الأسماء الستة
هي : أب ، أخ ، حم ، فم ، هن ، ذو أما كلمة" هن" فلا تكاد تستعمل الآن ، ولذلك اشتهرت هذه الأسماء بأنها خمسة ، وهي تعرب الإعراب الخاص بها بشرطين :١ ـ أن يكون الاسم مفردا.
٢ ـ أن يكون مضافا إلى غير ياء المتكلم.
فإن فقد الاسم شرطا منها فإنه يعرب إعرابا عاديا ، مثل :
جاء أخي. فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة.
جاء أخوك. فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى.
استشر ذوي الاختصاص. مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
٢٣
الأفعال الخمسة : كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة.
وهي خمسة : لأن :
ألف الاثنين نوعان ، ضمير يدل على المثنى المذكر ، أو ضمير يدل علي المثنى المؤنث :
الطالبان يكتبان.
الطالبتان تكتبان.
وواو الجماعة نوعان : ضمير يدل على المخاطبين ، وضمير يدل على الغائبين :
أنتم تكتبون. هم يكتبون.
وياء المخاطبة نوع واحد. أنت تكتبين.
فالمجموع إذن خمسة.
* * *
الإعراب الظاهر والإعراب المقدر
لعلك لاحظت في الأمثلة السابقة أنا أعربنا كلمة بأنها مرفوعة بالضمة الظاهرة ، وأخرى بأنها منصوبة بالفتحة الظاهرة ، وثالثة بأنها مجرورة بالكسرة الظاهرة ، وهكذا. وهذا النوع هو الذي نسمية الإعراب بالعلامات الظاهرة. وأنت تعلم أن الحرف الأخير من الكلمة هو محل الإعراب ، ومعنى ظهور العلامة عليه أنه صالح لتلقي هذه العلامة.
لكن هناك كلمات لا تظهر عليها علامة الإعراب التي يقتضيها موقعها في الجملة ، ولا يرجع عدم ظهور العلامات إلى أن هذه الكلمات مبنية بل إلي أسباب أخرى ، وهذا النوع من الإعراب نسميه الإعراب بالعلامات المقدرة والعلامات المقدرة قد تكون حركات كما قد تكون حروفا كما يظهر من الأمثلة.
وللإعراب بالعلامات المقدرة أسباب ثلاثة هي :
١ ـ عدم صلاحية الحرف الأخير من الكلمة لتحمل علامة الإعراب.
٢ ـ وجود حرف يقتضي حركة معينة تناسبه.
٣ ـ وجود حرف جر زائد أو شبيه به.
١ ـ النوع الأول : عدم صلاحية الحرف الأخير من الكلمة لتحمل علامة الإعراب :
إذا كانت الكلمة منتهية بحرف من حروف العلة ، صار متعذرا أو ثقيلا ، أن يتقبل حركة الإعراب ، لأن حركة الإعراب في الأساس ـ هي الضمة والفتحة والكسرة ، وهذه الحركات ـ كما يقول اللغويون ـ أبعاض حروف المد ، أي أن الضمة جزء من الواو ، والفتحة جزء من الألف ، والكسرة جزء من الياء.
والكلمات التي من هذا النوع يمكن ترتيبها على النحو التالي :
أ ـ الاسم المقصور.
ب ـ الاسم المنقوص.
ج ـ الفعل المضارع المعتل الآخر.
أ ـ الاسم المقصور :
وهو الاسم المعرب الذي في آخره ألف لازمة ، وتقدر عليه الحركات الثلاث ، لأن الألف لا تقبل الحركة مطلقا ، ولذلك نعربه بحركة مقدرة منع من ظهورها التعذر ، أي استحالة وجود الحركة مع الألف ، فنقول :
جاء فتى. فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
رأيت فتى. مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
مررت بفتى. مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
وإذا كان الاسم المقصور ممنوعا من الصرف فإنه لا ينون ، مع جره بالفتحة كما هو متبع فنقول :
جاء موسى. فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
رأيت موسى. مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
مررت بموسى. مجرور بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
ب ـ الاسم المنقوص :
وهو الاسم المعرب الذي آخره باء لازمة ، غير مشددة ، قبلها كسرة ، وهذا الاسم تقدر عليه حركتان فقط هما الضمة والكسرة ، وذلك لأن الياء الممدودة يناسبها كسر ما قبلها ، والضمة حركة ثقيلة فيعسر الانتقال من كسر إلى ضم ، كما أن الكسرة جزء من الياء كما ذكرنا ، ويستثقل تحريك الياء بجزء منها. أما الفتحة فهي أخف الحركات ، ولذلك تظهر على الياء ، فنقول :
جاء القاضي. فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.
مررت بالقاضي. مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها الثقل
رأيت القاضي. مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة
فاذا كان الاسم المنقوص نكرة حذفت ياؤه ، وعوض عنها بتنوين يسمى تنوين العوض ، وذلك في حالتي الرفع والجر فقط ، فنقول :
جاء قاض. فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.
مررت بقاض. مجرور بكسرة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.
رأيت قاضيا. مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
وإن كان الاسم المنقوص ممنوعا من الصرف لكونه من صيغة منتهى الجموع ـ قدرت فيه علامة الرفع والجر ، وحذفت تنوين نكرته. فيها ، وحذفت الياء وعوضت عنها تنوين العوض ، وأظهرت علامة النصب ، فتقول :
هذه جوار. خبر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.
مررت بجوار. مجرور بفتحة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.
رأيت جواري. مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
ج ـ الفعل المضارع المعتل الآخر :
وهذا الفعل إما أن يكون آخره ألفا أو واوا أو ياء ، فإن كان آخره ألفا قدرت عليه حركتا الرفع والنصب على النحو الذي بيناه في الاسم المقصور. أي بسبب التعذر ، أما في حالة الجزم فتظهر فيه علامة الإعراب التي هي حذف حرف العلة ، فنقول :
هو يسعى إلي الخير فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
إنه لمن يرضي بما تعرض عليه. فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
لا تخش غير الله. فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
فإن كان آخر الحرف واوا أو ياء قدرت عليه حركة واحدة فقط هي الضمة للثقل ، وتظهر عليه الفتحة لخفتها ، وكذلك يظهر الجزم لأنه يحذف حرف العلة ، فنقول :
هو يدعو الناس إلي الخير. فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.
هو يأتيك بالخبر اليقين. فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.
يحب أن يعفو عن المسيء. فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
لن يأتي اليوم. فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
لا تدع إلا إلى خير. فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
لم يأت أمس. فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة
تنبيه :
الفرق بين التعذر والثقل أن التعذر يعني استحالة ظهور الحركة ، أما الثقل فيعني إمكان ظهورها مع ثقلها في النطق ، مثلا :
جاء الفتى.
رأيت الفتى.
مررت بالفتى.
يستحيل ظهور الضمة والفتحة والكسرة مع الألف إلا إذا غيرتها إلي حرف آخر ، كأن تقول :
جاء الفتأ ، أو الفتو ، وهذا طبعا تغيير في الكلمة.
أما حين نقول :
جاء القاضي. مررت بالقاضي.
فإنك تستطيع أن تنطق الضمة والكسرة مع الياء مع قدر كبير من الثقل :
جاء القاضي. مررت بالقاضي.
* * *
٢ ـ النوع الثاني : وجود حرف يقتضي حركة معينة تناسبه.
وذلك في الاسم المضاف إلي ياء المتكلم ، لأن ياء المتكلم التي هي مضاف إليه تكون بعد الحرف الأخير من الاسم مباشرة ، وهذا الحرف الأخير هو موضع علامات الإعراب ، ولكن ياء المتكلم تقتضي وجود كسرة تناسبها ، أي أن الحرف الأخير لا بد أن يكون مكسورا ، وعلامات الإعراب ـ في الاسم ـ ضمة وفتحة وكسرة ، ولا يمكن تحريك الحرف الواحد بحركتين في وقت واحد ، كسرة المناسبة للياء وحركة الإعراب ، فتقدر حركات الإعراب الثلاث بسبب حركة المناسبة. فتقول :
جاء صديقي : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
رأيت صديقي : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة علي ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
مررت بصديقي : مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة علي ما قبل الياء منع من ظهورها حركة المناسبة.
ويصدق ذلك أيضا علي جمع التكسير وجمع المؤنث السالم ، فتقول :
جاء أصدقائي.
جاءت أخواتي.
رأيت أصدقائي.
رأيت أخواتي.
مررت بأصدقائي.
مررت بأخواتي.
أما إذا كان الاسم المضاف إلي ياء المتكلم مثنى ، أو جمع مذكر سالما فلا تقدر عليه علامات الإعراب ، فتقول :
جاء صديقاي. فاعل مرفوع بالألف.
رأيت صديقي. مفعول به منصوب بالياء (المدغمة في ياء المتكلم).
مررت بصديقيّ. مجرور بالباء وعلامة جره الياء (المدغمة في ياء المتكلم)
جاء مهندسي. فاعل مرفوع بالواو (التي انقلبت ياء ثم أدغمت في ياء المتكلم ـ أصلها : مهندسوي)
رأيت مهندسيّ. مفعول به منصوب بالياء (المدغمة في ياء المتكلم).
مررت بمهندسيّ. مجرور بالباء وعلامة جره الياء (المدغمة في ياء المتكلم)
أما الاسم المقصور أو المنقوص المضاف إلي ياء المتكلم فتقدر عليه حركات الإعراب لا بسبب إضافته إليها ، بل للأسباب المذكورة آنفا ، فتقول (المقصور) هذا فتاي. فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
رأيت فتاي. مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر
مررت بفتاي. مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
(المنقوص) جاء محاميّ. فاعل مرفوع بضمة مقدرة علي الياء (المدغمة في ياء المتكلم).
رأيت محاميّ. مفعول به منصوب بالفتحة (علي الياء المدغمة في ياء المتكلم).
مررت بمحاميّ. مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة علي الياء (المدغمة في ياء المتكلم).
* * *
٣ ـ النوع الثالث. وجود حرف جر زائد أو شبيه بالزائد.
وحروف الجر الزائدة سوف نفصل فيها القول بعد ذلك ، وهي حروف لا تؤدي الوظيفة التي يقتضيها الجر في العربية ، ولكنها مع ذلك تؤثر في الاسم الذي بعدها فتجره ، فنعربه بعلامة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، لأن محل الإعراب ـ كما سبق ـ لا يتحمل علامتين في وقت واحد ، فنقول :
ما جاء من رجل. من حرف جر زائد ، رجل فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
ما رأيت من رجل. من حرف جر زائد ، رجل مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
(لست عليهم بمسيطر) خبر (ليس) منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وقد تكون العلامة المقدرة حركة ، كما في الأمثلة السابقة ، وقد تكون حرفا ، مثل :
هل من مخلصين يفعلون ذلك. من : حرف جر زائد ، مخلصين مبتدأ مرفوع بواو مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بعلامة حرف الجر الزائد.
ليسا بمؤمنين. الباء حرف جر زائد ، مؤمنين خبر (ليس) منصوب بياء مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بعلامة حرف الجر الزائد.
ليسوا بمؤمنين. الباء حرف جر زائد ، مؤمنين خبر (ليس) منصوب بباء متدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بعلامة حرف الجر الزائد.
أما حرف الجر الشبيه بالزائد فهو ربّ وواوها ، فتقول :
ربّ ضارة نافعة. ربّ : حرف جر شبيه بالزائد
ضارة : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد
نافعة : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وليل كموج البحر أرخى سدوله. الواو واو رب حرف جر شبيه بالزائد ، ليل مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد. (والجملة الفعلية خبره).
* * *
تدريب : أعرب الكلمات المكتوبة بخط واضح :
(إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ)
(وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ.)
(لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً.)
(وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً.)
(وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا.)
(وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.)
(قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.)
(قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي.)
(إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ.)
(ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ.)
(مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي.)
(ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ.)
* * *
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء