pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


جملة النداء

جملة النداء

النداء علامة من علامات «الاتصال» بين الناس ، وهو دليل قوي على «اجتماعية» اللغة ، ومن ثم فهو كثير الاستعمال ، ولا يكاد يخلو كلام إنسان كل يوم من النداء ، فأنت فى حاجة كل وقت أن تنادي «شخصا ما» أو «شيئا ما» ، لذلك كان للنداء «أسلوب» خاص ، بل جملة خاصة اختلف في شأنها اللغويون ؛ فهي جملة لأنها تفيد معنى كاملا حين نقف عليها ، وهي تتكون من حرف للنداء ومنادى ، والجمل المعروفة لا تتكون من حرف واسم فقط ، ولابد أن يكون فيها إسناد بين اسم واسم أو بين فعل واسم. لهذا كله يرى بعض اللغويين المحدثين قبول هذا التركيب على أنه «جملة» لكنهم يطلقون عليها «جملة غير إسنادية».
على أن النحو العربي يرى أن جملة النداء جملة تامة شأنها شأن الجمل الأخرى يتوافر فيها إسناد غير ظاهر ؛ لأن المنادى عندهم نوع من «المفعول به» وهو منصوب بفعل محذوف تقديره : أنادى ، أو أدعو ، وهذا الفعل لا يظهر مطلقا ، وحرف النداء ينوب عنه ويعمل عمله. وهناك اعتراض قديم على تقدير هذا الفعل ؛ لأن جملة النداء جملة طلبية ، وهذا التقدير يحولها إلى جملة خبرية ، وهو اعتراض لا موضع له في التحليل النهائي لهذه الجملة.
وحروف النداء متعددة ؛ منها ما هو للقريب ، ومنها ما هو للمتوسط ، ومنها ما هو للبعيد. ومقياس القرب والبعد قد يكون مقياسا ماديا في المكان والزمان ، وقد يكون مقياسا معنويا كالابن والصديق والعدو.
وأشهر حروف النداء وأكثرها استعمالا هو : يا ، ويجوز حذف حرف النداء في الاستعمال الكثير ويبقى أثره ، مثل :
أستاذنا الجليل ...
أخي العزيز ...

مستمعيّ الأعزاء ..
ويهمنا في التطبيق النحوي الاستعمالات المختلفة في النداء وطريقة إعرابها.
١ ـ ينقسم المنادى إلى نوعين : أحدهما مبني والآخر معرب.
أما المنادى المبني فهو يبنى على ما يرفع به في محل نصب ، وهو نوعان :
أ ـ العلم المفرد ؛ أي الذي ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف مثل :
يا عليّ أقبل.
يا فاطمة أقبلي.
يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
علي : منادى مبني على الضم في محل نصب.
فاطمة : منادى مبني على الضم في محل نصب.
يا عليان أقبلا.
يا فاطمتان أقبلا.
عليان : منادى مبني على الألف في محل نصب.
يا عليون أقبلوا.
عليون : منادى مبني على الواو في محل نصب.
* فإن كان المنادى العلم مبنيا في الأصل بقي على بنائه ولكنه يعرب كما يلي :
جزاك الله خيرا يا سيبويه.
سيبويه : منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره حركة البناء الأخير في محل نصب (١).
* وإن كان العلم المفرد موصوفا بكلمة ابن أو بنت بشرط أن يكونا مضافين إلى علم فلك فيه وجهان ؛ البناء على الضم ، أو البناء على الفتح.
__________________
(١) نقول أنه مبني على ضم مقدر ، ولا نقول أنه مبني على الكسر في محل نصب ، وذلك لأن حركة الضم المقدرة هذه تؤثر على تابع المنادى إن كان له تابع.

يا سعيد بن زيد أقبل.
سعيد : منادى مبني على الضم في محل نصب.
بن : صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة.
وهذا الإعراب على القاعدة الأصلية للعلم المفرد.
يا سعيد بن زيد أقبل.
سعيد : منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره حركة الإتباع (١).
* إن كان العلم المفرد المنادى اسما منقوصا مثل شخص اسمه راضي أو هادي ، فلك في يائه وجهان :
أ ـ إبقاء الياء مثل :
يا راضى أقبل.
راضي : منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره الثقل في محل نصب.
ب ـ حذف الياء شأن حذفها في حالتي الرفع والجر ، مثل :
يا راض أقبل.
راض : منادى مبنى على ضم مقدر على الياء المحذوفة منع من ظهوره الثقل في محل نصب.
(والأفضل إبقاء الياء).
* وإن كان العلم مقصورا فلك في ألفه مثل ما لك في ياء المنقوص ، والأفضل إبقاؤها ، مثل :
يا مصطفى أقبل.
مصطفى : منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره التعذر في محل نصب.
__________________
(١) يقول النحاة إن الفتحة علي آخر العلم في هذا الاستعمال تابعة للفتحة الموجودة علي آخر الصفة التي هي ابن ، أو أن المنادي قد ركب مع صفته تركيب خمسة عشر فيبني على فتح الجزئين. ونذكر البناء علي الضم المقدر لأثره في التوابع أيضا.

* يلتحق بقاعدة نداء العلم المفرد نداء ضمير المخاطب ، مثل :
يا زيد يا أنت ..
أنت : منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره حركة البناء الأصلية ، في محل نصب.
* ونداء الإشارة :
يا هؤلاء اقبلوا.
هؤلاء : منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره حركة البناء الأصلية ، في محل نصب.
* ونداء الموصول :
يا من فعل الخير أبشر.
من : منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره حركة البناء الأصلية ، في محل نصب.
ب ـ النكرة المقصودة :

وهي النكرة التي تقصد قصدا في النداء ، ولذلك تكتسب التعريف منه لأنه يحددها من بين النكرات ، وهي تبنى على ما ترفع به في محل نصب :
يا رجل أقبل. يا فتاة أقبلي.
رجل : منادى مبني على الضم في محل نصب.
فتاة : مبني على الضم في محل نصب.
يا رجلان أقبلا.
رجلان : منادى مبني على الألف في محل نصب.
يا مجدّون أبشروا.
مجدون : منادى مبني على الواو في محل نصب.
* إن كانت النكرة موصوفة فالأغلب نصبها.
نصرك الله يا قائدا عظيما.
قائدا : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة.
* إن كانت النكرة اسما مقصورا أو منقوصا فلك في ألفه أو يائه ما ذكرنا في العلم المفرد :
يا فتى أقبل.
فتى : منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره التعذر ، في محل نصب.
يا لاهي تنبه.
لاهي : منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره الثقل ، في محل نصب.
* وأما المنادى المعرب المنصوب فهو ثلاثة أنواع :
أ ـ النكرة غير المقصودة ، وهي التي لا تفيد من النداء تعريفا ، وأشهر أمثلتهم قول الأعمى :
يا رجلا خذ بيدي.
رجلا : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة.
ويكثر استعمال هذا المنادي الآن ، مثل :
يا غافلا أفق.
يا تائبا طوبى لك.
ب ـ المضاف :
يا فاعل الخير أقبل.
فاعل : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة.
الخير : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
ج ـ الشبيه بالمضاف : وقد قدمنا أمثلة له في لا النافية للجنس :
يا كريما خلقه أبشر.
كريما : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة.

خلقه : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
* * *
٢ ـ إن كان المنادى صحيح الآخر مضافا إلى ياء المتكلم ، وكانت الإضافة محضة ؛ أي معنوية يفيد منها المضاف تعريفا أو تخصيصا فإنه يعرب بعلامة مقدرة ، مثل :
يا صديقي أقبل.
صديقي : منادى منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
ولك في هذه الياء الواقعة مضافا إليه وجوه تؤثر على المنادى ، أشهرها :
أ ـ إبقاؤها مبنية على السكون كما في المثال السابق.
ب ـ إبقاؤها مع بنائها على الفتح :
يا صديقي أقبل.
صديقي : منادى منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، الياء ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
ج ـ إبقاؤها وبناؤها على الفتح ثم فتح ما قبلها وقبلها ألفا :
يا فرحا ..
فرحا : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة (١) ، والياء المنقلبة ألفا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، والأصل : يا فرحي. ويجوز في هذا الاستعمال أن تأتي عند الوقف بهاء السكت :
__________________
(١) الواقع أن هذه الفتحة ليست علامة الإعراب ، لكنها فتحة عارضة جئنا بها لنتمكن من قلب ياء المتكلم ألفا. ولذلك كان ينبغي أن نقول إنه منادي منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. لكننا نفضل الإعراب الذي قدمناه لما فيه من تيسير.

يا فرحاه.
فرحاه : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، والياء المنقلبة ألفا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، والهاء هاء السكت حرف مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
د ـ حذفها وبقاء الكسرة التي قبلها دليلا عليها.
يا قوم توحدوا.
قوم : منادي منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء المحذوفة ضمير مبني علي السكون في محل جر مضاف إليه.
ه ـ حذفها وبناء قبلها على الضم ، وذلك في الكلمات التي تكثر إضافتها مثل :
يا قوم ... يا ربّ
وهناك خلاف في إعراب هذا المثال ، فتقول :
قوم : منادى منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها الضمة التي جاءت لشبهه بالنكرة المقصودة ، والمضاف إليه محذوف هو ياء المتكلم.
أو : منادى مبني على الضم في محل نصب لانقطاعه عن الإضافة لفظا لا معنى وشبهه للنكرة المقصودة.
* فإن كان المنادى المضاف إلى ياء المتكلم هو كلمة (أب) أو (أم) جاز لك فيه الاستعمالات السابقة ، واستعمالات أخرى ، أشهرها :
أ ـ حذف ياء المتكلم والتعويض عنها بتاء يقولون إنها تاء التأنيث مع بنائها على الكسر :
يا أبت ...
أبت : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، والتاء حرف جاء عوضا عن الياء.
المحذوفة لا محل له من الإعراب ، والياء المحذوفة ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

* فإن كان المنادى مضاف إلى اسم مضاف إلى ياء المتكلم ، وجب بقاء الياء مع بنائها على السكون أو على الفتح :
يا فرحة قلبي ..
يا فرحة قلبي ..
إلا إن كان المنادى هو كلمة (ابن أم أو ابن عم أو ابنة أم أو ابنة عم) فلك في هذه الياء وجهان :
أ ـ حذف ياء المضاف إليه مع بقاء الكسرة قبلها.
يا بن أمّ ...
ابن : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة.
أم : مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والياء المحذوفة ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
ب ـ حذف الياء بعد قلبها ألفا وقلب الكسرة التي قبلها فتحة لنتمكن من قلب الياء :
يا بن أمّ ..
ابن : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة.
أم : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها الفتحة التي جاءت لقلب الياء ألفا. والياء المحذوفة المنقلبة ألفا ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
* * *
٣ ـ أنت تعلم أن المنادى لا يكون معرفا بالألف واللام ، إذ لا يصح الجمع بينها وبين النداء ، إلا في حالات ، أشهرها :
أ ـ لفظ الجلالة ..

يا الله .. (١)
الله : لفظ الجلالة منادى مبني على الضم في محل نصب ، وأكثر استعماله مع حذف حرف النداء والتعويض عنها بميم مشددة :
اللهمّ ...
اللهم : لفظ الجلالة منادى مبني على الضم في محل نصب ، والميم عوض عن حرف النداء المحذوف ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ويجوز حذف (أل) من لفظ الجلالة ، وذلك كثير في الشعر :
لا همّ اغفر لي.
لا همّ : منادى مبني على الضم في محل نصب ، والميم عوض عن حرف النداء ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
ب ـ ان يكون المنادى مشبها به :
يا الأسد جرأة.
الأسد : منادي مبني علي الضم في محل نصب. (وهم يرون أن تقدير الجملة علي حذف منادي مضاف ، أي : يا مثل الأسد جرأة ..)
٤ ـ فإذا كان الاسم المنادي معرفا بالألف واللام فلابد من الاستعانة ب (أيّ وأيّة) ، ويجب إفرادها ، وإلحاق ها التنبيه لها.
يا أيّها المجتهد أبشر.
يا : حرف نداء مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
أي : منادي مبني علي الضم في محل نصب.
ها : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
المجتهد : بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
* وكذلك مع اسم الموصول المبدوء ب «ال» :
__________________
(١) بهمزة قطع أو وصل.

يا أيها الذي استعدّ أبشر.
يا : حرف نداء مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
أي : منادي مبني علي الضم في محل نصب.
ها : حرف تنبيه مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
الذي : اسم موصول مبني علي السكون في محل رفع بدل.
استعد : فعل ماض مبني علي الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
* ومع اسم الإشارة المجرد من كاف الخطاب.
أيّها ذا المستعدّ أبشر.
أي : منادي مبني على الضمّ في محل نصب.
ها : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع بدل لأي على اللفظ.
المستعد : صفة لاسم الإشارة مرفوع بالضمة الظاهرة.
ملحوظة : يشيع استعمال «أي» و «أية» في النداء في الفصحي المعاصرة :
أيها الحقل الكريم ..
أيها الأخوة المواطنون
أيتها الطليعة الممتازة ..
* * *
٥ ـ يجوز ترخيم المنادي أي حذف حرف من آخره ، أو أكثر إن كان علما مفردا أو نكرة مقصودة بالشروط التي تفصلها كتب النحو ، والذي يهمنا الآن هو ضبطها في التطبيق النحوي.
إن رحمت اسما منادي بأن حذفت حرفه الأخر جار لك في الحرف الذي أصبح آخرا وجهان :

أ ـ أن نتركه علي أصله فنقول :
يا فاطم.
أصلها : يا فاطمة ، فتبقي الميم مفتوحة كما كانت ، وتقول في إعرابها :
فاطم : منادي مبني على الضم على التاء المحذوفة للترخيم ، في محل نصب.
يا صاح.
أصلها : يا صاحب فتبقي الباء مكسورة كما كانت وتعربها كالمثال السابق ، وهكذا.
وهذه الطريقة يسميها القدماء «لغة من ينتظر» دلالة علي أن المستمع ينتظر الحرف المحذوف.
ب ـ أن تراعي موقعه بإعتباره منادي فتضبط الحرف الأخير بالبناء علي الضم.
يا فاطم.
فاطم : منادي مبني علي الضم في محل نصب ... وهكذا.
وهذه الطريقة تسمي «لغة من لا ينتظر» كأن الاسم قد انتهي بهذا الحرف ومن ثم تم بناؤه علي الضم.
* * *
الاستغاثة

الاستغاثة نوع من أنواع النداء ، لأنك توجه صرختك إلي من يعينك علي دفع شدة واقعة. وهي تتكون من حرف النداء (يا) ولا يستعمل فيها غيره. وبعده الاسم الذي تستغيثه ويسمي (المستغاث) مجرورا بلام أصلية مبنية علي الفتح علي الأغلب ، ثم الاسم المستغاث له مجرورا بلام أصلية مبنية علي الكسر فتقول :
يا للمؤمن للمظلوم.

يا : حرف نداء مبني علي السكون في محل نصب.
اللام : حرف جر مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب.
المؤمن : اسم مجرور باللام ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء. (لأن فيه معني الفعل : أدعو).
للمظلوم : اللام حرف جر مبني علي الكسر لا محل له من الإعراب ، المظلوم : اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.
وإن حذفت لام الجر من المستغاث جاز أن نعوض عنها بألف في آخره ونلحقها بهاء السكت عند الوقف.
يا مؤمنا للمظلوم.
يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
مؤمنا : منادي مبني على ضم مقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف ، وهو في محل نصب ، والألف عوض عن لام الجر المحذوفة حرف مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
يا مؤمناه!
يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
مؤمناه : منادي مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف في محل نصب ، والألف عوض عن لام الجر المحذوفة ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء هاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
قد يكون المستغاث مبنيا في الأصل ، مثل :
يا لهذا للضعيف.
يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
اللام : حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

هذا : مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.
يا لك للمظلوم
يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
اللام : حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الكاف : ضمير مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.
* لام الجر التي تكون في أول المستغاث يجب أن تكون مبنية على الفتح كما في الأمثلة السابقة ، ويجب بناؤها علي الكسر.
أ ـ إذا كان المستغاث ياء المتكلم :
يا لي للمظلوم.
يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
اللام : حرف جر مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
ويا المتكلم ضمير مجرور باللام وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.
ب ـ أن تكون مع معطوف علي المستغاث ، غير مسبوقة بحرف النداء :
يا للشاب وللشابة للوطن
يا : حرف نداء مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
اللام : حرف جر مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب.
الشاب : مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.
الواو : حرف عطف مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب.
اللام : حرف جر مبني علي الكسر لا محل له من الإعراب.
الشابة : معطوف في محل نصب.

* اللام الواقعة في أول المستغاث له مبنية علي الكسر وجوبا ، ويجب بناؤها علي الفتح إن كان المستغاث له ضميرا غير ياء المتكلم.
يا للناصر لنا.
لنا : اللام حرف جر مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب.
ونا ضمير متصل مبني علي السكون في مجل جر باللام ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.
وإن كان الاسم الواقع بعد المستغاث غير مستغاث له بل مستغاث عليه أي تطلب الانتصار عليه لا الانتصار له ، حذفت اللام وجررته بحرف الجر (من) :
يا لله من المنافقين.
يا : حرف نداء مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
لله : اللام حرف جر مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب ، ولفظ الجلالة مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.
من : حرف جر مبني علي السكون وحرك لالتقاء الساكنين.
المنافقين : مجرور بمن وعلامة جره الياء ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.
* * *
* تستعمل اللام المفتوحة بعد «يا» في جملة نداء تفيد التعجب ، مثل :
يا للعجب
يا للجمال
يا للهول
يا : حرف نداء.
للعجب : اللام حرف جر مبني علي الفتح ، والعجب مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة ـ وشبه الجملة متعلق ب «يا».
* * *

الندبة

والندبة أيضا نوع من أنواع النداء لأنها نداء موجّه للمتفّجع عليه أو المتوجّع منه ، ويعرب المندوب منادي وله أحكامه من حيث البناء والإعراب ؛ فأنت إذا أردت أن تتفجع علي رجل مات اسمه زيد قلت :
وازيد.
وا : حرف ندبة (أي حرف نداء) مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
زيد : منادي مبني علي الضم في محل نصب.
وإذا أردت أن تتوجع من ألم برأسك قلت :
وا رأسي.
وا : حرف ندبة مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
رأسي : منادي منصوب بفتحة مقدرة علي ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء ضمير متصل مبني علي السكون في محل جر مضاف إليه.
والحرف المستعمل في الندبة هو (وا) في الاستعمال الغالب.
والأغلب أن تلحق المندوب ألف زائدة ، بعدها هاء السكت عند الوقف ، مثل :
وا زيداه.
وا : حرف ندبة مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
زيدا : منادي مبني علي ضم مقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف ، في محل نصب. والألف حرف زائد مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
الهاء : هاء السكت حرف مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
* وقد تأتي هذه الألف في المضاف إليه مثل :

وا عبد الحميداه.
وا : حرف ندبة مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
عبد الحميداه : عبد منادي منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، والحميد مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها الفتحة المناسبة للألف ، والألف حرف زائد مبني علي السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء هاء السكت حرف مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
وهذه الألف تزاد بشرط ألا تؤدي إلي لبس ، فإن أدت إليه أتينا بحرف مد آخر. كأن تريد مثلا أن تتفجع علي أخ مضاف إلي ضمير المخاطبة قلت : وا أخاك. فإن زدت الألف صارت وا أخاك والتبس الأمر بالأخ المضاف إلي المخاطب ، ولذلك تقول :
وا أخاكي.
وا : حرف ندبة مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
أخا : منادي منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.
الكاف : ضمير متصل مبني علي الكسر في محل جر مضاف إليه.
الياء : حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
وكذلك إن أردت أن تتفجع علي أخ مضاف إلي ضمير الغائب المفرد قلت :
وا اخاه : فإن زدت الألف صارت : وا أخاها والتبس الأمر بالأخ المضاف إلي ضمير الغائبة ، ولذلك نقول :
وا أخاهو.
وا : حرف ندبة.
أخا : منادي منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.
الهاء : ضمير متصل مبني علي الضم في محل جر مضاف إليه.
الواو : حرف زائد مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
٢٩٠
وكذلك إن أردت أن تتفجع علي أخ مضاف إلي ضمير الغائبين قلت.
وا أخاهم ، فإن زدت الألف صارت وا أخاهما والتبس بالأخ المضاف إلي ضمير الغائب المثني ، ولذلك نقول :
وا أخاهمو.
وا : حرف ندبة.
أخا : منادي منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.
هم : ضمير متصل مبني علي السكون في محل جر مضاف إليه.
الواو : حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
* إذا كان المندوب مضافا إلي ياء المتكلم جاز لك أن تبقي الياء أو أن تحركها بالفتحة مع زيادة ألف الندبة ، أو أن تحذفها وزيادة ألف الندبة ، وتزاد هاء السكت عند الوقف ، فنقول :
وا رأسي.
وا : حرف ندبة.
رأسي : منادي منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
الياء : ضمير متصل مبني علي السكون في محل جر مضاف إليه.
وا رأسيا.
وا : حرف ندبة.
رأس : منادي منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
الياء : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
الألف : حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
وا رأسا.
وا : حرف ندبة.

رأس : منادى منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة للألف ، والياء المحذوفة مضاف إليه.
الألف : حرف زائد مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.
* * *
تدريب : أعرب ما يأتي :
١ ـ (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ.)
٢ ـ (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ. الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ.)
٣ ـ (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا. رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ. رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ.)
٤ ـ (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ.)
٥ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.)
٦ ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ) تحيي (الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي.)
٧ ـ (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ.)
٨ ـ (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.)
٩ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ.)
٢٩٢
١٠ ـ (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ) فيك (أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ)
١١ ـ (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.)
١٢ ـ (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ.)
١٣ ـ (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ.)
١٤ ـ (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ. قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى) إخواتاك (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ.)
١٥ ـ (قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ ، وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ.)
* * *
٢٩٣
شكرا لتعليقك