الخطة شامل لتصفية الثغرة
بعد توقف الحرب يوم 28 أكتوبر 1973 ، قررت
القيادة العامة المصرية الا تسمح للقوات الإسرائيلية غرب القناة بأي فترة هدوء أو راحة
وحرمانها من تثبيت دفاعاتها أو تحصينها هندسيا وفى تشديد الخناق عليها في تعاون وثيق
بين جميع القوات المحيطة بها. وقد تطورت الأعمال الدفاعية النشطة لقواتنا إلى الحد
الذى جعل البعض يطلقون على هذه المرحلة اسم حرب الاستنزاف الثانية، وكانت أهداف القيادة
المصرية في هذه المرحلة ما يلى:
1- إحداث أكبر قدر من الخسائر في قوات العدو
وأسلحته ومعداته
2- القيام بعمليات ازعاج للعدو على أوسع نطاق
ممكن حتى يصبح بقاؤه غرب القناة جحيما لا يحتمل.
3- ارغام إسرائيل على الاستمرار في تعبئة قواتها
الاحتياطية مما يرهق اقتصادها القومى ويهدد الحياة العامة بها بالشلل الكامل.
4- منع العدو من تحسين وتحصين مواقعه شرق وغرب
القناة.
وقد تم خلال هذه الفترة حوالى 1500 اشتباك
بالنيران اشتمل على حوالى 439 عملية تم الإعلان عنها وقد اسفرت هذه الاشتباكات عن الحاق
الخسائر الأتية بالقوات الإسرائيلية وفقا للبلاغات الرسمية:
1- تدمير 11 طائرة و41 دبابة وعربة مدرعة و10
رشاشات ثقيلة.
2- تدمير 36 (بلدوزر) ومعدة هندسية وعربة ركوب.
3- إصابة ناقلة البترول الإسرائيلية سيرينا
بعطب جسيم.
4- اغراق قارب إنزال بحرى.
5- قتل 187 فردا إسرائيليا واصابة مئات من
الجرحى.
وعقب زوال الخطورة التي كانت تهدد الوضع
العسكرى المصرى غرب القناة بدأت الإجراءات لوضع الخطة شامل وكان التفكير المبدئى للقيادة
المصرية عند بداية وضع الخطة هو تخصيص قوات مناسبة يكون هدفها هو فتح الطريق عنوة من
خلال الجيب الإسرائيلي للاتصال بقوات الفرقتين 7 و 19 من الجيش الثالث شرق القناة ولكن
بعد امعان القيادة المصرية في الأمر مليا واجراء تقدير سليم للموقف وجد أن الأصوب هو
تجميع كل ما امكن تخصيصه من قوات غرب القناة وأن توضع هذه القوات تحت قيادة أحد القادة
المشهود لهم بالكفاءة على أن يتبع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة مباشرة
وأن يكون مسئولا عن تحقيق الهدف الذى تم وضعه وقتئذ وهو تدمير جميع القوات الإسرائيلية
الموجودة على الأراضى المصرية غرب القناة وإعادة الموقف إلى ما كان عليه قبل الجيب
الإسرائيلي غرب القناة وقد أطلق على هذه الخطة المصرية الهجومية الاسم الكودى
"شامل" وكان القائد المصرى الذى وقع عليه اختيار القيادة السياسية لتصفية
الجيب الإسرائيلي وتدميره تدميرا تاما هو اللواء اركان حرب سعد مأمون.
وعقب تعيين اللواء سعد مأمون اعتبارا من
13 ديسمبر 1973 قائدا لقوات تصفية الثغرة غرب القناة تلقى التوجيهات الخاصة بتنفيذ
الخطة من الرئيس الراحل السادات ثم من الفريق أول أحمد إسماعيل القائد العام نظرا لأن
انظار مصر والدول العربية كانت تتابع هذه العملية باهتمام وتركيز شديدين بسبب استغلال
أجهزة الاعلام الإسرائيلية وجود الجيب الإسرائيلي غرب القناة بدعاية سياسية واسعة النطاق.
وقام اللواء سعد مأمون حال توليه القيادة
بالمرور على القوات التي خصصت لعملية تصفية الثغرة ومراجعة الخطة مراجعة دقيقة وإدخال
ما رأى إدخاله عليها من تعديلات ، وفى يوم 18 ديسمبر قام بعرضها على القائد العام الفريق
أحمد إسماعيل للتصديق عليها وفى يوم 24 ديسمبر عرض القائد العام الخطة "شامل"
على الرئيس السادات باستراحة القناطر الخيرية بحضور رئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية
بالقوات المسلحة واللواء سعد مأمون وأقر الرئيس الخطة وأصدر توجيهاته بأن تكون جاهزة
للتنفيذ في اى وقت اعتبارا من نفس اليوم 24 ديسمبر.
هذا ولم يقيض للخطة "شامل" التنفيذ
العملى ففي الساعة التاسعة من سماء يوم 17 يناير 1974 بتوقيت القاهرة أذيع اتفاق فصل
القوات بين مصر وإسرائيل تحت اشراف الأمم المتحدة ووضعت هذه الأتفاقية موضع التنفيذ
اعتبارا من الساعة 12 يوم 25 يناير وبدأت إسرائيل في سحب قواتها من المناطق المتفق
عليها وسارت اعمال فصل القوات وفقا للاتفاق، وبانتهاء الصراع السياسى في هذه المرحلة
صدرت أوامر القيادة السياسية بتجميد الخطة شامل.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء