الشاعر العباسى ابن الرومى
ابن الرومي من شعراء القرن
الثالث الهجري في العصر العباسي.إنه کان من الشعراء المولّدين، قد برع في نظم
الشعر بقريحته الوقادة وفکره العميق. ويمتاز شعره بالسلامة والرقة والسهولة
والعذوبة والإطناب.
أصله ونشأته
أصله ونشأته
هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج ، وقيل جورجيس، المعروف بابن
الرومي وکانت ولادته يوم الأربعاء بعد طلوع الفجر لليلتين من رجب سنة 221 ببغداد
في الموضع المعروف بالعقيقة.
بدأ ابن الرومي حياته في العصر العباسي الأول ومضی أکثر عمره في
العصر العباسي الثاني.إنه عاصر تسعة من الخلفاء العباسيين حينما کان طفلاً صغيراً
توفي أبوه « فکفله أخوه وأمه ويبدو أن أخاه کان يعاشر الأدباء والظرفاء ويحضر
مجالسهم ويقضي أيامه في جلسات الشرب واللهو في بساتين بغداد ، فکان يصحب أخاه إلی
کل ذلك،و قد کان أخوه هذا ظريفاً حاضر النکتة والبديهة وکان يجمع بين الإمعان في
اللهو وحُبَّ الأدب ومجالس العلماء وهکذا نری أنَّ شاعرنا قد بدأ بداية مترفة بين
أخيه وأمه.أيضاً کان في الجو الَّذي اختلط فيه الاضطراب السياسي والرفاهة
الاجتماعي،في العلم والثقافة والثورات،وليس ،في يديه سلاح سوی الثقافة الواسعة
وشعره،
أساتذته وثقافته:
کان مولعاً بالعلم « ينصرف إلی متابعة التحصيل و الحضور في مجالس
العلماء و الفقهاء و الأدباء والرواة و شارحي المتون والبلاغيين والتزود بزاد دسم
من ثقافة عصره.وکان قد رفعه في هذا الاتجاه منذ صغره. تتلمذ شاعرنا علی بن محمد بن
حبيب الرواية النسابة،صديق والده،
أسرته:
قد مضي ابن الرومي معظم أيامه في عزلة و انزواء نکب ابن الرومي بجميع أفراد أسرته، بأبيه وأمه
و أخيه وخالته ، فبقي لا معين له في الدهر يعضده ، ولا ملاذ له في الشدائد وکان قد
تزوّج ليجد راحة بعد العناء،وأمناً بعد القلق، فرزق أولاداً ثلاثة.وأصغر هؤلاء هبة
الله و أوسطهم محمد،وأمَّا أکبرهم فلم يذکر اسمه، ولکن الدواهي لم تغفل عينها وعن
إيذائه، فأقبل الموت ينتزع من دنياه الواحد تلو الآخر من صبية ،حتی ثکلهم جميعاً
فبکاهم،ثُمَّ رزئ بأمهّم بعدهم فبکاها
مظاهر شخصیته:
يوصف أخلاق ابن الرومي« بأنَّه دقيق الحس،عصبي المزاج،تغلب عليه
السوداء ،فيثور، ويشتد غضبه ويسلط لسانه إذا عبث به عابث،ولکن سريع الرضی،صفوح إذا
استرضی. وکان يحب الحياة و ينتعشها مع ما لقي فيها من بؤس وشقاء والحياة عند لذة
يتطلبها و يستمتع بها. ومن صفاته الحسنة أنَّه کان صادق المودة لأصحابه،محباً
لأولاده و أهله عطوفاً علی الفقراء و المساکين
وفاة ابن الرومى
توفي ابن الرومي مسموماً
ودفن ببغداد عام 283هـ - 896م، قال العقاد "أن الوزير أبا الحسين القاسم بن عبيد
الله ، وزير الإمام المعتضد، كان يخاف من هجوه وفلتات لسانه بالفحش، ، فأطعمه حلوى
مسمومة، وهو في مجلسه، فلما أكلها أحس بالسم، فقال له الوزير: إلي أين تذهب؟ فقال:
إلي الموضع الذي بعثتني إليه، فقال له: سلم على والدي، فقال له: ما طريقي إلي النار
ومما
قاله فى رثاء أحد أبنائه : -
بكاؤكُما يشْفي وإن
كان لا يُجْدي فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا
عندي
تَوَخَّى حِمَامُ
المـوتِ أوْسَـطَ صبْيَتي فلله كيفَ أخْتار
وَاسطَةَ العِقْدِ
طَوَاهُ الـرَّدَى
عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ بعيداً على قُرْب
قريباً على بُعْدِ
لقد أنْجَزَتْ فيه
المنايا وعيدَها وأخْلَفَتِ
الآمالُ ما كان من وعْدِ
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء