pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


الشاعر محمد رشاد الشريف

الشاعر محمد رشاد الشريف

أحد مشاهير قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي ومقرئ المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في الخليل انتقل للعيش في الأردن منذ عام 2000و حالياً يؤم المصلين فى مسجد الملك عبد الله الأول في العبدلي. بدأ الشريف بتعلم الترتيل صغيراً. فقرأ القرآن الكريم على الشيخ حسين علي أبو سنينه وأجازه بروايتي حفص عن عاصم وورش حتى أتقن القراءة القرآنية في سن الثامنة عشرة متأثرا بقراءة المقريء محمد رفعت وكان يسمعه مفتي الخليل الشيخ عبد الله طهبوب في العام 1941م والذي عمل على إرساله إلى الإذاعة الفلسطينية  في مدينة القدس، ليستمع إليه أهل السماح وكان من بينهم الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان فوافقوا على قراءته. وفي العام 1943م، استمع إلى محمد رشاد الشريف شيخ القراء في القرن العشرين، المقرئ محمد رفعت وكان كفيفاً فقال عنه "إنني استمع إلى محمد رفعت من فلسطين وليرد له برسالة في العام 1944م معتبراً إياه بمثابة "محمد رفعت الثاني" عين كقارئ للمسجد الأقصى في عام 1966م وكان يقرأ فيه جمعة بعد جمعة، لأنه كان أيضاً يقرأ في الحرم الإبراهيمي في الخليل
ولدى محمد رشاد الشريف معرفة كبيرة في فن الخط، فهو يتقن خط الرقعة والثلث والفارسي وقام بتأليف كتاب اللغة العربية للصف الأول بتكليف من وزارة التربية والتعليم في الأردن، واستخدم في كتابه خط الرقعة في تعليم الأطفال مستندا على الطرق الصحيحة في عملية التعليم للأطفال الصغار مبتدئا من الحرف ثم المقطع ثم الكلمة ومن ثم الجملة. والشيخ الشريف مثقف وبارع في نظم الشعروله ديوان شعري لم يطبع بعد؛ نظراً لتركيزه على علوم القرآن المتعددة.
وكان قد بدأ بنظم الشعر في العام 1937م ، وله عدد كبير من القصائد تقارب المائة.

وللشيخ قصيدة المعلم المشهورة التي فضلها النقاد على القصائد التي نظمت في هذا الباب

ايها المعلم

  إليك هذه التحية في زمن قل أن تحظى فيه بتحية !! و من قبلُ حيّاك سيد المعلمين صلوات الله عليه و قلّدك هذا الوسام الخالد (خير من يمشي على وجه الأرض المعلمون) و كانت تحية شوقي بالأمس تحية شاعر غير معلم واليوم يتقدم لتحيتك شاعر معلم عاش ما عشت و عانى ما عانيت


يا شمعة في زوايا الصف تأتلق              تنير درب المعالى وهى تحترق
لا اطفأ الله نورا أنت مصدره               يا صادق الفجر أنت الصبح و الفلقُ
أيا معلم يا رمز الوفا سَلِمتْ                يمينُ أهل الوفا يا خير من صدقوا
لا فضّ فوك فمنه الدرّ منتثرٌ               و لا حُرمْتَ فمنك الخيرُ مندفقُ
و لا ذللت لمغرورٍ و لا صَلِفٍ             و لا مَسّتْ رأسَك الجوزاء و الافقُ
يدٌ تخط على القرطاس نهج هدى          بها تشرفت الأقلام و الورقُ
تسيل بالفضة البيضاء اناملها               ما انضر اللوحة السوداء بها وَرِقُ
أيا معلم كم طوقتَ من عُنق                بالفضل فازدان منه الصدر و العنقُ
و يا مؤدبُ كم انقذت من أمم               لولى سفينك في بحر الردى غرقوا
و كم بنيت لها مجداً فبوّأها                  ذرا المعالي و منك الجهد و العرقُ
فيا معلم هل رُدّ الجميل إلى                 ذويه أم يا ترى ضلت به الطرق
فبتّ في الناس منسياً فلا أحد                يهفو اليك فأنت المهمل الخَلَقُ
تمدّ في كل شهر للقساة يداّ                   ترجو كفافا عسا يبقى به الرمقُ
فلا شوامخ في البنيان حُزتَ ولا             يسعى الى بيتك الراشي و يستبق
و لقد سموت فلا سفساف تطلبه              يا من بمثلك في هذا الورى أثقُ
و لو قضيت مديد العمر في دأَبٍ            عليه تشهد أجيالٌ و تتفقُ
و هو الامين على أقوال من خرجوا          على مبادئنا في الشرق و انزلقوا
مجدٌ حرام به قادوا الشعوب إلى              سوء المصير و قد ضلوا و قد مرقوا
يا حسرتا نكست أعراف امتنا                 فالنور في عرفنا الديجور و الفسقُ
و العلم رهن شهادات مزورة                 لا في صدور على الايمان تنطبقُ
العلمُ كنزٌ ؛ ثلاث من مفاتحه                  نبذ التكبر و الإصغاء و الارقُ
في صحبة لكتابٍ نافعٍ و أخٍ                   كالنجم يهدي إذا ما اظلم الشفقُ
فيا مكابر هذي غَرفة غُرفت                  في بحر علم بها أمنالكم شرِقوا
فهات لي قطرة من بحر فضلكمُ               أو فالتمس وادياً و الحق بمن نعقوا
قد كان أجدر أن تسعى لساحتنا                مسترشداً فلدينا العلم و الخُلُقُ
فيا معلمنا لا تيأسنّ فلن                         يجفّ روضك فهو العاطر العَبِقُ

و سوف تلقى جزاء الضِعف مدّخراً           فعش قريراً و لا يقعد بك القلقُ
شكرا لتعليقك