pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


حسان بن ثابت

حسان بن ثابت
هو: أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجى الأنصاري، من قبيلة الخزرج، التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز، وأقامت في المدينة مع الأوس. ولد في المدينة قبل مولد الرسول  بنحو ثماني سنين، فعاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة أخرى، وشب في بيت وجاهة وشرف، منصرفًا إلى اللهو والغزل. وهو من بني النجار أخوال عبد المطلب بن هاشم جد النبي محمد من قبيلة الخزرج، ويروى أن أباه ثابت بن المنذر الخزرجى كان من سادة قومه، ومن أشرفهم، وأما أمه فهي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية. ولد سنة: 60 قبل الهجرة على الأرجح، صحابي وكان ينشد الشعر قبل الإسلام، وكان ممن يفدون على ملوك الغساسنة في الشام، وبعد إسلامه اعتبر شاعر النبي محمد بن عبد الله.
كانت المدينة في الجاهلية ميدانًا للنـزاع بين الأوس والخزرج، تكثُر فيها الخصومات والحروب، وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج، الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية، فصارت له في الجزيرة العربية شهرةٌ واسعة وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة، يمدحهم بشعره، ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان، وقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارفة الظلال، ثم اتصل ببلاط الحيرة وعليها النعمان بن المنذر، فحلَّ محلَّ النابغة، حين كان هذا الأخير في خلاف مع النعمان، إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان، فتركه حسان مكرهًا، وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفةً بشعر المديح وأساليبه، ومعرفة بشعر الهجاء ومذاهبه، ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم، واشتمل على ألفاظ جزلة قوية، وهكذا كان في تمام الأهبة للانتقال إلى ظل محمد نبي الإسلام، والمناضَلة دونه بسلاحَي مَدْحِه وهجائه.
حسان بن ثابت في الإسلام
أعطى كفار قريش الشاعر حسان بن ثابت مبلغاً من المال وذلك قبل إسلامه ليهجوَ النبي صلى الله عليه و سلم فوقف حسان على ربوة ينتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأتي لينظر إلى صفةٍ من صفاته فيهجوه بها و مرّ الرسول صلى الله عليه و سلم مرّ فلما رأى حسان النبي صلى الله عليه وسلم و قد أشرق بطلعته البهية ، قذف الله عزوجل النور في قلبه فأنشرح صدره، استنار وجهه، رجع إلى القوم و رد لهم المال ، قال هذه أموالكم ليس لي فيها حاجه أما هذا الذي أردتم أن أهجوهُ اللهم إني أشهدك أني أشهد أنه رسول الله فقالوا ما دهاك ما لهذا أراسلناك فأجابهم بقوله :
لما رأيت أنواره سطعت           وضعت من خيفتي كفي على بصري
خوفاً على بصري من حسن صورته .                     فلست أنظره إلا على قدري
روحٌ من النور في جسم من القمر                  كحليةٍ نسجت من الأنجم الزهر
ومن قصة إسلام الصحابي الجليل حسان بن ثابت أيضا يتبين لنا خضوع الشعراء لبلاغة القرآن وفصاحة بيانه ولو كان شعرا لأتوا بمثله ... ولكنهم عجزوا حتى أن يأتوا بآية من مثله ومن شعره :
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه            *        إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشق لــه من اسمه ليجله            *         فـذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعــد يأس وفترة مــن الرسل               *              والأوثانُ في الأرض تعبد
فأمسى سراجاً مستنيراًوهادياً            *            يلـوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا ناراً وبشّــر جنةً              *             وعلمـــنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي             *          ذلك ماعـمّرت في الناس أشهد
ومن قوله يمدحه عليه الصلاة والسلام:
        وأحسن منك لم تر قط عيني     وأجمل منك لم تلد النساء
خُلِقْتَ مبرءاً من كل عيب                 
كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاء
لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره، وسمع بالإسلام، دخل فيه، وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانيَّة، ويدافع عن محمد والإسلام، ويهجو خصومهما.. قال يومًا للأنصار:«ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ".»
حسان بن ثابت يؤيده الروح القدس
قال رسول الله : «"اهجُ قريشًا، فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل"، فأرسل إلى ابن رواحة فقال: "اهجهم"، فهجاهم فلم يُرْضِ، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنَبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحقَ! لأقرينهم بلساني فرْيَ الأديم.. فقال رسول الله : "لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبًا، حتى يلخص لك نسبي"، فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله، قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق!! لأسلنَّك منهم كما تسل الشعرة من العجين.. قالت عائشة: فسمعت رسول الله يقول لحسان: "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله"، وقالت: سمعت رسول الله يقول: "هجاهم حسان، فشفى واشتفى
وأهدى لهُ النبي جارية قبطية قد أهداها لهٌ المقوقس ملك القبط واسمها سيرين بنت شمعون فتزوجها حسان وأنجبت منهُ ولدهُ عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، وحسن إسلامها وهي أخت زوجة الرسول مارية القبطية

                   توفى  حسان بن ثابت في المدينة عن عمر ناهز المائة والعشرين عامًا.: توفي في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان ما بين عام: 50 هـ وعام 54 هـ.
شكرا لتعليقك