pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


اتصال السادات بكيسنجر في 7 أكتوبر

اتصال السادات بكيسنجر في 7 أكتوبر
رغم إنتصار العبور الباهر يوم 6 أكتوبر 1973 ، وبينما كانت عمليات عبور الجنود والقوات المصرية للقناة واستمرار القتال مع الجنود الإسرائيليين في نقاط تحصين خط بارليف، وبالتزامن مع سقوط الجرحي والشهداء المصريين، قام أنور السادات بخطوة غير متوقعة، ظهرت عواقبها فيما بعد - إيقاف القتال، والوقفة التعبوية وغير ذلك من العواقب، التي انتهت، بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، فبناء علي تعليمات أنور السادات، أرسل حافظ إسماعيل مستشار السادات للأمن القومي، في يوم 7 أكتوبر 1973، البرقية السرية التالية باللغة الإنجليزية إلي هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات ا لمتحدة. وتتضمن قول السادات "بأنه لن يعمق مدي الإشتباكات ويشرح فيها أهداف مصر من خوض الحرب." وكانت هذه الرسالة سرية ولم يُفرج عنها إلا بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، حيث نشرها مركز جيمي كارتر للسلام. صورة أصلية للبرقية يوم 7 أكتوبر 1973 باللغة الإنجليزية تتضمن قول السادات بأنه لن يعمق مدي الإشتباكات. (وثيفة رقم 54 برقية من حافظ إسماعيل، مستشار السادات للأمن القومي إلي هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا) ويلاحظ أن مصدر قسم الوثائق يوجد في كل من مركز جيمي كارتر، وأيضا في الأرشيف الرقمي لموقع الرئيس محمد أنور السادات في المتحف الرسمي الملحق بمكتبة الإسكندرية ينشر هذه البرقية وثيفة رقم 54 من متحف السادات بمكتبة الأسكندرية.
كانت هذه خطوة مفاجئة لأمريكا، وبعد يوم واحد من اندلاع الحرب، وقد أرسل مستشار الرئيس السادات للأمن القومي حافظ إسماعيل هذه الرسالة السرية إلى هنري كيسنجر، عبر عميل لمخابرات الـ سي آي إيه في القاهرة.
لقد فوجئت الإدارة الأمريكية بهذه الرسالة وفي هذا الوقت المبكر جدا من الحرب والتي تكشف نوايا واضحة للرئيس السادات في كسب سياسي محدد من الحرب. إلا أن الخطوط العريضة لهذا المكسب السياسي لم تكن واضحة، ولا تتفق مع التفوق المصري على ساحة القتال والذي فاجأ الإسرائيليين والأمريكان على السواء، فقد كانت الولايات المتحدة حتى تلك اللحظة ليست لديها اتصالات مباشرة قوية مع مصر. بل كانت توسط الملك فيصل وغيره لإبلاغ مصر بالموقف الأمريكي في محاولة لبداية الاتصالات المصرية.
كان هذا التقارب المبكر سبباً فيما بعد في نجاح السياسة الأمريكية فيما فشلت أن تحققه عسكرياً.
رد كيسنجر يوم 7 أكتوبر علي برقية السادات
الوثيفة رقم 59 برقية رسالة د. هنرى كيسنجر وزير خارجية أمريكا إلى حافظ إسماعيل، مستشار السادات للأمن القومي ردا علي برقيته إلي كيسنجر يوم 7 اكتوبر 1973، بأن السادات لن يعمق مدي الإشتباكات .
ترجمة الوثيقة
البيت الأبيض واشنطن 8 أكتوبر 1973
عزيزى وزير الخارجية: مرفق لكم الرسالة التى بعثتُ بها هذا الصباح إلى السيد/ حافظ إسماعيل والتى أخبرتك أنى سأرسلها إليك . أنتهز هذه المناسبة أيضاً لأعبر لكم عن بالغ إمتنانى لإتصالاتنا خلال الأيام القليلة الماضية. إنني أقدر العلاقة التى تتطوربيننا وأرجو لها الإستمرار. مع خالص تحياتى . هنرى كيسينجر .
المرفقات إلى سعادة وزير خارجية جمهورية مصر العربية محمد حسن الزيات جناح 37ف أبراج والدورف نيويورك 8 أكتوبر 1973 رسالة إلى السيد حافظ إسماعيل من د/ هنرى كيسينجر
إننى ممتن للغاية أنكم وجدتم الوقت لمناقشتنا في أفكاركم حول التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط برغم الإرتباطات الشديدة لديكم .
لقد أخبرت وزير الخارجية محمد حسن الزيات - حتى قبل إندلاع العمليات الحربية - أننى على إستعداد لبحث قضية السلام في الشرق الأوسط بإهتمام وجدية مع جميع الأطراف وخاصة مع مصر للمساعدة في إحلال السلام . هذا العرض مازال قائماً .
بطبيعة الحال فإن نجاح هذه الجهود يتطلب أجواء هادئة . من أجل هذا السبب حاولت الولايات المتحدة التوصل لوقف إطلاق النار وفى نفس الوقت عدم إتخاذ أى موقف يمكن أن يصطدم مع الجانب المصرى .
بالنسبة للنقاط المحددة في رسالتك بتاريخ 7 أكتوبر لدينا سؤالان:
الأول أن الولايات المتحدة لم يتضح لها إن كان الشرط الأول بالنسبة للجانب المصرى وهو انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة يجب أن ينفذ قبل مؤتمر السلام أم أن الإتفاق من حيث المبدأ على هذا الشرط هو ما تتوقعونه.
السؤال الثانى : الولايات المتحدة تلقت الرسالة التالية من سفيرها في طهران.
"رئيس الوزراء عباس هوفيدا استدعانى الساعة 11:15 مساءً بناءً على توجيهات من الشاه وقرأ علي برقية مرسلة من الرئيس السادات إلى الشاه عن طريق سفير إيران في القاهرة الذى التقى بالرئيس السادات ظهر يوم 7 أكتوبر. بإختصار: البرقية تعطى وصفاً متفائلاً لأوضاع الجيش المصرى على الجانب الشرقي من قناة السويس، والنجاحات المصرية في عبور القناة وإقامة جسور العبور. بعد ذلك تطلب البرقية من الشاه إبلاغ الرئيس نيكسون أن مصر حتى الآن وحتى تتجنب القتال مستعدة لقبول السلام بشروط محددة. وعلى أي حال فإن مصر مضطرة الآن أن تقاتل وأن تتحمل الخسائر اللازمة.
مصر مازالت تريد السلام الدائم في المنطقة. الرئيس السادات يريد أن يعرف الرئيس نكسون أنه إذا إنسحبت إسرائيل من جميع الأراضى التي احتلتها منذ 5 يونيو 1967 فإن مصر ستكون جاهزة للمفاوضات بإخلاص لوضع هذه الأراضي تحت سيطرة الأمم المتحدة أو تحت سيطرة القوى العظمى أو تحت سيطرة جهات دولية أخرى يمكن الإتفاق عليها. أما فيما يتعلق بميناء شرم الشيخ فإن مصر مستعدة لقبول رقابة دولية على حرية الملاحة في خليج العقبة بعد الإنسحاب الإسرائيلي. الرئيس السادات يريد الشاه أن يشرح ما سبق للرئيس نيكسون للحد أو لإيقاف الإصابات بأسرع ما يمكن".
إن الولايات المتحدة تريد إيضاحات على موقفكم من الإنسحاب والإختلافات في هذا الموقف مع الرسالة التى أُبلغت لسفيرنا. تحديداً هل قام سفيرنا في طهران بنقل موقف الرئيس السادات بدقة فيما يخص الإنسحاب من الأراضي المحتلة ووضعها تحت السيطرة الدولية؟
إننى أريد إعادة التأكيد على أن الولايات المتحدة ستفعل ما في وسعها لمساعدة جميع الأطراف لإيقاف القتال. إن الولايات المتحدة – وأنا شخصياً- سنشارك بجدية للوصول إلى قرار عادل بشأن المشاكل التى طال أمدها في الشرق الأوسط.
مع أحر تحياتي.

                                                                                                                                      
شكرا لتعليقك