pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


حافظ إبراهيم فى قصيدة خالدة: الأم مدرسة

حافظ إبراهيم فى قصيدة خالدة: الأم مدرسة

تعد قصيدة “كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقى” لشاعر النيل حافظ إبراهيم، أحد الأعمال الأدبية الخالدة التى تحدثت عن المرأة ودورها فى بناء المجتمعات والشعوب.
وبلغت روعة القصيدة الدرجة التى جعلت وزارة التربية والتعليم المصرية تعتمدها كواحدة من القصائد المقررة على الطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة، لما بها من أخلاقيات وطنية تحض على رفعة الوطن والتفانى فى عشقه، فضلا عن الأبيات الخالدة التى خصصها لدور المرأة فى الأسرة والمجتمع.
وبدأ حافظ تحفته الشعرية ببيتين فى حب بلاده فقال:
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقى      **      فى حب مصرَ كثيرة العُشّاقِ
إِنّى لَأَحمِلُ فى هَواكِ صَبابَةً   **     يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
إلى أن قال عن المرأة والأم:
مَن لى بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها    **      فى الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها       **     أَعدَدتَ شَعبا طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا   **      بِالرِى أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى     **      شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
وكان حافظ إبراهيم إحدى عجائب زمانه، ليس فقط في جزالة شعره بل في قوة ذاكرته والتي قاومت السنين ولم يصبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هى عمر حافظ إبراهيم، فإنها ولا عجب اتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان باستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل في عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان، كما وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن في بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم أو طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالرواية التي سمع القارئ يقرأ بها.

يعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وأمل أم يئس، فقد كان يتربص كل حادث مهم يعرض فيخلق منه موضوعًا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره.
يروى عن حافظ إبراهيم مواقف غريبة مثل تبذيره الشديد للمال فكما قال العقاد (مرتب سنة في يد حافظ إبراهيم يساوى مرتب شهر) ومما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطارًا كاملا (قطارا كاملا) ليوصله بمفرده إلى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية..

وفاته :-
توفي حافظ إبراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذى أسرع لإستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الاخير، توفى رحمه الله ودفن في مقابر السيدة نفيسة
شكرا لتعليقك