خطاب الرئيس محمد أنور السادات بعد حرب أكتوبر 1973 م جزء من
لست أظنكم تتوقعون مني أن أقف أمامكم لكي نتفاخر معاً
ونتباهى بما حققناه في أحد عشر يوماً من أهم وأخطر، بل أعظم وأمجد أيام تاريخنا،
وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم
أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة، مرارة الهزيمة وآلامها،
وحلاوة النصر وآماله.
نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه ... وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء.
نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه ... وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء.
ولست أتجاوز إذا قلت أن التاريخ العسكري سوف يتوقف
طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات
المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع
وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه كما
قلت في ست ساعات لقد استعادت الأمة الجريحة شرفها
لقد كانت المخاطرة كبيرة وكانت التضحيات عظيمة ولكن
النتائج المحققة لمعركة هذه الساعات الست الأولى من حربنا كانت هائلة. فقد العدو
المتغطرس توازنه إلى هذه اللحظة. استعادت الأمة الجريحة شرفها. تغيرت الخريطة
السياسية للشرق الأوسط.
أقول باختصار: إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد
خوف، أنه قد أصبح له درع وسيف.
عندما نتحدث عن السلام فلابد لنا أن نتذكر ولا ننسى، كما
لابد لغيرنا إلاّ يتناسى حقيقة الأسباب التي من أجلها كانت حربنا . وقد تأذنون لي
أن أضع بعض هذه الأسباب محددة قاطعة أمام حضراتكم:
أولاً: أننا حاربنا من أجل السلام .. حاربنا من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام، وهو السلام القائم على العدل، وأن عدونا يتحدث أحياناً عن السلام، ولكن شتان ما بين سلام العدوان وسلام العدل.
أولاً: أننا حاربنا من أجل السلام .. حاربنا من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام، وهو السلام القائم على العدل، وأن عدونا يتحدث أحياناً عن السلام، ولكن شتان ما بين سلام العدوان وسلام العدل.
أن السلام لا يفرض. وسلام الأمر الواقع لا يقوم ولا
يدوم. السلام بالعدل وحدة، والسلام ليس بالإرهاب مهما أمعن في الطغيان. ومهما زين
له غرور القوة أو حماقة القوة.
قواتنا العسكرية تتحدى اليوم قوتهم العسكرية، وها هم في
حرب طويلة ممتدة، وهم أمام استنزاف نستطيع نحن أن نتحمله بأكثر وأوفر مما يستطيعون.
وها هم .. عمقهم معرض إذا تصورا أن في استطاعتهم تخويفنا
بتهديد العمق العربي.
إننا لسنا دعاة إبادة كما يزعم العدو
وربما أضيف لكي يسمعوا في إسرائيل أننا لسنا دعاة إبادة
كما يزعمون، أن صواريخنا المصرية عابرة سيناء من طراز ظافر موجودة الآن على
قواعدها، مستعدة للإطلاق بإشارة واحدة إلى أعماق الأعماق في إسرائيل.
ولقد كان في وسعنا منذ الدقيقة الأولى للمعركة أن نعطي
الإشارة ونصدر الأمر خصوصاً وأن الخيلاء والكبرياء الفارغة أوهمتهم بأكثر مما
يقدرون على تحمل تبعاته، لكننا ندرك مسؤولية استعمال أنواع معينة من السلاح، ونرد
أنفسنا بأنفسنا عنها، وأن كان عليهم أن يتذكروا ما قلته يوماً وما زلت أقوله، "العين بالعين والسن بالسن والعمق
بالعمق".
ثانياً: إننا لم نحارب لكي نعتدي على أرض غيرنا وإنما
حاربنا ونحارب وسوف نواصل الحرب لهدفين أثنين:
الأول: استعادة أراضينا المحتلة سنة 1967.
الثاني: أيجاد السبيل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.
الأول: استعادة أراضينا المحتلة سنة 1967.
الثاني: أيجاد السبيل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء