pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


الإدغام

الإدغام
الإدغام ضرب من التأثير الذى يقع فى الأصوات المتجاورة ، وهو لا يكون إلا فى نوعين من الأصوات :
أ ـ أن يكون الصوتان مثلين كإدغام الكاف فى مثل :
سككر = سكّر.
٢ ـ أن يكون الصوتان متقاربين كإدغام اللام فى الراء من :
قل ربّ (أى أنك تنطقها هكذا : قربّ).
والصرفيون يهتمون بالنوع الأول وهو إدغام المثلين ، وهناك تفصيل شامل للنوع الثانى لدى علماء القراءات.
ومعنى الإدغام أنك تنطق بحرفين من مخرج واحد دفعة واحدة بحيث يصيران حرفا مشددا ، أى أن الإدغام هدفه التخفيف ؛ وقد التفت القدماء إلى ذلك ؛ قال ابن جنى «والمعنى الجامع لهذا كله تقريب الصوت من الصوت ألا ترى أنك فى (قطّع) ونحوه قد أخفيت الساكن الأول فى الثانى حتى نبا اللسان عنهما نبوة واحدة ، وزالت الوقفة التى كانت تكون فى الأول لو أدغمته فى الآخر ، ألا ترى أنك لو تكلفت ترك إدغام الطاء الأولى لتجشمت لها وقفة عليها تمتاز من شدة ممازجتها للثانية بها ، كقولك : قططع وسككر ، وهذا إنما تحكمه المشافهة به ، فإن أنت أزلت تلك الوقيفة والفترة على الأولى خلطه بالثانى فكان قربه منه وإدغامه فيه أشد لجذبه إليه وإلحاقه به». ـ (الخصائص ٢ / ١٤٠).

وللإدغام ثلاثة أقسام :
أ ـ واجب.
ب ـ جائز.
ح ـ ممتنع.
وذلك كله يتوقف على شكل الحرفين المثلين ، ذلك أنهما لا يخرجان على ثلاث صور :
١ ـ أن يكون الأول متحركا والثانى ساكنا.
٢ ـ أن يكون الأول ساكنا والثانى متحركا.
٣ ـ أن يكون الاثنان متحركين.
والآن ، نعرض لأحكام الإدغام فى كل صورة من هذه الصور.
أولا : إذا تحرك الأول وسكن الثانى :

هذه الصورة يمتنع فيها الإدغام سواء أكان الحرفان فى كلمة واحدة أم فى كلمتين ، مثل :
مررت : يمتنع إدغام الراءين لتحرك الأولى وسكون الثانية.
يسأل المدرس : يمتنع إدغام اللام (من يسأل) فى اللام (من المدرس) لتحرك الأولى وسكون الثانية.
ثانيا : إذا سكن الأول وتحرك الثانى :

هذه الصورة يجب فيها الإدغام سواء كان الحرفان فى كلمة واحدة أم فى كلمتين ، مثل :
كببر = كبّر ، سللم = سلّم

لم يخرج جمال. (تدغم جيم يخرج فى جيم جمال).
لم يكتب بالقلم. (تدغم باء يكتب فى باء الجر).
* إذا كان المثلان فى كلمتين ، وكان الأول الساكن حرف مدّ واقعا فى آخر الكلمة الأولى امتنع الإدغام ، مثل :
يسمو وائل : الواو الأولى حرف ساكن لأنه حرف مد وقد وقع فى آخر الكلمة الأولى ، ولذلك يمتنع إدغامها فى واو وائل.
يأتى ياسر : يمتنع إدغام ياء يأتى فى ياء ياسر لأن الأولى حرف مد فى آخر الكلمة الأولى.
ثالثا : إذا تحرك الحرفان :

هذه الصورة يتردد فيها الإدغام بين الوجوب والجواز وفقا لشروط نعرضها على النحو التالى.
١ ـ أن يكون الحرفان فى كلمة واحدة ، وهنا يجب الإدغام ، مثل :
شدد = شدّ.
ملل = ملّ.
حبب = حبّ.
* فإن كانا فى كلمتين جاز الإدغام ، مثل ؛
جعل لك : اللام الأولى والثانية متحركتان ، لكن لما وقعتا فى كلمتين صار إدغامهما جائزا لا واجبا.
* فإن كانا فى كلمتين ، وكان الحرف الذى قبلهما ساكنا غير لين امتنع الإدغام مثل ، :

شهر رمضان : الراء الأولى والثانية متحركتان ، وقد وقعتا فى كلمتين ، والحرف الذى قبلهما هو الهاء وهو حرف ساكن غير لين ، ولذلك يمتنع الإدغام.
٢ ـ ألا يكون الحرف الأول فى صدر الكلمة ، مثل :
ددن : يمتنع إدغام الدال الأولى فى اللام لوقوع الأولى فى صدر الكلمة. (الددن : اللعب).
* إذا كان الحرف الأول تاء زائدة فى فعل ماض مبدوء بتاء جاز إدغامهما رغم وقوع الأولى فى صدر الكلمة ، مثل :
تتلمذ تتابع : هذان الفعلان أولهما تاء زائدة ، وبعدها تاء أصلية هى فاء الفعل (وزن الأول تفعلل ، والثانى تفاعل) ، والفعلان ماضيان لذلك يجوز إدغام التاء الأولى فى الثانية ، أى الحرف الأول من الفعل يصير مشددا ، والحرف المشدد أوله ساكن ، والعربية لا تبدأ بساكن ، وإذن لا بد من اجتلاب ألف وصل ، فنقول :
اتلّمذ ، اتّابع.
٣ ـ ألا يكون الحرف مدغما فيه حرف سابق عليه ، مثل :
قرّر : هذا الفعل فيه ثلاث راءات ، الأولى ساكنة والثانية متحركة ، أدغمت الأولى فى الثانية وجوبا ، وراء ثالثة ، أى أن عندنا راءين متحركتين ، وفى هذه الصورة يمتنع الإدغام ، لأن الأولى دخلت فى إدغام ، ومن المستحيل إدغام ، الراءات الثلاث.
٤ ـ ألا يكون الحرفان فى وزن ملحق بغيره ، مثل :
جلبب ـ اقعنسس : الفعل الأول فيه باءان متحركتان ولكنه ملحق

بوزن دحرج ، والفعل الثانى فيه سينان متحركان ، وهو ملحق بوزن احرنجم. وفى هذه الصورة يمتنع الإدغام ، لأنا لو أدغمنا الحرفين ضاع الوزن الذى ألحقنا كلا منهما به.
٥ ـ ألا يكون الحرفان فى اسم على وزن (فعل) ، مثل :
مدد ، ملل : هذان الحرفان يمتنع فيهما الإدغام لوقوعهما فى اسم على وزن (فعل) بفتح الفاء والعين.
٦ ـ ألا يكون الحرفان فى اسم على وزن (فعل) ، مثل :
مرر ، ذلل : يمتنع الإدغام لوقوع المثلين المتحركين فى اسم على (فعل) بضم الفاء والعين.
٧ ـ ألا يكون الحرفان فى اسم على وزن (فعل) ، مثل :
لمم ، كلل : يمتنع الإدغام لوقوعهما فى اسم على وزن (فعل) بكسر الفاء وفتح العين.
٨ ـ ألا يكون الحرفان فى اسم على وزن (فعل) ، مثل :
درر ، جدد : يمتنع الإدغام لوقوعهما فى اسم على وزن (فعل) بضم الفاء وفتح العين.
٩ ـ ألا تكون حركة الحرف الثانى حركة عارضة ، مثل :
اكفف الشّر : فعل الأمر (اكفف) فى آخره فاءان ، والواجب أن تكون الفاء الثانية ساكنة لأن الفعل مبنى على السكون ، لكن هذه الفاء تحركت تخلصا من التقاء الساكنين إذ أن الكلمة التى بعدها (الشر) تبدأ بساكن ، وإذن عندنا فاءان متحركتان ، لكن حركة الفاء الثانية ليست حركة

أصلية وإنما هى حركة عارضة ، وعليه فإن الإدغام ليس واجبا وإنما هو جائز ، فنقول :
اكفف الشّر أو كفّ الشّر.
١٠ ـ ألا يكون الحرفان ياءين بشرط أن يكون تحريك ثانيهما لازما ، مثل :
لن يحيى ، ورأيت محييا : الفعل (يحيى) فيه ياءان والثانية لازمة التحريك لأنه منصوب بلن ، والاسم (محييا) فى آخره ياءان ، والثانية لازمة التحريك لأنه منصوب بكونه مفعولا به ، وفى هذه الصورة يمتنع الإدغام.
* أما إذا كان الفعل ماضيا فإنه يجوز الإدغام ، مثل :
حيى ، عيى : يجوز فيه الفك كما يجوز الإدغام ، فتقول : حىّ ـ عىّ :
١١ ـ ألا يكون الحرفان تاءين فى (افتعل) ، مثل :
اقتتل ، استتر : هذان الفعلان فيهما تاءان ، إحداهما تاء أصلية فى الفعل والثانية تاء الافتعال ، وفى هذه الصورة لا يكون الإدغام واجبا وإنما هو جائز ، بل إن الإدغام فيه قليل ، وعند الإدغام نقول :
قتّل ، ستر : ومع الإدغام قد يختلط وزن (افتعل) بما هو على وزن (فعّل) ، ولكن اللغويين يفرقون بينهما فى المضارع فيقولون إن مضارع (افتعل) الذى حدث فيه إدغام يكون : يقتّل ، يستّر ، بفتح حرف المضارعة ، أما مضارع (فعّل) فيكون :
يقتّل ، يستّر ، بضم حرف المضارعة.

* هناك صورة أخرى يجوز فيها الإدغام :
أن يكون الفعل مضارعا مضعفا مجزوما بالسكون ، أو فعل أمر مبنيا على السكون مثل :
لم يمرر ، يجوز فيه الفك ويجوز الإدغام فتقول : لم يمرّ ، وكذلك فى الأمر ، تقول : امرر أو مرّ.
* وهناك صورة يجب فيها الفك :
أن تكون الكلمة على صيغة (أفعل به) مثل :
أحبب به ، وأشدد بعزيمته : فلا يجوز الإدغام فى أحبب ولا فى أشدد.
هذه هى الأحكام الخاصة بادغام المثلين. أما إدغام المتقاربين وهما الحرفان اللذان ينطقان من مخرجين متقاربين فإن الصرفيين لم يهتموا بهذا النوع من الإدغام ، غير أن هناك رصدا طيبا له فى كتب القراءات ، ونقدم لك منها هذه الأمثلة.
(١) النون الساكنة :

أ ـ تدغم بلاغنة فى اللام والراء ، مثل : من لم ، ومن رأى.
وتدغم بغنة فى الياء والميم والواو.
ب ـ لا يجوز إدغامها مع العين والغين والحاء والخاء والهاء والهمزة ، لبعد مخرج النون من مخرجها.
ح ـ تقلب النون ميما عند اتصالها بباء ، مثل :
أنبئهم ، (نقرأها : أمبئهم).

(٢) الباء مع الفاء : مثل قراءة أبى عمرو الكسائى فى :
«وإن تعجب فعجب» ، «اذهب فإن لك.»
(٣) التاء مع الثاء ، والجيم ، والظاء ، والسين ، والصاد ، نحو :
«بعدت ثمود» ، «كذّبت ثمود».
«نضجت جلودهم» ، «جبت جنوبها».
«حملت ظهورهما» ، «كانت ظالمة».
«أنبتت سبع» ، «جاءت سيارة».
«حصرت صدورهم» ، «لهدمت صوامع».
إلى غير ذلك من الأحكام التى تفصلها كتب القراءات.
* * *

شكرا لتعليقك