pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


كتاب البلاغة السهلة 16 السجع

         من دروس علم البديع :

1-                        الســـــجــع

  تعريف السجع لغةً واصطلاحًا    :

السجع في اللغة : الكلام المقفَّى، أو موالاة الكلام على روي واحد، وجمعه: أسجاع وأساجيع، وهو مأخوذ من سَجع الحمام، وسجع الحمام هو هديله وترجيعه لصوته.

 

وفي اصطلاح البلاغة : تواطؤ الفاصلتين أو الفواصل على حرف واحد، أو على حرفين متقاربين، أو حروف متقاربة.

هو توافق الفاصلتينِ في فِقْرتين أو أكثر في الحرف الأخير وحركته .

·         والكلمة الأخيرة من الفقرة تسمى  ( الفاصلة ) وتلك الفاصلة تسكن دائما للوقف وللإحساس بما فى السجع من جمال

·         والسجع  ويكون في النثر فقط   ولايكون فى الشعر

·         كما أن الشعر يحسن بجمال قوافيه كذلك النثر يحسن بجمال فواصله ( بتماثل الحرف الأخير من الفواصل ) .

 

 

 

سر جمال السجع :

·         يحدث نغماً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن إذا جاء غير متكلف .ويزيد من قوة أداء الفكرة مادام مرتبطا بها فإذا أدى إلى جلب كلمات لا يقتضيها المعنى كان صنعة مفسدة

مثل : 

·          قال الرسول (ص) للأنصار: " إنكم لتكثرون عند , الفزع وتقلون عند الطمع "

حيث نلاحظ توافق نهاية الجملتين فى الحرف الأخير العين مما يعطى نغمة موسقية جملية

·         قيل لأعرابى ما خير العنب ؟ قال : ما أخضر عوده  , وطال عموده  ,  وعظم عنقوده .

حيث نلاحظ توافق نهاية الجملتين فى الحرف الأخير الهاء مما يعطى نغمة موسقية جملية

·         مثل :   (  ألن جانبك لقومك يحبوك  , وتواضع لهم يرفعوك , وأبسط لهم وجهك يطيعوك ولا تستأثر عليهم بشئ يسودوك )

حيث نلاحظ توافق نهاية الجملتين فى الحرف الأخير الكاف مما يعطى نغمة موسيقية جملية

*  (  الصوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع  ).

* (المعالي عروس ,  مهرها بذل النفوس).

قال رسول الله: [ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتي (أي إثمي) ، وَأجِبْ دَعْوَتي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ... ]

* من السجع ما يسمى " الترصيع " ، وهو أن تتضمن القرينة الواحدة سجعتين أو سجعات 

 كقول الحريري : " فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه   

*وكقول الهمذاني : " إن بعد الكدر صفواً ، وبعد المطر صحواً

 * تذكر : 

* أن الشعر يحْسُنُ بجمال قوافيه ، كذلك النثر يَحْسُنُ بتماثل الحروف الأخيرة من الفواصل.

*أجمل أنواع السجع ما تساوت فقراته مثل :

  (الحقد صدأ القلوب ، واللجاج سبب الحروب) اللجاج : التمادي في الخُصومة

  *إذا لم يكن هناك سجع بين الجمل يسمى الأسلوب مترسلاً .

* كثر السجع المتكلف فى عصور الصعف المملوكى والعثمانى وأصبح صنعة لفظية

امثلة على السجع :

   1-  إن بعد الكدر صفواً، وبعد المطر صحواً 

    2- ما حمدتُ نفسي على ظفر ابتدأته بعجزٍ، ولا لمتها على مكروهٍ ابتدأته بحزم 

   3-الحقد صدأ القلوب، واللجاج سبب الحروب   

    4-الإنسان بأدبه لا بزيه وثيابه 

(  إن بعد الكدر صفواً، وبعد المطر صحواً)  

يعتبر السجع الوارد في الجملة من نوع: (السجع المرصع)، وهو الذي يكون فيه جملتان تنتهيان بكلمتين على نفس الوزن والقافية، فتقابل كلمة في الجملة الأولة كلمة في الجملة الثانية، وقد يوجد في الجملة أكثر من كلمتين متقابلتين، وهو ما يُعرف بالترصيع، وفي المثال السابق ورد في الجملة الأولى: (الكدر، وصفواً)، وفي الجملة الثانية قابلهما: (المطر، وصحواً)، وهما على نفس الوزن، يقابل الكدر المطر، وصفواً يقابلها صحواً

(ما حمدتُ نفسي على ظفر ابتدأته بعجزٍ، ولا لمتها على مكروهٍ ابتدأته بحزم)

كلمتي (عجز، وحزم) بينهما سجع، فكلاهما على نفس الوزن، ولكنهما يختلفان في القافية، حيث تنتهي عجز بحرف الزاي، بينما تنتهي حزم بحرف الميم، ونوع السجع في هذه الجملة  : (سجع متوازن)، والذي يكون فيه آخر كلمة من كل فقرة من الفقرتين على نفس الوزن، ولكن لا تتفقان في القافية أي:  تختلفان في الحرف الأخير كما سبق ووضحنا

(الحقد صدأ القلوب، واللجاج سبب الحروب)  

بين (صدأ القلوب) في الجملة الأولى، و(سبب الحروب) في الفقرة الثانية سجع، كما اتفق آخر الكلمتين (القلوب، والحروب) في الحرف الأخير، كما اتفقا في الوزن، بينما اتفق كلمتي (صدأ، وسبب) في الوزن، واختلفتا في الحرف الأخير، وهو مثال على السجع المتوازي، حيث اتفقت آخر كلمة في كل فقرة من الفقرتين في كلٍ من الوزن، والقافية

(الإنسان بأدبه لا بزيه وثيابه): هناك ما يسمى بالسجع المطرق بين كلمتي:

 (آدابه، وثيابه)، يتفق الكلمتان في القافية، ولكنهما يختلفان في الوزن، آدابه على وزن أقعاله، وثيابه على وزن فِعاله، وهكذا يكون السجع المطرق، حيث تتفق آخر كلمة في الفقرتين في القافية (أي الحرف الأخير)، وتختلفا في الوزن

بعض الأمثلة على السجع :

(الحر إذا وعد وفى، وإذا أعان كفى  )                

   السجع في هذه الجملة من نوع السجع القصير، والذي تتألف الفقرتان الواردتان به من 

 عدد قليل من الألفاظ، فتكون الفقرة قصيرة، مما يجعل السجع أجمل، وأكثر جودة، على الرغم من صعوبته، وفي المثال السابق تتألف الفقرة الأولى من أربع كلمات، والفقرة الثانية من ثلاث كلمات، ومما هو مقرر في السجع القصير، ألا يزيد عن عشر كلمات في الفقرة

"  ولَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ، وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ "

: تتألف الآية الأولى من إحدى

 عشر كلمة، والثانية من ثلاثة عشر كلمة، أي أن الفقرتان تتألفان من عدد كبير من الكلمات، وهو ما يُطلق عليه السجع الطويل، حيث تحتوي الفقرة الواحدة على ما يزيد عن عشر  كلمات فيما أكثر وليس أقل

 " طه، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى، تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى "

 تحتوي الآيات الثلاثة على سجع، يمكن اعتباره من السجع المتوسط حيث تتألف الآية الثانية من خمس كلمات، والثالثة من أربع كلمات، والرابعة من ست كلمات، فالسجع المتوسط يتميز عن القصير والطويل بأن عدد الألفاظ في فقراته أقل من الطويلة، وأطول قليلاً من القصيرة   

أمثلة على السجع في القرآن :

(يا أيها المدثر، قم فأنذر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر)    

" والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم، وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى  "

" اقتربت الساعة وانش ق القمر، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر، وكذبوا واتبعوا أهوائهم وكل أمر مستقر  "

" ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور، ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور  "

 " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرس العظيم "

" إذ يريكهم الله في منامك قليلاً ولو أركهم كثيراً لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلَّم إنه عليم بذا الصدور، وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور   "

يقول تعالى: (ووجدك ضالاً فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى، فأما اليتيم فلا تقهم، وأما السائل فلا تنهر )

(والعاديات ضبحا، فالموريات قدحا، فالمغيرات صبحا، فأثرن به نقعا، فوسطن به جمعا)

" بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا، إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيرا، وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين دعوا هنالك ثبورا  "

" وقالوا اتخذ الرحمن ولداً، لقد جئتم شيئاً إدا، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا "

قول الله تعالى: {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}    

وكذا قوله -جل وعلا: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}    

   ومن التواطؤ على حروف متقاربة: قول الله تعالى: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} (ص: ٤ - ٧)

 فالباء والدال والقاف حروف متقاربة. كذا قوله تعالى: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} (ق: ١، ٢) .

 فالدال والباء حرفان متقاربان.

 

ويقع في الشعر كما يقع في النثر. فمما تواطأت فيه الفواصل على حرف واحد

 

ومن وقوعه في الشعر قول أبي تمام : 

      تجلَّى به رشدي وأثرتْ به يدي          وفاضَ به ثَمْدي وأورَى به زِندي

وقول المتنبي : 

فنحن في جذل والروم في وجل       والبر في شغل والبحر في خجل

جذل: هو الفرح، والوجل: هو الخوف، والمعنى: نحن فرحون بالنصر والروم في خوف من غاراته، والبَر مشتغل بجيش الممدوح، والبحر في خجل من غزارة كرمه.

هذا ويرى بعض البلاغيين كالسكاكي والخطيب: أن السجع لا يكون إلا في النثر، وأنه لا يكون إلا بتواطؤ الفاصلتين أو الفواصل على حرف واحد، فليس منه التواطؤ على حروف متقاربة.

يقول الخطيب: "السجع تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد، وهذا معنى قول السكاكي: الأسجاع في النثر كالقوافي في الشعر" 

فالأَولى هو ما ذكرناه؛ لأن السجع قد ورد في الشعر كما ورد في النثر؛ ولأن معظم البلاغيين جعلوا منه التواطؤَ على حروف متقاربة. 

هنا تتردد كلمات: الفقرة، والقرينة، والفاصلة، تتردد هذه الكلمات كثيرًا في باب السجع، فينبغي أن نعرف المراد بكل منها، فذلك أن الفاصلة: هي الكلمة الأخيرة من الفقرة أو القرينة، والفقرة أو القرينة بمعنًى واحد وهي الجملة التي تنتهي بالفاصلة،

 فمثلًا: قول الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} (القمر: ١، ٢) الفاصلة كلمة: {الْقَمَرُ} في الآية الأولى، و {مُسْتَمِرٌّ} في الآية الثانية، والفقرة أو القرينة هي الآية كلها، كل آية فقرة أو قرينة. 

 

ونحن لو تتبعنا مراحل هذا المصطلح - مصطلح السجع- لرأينا أن السجع مصطلح بلاغي عُرف منذ العصر الجاهلي قبل أن توضع مصطلحات العلوم، 

ومنذ معرفته في ذلك العصر - وحتى الآن- ودلالته لم تتغير وعلى الرغم من أن بعض العلماء قد أطلقوا على هذا الأسلوب في القرآن الكريم اسمَ الفواصل بدلًا من السجع، إلا أن دلالته ظلت باقيةً حتى الآن، وكان للسجع منزلة سنية بين العرب في الجاهلية، فلقد كثر في كلامهم، كان يصدر منهم عن طَبْع سليم، وسليقة قوية، وفِطرة واضحة

 

  من ذلك قول أوس بن حارثةَ موصيًا ابنَه"يا مالك المنية ولا الدنية، والعتاب قبل العقاب، والتجلد لا التبلد، واعلم أن القبر خيرٌ من الفقر، وشر شارب المُشَتَف، وأقبح طاعم المقتف، وذهاب البصر خير من كثير النظر" . 

ومنه قول قس بن ساعدة الأيادي في سوق عكاظ، وهو مشهور: "أيها الناس، اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر" .

 ومنه أيضًا قول عبد المطلب بن هاشم يهنئ سيفَ بن ذي يزن باسترداد مُلكه من الحبشة: "إن الله تعالى أيها الملك أحلك محلًا رفيعًا صعبًا منيعًا، باذخًا - يعني: عاليًا- شامخًا، وأنبتك منبتًا طابت أرومته، وعزت جرثومته - جرثومة والأرومة هي الأصل- وثبت أصله وبسق فرعه في أكرم معدن وأطيب موطن" 

. وإلى جانب هذا السجع الفطري وُجِدَ نوع آخر من السجع المتكلف، وهو سجع الكهان، كقول سُطيح بن مازن وهو من كهان العرب، في تعبير رؤيا ربيعة بن نصر اللخمي أحد ملوك اليمن: 

"أحلف بما بين الحَرتين من حنش، ليهبطن أرضَكم الحبش، وليمكنن ما بين أبينَ إلى جرش" . وقول شق أنمار من كهان العرب في تعبير تلك الرؤيا: "أحلف بما بين الحرتين من إنسان، لينزلن أرضكم السودان، وليغلبن على كل طَفلة البَنان، وليملكن إلى ما بين أبينَ ونجران" . 

ومن ذلك أيضًا: قول كاهن الخزاعي في تنفير هاشم بن عبد مناف على أخيه أمية بن عبد شمس: "

والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر، وما اهتدي بعلم مسافر من منجد أو غائر، لقد سبق هاشم أميةَ في المآثر" .

وفي العصر الإسلامي نهَى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سجع الكهان، فقد روي أنه -عليه الصلاة والسلام- قَضَى في جنين امرأة ضربتها أخرى، فسقط ميتًا، قضى بِغُرة -أي: عبد أو أمة- على عاقلة الضاربة، فقال رجل منهم: كيف نَدي من لا شرب ولا أكل، ولا صاح فاستهل، ومثل ذلك دمه يُطل -أي: يهدر- فقال -صلى الله عليه وسلم: (( إياكم وسجعَ الكهان )) أو (( أسجعًا كسجع الكهان؟ )) . وسبب نهيه -عليه الصلاة والسلام- عن سجع الكهان يرجع إلى ما فيه من التكلف والتصنع، كما هو وارد في هذا الأثر، وما تضمنه من أحكام تخالف تعاليمَ الإسلام، وما يقصد إليه الكاهن من التزييف، وتزيين الباطل؛ كي يعلو على الحق، ولم يقصد - صلى الله عليه وسلم- النهي عن السجع مطلقًا، بل قصد النهي عن هذا النوع منه وهو سجع الكهان. 

ودليل ذلك أن أسلوب السجع قد ورد في النظم الكريم على نحو ما رأينا، وكما ورد أيضًا في أقواله -صلى الله عليه وسلم- من ذلك قوله(( يقول العبد: مالي مالي، وإنما لك من مالِك يا بن آدم ما أكلت فأفنيتَ، أو أعطيت فأمضيتَ، أو لبست فأبليت )) ،

وقوله -صلى الله عليه وسلم: (( أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام )) .

 وفي أقوال أصحابه - رضي الله عنهم وأرضاهم- ما جاء من قول عبد الله بن عباس في وصف أبي بكر - رضي الله عنه: "رحم الله أبا بكر، كان والله للقرآن تاليًا، وعن المنكر ناهيًا، وبذَنْبه عارفًا، ومِن الله خائفًا، وعن الشبهات زاجرًا، وبالمعروف آمرًا، وبالليل قائمًا، وبالنهار صائمًا، فاق أصحابه ورعًا وكَفافًا، وسادهم زُهدًا وعفافًا" . 

وإذا كان سجع الكهان قد اختفى بمجيء الإسلام، فقد ظهر نوع آخر من السجع أغرق منه في الكذب والضلال، وأكثر منه اضطرابًا في النظم وسماجة التركيب،

 

 ألا وهو سجع مدعي النبوة ، الذين استخفوا قومهم فأطاعوهم، من ذلك قول مسيلمة الكذاب:

 

 "يا ضُفدع نقي نِقي، لِمَ تنقين  لا الماء تُكدِّرين، ولا الشراب تَمنعين" 

 وإذا ما استثنينا هذا النوعَ - وهو سجع مدعي النبوة- نجد أن أسلوب السجع ظل قويًا مطبوعًا، وبخاصة في الوصايا، والحكم، والوعظ، والأجوبة، والنوادر، وغير ذلك من فنون القول، حتى أواسط القرن الرابع الهجري، حيث امتزج العجم بالعرب، ودَبَّ الفساد في اللغة، وعدَل القوم عن الأسلوب الفطري المطبوع، وتحولوا إلى الزخرف والزينة، فكان الإسراف والإفراط، وظهرت الصنعة والتكلف، ليس في السجع فحسب بل في مختلف الفنون البلاغية. 

‌‌أقسام السجع :

والسجع ليس صورة واحدة، وإنما هو يأتي في الكلام على أربعة أضرب أو أقسام:      المطرّف      ،     والمرصع  ,   والمتوازي    ،     والمشطر     
     1- فالمطرّف : هو ما اختلفت فيه الفاصلتان أو الفواصل وزنا واتفقت رويا، وذلك بأن يرد في أجزاء الكلام سجعات غير موزونة  عروضيا وبشرط أن يكون رويها روي القافية، نحو قوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً
ومنه شعرا على الرأي القائل بأن السجع غير مختص بالنثر، وإنما هو يدخل النثر والشعر معا- قول أبي تمام 
         تجلى به رشدي وأثرت به يدي     وفاض به ثمدي وأورى به زندي

2- الترصيع : وهو عبارة عن مقابلة كل لفظة من فقرة النثر أو صدر البيت بلفظة على وزنها ورويها
ومن أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ، وقوله تعالى أيضا: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ. ومنه قول الحريري في المقامات:  يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه  
ومن أمثلته الشعرية قول أبي فراس الحمداني
                  وأفعالنا للراغبين كرامة          وأموالنا للطالبين نهاب  
ومنه قول الشاعر:
          فيا يومها كم من مناف منافق           ويا ليلها كم من مواف موافق
والمبرز في هذا النوع يجرد نظم بيته من الحشو، والحشو في الترصيع عبارة عن تكرار الألفاظ التي ليست منه، بحيث لا يأتي في صدر بيته بلفظة إلا ولها أخت تقابلها في العجز، حتى في العروض والضرب، كقول ابن النبيه الشاعر
        فحريق جمرة سيفه للمعتدي             ورحيق خمرة سيبه للمعتفي
فهذا البيت وقع الترصيع في جميع ألفاظه، فإن المقابلة فيه حاصلة بين حريق ورحيق، وبين جمرة وخمرة، وبين سيفه وسيبه، وبين المعتدي والمعتفي
وبيت أبي فراس السابق خال من تصريع العروض والضرب، والشاهد الثاني كرر فيه ناظمه حرف النداء فدخل عليه الحشو

    3- المتوازي  : وهو أن تتفق اللفظة الأخيرة من القرينة   أي الفقرة مع نظيرتها في الوزن والروي، كقوله تعالى: فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوابٌ  مَوْضُوعَةٌ

ومنه قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:  اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط ممسكا تلفا» 
ومنه قول الحريري في المقامات: الجأني حكم دهر قاسط إلى أن أنتجع أرض واسط ، وقوله: «وأودى بي الناطق والصامت، ورثى لي الحاسد والشامت»
ومن أمثلته شعرا قول المتنبي :
فنحن في جذل والروم في وجل          والبر في شغل والبحر في خجل         

     4- المشطور: ويسمى أيضا التشطير، وهو أن يكون لكل شطر من البيت قافيتان مغايرتان لقافية الشطر الثاني. وهذا القسم خاص بالشعر، كقول أبي تمام :
               تدبير معتصم بالله منتقم           لله مرتغب في الله مرتقب       
فالشطر الأول كما ترى سجعة مبنية على قافية الميم، والشطر الثاني سجعة مبنية على قافية الباء

شروط حسن السجع، وأنواعه :

                                                                                          

والسؤال إذًا: إذا كان حال السجع هكذا فما هي إذن شروط حسن السجع - بالطبع في غير القرآن؟ الجواب: أن ابن الأثير ذكر شروطًا أربعة ينبغي تحققها؛ حتى يكون السجع حسنًا، فإذا فقد شرط منها لا يكون السجع حسنًا. وتلك الشروط هي :

 أولًا : أن تكون الألفاظ المسجوعة حلوةً رنانةً، لا غثةً ولا باردةً.

الأمر الثاني : أن تكون التراكيب أيضًا صافيةً حسنةً رائقةً خاليةً من الغَثاثة، وذلك أن المفردات قد تكون حسنة ولكنها عند التركيب تفقد هذا الحسنَ، ولذا شُرط في التركيب ما شرط في المفرد. ومعنى الغثاثة والبرودة التي ينبغي أن تخلو منها الألفاظ والتراكيب: أن يهتم المتكلم بالسجع ويهمل الألفاظ والتراكيب، فتأتي متكلفةً، قد بدت فيها الصنعة والتعمق.

 الشرط الثالث : أن يكون اللفظ فيه تابعًا للمعنى، لا أن يكون المعنى تابعًا للفظ، وإلا كان كظاهر مموه على باطن مشوه.

 الرابع : أن تكون كل واحدة من الفقرتين المسجوعتين دالةً على معنى غير المعنى الذي دلتْ عليه أختها، فإذا كان المعنى فيهما سواء فذلك هو التطويل بعينه؛ لأن التطويل إنما هو الدلالة على المعنى بألفاظ يمكن الدلالة عليها بدونها. 

وهذا الشرط الأخير لم يسلم لابن الأثير، فقد فنده بعضهم، ذاكرًا أن السجعة الثانية إذا كانت بمعنى الأولى فهي تؤكد معناها، فالتأكيد عمدة البيان. ثم ذكر أن القرآن الكريم قد ورد فيه ذلك في كثير من مواضعه، نحو قول الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ}  

هذا، وللسجع أنواع باعتبار وروده في النثر والشعر، إذ بعض هذه الأنواع يكون في النثر والشعر معًا يشترك فيهما، وبعضها يختص بالشعر فقط.

 فأنواعه المشتركة بين النثر والشعر ثلاثة : 

أولها: المطرف : وهو ما اختلفت فيه الفاصلتان أو الفواصل وزنًا واتفقت رويًّا، كما في قول الله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}    فوزن: {وَقَارًا} يختلف عن وزن: {أَطْوَارًا} والروي واحد، وهو حرف الراء. ومنه شعرًا،

 قول أبي تمام وقد سبق: 

تجلَّى به رشدي وأثرتْ به يدي            وفاضَ به ثَمْدي وأورَى به زِندي 

 

فزندي ويدي مختلفان وزنًا، متفقان رويًا. أما رشدي وثمدي وزندي  فمتفقة في الروي والوزن معًا، والمراد بالوزن هنا الوزن العروضي لا الصرفي. 

 

النوع الثاني من المشترك بين النثر والشعر: ما يسمى بالمرصع

وهو أن يكون ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثره مثل ما يقابله من الأخرى وزنًا وتقفيةً، كما في قول الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} (الانفطار: ١٣، ١٤) فالأبرار في الوزن والتقفية مثل الفجار، ونعيم كذلك مثل جحيم،

 

 ومثله قوله -سبحانه وتعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} (الغاشية: ٢٥، ٢٦)

 وقوله -عز وجل: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} (العاديات: ١ - ٥)

 ومثله قوله - صلى الله عليه وسلم: (( اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، وأعط ممسكًا تلفا )) 

ومنه قول الحريري: فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه.

ومنه شعرًا قول أبي فِراس الحمداني: 

وأفعالنا للراغبين كرامةً       وأموالنا للطالبين نهاب 

 

وقول الآخر: 

فحريق جمرة سيفه للمعتدي          ورحيق خَمرة سببه للمعتفي 

النوع الثالث - ما يشترك فيه السجع بين الشعر والنثر: ما يسمى بالمتوازي،

 وهو ما اتفقت فيه الفاصلتان فقط وزنًا وتقفيةً،

 كما في قول الله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ} (الغاشية: ١٣، ١٤) فإن: {مَرْفُوعَةٌ} و {مَوْضُوعَةٌ} متفقتان وزنًا ورويًّا.

 ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم:  ( اللهم إني أدرأ بك في نحورهم، وأعوذ بك من شرورهم )  فـ (( نحورهم )) و (( شرورهم )) متفقتان وزنًا وقافيةً.

ومنه شعرًا قول المتنبي -  وقد مر بنا: 

فنحن في جذل والروم في وجل      والبر في شغل والبحر في خجل

 

فالشطر الأول مسجوع سجعًا متوازيًا، والشطر الثاني من السجع المرصع، فإن اتفقت الفاصلتان في الوزن دون القافية سُمي هذا باسم الموازنة،

 كقوله تعالى: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} (الغاشية: ١٥، ١٦) فلفظا: {مَصْفُوفَةٌ} و {مَبْثُوثَةٌ} متفقان في الوزن لا في القافية، فالأولى على الفاء والثانية على الثاء، وهما حرفان متقاربان لا متفقان.

 ومنه قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا * فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} (مريم: ٨٣، ٨٤) فـ {أَزًّا} و {عَدًّا} اتفقتا وزنًا واختلفتَا قافيةً. فإن كان ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثر ما فيهما مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن دون القافية، خُصَّ باسم المماثلة،

وهذا هو النوع الخامس، كقول الله تعالى: {وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الصافات: ١١٧، ١١٨) .

 ومنه شعرًا قول أبي تمام: 

مها الوحش إلا أن هاتا أوانسٌ         قنا الخط إلا أن تلك ذوابل 

وقول البحتري: فأحجم أي : الأسد الذي بارزه الممدوح: 

فأحجم لما لم يجد فيك مطمعا         وأقدم لما لم يجد عنك مهربًا 

تدريبات على السجع :

1 - قال رسول الله   :" إنَّ الله حرَّمَ عليكُمْ عقوقَ الأمهاتِ ، ومنْعًا وهاتِ ، ووأدَ البناتِ ، وكرِهَ لكمْ قِيلَ وقالَ ، وكثرةَ السُّؤالِ ، وإضاعةَ المالِ " متفق عليه .

2 -  كتب أبو الطيب الوشَّاء : " اعلمْ أنَ عِمادَ الظَّرفِ عندَ الظُّرفاءِ ، وأهلِ المعرفةِ والأدباءِ ، حفظُ الجوارِ ، والوفاءُ بالذِّمارِ [ كل ما يُحمى من شرف وكرامة ..إلخ ] ، والأنفة منَ العارِ ، وطلبُ السلامةِ منَ الأوزارِ . ولنْ يكونَ الظريفُ ظريفًا حتى تجتمعَ فيه خِصالٌ أربعٌ : الفصاحةُ والبلاغةُ والعفةُ والنزاهةُ ؟ "

3 - قال أبو عمرو بن العلاء :

" مِمَّا يَدُلَّ على حريَّةِ الرجلِ ، وكرمِ غريزَتِهِ ، حنينُهُ إلى أوطانِهِ ، وتشوُّقِهُ إلى متقدَّمِ إخوانهِ ، وبكاؤُهُ على ما مضى من زمانِهِ " . 

4 - الحر إذا وعد وَفَى ، وإذا أعان كَفَى ، وإذّا مَلَك عَفَا .

5 - الحمد لله القديم بلا بداية ، والباقي بلا نهاية .

6 - وسئل حكيم عن أكرم الناس عِشْرة فقال : " مَنْ إذا قَرُب مَنَح ، وإذا بَعُدَ مَدَح ، وإذا ضُويِق سَمح " .

7 - حامي الحقيقة  , محمود الخليقة  , مهدي الطريقة نفاع وضرار .

8 - أن الهوى في الحجيج ,هوى قلوب ,لا هوى جيوب .

9 - قال الحريري : ارتفاعُ الأخطار ، باقتحامِ الأَخطار .

10 - صيام القلب عن الفكر في الآثام ، أفضل من صيام البطن عن الطعام .

11 -  قال رسولُ الله -   - : " أيها الناس : افشوا السلام , وأطعموا الطعام , وصلوا الأرحام , وصلوا بالليل والناس نيام , تدخلوا الجنة بسلام "

، حدّد السجع في كلّ جملة وبيّن نوعه

1- {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}

2- {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم}.

3-  {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}.

4- {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}.

5- {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ}.

6- "اللَّهمَّ إنَّا نجعلُك في نُحورِهِم ونعوذُ بِكَ من شُرورِهم".

7- "يا أيُّها النَّاسُ أفشُوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصِلوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ".

8- ليكن إقدامك توكّلًا، وإحجامك توكّلًا. المؤمنُ غرٌّ كريم، والفاجر خبٌّ لئيم. إنّ بعد الكدر لصفوًا، وإنّ بعد المطر لصحوًا. قوّة الأشرار بلاء، وقوة الأخبار دواء،  

----------------------------------------------------------------------------------- 
شكرا لتعليقك