اليوم العالمي للمعلم .. بأي حال عدت يا
عيد
قم للمعلم ووفه التبجيل.. كاد المعلم أن
يكون رسولا، عبارة طالما سمعناها منذ صغرنا، والتي تبرز عظمة مهنة التعليم والدور الذي
تلعبه في تقدم الشعوب في كل المجالات. وتأخر التعليم في بلد ما يعني تأخره على كافة
المستويات.
في كل 5 أكتوبر يحتفل المعلم بيومه العالمي،
وهي فرصة للإشادة بدور كل منظمات المعلمين حول العالم ، يهدف إلى تعبئة الدعم وللتأكد
من احتياجات الأجيال القادمة سيوفرها المعلمين بكفاءة. أكثر من 100 بلد يحتفل
بيوم المعلم العالمي، ويعود الفضل في الانتشار السريع والوعي العالمي بهذا اليوم إلى
منظمة إديوكشن إنترناشونال.
في عددنا اليوم في ” هبة بريس ” لن نتحدث
في هذا المقال على واقع التعليم في المغرب، إنما سنسلط الضوء على السيرة الذاتية للمعلم
المغربي التي تتشابه بشكل كبير من معلم لآخر، خصوصاً وأن مهنة المعلم لها شعبية كبيرة
لدى العامة من الناس.
– بدايتنا في فهم مجتمعنا …تبتدأ بالمعلم
ونحن في المستوى الإبتدائي نكون سعداء بقدوم
المعلمين الجدد ، لكونهم لطفاء جداً ونتخلص عبرهم من معلمين قدامى خصوصا منهم
الصارمين، هو اعتقاد طبعا طفولي سرعان حينما نكبر نكتشف ان هؤلاء قد أحرقوا ” اعصابهم”
من أجلنا، من ما لا يتذكر الحضور القوي للمعلم في القسم، ثارة يكون لطيفا و ملقنا لبقا،
وثارة أخرى يكون متجبرا عنيفا، نرتجف خوفا قبل دخول الفصل، ونفرح كأنه يوم عيد حينما
يتغيب، نبدأ بخطوات بسيطة مع المعلم حتى نتعلم الكتابة والقراءة وكل تطلعنا أن نكون
الافضل بتنافسية شريفة بين التلميذ.
– النفي للمناطق النائية …تخوف قبل التخرج
مصطلح النفي مبالغ فيه، لكن كمعلم جديد
في عالم التدريس لابد أن تُبعث للإشتغال في مدينة أو قرية بعيدة جداً أو تصعب الحياة
فيها، وأحياناً صعوبة التواصل مع أهل المنطقة. مجهود كبير رغم محدودية العناية برجال
التعليم خصوصا بتلك المناطق النائية التي يجد فيها المعلم صعوبة التأقلم مع مناخها،
لكن مهما ذلك لايدخر جهدا لتعليم أبناء تلك الربوع، وكم من تلاميذ تلك المناطق اليوم
هم اساتذة ومهندسين وحتى وزراء بفضل هذا المجهود.
– العودة للمدينة الأم …حلم رجال التعليم
الجدد
سواء عن طريق الزواج أو انقضاء مدة الإشتغال
بعيدا او الاستفادة من الحركة الانتقالية، يعود المعلم لمدينته ويشرع في مرحلة جديدة
من حياته، في وضع يشبه وضعية الجنود وحماية الثغور، مرحلة تكون صعبة خصوصا لبعض المتقاعدين،
حيت يعيش اغلبهم مع أمراض خصوصا ” السكري” او الضغط الدموي، بسبب مساره المهني الذي
اصبح اليوم صعبا مع الاجيال الجديدة .
– لعنة الكريدي…. تلاحق المعلم
نظراً لصعوبة صرف المال لشراء شقة وتجهيزها
أو سيارة أو أشياء أخرى، وتستمر هذه “اللعنة” في ملاحقة المعلم إلى غاية تقاعده، بل
تعد من أهم الصعاب التي تواجه رجال ونساء التعليم اليوم في ظل أجور زهيدة.
– المعلم المغربي الاقل أجرا عربيا ودوليا
وضع تقرير أصدره مركز أبحاث التعليم العالي
التابع لجامعة شيكاغو الأمريكية، المغرب في المرتبة ما قبل الأخيرة بين الدول العربية
التي أجرى عليها مسحا يطال رواتب المعلمين والمدرسين.
وأفاد التقرير، الذي أعده المركز الأمريكي
حول رواتب المعلمين في 14 بلد عربي وأجنبي، أن المعلم المغربي يتقاضى في المتوسط أجرا
شهريا يقارب 512 دولار، لكنه يمكن أن يرتفع الراتب بمرور السنوات وكسب التجربة، إذ
يمكن أن يبلغ الأجر الشهري الف دولار.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء