pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


كتاب البلاغة السهلة 15 الطباق والمقابلة

 

المحسنات البديعية

هي من الوسائل التي يستعين بها الأديب لإظهار مشاعره وعواطفه ، وللتأثير في النفس ، وهذه المحسنات تكون رائعة إذا كانت قليلة و مؤدية المعنى الذي يقصده الأديب ، أما إذا جاءت كثيرة ومتكلفة فقدت جمالها و تأثيرها و أصبحت دليل ضعف الأسلوب ، وعجز الأديب . 

تذكر أن : 
المحسنات تسمى أيضاً " الزينة اللفظية - الزخرف البديعي - اللون البديعي - التحسين اللفظي " . 

----------------------------------------------------------------------------------

من دروس علم البديع :
                                     1-  الطباق والمقابلة

الطباق :
هو الجمع بين الكلمة وضدها في الكلام الواحد .وهو أن نأتى بالكلمة ثم نأتى بمضادها فى فى المعنى فيشتد رسوخها فى النفس ويزيد المعنى وضوحا وتأكيدا ويحدث حركة ذهنية ونشاطا فكريا

·         وإذا كان التضاد بين كلمتين أو أكثر تسمى مقابلة

 
وهو نوعان :     1- طباق إيجاب           2- طباق سلب 


أ - طباق إيجاب  

 

وفى هذا النوع من الطباق نجمع بين الضدين فى كلام واحد أوفى بيت من الشعر وذلك بلفظين من نوع واحد كالصفات والأسماء مثلاً  ويراعى المشاكلة بين المتضادين بمعنى أن يكون التضاد بين اسم واسم أو بين فعل وفعل فلا يصح مثلاً أن يكون التضاد بين فعل واسم  

·         مثلا بين طويل وقصير طباق   لأننا ذكرنا هنا الصفة وضدها " لاحظ أننا هنا جئنا بالصفة وضدها وليس نفيها  لأننا نتحدث عن طباق الإيجاب المثبت 
أبيض وأسود  هنا أيضاً طباق لذكر التضاد بينهما

·         * لا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى

·         فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين أبيض وأسود

 

·         * قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)

·         فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين تؤتى وتنزع وتعز وتذل الليل والنهار والحى والميت

·         يقول أبوتمام :

·         نزلت مقدمة المصيف حميدة          ويد الشتاء جديدة لاتنكر

·         فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين المصيف والشتاء يوضح المعنى ويؤكده

·         وقول الشاعر :

·         لاتتعجبى ياسلم من رجل          ضحك المشيب برأسه فبكى

·         فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين ضحك وبكى  يوضح المعنى ويؤكده

 

 قال المتنبى: 
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب       وأعجب من ذا الهجر ، والوصل أعجب 
أما تغلط الأيـام فى بأن أرى             بغيضاً تناءى ، أو حبيباً تقــرب 
الشرح : هنا فى البيت الأول طباق إيجاب بين اسمين هما " الهجر - الوصل " .. وفى البيت الثانى أيضاً طباق إيجاب بين فعلين هما " تناءى أى بعد - وتقرب " وبين " بغيضاً - وحبيباً

* قال ابن زيدون فى غربته فى المنفى : 
يخفى لواعجه والشوق يفضحه             فقد تساوى لديه السر والعلن 
الشرح : فى الشطر الأول طباق بين فعلين هما " يخفى - يفضح " ففعل يفضح يوحى بالبوح وافشاء السر على النقيض من فعل " يخفى " ....... أيضاً فى الشطر الثانى من البيت طباق إيجاب بين اسمين هما " السر – العلن) "

* قال ابن الرومى فى رثاء ولده: 
       لقد انجزت فيه المنايا وعيدها        وأخلفت الآمال ما كان من وعد 
الشرح : هناك طباق إيجاب بين فعلين هما ( أنجزت – أخلفت )

·         إذن باستعراض الأمثلة السابقة نقول ثانية أن طباق الإيجاب يكون دائماً بين الصفة وضدها   ( طويل - قصير ) ( غنى - فقير ) ( راسب - ناجح ) أو بين فعل وضدة   ضحك - بكى ) ( نام - استيقظ ) ( يموت - يحيى ) أو بين الأسماء ( السر – العلن)

 

·         ب - طباق سلب : هو أن يجمع بين فعلين أحدهما مثبت ، والآخر منفي ، أو أحدهما أمر و الأخر نهي .

·         مثل : 
  "  قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ  "
  "  فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن  "

·         فنلاحظ هنا وجود طباق بالسلب  بين كلمتين يعلمون  ولا يعلمون – فلا تخشوا  و اخشون

·         ملخص الدرس

·         الطباق و هو التضاد بين معنيين مفردين.
وله من الصور صور كثيرة تختلف حسب اعتبار التقسيم كالآتي 

أولا: باعتبار نوع كلمتي الطباق

·         ينقسم الإطباق باعتيار نوع الكلمتين إلى:
  * 
طباق بين اسمين، مثل "وقل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور".


* 
 طباق بين فعلين، مثل "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء".

·        
 *
طباق بين حرفين، مثل " ولهن مثل الذي عليهن

 

1-  المقابلة : 


هي أن يؤتى بمعنيين أو أكثر أو جملة ، ثم يؤتى بما يقابل ذلك الترتيب .
مثل : 
* (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث)
* (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى, وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى , فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى , وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى , فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)
 " اللهم أعطِ منفقا خلفاً و أعطِ ممسكاً تلفاً  "

·         فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين وأكثر فتسمى مقابلة بين كل جملة وآخرى

 

        كتاب البلاغة السهلة                                                                 للأستاذ / عبدالرحمن معوض

·         قال المتنبى :     

               أزورهم وسواد الليل يشفع لى             وأنثنى وبياض الصبح يغرى بى

·         فنلاحظ هنا وجود مقابلة  بين شطرى البيت

·         قال حافظ : 

فيه للنحس كوكب مسرع السير         وللسعد كوكب متوانى

·         فنلاحظ هنا وجود مقابلة  بين شطرى البيت

* قال واصل بن عطاء فى خطبة شهيرة له 
"
الحمد لله الذى علا فى دنوه ، ودنا فى علوه " 
بتأمل هذه العبارة نجد أنها مقسمة إلى عبارتين هن " علا فى دنوه " و " دنا فى علوه " وبين العبارتين مقابلة .. ولكن كيف عرفنا ذلك ؟ أقول أن الكلمات فى العبارة الأول لها ضد فى العبارة الثانية .. فكلمة ( علا ) ضدها ( دنا ) وكلمة ( علوه ) ضدها ( دنوه ) وهكذا تكون المقابلة .. مجموعة من الألفاظ بين عبارتين لها أضاد فى العبارة الأخرى

* قول بعض الخطباء : 
"
الحمد لله الذى لا إله إلا هو   أول بلا إبتداء ، وأخر بلا انتهاء " 
أيضاً هناك مقابلة بين عبارة" أول بلاابتداء " وعبارة آخر بلا انتهاء " لوجود تضاد بين كلمات      (  أول - أخر ) ( ابتداء – انتهاء )  

* قال ابن الرومى يرثى ولده : 
     طواه الردى عنى فأضحى مزاره        بعيداً على قرب قريباً على بعد          
يقصد بالردى هنا الموت فى الشطر الثانى مقابلة بين 0 بعيداً على قرب " و " قريباً على بعد 
* قال الشاعر: 
    فلا الجود يفنى المال والجد مقبل        ولا البخل يبقى المال والجد مدبر    
الجد يقصد بها الحظ 
ستجد أن بين الشطر الأول " فلا الجود يفنى المال والجد مقبل " والشطر الثانى " ولا البخل يبقى المال والجد مدبر " مقابلة   فالجود يقابلها البخل ، ويفنى يقابله يبقى ، ومقبل يقابلها مدبر
الأثر الفني للتضاد والمقابلة :   
يعملان على إبراز المعنى وتقويته وإيضاحه و إثارة الانتباه عن طريق ذكر الشيء وضده

 الفرق بين المطابقة والمقابلة :

والفرق بين المطابقة والمقابلة يأتي من وجهين :

أحدهما أن المطابقة لا تكون إلا بالجمع بين ضدين،

 ضدان في صدر الكلام وضدان في عجزه أما المقابلة فتكون غالبا بالجمع بين أربعة

 وقد تصل المقابلة إلى الجمع بين عشرة أضداد  خمسة في الصدر وخمسة في العجز

    والثانى  أن المطابقة لا تكون إلا بالأضداد، على حين تكون المقابلة بالأضداد وغير الأضداد، ولكنها بالأضداد تكون أعلى رتبة وأعظم موقعا،   

نحو قوله تعالى :

"      "  ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله  

فانظر إلى مجيء الليل والنهار في صدر الكلام وهما ضدان، ثم قابلهما بضدين  هما السكون والحركة على الترتيب، ثم عبر عن الحركة بلفظ مرادف فاكتسب الكلام بذلك ضربا من المحاسن زائدا عن المقابلة؛ ذلك أنه عدل عن لفظ الحركة إلى لفظ ابتغاء الفضل، لكون الحركة تكون لمصلحة ولمفسدة، وابتغاء الفضل حركة المصلحة دون المفسدة

ومن أمثلة هذا النوع أيضا قوله تعالى  :

 "  يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي "   فقد أتى في كل صدر الكلام وعجزه بضدين، ثم قابل الضدين في صدر الكلام بضدين لهما في العجز على الترتيب

 أنواع المقابلة :

والمقابلة تأتي على أربعة أنواع على النحو التالي

 مقابلة اثنين باثنين :

" نحو قوله تعالى:  "   فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا، 

 (إن لله عبادا جعلهم مفاتيح الخير مغاليق الشر)، وقوله عليه السلام : 

 (إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع)  وكقوله للأنصار:

  ليس له صديق في السر ولا عدو في العلانية  

ومن مقابلة اثنين باثنين في الشعر قول النابغة الجعدي :

فتى كان فيه ما يسر صديقه          على أن فيه ما يسوء الأعاديا

        كتاب البلاغة السهلة                                                                 للأستاذ / عبدالرحمن معوض

وقول المعري :

يا دهر يا منجز إيعاده           ومخلف المأمول من وعده

فى البيت مقابلة بين كلمتين ( منجز –  إيعاده ) و ( مخلف   وعده )

ومن مليح هذه المقابلة وخفيها قول العباس بن الأحنف :

اليوم مثل الحول حتى أرى          وجهك والساعة كالشهر

فقد قابل اليوم بالساعة، والحول بالشهر، لأن الساعة من اليوم كالشهر من الحول جزء من اثني عشر جزءا

 : مقابلة ثلاثة بثلاثة

" نحو قوله تعالى:  "  يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث

وقول علي بن أبي طالب لعثمان بن عفان : إن الحق ثقيل وبي   ، والباطل خفيف مري 

ومن أمثلتها شعرا قول أبي دلامة :

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا       وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل

  البيت مقابلة بين ثلاث كلمات ( أحسن – الدين – الدنيا ) و ( أقبح – الكفر – الإفلاس )

 : مقابلة أربعة بأربعة

 نحو قوله تعالى : "  فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من   بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى    "

مقابلة بين ( أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ) و( بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) أربع كلمات مقابلة لأربع كلمات

ومن مقابلة أربعة بأربعة أيضا قول أبي بكر الصديق في وصيته عند الموت

 هذا ما أوصى به أبو بكر عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها ، أولا بآخر، والدنيا بالآخرة، وخارجا بداخل، ومنها بفيها فقابل

ومنه شعرا قول أبي تمام :

يا أمة كان قبح الجور يسخطها          دهرا فأصبح حسن العدل يرضيها

فى البيت مقابلة بين أربع كلمات موجودة فى كل شطر فى البيت

وقول جرير :

وباسط خير فيكم بيمينه           وقابض شر عنكم بشماله

فى البيت مقابلة بين أربع كلمات موجودة فى كل شطر فى البيت

وقول ابن حجة الحموي :

قابلتهم بالرضا والسلم منشرحا        ولوا غضابا فواحربي لغيظهمو

فالمقابلة هنا بين قابلتهم وولوا- الرضا و غضابا و السلم و حرب والانشراح والغيظ  

  : ومن مقابلة خمسة بخمسة

 قول الشاعر

بواطئ فوق خد الصبح مشتهر             وطائر تحت ذيل الليل مكتتم

فالمقابلة هنا بين  واطئ وطائر  لأن الواطئ هو الماشي على الأرض، والطائر هو السائر في الفضاء، وبين

«فوق وتخت» و «خد وذيل» لما بينهما من معنى العلو والسفل، و  الصبح والليل  

      مشتهر ومكتتم  

ومنه قول صفي الدين الحلي :

كان الرضا بدنوي من خواطرهم         فصار سخطي لبعدي عن جوارهم

فالمقابلة بين 

 خواطرهم جوارهم«كان وصار» و «الرضا والسخط» و «الدنو والبعد» و  من وعن    

مذهب من يرى أن المقابلة تجوز بالأضداد وغيرها

 ومنه أيضا قول أبي الطيب المتنبي :

أزورهم وسواد الليل يشفع لي         وأنثني وبياض الصبح يغري بي

ومقابلة بين ( أزورهم – أنثنى )  و ( سواد – بياض ) و ( يشفع – يغرى ) و ( الليل – والصبح ) و ( يشفع – يغرى ) و ( لى – بى )

 :    مقابلة ستة بستة

: قول الصاحب شرف الدين الأربلي

على رأس عبد تاج عز يزينه          وفي رجل حر قيد ذل يشينه

فالمقابلة هنا بين  :

 «على وفي» و «رأس ورجل» و «عبد وحر» و «تاج وقيد» و     وعز  وذل    «يزينه ويشينه»

ويرى علماء البديع أن أعلى رتب المقابلة وأبلغها هو ما كثر فيه عدد المقابلات شريطة ألا تؤدي هذه الكثرة إلى التكلف أو توحي به

كذلك يرون أن المقابلة بالأضداد أفضل وأتم، وهذا هو مذهب السكاكي؛ فالمقابلة عنده  أن تجمع بين شيئين فأكثر ثم تقابل ذلك بالأضداد، وإذا شرطت في أحد الشيئين أو الأشياء شرطا شرطت فيما يقابله ضده

وبعد فلعلنا أدركنا الآن على ضوء دراستنا لكل من المطابقة والمقابلة مدى أثرهما في بلاغة الكلام  فكل منهما يضفي على القول رونقا وبهجة ويقوي الصلة بين الألفاظ والمعاني، ويجلو الأفكار ويوضحها شريطة أن تجري المطابقة أو المقابلة مجرى الطبع. أما إذا تكلفها الشاعر أو الأديب فإنها تكون سببا من أسباب اضطراب الأسلوب وتعقيده

ومن صفات الأدب الجيد تلاحم أجزائه وائتلاف ألفاظه حتى كأن الكلام بأسره من حسن الجوار وشدة التلاحم كلمة واحدة، وحتى كأن الكلمة بأسرها حرف واحد. وكما يتم هذا التلاحم عن طريق التشابه يتم

كذلك عن طريق التضاد، لأن المعاني يستدعي بعضها بعضا، فمنها ما يستدعي شبيهه، ومنها ما يستدعي مقابله، بل إن الضد أكثر خطورا على البال من الشبيه وأوضح في الدلالة على المعنى منه

وعلى هذا كلما ظهرت المطابقة أو المقابلة في الكلام بدعوة من المعنى لا تطفلا عليه، كانت أنجح في أداء دورها المنوط بها في تحسين المعنى

---------------------------------------------------------------------------------

        كتاب البلاغة السهلة                                                                 للأستاذ / عبدالرحمن معوض

  تدريبات :

 استخرج كل طباق أو مقابلة مما يأتي :  
يقول الفرزدق:   

   والشَّيبُ يَنْهُضُ في الشَّبابِ كأنَّهُ            ليلٌ يَصيحُ بِجانِبَيهِ نَهارُ
يقول البُحتري  : 

 وأمَّةٌ كان قُبْحُ الجَوْرِ يُسْخِطها                دَهراً فأصْبَحَ حُسْنُ العَدْلِ يُرْضيها
قال المتنبي:    

  ومن يك ذا فم مرٍّ مريضٍ                   يجد مُرًّا به الماء الزلالا 

  أ ُلامُ لِما أُبدى عليكَ من الأسَى             وإنِّى لأُخفى منكَ أضعافَ ما أُبدى
قال المتنبي :    

  فَلاَ الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُقْبلٌ           وَلاَ الْبُخْلُ يُبْقي الْمَالَ وَالْجّدُّ مُدْبِرُ

يخفى لواعجه والشوق يفضحه               فقد تساوى لديه السر والعلن

أراك عصى الدمع شيمتك الصبر             أما للهوى نهى عليك ولا أمر

غير أن الفتى يلاقى المنايا                    ولا يلاقى الهوانا

خلقت من الحديد اشد قلبا                      وقد بلى الحديد وما بليت

بانا نورد الرايات بيضا                       ونصدرهن حمرا قد روينا

اختلاف الليل والنهار ينسى                  اذكرا لى الصبا وأيام انسي

هشت لك الدنيا فما لك واجما                وتبسمت فعلام لا تبتسم

فالعيش نوم والمنية يقظة                     والمرء بينهما خيال سار

فتى كان فيه ما يسر صديقه                 على أن فيه ما يسوء الأعاديا

كم وجوه مثل النهار ضياء                  لنفوس كالليل فى الإظلام

قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم               أو حاولوا النفع فى أشياعهم  نفعوا

وباسط خير فيكم بيمينه                     وقابض شر عنكم بشماله

فإذا حاربوا اذلوا عزيزا                     إذا سالموا اعزوا ذليلا

 قال المتنبى
فمساهم وبسطهم حرير                 وصبحهم وبسطهم تراب 
* قال قيس بن ذريح :
ويلبسنا الليل البهيم إذا دجا            ونبصر ضوء الصبح والفجر ساطع 
* قال ابن النبيه :
أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا       ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا 
  قال الشاعر :
نهار غرته البيضاء أرشدنى         وليل طرته السوداء أغرانى 

 

شكرا لتعليقك