو أعمق
وأشمل. فالأمر لا يقف عند حدود الاختلاف، فالحياة أرحب من ذلك، بل هناك التعايش مع
الآخر وقبول أعرافه ما دامت لا تتعارض مع ما يفرضه عليك دينك
لقد كان خالد
بن الوليد من محبي أكل الضب ، وقدمه ذات يوم للنبي، فلم يأكل النبي، ولم يمنع
خالدا من أكله ، بل ترك له حرية فعل ما يحلو له في ذلك الأمر، كما أنه تعامل بذوق
في هذا الاختلاف حيث بيّن لخالد أسباب عدم أكله له، حتى لا تأخذ الأفكار بخالد نحو
طريق من شأنه أن يجعله يترك ما اعتاد عليه وأحبه.
ورد في الصحيحين «عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن أكل الضب ، فقيل له أحرام هو؟ قال: لا، ولكن لم يكن بأرض قومي
فأجدني أعافه » .
بذلك، نجد أن النبي لم يحرم ثقافة الأفراد
والبيئات ، وإن كان هو رافضا لها من الناحية النفسية ، طالما أنها لا تخالف الدين.
والنبي تعايش مع ثقافات مختلفة ومع نوعيات وعقائد مختلفة بصدر رحب ودون أي محاولة
منه للمسّ بهذه الثقافات.
ومن أمثلة ذلك
، تعايش النبي مع اليهود ، حيث عاش النبي معهم منذ قدومه إلى المدينة المنورة بكل
سلام، وكان يعاملهم بأخلاق الإسلام، فيزور المريض منهم، ويتحمل إساءة الجار
اليهودي، ويقوم لجنازة رجل يهودي.
روى الإمام
البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت
عليه جنازة يهودي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم لها، فقيل له : إنها جنازة يهودي
فقال : " « أليست نفساً ؟ "


خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء